النشر فى القراءات العشر - ج ٢

الحافظ أبي الخير محمّد بن محمّد الدمشقي

النشر فى القراءات العشر - ج ٢

المؤلف:

الحافظ أبي الخير محمّد بن محمّد الدمشقي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٧٥
الجزء ١ الجزء ٢

والذى وصلتها خبر المبتدأ. والثانى أن ما وذا اسم واحد للاستفهام وموضعه نصب بأراد ( قلت ) ويحتمل أن يكون ما استفهاما وذا إشارة كقولهم ما ذا التوانى وكقول الشاعر :

ما ذا الوقوف على نار وقد خمدت

يا طال ما أوقدت للحرب نيران

فعلى هذا وعلى الأول هما كلمتان يوقف على كل منهما ، وعلى الثانى يوقف على الثانى لأنهما كلمة واحدة وذلك حالة الاضطرار والاختيار لا على التعمد والاختيار ( نعم ) على التقدير الثالث يجوز اختيارا ويكون كافيا على أن يكون فى موضع نصب بيقولون ويكون أراد الله استئنافا وجوابا لقولهم ( التاسع ) قال الأستاذ أبو محمد على بن سعيد العمانى فى كتابه المرشد فى الوقف والابتداء و ( ما لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي ) فى سورة يس « ما » كلمة واحدة وهى حرف نفى و « لى » كلمة أخرى فهما كلمتان ( ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ ) ما لى كلمة واحدة للاستفهام. انتهى وقال الشيخ أبو البقاء العكبرى فى إعرابه فى سورة يس « وما لى » الجمهور على فتح الياء لأن ما بعدها فى حكم المتصل بها إذ كان لا يحسن الوقف عليها والابتداء و ( ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ ) بعكس ذلك انتهى. وكلا الكلامين لا يظهر فليتأمل ولكن لكلام أبى البقاء فيما ذكره فى الوقف والابتداء والله وجه أعلم

باب مذاهبهم فى ياءات الاضافة

وياء الإضافة عبارة عن ياء المتكلم وهى ضمير يتصل بالاسم والفعل والحرف فتكون مع الاسم مجرورة المحل ، ومع الفعل منصوبته ، ومع الحرف منصوبته ومجرورته بحسب عمل الحرف نحو ( نَفْسِي ) و ( ذِكْرَى ) و ( فَطَرَنِي ) و ( ليحزنى ) و ( إِنِّي ) ولى وقد أطلق أئمتنا هذه التسمية عليها تجوزا مع مجيئها منصوبة المحل غير مضاف إليها نحو ( إِنِّي ) و ( آتانِي ) والفرق بينها وبين ياءات الزوائد أن هذه الياءات تكون

١٦١

ثابتة فى المصحف وتلك محذوفة. وهذه الياءات تكون زائدة على الكلمة أى ليست من الأصول فلا تجىء لاما من الفعل أبدا فهى كهاء الضمير وكافه فتقول فى : نفسى : نفسه ونفسك ، وفى فطرنى فطره وفطرك ؛ وفى يحزننى : يحزنه ويحزنك ، وفى إنى : إنه وإنك ، وفى لى : له ولك. وياء الزوائد تكون أصلية وزائدة فتجيء لاما من الفعل نحو ( إِذا يَسْرِ ) ، و ( يَوْمَ يَأْتِ ) ، و ( الدَّاعِ ) ، و ( الْمُنادِ ) ، و ( دَعانِ ) ، و ( يَهْدِيَنِ ) و ( يُؤْتِيَنِ ) وهذه الياءات الخلف فيها جار بين الفتح والإسكان. وياءات الزوائد الخلاف فيها ثابت بين الحذف والاثبات ، إذا تقرر ذلك فاعلم أن ياءات الإضافة فى القرآن على ثلاثة أضرب ( الأول ) ما أجمعوا على إسكانه وهو الأكثر لمجيئه على الأصل نحو ( إِنِّي جاعِلٌ ) ، و ( اشْكُرُوا لِي ) ، و ( أَنِّي فَضَّلْتُكُمْ ) ، ( فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصانِي ) ، ( الَّذِي خَلَقَنِي ) ، و ( يُطْعِمُنِي ) ، و ( يُمِيتُنِي ) ، ( لِي عَمَلِي ) ، ( يَعْبُدُونَنِي ) ، ( لا يُشْرِكُونَ بِي ) وجملته خمسمائة وست وستون ياء ( الثانى ) ما أجمعوا على فتحه وذلك لموجب إما أن يكون بعدها ساكن لام تعريف أو شبهه ، وجملته إحدى عشرة كلمة فى ثمانية عشر موضعا ( نِعْمَتِيَ الَّتِي ) فى المواضع الثلاثة و ( بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ ) ، و ( حَسْبِيَ اللهُ ) فى الموضعين و ( بِيَ الْأَعْداءَ ) و ( مَسَّنِيَ السُّوءُ ) ، و ( مَسَّنِيَ الْكِبَرُ ) ، و ( وَلِيِّيَ اللهُ ) ، و ( شُرَكائِيَ الَّذِينَ ) فى الأربعة المواضع و ( أَرُونِيَ الَّذِينَ ) ، و ( رَبِّيَ اللهُ ). و ( جاءَنِي الْبَيِّناتُ ) ، و ( نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ ) حركت بالفتح حملا على النظير فرارا من الحذف أو قبلها ساكن ألف أو ياء فالذى بعد ألف ست كلمات فى ثمانية مواضع ( هُدايَ ) فى الموضعين و ( إِيَّايَ فَإِيَّايَ ) ، ( رؤياى ) فى الموضعين و ( مَثْوايَ ) و ( عَصايَ ) وسيأتى ذكر ( بشراى ) و ( حسرتاى ) فى موضعه والذى بعد الياء تسع كلمات وقعت فى اثنتين وسبعين موضعا وهى : إلى وعلى ويدى ولدى وبنى ويا بنى وابنتى ووالدى ومصرخى ؛ وحركت الياء فى ذلك فرارا من التقاء الساكنين وكانت فتحة حملا على النظير وأدغمت الياء فى نحو ( إلى

١٦٢

وعلى ) للتماثل. وجاز فى ( بِمُصْرِخِيَ ) الكسر لغة وكذلك فى ( يا بَنِي ) مع الإسكان كما سيأتى وجملة ذلك من الضربين المجمع عليهما ستمائة وأربع وستون ياء ( والضرب الثالث ) ما اختلفوا فى إسكانه وفتحه وجملته مائتا ياء واثنتا عشرة ياء وقد عدها الدانى وغيره وأربع عشرة فزادوا اثنتين وهما ( آتانِيَ اللهُ ) فى النمل ( فَبَشِّرْ عِبادِ الَّذِينَ ) فى الزمر : وزاد آخرون ثنتين آخرين وهما ( أَلاَّ تَتَّبِعَنِ ) فى طه ( إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمنُ ) فى يس فجعلوها مائتين وست عشرة وذكر هذه الأربع فى باب الزوائد أولى لحذفها فى الرسم وإن كان لها تعلق بهذا الباب من حيث فتحها وإسكانها أيضا ولذلك ذكرناها ثم. وأما ( يا عبادى لا خوف عليكم ) فى الزخرف فذكرناها فى هذا الباب تبعا للشاطبى وغيره من حيث إن المصاحف لم تجتمع على حذفها كما سنذكره.

