النشر فى القراءات العشر - ج ٢

الحافظ أبي الخير محمّد بن محمّد الدمشقي

النشر فى القراءات العشر - ج ٢

المؤلف:

الحافظ أبي الخير محمّد بن محمّد الدمشقي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٧٥
الجزء ١ الجزء ٢

ولأن الوقف أيضا ضد الابتداء فكما يختص الابتداء بالحركة كذلك يختص الوقف بالسكون فهو عبارة عن تفريغ الحرف من الحركات الثلاث وذلك لغة أكثر العرب وهو اختيار جماعة من النحاة وكثير من القراء وأما ( الرُّومُ ) فهو عند القراء عبارة عن النطق ببعض الحركة. وقال بعضهم هو تضعيف الصوت بالحركة حتى يذهب معظمها وكلا القولين واحد وهو عند النحاة عبارة عن النطق بالحركة بصوت خفى. وقال الجوهرى فى صحاحه روم الحركة الذى ذكره سيبويه هو حركة مختلسة مخفاة بضرب من التخفيف قال وهى أكثر من الاشمام لأنها تسمع وهى بزنة الحركة وإن كانت مختلسة مثل همزة بين بين انتهى. والفرق بين العبارتين سيأتى وفائدة الخلاف بين الفريقين ستظهر.

( وأما الاشمام ) فهو عبارة عن الاشارة إلى الحركة من غير تصويت وقال بعضهم : أن تجعل شفتيك على صورتها إذا لفظت بالضمة. وكلاهما واحد ، ولا تكون الاشارة إلا بعد سكون الحرف. وهذا مما لا يختلف فيه « نعم » حكى عن الكوفيين أنهم يسمون الاشمام روما والروم اشماما ؛ قال مكى : وقد روى عن الكسائى الاشمام فى المخفوض. قال وأراه يريد به الروم لأن الكوفيين يجعلون ما سميناه روما اشماما وما سميناه اشماما روما. وذكر نصر بن على الشيرازى فى كتابه الموضح أن الكوفيين ومن تابعهم ذهبوا إلى أن الاشمام هو الصوت وو هو الذى يسمع لأنه عندهم بعض حركة. والروم هو الذى لا يسمع لأنه روم الحركة من غير تفوه به قال ، والأول هو المشهور عند أهل العربية انتهى. ولا مشاحة فى التسمية إذا عرفت الحقائق. وأما قول الجوهرى فى الصحاح : اشمام الحرف أن تشمه الضمة أو الكسرة وهو أقل من روم الحركة لأنه لا يسمع وإنما يتبين بحركة الشفة العليا ولا يعتد بها حركة لضعفها ، والحرف الذى فيه الاشمام ساكن أو كالساكن انتهى ؛ وهو خلاف ما يقوله الناس فى حقيقة

١٢١

الاشمام وفى محله فلم يوافق مذهبا من المذهبين. وقد ورد النص فى الوقف إشارتى الروم والاشمام عن أبى عمرو وحمزة والكسائى وخلف بإجماع أهل النقل واختلف فى ذلك عن عاصم فرواه عنه نصا الحافظ أبو عمرو الدانى وغيره.

