النشر فى القراءات العشر - ج ٢

الحافظ أبي الخير محمّد بن محمّد الدمشقي

النشر فى القراءات العشر - ج ٢

المؤلف:

الحافظ أبي الخير محمّد بن محمّد الدمشقي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٧٥
الجزء ١ الجزء ٢

١

بسم الله الرّحمن الرّحيم

باب الادغام الصغير

وهو عبارة عما إذا كان الحرف الأول منه ساكنا كما قدمنا فى أول باب الإدغام الكبير. وينقسم إلى جائز ، وواجب ، وممتنع ، كما أشرنا اليه أول الإدغام الكبير فيما تقدم

فأما الجائز وهو الذى جرت عادة القراء بذكره فى كتب الخلاف فينقسم إلى قسمين

( الأول ) إدغام حرف من كلمة فى حروف متعددة من كلمات متفرقة وينحصر فى فصول : إذ ، وقد ، وتاء التأنيث ، وهل ، وبل ( الثانى ) إدغام حرف فى حرف من كلمة أو كلمتين حيث وقع وهو المعبر عنه عندهم بحروف قربت مخارجها ويلتحق بهما قسم آخر اختلف فى بعضه فذكره جمهور أئمتنا عقيب ذلك وهو الكلام على أحكام النون الساكنة والتنوين خاصة إلا أنه يتعلق به أحكام أخر سوى الإدغام والاظهار من الاخفاء والقلب والله تعالى أعلم

فصل

( ذال : إذ ) اختلفوا فى إدغامها وإظهارها عند ستة أحرف وهى حروف تجد ، والصفير « فالتاء » ( إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ ) ، ( وَإِذْ تَخْلُقُ ) ، ( وَإِذْ تَأَذَّنَ ). ( إِذْ تَأْتِيهِمْ ) ، ( إِذْ تُفِيضُونَ ). ( إِذْ تَقُولُ ) ، ( إِذْ تَدْعُونَ ) ، ( إِذْ تَمْشِي ) « والجيم » ( إِذْ جَعَلَ ) ، و ( اذ جئتم ) ، و ( إِذْ

٢

جاءَ ) « والدال » ( إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ ) فى الكهف ( إِذْ دَخَلُوا ) فى الحجر وص والذاريات « والسين » ( إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ) « والصاد » ( وَإِذْ صَرَفْنا ) « والزاى » ( وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ ) ، ( وَإِذْ زاغَتِ ) فأدغمها فى الحروف الستة أبو عمرو وهشام. وأظهرها عندها نافع وابن كثير وعاصم وأبو جعفر ويعقوب وأدغمها فى التاء والدال فقط حمزة وخلف ، وأدغمها فى غير الجيم الكسائى وخلاد. وانفرد صاحب العنوان عن خلاد بإظهار ( وَإِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ ) وانفرد الكارزينى عن رويس بإدغامها فى التاء والصاد. وانفرد صاحب المبهج عنه بالادغام فى الزاى. وأبو معشر فى الجيم. وأما ابن ذكوان فأظهرها فى غير الدال. واختلف عنه فى الدال فروى عنه الأخفش إدغامها فى الدال. وروى عنه الصورى إظهارها عندها أيضا.

وانفرد أبو العز عن زيد عن الرملى عنه بادغامها فى ( إِذْ دَخَلْتَ ) فى الكهف فقط وانفرد هبة الله عن الأخفش باظهارها عند الدال. وكذلك انفرد النهروانى عن الأخفش باظهار ( إِذْ دَخَلُوا ) فى المواضع الثلاثة وادغامها ( إِذْ دَخَلْتَ ) فقط وكذلك روى الفارسى عن الحمامى فانفرد به عن سائر أصحاب الحمامى وانفرد أبو العز أيضا عن زيد بادغام ( إِذْ تَقُولُ ) فى الأحزاب. وزاد فى الكفاية ( إِذْ تُفِيضُونَ ) وانفرد القباب عن الرملى بادغام ( إِذْ تَقُولُ ). و ( إِذْ تُفِيضُونَ ) والله أعلم

فصل

( دال : قد ) اختلفوا فى ادغامها واظهارها عند ثمانية أحرف وهى الذال والظاء. والضاد والجيم ، والشين وحروف الصفير « فالذال » ( وَلَقَدْ ذَرَأْنا ) « والضاء » ( فَقَدْ ظَلَمَ ). ( لَقَدْ ظَلَمَكَ ) « والضاد » ( قَدْ ضَلُّوا ). ( فَقَدْ ضَلَ ). ( قَدْ ضَلَلْتُ ) « والجيم » ( لَقَدْ جاءَكُمْ ). و ( قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ ) ، و ( قَدْ جادَلْتَنا ) « والشين » ( قَدْ شَغَفَها ) « والسين » ( قَدْ سَأَلَها ) ، ( وَلَقَدْ سَبَقَتْ ) ؛ و ( قَدْ سَمِعَ ). و ( ما قَدْ سَلَفَ ) « والصاد » ( وَلَقَدْ صَرَّفْنا ) ، ( وَلَقَدْ صَدَّقَ ) ، ( وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ ) « والزاى » ( وَلَقَدْ زَيَّنَّا ) ـ فأدغمها فيهن أبو عمرو وحمزة

