الكافي - ج ٨

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي

الكافي - ج ٨

المؤلف:

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي


المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-414-8
ISBN الدورة:
978-964-493-340-0

الصفحات: ٧٠٣

الْحُلَيْفَةِ (١) ، زَالَتِ (٢) الشَّمْسُ ، فَاغْتَسَلَ (٣) ، ثُمَّ خَرَجَ حَتّى أَتَى الْمَسْجِدَ الَّذِي عِنْدَ الشَّجَرَةِ ، فَصَلّى (٤) فِيهِ الظُّهْرَ ، وَعَزَمَ (٥) بِالْحَجِّ (٦) مُفْرِداً (٧) ، وَخَرَجَ حَتّى انْتَهى إِلَى الْبَيْدَاءِ (٨) عِنْدَ الْمِيلِ الْأَوَّلِ ، فَصُفَّ (٩) لَهُ سِمَاطَانِ (١٠) ، فَلَبّى بِالْحَجِّ مُفْرِداً (١١) ، وَسَاقَ الْهَدْيَ سِتّاً وَسِتِّينَ ، أَوْ أَرْبَعاً (١٢) وَسِتِّينَ ، حَتّى انْتَهى إِلى مَكَّةَ فِي سَلْخِ (١٣) أَرْبَعٍ (١٤) مِنْ ذِي الْحِجَّةِ ، فَطَافَ بِالْبَيْتِ سَبْعَةَ أَشْوَاطٍ ، ثُمَّ صَلّى رَكْعَتَيْنِ خَلْفَ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ عليه‌السلام ، ثُمَّ عَادَ إِلَى الْحَجَرِ ، فَاسْتَلَمَهُ ، وَقَدْ كَانَ اسْتَلَمَهُ فِي أَوَّلِ طَوَافِهِ.

__________________

(١) ذو الحليفة : ماء من مياه بني جشم ، ثمّ سمّي به الموضع ، على ستّة أميال أو نحو مرحلة عن المدينة ، وهومسجد الشجرة ، ميقات أهل المدينة. راجع : المصباح المنير ، ص ١٤٦ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٠٦٩ ( حلف ).

(٢) في « ظ ، بث ، بخ ، جد » والوافي والتهذيب : « فزالت ».

(٣) في « بخ » والوافي : « اغتسل ».

(٤) في « بح » : « وصلّى ».

(٥) في « بخ ، بس » والوافي والبحار : « ثمّ عزم ».

(٦) في « بخ ، بس » والوافي : « على الحجّ ».

(٧) في « بخ ، بف » : « منفرداً ».

(٨) « البيداء » : المفازة التي لا شي‌ء بها ، سمّيت بذلك لأنّها تُبيد من يحلّها ، وهي هنا اسم موضع مخصوص بين مكّة والمدينة. راجع : النهاية ، ج ١ ، ص ١٧١ ؛ لسان العرب ، ج ٣ ، ص ٩٧.

(٩) في « بف » : « فيصفّ الناس ». وفي التهذيب : + « الناس ».

(١٠) في « ظ ، بف » وحاشية « بح » والتهذيب : « سماطين ». والسماط ، وزان كتاب : الجانب ، والسماطان من النخل والناس : الجانبان ؛ يقال : مشى بين يدي السماطين. أو هو الجماعة من الناس والنخل ، أو هو الصفّ ، ويقال : قام القوم حوله سماطين ، أي صفّين ، وكلّ صفّ من الرجال سماط. راجع : الصحاح ، ج ٣ ، ص ١١٣٤ ؛ النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٠١ ؛ المصباح المنير ، ص ٢٨٨ ( سمط ).

(١١) في « بث » : « منفرداً ». وفي الوافي : « مفرداً ، أي من دون عمرة معه في نيّة واحدة » ، وفي المرآة : « قوله عليه‌السلام : مفرداً ، أي مفرداً عن العمرة ، أي لم يتمتّع ؛ لأنّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان قارناً ».

(١٢) في المرآة : « قوله عليه‌السلام : أو أربعاً ، الترديد من الراوي ».

(١٣) السَّلْخُ : المضيّ ، يقال : سلخ الشهرُ ، أي مضى ، كانسلخ. وسَلْخ الشهر : آخره. راجع : المصباح المنير ، ص ٢٨٤ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٣٧٦ ( سلخ ).

(١٤) في « ظ ، بح ، جد » : + « بقين ». وفي حاشية « ظ » : + « مضين ».

١٦١

ثُمَّ قَالَ : ( إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ (١) اللهِ ) (٢) فَأَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ اللهُ (٣) ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِهِ (٤) ، وَإِنَّ (٥) الْمُسْلِمِينَ كَانُوا (٦) يَظُنُّونَ أَنَّ السَّعْيَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ شَيْ‌ءٌ صَنَعَهُ الْمُشْرِكُونَ ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما ) (٧) ثُمَّ أَتَى الصَّفَا ، فَصَعِدَ عَلَيْهِ ، وَاسْتَقْبَلَ الرُّكْنَ الْيَمَانِيَّ ، فَحَمِدَ اللهَ ، وَأَثْنى عَلَيْهِ ، وَدَعَا مِقْدَارَ مَا يُقْرَأُ سُورَةُ الْبَقَرَةِ مُتَرَسِّلاً (٨) ، ثُمَّ انْحَدَرَ إِلَى الْمَرْوَةِ ، فَوَقَفَ عَلَيْهَا كَمَا وَقَفَ عَلَى الصَّفَا ، ثُمَّ انْحَدَرَ ، وَعَادَ (٩) إِلَى الصَّفَا ، فَوَقَفَ (١٠) عَلَيْهَا ، ثُمَّ انْحَدَرَ إِلَى الْمَرْوَةِ حَتّى فَرَغَ مِنْ سَعْيِهِ.

فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ سَعْيِهِ (١١) وَهُوَ عَلَى الْمَرْوَةِ ، أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ بِوَجْهِهِ ، فَحَمِدَ اللهَ ، وَأَثْنى عَلَيْهِ. ثُمَّ قَالَ : إِنَّ هذَا جَبْرَئِيلُ ـ وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلى خَلْفِهِ ـ يَأْمُرُنِي أَنْ آمُرَ مَنْ لَمْ يَسُقْ (١٢) هَدْياً أَنْ يُحِلَّ ، وَلَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ ، لَصَنَعْتُ مِثْلَ مَا أَمَرْتُكُمْ (١٣) ،

__________________

(١) الشعائر : جمع الشَعيرة ، أو الشِعارة. قال الجوهري : « الشعائر : أعمال الحجّ ، وكلّ ما جعل علماً لطاعة الله‌تعالى ». وقال ابن الأثير : « شعائر الحجّ : آثاره وعلاماته ، جمع شعيرة. وقيل : هو كلّ ما كان من أعماله كالوقوف والسعي والرمي والذبح وغير ذلك. وقال الأزهري : الشعائر : المعالم التي ندب الله إليها وأمر بالقيام عليها ». راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٩٨ ؛ النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٧٩ ( شعر ).

(٢) البقرة (٢) : ١٥٨.

(٣) في « ظ ، ى ، بث ، جد » : « لله ».

(٤) في « ظ ، ى » : ـ « به ».

(٥) في « بح » : « إنّ » بدون الواو.

(٦) في « ظ » : ـ « كانوا ».

(٧) في « بخ » : +( فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ ).

(٨) الترسّل : التأنّي وعدم العجلة ، والترسّل في القراءة : التمهّل فيها. وقيل غير ذلك. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٢٣ ؛ المصباح المنير ، ص ٢٢٦ ( رسل ).

(٩) في « جد » : « فعاد ».

(١٠) في « بح » : « ووقف ».

(١١) في « بح » : ـ « فلمّا فرغ من سعيه ».

(١٢) في الوافي : + « منكم ».

(١٣) قال ابن الأثير : « أي لو عنّ لي هذا الرأي الذي رأيته آخراً وأمرتكم به في أوّل أمري ، لما سقت الهدي معي‌وقلّدته وأشعرته ؛ فإنّه إذا فعل ذلك لا يحلّ حتّى ينحر ، ولا ينحر إلاّيوم النحر ، فلا يصحّ له فسخ الحجّ بعمرة ؛ ومن لم يكن معه هدي فلا يلتزم هذا ، ويجوز له فسخ الحجّ. وإنّما أراد بهذا القول تطييب قلوب أصحابه ؛ لأنّه كان يشقّ عليهم أن يحلّوا وهو محرم ، فقال لهم ذلك لئلاّ يجدوا في أنفسهم ، وليعلموا أنّ الأفضل لهم قبول ما

١٦٢

وَلكِنِّي سُقْتُ الْهَدْيَ ، وَلَايَنْبَغِي لِسَائِقِ الْهَدْيِ أَنْ يُحِلَّ حَتّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ ».

قَالَ : « فَقَالَ لَهُ (١) رَجُلٌ (٢) مِنَ الْقَوْمِ : لَنَخْرُجَنَّ حُجَّاجاً وَرُؤُوسُنَا (٣) وَشُعُورُنَا (٤) تَقْطُرُ (٥).

فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أَمَا إِنَّكَ لَنْ تُؤْمِنَ بِهذَا أَبَداً (٦).

فَقَالَ لَهُ سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ (٧) الْكِنَانِيُّ : يَا رَسُولَ اللهِ ، عُلِّمْنَا دِينَنَا كَأَنَّا خُلِقْنَا الْيَوْمَ ، فَهذَا الَّذِي أَمَرْتَنَا بِهِ لِعَامِنَا (٨) هذَا ، أَمْ (٩) لِمَا يَسْتَقْبِلُ؟

فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : بَلْ هُوَ لِلْأَبَدِ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، ثُمَّ شَبَّكَ أَصَابِعَهُ ، وَقَالَ : دَخَلَتِ الْعُمْرَةُ فِي الْحَجِّ (١٠) إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ».