وكذلك حكاه عنه ابن شيطا عن أئمة العراقيين. وهو الصحيح عنه وكذلك رواه الشطوى نصا عن أصحابه عن أبى جعفر وأما غير هؤلاء فلم يأت عنهم فى ذلك نص إلا أن أئمة أهل الأداء ومشايخ الاقراء اختاروا الأخذ بذلك لجميع الائمة فصار الأخذ بالروم والاشمام إجماعا منهم سائغا لجميع القراء بشروط مخصوصة فى مواضع معروفة وباعتبار ذلك انقسم الوقف على أواخر الكلم ثلاثة أقسام : قسم لا يوقف عليه عند أئمة القراءة الا بالسكون ولا يجوز فيه روم ولا اشمام وهو خمسة أصناف ( أولها ) ما كان ساكنا فى الوصل نحو ( فَلا تَنْهَرْ ) ، ( وَلا تَمْنُنْ ) و ( مَنْ يَعْتَصِمْ ) ، و ( مَنْ يُهاجِرْ ) ، و ( مَنْ يُقاتِلْ ) ، ( فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ ) ( ثانيها ) ما كان فى الوصل متحركا بالفتح غير منون ولم تكن حركته منقولة نحو ( لا رَيْبَ ) ، و ( أَنَّ اللهَ ) ، ( وَيُؤْمِنُونَ ) ، و ( آمَنَ ) ، و ( ضَرَبَ ) ( ثالثها ) الهاء التى تلحق الأسماء فى الوقف بدلا من تاء التأنيث نحو ( الْجَنَّةَ ) ، و ( الْمَلائِكَةِ ) ، و ( الْقِبْلَةَ ) ، و ( لَعِبْرَةً ) ، و ( مِرَّةٍ ) ( رابعها ) ميم الجمع فى قراءة من حركه فى الوصل ووصله وفى قراءة من لم يحركه ولم يصله نحو ( عليهم آنذرتهم أم لم تنذرهم ) ، و ( فِيهِمْ ) ، و ( مِنْهُمْ ) ، و ( بِهِمُ ) ، و ( أَنَّهُمْ ) ، و ( عَلى قُلُوبِهِمْ ) ، و ( عَلى سَمْعِهِمْ ) ، و ( عَلى أَبْصارِهِمْ ) وشذ مكى فأجاز الروم والاشمام فى ميم الجمع لمن وصلها قياسا على هاء الضمير وانتصر لذلك وقواه. وهو قياس غير صحيح لأن هاء الضمير كانت متحركة قبل الصلة بخلاف الميم بدليل قراءة الجماعة فعوملت حركة الهاء فى الوقف معاملة سائر الحركات ولم يكن للميم حركة فعوملت بالسكون فهى كالذى تحرك لالتقاء الساكنين ( خامسها ) المتحرك فى الوصل بحركة عارضة إما للنقل نحو ( وَانْحَرْ إِنَ ) ، و ( مِنْ إِسْتَبْرَقٍ ) ، ( فَقَدْ أُوتِيَ ) ، و ( قُلْ أُوحِيَ ) ، و ( خَلَوْا إِلى ) ، و ( ذَواتَيْ أُكُلٍ ) وإما لالتقاء الساكنين فى الوصل نحو ( فم الليل )

١٢٢

و ( أَنْذِرِ النَّاسَ ). و ( لَقَدِ اسْتُهْزِئَ ) و ( لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ ) ، ( ومن يشإ الله ) ، و ( اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ ) ، و ( عَصَوُا الرَّسُولَ ) ومنه ( يَوْمَئِذٍ ) ، و ( حِينَئِذٍ ) لأن كسرة الذال إنما عرضت عند لحاق التنوين فإذا زال التنوين فى الوقف رجعت الذال إلى أصلها من السكون وهذا بخلاف كسرة ( هؤُلاءِ ) وضمة ( مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ ) فإن هذه الحركة وإن كانت لالتقاء الساكنين لكن لا يذهب ذلك الساكن فى الوقف لأنه من نفس الكلمة ( القسم الثانى ) ما يجوز فيه الوقف بالسكون وبالروم ولا يجوز بالاشمام وهو ما كان فى الوصل متحركا بالكسر سواء كانت الكسرة للإعراب أو للبناء نحو ( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) ، و ( مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) ، و ( فى الدار ) ، و ( مِنَ النَّاسِ ) ، ( فَارْهَبُونِ ) و ( ارْجِعُونِ ) ، و ( أُفٍ ) و ( هؤُلاءِ ) ، و ( سَبْعَ سَماواتٍ ) ، و ( عُتُلٍ ) ، و ( زَنِيمٍ ) وكذلك ما كانت الكسرة فيه منقولة من حرف حذف من نفس الكلمة كما فى وقف حمزة فى نحو : ( بَيْنَ الْمَرْءِ ) ، و ( مِنْ شَيْءٍ ) ، و ( ظَنَّ السَّوْءِ ) ، و ( مِنْ سُوءٍ ) وما لم تكن الكسرة فيه منقولة من حرف فى كلمة أخرى نحو : ( ارْجِعْ إِلَيْهِمْ ) أو لالتقاء الساكنين مع كون الساكن من كلمة أخرى نحو و ( قالَتِ اخْرُجْ ) فى قراءة من كسر التاء و ( إِذا رُجَّتِ الْأَرْضُ ) فى قراءة الجميع أو مع كون الساكن الثانى عارضا للكلمة الأولى كالتنوين فى ( حِينَئِذٍ ) فان هذا كله لا يوقف عليه إلا بالسكون كما تقدم ( القسم الثالث ) ما يجوز الوقف عليه بالسكون وبالروم وبالاشمام. وهو ما كان فى الوصل متحركا بالضم ما لم تكن الضمة منقولة من كلمة أخرى أو لالتقاء الساكنين. وهذا يستوعب حركة الإعراب وحركة البناء والحركة المنقولة من حرف حذف من نفس الكلمة. فمثال حركة الإعراب ( اللهُ الصَّمَدُ ) ، و ( يَخْلُقُ ) ، و ( عَذابٌ عَظِيمٌ ) ومثال حركة البناء : ( مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ ) ، و ( يا صالِحُ ) ومثال الحركة المنقولة من حرف حذف من نفس الكلمة ( دِفْءٌ ) ، و ( الْمَرْءِ ) كما تقدم فى وقف حمزة ومثال الحركة المنقولة من كلمة أخرى ضمة اللام فى ( قُلْ أُوحِيَ ) وضمة النون فى ( فَمَنْ أُوتِيَ ) ، ومثال حركة التقاء الساكنين ضمة التاء فى و ( قالَتِ اخْرُجْ ) وضمة الدال