٣

والكسائى وخلف وهشام واختلف عن هشام فى ( لَقَدْ ظَلَمَكَ ) فى ص. فروى الجمهور من المغاربة وكثير من العراقيين عنه من طريقيه الاظهار. وهو الذى فى التيسير والتبصرة والهداية والتلخيص والشاطبية والمبهج وغيرها. وبه قرأ صاحب التجريد على عبد الباقى فى فارس وروى جمهور العراقيين وبعض المغاربة عنه الادغام وهو الذى فى المستنير والكفاية الكبرى لأبى العز وغاية أبى العلاء وبه قرأ صاحب التجريد على الفارسى والمالكى. والوجهان جميعا فى الكافى. وأدغمها ابن ذكوان فى الثلاثة الأول وهى : الذال. والظاء ، والضاد فقط ، واختلف عنه فى الزاى فروى الجمهور عن الأخفش عنه الاظهار وبه قرأ الدانى على عبد العزيز الفارسى وهو الذى فى التجريد من قراءته على نصر بن عبد العزيز الفارسى وهو رواية العراقيين قاطبة عن الأخفش. وروى عنه الصورى وبعض المغاربة عن الأخفش الادغام وهو الذى فى العنوان والتبصرة والكافى والهداية والتلخيص وغيرها وبه قرأ الدانى على أبى الحسن بن غلبون وأبى الفتح فارس. وصاحب التجريد على عبد الباقى وابن نفيس. ورواه الحافظ أبو العلاء عن ابن الأخرم. وانفرد الشذائى بحكاية التخيير فى الشين عن ابن الأخرم وأدغمها ورش فى الضاد والظاء فوافق ابن ذكوان فيهما. وأظهرها عند باقى الحروف. وأظهرها الباقون عند حروفها الثمانية وهم : ابن كثير وعاصم وأبو جعفر ويعقوب وقالون. وانفرد أبو عبد الله الكارزينى عن رويس بادغامها فى الجيم. وانفرد أبو الكرم فى المصباح عن روح بالادغام فى الضاد والظاء والله الموفق

فصل

( تاء التأنيث ) اختلفوا فى ادغامها وإظهارها عند ستة أحرف وهى : الثاء والجيم ، والظاء ، وحروف الصفير ( فالثاء ) ( بَعِدَتْ ثَمُودُ ). و ( كَذَّبَتْ ثَمُودُ ).

و ( رَحُبَتْ ثُمَ ) ( والجيم ) ( نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ ) ، ( وَجَبَتْ جُنُوبُها ) ( والظاء ) ( حَمَلَتْ

٤

ظُهُورُهُما ) ، ( حُرِّمَتْ ظُهُورُها ) ، و ( كانَتْ ظالِمَةً ) ( والسين ) ( أَنْبَتَتْ سَبْعَ ) ، ( أَقَلَّتْ سَحاباً ) ، و ( مَضَتْ سُنَّتُ ) ، ( وَجاءَتْ سَيَّارَةٌ ) ، و ( أُنْزِلَتْ سُورَةٌ ) ، ( وَجاءَتْ سَكْرَةُ ) ( والصاد ) ( حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ ) فى قراءة غير يعقوب ( لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ ) ( والزاى ) ( خَبَتْ زِدْناهُمْ ) فأدغمها فى الحروف الستة أبو عمرو وحمزة والكسائى. وأدغمها الأزرق عن ورش فى الظاء فقط. وأظهرها خلف فى الثاء حسب وأدغمها ابن عامر فى الصاد والظاء. وأدغمها هشام فى الثاء. واختلف عنه فى حروف ( سجز ) وهى السين والجيم والزاى فأدغمها الداجونى عن أصحابه عنه وكذلك ابن عبدان عن الحلوانى عنه من طريق أبو العز عن شيخه عن ابن نفيس ومن طريق الطرسوسى كليهما عن السامرى عنه وبه قطع لهشام وحده فى العنوان والتجريد وأظهرها عنه الحلوانى من جميع طرقه إلا من طريقى أبى العز والطرسوسى عن ابن عبدان ، واختلف عن الحلوانى فى ( لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ ) فروى الجمهور عنه اظهارها وهو الذى فى التيسير والشاطبية والتبصرة والهداية والتذكرة والتلخيص وغيرها وقطع بالوجهين له صاحب الكافى واستثناها أيضا جماعة ممن روى الادغام عن الحلوانى. وأضاف بعضهم إليها ( نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ ) فاستثناها أيضا كصاحب المستنير والغاية والتجريد وليس ذلك من طرقنا ، وانفرد صاحب التجريد أيضا باستثناء الجيم والصاد فأظهرها عندهما وذلك من قراءته على الفارسى يعنى من طريق الجمال عن الحلوانى. والمعروف من طريق الجمال ما قدمنا. وأظهرها ابن ذكوان عند حروف ( سجز ) المتقدمة ، واختلف عنه فى الثاء فروى عنه الصورى إظهارها عندها. وروى الأخفش إدغامها فيها ، هذا هو الصحيح. وقد اضطربت ألفاظ كتب أصحابنا فيه. وقد نقله الدانى على الصواب من نصوص أصحاب ابن ذكوان وأصحاب أصحابه. واستثنى الصورى من السين ( أَنْبَتَتْ سَبْعَ ) فقط فأدغمها.

وانفرد الحافظ أبو العلاء بالاظهار عن الصورى عند الضاد وهو وهم والله أعلم ؛ وانفرد صاحب المبهج عنه باستثناء ( حَصِرَتْ ) ، و ( لَهُدِّمَتْ ) فأدغمها ولا نعرفه.

٥

وانفرد الشاطبى عن ابن ذكوان بالخلاف فى ( وَجَبَتْ جُنُوبُها ) ولا نعرف خلافا عنه فى إظهارها من هذه الطرق. وقد قال أبو شامة : إن الدانى ذكر الادغام فى غير التيسير من قراءته على أبى الفتح فارس بن أحمد لابن ذكوان وهشام معا ( قلت ) والذى نص عليه فى جامع البيان هو عند الجيم ولفظه : واختلفوا عن ابن ذكوان فروى ابن الأخرم وابن أبى داود وابن أبى حمزة والنقاش وابن شنبوذ عن الأخفش عنه الاظهار فى الحرفين وكذلك روى محمد بن يونس عن ابن ذكوان ، وروى ابن مرشد وأبو طاهر وابن عبد الرزاق وغيرهم عن الأخفش عنه ( نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ ) بالاظهار ، و ( وَجَبَتْ جُنُوبُها ) بالادغام ، وكذلك روى لى أبو الفتح عن قراءته على عبد الباقى بن الحسن فى رواية هشام انتهى. فرواة الاظهار هم الذين فى الشاطبية ولم يذكر الدانى أنه قرأ بالادغام على أبى الفتح إلا فى رواية هشام كما ذكره وعلى تقدير كونه قرأ به على أبى الفتح حتى يكون من طريق أصحاب الادغام كابن مرشد وأبى طاهر وابن عبد الرزاق وغيرهم فما ذا يفيد إذا لم يكن قرأ به من طرق كتابه؟ على أنى رأيت نص أبى الفتح فارس فى كتابه فإذا هو الادغام عن هشام فى الجيم والإظهار عن ابن ذكوان ولم يفرق بين :

