الكافي - ج ٨

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي

الكافي - ج ٨

المؤلف:

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي


المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-414-8
ISBN الدورة:
978-964-493-340-0

الصفحات: ٧٠٣

فَلَمَّا أَنْ كَانَ اللَّيْلُ ، أَتَاهُ فِي مَنَامِهِ بِعِدَّةٍ مِنْ رِجَالٍ وَصِبْيَانٍ ، فَقَالُوا لَهُ : نَحْنُ أَتْبَاعُ وَلَدِكَ ، وَنَحْنُ مِنْ سُكَّانِ السَّمَاءِ السَّادِسَةِ ، السُّيُوفُ لَيْسَتْ لَكَ ، تَزَوَّجْ فِي مَخْزُومٍ تَقْوَ (١) ، وَاضْرِبْ بَعْدُ (٢) فِي بُطُونِ الْعَرَبِ (٣) ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ مَعَكَ مَالٌ ، فَلَكَ حَسَبٌ ، فَادْفَعْ هذِهِ الثَّلَاثَةَ عَشَرَ (٤) سَيْفاً إِلى وَلَدِ الْمَخْزُومِيَّةِ ، وَلَايُبَانُ لَكَ أَكْثَرَ مِنْ هذَا ، وَسَيْفٌ لَكَ (٥) مِنْهَا ، وَاحِدٌ سَيَقَعُ (٦) مِنْ يَدِكَ ، فَلَا تَجِدُ (٧) لَهُ أَثَراً إِلاَّ أَنْ يَسْتَجِنَّهُ (٨) جَبَلُ كَذَا وَكَذَا ، فَيَكُونُ مِنْ أَشْرَاطِ قَائِمِ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ.

فَانْتَبَهَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ ، وَانْطَلَقَ (٩) وَالسُّيُوفُ (١٠) عَلى رَقَبَتِهِ ، فَأَتى (١١) نَاحِيَةً مِنْ نَوَاحِي مَكَّةَ ، فَفَقَدَ (١٢) مِنْهَا سَيْفاً كَانَ أَرَقَّهَا (١٣) عِنْدَهُ ، فَيَظْهَرُ (١٤) مِنْ ثَمَّ (١٥)

__________________

(١) هكذا في « بخ » والوافي. وفي المطبوع والبحار : « تقوى ».

(٢) في « بخ » : ـ « بعد ».

(٣) في الوافي : « كأنّ المراد : ثمّ أخطب بعد كرائم قبائل العرب أيّتها شئت ؛ يعني لا بدّ لك من التزويج في بني مخزوم ، وأمّا في سائر القبائل فالأمر إليك ، وذلك لوجود خاتم الأنبياء ـ صلوات الله عليه وآله ـ من المخزوميّة ، وهي امّ عبد الله والد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، واسمها فاطمة بنت عمر بن عائذ بن عمران بن مخزوم ». وفي المرآة : « ... ويحتمل أن يكون المراد : جاهد بطون العرب وقاتلهم ، والأوّل أظهر ».

(٤) في البحار : « عشرة ».

(٥) في « بف » والوافي : ـ « لك ».

(٦) في البحار : « يقع ».

(٧) في « جن » : « ولا تجد ».

(٨) في « ظ ، جد » : « أن تسجّنه ». وفي « ى » والوافي : « أن تستجنّه ». وفي « بخ ، بس ، جن » : « أن تسجنه ». وفي المرآة عن بعض النسخ : « أن يسجنه ». والاستجنان في اللغة : الاستتار والاستطراب ، أي طلب الطرب واللهو. وفي الشروح : هو الستر والإخفاء ؛ يعني إلاّ أن يخفيه ويستره من قبل أن يقع في يدك. راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢٠٩٥ ؛ لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ٩٣ ـ ٩٤ ( جنن ).

(٩) في « بث ، بخ ، بس ، بف » : « فانطلق ».

(١٠) في « ى » : « السيوف » بدون الواو.

(١١) في « بف » والوافي : « وأتى ».

(١٢) في « ى » : « تفقد ».

(١٣) في « بس » : « أدقّها ».

(١٤) في « ظ ، ى ، بث ، بخ ، بس ، جد ، جن » : « فنظر ».

(١٥) في الوافي : « ثمّة ». وفي المرآة : « قوله عليه‌السلام : فيظهر من ثمّ ، أي يظهر في زمن القائم عليه‌السلام من هذا الموضع الذي فقد فيه ، أو من الجبل الذي تقدّم ذكره ، ولعلّه كان كلّ سيف لمعصوم وكان بعددهم ، وسيف القائم عليه‌السلام أخفاه الله في هذا المكان ؛ ليظهر له عند خروجه ».

١٠١

ثُمَّ دَخَلَ مُعْتَمِراً وَطَافَ بِهَا ـ عَلى رَقَبَتِهِ وَالْغَزَالَيْنِ ـ أَحَداً وَعِشْرِينَ (١) طَوَافاً ، وَقُرَيْشٌ تَنْظُرُ إِلَيْهِ وَهُوَ يَقُولُ : اللهُمَّ صَدِّقْ وَعْدَكَ ، فَأَثْبِتْ (٢) لِي قَوْلِي ، وَانْشُرْ ذِكْرِي ، وَشُدَّ عَضُدِي ، وَكَانَ هذَا تَرْدَادَ كَلَامِهِ ، وَمَا طَافَ حَوْلَ الْبَيْتِ (٣) بَعْدَ رُؤْيَاهُ فِي الْبِئْرِ (٤) بِبَيْتِ (٥) شِعْرٍ حَتّى مَاتَ ، وَلكِنْ (٦) قَدِ ارْتَجَزَ عَلى بَنِيهِ (٧) يَوْمَ أَرَادَ نَحْرَ عَبْدِ اللهِ ، فَدَفَعَ الْأَسْيَافَ جَمِيعَهَا (٨) إِلى بَنِي الْمَخْزُومِيَّةِ : إِلَى الزُّبَيْرِ ، وَإِلى أَبِي طَالِبٍ ، وَإِلى عَبْدِ اللهِ ، فَصَارَ لِأَبِي طَالِبٍ مِنْ ذلِكَ أَرْبَعَةُ أَسْيَافٍ : سَيْفٌ لِأَبِي طَالِبٍ ، وَسَيْفٌ لِعَلِيٍّ ، وَسَيْفٌ لِجَعْفَرٍ ، وَسَيْفٌ لِطَالِبٍ ، وَكَانَ لِلزُّبَيْرِ سَيْفَانِ ، وَكَانَ لِعَبْدِ اللهِ سَيْفَانِ ، ثُمَّ عَادَتْ فَصَارَتْ (٩) لِعَلِيٍّ الْأَرْبَعَةُ الْبَاقِيَةُ اثْنَيْنِ مِنْ فَاطِمَةَ ، وَاثْنَيْنِ مِنْ أَوْلَادِهَا ، فَطَاحَ (١٠) سَيْفُ جَعْفَرٍ (١١) يَوْمَ أُصِيبَ ، فَلَمْ يُدْرَ فِي يَدِ مَنْ وَقَعَ حَتَّى السَّاعَةِ ، وَنَحْنُ نَقُولُ : لَايَقَعُ سَيْفٌ مِنْ أَسْيَافِنَا فِي يَدِ غَيْرِنَا إِلاَّ رَجُلٌ يُعِينُ بِهِ مَعَنَا إِلاَّ صَارَ فَحْماً » (١٢)

قَالَ (١٣) : « وَإِنَّ مِنْهَا لَوَاحِداً (١٤) فِي نَاحِيَةٍ يَخْرُجُ كَمَا تَخْرُجُ (١٥) الْحَيَّةُ ، فَيَبِينُ (١٦) مِنْهُ‌

__________________

(١) في البحار : « إحدى عشر ».

(٢) في « بف » : « وثبّت ». وفي الوافي : « وأثبت ».

(٣) في حاشية « بح » : « بالبيت » بدل « حول البيت ». وفي الوافي : « وما طاف حول البيت ، كأنّه اشير به إلى ما كانت‌العرب تفعله في الجاهليّة ».

(٤) في « بث ، بف ، جن » والبحار : « البيت ».

(٥) في « بث ، بس ، بف » : « بيت ».

(٦) في « ظ ، بس ، جد » : « ولكنّه ».

(٧) في « ى ، جن » : « بيته ».

(٨) في « ى ، بف » : « جميعاً ».

(٩) في البحار : « فصار ».

(١٠) في « بف » والوافي : « وطاح ».

(١١) « فطاح سيف جعفر » ، أي سقط من يده ؛ يقال : طاح الشي‌ءُ ، يطوح ويطيح : إذا سقط وهلك. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٨٩ ؛ النهاية ، ج ٣ ، ص ١٤١ ( طوح ).

(١٢) في المرآة : « قوله عليه‌السلام : إلاّصار فحماً ، أي يسودّ ويبطل ولا يأتي منه شي‌ء حتّى يرجع إلينا ».

(١٣) في « بف » والوافي : ـ « قال ».