١٢٣

فى و ( لَقَدِ اسْتُهْزِئَ ). فى قراءة من ضم. وكذلك الميم من ( عَلَيْهِمُ الْقِتالُ ). و ( بِهِمُ الْأَسْبابُ ) عند من ضمها. وكذلك نحو و ( مِنْهُمُ الَّذِينَ ) ، و ( أَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ ) وهو المقدم فى الصنف الخامس مما لا يجوز فيه وقفا سوى السكون ( وأما هاء الضمير ) فاختلفوا فى الإشارة فيها بالروم والإشمام فذهب كثير من أهل الأداء إلى الإشارة فيها مطلقا وهو الذى فى التيسير والتجريد والتلخيص والإرشاد والكفاية وغيرها واختيار أبى بكر بن مجاهد. وذهب آخرون إلى منع الإشارة فيها مطلقا من حيث إن حركتها عارضة وهو ظاهر كلام الشاطبى.

والوجهان حكاهما الدانى فى غير التيسير وقال الوجهان جيدان. وقال فى جامع البيان إن الإشارة اليها كسائر المبنى اللازم من الضمير وغيره أقيس انتهى.

وذهب جماعة من المحققين إلى التفصيل فمنعوا الإشارة بالروم والاشمام فيها إذا كان قبلها ضم أو واو ساكنة أو كسرة أو ياء ساكنة نحو ( يَعْلَمْهُ ) ، و ( أَمْرُهُ ) ، و ( فَخُذُوهُ ) ، و ( لِيَرْضَوْهُ ) ونحو به ، و ( بِرَبِّهِ ) ، ( وَفِيهِ ) ، و ( إِلَيْهِ ) ، و ( عَلَيْهِ ) طلبا للخفة لئلا يخرجوا من ضم أو واو إلى ضمة أو إشارة اليها. ومن كسر أو ياء إلى كسرة ؛ وأجازوا الإشارة إذا لم يكن قبلها ذلك نحو ( مِنْهُ ) ، وعنه ، و ( اجْتَباهُ ) ، و ( هَداهُ ) ، و ( أَنْ يَعْلَمَهُ ) ، و ( لَنْ تُخْلَفَهُ ) ، و ( أَرْجِهْ ) لابن كثير وأبى عمرو وابن عامر ويعقوب و ( يَتَّقْهِ ) لحفص محافظة على بيان الحركة حيث لم يكن ثقل وهو الذى قطع به أبو محمد مكى وأبو عبد الله بن شريح والحافظ أبو العلاء الهمدانى وأبو الحسن الحصرى وغيرهم. واليه أشار الحصرى بقوله :