( وَجَبَتْ جُنُوبُها ) وغيره. والباقون بإظهارها عند الأحرف الستة وهم ابن كثير وعاصم وأبو جعفر ويعقوب وقالون والأصبهانى عن ورش ، وانفرد الكارزينى عن رويس فيما ذكره السبط وابن الفحام بإدغامها فى السين والجيم والظاء. وانفرد فى المصباح عن روح بالادغام فى الظاء فقط

فصل

( لام : هل وبل ) اختلفوا فى إدغامها وإظهارها عند ثمانية أحرف وهى التاء والثاء. والزاى ، والسين ، والضاد ، والطاء ، والظاء. والنون. منها خمسة تختص ببل وهى : الزاى ، والسين ، والضاد والطاء ، والظاء. وواحد يختص بهل وهو

٦

الثاء. وحرفان يشتركان فيهما معا وهما التاء والنون « فالتاء » نحو ( هَلْ تَنْقِمُونَ ) و ( هَلْ تَعْلَمُ ) ، و ( بَلْ تَأْتِيهِمْ ) : و ( بَلْ تُؤْثِرُونَ ) « والثاء » نحو ( هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ ) « والزاى » ( بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ ) ، ( بَلْ زَعَمْتُمْ ) ( والسين ) ( بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ ) ( والضاد ) بل ضلوا « والطاء » ( بَلْ طَبَعَ ) « والظاء » ( بَلْ ظَنَنْتُمْ ) « والنون » نحو ( بَلْ نَتَّبِعُ ) ، و ( بَلْ نَقْذِفُ ) ، و ( هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ ) ، و ( هَلْ نُنَبِّئُكُمْ ) فأدغم اللام منهما فى الأحرف الثمانية الكسائى. ووافقه حمزة فى التاء والثاء والسين. واختلفوا عنه فى ( بَلْ طَبَعَ ) فروى جماعة من أهل الأداء عنه إدغامها وبه قرأ الدانى على أبى الفتح فارس فى رواية خلاد وكذا روى صاحب التجريد عن أبى الحسين الفارسى عن خلاد.

ورواه نصا عنه محمد بن سعيد ومحمد بن عيسى ورواه الجمهور عن خلاد بالاظهار وبه قرأ الدانى عن أبى الحسن بن غلبون واختار الادغام وقال فى التيسير وبه آخذ. وروى صاحب المبهج عن المطوعى عن خلف إدغامه. وقال ابن مجاهد فى كتابه عن أصحابه عن خلف عن سليم أنه كان يقرأ على حمزة ( بَلْ طَبَعَ ) مدغما فيجيزه. وقال خلف فى كتابه عن سليم عن حمزة إنه كان يقرأ عليه بالإظهار فيجيزه وبالادغام فلا يرده. وكذا روى الدورى عن سليم وكذا روى العبسى والعجلى عن حمزة. وهذا صريح فى ثبوت الوجهين جميعا عن حمزة إلا أن المشهور عند أهل الاداء عنه الاظهار. وأظهرها هشام عند الضاد والنون فقط وأدغمها فى الستة الاحرف الباقية ، هذا هو الصواب والذى عليه الجمهور وهو الذى تقتضيه أصوله. وخص بعض أهل الأداء الادغام بالحلوانى فقط كذا ذكره أبو طاهر ابن سوار وهو ظاهر عبارة صاحب التجريد وأبى العز فى كفايته. ولكن خالفه الحافظ أبو العلاء فعمم الادغام لهشام من طريقى الحلوانى والداجونى مع أنه لم يسند طريق الداجونى إلا من قراءته على أبى العز. وكذا نص على الادغام لهشام بكماله الحافظ أبو عمرو الدانى فى جامع البيان وأبو القاسم الهذلى فى كامله فلم يحكيا عنه فى ذلك خلافا. وأما سبط الخياط فنص فى مبهجه على

٧

الادغام لهشام من طريق الحلوانى والداجونى فى لام هل فقط. ونص على الادغام له من طريق الحلوانى والأخفش فى لام « بل » ولعله سهو قلم من الداجونى إلى الأخفش والله أعلم. واستثنى جمهور رواة الادغام عن هشام اللام من هل فى سورة الرعد قوله ( هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُماتُ وَالنُّورُ ). وهذا هو الذى فى الشاطبية والتيسير والكافى والتبصرة والهادى والهداية والتذكرة والتلخيص والمستنير وغاية أبى العلاء. ولم يستثنها أبو العز القلانسى فى كفايته ولم يستثنها فى الكامل للداجونى واستثناها للحوانى. وروى صاحب التجريد إدغامها من قراءته على الفارسى وإظهارها من قراءته على عبد الباقى. ونص على الوجهين جميعا عن الحلوانى فقط صاحب المبهج فقال : واختلف عن الحلوانى عن هشام فيها. فروى الشذائى إدغامها. وروى غيره الاظهار قال وبهما قرأت على شيخنا الشريف انتهى. ومقتضاه الادغام للداجونى بلا خلاف والله أعلم.

وقال الحافظ أبو عمرو فى جامعه وحكى لى أبو الفتح عن عبد الله بن الحسين عن أصحابه عن الحلوانى عن هشام ( أَمْ هَلْ تَسْتَوِي ) بالإدغام كنظائره فى سائر القرآن قال وكذلك نص عليه الحلوانى فى كتابه انتهى. وهو يقتضى صحة الوجهين والله أعلم. وأظهر الباقون اللام منهما عند الحروف الثمانية إلا أبا عمرو فإنه يدغم اللام من ( هَلْ تَرى ). فى الملك والحاقة والله الموفق

باب حروف قربت مخارجها

وتنحصر فى سبعة عشر حرفا :

( الأول ) الباء الساكنة عند الفاء وذلك فى خمسة مواضع. فى النساء ( أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ ) وفى الرعد ( وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ ) وفى سبحان ( قالَ اذْهَبْ فَمَنْ ) وفى طه ( فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ ) وفى الحجرات ( وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولئِكَ ) فأدغم الباء فى الفاء فيها أبو عمرو والكسائى واختلف عن هشام وخلاد. فأما هشام فرواها عنه بالادغام