(١٤) في « ى » : « الواحدة ». وفي « بث ، بس ، بف » والمرآة : « لواحد ». وفي المرآة : « قوله عليه‌السلام : وإنّ منها لواحد ، لعلّه هو الذي فقد من عبد المطّلب ، يظهر هكذا عند ظهور القائم عليه‌السلام ليأخذه ».

(١٥) في « ى ، بس » : « يخرج ».

(١٦) في « ظ » : « فيبيّن » وفي « بس » : « فتبين ». وفي « بف » : « فيتبيّن ».

١٠٢

ذِرَاعٌ وَمَا يُشْبِهُهُ (١) ، فَتَبْرُقُ لَهُ الْأَرْضُ مِرَاراً ، ثُمَّ يَغِيبُ ، فَإِذَا كَانَ اللَّيْلُ فَعَلَ مِثْلَ ذلِكَ ، فَهذَا دَأْبُهُ حَتّى يَجِي‌ءَ (٢) صَاحِبُهُ ، وَلَوْ شِئْتُ أَنْ أُسَمِّيَ مَكَانَهُ لَسَمَّيْتُهُ (٣) ، وَلكِنْ (٤) أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِنْ (٥) أَنْ (٦) أُسَمِّيَهُ فَتُسَمُّوهُ ، فَيُنْسَبَ إِلى غَيْرِ مَا هُوَ عَلَيْهِ (٧) ». (٨)

٦٧٦٦ / ٨. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ صَاحِبِ الْأَنْمَاطِ (٩) ، عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ ، قَالَ :

لَمَّا هَدَمَ الْحَجَّاجُ الْكَعْبَةَ ، فَرَّقَ النَّاسُ تُرَابَهَا ، فَلَمَّا صَارُوا إِلى بِنَائِهَا ، فَأَرَادُوا أَنْ يَبْنُوهَا ، خَرَجَتْ عَلَيْهِمْ حَيَّةٌ ، فَمَنَعَتِ النَّاسَ الْبِنَاءَ حَتّى هَرَبُوا (١٠) ، فَأَتَوُا (١١) الْحَجَّاجَ ، فَأَخْبَرُوهُ (١٢) ، فَخَافَ أَنْ يَكُونَ قَدْ مَنَعَ بِنَاءَهَا ، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ ، ثُمَّ نَشَدَ (١٣) النَّاسَ ، وَقَالَ : أَنْشُدُ (١٤) اللهَ عَبْداً عِنْدَهُ مِمَّا ابْتُلِينَا بِهِ عِلْمٌ لَمَّا أَخْبَرَنَا بِهِ.

قَالَ : فَقَامَ إِلَيْهِ شَيْخٌ ، فَقَالَ : إِنْ يَكُنْ عِنْدَ أَحَدٍ عِلْمٌ ، فَعِنْدَ رَجُلٍ رَأَيْتُهُ جَاءَ إِلَى الْكَعْبَةِ ، فَأَخَذَ مِقْدَارَهَا ، ثُمَّ مَضى ، فَقَالَ الْحَجَّاجُ : مَنْ هُوَ؟ قَالَ (١٥) : عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهما‌السلام ، فَقَالَ : مَعْدِنُ ذلِكَ ، فَبَعَثَ إِلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمَا ،

__________________

(١) في « بخ ، بف » والوافي : « يشبهها ».

(٢) في « بح » وحاشية « بث » : « حتّى يخرج ».

(٣) في « بث ، بف » والوافي : « لسمّيت ».

(٤) في « بخ ، بف » : « لكن » بدون الواو.

(٥) في « ى ، بخ » : ـ « من ».

(٦) في « جن » : ـ « أن ».

(٧) في المرآة : « قوله عليه‌السلام : فينسب إلى غير ما هو عليه ، أي يتغيّر مكانه ، أو يأخذه غير القائم عليه‌السلام ».

(٨) الوافي ، ج ١٢ ، ص ٧٥ ، ح ١١٥٢١ ؛ البحار ، ج ١٥ ، ص ١٦٤ ، ح ٩٦.

(٩) في « جن » : « أبي عليّ بيّاع الأنماط ».

(١٠) في « بخ » والوافي : « حتّى هزموا ».

(١١) في « ى » : « وأتوا ». وفي حاشية « بث » : « فأتى ».

(١٢) في البحار : ـ « فأخبروه ».

(١٣) في « ظ ، ى ، بخ ، بس ، بف ، جد » والعلل : « أنشد ».

(١٤) في « بخ ، بف » وحاشية « بث » والوافي والبحار : « رحم ».

(١٥) في « ظ ، بث ، بخ ، بف ، جد » والبحار والعلل : « فقال ».

١٠٣

فَأَتَاهُ فَأَخْبَرَهُ مَا (١) كَانَ مِنْ مَنْعِ اللهِ إِيَّاهُ (٢) الْبِنَاءَ (٣)

فَقَالَ لَهُ (٤) عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهما‌السلام : « يَا حَجَّاجُ ، عَمَدْتَ إِلى بِنَاءِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ ، فَأَلْقَيْتَهُ فِي الطَّرِيقِ ، وَانْتَهَبْتَهُ (٥) كَأَنَّكَ تَرى أَنَّهُ تُرَاثٌ لَكَ ، اصْعَدِ الْمِنْبَرَ ، وَانْشُدِ (٦) النَّاسَ أَنْ لَايَبْقى أَحَدٌ مِنْهُمْ أَخَذَ مِنْهُ شَيْئاً إِلاَّ رَدَّهُ ».

قَالَ : فَفَعَلَ ، فَأَنْشَدَ (٧) النَّاسَ أَنْ لَايَبْقى مِنْهُمْ أَحَدٌ عِنْدَهُ شَيْ‌ءٌ إِلاَّ رَدَّهُ ، قَالَ : فَرَدُّوهُ (٨) ، فَلَمَّا رَأى جَمْعَ التُّرَابِ ، أَتى عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمَا ، فَوَضَعَ الْأَسَاسَ ، وَأَمَرَهُمْ (٩) أَنْ يَحْفِرُوا (١٠) ، قَالَ (١١) : فَتَغَيَّبَتْ (١٢) عَنْهُمُ الْحَيَّةُ ، وَحَفَرُوا (١٣) حَتَّى انْتَهَوْا إِلى (١٤) مَوْضِعِ الْقَوَاعِدِ ، قَالَ لَهُمْ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهما‌السلام : « تَنَحَّوْا » فَتَنَحَّوْا ، فَدَنَا مِنْهَا ، فَغَطَّاهَا بِثَوْبِهِ ، ثُمَّ بَكى ، ثُمَّ غَطَّاهَا بِالتُّرَابِ بِيَدِ نَفْسِهِ ، ثُمَّ دَعَا الْفَعَلَةَ ، فَقَالَ : « ضَعُوا بِنَاءَكُمْ (١٥) » فَوَضَعُوا الْبِنَاءَ ، فَلَمَّا ارْتَفَعَتْ (١٦) حِيطَانُهَا (١٧) ، أَمَرَ بِالتُّرَابِ ، فَقُلِّبَ (١٨) ،

__________________

(١) في « ظ ، ى ، بث ، بخ ، بس ، بف ، جد » والوافي والبحار والعلل : « بما ».

(٢) في « بث ، بخ ، بف » والوافي : + « من ».

(٣) في « بف » : « بناء ».

(٤) في الوسائل : ـ « له ».

(٥) في الوسائل : « وانهبته ». و « انتهبته » أي أخذته. قال الجوهري : « النَّهْبُ : الغنيمة ، والجمع : النِهاب. والانتهاب : أن يأخذها من شاء ». وقال ابن الأثير : « النهب : الغارة والسلب ». وقال الفيّومي : « الانتهاب : هو الغلبة على المال ، والقهرُ ». راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٢٩ ؛ النهاية ، ج ٥ ، ص ١٣٣ ؛ المصباح المنير ، ص ٦٢٧ ( نهب ).

(٦) في الوافي : « فانشد ».

(٧) في « ظ ، ى ، بح ، بس ، جد » والوسائل والبحار : « وأنشد ». وفي الوافي : « فنشد ».

(٨) في « بح » : « فقال : ردّوه ».

(٩) في « بخ ، بس ، بف ، جد » والوافي : « فأمرهم ».

(١٠) في حاشية « ى » : + « موضع الأساس ».

(١١) في « بث ، بخ ، بف » : ـ « قال ».

(١٢) في « ى » : « فتغيّب ».

(١٣) في البحار : « فحفروا ».

(١٤) في « ظ » : ـ « إلى ».

(١٥) في « ظ » : « ثيابكم ». وفي « بخ ، بف » والبحار : + « قال ».

(١٦) في الوافي : « رفعت ».

(١٧) في « جد » والعلل : « حيطانه ».

(١٨) في « بف » والوافي والبحار والعلل : ـ « فقلّب ».