واشمم ورم ما لم تقف بعد ضمة

ولا كسرة أو بعد أمّيهما فادر

وأشار اليه أيضا أبو القاسم الشاطبى والدانى فى جامعه وهو أعدل المذاهب عندى والله أعلم. وأما سبط الخياط فقال : اتفق الكل على روم الحركة فى هاء ضمير المفرد الساكن ما قبلها نحو ( مِنْهُ ) ، و ( عَصاهُ ) ، و ( إِلَيْهِ ) ، و ( أَخِيهِ ) ، و ( اضْرِبُوهُ ) ونحوه. قال واتفقوا على اسكانها إذا تحرك ما قبلها نحو ( لِيَفْجُرَ أَمامَهُ ). ( فَهُوَ

١٢٤

يُخْلِفُهُ ) ونحو ذلك فانفرد فى هذا المذهب فيما أعلم والله أعلم.

تنبيهات

( الأول ) قالوا : فائدة الاشارة فى الوقف بالروم والاشمام هى بيان الحركة التى تثبت فى الوصل للحرف الموقوف عليه ليظهر للسامع أو للناظر كيف تلك الحركة الموقوف عليها. وهذا التعليل يقتضى استحسان الوقف بالإشارة إذا كان بحضرة القارئ من يسمع قراءته. أما إذا لم يكن بحضرته أحد يسمع تلاوته فلا يتأكد الوقف إذا ذاك بالروم والاشمام لأنه غير محتاج أن يبين لنفسه ، وعند حضور الغير يتأكد ذلك ليحصل البيان للسامع فان كان السامع عالما بذلك علم بصحة عمل القارئ. وإن كان غير عالم كان فى ذلك تنبيه له ليعلم حكم ذلك الحرف الموقوف عليه كيف هو فى الوصل. وإن كان القارئ متعلما ظهر عليه بين يدى الاستاذ هل أصاب فيقره أو أخطأ فيعلمه. وكثير ما يشتبه على المبتدئين وغيرهم ممن لم يوقفه الاستاذ على بيان الاشارة أن يميزوا بين حركات الاعراب فى قوله تعالى و ( فَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ) ، و ( إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ) فانهم إذا اعتادوا الوقف على مثل هذا بالسكون لم يعرفوا كيف يقرءون ( عليم وفقير ) حالة الوصل هل هو بالرفع أم بالجر وقد كان كثير من معلمينا يأمرنا فيه بالاشارة. وكان بعضهم يأمر بالوصل محافظة على التعريف به وذلك حسن لطيف والله أعلم ( الثانى التنوين ) فى ( يَوْمَئِذٍ ) ، و ( كُلٌ ) ، و ( غَواشٍ ) تنوين عوض من محذوف والاشارة فى ( يَوْمَئِذٍ ) ممتنعة. وفى ( كُلِ ) و ( غَواشٍ ) جائزة لأن أصل الذال من ( يَوْمَئِذٍ ) ساكنة وإنما كسرت من أجل ملاقاتها سكون التنوين فلما وقف عليها زال الذى من أجله كسرت فعادت الذال الى أصلها وهو السكون وذلك بخلاف ( كُلِ ) ، و ( غَواشٍ ) لأن التنوين فيه دخل على متحرك فالحركة فيه أصلية فكان الوقف