٨

أبو العز القلانسى من طريق الحلوانى. وكذلك الحافظ أبو العلاء. وكذلك رواه ابن سوار من طريق هبة الله المفسر عن الداجونى عنه ومن طريق جعفر ابن محمد عن الحلوانى ، رواه الهذلى عن هشام من جميع طرقه وبه قرأ صاحب التجريد على الفارسى من طريق الحلوانى. وبه قطع أحمد بن نصر الشذائى عن هشام من جميع طرقه وقال : لا خلاف عن هشام فى ذلك. وقال الدانى فى جامعه قال لى أبو الفتح عن عبد الباقى عن أصحابه عن هشام بالوجهين انتهى. ورواه الجمهور عن هشام بالإظهار وعليه أهل الغرب قاطبة وهو الذى لم يذكر فى التيسير والشاطبية والعنوان والكافى والتبصرة والهداية والهادى والتذكرة وغيرها سواه وبه قرأ صاحب التجريد على عبد الباقى من طريق الحلوانى وعلى المالكى والفارسى من طريق الداجونى. وكذا روى صاحب المستنير عن النهروانى من طريق الداجونى وبه قرأ الدانى على أبى الحسن وعلى أبى الفتح عن أبى أحمد عبد الله بن الحسين السامرى عن أصحابه عن الحلوانى قال : وبه قرأت فى رواية الحلوانى وبه آخذ. وانفرد الرملى عن الصورى عن ابن ذكوان بإدغامها كما ذكره فى المبهج وغاية الاختصار وأبو القاسم الهذلى وأما خلاد فرواها عنه بالادغام جمهور أهل الأداء وعلى ذلك المغاربة قاطبة كابن شريح وابن سفيان ومكى والمهدوى وابني غلبون والهذلى وفى المستنير من طريق النهروانى. وأظهرها عنه جمهور العراقيين كابن سوار وأبى العز وأبى العلاء الهمدانى وسبط الخياط. وخص بعض المدغمين عن خلاد الخلاف بحرف الحجرات فذكر فيه الوجهين على التخيير كصاحب التيسير والشاطبية وذكر فيه الوجهين على الخلاف صاحب التجريد. فروى الإدغام من قراءته على عبد الباقى يعنى من طريق ابن شاذان والإظهار من قراءته على الفارسى والمالكى يعنى من طريق الوزان. وقال الحافظ الدانى فى الجامع قال لى

٩

أبو الفتح خير خلاد فيه فأقرأنيه عنه بالوجهين. وروى فيه الإظهار وجها واحدا صاحب العنوان ( الثانى ) ( يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ ) فى البقرة أدغم الباء منه فى الميم أبو عمرو والكسائى وخلف. واختلف عن ابن كثير وحمزة وقالون. فأما ابن كثير فقطع له فى التبصرة والكافى والعنوان والتذكرة وتلخيص العبارات بالادغام بلا خلاف وقطع لقنبل بالإدغام وجها واحدا فى الإرشاد والمستنير والكامل والحافظ أبو العلاء والهذلى وسبط الخياط فى كفايته وقطع به للبزى وجها واحدا فى الهداية والهادى وقطع به له من طريق أبى ربيعة صاحب المستنير والمبهج وقطع به لقنبل من طريق ابن مجاهد أبو العز وسبط الخياط فى مبهجه وهو طريق ابن الحباب وابن بنان وعليه الجمهور عن ابن كثير وقطع بالإظهار للبزى صاحب الإرشاد ورواه من طريق أبى ربيعة صاحب التجريد والكامل وهو فى التجريد لقنبل من طريق ابن مجاهد وفى الكافية الكبرى للنقاش عن أبى ربيعة للبزى ولقنبل عن ابن مجاهد وأطلق الخلاف عن ابن كثير بكماله صاحب التيسير وتبعه على ذلك الشاطبى. والذى تقتضيه طرقهما هو الإظهار وذلك أن الدانى نص على الاظهار فى جامع البيان لابن كثير من رواية ابن مجاهد عن قنبل ومن رواية النقاش عن أبى ربيعة ، هذا لفظه وهاتان الطريقان هما اللتان فى التيسير والشاطبية ولكن لما كان الادغام لابن كثير هو الذى عليه الجمهور أطلق الخلاف فى التيسير له ليجمع بين الرواية وما عليه الأكثرون وهو مما خرج فيه عن طرقه وتبعه على ذلك الشاطبى والوجهان عن ابن كثير صحيحان والله أعلم. وأما حمزة فروى له الادغام المغاربة قاطبة وكثير من العراقيين. وروى له الاظهار وجها واحدا صاحب العنوان وصاحب المبهج. وقطع له به صاحب الكامل فى رواية خلف وفى رواية خلاد من طريق الوزان. وكذلك هو فى التجريد لخلاد من قراءته على عبد الباقى. والخلاف عنه فى روايتيه جميعا فى المستنير وغاية ابن مهران وممن

١٠

نص على الاظهار محمد بن عيسى عن خلاد وابن جبير كلاهما عن سليم. والوجهان صحيحان والله أعلم. وأما قالون فروى عنه الادغام الأكثرون من طريق أبى نشيط وهو رواية المغاربة قاطبة عن قالون. وهو الذى عنه فى التجريد من جميع طرقه. وروى عنه الاظهار من طريقيه صاحب الارشاد وسبط الخياط فى كفايته ومن طريق الحلوانى صاحب المستنير والكفاية الكبرى والمبهج والكامل والجمهور وكلاهما صحيح والله أعلم. وقرأ الباقون من الجازمين بالاظهار وجها واحدا وهو ورش وحده ، ووقع فى الكامل أنه لخلف فى اختياره وهو وهم وكذلك ظاهر المبهج للكسائى وهو سهو قلم والله أعلم