قَالَ : « وَقَدِمَ عَلِيٌّ عليه‌السلام مِنَ الْيَمَنِ عَلى رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وَهُوَ بِمَكَّةَ ، فَدَخَلَ عَلى فَاطِمَةَ ـ عليها‌السلام ـ وَهِيَ قَدْ أَحَلَّتْ ، فَوَجَدَ رِيحاً طَيِّباً (١١) ، وَوَجَدَ عَلَيْهَا ثِيَاباً مَصْبُوغَةً ، فَقَالَ : مَا هذَا (١٢) يَا فَاطِمَةُ؟ فَقَالَتْ : أَمَرَنَا بِهذَا رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فَخَرَجَ عَلِيٌّ عليه‌السلام

__________________

دعاهم إليه ، وأنّه لولا الهدي لفعله ».

وقال العلاّمة الفيض : « يعني لو جاءني جبرئيل بحجّ التمتّع وإدخال العمرة في الحجّ قبل سياقي الهدي كما جاءني بعد ما سقت الهدي ، لصنعت مثل ما أمرتكم ؛ يعني لتمتّعت بالعمرة إلى الحجّ وما سقت الهدي ». راجع : النهاية ، ج ٤ ، ص ١٠ ( قبل ).

(١) في « ظ » : ـ « له ».

(٢) في الوافي : « الرجل هو عمر ، كما ورد في أخبار اخر مصرّحاً ». ونحوه في المرآة مع مزيد بيان.

(٣) في الوافي : ـ « ورؤوسنا ».

(٤) في الوافي عن بعض النسخ : ـ « وشعورنا ».

(٥) « شعورنا تقطر » أي من ماء غسل الجنابة ، كناية عن غسل الجنابة ومقاربة النساء. وفي المرآة : « قال ذلك تقبيحاً وتشنيعاً على ما أمر الله ورسوله به ».

(٦) في الوافي : « هذا من جملة إخباره صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالغيب ؛ فإنّه ما آمن بالمتعة حتّى مات ، بل قال على المنبر : متعتان كانتا على عهد رسول الله وأنا احرّمهما واعاقب عليهما : متعة النساء ، ومتعة الحجّ ».

(٧) في « بث ، جن » : « جشعم ». وهو سهو. راجع : الاستيعاب ، ج ٢ ، ص ١٤٨ ، الرقم ٩٢١ ؛ اسد الغابة ، ج ٢ ، ص ٤١٢ ، الرقم ١٩٥٥.

(٨) في البحار : « ألعامنا ».

(٩) في « ظ ، بف ، جد » والوافي : « أو ».

(١٠) في الوافي : + « هكذا ».

(١١) هكذا في جميع النسخ والبحار. وفي المطبوع : « طيّبة ».

(١٢) في « ظ » : « هذه ».

١٦٣

إِلى رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مُسْتَفْتِياً (١) ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنِّي رَأَيْتُ فَاطِمَةَ قَدْ أَحَلَّتْ وَعَلَيْهَا ثِيَابٌ مَصْبُوغَةٌ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أَنَا أَمَرْتُ النَّاسَ بِذلِكَ ، فَأَنْتَ يَا عَلِيُّ بِمَا أَهْلَلْتَ؟ قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ (٢) ، إِهْلَالٌ (٣) كَإِهْلَالِ النَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : قِرَّ عَلى إِحْرَامِكَ مِثْلِي ، وَأَنْتَ شَرِيكِي فِي هَدْيِي ».

قَالَ : « وَنَزَلَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٤) بِمَكَّةَ بِالْبَطْحَاءِ (٥) هُوَ وَأَصْحَابُهُ (٦) ، وَلَمْ يَنْزِلِ الدُّورَ (٧) ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ ، أَمَرَ النَّاسَ أَنْ يَغْتَسِلُوا وَيُهِلُّوا بِالْحَجِّ ، وَهُوَ قَوْلُ اللهِ (٨) ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ الَّذِي أَنْزَلَ (٩) عَلى نَبِيِّهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ ) أَبِيكُمْ ( إِبْراهِيمَ ) (١٠) فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وَأَصْحَابُهُ مُهِلِّينَ (١١) بِالْحَجِّ حَتّى أَتى (١٢) مِنًى ، فَصَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ الْآخِرَةَ وَالْفَجْرَ ، ثُمَّ غَدَا وَالنَّاسُ مَعَهُ ، وَكَانَتْ (١٣) قُرَيْشٌ تُفِيضُ مِنَ الْمُزْدَلِفَةِ (١٤) وَهِيَ‌

__________________

(١) في التهذيب : + « محرشاً على فاطمة عليها‌السلام ».

(٢) في « بح » : + « قلت ».

(٣) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت. وفي المطبوع والوافي : « إهلالاً ». وقال في الوافي : « إهلالاً كإهلال النبيّ ؛ يعني نويت الإحرام بما أحرمت به أنت كائناً ما كان ». وأمّا الإهلال فهو رفع الصوت بالتلبية ؛ يقال : أهلّ المحرم ، إذا لبّى ورفع صوته. راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٨٥٢ ؛ النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٧٠ ( هلل ).

(٤) في الوافي : + « هو وأصحابه ».

(٥) في « ى » : « البطحاء ». والبطحاء : الحصى الصغار. وبطحاء : مكّة. وأبطحها : مسيل واديها ، وهو مسيل واسع فيه دقاق الحصى ، أوّله عند منقطع الشعب بين وادي منى ، وآخره متّصل بالمقبرة التي تسمّى بالمعلّى عند أهل مكّة. راجع : النهاية ، ج ١ ، ص ١٣٤ ؛ مجمع البحرين ، ج ٢ ، ص ٣٤٣ ( بطح ).

(٦) في الوافي : ـ « هو وأصحابه ».

(٧) في « ظ ، جد » : « بالدور ».

(٨) في المرآة : « قوله عليه‌السلام : وهو قول الله ، لعلّه إشارة إلى ترك الشرك الذي ابتدعه المشركون في التلبية ».

(٩) في « ى ، بح ، بخ ، بف » والبحار والتهذيب : « أنزله ».

(١٠) آل عمران (٣) : ٩٥. وفي « بخ » : +( هُوَ سَمّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ ).

(١١) في الوافي : « يهلّون ».

(١٢) في « بخ » وحاشية « بث ، جن » والوافي والبحار والتهذيب : « أتوا ».

(١٣) في « جد » : « فكانت ».

(١٤) في الوافي : « روي أنّهم ـ أي قريش ـ كانوا لا يقفون بعرفات ، ولا يفيضون منه ، ويقولون : نحن أهل

١٦٤

جَمْعٌ (١) ، وَيَمْنَعُونَ النَّاسَ أَنْ يُفِيضُوا مِنْهَا ، فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وَقُرَيْشٌ تَرْجُوا أَنْ تَكُونَ (٢) إِفَاضَتُهُ مِنْ حَيْثُ كَانُوا يُفِيضُونَ ، فَأَنْزَلَ (٣) اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ عَلَيْهِ : ( ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ ) (٤) يَعْنِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ فِي إِفَاضَتِهِمْ (٥) مِنْهَا ، وَمَنْ كَانَ بَعْدَهُمْ.

فَلَمَّا رَأَتْ قُرَيْشٌ أَنَّ قُبَّةَ (٦) رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قَدْ مَضَتْ ، كَأَنَّهُ (٧) دَخَلَ فِي أَنْفُسِهِمْ شَيْ‌ءٌ لِلَّذِي كَانُوا (٨) يَرْجُونَ مِنَ الْإِفَاضَةِ مِنْ مَكَانِهِمْ حَتَّى انْتَهى إِلى نَمِرَةَ ، وَهِيَ بَطْنُ عُرَنَةَ (٩) بِحِيَالِ الْأَرَاكِ (١٠) ، فَضُرِبَتْ قُبَّتُهُ ، وَضَرَبَ النَّاسُ أَخْبِيَتَهُمْ (١١) عِنْدَهَا (١٢) ، فَلَمَّا زَالَتِ‌

__________________

حرم الله فلا نخرج منه ، فيقفون بالمشعر ، ويفيضون منه ، فأمرهم الله أن يقفوا بعرفات ويفيضوا منه كسائر الناس ».

(١) « جَمْعٌ » : علم للمزدلفة ، سمّيت به لاجتماع الناس فيها ، أو لأنّ آدم وحوّاء عليهما‌السلام لمّا اهبطا اجتمعا بها. راجع : الصحاح ، ج ٣ ، ص ١١٩٨ ؛ النهاية ، ج ١ ، ص ٢٩٦ ( جمع ).

(٢) في « بث ، بخ ، جد ، جن » والوافي : « أن يكون ».

(٣) في « ظ ، جد » : « وأنزل ».

(٤) البقرة (٢) : ١٩٩.

(٥) في « بث ، بف » والوافي : « وإفاضتهم » بدل « في إفاضتهم ».

(٦) قال ابن الأثير : « القبّة من الخيام : بيت صغير مستدير ، وهو من بيوت العرب ». وقال الفيّومي : « القبّة : من‌البنيان معروفة ، وتطلق على البيت المدوّر ، وهو معروف عند التركمان والأكراد ويسمّى الخرقاهة ». راجع : النهاية ، ج ٤ ، ص ٣ ؛ المصباح المنير ، ص ٤٨٧ ( قبب ).

(٧) في « بخ » والوافي : « كأنّهم ».

(٨) في « ى » : « كان ».

(٩) « عرنة » وزان رطبة ، وفي لغة بضمّتين. قال ابن الأثير : « موضع عند الموقف بعرفات ». وقال الفيّومي : « موضع بين منى وعرفات ». وقال ابن منظور : « بطن عرفة : واد بحذاء عرفات ». راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ٢٢٣ ؛ لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ٢٨٤ ؛ المصباح المنير ، ص ٤٠٦ ( عرن ).

(١٠) قال الفيّومي : « الأراك : موضع بعرفة من ناحية الشام ». وقال الفيروزآبادي : « الأراك ، كسحاب : ... موضع‌بعرفة قرب نمرة ». راجع : المصباح المنير ، ص ١٢ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٢٣٤ ( أرك ).