١٠٤

فَأُلْقِيَ فِي جَوْفِهِ (١) ، فَلِذلِكَ صَارَ الْبَيْتُ مُرْتَفِعاً (٢) يُصْعَدُ إِلَيْهِ بِالدَّرَجِ. (٣)

١٠ ـ بَابٌ فِي قَوْلِهِ (٤) عَزَّ وَجَلَّ : ( فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ )

٦٧٦٧ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام (٥) عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدىً لِلْعالَمِينَ فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ ) (٦) مَا هذِهِ الْآيَاتُ الْبَيِّنَاتُ (٧)؟

فَقَالَ (٨) : « مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ ؛ حَيْثُ قَامَ عَلَى الْحَجَرِ ، فَأَثَّرَتْ فِيهِ قَدَمَاهُ ، وَالْحَجَرُ الْأَسْوَدُ ، وَمَنْزِلُ إِسْمَاعِيلَ عليه‌السلام ». (٩)

٦٧٦٨ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ‌

__________________

(١) في « ظ » : ـ « فالقي في جوفه ».

(٢) قال المحقّق الشعراني في هامش الوافي : « قوله : صار البيت مرتفعاً ، هذا يدلّ على أنّ الباب كان قبل ذلك غير مرتفع ، والظاهر أنّه كان في زمان ابن الزبير ؛ فإنّه لمّا بنى الكعبة أخذ بحديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الذي روته عائشة أنّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال لها : « لو لا أنّ قومك حديثو عهد بجاهليّة ـ أو قال : بكفر ـ لأنفقت كنز الكعبة في سبيل الله ، ولجعلت بابها بالعرض ، ولأدخلت فيها من الحجر ». وفي رواية اخرى : لهدمت الكعبة ، فألزقتها بالأرض ، وجعلت لها بابين : باباً شرقيّاً ، وباباً غربيّاً ، وزدت فيها ستّة أذرع من « الحجر » انتهى. فبناها ابن الزبير على ما في الحديث ، فلمّا هدمها الحجّاج بناها على ما كانت ، وسيأتي ما يكذّب حديث ابن الزبير ... ».

(٣) علل الشرائع ، ص ٤٤٨ ، ح ١ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير. الفقيه ، ج ٢ ، ص ١٩٢ ، ذيل ح ٢١١٦ ، من دون الإسناد إلى المعصوم عليه‌السلام ، ملخّصاً ، وفيهما مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١٢ ، ص ٦٠ ، ح ١١٥٠٤ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٢١٨ ، ح ١٧٥٩٦ ؛ البحار ، ج ٤٦ ، ص ١١٥ ، ح ١.

(٤) في « بس » والمرآة : « قول الله ».

(٥) في الوسائل : ـ « أبا عبد الله عليه‌السلام ».

(٦) آل عمران (٣) : ٩٦ ـ ٩٧. وفي « بث ، بف ، جد » والوافي : + « مقام إبراهيم ومن دخله كان آمناً ».

(٧) في البحار : ـ « البيّنات ».

(٨) هكذا في « ظ ، بث ، بخ ، بس ، بف ، جد » والوافي. وفي سائر النسخ والمطبوع : « قال ».

(٩) تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ١٨٧ ، ح ٩٩ ، عن ابن سنان ؛ الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٣٤ ، ذيل الحديث الطويل ٢٢٨٢ ، مرسلاً من دون الإسناد إلى المعصوم عليه‌السلام ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١٢ ، ص ٨١ ، ح ١١٥٢٦ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٢٣٩ ، ح ١٧٦٤٠ ؛ البحار ، ج ١٢ ، ص ١١٨ ، ح ٥٧.

١٠٥

زُرَارَةَ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام : قَدْ (١) أَدْرَكْتَ الْحُسَيْنَ عليه‌السلام؟

قَالَ : « نَعَمْ ، أَذْكُرُ وَأَنَا مَعَهُ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ، وَقَدْ دَخَلَ فِيهِ السَّيْلُ ، وَالنَّاسُ يَقُومُونَ (٢) عَلَى الْمَقَامِ (٣) ، يَخْرُجُ (٤) الْخَارِجُ يَقُولُ : قَدْ ذَهَبَ بِهِ السَّيْلُ (٥) ، وَيَخْرُجُ مِنْهُ (٦) الْخَارِجُ (٧) فَيَقُولُ (٨) : هُوَ مَكَانَهُ » قَالَ : فَقَالَ لِي : « يَا فُلَانُ مَا صَنَعَ هؤُلَاءِ؟ » فَقُلْتُ (٩) : أَصْلَحَكَ اللهُ ، يَخَافُونَ أَنْ يَكُونَ السَّيْلُ قَدْ ذَهَبَ بِالْمَقَامِ ، فَقَالَ : « نَادِ أَنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ قَدْ جَعَلَهُ عَلَماً لَمْ يَكُنْ لِيَذْهَبَ بِهِ ، فَاسْتَقِرُّوا (١٠)

وَكَانَ مَوْضِعُ الْمَقَامِ الَّذِي وَضَعَهُ إِبْرَاهِيمُ عليه‌السلام عِنْدَ جِدَارِ الْبَيْتِ ، فَلَمْ يَزَلْ هُنَاكَ حَتّى حَوَّلَهُ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي هُوَ فِيهِ الْيَوْمَ ، فَلَمَّا فَتَحَ النَّبِيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مَكَّةَ ، رَدَّهُ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي وَضَعَهُ إِبْرَاهِيمُ عليه‌السلام ، فَلَمْ يَزَلْ هُنَاكَ إِلى أَنْ وَلِيَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، فَسَأَلَ النَّاسَ : مَنْ مِنْكُمْ يَعْرِفُ الْمَكَانَ الَّذِي كَانَ فِيهِ الْمَقَامُ؟ فَقَالَ رَجُلٌ : أَنَا قَدْ كُنْتُ‌

__________________

(١) في « ظ ، ى ، بح ، بس ، جد ، جن » والبحار : ـ « قد ».

(٢) في « بف » : « يتوفّون ». وفي الفقيه : « يتخوّفون ».

(٣) في المرآة : « قوله عليه‌السلام : على المقام ، أي يشرفون على المقام ؛ لينظروا إليه فيخرج الخارج من عمّار الناس فيقول : قد ذهب به السيل ، ويدخل آخر ؛ لينظر فيخرج فيقول : هو بحاله ، وكانا عليهما‌السلام في المسجد ».

(٤) في « بح » : « ويخرج ».

(٥) في البحار : ـ « السيل ».

(٦) في « بف » : ـ « منه ».

(٧) في الفقيه : « يدخل الداخل » بدل « يخرج منه الخارج ».

(٨) في « بخ ، بف » والوافي : « ويقول ».

(٩) في البحار : + « له ».

(١٠) قال المحقّق الشعراني في هامش الوافي : « مكالمة الحسين عليه‌السلام يتمّ عند قوله عليه‌السلام : استقرّوا ، وقوله : كان موضع المقام الذي وضعه إبراهيم ، إلى آخر الحديث ، من كلام زرارة ، أو بعض الرواة ، ذكره بالمناسبة. ويحتمل أن يكون من كلام الباقر عليه‌السلام. قال المراد رحمه‌الله : لفظ « فاستقرّوا » يمكن أن يكون من كلام الباقر عليه‌السلام ، فيكون على صيغة الماضي ، وأن يكون من كلام الحسين عليه‌السلام ، فيكون على صيغة الأمر. انتهى ».

١٠٦

أَخَذْتُ مِقْدَارَهُ بِنِسْعٍ (١) ، فَهُوَ عِنْدِي ، فَقَالَ : ائْتِنِي (٢) بِهِ ، فَأَتَاهُ بِهِ ، فَقَاسَهُ ، ثُمَّ رَدَّهُ إِلى ذلِكَ الْمَكَانِ ». (٣)

١١ ـ بَابٌ نَادِرٌ‌

٦٧٦٩ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ عَقِيلٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ (٤) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ الرِّفَاعِيِّ (٥) رَفَعَهُ :

أَنَّ (٦) أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام سُئِلَ عَنِ الْوُقُوفِ بِالْجَبَلِ (٧) : لِمَ (٨) لَمْ يَكُنْ فِي الْحَرَمِ (٩)؟

فَقَالَ : « لِأَنَّ الْكَعْبَةَ بَيْتُهُ ، وَالْحَرَمَ بَابُهُ (١٠) ، فَلَمَّا (١١) قَصَدُوهُ وَافِدِينَ ، وَقَفَهُمْ بِالْبَابِ يَتَضَرَّعُونَ ».

قِيلَ لَهُ : فَالْمَشْعَرُ الْحَرَامُ لِمَ صَارَ فِي الْحَرَمِ؟

قَالَ : « لِأَنَّهُ لَمَّا أَذِنَ لَهُمْ بِالدُّخُولِ ، وَقَفَهُمْ بِالْحِجَابِ (١٢) الثَّانِي ، فَلَمَّا طَالَ تَضَرُّعُهُمْ‌

__________________

(١) في « بث ، بح » : « بتسع ». وفي « بخ » : « تبع ». وفي « بس » : + « كذا ». وقال الخليل : « النسع : سَيْرٌ يُضْفَر كهيئة أعنّةالبغال يشدّ به الرحال ، والقطعة منها : يسْعة ، تشدّ على طرفي البطان ». وقال الجوهري : « النسعة : التي تُنْسج عريضاً للتصدير » ، والتصدير : الحزام ، وهو في صدر البعير. راجع : ترتيب كتاب العين ، ج ٣ ، ص ١٧٨٦ ، الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٢٩٠ ( نسع ).