١٢٥

عليه بالروم حسنا والله أعلم ( الثالث ) تظهر فائدة الخلاف بين مذهب القراء والنحويين فى حقيقة الروم فى المفتوح والمنصوب غير المنون. فعلى قول القراء لا يدخل على حركة الفتح لأن الفتحة خفيفة فاذا خرج بعضها خرج سائرها لأنها لا تقبل التبعيض كما يقبله الكسر والضم بما فيهما من الثقل. والروم عندهم بعض حركة. وعلى قول النحاة يدخل على حركة الفتح كما يدخل على الضم والكسر لأن الروم عندهم اخفاء الحركة فهو بمعنى الاختلاس. وذلك لا يمتنع فى الحركات الثلاث ولذلك جاز الاختلاس عند القراء فى هاء ( يَهْدِي ) وخاء ( يَخِصِّمُونَ ) المفتوحين ولم يجز الروم عندهم فى نحو ( لا رَيْبَ ) ، و ( أَنَّ الْمَساجِدَ ) وجاز الروم والاختلاس عند النحاة فى نحو ( أَنْ يَضْرِبَ ) فالروم وقفا والاختلاس وصلا وكلاهما فى اللفظ واحد. قال سيبويه فى كتابه : أما ما كان فى موضع نصب أو جرّ فانك تروم فيه الحركة. فأما الاشمام فليس اليه سبيل انتهى. فالروم عند القراء غير الاختلاس وغير الاخفاء أيضا. والاختلاس والاخفاء عندهم واحد ولذلك عبروا بكل منهما عن الآخر كما ذكروا فى ( أَرِنا ) ، و ( نِعِمَّا ) ، ( وَيَهْدِي ) ، و ( يَخِصِّمُونَ ) وربما عبروا بالاخفاء عن الروم أيضا كما ذكر بعضهم فى ( تَأْمَنَّا ) توسعا. ووقع فى كلام الدانى فى كتابه التجريد أن الاخفاء والروم واحد وفيه نظر ( الرابع ) قولهم لا يجوز الروم والاشمام فى الوقف على هاء التأنيث إنما يريدون به إذ وقف بالهاء بدلا من هاء التأنيث لأن الوقف حينئذ إنما هو على حرف ليس عليه إعراب بل هو بدل من الحرف الذى كان عليه الاعراب. أما إذا وقف عليه بالتاء اتباعا لخط المصحف فيما كتب من ذلك بالتاء كما سيأتى فى الباب الآتى فانه يجوز الوقف عليه بالروم والاشمام بلا نظر لأن الوقف إذ ذاك على الحرف الذى كانت الحركة لازمة له فيسوغ فيه الروم والاشمام والله أعلم

١٢٦

( الخامس ) يتعين التحفظ فى الوقف على المشدد المفتوح بالحركة نحو :

( صَوافَ ) ، و ( يُحِقُّ الْحَقَ ). و ( لكِنَّ الْبِرَّ ) ، و ( مَنْ صَدَّ ). و ( كانَ ). و ( عَلَيْهِنَ ) فكثير ممن لا يعرف يقف بالفتح من أجل الساكنين وهو خطأ لا يجوز بل الصواب الوقف بالسكون مع التشديد على الجمع بين الساكنين إذ الجمع بينهما فى الوقف مغتفر مطلقا ( السادس ) إذا وقف على المشدد المتطرف وكان قبله أحد حروف المد أو اللين نحو دواب ، و ( صَوافَ ) واللذان ، ونحو ( تُبَشِّرُونَ ) ، و ( اللذين ) و ( هاتَيْنِ ) وقف بالتشديد كما يوصل وإن اجتمع فى ذلك أكثر من ساكنين ومد من أجل ذلك ، وربما زيد فى مده وقفا لذلك كما قدمنا فى آخر باب المد وقد قال الحافظ أبو عمرو الدانى فى سورة الحجر من جامع البيان عند ذكره ( فَبِمَ تُبَشِّرُونَ ) ما نصه :

والوقف على قراءة ابن كثير غير ممكن إلا بتخفيف النون لالتقاء ثلاث سواكن فيه إذا شددت والتقائهن ممتنع وذلك بخلاف الوقف على المشدد الذى تقع الألف قبله نحو ( الدَّوَابِ ) ، و ( صَوافَ ) ، و ( غَيْرَ مُضَارٍّ ) ، ( وَلا جَانٌ ) وما أشبهه ، وكذلك ( الَّذانِ ) و ( هذانِ ) على قراءته لأن الألف للزوم حركة ما قبلها قوى المد بها فصارت لذلك بمنزلة المتحرك ، والواو والياء بتغير حركة ما قبلهما وانتقالهما خلص السكون بهما فلذلك تمكن التقاء الساكنين بعد الألف فى الوقف ولم يتمكن التقاؤهما بعد الواو والياء لخلوص سكونهما وكون الألف بمنزلة حرف متحرك انتهى ، وهو مما انفرد به ولم أعلم أحدا وافقه على التفرقة بين هذه السواكن المذكورة ولا أعلم له كلاما نظير هذا الكلام الذى لا يخفى ما فيه ، والصواب الوقف على ذلك كله بالتشديد والروم فلا يجتمع السواكن المذكورة ، على أن الوقف بالتشديد ليس كالنطق بساكنين غيره وإن كان فى زنة الساكنين فان اللسان ينبو بالحرف المشدد نبوة واحدة فيسهل النطق به لذلك وذلك مشاهد حسا ولذلك ساغ الوقف على نحو ( صَوافَ ) ، ودواب بالاسكان ولم يسغ الوقف على