وينحصر الكلام على الياءات المختلف فيها فى ستة فصول

الفصل الأول

فى الياءات التى بعدها همزة مفتوحة ؛ وجملة الواقع من ذلك فى القرآن تسع وتسعون ياء. من ذلك فى البقرة ثلاث ( إِنِّي أَعْلَمُ ما ) ، ( إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ ) ، ( فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ) وفى آل عمران ثنتان ( اجْعَلْ لِي آيَةً ) ، ( أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ ) وفى المائدة ثنتان ( إِنِّي أَخافُ ) ، ( لِي أَنْ أَقُولَ ) وفى الأنعام ثنتان ( إِنِّي أَخافُ ) ، ( إِنِّي أَراكَ ) وفى الأعراف : ثنتان ( إِنِّي أَخافُ ) ، ( مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ ) وفى الأنفال ثنتان ( إِنِّي أَرى ) ، ( إِنِّي أَخافُ ) وفى التوبة ( مَعِيَ أَبَداً ) وفى يونس ثنتان : ( لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ ) ، ( إِنِّي أَخافُ ) وفى هود : إحدى عشرة ( فَإِنِّي أَخافُ ) موضعان ( وَلكِنِّي أَراكُمْ ) ، ( إِنِّي أَعِظُكَ ) ، ( إِنِّي أَعُوذُ بِكَ ) ، ( فَطَرَنِي أَفَلا ) ، ( ضَيْفِي أَلَيْسَ ) ، ( إِنِّي أَراكُمْ ) ، ( شِقاقِي أَنْ ) ، ( أَرَهْطِي أَعَزُّ ) وفى يوسف ثلاث عشرة : ( لَيَحْزُنُنِي أَنْ ) ، ( رَبِّي أَحْسَنَ ) ، ( إِنِّي أَرانِي أَعْصِرُ ) ، ( إِنِّي أَرانِي أَحْمِلُ ) ، ( إِنِّي أَرى سَبْعَ بَقَراتٍ ) ، ( لَعَلِّي

١٦٣

أَرْجِعُ ) ، ( إِنِّي أَنَا أَخُوكَ ) ، ( يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ ) ، ( إِنِّي أَعْلَمُ ) ، ( سَبِيلِي أَدْعُوا ) وفى إبراهيم ( إِنِّي أَسْكَنْتُ ) وفى الحجر ثلاث ( نَبِّئْ عِبادِي أَنِّي ) ، و ( قُلْ إِنِّي أَنَا ) وفى الكهف خمس ( رَبِّي أَعْلَمُ ). ( بِرَبِّي أَحَداً ) موضعان ( فَعَسى رَبِّي أَنْ ) ، ( مِنْ دُونِي أَوْلِياءَ ) وفى مريم ثلاث ( اجْعَلْ لِي آيَةً ) ، ( إِنِّي أَعُوذُ ) ، ( إِنِّي أَخافُ ) وفى طه ست ( إِنِّي آنَسْتُ ) ، ( لَعَلِّي آتِيكُمْ ) ، ( إِنِّي أَنَا رَبُّكَ ) ، ( إِنَّنِي أَنَا اللهُ ) ؛ و ( يَسِّرْ لِي أَمْرِي ) : ( حَشَرْتَنِي أَعْمى ) وفى المؤمنون ( لَعَلِّي أَعْمَلُ ) وفى الشعراء ثلاث ( إِنِّي أَخافُ ) موضعان و ( رَبِّي أَعْلَمُ ) وفى النمل ثلاث ( إِنِّي آنَسْتُ ) ، ( أَوْزِعْنِي أَنْ ) ، ( لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ ) وفى القصص تسع ( رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي ) ، ( إِنِّي آنَسْتُ ) ؛ ( لَعَلِّي آتِيكُمْ ) ، ( إِنِّي أَنَا اللهُ ) ، ( إِنِّي أَخافُ ) ، ( رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ ) ؛ ( لَعَلِّي أَطَّلِعُ ) ، ( عِنْدِي أَوَلَمْ ) ، ( رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ ) وفى يس ( إِنِّي آمَنْتُ ) وفى الصافات ثنتان ( إِنِّي أَرى ) ، ( أَنِّي أَذْبَحُكَ ) وفى ص ( إِنِّي أَحْبَبْتُ ) وفى الزمر ثنتان. ( إِنِّي أَخافُ ) ، ( تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ ) وفى غافر سبع ( ذَرُونِي أَقْتُلْ ) ، ( إِنِّي أَخافُ ) ثلاثة مواضع ( لَعَلِّي أَبْلُغُ ) ، ( ما لِي أَدْعُوكُمْ ) ، ( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) وفى الزخرف ( مِنْ تَحْتِي أَفَلا ) وفى الدخان ( إِنِّي آتِيكُمْ ) وفى الأحقاف أربع ( أَوْزِعْنِي أَنْ ) ، ( أَتَعِدانِنِي أَنْ ) ، ( إِنِّي أَخافُ ) ، و ( لكِنِّي أَراكُمْ ) وفى الحشر ( إِنِّي أَخافُ ) وفى الملك ( مَعِيَ أَوْ رَحِمَنا ) وفى نوح ( ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ ) وفى الجن ( رَبِّي أَمَداً ) وفى الفجر ثنتان ( رَبِّي أَكْرَمَنِ ) ، ( رَبِّي أَهانَنِ فَاخْتَلَفُوا ) فى فتح الياء وإسكانها من هذه المواضع ففتح الياء منهن نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر. وأسكنها الباقون إلا أنهم اختلفوا فى خمس وثلاثين ياء على غير هذا الاختلاف. فاختص ابن كثير بفتح ياءين منها وهما ( فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ) فى البقرة و ( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) فى غافر. واختص هو والأصبهانى بفتح باء واحدة وهى ( ذَرُونِي أَقْتُلْ ) فى غافر ، واتفق ابن كثير ونافع وأبو جعفر على فتح أربع ياءات وهن ( حَشَرْتَنِي أَعْمى ). فى طه و ( لَيَحْزُنُنِي ) فى يوسف ، و ( تَأْمُرُونِّي ) فى الزمر ، و ( أَتَعِدانِنِي ) فى الأحقاف واتفق نافع وأبو عمرو وأبو جعفر على فتح ثمان ياءات وهن ( اجْعَلْ لِي آيَةً ) فى آل عمران ومريم و ( ضَيْفِي أَلَيْسَ )