(٢) في « ى ، بح ، جن » وحاشية « بث » والبحار : « تأتيني ».

(٣) الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٤٣ ، ح ٢٣٠٨ ، معلّقاً عن زرارة بن أعين ، عن أبي جعفر عليه‌السلام الوافي ، ج ١٢ ، ص ٦٢ ، ح ١١٥٠٩ ؛ البحار ، ج ٣١ ، ص ٣٣.

(٤) في « ظ ، بح » وحاشية « جد » والوسائل : « عليّ بن الحسين ». وفي « بث ، بف » والوافي : « عليّ بن الحسن ، عن عليّ بن عيسى ». وفي التهذيب : « عليّ بن الحسين ، عن عليّ بن عيسى » كلاهما بدل « عليّ بن عيسى ، عن عليّ بن الحسن ».

(٥) في هامش المطبوع : « الرفا ».

(٦) في التهذيب : « إلى ».

(٧) في الوافي : « بالحلّ ». وفي كنز الفوائد : « بالحلّ ، يعني الوقوف بعرفات » بدل « بالجبل ».

(٨) في « جن » : « لما ».

(٩) في « ظ ، جد » : « بالحرم ».

(١٠) في كنز الفوائد : « داره ».

(١١) في « بث » : « لأنّهم ».

(١٢) في كنز الفوائد : « بالباب ».

١٠٧

بِهَا ، أَذِنَ لَهُمْ بِتَقْرِيبِ (١) قُرْبَانِهِمْ ، فَلَمَّا قَضَوْا تَفَثَهُمْ (٢) ، تَطَهَّرُوا (٣) بِهَا (٤) مِنَ الذُّنُوبِ الَّتِي كَانَتْ حِجَاباً بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ ، أَذِنَ لَهُمْ بِالزِّيَارَةِ عَلَى الطَّهَارَةِ ».

قِيلَ (٥) لَهُ (٦) : فَلِمَ (٧) حُرِّمَ الصِّيَامُ أَيَّامَ التَّشْرِيقِ؟

قَالَ (٨) : « لِأَنَّ الْقَوْمَ زُوَّارُ (٩) اللهِ وَهُمْ (١٠) فِي ضِيَافَتِهِ ، وَلَايَجْمُلُ بِمُضِيفٍ (١١) أَنْ يُصَوِّمَ أَضْيَافَهُ ».

قِيلَ لَهُ (١٢) : فَالتَّعَلُّقُ بِأَسْتَارِ (١٣) الْكَعْبَةِ لِأَيِّ مَعْنًى هُوَ؟

قَالَ (١٤) : « مَثَلُ رَجُلٍ لَهُ عِنْدَ آخَرَ جِنَايَةٌ وَذَنْبٌ ، فَهُوَ (١٥) يَتَعَلَّقُ بِثَوْبِهِ يَتَضَرَّعُ إِلَيْهِ ، وَيَخْضَعُ لَهُ أَنْ يَتَجَافى (١٦) عَنْ ذَنْبِهِ ». (١٧)

__________________

(١) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل والتهذيب وكنز الفوائد. وفي المطبوع : « لتقريب ».

(٢) قال الجوهري : « التفث في المناسك : ما كان من نحو قصّ الأظفار والشارب ، وحلق الرأس والعانة ، ورمي الجمار ، ونحر البدن وأمثال ذلك ». وقال الراغب : « أصل التفث : وسخ الظفر وغير ذلك ممّا شابه أن يزال عن البدن ». وقال ابن الأثير : « التفث : هو ما يفعله المحرم بالحجّ إذا حلّ ، كقصّ الشارب والأظفار ، ونتف الإبط ، وحلق العانة. وقيل : هو إذهاب الشَّعَث والدَّرَن والوسخ مطلقاً ». راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٧٤ ؛ المفردات للراغب ، ص ١٦٥ ؛ النهاية ، ج ١ ، ص ١٩١ ( تفث ).

(٣) في الوافي : « وطهّروا ». وفي التهذيب وكنز الفوائد : « وتطهّروا ».

(٤) في « بف » : « بهما ». وفي الوافي : ـ « بها ».

(٥) في « بخ » : « فقلت ». وفي التهذيب : « فقيل ».

(٦) في الوسائل : ـ « له ».

(٧) في « بث » والتهذيب : « لِمَ » بدون الفاء.

(٨) في « ظ ، بخ ، بس ، بف ، جد » والوافي : « فقال ».

(٩) في التهذيب وكنز الفوائد : « زاروا ».

(١٠) في « ى » والوسائل : « فهم ».

(١١) في « ظ ، جد » : « بمضيّف » مع التضعيف. وفي « بخ » : « المضيف ». وفي « بف » وكنز الفوائد « لمضيف ».

(١٢) في الوسائل وكنز الفوائد : ـ « له ».

(١٣) في « بخ » : « على أستار ».

(١٤) في الوسائل : + « هو ». وفي التهذيب وكنز الفوائد : + « مثله ».

(١٥) في « ى » : ـ « فهو ».

(١٦) في « ظ ، بث ، بح ، بس ، جد » والوافي : + « له ». وفي كنز الفوائد : « يتجاوز له ».

(١٧) التهذيب ، ج ٥ ، ص ٤٤٨ ، ح ١٥٦٥ ، معلّقاً عن الكليني. علل الشرائع ، ص ٤٤٣ ، ح ١ ، بسند آخر عن

١٠٨

٦٧٧٠ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ صَفْوَانَ ـ أَوْ (١) رَجُلٍ ، عَنْ صَفْوَانَ ـ عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ أَبِيهِ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ الْمُزْدَلِفَةَ أَكْثَرُ بِلَادِ اللهِ هَوَامّاً (٢) ، فَإِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ التَّرْوِيَةِ ، نَادى مُنَادٍ مِنْ عِنْدِ اللهِ : يَا مَعْشَرَ الْهَوَامِّ ارْحَلْنَ (٣) عَنْ وَفْدِ اللهِ » قَالَ : « فَتَخْرُجُ فِي (٤) الْجِبَالِ ، فَتَسَعُهَا (٥) حَيْثُ لَاتُرى ، فَإِذَا انْصَرَفَ الْحَاجُّ عَادَتْ ». (٦)

١٢ ـ بَابُ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ حَرَّمَ مَكَّةَ حِينَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ‌

٦٧٧١ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنْ سَعِيدٍ الْأَعْرَجِ (٧) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ قُرَيْشاً لَمَّا هَدَمُوا الْكَعْبَةَ ، وَجَدُوا فِي قَوَاعِدِهِ حَجَراً فِيهِ كِتَابٌ لَمْ يُحْسِنُوا قِرَاءَتَهُ ، حَتّى دَعَوْا رَجُلاً ، فَقَرَأَهُ ، فَإِذَا فِيهِ : أَنَا (٨) اللهُ ذُو بَكَّةَ (٩) ،

__________________

أبي عبدالله عليه‌السلام. الفقيه ، ج ٢ ، ص ١٩٧ ، ح ٢١٢٩ ، من دون الإسناد إلى المعصوم عليه‌السلام ، إلى قوله : « ولا يجمل بمضيف أن يصوم أضيافه ». كنز الفوائد ، ص ٢٢٣ ، مرسلاً ، وفي الثلاثة الأخيرة مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١٢ ، ص ٢٠٨ ، ح ١١٧٤٣ ؛ الوسائل ، ج ١١ ، ص ٢٢٥ ، ح ١٤٦٦١.

(١) في « بح » : + « عن ». ثمّ إنّ « رجل عن صفوان » عطف على « صفوان » ، فيتردّد الأمر في أنّ سهل بن زياد روى عن‌صفوان بلا واسطة أو عن رجل عن صفوان.

(٢) الهامّة : كلّ ذات سمّ يقتل ، والجمع : الهوامّ ، فأمّا ما يسمّ ولا يقتل فهو السامّة ، كالعقرب والزنبور. وقد يقع‌الهوامّ على ما يدبّ من الحيوان وإن لم يقتل ، كالحشرات. النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٧٥ ( همم ).

(٣) في « ظ ، بح » : « ارحلوا ».

(٤) في « بخ ، بف » والوافي : « من ».

(٥) في « بث ، بف » والوافي : « فتسعى ». وفي « ظ ، بس ، جد » : « تسعى ».

(٦) الوافي ، ج ١٢ ، ص ٩١ ، ح ١١٥٥٥.

(٧) في « بخ ، بف ، جن » وحاشية « ى » : « سعيد بن عبد الله الأعرج ».

(٨) في « بس » : ـ « قريشاً لمّا هدموا ـ إلى ـ فإذا فيه أنا ».