(١١) الأخبية : جمع الخِباء ، وهو أحد بيوت العرب من وَبَر أو صوف ، ولا يكون من شَعَر ، وهو على عمودين أو ثلاثة ، وما فوق ذلك فهو بيت. راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٢٥ ؛ النهاية ، ج ٢ ، ص ٩ ( خبا ).

(١٢) في « ى » : ـ « عندها ».

١٦٥

الشَّمْسُ ، خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وَمَعَهُ قُرَيْشٌ (١) وَقَدِ (٢) اغْتَسَلَ ، وَقَطَعَ التَّلْبِيَةَ حَتّى وَقَفَ بِالْمَسْجِدِ ، فَوَعَظَ النَّاسَ وَأَمَرَهُمْ وَنَهَاهُمْ ، ثُمَّ صَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ بِأَذَانٍ (٣) وَإِقَامَتَيْنِ.

ثُمَّ مَضى إِلَى الْمَوْقِفِ ، فَوَقَفَ بِهِ ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَبْتَدِرُونَ أَخْفَافَ نَاقَتِهِ (٤) يَقِفُونَ إِلى جَانِبِهَا ، فَنَحَّاهَا ، فَفَعَلُوا مِثْلَ ذلِكَ ، فَقَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ ، لَيْسَ مَوْضِعُ أَخْفَافِ نَاقَتِي بِالْمَوْقِفِ ، وَلكِنْ هذَا كُلُّهُ (٥) ـ وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى الْمَوْقِفِ ـ فَتَفَرَّقَ النَّاسُ.

وَفَعَلَ مِثْلَ ذلِكَ بِالْمُزْدَلِفَةِ ، فَوَقَفَ (٦) النَّاسُ (٧) حَتّى وَقَعَ الْقُرْصُ قُرْصُ الشَّمْسِ ، ثُمَّ أَفَاضَ ، وَأَمَرَ (٨) النَّاسَ بِالدَّعَةِ (٩) حَتَّى انْتَهى إِلَى الْمُزْدَلِفَةِ وَهُوَ الْمَشْعَرُ الْحَرَامُ ، فَصَلَّى الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ الْآخِرَةَ بِأَذَانٍ وَاحِدٍ (١٠) وَإِقَامَتَيْنِ ، ثُمَّ أَقَامَ حَتّى صَلّى فِيهَا الْفَجْرَ ، وَعَجَّلَ ضُعَفَاءَ بَنِي هَاشِمٍ بِلَيْلٍ ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ لَايَرْمُوا الْجَمْرَةَ جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ حَتّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ، فَلَمَّا أَضَاءَ لَهُ النَّهَارُ ، أَفَاضَ حَتَّى انْتَهى إِلى مِنًى ، فَرَمى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ.

وَكَانَ الْهَدْيُ الَّذِي جَاءَ بِهِ رَسُولُ اللهِ (١١) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أَرْبَعَةً وَسِتِّينَ ، أَوْ سِتَّةً وَسِتِّينَ (١٢) ، وَجَاءَ عَلِيٌّ عليه‌السلام بِأَرْبَعَةٍ وَثَلَاثِينَ ، أَوْ سِتَّةٍ وَثَلَاثِينَ (١٣) ، فَنَحَرَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سِتَّةً وَسِتِّينَ ،

__________________

(١) في التهذيب : « فرسه ».

(٢) في « ظ » : « قد » بدون الواو.

(٣) في التهذيب : + « واحد ».

(٤) أي يسرعون إليها ويستبقون ؛ يقال : ابتدر القوم أمراً وتبادروه ، أي بادر بعضهم بعضاً إليه أيّهم يسبق إليه‌فيغلب عليه ، راجع : لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٤٨ ؛ مجمع البحرين ، ج ٣ ، ص ٢١٦ ( بدر ).

(٥) في « بف » والتهذيب : + « موقف ».

(٦) في « بح » : « فوقع ».

(٧) في الوافي : + « بالدعاء ».

(٨) في « ى » : « فأمر ».

(٩) في « ظ ، بث ، بخ ، بس ، بف » : « بالدعاء ». والدَّعَةُ : السكون ، والوقار ، والخفض ، والسعة في العيش ، والراحة. والدعة أيضاً : الترك ، والهاء عوض من الواو. راجع : ترتيب كتاب العين ، ج ٣ ، ص ١٩٣٧ ؛ لسان العرب ، ج ٨ ، ص ٣٨١ ـ ٣٨٢ ( ودع ).

(١٠) في « بخ » : ـ « واحد ».

(١١) في « جد » : « الرسول ».

(١٢) في الوافي : « لعلّ الترديد من الراوي ، أو خرج مخرج التقيّة ».

(١٣) في « بخ » : ـ « أو ستّة وثلاثين ».

١٦٦

وَنَحَرَ عَلِيٌّ عليه‌السلام أَرْبَعاً (١) وَثَلَاثِينَ بَدَنَةً (٢) ، وَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أَنْ يُؤْخَذَ مِنْ كُلِّ بَدَنَةٍ مِنْهَا (٣) ‌حُذْوَةٌ (٤) مِنْ لَحْمٍ (٥) ، ثُمَّ تُطْرَحَ فِي بُرْمَةٍ (٦) ، ثُمَّ تُطْبَخَ ، فَأَكَلَ (٧) رَسُولُ اللهِ ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ وَعَلِيٌّ (٨) ، وَحَسَوَا (٩) مِنْ مَرَقِهَا (١٠) ، وَلَمْ يُعْطِيَا الْجَزَّارِينَ (١١) جُلُودَهَا ، وَلَا جِلَالَهَا (١٢) ، وَلَاقَلَائِدَهَا (١٣) ، وَتَصَدَّقَ بِهِ ، وَحَلَقَ ، وَزَارَ الْبَيْتَ ، وَرَجَعَ إِلى مِنًى ، وَأَقَامَ (١٤)

__________________

(١) هكذا في أكثر النسخ والوافي والوسائل. وفي « بث ، بس ، جن » والمطبوع : « أربعة ».

(٢) في « ظ ، جن » : ـ « بدنة ». وقال الجوهري : « البدنة : ناقة أو بقرة تنحر بمكّة ؛ سمّيت بذلك لأنّهم كانوا يسمّنونها ». وقال ابن الأثير : « البدنة تقع على الجمل والناقة والبقر ، وهي بالإبل أشبه ، وسمّيت بدنة لعظمها وسمنها ». راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢٠٧٧ ؛ النهاية ، ج ١ ، ص ١٠٨ ( بدن ).

(٣) في البحار : ـ « منها ».

(٤) هكذا في الوافي والكافي ، ح ٧٨٨٦. وفي جميع النسخ التي قوبلت والمطبوع والوسائل والتهذيب : « جذوة ». والأنسب ، بل المتعيّن ما أثبتناه ؛ فإنّ الحذوة هي القطعة من اللحم ، وأمّا الجذوة فهي القبسة من النار أو الجمرةُ. راجع : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٦٦٧ ( جذا ) ، وص ١٦٧١ ( حذا ).

(٥) في البحار : « لحمها ».

(٦) البُرْمة : القِدْر مطلقاً. قال ابن الأثير : « وهي في الأصل : المتّخذة من الحجر المعروف بالحجاز واليمن ». راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٨٧٠ ؛ النهاية ، ج ١ ، ص ١٢١ ( برم ).

(٧) في البحار : « وأكل ».

(٨) في البحار : + « منها ».

(٩) هكذا في النسخ التي قوبلت. وفي الوافي : « وتحسّيا ». وفي المطبوع والبحار والتهذيب : « وحسيا » وقوله : « حَسَوَا » ، أي شربا منه شيئاً بعد شي‌ء ، يقال : حسا زيد المرق وتحسّاه ، أي شرب منه شيئاً بعد شي‌ء. راجع : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٦٧٢ ؛ مجمع البحرين ، ج ١ ، ص ٩٩ ( حسو ).

(١٠) في حاشية « بح » : « مرقتها ». والمَرَق ـ بالتحريك ـ : ماء اللحم إذا طبخ. مجمع البحرين ، ج ٥ ، ص ٢٣٦ ( مرق ).

(١١) في « بس » : « الجزّارين ». وفي البحار : « لجزّارين ». والجزّار : الذي يجزر الجزور ، أي الناقة ؛ يقال : جزر الناقة يجزرها ـ بالضمّ ـ : نحرها ، وقطعها ، وجلّدها. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦١٣ ؛ لسان العرب ، ج ٤ ، ص ١٣٤ ـ ١٣٥ ( جزر ).

(١٢) في « بث ، بف » : « جلائها ». والجِلال : جمع الجُلّ بالضمّ والفتح. وجُلّ الدابّة : الذي تُلْبَسُهُ لتصان به ، كثوب‌الإنسان يلبسه يقيه البرد. راجع : لسان العرب ، ج ١١ ، ص ١١٩ ؛ المصباح المنير ، ص ١٠٥ ( جلل ).

(١٣) القلائد : جمع القِلادة : وهي ما تجعل في العنق ، ومنه تقليد الهدي ، وهو أن يجعل في عنقه قطعة من جلد أو عروة مزادة ونعل خلق ؛ ليعلم أنّها هدي فيكفّ الناس عنه. راجع : لسان العرب ، ج ٣ ، ص ٣٦٧ ؛ المصباح المنير ، ص ٥١٢ ( قلد ).

(١٤) في « بخ ، بف » والوافي والتهذيب : « فأقام ».