١٦٤

فى هود و ( إِنِّي أَرانِي ) كلاهما فى يوسف و ( يَأْذَنَ لِي أَبِي ) فيها أيضا و ( مِنْ دُونِي أَوْلِياءَ ) فى الكهف و ( يَسِّرْ لِي أَمْرِي ) فى طه. واتفق معهم البزى على فتح أربع ياءات وهن و ( لكِنِّي أَراكُمْ ) فى هود والأحقاف و ( إِنِّي أَراكُمْ ) فى هود ومن ( تَحْتِي أَفَلا ) فى الزخرف. وانفرد الكارزينى عن الشطوى عن ابن شنبوذ عن قنبل بفتح ( تَحْتِي أَفَلا ) فخالف سائر الرواة عنه واتفق نافع وأبو جعفر على فتح ياءين وهما ( سَبِيلِي أَدْعُوا ) فى يوسف ، و ( لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ ) فى النمل واتفق معهما البزى على فتح ( فَطَرَنِي أَفَلا ) فى هود. وانفرد أبو تغلب عبد الوهاب عن القاضى أبى الفرج عن ابن شنبوذ عن قنبل بفتحها فخالف سائر الرواة عن ابن شنبوذ وغيره. واتفق نافع وأبو جعفر وأبو عمرو أيضا على فتح ( عِنْدِي أَوَلَمْ ) فى القصص. واختلف فيها عن ابن كثير فروى جمهور المغاربة والمصريين عنه الفتح من روايتيه. وهو الذى فى التبصرة والتذكرة والهداية والهادى والتلخيصين والكافى والعنوان وغيرها وهو ظاهر التيسير وهو الذى قرأ به الدانى من روايتى البزى وقنبل إلا من طريق أبى ربيعة عنهما فبالاسكان وقطع جمهور العراقيين للبزى بالإسكان ولقنبل بالفتح وهو الذى فى المستنير والارشاد والكفاية الكبرى والتجريد وغاية الاختصار وغيرها. والإسكان عن قنبل من هذا الطريق عزيز. وقد قطع به سبط الخياط فى كفايته من طريق ابن شنبوذ وفى مبهجه من طريق ابن مجاهد. وكذلك قطع به أبو القاسم الهذلى له من هذين الطريقين وغيرهما. وهو رواية أبى ربيعة عنه وكذا روى عنه محمد ابن الصباح وأبو الحسن بن بقرة وغيرهم. وأطلق الخلاف عن ابن كثير أبو القاسم الشاطبى والصفراوى وغيرهما وكلاهما صحيح عنه ؛ غير أن الفتح عن البزى لم يكن من طريق الشاطبية والتيسير وكذلك الاسكان عن قنبل والله تعالى أعلم واتفق نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر على فتح لعلى حيث وقعت وذلك فى ستة مواضع فى يوسف وطه والمؤمنين وموضعى القصص وفى

١٦٥

غافر واتفق حفص مع الخمسة المذكورين على فتح ( مَعِيَ ) فى الموضعين : التوبة والملك : وانفرد الهذلى عن الشذائى عن الرملى عن الصورى عن ابن ذكوان بإسكان موضعى القصص. وانفرد أيضا عن زيد عنه بإسكان موضع طه واتفق نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر وهشام على فتح ( ما لِي أَدْعُوكُمْ ) فى غافر واختلف عن ابن ذكوان فرواها الصورى عنه كذلك. وهو الذى فى الارشاد والكفاية وغاية الاختصار والجامع لابن فارس والمستنير وغيرها وهو رواية التغلبى وابن المعلى وابن الجنيد وابن أنس عن ابن ذكوان. ورواها الأخفش عنه بالإسكان وهو الذى قطع به فى العنوان والتجريد والتيسير والتذكرة والتبصرة والكافى وسائر المغاربة وبه قطع فى المبهج من جميع طرقه وكلاهما صحيح عن ابن ذكوان ؛ واتفق نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر وابن ذكوان على فتح ( أَرَهْطِي أَعَزُّ ) فى هود. واختلف عن هشام فقطع الجمهور له بالفتح كذلك وهو الذى فى المبهج وجامع الخياط والمستنير والكامل والكفاية الكبرى وسائر كتب العراقيين. وبه قرأ صاحب التجريد على غير عبد الباقى وهو طريق الداجونى فيه وبه قرأ الدانى على شيخه أبى الفتح وهو من المواضع التى خرج فيها عن طريق التيسير وقطع بالإسكان له صاحب العنوان والتذكرة والتبصرة والتلخيصين والكافى والتيسير والشاطبية وسائر المغاربة والمصريين وهو اختيار الدانى وقال إنه هو الذى عليه العمل. وذلك مع كونه قرأ بالفتح على أبى الفتح وبه قرأ صاحب التجريد على عبد الباقى يعنى من طريق الحلوانى والوجهان صحيحان والفتح أكثر وأشهر والله أعلم. واختص البزى والأزرق عن ورش بفتح ياء ( أَوْزِعْنِي ) فى النمل والاحقاف وانفرد بذلك الهذلى عن أبى نشيط فخالف سائر الناس ؛ والباقى من الياءات وهو أربع وستون ياء فهم فيها على أصولهم المذكورة فى أول الفصل. واتفقوا على اسكان أربع ياءات من هذا الفصل وهى ( أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ ) فى الاعراف و ( لا تَفْتِنِّي أَلا ) فى التوبة و ( تَرْحَمْنِي أَكُنْ ) فى هود

١٦٦

و ( فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ ) فى مريم ، فلم يأت عنهم فيها خلاف. فقيل للتناسب من حيث إنها وقعت بعد مسكن إجماعا وقيل غير ذلك. واتفقوا أيضا على فتح ( عَصايَ أَتَوَكَّؤُا ) ، و ( إِيَّايَ أَتُهْلِكُنا ) ونحو ( بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ ) لضرورة الجمع بين الساكنين والله أعلم.

الفصل الثانى فى الياءات التى بعدها همزة مكسورة

وجملة المختلف فيه من ذلك اثنتان وخمسون ياء فى البقرة ( مِنِّي إِلاَّ ) وفى آل عمران ثنتان ( مِنِّي إِنَّكَ ) ، و ( أَنْصارِي إِلَى اللهِ ) وفى المائدة ثنتان ( يَدِيَ إِلَيْكَ ) و ( أُمِّي إِلهَيْنِ ) وفى الانعام ( رَبِّي إِلى صِراطٍ ) وفى يونس ثلاث ( نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ ) و ( رَبِّي إِنَّهُ ) ، و ( أَجْرِيَ إِلاَّ ) وفى هود ست ( عَنِّي إِنَّهُ أَجرِيَ إِلاَّ ) ، فى موضعين ( إِنِّي إِذاً ) ، ( نُصْحِي إِنْ ) ، ( تَوْفِيقِي إِلاَّ ) وفى يوسف ثمان ( رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ ) ، ( آبائِي إِبْراهِيمَ ) ؛ ( نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ ) ، ( رَحِمَ رَبِّي إِنَ ) ، و ( حُزْنِي إِلَى اللهِ ) ، ( رَبِّي إِنَّهُ هُوَ ) ، ( بِي إِذْ أَخْرَجَنِي ) ، و ( بَيْنَ إِخْوَتِي إِنَ ) وفى الحجر ( هؤُلاءِ بَناتِي إِنْ ) وفى الاسراء ( رَحْمَةِ رَبِّي إِذاً ) وفى الكهف ( سَتَجِدُنِي إِنْ ). وفى مريم ( رَبِّي إِنَّهُ كانَ ) وفى طه ثلاث ( لِذِكْرِي إِنَ ) ، و ( عَلى عَيْنِي إِذْ ) ، و ( لا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ ) وفى الأنبياء ( إِنِّي إِلهٌ ) وفى الشعراء ثمان ( بِعِبادِي إِنَّكُمْ ) ، ( عَدُوٌّ لِي إِلاَّ ) ، و ( لِأَبِي إِنَّهُ ) أجرى إلا فى خمسة مواضع. وفى القصص ( سَتَجِدُنِي إِنْ ) وفى العنكبوت ( إِلى رَبِّي إِنَّهُ ) وفى سبأ ثنتان ( أَجْرِيَ إِلاَّ ) ، ( رَبِّي إِنَّهُ ) وفى يس ( إِنِّي إِذاً ) وفى الصافات ( سَتَجِدُنِي إِنْ ) وفى ص ثنتان ( بَعْدِي إِنَّكَ ) ، ( لَعْنَتِي إِلى ) وفى غافر ( أَمْرِي إِلَى اللهِ ) وفى فصلت ( إِلى رَبِّي إِنَ ) وفى المجادلة و ( رُسُلِي إِنَّ اللهَ ) وفى الصف : ( أَنْصارِي إِلَى اللهِ ) وفى نوح ( دُعائِي إِلاَّ فِراراً ) « فاختلفوا » فى فتح الياء وإسكانها من هذه المواضع. ففتحها نافع وأبو عمرو وأبو جعفر وأسكنها الباقون إلا أنهم اختلفوا فى أربع وعشرين ياء على غير هذا الاختلاف. ففتح نافع وأبو جعفر وحدهما ثمانى ياءات وهن ( أَنْصارِي إِلَى ) فى الموضعين فى آل عمران والصف و ( بِعِبادِي إِنَّكُمْ ) فى الشعراء و ( سَتَجِدُنِي