(٩) « بكّة » : اسم بطن مكّة ، سمّيت بذلك لأنّ الناس يبكّ بعضهم بعضاً في الطواف ، أي يزحم ويدفع ، أو لأنّها

١٠٩

حَرَّمْتُهَا يَوْمَ خَلَقْتُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ، وَوَضَعْتُهَا بَيْنَ هذَيْنِ الْجَبَلَيْنِ ، وَحَفَفْتُهَا بِسَبْعَةِ أَمْلَاكٍ حَفّاً ». (١)

٦٧٧٢ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ زُرَارَةَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (٢) عليه‌السلام يَقُولُ : « حَرَّمَ اللهُ حَرَمَهُ (٣) أَنْ يُخْتَلى خَلَاهُ (٤) ، أَوْ يُعْضَدَ شَجَرُهُ (٥) إِلاَّ الْإِذْخِرَ (٦) ، أَوْ يُصَادَ (٧) طَيْرُهُ ». (٨)

٦٧٧٣ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ (٩) ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ حَرِيزٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مَكَّةَ يَوْمَ افْتَتَحَهَا ، فَتَحَ بَابَ‌

__________________

تبكّ أعناق الجبابرة ، أي تدقّها وتكسر. وقيل : بكّة : موضع ، ومكّة : سائر البلاد. راجع : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥٧٦ ؛ النهاية ، ج ١ ، ص ١٥٠٦ ( بكك ).

(١) الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٤٤ ، ح ٢٣١١ ، بسند آخر. تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ١٨٧ ، ح ٩٧ ، عن الحلبي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، وفيهما مع اختلاف وزيادة الوافي ، ج ١٢ ، ص ٣١ ، ح ١١٤٤٩ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٤٠٤ ، ح ١٦٦٢٨. (٢) في « بس » : « أبا عبد الله ».

(٣) في التهذيب : + « بريداً في بريد ».

(٤) قال الجوهري : « الخلى مقصوراً : الرطب من الحشيش. الواحدة : خلاة ». وقال ابن الأثير : « الخلا ، مقصور : النبات الرطب الرقيق مادام رطباً ». واختلاؤه : قطعه ؛ يقال : خليت الخلى واختليته ، أي جزرته وقطعته. راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٣١ ؛ النهاية ، ج ٢ ، ص ٧٥ ( خلا ).

(٥) « لا يعضد شجره » أي لا يقطع ؛ يقال : عضد الشجر يعضدها ، من باب ضرب : قطعه. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ٢٥١ ؛ المصباح المنير ، ص ٤١٥ ( عضد ).

(٦) قال ابن الأثير : « الإذخر ـ بكسر الهمزة ـ : حشيشة طيّبة الرائحة تسقّف بها البيوت فوق الخشب ، وهمزتها زائدة ». وقال الفيّومي : « الإذخر ـ بكسر الهمزة والخاء ـ : نبات معروف ، ذكيّ الريح ، وإذا جفّ ابيضّ ». راجع : النهاية ، ج ١ ، ص ٣٣ ( اذخر ) ؛ المصباح المنير ، ص ٢٠٧ ( ذخر ).

(٧) في « بح » وحاشية « بث » : « يصطاد ».

(٨) التهذيب ، ج ٥ ، ص ٣٨١ ، صدر ح ١٣٣٢ ، بسنده عن عبدالله بن بكير ، مع اختلاف يسير. وراجع : الفقيه ، ج ٢ ، ص ٥٦١ ، ح ٣١٤٨ الوافي ، ج ١٢ ، ص ٩٥ ، ح ١١٥٦٨ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٥٥٦ ، ح ١٧٠٧٣ ؛ وج ١٣ ، ص ٢٢٣ ، ح ١٧٦٠٤.

(٩) في الوسائل : ـ « عن أبيه ». وهو سهو واضح.

١١٠

الْكَعْبَةِ ، فَأَمَرَ بِصُوَرٍ فِي الْكَعْبَةِ ، فَطُمِسَتْ (١) ، ثُمَّ أَخَذَ (٢) بِعِضَادَتَيِ (٣) الْبَابِ ، فَقَالَ : لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ (٤) لَاشَرِيكَ لَهُ ، صَدَقَ وَعْدَهُ (٥) ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ ، مَا ذَا تَقُولُونَ؟ وَمَا ذَا تَظُنُّونَ (٦)؟

قَالُوا : نَظُنُّ خَيْراً ، وَنَقُولُ خَيْراً ، أَخٌ كَرِيمٌ ، وَابْنُ أَخٍ كَرِيمٍ (٧) ، وَقَدْ قَدَرْتَ.

قَالَ : فَإِنِّي أَقُولُ كَمَا قَالَ أَخِي يُوسُفُ : ( لا تَثْرِيبَ (٨) عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرّاحِمِينَ ) (٩) أَلَا إِنَّ اللهَ قَدْ (١٠) حَرَّمَ مَكَّةَ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ، فَهِيَ حَرَامٌ بِحَرَامِ (١١) اللهِ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، لَايُنَفَّرُ (١٢) صَيْدُهَا ، وَلَا يُعْضَدُ شَجَرُهَا ، وَلَا يُخْتَلى (١٣) خَلَاهَا ، وَلَا تَحِلُّ لُقَطَتُهَا (١٤) إِلاَّ لِمُنْشِدٍ (١٥)

__________________

(١) في الوافي : « فطلست ». و « فطمست » أي مُحيت ؛ من الطُموس والطَمْس بمعنى الدروس والانمحاء ، واستئصال أثر الشي‌ء ، يتعدّى ولا يتعدّى. راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٩٤٤ ؛ النهاية ، ج ٣ ، ص ١٣٩ ( طمس ).

(٢) هكذا في « ظ ، بث ، بح ، بخ ، بس ، بف ، جد ، جن » والوافي والبحار. وفي « ى » والمطبوع : « فأخذ ».

(٣) عِضادتا الباب : خشبتاه من جانبيه ، وهما الخشبتان المنصوبتان عن يمين الداخل منه وشماله. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٠٩ ؛ لسان العرب ، ج ٣ ، ص ٢٩٤ ( عضد ).

(٤) في « ظ ، بف ، جد » وحاشية « ى » : + « وحده ».

(٥) في الوافي : « صدق وعده ، بالتخفيف ، لازم متعدّ ، وأراد بالوعد قوله سبحانه : ( لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللهُ ) ». والآية في سورة الفتح (٤٨) : ٢٧.

(٦) في « بخ » : « تنظرون ».

(٧) في « بس » : ـ « وابن أخ كريم ».

(٨) التثريب : التعيير ، والاستقصاء ، والمبالغة في اللوم والعتاب. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٩٢ ؛ المصباح المنير ، ص ٨١ ( ثرب ).

(٩) يوسف (١٢) : ٩٢.

(١٠) في « بخ ، بف » والوافي : ـ « قد ».

(١١) في « بث » : « لحرام ».

(١٢) بصيغة المبنيّ للمفعول من الإفعال أو التفعيل.

(١٣) في « جن » : « ولا يخلى ».

(١٤) اللقطة ـ بضمّ اللام وفتح القاف ـ : اسم المال الملقوط ، أي الموجود ، واسم الشي‌ء الذي تجده ملقى فتأخذه. راجع : النهاية ، ج ٤ ، ص ٢٦٤ ؛ المصباح المنير ، ص ٥٥٧ ( لقط ).

(١٥) في « بث ، بخ ، بف » والوافي : + « قال ». وإنشاد الضالّة : تعريفها ، تقول : أنشدتها فأنا مُنْشد. ونَشْد الضالّة : طلبها. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٤٣ ؛ النهاية ، ج ٥ ، ص ٥٣ ( نشد ).

١١١

فَقَالَ الْعَبَّاسُ : يَا رَسُولَ اللهِ إِلاَّ الْإِذْخِرَ ؛ فَإِنَّهُ لِلْقَبْرِ وَالْبُيُوتِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إِلاَّ الْإِذْخِرَ ». (١)

٦٧٧٤ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :

قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ : « إِنَّ اللهَ حَرَّمَ مَكَّةَ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ، وَهِيَ حَرَامٌ إِلى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ ، لَمْ تَحِلَّ (٢) لِأَحَدٍ قَبْلِي (٣) ، وَلَا تَحِلُّ (٤) لِأَحَدٍ بَعْدِي ، وَلَمْ تَحِلَّ لِي (٥) إِلاَّ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ ». (٦)

١٣ ـ بَابٌ فِي قَوْلِهِ تَعَالى ( وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً )

٦٧٧٥ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ (٧) بْنِ سِنَانٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللهِ (٨) عَزَّ وَجَلَّ : ( وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً ) (٩) : الْبَيْتَ عَنى ، أَمِ (١٠) الْحَرَمَ؟

__________________

(١) الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٤٦ ، ح ٢٣١٦ ، مرسلاً من دون التصريح باسم المعصوم عليه‌السلام ، من قوله : « إنّ الله قد حرّم مكّة يوم خلق السموات » مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١٢ ، ص ٣٢ ، ح ١١٤٥١ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٥٥٧ ، ح ١٧٠٧٦ ، من قوله : « ألا إنّ الله قد حرّم مكّة يوم خلق السموات » ؛ البحار ، ج ٢١ ، ص ١٣٥ ، ح ٢٦.