١٦٧

بِهَا حَتّى كَانَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ مِنْ آخِرِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ ، ثُمَّ رَمَى الْجِمَارَ ، وَنَفَرَ حَتَّى انْتَهى إِلَى الْأَبْطَحِ ، فَقَالَتْ لَهُ (١) عَائِشَةُ : يَا رَسُولَ اللهِ (٢) ، تَرْجِعُ (٣) نِسَاؤُكَ بِحَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ مَعاً ، وَأَرْجِعُ بِحَجَّةٍ (٤) ، فَائَقَامَ بِالْأَبْطَحِ ، وَبَعَثَ مَعَهَا عَبْدَ الرَّحْمنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ إِلَى التَّنْعِيمِ (٥) ، فَأَهَلَّتْ بِعُمْرَةٍ ، ثُمَّ جَاءَتْ وَطَافَتْ (٦) بِالْبَيْتِ ، وَصَلَّتْ رَكْعَتَيْنِ عِنْدَ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ عليه‌السلام ، وَسَعَتْ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ ، ثُمَّ أَتَتِ النَّبِيَّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فَارْتَحَلَ مِنْ يَوْمِهِ ، وَلَمْ يَدْخُلِ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ ، وَلَمْ يَطُفْ بِالْبَيْتِ (٧) ، وَدَخَلَ مِنْ أَعْلى مَكَّةَ مِنْ عَقَبَةِ الْمَدَنِيِّينَ (٨) ، وَخَرَجَ مِنْ أَسْفَلِ مَكَّةَ مِنْ ذِي طُوًى (٩) ». (١٠)

__________________

(١) في « ظ » : ـ « له ».

(٢) في البحار : ـ « يا رسول الله ».

(٣) في « بح ، بف » والوافي والبحار : « أترجع ».

(٤) في الوافي : « وأرجع بحجّة ، وذلك لأنّها فاتتها العمرة لمكان حيضها ».

(٥) « التنعيم » : موضع قريب من مكّة ، وهو أقرب أطراف الحلّ إلى البيت أو إلى مكّة ، على ثلاثة أميال ، أو أربعة من مكّة. سمّي به لأنّ على يمينه جبلَ نُعيم ، وعلى يساره جبلَ ناعم ، والوادي اسمه نعمان. راجع : لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ٥٨٨ ؛ المصباح المنير ، ص ٦١٤ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٥٣١ ( نعم ).

(٦) في « بث ، بخ ، بف » والوافي والتهذيب : « فطافت ».

(٧) في الوافي : « البيت ».

(٨) العقبة : طريق وَعِرٌ في الجبل ، أو مَرْقى صعب من الجبال ، وعقبة المدنيّين في مكّة لمن جاء على طريق المدينة. راجع : لسان العرب ، ج ١ ، ص ٦٢١ ؛ مجمع البحرين ، ج ٢ ، ص ١٢٧ ( عقب ).

(٩) قال الجوهري : « ذو طوى ، بالضمّ : موضع بمكّة ». وقال ابن الأثير : « وقد تكرّر في الحديث ذكر طوى ، وهو بضمّ الطاء وفتح الواو المخفّفة موضع عند باب مكّة ، يستحبّ لمن دخل مكّة أن يغتسل به ». راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤١٦ ؛ النهاية ، ج ٣ ، ص ١٤٦ ( طوي ).

(١٠) الكافي ، كتاب الحجّ ، باب الوقوف بعرفة وحدّ الموقف ، صدر ح ٧٧٤٤ ، من قوله : « ثمّ مضى إلى الموقف فوقف به فجعل الناس يبتدرون أخفاف » إلى قوله : « فتفرّق الناس وفعل مثل ذلك بالمزدلفة » مع اختلاف يسير ؛ وفيه ، ج ٤ ، ص ٤٩٩ ، باب الأكل من الهدي الواجب ... ، ح ٧٨٨٦ ، من قوله : « أمر رسول الله أن يؤخذ من كلّ بدنة » إلى قوله : « وحسوا من مرقها ». وفي علل الشرائع ، ص ٤١٣ ، ح ٢ ، بسنده عن محمّد بن أبي عمير وصفوان بن يحيى ، عن معاوية بن عمّار ، من قوله : « ثمّ أتى الصفا فصعد عليه واستقبل الركن اليماني » إلى قوله : « أما إنّك لم تؤمن بهذا أبداً » ؛ التهذيب ، ج ٥ ، ص ٤٥٤ ، ح ١٥٨٨ ، بسنده عن ابن أبي عمير ، وبسند آخر عن معاوية بن عمّار ، وفي الأخيرين مع اختلاف يسير. الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٣٦ ، ح ٢٢٨٨ ، من دون الإسناد إلى المعصوم عليه‌السلام ، من قوله : « فلمّا فرغ من سعيه وهو على المروة أقبل على الناس » إلى قوله : « ولا قلائدها وتصدّق

١٦٨

٦٨٥٣ / ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ هَمَّامٍ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عليه‌السلام ، قَالَ : « أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حِينَ غَدَا مِنْ مِنًى فِي طَرِيقِ ضَبٍّ (١) ، وَرَجَعَ مَا بَيْنَ الْمَأْزِمَيْنِ (٢) ، وَكَانَ إِذَا سَلَكَ طَرِيقاً لَمْ يَرْجِعْ فِيهِ ». (٣)

٦٨٥٤ / ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادٍ (٤) ، عَنِ الْحَلَبِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حِينَ حَجَّ حَجَّةَ الْإِسْلَامِ (٥) ، خَرَجَ فِي أَرْبَعٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ حَتّى أَتَى (٦) الشَّجَرَةَ ، فَصَلّى بِهَا ، ثُمَّ قَادَ رَاحِلَتَهُ حَتّى أَتَى الْبَيْدَاءَ (٧) ، فَأَحْرَمَ مِنْهَا (٨) ، وَأَهَلَّ بِالْحَجِّ (٩) ، وَسَاقَ مِائَةَ بَدَنَةٍ (١٠) ، وَأَحْرَمَ النَّاسُ كُلُّهُمْ‌

__________________

به » مع اختلاف. راجع : الكافي ، كتاب الحجّ ، باب جلود الهدي ، ح ٧٨٩٧ ؛ والفقيه ، ج ٢ ، ص ٤٦٦ ، ح ٢٩٨٢ ؛ والتهذيب ، ج ٥ ، ص ١٨٠ ، ح ٦٠٤ ؛ وعيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ١١٩ ، ح ١ الوافي ، ج ١٢ ، ص ١٦٩ ، ح ١١٧٢٠ ؛ الوسائل ، ج ١١ ، ص ٢١٣ ، ذيل ح ١٤٦٤٧ ؛ البحار ، ج ٢١ ، ص ٣٩٠ ، ح ١٣.

(١) « ضبّ » : اسم الجبل الذي مسجد الخيف في أصله. الصحاح ، ج ١ ، ص ١٦٨ ( ضبب ).

(٢) المَأْزِم ، وزان مسجد : كلّ طريق ضيّق بين جبلين ، ومنه قيل لموضع الحرب : مأزم ؛ لضيق المجال وعسر الخلاص منه ، ومنه سمّي الموضع الذي بين عرفة والمشعر مأزمين. راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٨٦١ ؛ المصباح المنير ، ص ١٣ ( أزم ).

(٣) الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٣٧ ، ح ٢٢٩٠ ، مرسلاً من دون الإسناد إلى المعصوم عليه‌السلام الوافي ، ج ١٢ ، ص ١٨١ ، ح ١١٧٢٧ ؛ الوسائل ، ج ١١ ، ص ٤٥٨ ، ح ١٥٢٥٥ ؛ البحار ، ج ٢١ ، ص ٣٩٥ ، ح ١٧.

(٤) في الكافي ، ح ٧١٧٩ : + « بن عثمان ».

(٥) في تفسير العيّاشي والعلل : « حجّة الوداع ».

(٦) في « بث » والعلل : + « مسجد ».

(٧) هذا الحديث نظير الحديث الرابع من هذا الباب ، ونحن شرحنا غرائب المفردات هناك ، إن شئت فراجع.

(٨) في المرآة : « قوله عليه‌السلام : فأحرم منها ، لعلّ المراد بالإحرام هنا عقد الإحرام بالتلبية ، أو إظهار الإحرام وإعلامه ؛ لئلاّ ينافي الأخبار المستفيضة الدالّة على أنّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أحرم من مسجد الشجرة ».

(٩) الإهلال : رفع الصوت بالتلبية ؛ يقال : أهلّ المحرم : إذا لبّى ورفع صوته. راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٨٥٢ ؛ النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٧٠ ( هلل ).

(١٠) في المرآة : « قوله عليه‌السلام : وساق مائة بدنة ، يمكن الجمع بين الأخبار بأنّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ساق مائة بدنة ، لكن ساق بضعاً

١٦٩

بِالْحَجِّ ، لَايَنْوُونَ (١) عُمْرَةً ، وَلَايَدْرُونَ مَا الْمُتْعَةُ ، حَتّى إِذَا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مَكَّةَ ، طَافَ بِالْبَيْتِ وَطَافَ النَّاسُ مَعَهُ ، ثُمَّ صَلّى رَكْعَتَيْنِ عِنْدَ الْمَقَامِ ، وَاسْتَلَمَ الْحَجَرَ ، ثُمَّ قَالَ : أَبْدَأُ (٢) بِمَا بَدَأَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِهِ ، فَأَتَى الصَّفَا ، فَبَدَأَ (٣) بِهَا ، ثُمَّ طَافَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ سَبْعاً.

فَلَمَّا قَضى طَوَافَهُ عِنْدَ الْمَرْوَةِ ، قَامَ خَطِيباً ، فَأَمَرَهُمْ أَنْ يُحِلُّوا وَيَجْعَلُوهَا عُمْرَةً ، وَهُوَ شَيْ‌ءٌ أَمَرَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِهِ ، فَأَحَلَّ النَّاسُ ، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لَوْ كُنْتُ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ ، لَفَعَلْتُ كَمَا أَمَرْتُكُمْ ، وَلَمْ يَكُنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُحِلَّ مِنْ أَجْلِ الْهَدْيِ الَّذِي كَانَ (٤) مَعَهُ ، إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقُولُ : ( وَلا تَحْلِقُوا رُؤُسَكُمْ حَتّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ ) (٥)

فَقَالَ (٦) سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ (٧) الْكِنَانِيُّ (٨) : يَا رَسُولَ اللهِ ، عُلِّمْنَا (٩) كَأَنَّا خُلِقْنَا الْيَوْمَ : أَرَأَيْتَ هذَا الَّذِي أَمَرْتَنَا بِهِ لِعَامِنَا (١٠) هذَا ، أَوْ لِكُلِّ (١١) عَامٍ؟

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لَا (١٢) ، بَلْ لِلْأَبَدِ (١٣) الْأَبَدِ (١٤)

__________________

وستّين لنفسه والبقيّة لأمير المؤمنين عليه‌السلام ؛ لعلمه بأنّه عليه‌السلام يحرم كإحرامه ويهلّ كإهلاله ، أو يحمل السياق المذكور في الخبر السابق على السياق من مكّة إلى عرفات ومنى ».