١٦٧

إِنْ ) فى الثلاثة : الكهف ، والقصص والصافات و ( بَناتِي إِنْ ) فى الحجر و ( لَعْنَتِي إِلى ) فى ص واتفق نافع وأبو جعفر وابن عامر على فتح ( رُسُلِي إِنَ ) فى المجادلة واتفق نافع وأبو عمرو وأبو جعفر وحفص على فتح إحدى عشرة ياء وهى أجرى فى المواضع التسعة يونس وموضعى هود وخمسة الشعراء وموضع سبأ و ( يَدِيَ إِلَيْكَ ) ، و ( أُمِّي إِلهَيْنِ ) وكلاهما فى المائدة. وافقهم ابن عامر فى ( أُمِّي ) ، و ( أَجْرِيَ ) واتفق نافع وابن كثير وأبو عمرو وابو جعفر وابن عامر على فتح ياءين وهما ( آبائِي إِبْراهِيمَ ) فى يوسف و ( دُعائِي إِلاَّ ) فى نوح ، واتفق نافع وأبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر على فتح ( تَوْفِيقِي إِلاَّ ) فى هود و ( حُزْنِي إِلَى اللهِ ) فى يوسف واختص أبو جعفر والأزرق عن ورش بفتح ياء واحدة وهى ( إِخْوَتِي إِنَ ) فى يوسف وانفرد أبو على العطار فيما ذكره ابن سوار عن النهروانى عن هبة الله بن جعفر من طريق الأصبهانى عن ورش وعن الحلوانى عن قالون بفتحها أيضا فخالف سائر الرواة من الطريقين. والعجب من الحافظ أبى العلاء كيف ذكر فتحها من طريق النهروانى عن الأصبهانى وهو لم يقرأ بهذه الطريق إلا على أبى العز القلانسى ولم يذكر الفتح أبو العز فى كتبه والله أعلم. وأما ( إِلى رَبِّي إِنَ ) فى فصلت فهم فيها على أصولهم إلا أنه اختلف فيها عن قالون فروى الجمهور عنه فتحها على أصله وهو الذى لم يذكر العراقيون قاطبة عنه سواه وهو الذى فى الكامل أيضا والكافى والهداية والهادى والتجريد وغير ذلك من كتب المغاربة وروى عنه الآخرون إسكانها وهو الذى فى تلخيص العبارات والعنوان ، وأطلق الخلاف فى التيسير والشاطبية والتذكرة وغيرهم وقال فى التبصرة روى عن قالون الاسكان والذى قرأت له بالفتح. وقال أبو الحسن بن غلبون فى التذكرة واختلف فيها عن قالون فروى أحمد بن صالح المصرى عن قالون عن نافع بالفتح وروى إسماعيل القاضى عن قالون بالاسكان قال وقد قرأت له بالوجهين وبهما آخذ. وقال الدانى فى المفردات وأقرأنى أبو الفتح وأبو الحسن عن

١٦٨

قراءتهما ( إِلى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ ) بالفتح والاسكان جميعا. ونص على الفتح عن قالون أحمد بن صالح وأحمد بن يزيد ونص على الاسكان اسماعيل بن إسحاق القاضى وإبراهيم بن الحسين الكسائى. وقال فى جامع البيان وقرأتها على أبى الفتح فى راية قالون من طريق الحلوانى والشحام وأبى نشيط بالوجهين ( قلت ) والوجهان صحيحان عن قالون قرأت بهما وبهما آخذ غير أن الفتح أشهر وأكثر وقيس بمذهبه والله أعلم والباقى من ياءات هذا الفصل سبع وعشرون ياء هم فيها على أصولهم المذكورة أولا و ( اتفقوا ) على اسكان تسع ياءات من هذا الفصل وهى فى الاعراف ( أَنْظِرْنِي إِلى ) وفى الحجر ( فَأَنْظِرْنِي إِلى ) ومثلها فى ص. وفى يوسف ( يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ) وفى القصص ( يُصَدِّقُنِي إِنِّي ) وفى المؤمن ثنتان و ( تَدْعُونَنِي إِلَى ) ، و ( تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ) وفى الأحقاف ( ذُرِّيَّتِي إِنِّي ) وفى المنافقين ( أَخَّرْتَنِي إِلى ) فقيل لثقل كثرة الحروف وقيل غير ذلك. واتفقوا أيضا على فتح ( أَحْسَنَ مَثْوايَ إِنَّهُ ) ، ( ورؤياى إن ) ونحو ( فَعَلَيَّ إِجْرامِي ) من أجل ضرورة الجمع بين الساكنين والله أعلم

الفصل الثالث فى الياءات التى بعدها همزة مضمومة

والمختلف فيه من ذلك عشر ياءات وهى فى آل عمران و ( إِنِّي أُعِيذُها ) وفى المائدة ثنتان ( إِنِّي أُرِيدُ ) ، ( فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ ) وفى الأنعام ( إِنِّي أُمِرْتُ ) وفى الأعراف ( عَذابِي أُصِيبُ ) وفى هود ( إِنِّي أُشْهِدُ ) وفى يوسف ( أَنِّي أُوفِي ) وفى النمل ( إِنِّي أُلْقِيَ ) وفى القصص : ( إِنِّي أُرِيدُ ) وفى الزمر ( إِنِّي أُمِرْتُ ) ففتح الياء فيهن نافع وأبو جعفر إلا ( أَنِّي أُوفِي ) فانه اختلف فيها عن أبى جعفر فروى عنه فتحها ابن العلاف وابن هارون وهبة الله والحمامى كلهم عن الحلوانى عن ابن وردان وكذلك رواه أبو جعفر محمد بن جعفر المغازلى وأبو بكر محمد بن عبد الرحمن الجوهرى كلاهما عن ابن رزين عن الهاشمى وكذا رواه أبو بكر محمد بن بهرام عن ابن بدر النفاخ وأبو عبد الله ابن نهشل الأنصارى كلاهما عن الدورى كلاهما أعنى الهاشمى والدورى عن