( الثالث ) اركب معنا. فى هود أدغمه أيضا أبو عمرو والكسائى ويعقوب واختلف عن ابن كثير وعاصم وقالون وخلاد. فأما ابن كثير فقطع له بالإدغام وجها واحدا مكى وابن سفيان والمهدوى وابن شريح وابن بليمة وصاحب العنوان وجمهور المغاربة وبعض المشارقة ، وقطع له بالإظهار أبو القاسم الهذلى من جميع رواياته وطرقه سوى الزينبى وليس فى طرقنا. وروى عنه الاظهار من رواية البزى النقاش من جميع طرقه. وهو الذى فى المستنير والكفاية والغاية والتجريد والارشاد والروضة والمبهج. وخص الأكثرون قنبلا بالاظهار من طريق ابن شنبوذ. والادغام من طريق ابن مجاهد. وهو الذى فى الكفاية فى الست وغاية أبى العلاء وأطلق الخلاف عن البزى صاحب التيسير والشاطبى وغيرهما والوجهان عن ابن كثير من روايتيه صحيحان. وأما عاصم فقطع له جماعة بالاظهار والاكثرون بالادغام. والصواب إظهاره من طريق العليمى عن أبى بكر ومن طريق عمرو بن الصباح عن حفص كما نص عليه الدانى فى جامعه. ورواه ابن سوار عن الطبرى عن أصحابه عن عمرو عن حفص ولم يذكر الهذلى فى كامله الادغام لغير الهاشمى عن عبيد. وقد روى الاظهار نصا عن حفص هبيرة وكلاهما صحيح والله أعلم وأما قالون فقطع له بالادغام فى التبصرة والهداية والكافى والتلخيص

١١

والهادى والتجريد والتذكرة وبه قرأ الدانى على أبى الحسن. وقطع له بالاظهار فى الارشاد والكفاية الكبرى. وبه قرأ الدانى على أبى الفتح. والاكثرون على تخصيص الادغام بطريق أبى نشيط والاظهار بالحلوانى ، وممن نص على ذلك الحافظ أبو العلاء وسبط الخياط فى كفايته. وعكس ذلك فى المبهج فجعل الادغام للحوانى والوجهان عن قالون صحيحان. وهما فى التيسير والشاطبية والاعلان. وأما خلاد فالأكثرون على الاظهار له وهو الذى فى الكافى والهادى والتبصرة والتلخيص والتجريد والتذكرة والعنوان وبه قرأ الدانى على شيخه أبى الحسن بن غلبون. وقطع له صاحب الكامل بالادغام وهو رواية محمد بن الهيثم عنه. وكذا نص عليه محمد بن يحيى الخنيسى وعنبسة بن النضر ومحمد بن الفضل كلهم عن خلاد وبه قرأ أبو عمرو الدانى على أبى الفتح فارس ابن أحمد. والوجهان جميعا عن خلاد فى الهداية والتيسير والشاطبية والاعلان وقد صحا نصا وأداء. وقرأ الباقون بالاظهار وهم ابن عامر وأبو جعفر وخلف وورش وخلف عن حمزة وروى بعض أهل الاداء الاظهار عن يعقوب كما ذكره فى التذكرة وفى الكامل أيضا تبعا لابن مهران. وإنما ورد ذلك من غير روايتى رويس وروح وهو الذى عليه العمل وبه قرأت وبه آخذ وانفرد صاحب المبهج بالإدغام عن ورش يعنى من طريق الأصبهاني وكذا أبو العلاء عن الحمامى فخالف سائر الرواة عن الأصبهاني والله أعلم.

( الرابع ) ( نَخْسِفْ بِهِمُ ). فى سبأ. فادغم الفاء فى الباء الكسائى وأظهرها الباقون.

( الخامس ) الراء الساكنة عند اللام نحو ( وَاصْطَبِرْ لِعِبادَتِهِ ) ، ( يَغْفِرْ لَكُمْ وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ ). و ( يَنْشُرْ لَكُمْ ) ، و ( أَنِ اشْكُرْ لِي ) فأدغم الراء فى اللام فى ذلك أبو عمرو من رواية السوسى. واختلف عنه من رواية الدورى. فرواه عنه بالادغام أبو عبد الله بن شريح فى كافيه وأبو العز فى إرشاده وكفايته

١٢

وأبو العلاء فى غايته وصاحب المستنير وصاحب المبهج والكفاية فى القراءات الست ورواه بالاظهار أبو محمد مكى فى تبصرته وابن بليمة فى تلخيصه وأطلق الخلاف عن الدورى صاحب التيسير والشاطبى والمهدوى وأبو الحسن بن غلبون. وانفرد بالخلاف عن السوسى ( قلت ) والخلاف مفرع على الادغام الكبير. فمن أدغم الادغام الكبير لأبى عمرو لم يختلف فى ادغام هذا بل أدغمه وجها واحدا ومن روى الاظهار اختلف عنه فى هذا الباب عن الدورى. فمنهم من روى إدغامه. ومنهم من روى إظهاره والأكثرون على الادغام والوجهان صحيحان عن أبى عمرو. وبالادغام قرأ الدانى على أبى القاسم عبد العزيز بن جعفر عن قراءته بذلك على أبى طاهر عن ابن مجاهد ، وهى الطريق المسندة فى التيسير ؛ قال الدانى فى جامعه وقد بلغنى عن ابن مجاهد أنه رجع عن الإدغام إلى الإظهار اختيارا واستحسانا ومتابعة لمذهب الخليل وسيبويه قبل موته بست سنين ( قلت ) إن صح ذلك عن ابن مجاهد فإنما هو فى وجه إظهار الكبير. أما فى وجه إدغامه فلا لأنه إذا أدغم الراء المتحركة فى اللام فادغامها ساكنة أولى وأحرى والله أعلم ( السادس ) اللام الساكنة فى الذال وذلك ( مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ ) حيث وقع كقوله ( وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ) ، ( وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ ) فأدغمها أبو الحارث عن الكسائى وأظهرها الباقون

( السابع ) الدال عند الثاء وهو موضعان فى آل عمران ( وَمَنْ يُرِدْ ثَوابَ الدُّنْيا ) ، ( وَمَنْ يُرِدْ ثَوابَ الْآخِرَةِ ) فأدغم الدال فى الثاء أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائى وخلف. وأظهرها الباقون

( الثامن ) الثاء فى الذال ، وهو موضع واحد ( يَلْهَثْ ذلِكَ ) فى الأعراف فأظهر الثاء عند الذال نافع وابن كثير وأبو جعفر وعاصم وهشام على اختلاف عنهم فيه. فأما نافع فروى إدغامه عنه من رواية قالون أبو محمد مكى وأبو عبد الله ابن سفيان وأبو العباس المهدوى وأبو على بن بليمة وابن شريح وصاحب التجريد

١٣

والتذكرة والجمهور من المغاربة وجماعة من المشارقة ورواه ابن سوار عن أبى نشيط وكذلك سبط الخياط والحافظ أبو العلاء. ورواه أبو العز عن أبى نشيط وعن هبة الله بن جعفر عن الحلوانى. وبه قرأ أبو عمرو الدانى على أبى الحسن من جميع طرقه عن قالون وعلى أبى الفتح عن قراءته على عبد الله بن الحسين السامرى وهذان الوجهان فى التيسير والشاطبية ، ورواه عنه بالاظهار بعض العراقيين من غير طريق أبى نشيط وبعضهم من طريق أبى نشيط والحلوانى.