١٢٧

( أَرَأَيْتَ ) ونحوه فى وجه الإبدال كما تقدم فى آخر باب الهمز المفرد والله أعلم

باب الوقف على مرسوم الخط

وهو خط المصاحف العثمانية التى أجمع الصحابة عليها كما تقدم أول الكتاب ، واعلم أن المراد بالخط الكتابة. وهو على قسمين قياسي واصطلاحى فالقياسى ما طابق فيه الخط اللفظ ، والاصطلاحى ما خالفه بزيادة أو حذف أو بدل أو وصل أو فصل. وله قوانين وأصول يحتاج إلى معرفتها ، وبيان ذلك مستوفى فى أبواب الهجاء من كتب العربية ، وأكثر خط المصاحف موافق لتلك القوانين لكنه قد جاءت أشياء خارجة عن ذلك يلزم اتباعها ولا يتعدى إلى سواها ؛ منها ما عرفنا سببه ، ومنها ما غاب عنا ، وقد صنف العلماء فيها كتبا كثيرة قديما وحديثا كأبى حاتم ونصير وأبى بكر بن أبى داود وأبى بكر بن مهران وأبى عمرو الدانى وصاحبه أبى داود والشاطبى والحافظ أبى العلاء وغيرهم ، وقد أجمع أهل الأداء وأئمة الاقراء على لزوم مرسوم المصاحف فيما تدعو الحاجة اليه اختيارا واضطرارا فيوقف على الكلمة الموقوف عليها أو المسئول عنها على وفق رسمها فى الهجاء وذلك باعتبار الأواخر من الابدال والحذف والاثبات ؛ وتفكيك الكلمات بعضها من بعض من وصل وقطع ، فما كتب من كلمتين موصولتين لم يوقف إلا على الثانية منهما وما كتب منهما مفصولا نحو ( رانَ ) يوقف على كل واحدة منهما هذا هو الذى عليه العمل عن أئمة الأمصار فى كل الاعصار ، وقد ورد ذلك نصا وأداء عن نافع وأبى عمرو وعاصم وحمزة والكسائى وأبى جعفر وخلف ورواه كذلك نصا الاهوازى وغيره عن ابن عامر ، ورواه كذلك أئمة العراقيين عن كل القراء بالنص والأداء وهو المختار عندنا وعند من تقدمنا للجميع وهو الذى لا يوجد نص بخلافه وبه نأخذ لجميعهم كما أخذ علينا وإلى ذلك أشار أبو مراحم الخاقانى بقوله :