(٢) في البحار : « لا تحلّ ».

(٣) في المرآة : « قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لم تحلّ لأحد قبلي ، أي الدخول فيه للقتال بغير إحرام ».

(٤) في الوافي : ـ « تحلّ ».

(٥) في الوافي : « هي الساعة التي قاتل فيها مع أهلها في فتحها ».

(٦) الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٤٥ ، ح ٢٣١٤ مرسلاً الوافي ، ج ١٢ ، ص ٣٢ ، ح ١١٤٥٠ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٤٠٤ ، ح ١٦٦٢٩ ؛ البحار ، ج ٢١ ، ص ١٣٥ ، ح ٢٧.

(٧) في « بف » : ـ « عبد الله ».

(٨) في « بخ ، بف » والوافي : « قوله ».

(٩) آل عمران (٣) : ٩٧.

(١٠) في الوسائل ، ح ١٧٠٧٧ والتهذيب وتفسير العيّاشي : « أو ».

١١٢

قَالَ : « مَنْ دَخَلَ الْحَرَمَ مِنَ النَّاسِ مُسْتَجِيراً بِهِ ، فَهُوَ (١) آمِنٌ (٢) مِنْ (٣) سَخَطِ اللهِ ، وَمَنْ دَخَلَهُ (٤) مِنَ الْوَحْشِ وَالطَّيْرِ ، كَانَ آمِناً مِنْ (٥) أَنْ يُهَاجَ أَوْ يُؤْذى حَتّى يَخْرُجَ مِنَ الْحَرَمِ ». (٦)

٦٧٧٦ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنِ الْحَلَبِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً )؟

قَالَ : « إِذَا أَحْدَثَ الْعَبْدُ جِنَايَةً فِي غَيْرِ الْحَرَمِ (٧) ، ثُمَّ فَرَّ إِلَى الْحَرَمِ ، لَمْ يَسَعْ (٨) لِأَحَدٍ أَنْ يَأْخُذَهُ فِي الْحَرَمِ ، وَلكِنْ يُمْنَعُ مِنَ السُّوقِ ، وَلَايُبَايَعُ ، وَلَايُطْعَمُ ، وَلَايُسْقى ، وَلَا يُكَلَّمُ ، فَإِنَّهُ إِذَا فُعِلَ ذلِكَ بِهِ (٩) ، يُوشِكُ أَنْ يَخْرُجَ ، فَيُؤْخَذَ ، وَإِذَا جَنى فِي الْحَرَمِ جِنَايَةً ، أُقِيمَ عَلَيْهِ الْحَدُّ فِي الْحَرَمِ ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَرْعَ (١٠) لِلْحَرَمِ حُرْمَةً (١١) ». (١٢)

٦٧٧٧ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ‌

__________________

(١) في حاشية « بث » : « فقد ». (٢) في « جن » : + « به ».

(٣) في « بس » : ـ « من ». (٤) في « ى » والوسائل ، ح ١٧٦٠٢ : « دخل ».

(٥) في « ظ ، بح ، بس ، بف » : ـ « من ».

(٦) التهذيب ، ج ٥ ، ص ٤٤٩ ، ح ١٥٦٦ ، معلّقاً عن الكليني. الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٥١ ، ح ٢٣٢٧ ، معلّقاً عن عبدالله بن سنان. تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ١٨٩ ، ح ١٠١ ، عن عبدالله بن سنان ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١٢ ، ص ٨٢ ، ح ١١٥٢٩ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٥٥٧ ، ح ١٧٠٧٧ ؛ وج ١٣ ، ص ٢٢٣ ، ح ١٧٦٠٢.

(٧) هكذا في « ظ ، بث ، بح ، بخ ، بس ، بف ، جد ». وفي « ى ، جن » والمطبوع : « في غير الحرم جناية ».

(٨) في الوافي : « لم ينبغ ».

(٩) في « بس » : « به ذلك ». وفي الوسائل : ـ « به ».

(١٠) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل. وفي « بف » : « لم ير ». وفي المطبوع : « لم يدع ».

(١١) هكذا في « ى ، بث ، بح ، بخ ، بس ، بف ، جد ، جن » والوافي والوسائل. وفي المطبوع وظاهر « ظ » : « حرمته ».

(١٢) تفسير القمّي ، ج ١ ، ص ١٠٨ ؛ والفقيه ، ج ٤ ، ص ١١٥ ، ح ٥٢٢٩ ؛ وعلل الشرائع ، ص ٤٤٤ ، ح ١ ، بسند آخر. الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٠٥ ، ذيل ح ٢١٤٨ ، مرسلاً من دون الإسناد إلى المعصوم عليه‌السلام ، وفي كلّها من قوله : « إذا أحدث العبد في غير الحرم ». تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ١٨٩ ، ح ١٠٥ ، عن عمران الحلبي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام. وفيه ، ح ١٠٣ ، عن المثنّى ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، وفي كلّ المصادر مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١٢ ، ص ٨٣ ، ح ١١٥٣٢ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٢٢٦ ، ح ١٧٦٠٨.

١١٣

الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً )؟

قَالَ : « إِنْ سَرَقَ سَارِقٌ (١) بِغَيْرِ مَكَّةَ ، أَوْ جَنى جِنَايَةً عَلى نَفْسِهِ ، فَفَرَّ إِلى مَكَّةَ ، لَمْ يُؤْخَذْ مَا دَامَ بِالحَرَمِ (٢) حَتّى يَخْرُجَ مِنْهُ ، وَلكِنْ يُمْنَعُ مِنَ السُّوقِ ، وَلَا يُبَايَعُ (٣) ، وَلَا يُجَالَسُ حَتّى يَخْرُجَ مِنْهُ ، فَيُؤْخَذَ ، وَإِنْ أَحْدَثَ فِي الْحَرَمِ ذلِكَ الْحَدَثَ ، أُخِذَ فِيهِ ». (٤)

١٤ ـ بَابُ الْإِلْحَادِ بِمَكَّةَ وَالْجِنَايَاتِ‌

٦٧٧٨ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ (٥) ، قَالَ :

أُتِيَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام فِي الْمَسْجِدِ ، فَقِيلَ (٦) لَهُ : إِنَّ سَبُعاً مِنَ سِبَاعِ الطَّيْرِ عَلَى الْكَعْبَةِ لَيْسَ يَمُرُّ بِهِ شَيْ‌ءٌ مِنْ حَمَامِ الْحَرَمِ إِلاَّ ضَرَبَهُ.

فَقَالَ : « انْصِبُوا لَهُ وَاقْتُلُوهُ (٧) ؛ فَإِنَّهُ قَدْ أَلْحَدَ (٨) ». (٩)

__________________

(١) في « ى » : « السارق ».

(٢) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع والوسائل : « في الحرم ».

(٣) في « ى ، بح ، بس ، بف ، جن » والوافي والوسائل : « فلا يبايع ». وفي « بث » : « ولا يباع ». وفي « بخ » : « فلا يباع ».

(٤) الوافي ، ج ١٢ ، ص ٨٣ ، ح ١١٥٣١ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٢٢٦ ، ح ١٧٦٠٩.

(٥) في « بث ، بف » : + « عن أبي عبد الله عليه‌السلام ».

(٦) في « جن » والوافي : « وقيل ».

(٧) في « بح » : « فاقتلوه ».

(٨) في العلل : + « في الحرم ». وأصل الإلحاد : الميل والعدول عن الشي‌ء ، يقال : ألحد في دين الله تعالى ، أي حاد عنه وعدل. والمراد : استحلّ حرمة الحرم وانتهكها. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٣٤ ؛ النهاية ، ج ٤ ، ص ٢٣٩ ( لحد ).

(٩) الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٥١ ، ح ٢٣٢٨ ، معلّقاً عن معاوية بن عمّار. علل الشرائع ، ص ٤٥٣ ، ح ٤ ، بسند آخر الوافي ، ج ١٢ ، ص ٨٥ ، ح ١١٥٣٦ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٨٣ ، ذيل ح ١٧٢٩٤.