وذكره صاحب العنوان وهو طريق إسماعيل وبه قرأ الدانى على أبى الفتح من قراءته على عبد الباقى. وروى إظهاره عن ورش جمهور المشارقة والمغاربة وخص بعضهم الاظهار بالازرق وبعضهم بالاصبهانى. وروى إدغامه عن ورش من جميع طرقه أبو بكر بن مهران ورواه أبو الفضل الخزاعى من طريق الازرق وغيره واختاره الهذلى. وأما ابن كثير فاختلف عنه فى الاظهار والادغام فروى له أكثر المغاربة الاظهار ولم يذكره الاستاذ أبو العز فى كفايته إلا من طريق النقاش عن أبى ربيعة عن البزى ولم يذكره الإمام أبو طاهر بن سوار إلا من الطريق المذكورة ومن غير طريق النهروانى عن ابن مجاهد عن قنبل.

وذكره صاحب المبهج عن أبى ربيعة أيضا وعن قنبل إلا الزينبى ، ولم يذكره الحافظ أبو عمرو الدانى فى جامع البيان عن ابن كثير إلا من رواية القواس.

وذكره الحافظ أبو العلاء فى غير رواية ابن فليح ولم يذكره الخزاعى إلا من طريق ابن مجاهد عن قنبل فقط ، وكلهم روى الادغام عن سائر أصحاب ابن كثير.

وأما عاصم فاختلفوا عنه أيضا فقال الدانى فى جامع البيان أقرأنى فارس بن أحمد لعاصم فى جميع طرقه من طريق عبد الله يعنى أبا أحمد السامرى بالاظهار ومن طريق عبد الباقى بالادغام قال وروى أبو بكر الولى عن أحمد بن حميد عن عمرو وعن الاشنانى عن عبيد عن حفص بالاظهار انتهى. وقطع له صاحب العنوان وأبو الحسن الخبازى من روايتى أبى بكر وحفص وغيرهما بالاظهار. وذكر

١٤

الخلاف عن حفص صاحب التجريد وروى الجمهور من المغاربة والمشارقة عن عاصم من جميع رواياته الادغام وهو الاشهر عنه. وأما أبو جعفر فالاكثرون من أهل الاداء على الاخذ له بالاظهار وهو المشهور ونص له أبو الفضل الخزاعى على الادغام وجها واحدا واختاره الهذلى. ولم يأخذ أبو بكر بن مهران من جميع طرقه له بسواه. وأما هشام فروى جمهور المغاربة عنه الإظهار وأكثر المشارقة على الإدغام له من طريق الداجونى. وعلى الإظهار من طريق الحلوانى وهو الذى فى المبهج والكامل والمنتهى وذكر صاحب المستنير له الإدغام من طريق هبة الله المفسر عن الداجونى ( قلت ) فقد ثبت الخلاف فى إدغامه وإظهاره عمن ذكرت. وصح الأخذ بهما جميعا عنهم وإن كان الأشهر عن بعضهم الإدغام وعن آخرين الإظهار. فإن الذى يقتضيه النظر ويصح فى الاعتبار هو الإدغام ولو لا صحة الإظهار عنهم عندى لم آخذ لهم ولا لغيرهم بغير الإدغام وذلك أن الحرفين إذا كانا من مخرج واحد وسكن الأول منهما يجب الإدغام ما لم يمنع مانع ولا مانع هنا فقد حكى الأستاذ أبو بكر بن مهران الإجماع على إدغامه فقال ما نصه : وقد أجمعوا على إدغام الثاء فى الذال من قوله ( يَلْهَثْ ذلِكَ ) إلا النقاش فإنه كان يذكر الإظهار فيه لابن كثير وعاصم برواية حفص ونافع برواية قالون. قال وكذلك كان يذكر البخارى المقرى لابن كثير وحده إلا أنه يقول بين الإظهار والإدغام على ما يخرج فى اللفظ قال وقال الآخرون لا نعرفه إلا مدغما قال وهو الصحيح والله أعلم

( التاسع ) الذال فى التاء إذا وقع قبل الذال خاء نحو قوله. ( اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ ). ( قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ ). و ( ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ ). ولتخذت فأظهر الذال عند التاء ابن كثير وحفص ، واختلف عن رويس فروى الحمامى من جميع طرقه والقاضى أبو العلاء وابن العلاف والأكثرون عن النخاس عن التمار عنه بالإظهار. وهو الذى فى المستنير والكفاية والإرشاد والجامع والروضة وغيرها. وروى

١٥

أبو الطيب وابن مقسم كلاهما عن التمار عنه بالإدغام. وكذا روى الخبازى والخزاعى عن النخاس عن التمار عنه. وهو الذى قطع به الهذلى فى كامله وابن مهران فى غايته. وروى الجوهرى عن التمار الإظهار فى حرف الكهف وهو قوله ( لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً ) فقط والإدغام فى باقى القرآن وكذا روى الكارزينى عن النخاس. وهو الذى فى التذكرة والمبهج

( العاشر ) الذال فى التاء ( فَنَبَذْتُها ) من سورة طه : فأدغمها أبو عمرو وحمزة والكسائى وخلف. واختلف عن هشام فقطع له المغاربة قاطبة بالإظهار وهو الذى فى التيسير والتبصرة والكافى والهداية والهادى والعنوان والتذكرة والتلخيص والشاطبية وغيرها وقطع له جمهور المشارقة بالإدغام. وهو الذى فى الكفاية الكبرى والمستنير والكامل وغاية أبى العلاء وغيرها ورواه صاحب التجريد عنه من طريق الداجونى. وكذا ذكره له صاحب المصباح. ورواه صاحب المبهج من طريق الحلوانى. والوجهان عنه صحيحان. إلا أن الحافظ أبا عمرو قرأ بالاظهار من طريق الحلوانى. وانفرد أبو العلاء الهمدانى من طريق القباب عن الصورى عن ابن ذكوان بإدغامه ولم يذكره غيره والله أعلم.