١٢٨

وقف عند اتمام الكلام موافقا

لمصحفنا المتلو فى البر والبحر

اذا تقرر هذا فليعلم أن الوقف على المرسوم ينقسم الى متفق عليه ومختلف فيه وها نحن نذكر المختلف فيه من ذلك قسما قسما فانه مقصود هذا الباب ثم نذكر المتفق عليه آخر كل قسم لتتم الفائدة على عادتنا فنقول : تنحصر أقسام هذا الباب فى خمسة أقسام : الأول الابدال ، الثانى الاثبات الثالث الحذف ، الرابع الوصل ، الخامس القطع ( فأما الابدال ) فهو إبدال حرف بآخر وهو من المختلف فيه ينحصر فى أصل مطرد ، وكلمات مخصوصة ( فالأصل المطرد ) كل هاء التأنيث رسمت تاء نحو ( رَحْمَتَ ) ، و ( نِعْمَتَ ) ، و ( شجرت ) ، و ( جنت ) ، و ( كَلِمَتُ ) وهو على قسمين : قسم اتفقوا على قراءته بالافراد وقسم اختلفوا فيه. فالقسم المتفق على إفراده جملته فى القرآن أربع عشرة كلمة تكرر منها ستة ( الأول ) ( رَحْمَتَ ) فى سبعة مواضع. فى البقرة ( أُولئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللهِ ) وفى الأعراف ( إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ ) وفى هود ( رَحْمَتُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ ) وفى مريم ( ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ ) وفى الروم ( إِلى آثارِ رَحْمَتِ اللهِ ) وفى الزخرف ( أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ ) ، و ( رَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ ) ( الثانى ) ( نِعْمَتَ ) فى أحد عشر موضعا. فى البقرة ( نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ وَما أَنْزَلَ ) وفى آل عمران ( نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ ) وفى المائدة ( نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَ ) وفى إبراهيم ( بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً ) ، و ( إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللهِ ) وفى النحل : و ( بِنِعْمَتِ اللهِ هُمْ يَكْفُرُونَ ) ، و ( يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللهِ ) ، و ( اشْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ ) وفى لقمان ( فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللهِ ) وفى فاطر ( نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خالِقٍ ) وفى الطور ( فَذَكِّرْ فَما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ ) ( الثالث ) ( امْرَأَتُ ) فى سبعة مواضع فى آل عمران ( إِذْ قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ ) وفى يوسف ( قالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ ) فى الموضعين. وفى القصص و ( قالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ ) وفى التحريم ( امْرَأَتَ

١٢٩

نُوحٍ ) و ( امْرَأَتَ لُوطٍ ) و ( امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ ) ( الرابع ) ( سُنَّتُ ) فى خمسة مواضع : فى الانفال ( فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ ) وفى فاطر ( فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ ). ( فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَبْدِيلاً ) ، و ( لَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَحْوِيلاً ) وفى غافر : ( سُنَّتَ اللهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبادِهِ ) ( الخامس ) ( لَعْنَتَ ) فى موضعين : أحدهما فى آل عمران ( فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكاذِبِينَ ) ، و ( أَنَّ لَعْنَتَ اللهِ ) فى النور ( السادس ) ( معصيت الرسول ) فى الموضعين من المجادلة. وغير المكرر سبعة وهى ( كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنى ) فى الاعراف و ( بَقِيَّتُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ ) فى هود.

و ( قُرَّتُ عَيْنٍ ) فى القصص و ( فِطْرَتَ اللهِ ) فى الروم و ( شَجَرَةَ الزَّقُّومِ ) فى الدخان و ( جَنَّةُ نَعِيمٍ ) فى الواقعة و ( ابْنَتَ عِمْرانَ ) فى التحريم. فوقف على هذه المواضع بالهاء خلافا للرسم ابن كثير وأبو عمرو والكسائى ويعقوب.

هذا هو الذى قرأنا به ونأخذ به وهو مقتضى نصوصهم ونصوص أئمتنا المحققين عنهم وقياس ما ثبت نصا عنهم وإن كان أكثر المؤلفين لم يتعرضوا لذلك فيقتضى عدم ذكرهم له ولكثير من هذا الباب أن تكون الجماعة كلهم فيه على الرسم فلا يكون فيه خلاف الوقف عليه بالتاء. فان من حفظ حجة على من لم يحفظ وغاية من لم يذكر ذلك السكوت ولا حجة فيه وفى الكافى الوقف فى ذلك بالهاء لأبى عمرو والكسائى وفى الهداية للكسائى وحده وفى الكنز لابن كثير وأبى عمرو والكسائى فلم يذكر يعقوب.