١٦٩

إسماعيل بن جعفر عن ابن جماز وهو الذى قطع به أبو القاسم الهذلى وأبو العز وابن سوار من الطرق المذكورة وروى عنه الإسكان أبو الفرج النهروانى من جميع طرقه وأبو بكر بن مهران كلاهما عن الحلوانى عن ابن وردان وكذا روى أبو عبد الله محمد بن جعفر الاشنانى وأبو العباس المطوعى كلاهما عن ابن رزين ومحمد بن الجهم الشمونى كلاهما عن الهاشمى ورواه المطوعى أيضا عن ابن النفاخ عن الدورى كلاهما عن أبى جعفر عن ابن جماز وهو الذى قطع به الحافظ أبو العلاء وأبو العز بن سوار وأبو الحسن بن فارس وغيرهم من الطرق المذكورة والوجهان صحيحان عن أبى جعفر قرأت بهما له وبهما آخذ والله تعالى أعلم واتفقوا على اسكان ياءين من هذا الفصل وهما فى البقرة ( بِعَهْدِي أُوفِ ) وفى الكهف ( آتُونِي أُفْرِغْ ) قيل لكثرة حروفهما والله تعالى أعلم

الفصل الرابع فى الياءات التى بعدها همزة وصل مع لام التعريف

والمختلف فيه من ذلك أربع عشرة ياء : فى البقرة ثنتان ( لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) ، و ( رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ ) وفى الأعراف ثنتان ( حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ) ، و ( سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ الَّذِينَ ) وفى إبراهيم ( قُلْ لِعِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا ) وفى مريم ( آتانِيَ الْكِتابَ ) وفى الأنبياء ثنتان ( عِبادِيَ الصَّالِحُونَ ) ، و ( مَسَّنِيَ الضُّرُّ ) وفى العنكبوت ( يا عِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا ) وفى سبأ ( عِبادِيَ الشَّكُورُ ) وفى ص ( مَسَّنِيَ الشَّيْطانُ ) وفى الزمر ثنتان ( إِنْ أَرادَنِيَ اللهُ ) ، و ( : يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا ) وفى الملك ( إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللهُ ) فاختص حمزة باسكان ياءاتها كلها ووافقه حفص فى ( عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) وابن عامر فى ( آياتِيَ الَّذِينَ ) فى الأعراف وابن عامر والكسائى وروح فى ( قُلْ لِعِبادِيَ الَّذِينَ ) فى إبراهيم وأبو عمرو والكسائى ويعقوب وخلف فى ( يا عِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا ) فى العنكبوت والزمر وانفرد

١٧٠

الهذلى عن النخاس عن رويس فى ( عِبادِيَ الشَّكُورُ ) فى سبأ فخالف سائر الرواة واتفقوا على فتح ما بقى من هذا الفصل وهو ثمانى عشرة ياء كما تقدم أول الباب

الفصل الخامس فى الياءات التى بعدها همزة وصل مجردة عن اللام

وجملتها سبع ياءات فى الأعراف ( إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ ) وفى طه ثلاث ياءات ( أَخِي اشْدُدْ ) ، و ( لِنَفْسِي اذْهَبْ ) وفى ( ذِكْرِي اذْهَبا ) وفى الفرقان ثنتان ( يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ ) ، و ( إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا ) وفى الصف ( مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ ) ففتح ابن كثير وأبو عمرو ( إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ ) ، و ( أَخِي اشْدُدْ ) وفتح أبو عمرو ( يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ ) وفتح نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ( لِنَفْسِي اذْهَبْ ) ، ( فِي ذِكْرِي اذْهَبا ) وفتح نافع وأبو جعفر وأبو عمرو والبزى وروح ( إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا ) وفتح نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ويعقوب وأبو بكر ( بَعْدِي اسْمُهُ ) وانفرد أبو الفتح فارس عن روح فيما ذكره الدانى وابن الفحام باسكانها ولم يأت من هذا الفصل ياء متفق عليها بفتح ولا اسكان ؛ وهذا الفصل عند ابن عامر ومن وافقه ست ياءات لقطعه همزة ( اشْدُدْ ) وفتحها فهى عنده تلحق بالفصل الأول وسيأتى التنصيص عليها فى موضعها من سورة طه ان شاء الله

الفصل السادس فى الياءات التى لم يقع بعدها همزة قطع ولا وصل بل حرف من باقى حروف المعجم

وجملة المختلف فيه من ذلك ثلاثون ياء وهى فى البقرة ثنتان ( بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ ) ، و ( بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ) وفى آل عمران ( وَجْهِيَ لِلَّهِ ) وفى الأنعام أربع ( وَجْهِيَ لِلَّذِي ) ، و ( صِراطِي مُسْتَقِيماً ) ، ( وَمَحْيايَ وَمَماتِي لِلَّهِ ) وفى الأعراف ( مَعِيَ بَنِي إِسْرائِيلَ ) وفى التوبة ( مَعِيَ عَدُوًّا ) وفى إبراهيم ( وَما كانَ لِي عَلَيْكُمْ ) وفى الكهف

١٧١

ثلاث وهن ( مَعِيَ صَبْراً ) وفى مريم ( وَرائِي وَكانَتِ ) وفى طه ( وَلِيَ فِيها مَآرِبُ أُخْرى ) وفى الأنبياء ( ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ ) وفى الحج ( بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ ) وفى الشعراء ( مَعِي رَبِّي ) وفيها ومن ( مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) وفى النمل ( ما لِيَ لا أَرَى ) وفى القصص ( مَعِي رِدْءاً ) وفى العنكبوت ( أَرْضِي واسِعَةٌ ) وفى يس ( وَما لِيَ لا أَعْبُدُ ) وفى ص ثنتان ( وَلِيَ نَعْجَةٌ ) ، و ( ما كانَ لِي مِنْ عِلْمٍ ) وفى فصلت ( شُرَكائِي قالُوا ) وفى الدخان ( وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ ) وفى نوح ( بَيْتِيَ مُؤْمِناً ) وفى الكافرين ( وَلِيَ دِينِ ) وتتمة الثلاثين ( يا عِبادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ ) فى الزخرف ففتح هشام وحفص ( بَيْتِيَ ) فى المواضع الثلاثة من البقرة والحج ونوح ووافقهما نافع وأبو جعفر فى البقرة والحج وفتح ورش ( بِي لَعَلَّهُمْ ) فى البقرة و ( لِي فَاعْتَزِلُونِ ) فى الدخان وفتح نافع وابن عامر وأبو جعفر وحفص ( وَجْهِيَ ) فى الموضعين وفتح ابن عامر ( صِراطِي ) فى الأنعام و ( أَرْضِي ) فى العنكبوت وسكن أبو جعفر وقالون والأصبهانى عن ورش الياء من ( مَحْيايَ ) وهى مما قبل الياء فيه ألف فلذلك لم يختلف فى سواها واختلف عن ورش من طريق الأزرق عنه فقطع بالخلاف له فيها صاحب التيسير والتبصرة والكافى وابن بليمة والشاطبى وغيرهم وقطع له بالاسكان صاحب العنوان وشيخه عبد الجبار وأبو الحسن بن غلبون وأبو على الأهوازى والمهدوى وابن سفيان وغيرهم وبه قرأ صاحب التجريد على عبد الباقى عن والده وبذلك قرأ أيضا أبو عمرو الدانى على خلف بن إبراهيم الخاقانى وطاهر بن غلبون ، قال الدانى وعلى ذلك عامة أهل الأداء من المصريين وغيرهم وهو الذى رواه ورش عن نافع أداء وسماعا قال والفتح اختيار منه اختاره لقوته فى العربية قال وبه قرأت على أبى الفتح فى رواية الأزرقى عنه من قراءته على المصريين وبه كان يأخذ أبو غانم المظفر بن أحمد صاحب هلال ومن أخذ عنه فيما بلغنى ( قلت ) وبالفتح أيضا قرأ صاحب التجريد على ابن نفيس عن أصحابه عن الأزرق وعلى عبد الباقى عن قراءته على أبى حفص عمر بن عراك عن ابن هلال. والوجهان صحيحان عن