(١) في تفسير العيّاشي والعلل : « لا يريدون ».

(٢) في « بح » والبحار والعلل : « ابدأوا ».

(٣) في « ى » : « وبدأ ».

(٤) في « ظ ، جن » والوسائل والعلل : ـ « كان ».

(٥) البقرة (٢) : ١٩٦.

(٦) في « بث ، بخ ، بف ، جد » والوافي والوسائل والعلل : « فقام ».

(٧) في « ى ، بث » والعلل : « جشعم ». وفي « بس » : « جعثم ». وما في المتن هو الصواب. راجع : الاستيعاب ، ج ٢ ، ص ١٤٨ ، الرقم ٩٢١ ؛ اسد الغابة ، ج ٢ ، ص ٤١٢ ، الرقم ١٩٥٥.

(٨) في « ظ ، بث ، بخ ، بف ، جد » والوافي والعلل : + « فقال ».

(٩) في تفسير العيّاشي والعلل : + « ديننا ».

(١٠) في « ى ، بث ، بخ ، بف » : « ألعامنا ».

(١١) في « ظ ، بخ ، بف ، جد » والعلل : « أم لكلّ ». وفي « بس » : « ولكلّ ».

(١٢) في « بف » : ـ « لا ».

(١٣) في « بث » : « لأبد ».

(١٤) في « جد » والوافي والوسائل والعلل : ـ « الأبد ».

١٧٠

وَإِنَّ رَجُلاً قَامَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، نَخْرُجُ حُجَّاجاً وَرُؤُوسُنَا تَقْطُرُ (١)؟

فَقَالَ (٢) رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إِنَّكَ لَنْ تُؤْمِنَ بِهذَا (٣) أَبَداً ».

قَالَ : « وَأَقْبَلَ عَلِيٌّ عليه‌السلام مِنَ الْيَمَنِ (٤) حَتّى وَافَى الْحَجَّ ، فَوَجَدَ فَاطِمَةَ ـ سَلَامُ اللهِ عَلَيْهَا ـ قَدْ أَحَلَّتْ ، وَوَجَدَ رِيحَ الطِّيبِ ، فَانْطَلَقَ إِلى رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مُسْتَفْتِياً (٥) ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يَا عَلِيُّ ، بِأَيِّ شَيْ‌ءٍ أَهْلَلْتَ؟ فَقَالَ : أَهْلَلْتُ بِمَا (٦) أَهَلَّ بِهِ (٧) النَّبِيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فَقَالَ : لَا تُحِلَّ أَنْتَ ، فَأَشْرَكَهُ فِي الْهَدْيِ ، وَجَعَلَ لَهُ سَبْعاً وَثَلَاثِينَ (٨) ، وَنَحَرَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثَلَاثاً وَسِتِّينَ ، فَنَحَرَهَا (٩) بِيَدِهِ ، ثُمَّ أَخَذَ مِنْ كُلِّ بَدَنَةٍ بَضْعَةً (١٠) ، فَجَعَلَهَا فِي قِدْرٍ وَاحِدَةٍ (١١) ، ثُمَّ أَمَرَ بِهِ ، فَطُبِخَ ، فَأَكَلَ (١٢) مِنْهُ ، وَحَسَا (١٣) مِنَ الْمَرَقِ ، وَقَالَ : قَدْ أَكَلْنَا مِنْهَا الْآنَ جَمِيعاً ، وَالْمُتْعَةُ (١٤) خَيْرٌ مِنَ الْقَارِنِ السَّائِقِ ، وَخَيْرٌ مِنَ الْحَاجِّ (١٥) الْمُفْرِدِ ».

قَالَ : وَسَأَلْتُهُ : أَلَيْلاً (١٦) أَحْرَمَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أَمْ نَهَاراً؟ فَقَالَ (١٧) : « نَهَاراً ».

__________________

(١) في العلل : + « من النساء ». (٢) في « بس ، جن » : + « له ».

(٣) في « ى ، بث ، بخ ، بف ، جن » والعلل : « بها ». (٤) في « ظ » : ـ « من اليمن ».

(٥) في العلل : + « ومحرشاً على فاطمة عليها‌السلام ». (٦) في « بخ » : « لما ».

(٧) في الوسائل والعلل : ـ « به ».

(٨) في المرآة : « قوله عليه‌السلام : سبعاً وثلاثين ، لعلّ أحد الخبرين في العدد محمول على التقيّة ، أو نشأ من سهو الرواة ».

(٩) في البحار : « ونحرها ».

(١٠) البَضْعَة : القطعة من اللحم. قال الجوهري : « هذه بالفتح ، وأخواتها بالكسر ، مثل القطعة » ، وضبطه ابن الأثير بالفتح ثمّ قال : « وقد تكسر ». راجع : الصحاح ، ج ٣ ، ص ١١٨٦ ؛ النهاية ، ج ١ ، ص ١٣٣ ( بضع ).

(١١) هكذا في « ظ ، بث ، بح ، بخ ، بف ، جد » والوافي والبحار. وفي سائر النسخ والمطبوع والوسائل : « واحد ». ولاتساعده اللغة ؛ فإنّ القِدْر مؤنّثة عند الجميع. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٨٧ ؛ المصباح المنير ، ص ٤٩٢ ( قدر ).

(١٢) في « بس » والعلل : « فأكلا ».

(١٣) في « جن » : « وحسيا ». (١٤) في « بخ ، بف » : « فالمتعة ».

(١٥) في العلل : « الحجّ ». (١٦) في « بث » والبحار : « ليلاً » من دون همزة الاستفهام.

(١٧) في « بخ ، بف » : « قال ».

١٧١

قُلْتُ : أَيَّةَ (١) سَاعَةٍ؟ قَالَ : « صَلَاةَ الظُّهْرِ ». (٢)

٦٨٥٥ / ٧. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الْحَجَّ ، فَكَتَبَ (٣) إِلى مَنْ بَلَغَهُ كِتَابُهُ مِمَّنْ دَخَلَ فِي الْإِسْلَامِ : أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يُرِيدُ الْحَجَّ يُؤْذِنُهُمْ بِذلِكَ لِيَحُجَّ مَنْ أَطَاقَ الْحَجَّ ، فَأَقْبَلَ (٤) النَّاسُ ، فَلَمَّا نَزَلَ الشَّجَرَةَ ، أَمَرَ النَّاسَ بِنَتْفِ الْإِبْطِ ، وَحَلْقِ الْعَانَةِ ، وَالْغُسْلِ ، وَالتَّجَرُّدِ فِي إِزَارٍ وَرِدَاءٍ ، أَوْ إِزَارٍ (٥) وَعِمَامَةٍ يَضَعُهَا (٦) عَلى عَاتِقِهِ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ رِدَاءٌ ، وَذَكَرَ أَنَّهُ حَيْثُ لَبّى ، قَالَ : لَبَّيْكَ ، اللهُمَّ لَبَّيْكَ ، لَبَّيْكَ ، لَاشَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ ، إِنَّ الْحَمْدَ (٧) وَالنِّعْمَةَ لَكَ (٨) وَالْمُلْكَ ، لَاشَرِيكَ لَكَ.

وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يُكْثِرُ مِنْ ذِي الْمَعَارِجِ ، وَكَانَ (٩) يُلَبِّي كُلَّمَا لَقِيَ رَاكِباً ، أَوْ عَلَا‌

__________________

(١) في « ظ » : « بأيّ ». وفي « ى ، بخ ، جد ، جن » والوسائل والبحار : « أيّ ». وفي « بح » : « في أيّ ».

(٢) الكافي ، كتاب الحجّ ، باب صلاة الإحرام ... ، صدر ح ٧١٧٩ ، من قوله : « وسألته أليلاً أحرم رسول‌الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ». وفي علل الشرائع ، ص ٤١٢ ، ح ١ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن أبي عمير. وفي التهذيب ، ج ٥ ، ص ٧٨ ، ح ٢٥٥ ؛ والاستبصار ، ج ٢ ، ص ١٦٧ ، ح ٥٤٩ ، بسندهما عن ابن أبي عمير. الفقيه ، ج ٢ ، ص ٣١٩ ، صدر ح ٢٥٥٩ ، معلّقاً عن الحلبي ، وفي الثلاثة الأخيرة من قوله : « وسألته أليلاً أحرم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم » مع اختلاف يسير. تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٨٩ ، ح ٢٢٩ ، عن الحلبي ، إلى قوله : « وهو شي‌ء أمر الله فأحلّ الناس » ؛ وفيه ، ص ٩٠ ، ح ٢٣٠ ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، من قوله : « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لو كنت استقبلت » إلى قوله : « فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا بل للأبد » الوافي ، ج ١٢ ، ص ١٧٦ ، ح ١١٧٢٣ ؛ الوسائل ، ج ١١ ، ص ٢٢٢ ، ح ١٤٦٥٧ ؛ البحار ، ج ٢١ ، ص ٣٩٥ ، ح ١٨.

(٣) في « بخ ، بف » : « وكتب ».

(٤) في « بخ ، بف » والوافي : « وأقبل ».

(٥) في « ى ، بس » : ـ « أو إزار ».

(٦) في البحار : « ويضعها ».

(٧) في المرآة : « قوله عليه‌السلام : إنّ الحمد ، قال الطيّبي : يروى بكسر الهمزة وفتحها ، وهما مشهوران عند أهل الحديث. قال الخطّابي : بالفتح رواية العامّة. وقال تغلب : الكسر أجود ؛ لأنّ معناه : إنّ الحمد والنعمة له على كلّ حال ، ومعنى الفتح : لبّيك لهذا السبب. انتهى. ونحوه روى العلاّمة في المنتهى عن بعض أهل اللغة ».