١١٤

٦٧٧٩ / ٢. ابْنُ أَبِي عُمَيْرٍ (١) ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ (٢) ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام (٣) عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ ) (٤)؟

قَالَ (٥) : « كُلُّ ظُلْمٍ إِلْحَادٌ ، وَضَرْبُ الْخَادِمِ فِي (٦) غَيْرِ ذَنْبٍ مِنْ ذلِكَ الْإِلْحَادِ ». (٧)

٦٧٨٠ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ ، عَنْ أَبِي الصَّبَّاحِ الْكِنَانِيِّ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ (٨) عَزَّ وَجَلَّ (٩) : ( وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ )؟

فَقَالَ : « كُلُّ ظُلْمٍ يَظْلِمُهُ (١٠) الرَّجُلُ نَفْسُهُ بِمَكَّةَ مِنْ سَرِقَةٍ ، أَوْ ظُلْمِ أَحَدٍ (١١) ، أَوْ شَيْ‌ءٍ (١٢) مِنَ الظُّلْمِ ، فَإِنِّي أَرَاهُ إِلْحَاداً ، وَلِذلِكَ (١٣) كَانَ يُتَّقى (١٤) أَنْ يُسْكَنَ الْحَرَمُ ». (١٥)

__________________

(١) السند معلّق على سابقه. وينسحب إليه الطريقان المذكوران إلى ابن أبي عمير.

(٢) هكذا في « ظ ، بح ، بخ ، بس ، بف ، جد ، جن » وحاشية « ى » والوسائل. وفي « ى ، بث » والمطبوع : ـ « بن عمّار ».

(٣) في « بخ ، بس » والوافي : « عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : سألته » بدل « قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام ».

(٤) الحجّ (٢٢) : ٢٥. وفي « بح » والفقيه : +( نُذِقْهُ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ ).

(٥) في « بخ ، بس ، بف ، جد » والوافي : « فقال ». (٦) في « بخ ، بس ، بف » : « من ».

(٧) الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٥٢ ، ح ٢٣٢٩ ، معلّقاً عن معاوية بن عمّار ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام. التهذيب ، ج ٥ ، ص ٤٢٠ ، ح ١٤٥٧ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير وزيادة في آخره الوافي ، ج ١٢ ، ص ٨٥ ، ح ١١٥٣٧ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٢٣٣ ، ح ١٧٦٢٥.

(٨) في « ظ ، ى ، جد ، جن » وحاشية « بح » والوسائل : « قوله ».

(٩) في « بخ ، بف » والوافي : ـ « عن قول الله عزّ وجلّ ».

(١٠) في « ظ ، بح ، بخ ، بف » والوافي : « يظلم ». (١١) في الوافي : ـ « أحد ».

(١٢) في « بس ، جد » : « وشي‌ء ». (١٣) في « بس ، بف » : « وكذلك ».

(١٤) في مرآة العقول ، ج ١٧ ، ص ٧٤ : « قوله عليه‌السلام : يتّقى ، أي كان اتّقاء الصحابة وغيرهم من الأتقياء عن سكنى الحرم بذلك ، ويفهم منه أنّ من تمكّن من ضبط نفسه عن ارتكاب المحرّمات لا يكره له مجاورة الحرم ».

(١٥) علل الشرائع ، ص ٤٤٥ ، ح ١ ، بسنده عن محمّد بن الفضل ، عن أبي الصبّاح الكناني. الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٥٢ ،

١١٥

٦٧٨١ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛

وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنْ رَجُلٍ قَتَلَ رَجُلاً فِي الْحِلِّ ، ثُمَّ دَخَلَ الْحَرَمَ؟

فَقَالَ : « لَا يُقْتَلُ ، وَلَايُطْعَمُ ، وَلَا يُسْقى ، وَلَايُبَايَعُ (١) ، وَلَا يُؤْوى (٢) حَتّى يَخْرُجَ مِنَ الْحَرَمِ ، فَيُقَامَ عَلَيْهِ الْحَدُّ ».

قُلْتُ : فَمَا تَقُولُ فِي رَجُلٍ قَتَلَ (٣) فِي الْحَرَمِ ، أَوْ سَرَقَ (٤)؟

قَالَ : « يُقَامُ عَلَيْهِ الْحَدُّ (٥) فِي الْحَرَمِ صَاغِراً ؛ إِنَّهُ (٦) لَمْ يَرَ لِلْحَرَمِ حُرْمَةً ، وَقَدْ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ ) (٧) » فَقَالَ (٨) : « هذَا هُوَ (٩) فِي (١٠) الْحَرَمِ ، فَقَالَ (١١) : ( فَلا عُدْوانَ (١٢) إِلاّ عَلَى الظّالِمِينَ ) (١٣) ». (١٤)

__________________

ح ٢٣٣٠ ، معلّقاً عن أبي الصبّاح الكناني ، وفيهما مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١٢ ، ص ٨٦ ، ح ١١٥٣٨ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٢٣٢ ، ح ١٧٦٢٤.

(١) في « ى » : « ولا يبايع ولا يسقى ».

(٢) في « ى » : ـ « ولا يؤوى ». وفي « بح ، بخ ، جد ، جن » : « ولا يؤوا ». وفي الوسائل : « ولا يؤذى ».

(٣) في « جن » : « يقتل ». وفي « بخ » : + « رجلاً ».

(٤) في « جن » : « يسرق ».

(٥) في « جن » : « الحدّ عليه ».

(٦) في « ظ ، جد » والوسائل : « لأنّه ».

(٧) البقرة (٢) : ١٩٤.

(٨) في « ظ ، بخ ، بف ، جد » والوافي : « قال ».

(٩) في « جن » : ـ « هو ».

(١٠) في « بح » : ـ « في ».

(١١) في « ظ ، بث ، بخ ، بف ، جد » وحاشية « بح » والوافي والوسائل : « وقال ».

(١٢) هكذا في المصحف الشريف. وفي معظم النسخ والمطبوع : « لا عدوان » بدون الفاء. وفي « غ » : « ولا عدوان ».

(١٣) البقرة (٢) : ١٩٣.

(١٤) التهذيب ، ج ٥ ، ص ٤١٩ ، ح ١٤٥٦ ؛ وص ٤٦٣ ، ح ١٦١٤ ، بسندهما عن معاوية بن عمّار ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١٢ ، ص ٨٥ ، ح ١١٥٣٥ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٢٢٥ ، ح ١٧٦٠٧.

١١٦

١٥ ـ بَابُ إِظْهَارِ السِّلَاحِ بِمَكَّةَ‌

٦٧٨٢ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ (١) ، عَنْ حَمَّادٍ (٢) ، عَنْ حَرِيزٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ (٣) أَنْ يَدْخُلَ الْحَرَمَ بِسِلَاحٍ ، إِلاَّ أَنْ يُدْخِلَهُ فِي جُوَالِقَ (٤) ، أَوْ يُغَيِّبَهُ » يَعْنِي (٥) يَلُفُّ عَلَى الْحَدِيدِ شَيْئاً. (٦)

٦٧٨٣ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ (٧) ، عَنْ صَفْوَانَ ، عَنْ شُعَيْبٍ الْعَقَرْقُوفِيِّ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ يُرِيدُ مَكَّةَ أَوِ الْمَدِينَةَ (٨) يَكْرَهُ (٩) أَنْ يَخْرُجَ مَعَهُ بِالسِّلَاحِ (١٠)؟

فَقَالَ : « لَا بَأْسَ بِأَنْ (١١) يَخْرُجَ بِالسِّلَاحِ مِنْ بَلَدِهِ ، وَلكِنْ ذَا دَخَلَ مَكَّةَ لَمْ يُظْهِرْهُ ». (١٢)

__________________

(١) تقدّم في الكافي ، ذيل ح ٤٩٠١ و ٦٤٦٣ استظهار زيادة « عن ابن أبي عمير » في هذا الطريق ، فلاحظ.

(٢) في « ظ ، جد » : + « بن عيسى ».

(٣) هكذا في « ظ ، ى ، بح ، بس ، بف ، جد » والوافي. وفي سائر النسخ والمطبوع والوسائل : ـ « لأحد ».

(٤) في « بف » والوافي : « جواليق ». والجوالق ـ بكسر الجيم واللام ، وبضمّ الجيم وفتح اللام وكسرها ـ : وعاء من الأوعية معروف معرّب. والجمع : الجوالق ـ بالفتح ـ والجواليق. راجع : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٤٥٤ ؛ لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ٣٦ ( جلق ).

(٥) في « بح » : « حتّى ».

(٦) الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٥٢ ، ح ٢٣٣٢ ، معلّقاً عن حريز بن عبدالله الوافي ، ج ١٢ ، ص ٨٨ ، ح ١١٥٤٥ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٢٥٦ ، ح ١٧٦٨٣.

(٧) هكذا في « بث ، بخ ، بس ، بف ، جر » وحاشية « بح ». وفي « ظ ، ى ، بح ، جد » والمطبوع والوسائل : « محمّد بن‌الحسن ». والصواب ما أثبتناه ، كما تقدّم في الكافي ، ذيل ح ٥٧٣٨ ، فلاحظ. ويؤيّد ذلك ، ما ورد في الكافي ، ح ١٣٨٧٣ من رواية محمّد بن يحيى عن محمّد بن الحسين عن صفوان بن يحيى عن شعيب عن أبي بصير.

(٨) في « ظ » : « والمدينة ».

(٩) في الفقيه : « أيكره ».

(١٠) في « بف » : « السلاح ».

(١١) في « ظ ، بخ ، جد » وحاشية « بح » والوافي : « أن ».