( الحادى عشر ) الذال فى التاء فى ( عُذْتُ بِرَبِّي ) فى غافر والدخان فأدغمها أبو عمرو وحمزة والكسائى وأبو جعفر وخلف ، واختلف عن هشام فقطع له بالادغام جمهور العراقيين كابن سوار وأبى العز والحافظ أبى العلاء والهذلى ، وقطع له بالاظهار صاحب التيسير والشاطبية والتجريد والمغاربة قاطبة وصاحب المبهج من طريقى الحلوانى والداجونى ، وبه قرأ الدانى من طريق الحلوانى وكلاهما صحيح

( الثانى عشر ) الثاء فى التاء فى ( لَبِثْتُمْ ) ولبثت كيف جاء فأدغمه أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائى وأبو جعفر ؛ وأظهره الباقون ، وانفرد الكارزيني عن أصحابه عن رويس بالاظهار فى حرفى المؤمنين وإدغام غيرهما

١٦

( الثالث عشر ) الثاء فى التاء ايضا من ( أُورِثْتُمُوها ) فى الموضعين من الأعراف والزخرف ؛ فأدغمها أبو عمرو وحمزة والكسائى وهشام ؛ واختلف عن ابن ذكوان فرواهما عنه الصورى بالادغام ورواهما الأخفش بالاظهار ؛ وبذلك قرأ الباقون وانفرد فى المبهج بالإظهار عن هشام من طريق الداجونى وسائرهم لم يذكر عن هشام فيهما خلافا والله أعلم ؛ وانفرد فى الكامل عن خلف بالادغام ولم يذكره غيره والله أعلم

( الرابع عشر ) الدال فى الذال من ( ص ذكر ) فى أول سورة مريم فأدغمها أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائى وخلف. وقرأ الباقون بالإظهار

( الخامس عشر ) النون فى الواو من ( يس وَالْقُرْآنِ ) فأدغمها الكسائى ويعقوب وخلف وهشام واختلف عن نافع وعاصم والبزى وابن ذكوان. فأما نافع فقطع له بالإدغام من رواية قالون أبو بكر بن مهران وابن سوار فى المستنير وكذلك سبط الخياط فى كفايته ومبهجه وكذلك الحافظ أبو العلاء فى غايته وكذلك جمهور العراقيين من جميع طرقهم الا أن أبا العز استثنى عن هبة الله يعنى من طريق الحلوانى. وبه قرأ صاحب التجريد على الفارسى من طريق أبى نشيط والحلوانى جميعا وعلى ابن نفيس من طريق أبى نشيط وقطع له بالإظهار صاحب التيسير والكافى والهادى والتبصرة والهداية والتلخيص والتذكرة والشاطبية وجمهور المغاربة ، وقطع الدانى فى جامعه بالإدغام من طريق الحلوانى. وبالاظهار من طريق أبى نشيط. وكلاهما صحيح عن قالون من الطريقين. وقطع له بالإدغام من رواية ورش من طريق الأزرق صاحب التيسير والكافى والتبصرة والتلخيص والشاطبية والجمهور وقال فى الهداية إنه الصحيح عن ورش وقطع بالإظهار من الطريق المذكورة صاحب التجريد حسبما قرأ به على شيوخه من طرقهم. وقطع بالإدغام من طريق الأصبهانى أبو العز وابن سوار والحافظ أبو العلاء وصاحب التجريد والمبهج والأكثرون. وبالإظهار الاستاذ أبو بكر

١٧

ابن مهران والحافظ أبو عمرو الدانى والوجهان صحيحان عن ورش. وأما البزى فروى عنه الإظهار أبو ربيعة وروى عنه الادغام ابن الحباب. والوجهان صحيحان عنه من الطريقتين المذكورتين وغيرهما نص عليهما الحافظ أبو عمرو. وأما ابن ذكوان فروى عنه الادغام الأخفش. وروى عنه الاظهار الصورى وذكر صاحب المبهج من طريق الصورى الادغام أيضا. والجمهور على خلافه والوجهان صحيحان عن ابن ذكوان ، ذكرهما الدانى فى جامع البيان من الطريقتين المذكورتين ، وأما عاصم فقطع له الجمهور بالادغام من رواية أبى بكر من طريق يحيى بن آدم وبالاظهار من طريق العليمى الا أن كثيرا من العراقيين روى الاظهار عنه من طريق يحيى بن آدم كأبى العز وأبى العلاء وكذلك أبو القاسم بن الفحام فى تجريده من قراءته على الفارسى ورواه فى المبهج عنه من طريق نفطويه. وروى الادغام عن العليمى فى كفايته ومبهجه. وكلاهما صحيح عن أبى بكر من الطريقين وروى عنه الإدغام من رواية حفص عمرو بن الصباح من طريق زرعان وقطع به فى التجريد من طريق عمرو وروى عنه الإظهار من طريق الفيل. والوجهان صحيحان من طريق عمرو عنه. ولم يختلف عن عبيد عنه أنه بالإظهار والله أعلم.