(٨) في « ى » : ـ « لك ».

(٩) في « بخ ، بف » والوافي : « فكان ».

١٧٢

أَكَمَةً (١) ، أَوْ هَبَطَ وَادِياً ، وَمِنْ آخِرِ اللَّيْلِ ، وَفِي أَدْبَارِ الصَّلَوَاتِ (٢)

فَلَمَّا دَخَلَ (٣) مَكَّةَ ، دَخَلَ مِنْ أَعْلَاهَا مِنَ الْعَقَبَةِ ، وَخَرَجَ حِينَ خَرَجَ (٤) مِنْ ذِي طُوًى ، فَلَمَّا انْتَهى إِلى بَابِ الْمَسْجِدِ ، اسْتَقْبَلَ الْكَعْبَةَ ـ وَذَكَرَ ابْنُ سِنَانٍ أَنَّهُ بَابُ بَنِي شَيْبَةَ ـ فَحَمِدَ اللهَ ، وَأَثْنى عَلَيْهِ ، وَصَلّى عَلى أَبِيهِ إِبْرَاهِيمَ ، ثُمَّ أَتَى الْحَجَرَ ، فَاسْتَلَمَهُ ، فَلَمَّا طَافَ بِالْبَيْتِ ، صَلّى (٥) رَكْعَتَيْنِ خَلْفَ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ عليه‌السلام ، وَدَخَلَ (٦) زَمْزَمَ ، فَشَرِبَ مِنْهَا ، ثُمَّ قَالَ (٧) : اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْماً نَافِعاً ، وَرِزْقاً وَاسِعاً ، وَشِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ وَسُقْمٍ ، فَجَعَلَ يَقُولُ ذلِكَ وَهُوَ مُسْتَقْبِلُ الْكَعْبَةِ ، ثُمَّ قَالَ لِأَصْحَابِهِ : لِيَكُنْ آخِرُ عَهْدِكُمْ بِالْكَعْبَةِ اسْتِلَامَ الْحَجَرِ ، فَاسْتَلَمَهُ.

ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّفَا ، ثُمَّ قَالَ : أَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ اللهُ (٨) بِهِ ، ثُمَّ صَعِدَ عَلَى (٩) الصَّفَا ، فَقَامَ عَلَيْهِ (١٠) مِقْدَارَ مَا يَقْرَأُ الْإِنْسَانُ سُورَةَ الْبَقَرَةِ ». (١١)

٦٨٥٦ / ٨. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « نَحَرَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بِيَدِهِ ثَلَاثاً وَسِتِّينَ ،

__________________

(١) الأكمة : تلّ ، أو هو الموضع الذي هو أشدّ ارتفاعاً ممّا حوله ، وهو غليظ لا يبلغ أن يكون حجراً ، أو هو شرفة كالرابية ، وهو ما اجتمع من الحجارة في مكان واحد ، وربّما غلظ وربّما لم يغلظ. وقيل غير ذلك. راجع : لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٢٠ ؛ المصباح المنير ، ص ١٨ ( أكم ).

(٢) في « ظ ، ى » والوسائل : « الصلاة ». (٣) في « بح » : + « من ».

(٤) في « جن » : ـ « حين خرج ».

(٥) في « بث ، بف » والوافي : « وصلّى ».

(٦) في الوافي : « دخل » بدون الواو.

(٧) في الوسائل : « وقال ».

(٨) في « ظ ، بخ » : « لله ».

(٩) في « بح ، بخ ، بف » : « إلى ».

(١٠) في « بث ، بف » والوافي : « عليها ».

(١١) الفقيه ، ج ٢ ، ص ٣٢٥ ، ح ٢٥٧٨ ، معلّقاً عن النضر بن سويد ، من قوله : « ذكر أنّه حيث لبّى قال : لبّيك » إلى قوله : « وفي أدبار الصلوات » مع اختلاف يسير. قرب الإسناد ، ص ١٦٢ ، ح ٥٩٢ ، بسند آخر ، من قوله : « ذكر أنّه حيث لبّى قال : لبّيك » إلى قوله : « يكثر من ذي المعارج » مع اختلاف الوافي ، ج ١٢ ، ص ١٧٨ ، ح ١١٧٢٤ ؛ الوسائل ، ج ١١ ، ص ٢٢٣ ، ح ١٤٦٥٨ ؛ البحار ، ج ٢١ ، ص ٣٩٦ ، ح ١٩.

١٧٣

وَنَحَرَ عَلِيٌّ عليه‌السلام مَا غَبَرَ (١) ».

قُلْتُ : سَبْعَاً (٢) وَثَلَاثِينَ؟ قَالَ : « نَعَمْ ». (٣)

٦٨٥٧ / ٩. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛ وَ (٤) مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « الَّذِي (٥) كَانَ عَلى بُدْنِ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نَاجِيَةُ بْنُ جُنْدَبٍ الْخُزَاعِيُّ الْأَسْلَمِيُّ (٦) ، وَالَّذِي حَلَقَ رَأْسَ النَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فِي حَجَّتِهِ مَعْمَرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَرَاثَةَ (٧) بْنِ نَصْرِ (٨) بْنِ عَوْفِ (٩) بْنِ عَوِيجِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ ».

قَالَ : « وَلَمَّا كَانَ فِي حَجَّةِ (١٠) رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وَهُوَ يَحْلِقُهُ ، قَالَتْ قُرَيْشٌ : أَيْ مَعْمَرُ ،

__________________

(١) في « بخ » وحاشية « ى » : « قبر ». وفي « بس » : « عبر ». وقوله : « ما غبر » أي ما بقي ؛ يقال : غَبَرَ الشي‌ءُ يَغْبُر ، أي بقي. والغابر : الباقي. وغُبْرُ الشي‌ء : بقيّته. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٦٥ ؛ النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٣٨ ( غبر ). وفي المرآة : « قوله عليه‌السلام : ما غبر ، أي ما بقي ، أو ما مضى ذكره. والأوّل أظهر ».

(٢) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل والبحار ، ج ٢١. وفي المطبوع : « سبعة ». وفي حاشية « بث » : « ستّاً ».

(٣) الوافي ، ج ١٢ ، ص ١٧٩ ، ح ١١٧٢٥ ؛ الوسائل ، ج ١٤ ، ص ١٥١ ، ح ١٨٨٤٥ ؛ البحار ، ج ٢١ ، ص ٣٩٧ ، ح ٢٠ ؛ وفيه ، ج ٣٨ ، ص ٧٢ ، ذيل ح ١ ، إلى قوله : « ونحر عليّ عليه‌السلام ما غبر ».

(٤) في السند تحويل بعطف « محمّد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان » على « عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ».

(٥) في « ظ » : ـ « الذي ».

(٦) في التهذيب : + « والذي حلق رأس النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم الحديبية خراش بن اميّة الخزاعي ».

(٧) في « ظ ، ى ، جن » والبحار : « حرابة ». وفي حاشية « بف » والفقيه : « حارث ». وفي التهذيب : « حارثة ».

(٨) في التهذيب : « نضر ».

(٩) في « ظ ، ى ، بح ، بخ ، جد ، جن » والبحار : « غوث ». هذا ، والظاهر أنّ معمراً هذا ، هو معمر بن عبدالله بن نضلة بن عبد العُزَّى بن حرثان بن عوف بن عبيد بن عويج بن كعب القرشي العدوي. راجع : الاستيعاب ، ج ٣ ، ص ٤٨٦ ، والرقم ٢٤٩٧ ؛ اسد الغابة ، ج ٥ ، ص ٢٢٧ ، الرقم ٥٠٤٨. لاحظ أيضاً ؛ تهذيب الكمال ، ج ٢٨ ، ص ٣١٤ ، الرقم ٦١٠٦.

(١٠) في « ظ ، بس ، جد » : « حجر ». وفي الوافي : « حجّته ».

١٧٤

أُذُنُ (١) رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فِي يَدِكَ ، وَفِي يَدِكَ الْمُوسى (٢) ، فَقَالَ مَعْمَرٌ : وَاللهِ ، إِنِّي لَأَعُدُّهُ مِنَ اللهِ فَضْلاً عَظِيماً عَلَيَّ ».

قَالَ : « وَكَانَ مَعْمَرٌ هُوَ الَّذِي يَرْحَلُ (٣) لِرَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يَا مَعْمَرُ ، إِنَّ الرَّحْلَ (٤) اللَّيْلَةَ لَمُسْتَرْخًى (٥) ، فَقَالَ مَعْمَرٌ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، لَقَدْ شَدَدْتُهُ كَمَا كُنْتُ أَشُدُّهُ ، وَلكِنْ بَعْضُ مَنْ حَسَدَنِي مَكَانِي مِنْكَ يَا رَسُولَ اللهِ ، أَرَادَ أَنْ تَسْتَبْدِلَ (٦) بِي ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مَا كُنْتُ لِأَفْعَلَ ». (٧)

٦٨٥٨ / ١٠. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ،

__________________

(١) في الوافي : « إذن ، بكسر الهمزة وفتح المعجمة ، وربّما يضبط بضمّهما ... وكأنّ قريشاً كنّوا بما قالوا عن قدرةمعمر على قتل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وتمنّوا أن لو كانوا مكانه فقتلوه. وربما يوجد في بعض نسخ الكافي : أذى ، بدل إذن ، والمعنى حينئذٍ أنّ ما يوجب الأذى من شعر الرأس وشعثه منه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في يدك ، كأنّه تعيير منهم إيّاه بهذا الفعل في حسبه ونسبه. وهذا أوفق للجواب من الأوّل ». وفي المرآة : « قوله عليه‌السلام : اذن رسول الله ، يحتمل أن يكون بضمّ الهمزة والذال ، أي رأسه في يدك ، ويمكن أن يقرأ بكسر الهمزة وفتح الذال ، أي في هذا الوقت هو صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في يدك ».