١٧٢

ورش من طريق الأزرق الا أن روايته عن نافع بالإسكان واختياره لنفسه الفتح كما نص عليه غير واحد من أصحابه. وقيل بل لأنه روى عن نافع أنه أولا كان يقرأ ( وَمَحْيايَ ) ساكنة الياء ثم رجع إلى تحريكها وروى ذلك الحمراوى عن أبى الأزهر عن ورش وانفرد ابن بليمة بإجراء الوجهين عن قالون وهو ظاهر التجريد وذلك غير معروف عنه بل الصواب عنه الإسكان. وانفرد أبو العز القلانسى عن شيخه أبى على الواسطى عن النهروانى عن ابن وردان بفتح الياء كقراءة الباقين فخالف فى ذلك سائر الرواة عن النهروانى كأبى الحسن بن فارس وأبى على الشرمقانى وأبى على العطار وعبد الملك بن شابور وأبى على المالكى وغيرهم بل الذين رووا ذلك عن أبى العز نفسه خالفوه فى ذلك كالحافظ أبى العلاء الهمدانى وغيره فالصحيح روايته عن أبى جعفر هو الإسكان كما قطع به ابن سوار والهذلى وابن مهران وابن فارس وأبو العلاء وأبو على البغدادى والشهرزورى وابن شيطا وغيرهم والله أعلم. وفتح نافع وأبو جعفر ( وَمَماتِي لِلَّهِ ) وفتح حفص أربع عشرة ياء وهى ( مَعِيَ ) فى المواضع التسعة فى الأعراف والتوبة ، وثلاثة فى الكهف وفى الأنبياء وموضعى الشعراء وفى القصص و ( لِي ) فى خمسة مواضع : فى إبراهيم وطه وموضعى ص وفى الكافرين ووافقه ورش فى ( وَمَنْ مَعِيَ ) فى الشعراء. ووافقه فى ( وَلِيَ فِيها مَآرِبُ ) فى طه الأزرق عن ورش. ووافقه فى ( وَلِيَ نَعْجَةٌ ) واحدة فى ص هشام باختلاف عنه فقطع له بالإسكان صاحب العنوان والكافى والتبصرة وتلخيص ابن بليمة والتيسير والشاطبية والهداية والهادى والتجريد والتذكرة وسائر المغاربة والمصريين وقطع به للداجونى عنه أبو العلاء الحافظ وابن فارس وأبو العز وكذلك ابن سوار من غير طريق ابن العلاف عن الحلوانى وقطع له بالفتح صاحب المبهج والمفيد وأبو معشر الطبرى وغيرهم وكذلك قطع به له من طريق الحلوانى غير واحد كالحافظ أبى العلاء وأبى العز وابن فارس وأبى بكر الشذائى وغيرهم ورواه ابن سوار عن ابن العلاف من طريق الحلوانى. والوجهان صحيحان

١٧٣

عن هشام والله أعلم. ووافقه فى ( وَلِيَ دِينِ ) فى الكافرين نافع وهشام. واختلف عن البزى فروى عنه الفتح جماعة وبه قطع صاحب العنوان والمجتبى والكامل من طريق أبى ربيعة وابن الحباب وبه قرأ الدانى على أبى الفتح عن قراءته عن السامرى عن ابن الصباح عن أبى ربيعة عنه وهى رواية اللهبيين ومضر بن محمد عن البزى. وروى عنه الجمهور الاسكان وبه قطع العراقيون من طريق أبى ربيعة وهو رواية ابن مخلد وغيره عن البزى وهو الذى نص عليه أبو ربيعة فى كتابه عن البزى وقنبل جميعا وبه الدانى على الفارسى عن قراءته بذلك على النقاش عن أبى ربيعة عنه وهذه طريق التيسير وقال فيه وهو المشهور وبه آخذ. وقطع به أيضا ابن بليمة وغيره وقطع بالوجهين جميعا صاحب الهداية والتذكرة والتبصرة والكافى والتجريد وتلخيص أبى معشر والشاطبية وغيره وبه قرأ الدانى على أبى الحسن بن غلبون. والوجهان صحيحان عنه والاسكان أكثر وأشهر والله أعلم. وفتح ابن كثير ياءين وهما ( مِنْ وَرائِي وَكانَتِ ) فى مريم ، و ( شُرَكائِي قالُوا ) فى فصلت. وفتح ابن كثير وعاصم والكسائى ( ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ ) فى النمل. واختلف عن هشام وابن وردان. أما هشام فروى الجمهور عنه الفتح وهو عند المغاربة قاطبة وهو رواية الحلوانى عنه وبه قطع فى المبهج والتلخيصين وغيرها وبه قرأ فى التجريد على عبد الباقى يعنى من طريق الحلوانى وروى الآخرون عنه الاسكان وهو رواية الداجونى عن أصحابه عنه وهو الذى قطع به ابن مهران ونص على الوجهين جميعا من الطريقين المذكورين صاحب الجامع والمستنير والكفاية والحافظ أبو العلاء وصاحب التجريد وغيرهم وبه قرأ فى التجريد على الفارسى من طريقى الحلوانى والداجونى وشذ النقاش عن الأخفش عن ابن ذكوان ففتحها فخالف سائر الرواة وخالفه أيضا جميع أهل الأداء حتى الآخرين عنه والصواب عنه هو السكون كما أجمع الرواة عليه وأما ابن وردان فروى الجمهور عنه الاسكان وروى النهروانى عن أصحابه عنه الفتح وعلى ذلك

١٧٤

أصحابه قاطبة كأبى على البغدادى وأبى على الواسطى وأبى على المالكى وأبى الحسن ابن فارس وعبد الملك بن شابور والعطار والشرمقانى وغيرهم ونص عليه من الطريق المذكورة أبو العز القلانسى وابن سوار وصاحب الجامع والكامل والحافظ أبو العلاء وغيرهم والوجهان صحيحان عنه غير أن الاسكان أشهر وأكثر والله أعلم. وسكن حمزة ويعقوب وخلف ( ما لِيَ لا أَعْبُدُ ) فى يس. واختلف عن هشام فروى الجمهور عنه الفتح وهو الذى لا تعرف المغاربة غيره. وروى جماعة عنه الاسكان وهو الذى قطع به جمهور العراقيين من طريق الداجونى كأبى طاهر ابن سوار وأبى العز القلانسى وأبى على البغدادى وأبى الحسن بن فارس وأبى الحسين بن نصر بن عبد العزيز الفارسى وبه قرأ عليه صاحب التجريد وانعكس على أبى القاسم الهذلى فذكره من طريق الحلوانى عنه وصوابه من طريق الداجونى وأن الفتح من طريق الحلوانى كما ذكره الجماعة والله أعلم. وأما ( يا عِبادِ لا خَوْفٌ ) فى الزخرف فاختلفوا فى إثبات بائها وفى حذفها وفى فتحها وإسكانها وذلك تبع لرسمها فى المصاحف فهى ثابتة فى مصاحف أهل المدينة والشام محذوفة فى المصاحف العراقية والمكية. فأثبت الياء ساكنة وصلا نافع وأبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر ورويس من غير طريق أبى الطيب ووقفوا عليها كذلك وأثبتها مفتوحة وصلا أبو بكر وأبو الطيب عن رويس ووقفا أيضا عليها بالياء وحذفها الباقون فى الحالين وهم ابن كثير وحمزة والكسائى وخلف وحفص وروح وانفرد ابن مهران عن روح بإثباتها وتبعه على ذلك الهذلى وهو خلاف ما عليه أهل الأداء قاطبة. وشذ الهذلى بحذفها عن أبى عمرو وقفا وهو وهم فإنه ظن أنها عنده من الزوائد فأجراها مجرى الزوائد فى مذهبه وليست عنده من الزوائد بل هى عنده من ياءات الإضافة فإنه نص على أنه رآها ثابتة فى مصاحف المدينة والحجاز كما سنذكره فى موضعه وإذا كانت عنده ثابتة وجب أن تكون من ياءات الإضافة وإذا كانت كذلك وجب اثباتها فى