وقرأ الباقون بالاظهار وجها واحدا وهم أبو عمرو وحمزة وأبو جعفر وقنبل

( السادس عشر ) النون فى الواو من ( ن وَالْقَلَمِ ) والخلاف فيه كالخلاف فى ( يس وَالْقُرْآنِ ) أدغم النون فى الواو الكسائى ويعقوب وخلف وهشام الا أنه لم يختلف فيه عن قالون أنه بالاظهار. واختلف عن ورش وحده وعن عاصم والبزى وابن ذكوان. فأما ورش فقطع له بالادغام من طريق الأزرق صاحب التجريد والتلخيص والكامل وغيرهم وقطع له بالاظهار صاحب التذكرة والعنوان. وقال فى الهداية إنه الصحيح عن ورش. وقال فى التيسير إنه الذى عليه عامة أهل الأداء. وأطلق الوجهين جميعا عنه أبو عبد الله بن شريح وأبو القاسم الشاطبى وأبو محمد مكى وقال فى تبصرته إن الادغام مذهب الشيخ أبى الطيب

١٨

يعنى ابن غلبون. وأما عاصم والبزى وابن ذكوان فالخلاف عنهم كالخلاف فى ( يس ) من الطرق المذكورة الا أن سبط الخياط قطع فى كفايته لأبى بكر من طريق العليمى بالادغام هنا والاظهار فى ( يس ) ولم يفرق غيره بينهما عنه والله أعلم وأظهر النون من ( نون ) الباقون وهم أبو عمرو وحمزة وأبو جعفر وقالون وقنبل ( السابع عشر ) النون عند الميم من ( طسم ) أول الشعراء والقصص فأظهر النون عندها حمزة وأبو جعفر. والباقون بالادغام. وأبو جعفر مع اظهاره على أصله فى السكت على كل حرف من حروف الفواتح كما تقدم وإنما ذكرناه مع المظهرين فى هذه الفواتح من أجل موافقتهم له فى الاظهار وإلا فمن لازم السكت الاظهار فلذلك لم يحتج إلى التنبيه له على إظهار الميم عند الميم من ( الم ) فإنه إنما انفرد بإظهارها من أجل السكت عليها وكذلك النون المخفاة من ( عين صاد ) أول مريم. والنون من ( طس تِلْكَ ) أول النمل. والنون من ( عسق ) فإن السكت عليها لا يتم إلا بإظهارها فلم يحتج معه إلى تنبيه والله أعلم.

وما وقع لأبى شامة من النص على الإظهار فى ( طس تِلْكَ ) للجميع فهو سبق قلم فاعلم ( تنبيه ) كل حرفين التقيا أولهما ساكن وكانا مثلين أو جنسين وجب إدغام الأول منهما لغة وقراءة فالمثلان نحو ( فَاضْرِبْ بِهِ ) ، ( رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ ) ، ( وَقَدْ دَخَلُوا ) ، ( إِذْ ذَهَبَ ) ، ( وَقُلْ لَهُمْ ) ، ( وَهُمْ مِنْ ) ، ( عَنْ نَفْسٍ ) ، ( اللاَّعِنُونَ ) ، ( يُدْرِكْكُمُ ) ، ( يُوَجِّهْهُ ) والجنسان نحو ( قالَتْ طائِفَةٌ ) ، ( أَثْقَلَتْ دَعَوَا ) ، ( وَقَدْ تَبَيَّنَ ) ، ( إِذْ ظَلَمْتُمْ ) ، ( بَلْ رانَ ) ، هل رأيتم ، ( قُلْ رَبِ ) ما لم يكن أول المثلين حرف مد نحو ( قالُوا وَهُمْ ) ، ( الَّذِي يُوَسْوِسُ ) أو أول الجنسين حرف حلق نحو ( فَاصْفَحْ عَنْهُمْ ) كما قدمنا التنصيص عليه فى فصل التجويد أول الكتاب وكذلك تقدم ذكر نحو ( أَحَطْتُ ) ، و ( بَسَطْتَ ) فى حرف الطاء وأما ( أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ ) فى المرسلات فتقدم أيضا ما حكى فيه من وجهى الادغام المحض وتبقية الاستعلاء. وقد انفرد الهذلى عن أبى الفضل الرازى من طريق ابن الأخرم عن ابن ذكوان باظهاره ، وكذلك حكى

١٩

عن أحمد بن صالح عن قالون ولعل مرادهم إظهار صفة الاستعلاء وإلا فإن أرادوا الاظهار المحض فإن ذلك لا يجوز ، على أن الحافظ أبا عمرو الدانى حكى الاجماع على أن إظهار الصفة أيضا غلط وخطأ فقال فى الجامع وكذلك أجمعوا على إدغام القاف فى الكاف وقلبها كافا خالصة من غير إظهار صوت لها فى قوله ( أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ ) قال وروى أبو على بن حبش الدينورى أداء عن أحمد بن حرب عن الحسن بن مالك عن أحمد بن صالح عن قالون مظهرة القاف قال وما حكيناه عن قالون غلط فى الرواية وخطأ فى العربية ( قلت ) فإن حمل الدانى الاظهار من نصهم على إظهار الصوت وجعله خطأ وغلطا ففيه نظر فقد نص عليه غير واحد من الائمة. فقال الأستاذ أبو بكر بن مهران وقوله ( أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ ) وقال ابن مجاهد فى مسائل رفعت اليه فأجاب فيها لا يدغمه إلا أبو عمرو قال ابن مهران وهذا منه غلط كبير وسمعت أبا على الصفار يقول قال أبو بكر الهاشمى المقرى لا يجوز اظهاره. وقال ابن شنبوذ أجمع القراء على ادغامه قال ابن مهران وكذلك قرأنا على المشايخ فى جميع القراءات أعنى بالادغام إلا على أبى بكر النقاش فانه كان يأخذ لنافع وعاصم بالاظهار ولم يوافقه أحد عليه إلا البخارى المقرى فإنه ذكر فيه الاظهار عن نافع برواية ورش ثم قال ابن مهران وقرأناه بين الاظهار والادغام قال وهو الحق والصواب لمن أراد ترك الادغام فأما اظهار بين فقبيح. وأجمعوا على أنه غير جائز انتهى ، ولا شك ان من أراد باظهاره الاظهار المحض فان ذلك غير جائز إجماعا وأما الصفة فليس بغلط ولا قبيح فقد صح عندنا نصا وأداء.

وقرأت به على بعض شيوخى ولم يذكر مكى فى الرعاية غيره وله وجه من القياس ظاهر إلا أن الادغام الخالص أصح رواية وأوجه قياسا بل لا ينبغى أن يجوز البتة فى قراءة أبى عمرو فى وجه الادغام الكبير غيره لأنه يدغم المتحرك من ذلك ادغاما محضا فادغام الساكن منه أولى وأحرى ولعل هذا مراد ابن مجاهد فيما أجاب عنه من مسائله والله تعالى أعلم. وأما ( مالِيَهْ هَلَكَ ) فى سورة

٢٠