(٢) « الموسى » : ما يحلق به ، وآلة الحديد. قيل : وزنه مُفْعَل ، من أوسى رأسه ، إذا حلقه بالموسى ، والميم زائدة فهو من وسى. وقيل : وزنه فعلى وزان حبلى ، والميم أصليّة ، فهو من موس. وعلى الأوّل ينصرف ، وعلى الثاني لا ينصرف ؛ لألف التأنيث المقصورة. راجع : لسان العرب ، ج ٦ ، ص ٢٢٣ ؛ المصباح المنير ، ص ٥٨٥ ( موس ).

(٣) « يرحل » أي يشدّ الرحل ، وهو ما يستصحب من الأثاث ، يقال : رحلت البعير أرحله رحلاً ، إذا شددت على‌ظهره رحله. راجع : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٧٠٧ ؛ المصباح المنير ، ص ٢٢٢ ( رحل ).

(٤) في « بح ، بخ » : « الرجل ».

(٥) « لمسترخى » أي مسترسل ، يقال : أرخيت الستر وغيره ، إذا أرسلته فاسترخى. راجع : لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٣١٤ ؛ المصباح المنير ، ص ٢٢٤ ( رخو ).

(٦) في « بس ، بف » : « أن يستبدل ».

(٧) التهذيب ، ج ٥ ، ص ٤٥٨ ، ح ١٥٨٩ ، بسنده عن ابن أبي عمير. الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٣٩ ، ح ٢٢٩٣ ، معلّقاً عن معاوية به عمّار ، إلى قوله : « لأعدّه من الله فضلاً عظيماً عليّ » مع اختلاف يسير وزيادة في آخره الوافي ، ج ١٢ ، ص ١٧٩ ، ح ١١٧٢٦ ؛ الوسائل ، ج ١٤ ، ص ٢٢٧ ، ذيل ح ١٩٠٥٦ ؛ البحار ، ج ٢١ ، ص ٣٩٩ ، ح ٢٨.

١٧٥

عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « اعْتَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثَلَاثَ عُمَرٍ مُفْتَرِقَاتٍ : عُمْرَةً فِي (١) ذِي الْقَعْدَةِ ، أَهَلَّ مِنْ عُسْفَانَ (٢) ، وَهِيَ عُمْرَةُ الْحُدَيْبِيَةِ ؛ وَعُمْرَةً (٣) أَهَلَّ مِنَ الْجُحْفَةِ ، وَهِيَ عُمْرَةُ الْقَضَاءِ (٤) ؛ وَعُمْرَةً أَهَلَّ (٥) مِنَ الْجِعْرَانَةِ (٦) بَعْدَ مَا رَجَعَ مِنَ الطَّائِفِ (٧) مِنْ غَزْوَةِ حُنَيْنٍ (٨) ». (٩)

٦٨٥٩ / ١١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجْرَانَ ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِينٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : أَحَجَّ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم غَيْرَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ؟

قَالَ : « نَعَمْ ، عِشْرِينَ حَجَّةً ». (١٠)

__________________

(١) في « ظ ، بس ، جد ، جن » والوسائل : ـ « في ».

(٢) قال ابن الأثير : « هي ـ أي عسفان ـ قرية جامعة بين مكّة والمدينة ». وقال المطرزي : « عسفان : موضع على‌مرحلتين من مكّة ». وقال الفيّومي : « عسفان : موضع بين مكّة والمدينة ، ويذكّر ويؤنّث ... وبينه وبين مكّة نحو ثلاث مراحل ، ونونه زائدة ». وقيل : هي منهلة ـ أي موضع شرب ـ من مناهل الطريق. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ٢٣٧ ؛ المغرب ، ص ٣١٥ ؛ لسان العرب ، ج ٩ ، ص ٢٤٦ ؛ المصباح المنير ، ص ٤٠٩ ( عسف ).

(٣) في « جد » : « فعمرة ».

(٤) في الوافي : « إنّما قضى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم العمرة ؛ لأنّه صدّ في عام الحديبية عن العمرة ، فأحلّ منها بنهر البدن ، ثمّ قضاها من‌قابل ».

(٥) في الوسائل : ـ « أهلّ ».

(٦) في « بف » : + « أنّه ».

(٧) في « بخ » : ـ « من الطائف ».

(٨) في حاشية « بث » : « خيبر ».

(٩) الخصال ، ص ٢٠٠ ، باب الأربعة ، ح ١١ ، بسند آخر عن ابن عبّاس ، مع اختلاف. الفقيه ، ج ٢ ، ص ٤٥٠ ، ح ٢٩٤٣ ، من دون الإسناد إلى المعصوم عليه‌السلام الوافي ، ج ١٢ ، ص ١٦٨ ، ح ١١٧١٨ ؛ الوسائل ، ج ١٤ ، ص ٢٩٩ ، ح ١٩٢٤١ ؛ البحار ، ج ٢١ ، ص ٤٠٠ ، ح ٢٩.

(١٠) الكافي ، كتاب الحجّ ، باب حجّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ح ٦٨٥١ ؛ والتهذيب ، ج ٥ ، ص ٤٤٣ ، ح ١٥٤٠ ؛ وص ٤٥٨ ، ح ١٥٩٠ ، بسند آخر ، وتمام الرواية هكذا : « حجّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عشرين حجّة » الوافي ، ج ١٢ ، ص ١٦٥ ، ح ١١٧١٥ ؛ الوسائل ، ج ١١ ، ص ١٢٥ ، ح ١٤٤١٩ ؛ البحار ، ج ٢١ ، ص ٤٠٠ ح ٣٠.

١٧٦

٦٨٦٠ / ١٢. سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ (١) ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ عِيسَى الْفَرَّاءِ (٢) ، عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « حَجَّ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عِشْرِينَ حَجَّةً (٣) مُسْتَسِرَّةً (٤) ، كُلَّهَا (٥) يَمُرُّ بِالْمَأْزِمَيْنِ ، فَيَنْزِلُ ، فَيَبُولُ (٦) ». (٧)

٦٨٦١ / ١٣. حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سَمَاعَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ جَمِيعاً ، عَنْ أَبَانٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « اعْتَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عُمْرَةَ الْحُدَيْبِيَةِ ، وَقَضَى الْحُدَيْبِيَةَ مِنْ قَابِلٍ ، وَمِنَ الْجِعْرَانَةِ حِينَ أَقْبَلَ مِنَ الطَّائِفِ ثَلَاثَ عُمَرٍ كُلُّهُنَّ فِي ذِي الْقَعْدَةِ ». (٨)

٦٨٦٢ / ١٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ سَمَاعَةَ :

__________________

(١) هكذا في « ظ ، ى ، بث ، بح ، بخ ، بف ، جد » والوسائل والبحار. وفي « بس ، جن » والمطبوع : ـ « بن زياد ». ثمّ إنّ السند معلّق على سابقه. ويروي عن سهل بن زياد ، عدّة من أصحابنا.

(٢) في « بخ » : ـ « الفرّاء ».

(٣) في « بح » : ـ « حجّة ». وفي بعض الروايات : « عشر حجّات » ، فإنّا قد نقلنا وجه الجمع ووجه استسرار الحجّ‌من الوافي والمرآة ذيل الحديث الثاني من باب حجّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، إن شئت فراجع هناك.

(٤) في « بس » : « متستّرة ». وفي الوافي عن بعض النسخ : « مستترة ».

(٥) في الوافي : « في كلّها ».

(٦) في « ى ، بخ » والوافي : « ويبول ».

(٧) الكافي ، كتاب الحجّ ، باب حجّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ح ٦٨٥٠ ؛ والتهذيب ، ج ٥ ، ص ٤٤٣ ، ح ١٥٤٢ ، بسندهما عن الحسن بن عليّ ، عن عيسى الفرّاء ، عن عبدالله بن أبي يعفور. التهذيب ، ج ٥ ، ص ٤٥٨ ، ح ١٥٩٠ ، وفيه هكذا : « عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن عليّ بن فضّال ، عن عيسى الفرّاء ، عن ابن أبي يعفور أو عن زرارة ـ الشكّ من الحسن ـ عن أبي عبدالله عليه‌السلام ... ». وفي الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٣٨ ، صدر ح ٢٢٩٢ ؛ وعلل الشرائع ، ص ٤٤٩ ، صدر ح ١ ، بسند آخر. وفي الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٣٧ ، ح ٢٢٩١ ، مرسلاً من دون الإسناد إلى المعصوم عليه‌السلام ، وفي كلّ المصادر مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١٢ ، ص ١٦٦ ، ح ١١٧١٦ ؛ الوسائل ، ج ١١ ، ص ١٢٥ ، ح ١٤٤١٨ ؛ وج ١٤ ، ص ٩ ، ذيل ح ١٨٤٥٥ ؛ البحار ، ج ٢١ ، ص ٤٠١ ، ح ٣١.

(٨) الوافي ، ج ١٢ ، ص ١٦٨ ، ح ١١٧١٧ ؛ الوسائل ، ج ١٤ ، ص ٢٩٩ ، ح ١٩٢٤٢ ؛ البحار ، ج ٢١ ، ص ٤٠١ ، ح ٣٢.

١٧٧

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « ذُكِرَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اعْتَمَرَ فِي ذِي الْقَعْدَةِ ثَلَاثَ عُمَرٍ ، كُلَّ ذلِكَ يُوَافِقُ (١) عُمْرَتُهُ ذَا الْقَعْدَةِ (٢) ». (٣)

٢٨ ـ بَابُ فَضْلِ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ وَثَوَابِهِمَا‌

٦٨٦٣ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ الْخَزَّازِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْبَجَلِيِّ ، عَنْ خَالِدٍ الْقَلَانِسِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهما‌السلام : حُجُّوا وَاعْتَمِرُوا تَصِحَّ أَبْدَانُكُمْ ، وَتَتَّسِعْ أَرْزَاقُكُمْ ، وَتُكْفَوْنَ مَؤُونَاتِ عِيَالَاتِكُمْ (٤)

وَقَالَ : الْحَاجُّ مَغْفُورٌ لَهُ ، وَمَوْجُوبٌ لَهُ الْجَنَّةُ ، وَمُسْتَأْنَفٌ لَهُ (٥) الْعَمَلُ ، وَمَحْفُوظٌ (٦) فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ (٧) ». (٨)

٦٨٦٤ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ (٩) ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلى ، قَالَ :

__________________

(١) في الوافي والوسائل : « توافق ».