١٧٥

الحالين والله أعلم. واتفقوا على إسكان ما بقى من هذا الفصل وهو خمسمائة وست وستون ياء كما تقدم والله أعلم

تنبيهات

( الأول ) إن الخلاف المذكور فى هذا الباب هو مخصوص بحالة الوصل وإذا سكنت الياء أجريت مع همزة القطع مجرى المد المنفصل حسبما تقدم الخلاف فيه فى بابه فان سكنت مع همزة الوصل حذفت وصلا لالتقاء الساكنين.

( الثانى ) من سكن الياء من ( مَحْيايَ ) وصلا مد الألف مدا مشبعا من أجل التقاء الساكنين وكذلك إذا وقف كما قدمنا فى باب المد. وأما من فتحها فانه إذا وقف جازت له الثلاثة الأوجه من أجل عروض السكون لأن الأصل فى مثل هذه الياء الحركة لالتقاء الساكنين وإن كان الأصل فى ياء الإضافة الإسكان فان حركة هذه الياء صارت أصلا آخر من أجل سكون ما قبلها وذلك نظير ( حَيْثُ ) و ( كَيْفَ ) فان حركة الثاء والفاء صارت أصلا وإن كان الأصل فيهما السكون.

فلذلك إذا وقف عليهما جازت الأوجه الثلاثة وهذه الحركة من ( مَحْيايَ ) غير الحركة من نحو ( دُعائِي إِلاَّ فِراراً ) فان الحركة فى مثل هذا عرضت لالتقاء الياء بالهمزة فاذا وقف عليها زال الموجب فعادت إلى سكونها الأصلى. فلذلك جاء لورش من طريق الأزرق فى ( دُعائِي ) فى الوقف ثلاثة دون الوصل كما بينا ذلك وأوضحناه آخر باب المد والله أعلم ( الثالث ) ما تقدم من أن ورشا روى عن نافع أنه كان أو لا يقرأ ( مَحْيايَ ) بالإسكان ثم رجع إلى الحركة تعلق به بعض الأئمة فضعف قراءة الإسكان حتى قال أبو شامة هذه الرواية تقضى على جميع الروايات فانها أخبرت بالأمرين جميعا ومعها زيادة علم بالرجوع عن الإسكان الى التحريك فلا تعارضها رواية الإسكان فان الأول معترف بها ومخبر بالرجوع عنها ، وان رواية إسماعيل بن

١٧٦

جعفر وهو أجل رواة نافع موافقة لما هو المختار. ثم قال أبو شامة فلا ينبغى لذى لب إذا نقل له عن إمام روايتان إحداهما أصوب وجها من الأخرى أن يعتقد فى ذلك إلا أنه رجع عن الضعيف إلى الأقوى انتهى ( وفيه ما لا يخفى ) أما قوله إن رواية الفتح تقضى على جميع الروايات فغير مسلم أن رواية شخص انفرد بها عن الجم الغفير تقضى عليهم مع إعلال الأئمة لها وردها. وأما قوله إن رواية إسماعيل بن جعفر عن نافع الفتح فهذا مما لا يعرف فى كتاب من كتب القراءات وهذه الكتب موجودة لم يذكر فيها أحد عن إسماعيل ذلك ولم يذكر هذا عن إسماعيل إلا ابن مجاهد فى كتاب الياءات له وهو مما عده الأئمة غلطا كما سيأتى. وأما قوله فلا ينبغى لذى لب إلى آخره فظاهر فى البطلان بل لا ينبغى لذى لب قوله فانه يلزم منه ترك كثير من الروايات ورفض غير ما حرف من القراءات المتواترة عن كل واحد من الأئمة والله أعلم. وقد رد أبو إسحاق الجعبرى عليه وأجاب بأن الصحيح إن كان يعنى فى قوله كان نافع أولا يسكن ثم رجع إلى الفتح يدل على الثبوت من غير انقطاع فيستمر قال وقوله ثم رجع إلى تحريكها معناه انتقل. وهذا يدل على الأمرين لأن الانتقال لا يلزم منه إبطال المنتقل عنه إلا إذا امتنع فلم يقل نافع رجعت ولم يقل أحد رجع عن الإسكان إلى الفتح. قال وقوله هذه حاكمة على الإسكان فانها أخبرت بالأمرين ومعها زيادة علم بالرجوع لا يدل على الرجوع لعدم التعدية بعن والتعارض وزيادة العلم إنما يعتبر فيما سبيله الشهادات لا فى الروايات. قال وقوله إحداهما أصوب من الأخرى يفهم منه أن الأخرى صواب فهذا مناقض لقوله غير صحيحة.

وإن أراد إحداها صواب والأخرى خطأ فخطأ لما قدمنا وأخذ الأقوى من قولى إمام إنما هو فى المجتهدات لا فى المنصوصات إذ اليقين لا ينقض باليقين قال وقوله الرجوع عن الضعيف إلى الأقوى متناقض من وجهين ويلزم منه رفع كل وجهين متفاوتين قوة وضعفا انتهى ( قلت ) أما رواية أن نافعا