(١٢) الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٥٢ ، ح ٢٣٣١ ، معلّقاً عن أبي بصير الوافي ، ج ١٢ ، ص ٨٨ ، ح ١١٥٤٦ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٢٥٦ ، ح ١٧٦٨٤.

١١٧

١٦ ـ بَابُ لُبْسِ ثِيَابِ الْكَعْبَةِ‌

٦٧٨٤ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَبَلَةَ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ (١) بْنِ عُتْبَةَ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَمَّا (٢) يَصِلُ إِلَيْنَا مِنْ ثِيَابِ الْكَعْبَةِ : هَلْ يَصْلُحُ لَنَا أَنْ نَلْبَسَ شَيْئاً مِنْهَا (٣)؟

قَالَ (٤) : « يَصْلُحُ لِلصِّبْيَانِ وَالْمَصَاحِفِ وَالْمِخَدَّةِ ، يُبْتَغى (٥) بِذلِكَ الْبَرَكَةُ إِنْ شَاءَ اللهُ (٦) ». (٧)

١٧ ـ بَابُ كَرَاهَةِ (٨) أَنْ يُؤْخَذَ مِنْ تُرَابِ الْبَيْتِ وَحَصَاهُ‌

٦٧٨٥ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْخَرَّازِ (٩) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :

__________________

(١) في الوسائل : « عبد الله ». ولم نعرف عبد الله بن عتبة في هذه الطبقة. وروى عبد الله بن جبلة عن عبد الملك بن عتبة النخعي في الكافي ، ح ١٠٢٦٥ ، وعبد الملك بن عتبة مذكور في كتب الرجال. راجع : رجال النجاشي ، ص ٢٣٩ ، الرقم ٦٣٥.

(٢) في التهذيب : « عن شي‌ء ».

(٣) في الوسائل : « منها شيئاً ».

(٤) في الفقيه والتهذيب : « فقال ».

(٥) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل والتهذيب. وفي بعض النسخ والمطبوع : « تبتغي ».

(٦) في « بس » : + « وفي رواية أنّه يجوز استعماله وبيع بقيّته ». وفي « جد » : + « وفي رواية أنّه يجوز استعماله في ... ».

(٧) التهذيب ، ج ٥ ، ص ٤٤٩ ، ح ١٥٦٧ ، معلّقاً عن الكليني. الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٥٢ ، ح ٢٣٣٣ ، معلّقاً عن عبدالملك بن عتبة الوافي ، ج ١٢ ، ص ٩١ ، ح ١١٥٥٦ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٢٥٧ ، ح ١٧٦٨٦.

(٨) في « ى » : « كراهية ».

(٩) هكذا في « ظ ، بث ، بح ، بف ، جد » والوسائل ، ح ٦٤١٥. وفي « ى ، بس ، بف ، جن » والمطبوع : « الخزّاز ». والصواب ما أثبتناه ، كما تقدّم في الكافي ، ذيل ح ٧٥ ، فلاحظ.

١١٨

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ (١) أَنْ يَأْخُذَ (٢) مِنْ تُرْبَةِ (٣) مَا حَوْلَ الْكَعْبَةِ ، وَإِنْ أَخَذَ مِنْ ذلِكَ (٤) شَيْئاً رَدَّهُ (٥) ». (٦)

٦٧٨٦ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : أَخَذْتُ سُكّاً (٧) مِنْ سُكِّ الْمَقَامِ ، وَتُرَاباً مِنْ تُرَابِ الْبَيْتِ ، وَسَبْعَ حَصَيَاتٍ.

فَقَالَ : « بِئْسَ مَا صَنَعْتَ ، أَمَّا التُّرَابُ وَالْحَصى (٨) فَرُدَّهُ ». (٩)

٦٧٨٧ / ٣. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ مَنْصُورٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : إِنَّ (١٠) عَمِّي كَنَسَ الْكَعْبَةَ ، وَأَخَذَ مِنْ تُرَابِهَا ، فَنَحْنُ نَتَدَاوى بِهِ؟

__________________

(١) في مرآة العقول ، ج ١٧ ، ص ٧٨ : « قوله عليه‌السلام : لا ينبغي لأحد ، ظاهره الكراهة ، والمشهور بين الأصحاب الحرمةووجوب الردّ إليه مع الإمكان ، وإلاّ فإلى مسجد آخر ».

(٢) في « ظ ، ى ، جد » : « أن يؤخذ ».

(٣) في « بح » : « تراب ».

(٤) في « بخ » : ـ « من ذلك ».

(٥) في « ظ ، جد » والتهذيب ، ح ١٤٦٠ : « وإن أخذ شيئاً من ذلك ردّه ».

(٦) التهذيب ، ج ٥ ، ص ٤٢٠ ، ح ١٤٦٠ ؛ وص ٤٥٣ ، ح ١٥٨٢ ، بسندهما عن أبي أيّوب ، عن محمّد بن مسلم. الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٥٣ ، ح ٢٣٣٥ ، معلّقاً عن محمّد بن مسلم الوافي ، ج ١٢ ، ص ٩٢ ، ح ١١٥٥٨ ؛ الوسائل ، ج ٥ ، ص ٢٣١ ، ح ٦٤١٥ ؛ وج ١٣ ، ص ٢٢٠ ، ح ١٧٥٩٧.

(٧) السُّكُّ : نوع من الطيب معروف يضاف إلى غيره من الطيب ويستعمل. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٨٤ ؛ المصباح المنير ، ص ٢٨٢ ( سكك ).

(٨) في « ظ ، جد » : « والحصاة ». وفي « بخ » : « الحصى والتراب ».

(٩) الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٥٣ ، ح ٢٣٣٤ ، معلّقاً عن معاوية بن عمّار الوافي ، ج ١٢ ، ص ٩٢ ، ح ١١٥٥٩ ؛ الوسائل ، ج ٥ ، ص ٢٣٢ ، ذيل ح ٦٤١٦ ؛ وج ١٣ ، ص ٢٢٠ ، ح ١٧٥٩٨.

(١٠) في « بح » : « إنّه ».

١١٩

فَقَالَ : « رُدَّهُ إِلَيْهَا ». (١)

٦٧٨٨ / ٤. حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ ، عَنِ ابْنِ سَمَاعَةَ (٢) ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنْ زَيْدٍ الشَّحَّامِ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : أَخْرُجُ مِنَ الْمَسْجِدِ وَفِي (٣) ثَوْبِي حَصَاةٌ؟

قَالَ : « فَرُدَّهَا (٤) ، أَوِ اطْرَحْهَا (٥) فِي مَسْجِدٍ (٦) ». (٧)

١٨ ـ بَابُ كَرَاهِيَةِ الْمُقَامِ بِمَكَّةَ‌

٦٧٨٩ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ وَصَفْوَانَ (٨) ، عَنِ الْعَلَاءِ (٩) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « لَا يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ أَنْ يُقِيمَ بِمَكَّةَ سَنَةً ».

قُلْتُ : كَيْفَ يَصْنَعُ؟

قَالَ : « يَتَحَوَّلُ (١٠) عَنْهَا ، وَلَايَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَرْفَعَ بِنَاءً فَوْقَ الْكَعْبَةِ ». (١١)

__________________

(١) الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٥٣ ، ح ٢٣٣٦ ، معلّقاً عن حذيفة بن منصور الوافي ، ج ١٢ ، ص ٩٣ ، ح ١١٥٦٠ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٢٢٠ ، ح ١٧٥٩٩.

(٢) في الوسائل ، ح ٦٤١٧ والتهذيب : « الحسن بن محمّد بن سماعة ».

(٣) في « بث » والتهذيب : « في » بدون الواو.

(٤) في التهذيب : « تردّها ».

(٥) في « جن » : « واطرحها ».

(٦) في المرآة : « يدلّ على جواز الردّ إلى مسجد آخر مع إمكان الردّ إليه ، وهو خلاف المشهور ».

(٧) التهذيب ، ج ٥ ، ص ٤٤٩ ، ح ١٥٦٨ ، معلّقاً عن الكليني. الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٥٣ ، ح ٢٣٣٧ ، معلّقاً عن زيد الشحّام ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٧ ، ص ٥٠٣ ، ح ٦٤٥٠ ؛ الوسائل ، ج ٥ ، ص ٢٣٢ ، ذيل ح ٦٤١٧ ؛ وج ١٣ ، ص ٢٢١ ، ح ١٧٦٠٠.

(٨) في « بس » : ـ « وصفوان ».

(٩) في « ظ ، ى ، بف ، جد » : + « بن رزين ».

(١٠) في « ظ » : « ويتحوّل ».

(١١) الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٥٤ ، ح ٢٣٣٨ ؛ والتهذيب ، ج ٥ ، ص ٤٦٣ ، ح ١٦١٦ ؛ وعلل الشرائع ، ص ٤٤٦ ، ح ٤ ، بسند آخر عن العلاء ؛ التهذيب ، ج ٥ ، ص ٤٤٨ ، ح ١٥٦٣ ، بسنده عن العلاء بن رزين. المقنعة ، ص ٤٤٤ ، مرسلاً عن

١٢٠