(٢) في « ظ ، بث ، جد » : « ذي القعدة ».

(٣) الوافي ، ج ١٢ ، ص ١٦٩ ، ح ١١٧١٩ ؛ الوسائل ، ج ١٤ ، ص ٢٩٩ ، ح ١٩٢٤٣ ؛ البحار ، ج ٢١ ، ص ٤٠١ ، ح ٣٣.

(٤) هكذا في « ظ ، ى ، بث ، بح ، بس ، بف ، جد ، جن » والوافي والوسائل. وفي « بخ » والمطبوع : « عيالكم ».

(٥) في « بخ » والوافي : « به ».

(٦) في « بح » : + « له ».

(٧) في مرآة العقول ، ج ١٧ ، ص ١٢١ : « الظاهر أنّ المراد أنّهم على ثلاثة أصناف ؛ صنف يغفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر ، فهو موجوب له الجنّة. وصنف يغفر له ما تقدّم من ذنبه ويكتب عليه في بقيّة عمره. وصنف لايغفر له ، ولكن يحفظ في أهله وماله ، كما يدلّ عليه خبر معاوية بن عمّار ».

(٨) ثواب الأعمال ، ص ٧٠ ، ح ٣ ، بسند آخر ، إلى قوله : « مؤونات عيالاتكم » مع اختلاف يسير. راجع : المحاسن ، ص ٣٤٥ ، كتاب السفر ، ح ٢ ؛ والفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٦٥ ، ح ٢٣٨٧ الوافي ، ج ١٢ ، ص ٢١١ ، ح ١١٧٤٥ ؛ الوسائل ، ج ١١ ، ص ٩ ، ح ١٤١١٣.

(٩) في التهذيب : ـ « عن سيف بن عميرة ». لكنّ الظاهر ثبوته ؛ فقد تكرّرت في الأسناد رواية عليّ بن الحكم عن سيف [ بن عميرة ] عن عبد الأعلى [ بن أعين ] ، وتقدّم ذيل الخبر في الكافي ، ح ٢٥٦٨ ، عن عليّ بن الحكم ، عن

١٧٨

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « كَانَ أَبِي يَقُولُ : مَنْ أَمَّ هذَا الْبَيْتَ حَاجّاً أَوْ مُعْتَمِراً ، مُبَرَّأً مِنَ الْكِبْرِ ، رَجَعَ (١) مِنْ ذُنُوبِهِ كَهَيْئَةِ يَوْمِ (٢) وَلَدَتْهُ أُمُّهُ ، ثُمَّ قَرَأَ : ( فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقى ) (٣)

قُلْتُ : مَا الْكِبْرُ؟

قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إِنَّ أَعْظَمَ الْكِبْرِ غَمْصُ الْخَلْقِ (٤) ، وَسَفَهُ الْحَقِّ (٥)

قُلْتُ : مَا (٦) غَمْصُ الْخَلْقِ (٧) ، وَسَفَهُ الْحَقِّ؟

قَالَ : يَجْهَلُ (٨) الْحَقَّ ، وَيَطْعُنُ (٩) عَلى أَهْلِهِ (١٠) ، وَمَنْ (١١) فَعَلَ ذلِكَ ، نَازَعَ (١٢) اللهَ‌

__________________

سيف بن عميرة ، عن عبد الأعلى بن أعين. وأمّا رواية عليّ بن الحكم عن عبد الأعلى مباشرة ، فلم تثبت. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ٨ ، ص ٥٣٩ ، وص ٥٤٨.

(١) في « بح » : « خرج ».

(٢) في « بح » : « كيوم » بدل « كهيئة يوم ». وفي « بخ » : ـ « يوم ».

(٣) البقرة (٢) : ١٩٩. وفي الوافي : « قراءته عليه‌السلام الآية بعد حديثه يفيد أنّ معنى الآية خروجه بالنفر عن الإثم ، سواء تعجّل في النفر أو تأخّر ، وهو أحد تفاسير الآية كما ورد في حديث آخر عنهم عليهم‌السلام في تفسيرها : يرجع ولاذنب له. ولها تفاسير اخر تأتي في محلّها ، ومنها أنّ المراد نفي الإثمّ بتعجّله وتأخّره في نفره ردّاً على أهل الجاهليّة ؛ فإنّ منهم من أثم المتعجّل ومنهم من أثم المتأخّر ».

(٤) في « بخ » والتهذيب : « الحقّ ». و « غَمْصُ الخلق » : احتقارهم واستصغارهم ؛ يقال : غَمِصَه يَغْمِصُهُ غَمصاً واغتصمه ، أي استصغره واحتقره ولم يره شيئاً. راجع : الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٠٤٧ ؛ النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٨٦ ( غمص ).

(٥) « سفه الحقّ » : الجهل به. وقيل : الجهل به وعدم الفكر فيها. قال ابن الأثير : « والسفه في الأصل : الخفّة والطيش. وسفه فلان رأيه : إذا كان مضطرباً لا استقامة له. والسفيه : الجاهل » ، ثمّ نقل عن الزمخشري وجهين في إضافة السفه إلى الحقّ بقوله : « قال : وفيه وجهان : أحدهما : أن يكون على حذف الجارّ وإيصال الفعل ، كأنّ الأصل : سفه على الحقّ. والثاني : أن يضمَّن معنى فعل متعدّ كجهل ، والمعنى : الاستخفاف بالحقّ وأن لا يراه على ما هو عليه من الرجحان والرزانة ». راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٧٦ ؛ المصباح المنير ، ص ٢٨٠ ( سفه ).

(٦) في الكافي ، ح ٢٥٦٨ والتهذيب والمعاني ، ص ٢٤٢ ، ح ٥ : « وما ».

(٧) في « بخ » والتهذيب : « الحقّ ».

(٨) في « ظ ، بث ، بف ، جد » : « تجهل ».

(٩) في « ظ ، بف ، جد » : « وتطعن ».

(١٠) في الوافي : + « قال ».

(١١) في الوسائل ، ح ١٤٣٢٧ والكافي ، ح ٢٥٦٨ : « فمن ».

(١٢) في الكافي ، ح ٢٥٦٨ المعاني ، ص ٢٤٢ ، ح ٥ : « فقد نازع ».

١٧٩

رِدَاءَهُ ». (١)

٦٨٦٥ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « ضَمَانُ الْحَاجِّ وَالْمُعْتَمِرِ عَلَى اللهِ ، إِنْ أَبْقَاهُ بَلَّغَهُ أَهْلَهُ ، وَإِنْ أَمَاتَهُ أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ ». (٢)

٦٨٦٦ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، عَنْ آبَائِهِ عليهم‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الْحَجَّةُ ثَوَابُهَا الْجَنَّةُ ، وَالْعُمْرَةُ كَفَّارَةٌ لِكُلِّ (٣) ذَنْبٍ ». (٤)

٦٨٦٧ / ٥. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُمَرَ (٥) بْنِ كُلَيْعٍ ، عَنْ‌

__________________

(١) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الكبر ، ح ٢٥٦٨ ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن الحكم ، عن سيف بن عميرة ، عن عبدالأعلى بن أعين ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، من قوله : « إنّ أعظم الكبر ». التهذيب ، ج ٥ ، ص ٢٣ ، ح ٦٩ ، معلّقاً عن الكليني. وفي معاني الأخبار ، ص ٢٤٢ ، ح ٥ ، بسنده عن أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن الحكم ، عن سيف ، عن عبد الأعلى بن أعين ، عن أبي عبدالله ، عن آبائه عليهم‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، من قوله : « إنّ أعظم الكبر ». وفي الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الكبر ، ح ٢٥٧١ ، من قوله : « إنّ أعظم الكبر » مع اختلاف يسير. وفيه ، نفس الباب ، ح ٢٥٦٧ ، تمام الرواية هكذا : « الكبر أن تغمص الناس وتسفه الحقّ » وفي الأخيرين بسندهما عن عبد الأعلى ؛ عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، من دون الإسناد إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. معاني الأخبار ، ص ٢٤٢ ، ح ٦ ، بسند آخر. الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٠٥ ، ح ٢١٤٧ مرسلاً ، وفي الأخيرين من دون الإسناد إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، مع اختلاف. راجع : الكافي ، كتاب الروضة ، ضمن ح ١٤٨١٦ ؛ والفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٢٦ ، ح ٢٢٥٢ ؛ وتحف العقول ، ص ٣١٣ الوافي ، ج ١٢ ، ص ٢١١ ، ح ١١٧٤٦ ؛ الوسائل ، ج ١١ ، ص ٩٣ ، ح ١٤٣٢٧.

(٢) الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٢١ ، ح ٢٢٣٢ ، مرسلاً عن الباقر عليه‌السلام ، مع اختلاف الوافي ، ج ١٢ ، ص ٢١٢ ، ح ١١٧٤٨ ؛ الوسائل ، ج ١١ ، ص ٩٥ ، ح ١٤٣٣١.

(٣) في الوافي : « كلّ ».

(٤) الجعفريّات ، ص ٦٧ ، بسند آخر. الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٢٠ ، ح ٢٢٣٠ ، مرسلاً عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، مع زيادة في آخره. وراجع : الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٢٠ ، ح ٢٢٢٩ الوافي ، ج ١٢ ، ص ٢١٣ ، ح ١١٧٤٩ ؛ الوسائل ، ج ١١ ، ص ٩٦ ، ح ١٤٣٣٢.

(٥) هكذا في « ظ ، ى ، بث ، بح ، بخ ، بس ، بف ، جد ، جر ، جن » والوسائل. وفي المطبوع : « عمرو ». والرجل

١٨٠