١٧٧

رجع الى الفتح فقد رده أعرف الناس به الحافظ الحجة أبو عمرو الدانى فقال بعد أن أسنده وأسند رواية الإسكان فى جامع البيان هو خبر باطل لا يثبت عن نافع ولا يصح من جهتين : إحداهما أنه مع انفراده وشذوذه معارض للأخبار المتقدمة التى رواها من تقوم الحجة بنقله ويجب المصير إلى قوله والانفراد والشذوذ لا يعارضان التواتر ولا يردان قول الجمهور. قال والجهة الثانية أن نافعا لو كان قد زال عن الإسكان إلى الفتح لعلم ذلك من بالحضرة من أصحابه الذين رووا اختياره ودونوا عنه حروفه كإسحاق بن محمد المسيبى واسماعيل بن جعفر الأنصارى وسليمان بن جماز الزهرى وعيسى بن مينا وغيرهم ممن لم يزل ملازما له ومشاهدا لمجلسه من لدن تصدره إلى حين وفاته ولرووا ذلك عنه أو رواه بعضهم إذ كان محالا أن يغير شيئا من اختياره ويزول عنه إلى غيره وهم بالحضرة معه وبين يديه ولا يعرفهم بذلك ولا يوفقهم عليه ويقول لهم كنت اخترت كذا ثم زلت الآن عنه إلى كذا فدونوا ذلك عنى وغيروا ما قد زلت عنه من اختيارى فلم يكن ذلك وأجمع كل أصحابه على رواية الاسكان عنه نصا وأداء دون غيره فثبت أن الذى رواه الحمراوى عن أبى الأزهر عن ورش باطل لا شك فى بطلانه فوجب اطراحه ولزم المصير إلى سواه بما يخالفه ويعارضه. قال الدانى رحمه‌الله والذى يقع فى نفسى وهو الحق إن شاء الله تعالى أن أبا الأزهر حدث الحمراوى الخبر موقوفا على ورش كما رواه عنه من قدمنا ذكره من جملة أصحابه وثقات رواته دون اتصاله بنافع واسناد الزوال عن الاسكان إلى الفتح اليه بل لورش دونه فنسى ذلك على طول الدهر من الأيام فلما أن حدث به أسنده إلى نافع ووصله به وأضاف القصة اليه فحمله الناس عنه كذلك وقبله جماعة من العلماء وجعلوه حجة وقطعوا بدليله على صحة الفتح ومثل ذلك قد يقع لكثير من نقلة الأخبار ورواة السنن فيسندون الأخبار الموقوفة والأحاديث المرسلة والمقطوعة لنسيان يدخلهم أو لغفلة تلحقهم فإذا رفع ذلك إلى أهل المعرفة ميزوه ونبهوا عليه وعرفوا بعلته

١٧٨

وسبب الوهم فيه فإذا كان الأمر كذلك فلا سبيل إلى التعلق فى صحة الفتح بدليل هذا الخبر إذ هو عن مذهب نافع واختياره بمعزل. قال ومما يؤيد جميع ما قلناه ويدل على صحة ما تأولناه ويحقق قول الجماعة عن ورش ما أخبرناه عبد العزيز ابن محمد المقرى. حدثنا عبد الواحد بن عمر حدثنا أبو بكر شيخنا حدثنا الحسن ابن على حدثنا أحمد بن صالح عن ورش أنه كره إسكان الياء من : ( مَحْيايَ ) ففتحها قال الدانى وهذا مما لا يحتاج فيه معه إلى زيادة بيان ويدل على أن السبب كان ما ذكرناه ما رواه ابن وضاح عن عبد الصمد أنه قال أنا أتبع نافعا على إسكان الياء من ( مَحْيايَ ) وأدع ما اختاره ورش من فتحها. حدثنا الفارسى حدثنا أبو طاهر ابن أبى هاشم. حدثنا ابن مجاهد عن ابن الجهم عن الهاشمى عن اسماعيل عن نافع أنه فتح ياء ( مَحْيايَ ) قال الدانى وذلك وهم وغلط من ابن الجهم من جهتين : إحداهما أن الهاشمى لم يذكر ذلك فى كتابه بل ذكر فيه فى مكانين إسكان الياء. والثانية أن اسماعيل نص عليهما فى كتابه المصنف فى قراءة المدنيين وهو الذى رواه عنه الهاشمى وغيره بالاسكان. حدثنا الخاقانى حدثنا أحمد بن محمد حدثنا أبو عمر قال حدثنا ابن منيع حدثنا جدى حدثنا حسين بن محمد بن أحمد المروزى حدثنا إسماعيل عن نافع ( وَمَحْيايَ ) مجزومة الياء انتهى وكذا يكون كلام الأئمة المقتدى بهم قولا وفعلا فرحمه‌الله من امام لم يسمح الزمان بعده بمثله. وقاله فى كتاب الايجاز أيضا والله أعلم.

باب مذاهبهم فى ياءات الزوائد

وهى الزوائد على الرسم تأتى فى أواخر الكلم وتنقسم على قسمين أحدهما ما حذف من آخر اسم منادى نحو ( يا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ ) ، ( يا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ ) ، ( يا عِبادِيَ ) ، ( يا أَبَتِ ) ، ( يا رَبِّ إِنَّ هؤُلاءِ ) ، ( رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ ) وهذا القسم مما لا خلاف فى حذف الياء منه فى الحالين والياء من هذا القسم ياء اضافة كلمة برأسها استغنى

١٧٩

بالكسرة عنها ولم يثبت فى المصاحف من ذلك سوى موضعين بلا خلاف وهما ( يا عِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا ) فى العنكبوت و ( يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا ) آخر الزمر ، وموضع بخلاف وهو ( يا عِبادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ ) فى الزخرف وتقدمت الثلاثة فى الباب المتقدم. والقراء مجمعون على حذف سائر ذلك إلا موضعا اختص به رويس وهو ( يا عِبادِ فَاتَّقُونِ ) كما سنذكره فى هذا الباب ( والقسم الثانى ) تقع الياء فيه فى الأسماء والأفعال نحو ( الدَّاعِيَ ) ، و ( الجوارى ) ، و ( المنادى ) ، و ( التنادى ) ، و ( يَأْتِيَ ) ، و ( يُسْراً ) ، و ( يَتَّقِي ) ، و ( نَبْغِي ) فهى فى هذا وشبهه لام الكلمة وتكون أيضا ياء إضافة فى موضع الجر والنصب نحو ( دُعائِي ) ، و ( أَخَّرْتَنِي ) وهذا القسم هو المخصوص بالذكر فى هذا الباب. وضابطه أن تكون الياء محذوفة رسما مختلفا فى إثباتها وحذفها وصلا أو وصلا ووقفا فلا يكون أبدا بعدها إذا ثبتت ساكنة إلا متحرك. وضابطه ما ذكر فى باب الوقف على أواخر الكلم أن تكون الياء مختلفا فى إثباتها وحذفها فى الوقف فقط إذ لا يكون بعدها إلا ساكن. ثم إن هذا القسم ينقسم أيضا على قسمين ( الأول ) ما يكون فى حشو الآى ( والثانى ) يكون فى رأسها. فأما الذى فى حشو الآى فهو خمس وثلاثون ياء منها ما الياء فيه أصلية وهى ثلاث عشرة ياء وباقيها وهو اثنان وعشرون ياء وقعت الياء ياء متكلم زائدة فالياء الأصلية ( الدَّاعِيَ ) فى البقرة موضع وفى القمر موضعان و ( يَوْمَ يَأْتِي ) فى هود و ( الْمُهْتَدِي ) فى سبحان والكهف و ( ما كنا نبغى ) فى الكهف و ( البادى ) فى الحج ( وكالجوابى ) فى سبأ و ( الحوارى ) فى عسق و ( المنادى ) فى ق و ( نرتعى ) فى يوسف و ( فَمَنْ يَتَّقِي ) فيها أيضا وياء المتكلم ثنتان وعشرون ياء : وهى فى البقرة ياءان ( إِذا دَعانِ ) ، ( وَاتَّقُونِ يا أُولِي الْأَلْبابِ ) وفى آل عمران ياءان ( وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ ) ، ( وَخافُونِ إِنْ ) وفى المائدة ( وَاخْشَوْنِ وَلا ) وفى الأنعام ( وَقَدْ هَدانِ وَلا ) وفى الأعراف ( ثُمَّ كِيدُونِ فَلا ) وفى هود ياءان ( فلا تسألن ما ) عند من كسر النون ( وَلا تُخْزُونِ ) وفى يوسف ( حَتَّى تُؤْتُونِ )

١٨٠