والقسم الذى قرئ بالافراد وبالجمع ثمانية أحرف وهى ( كَلِمَتُ رَبِّكَ ) فى الانعام و ( تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً ) وفى يونس و ( كَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ ) ، و ( إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ ) وفى غافر و ( كَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ ) ، و ( آياتٌ لِلسَّائِلِينَ ) فى يوسف و ( فِي غَيابَتِ الْجُبِ ) فى الموضعين من يوسف و ( آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ ) فى العنكبوت ، وفى الفرقان ( آمِنُونَ ) وفى سبأ ( عَلى بَيِّنَةٍ مِنْهُ ) فى فاطر و ( ما تخرج من ثمرت ) فى فصلت و ( جِمالَتٌ ) فى المرسلات. فمن

١٣٠

قرأ شيئا من ذلك بالافراد وكان من مذهبه الوقف بالهاء كما تقدم وقف بالهاء وإن كان من مذهبه الوقف بالتاء وقف بالتاء. ومن قرأه بالجمع وقف عليه بالتاء كسائر الجموع. وسيأتى الكلام على ذلك مفصلا فى أماكنه إن شاء الله تعالى. وقد أجمعت المصاحف على كتابة ذلك كله بالتاء إلا ما ذكره الحافظ أبو عمرو الدانى فى الحرف الثانى من يونس وهو ( إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ ) قال تأملته فى مصاحف أهل العراق فرأيته مرسوما بالهاء ؛ وكذلك اختلف أيضا فى قوله فى غافر و ( كَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ ) فكتابته بالهاء على قراءة الافراد بلا نظر. وكتابته بالتاء على مراد الجمع. ويحتمل أن يراد الإفراد ويكون كنظائره مما كتب بالتاء مفردا. ولكن الذى هو فى مصاحفهم بالتاء قرءوه بالجمع فيما نعلمه والله أعلم. ويلتحق بهذه الأحرف ( حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ ) فى النساء. قرأ يعقوب بالتنوين والنصب على أنه اسم مؤنث. وقد نص عليه أبو العز القلانسى وأبو الحسن طاهر بن غلبون والحافظ أبو عمرو الدانى وغيرهم أن الوقف عليه بالهاء. وذلك على أصله فى الباب. ونص أبو طاهر بن سوار وغيره على أن الوقف بالتاء لكلهم وذلك يقتضى التاء له وسكت آخرون فلم ينصوا فيه كالحافظ أبى العلاء وغيره وقال سبط الخياط فى المبهج : والوقف بالتاء إجماع لأنه كذلك فى المصحف. قال ويجوز الوقف عليه بالهاء فى قراءة يعقوب مثل كلمة ووجلة وهذا يقتضى الوقف عنده على ما كتب تاء بها كما قدمنا والله أعلم ( وأما الكلمات المخصوصة ) فهى ست : ( يا أَبَتِ ) و ( هَيْهاتَ ). و ( مَرْضاتِ ) ، ( وَلاتَ ) ، و ( اللاَّتَ ) ، و ( ذاتَ بَهْجَةٍ ) أما ( يا أَبَتِ ) وهى فى يوسف. ومريم.

والقصص. والصافات. فوقف عليها بالهاء خلافا للرسم : ابن كثير وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب. ووقف الباقون بالتاء على الرسم وأما ( هَيْهاتَ ) وهو الحرفان فى المؤمنون فوقف عليها بالهاء. الكسائى والبزى. واختلف عن قنبل

١٣١

فروى عنه العراقيون قاطبة الهاء كالبزى وهو الذى فى الكافى والهداية والهادى والتجريد وغيرها ، وقطع له بالتاء فيهما صاحب التبصرة والتيسير والشاطبية والعنوان والتذكرة وتلخيص العبارات وغيرها. وبذلك قرأ الباقون. إلا أن الخلاف فى العنوان والتذكرة والتلخيص لم يذكر فى الأول ، وانفرد صاحب العنوان عن أبى الحارث بالتاء فى الثانية كالجماعة وأما ( مَرْضاتِ ) وهو أربعة مواضع موضعان فى البقرة وموضع فى النساء. وموضع فى التحريم و ( لاتَ حِينَ مَناصٍ ) فى ص و ( اللاَّتَ ) فى النجم و ( ذاتَ بَهْجَةٍ ) فى النمل. فوقف الكسائى على الأربعة بالهاء.

هذا هو الصحيح عنه وقد اختلف فى بعضها فى بعض الكتب فلم يذكر فى تلخيص العبارات ( اللاَّتَ ) ، و ( ذاتَ بَهْجَةٍ ) وخص الدورى عنه فى لات بالهاء وفى التبصرة روى عن الكسائى فى غير مرضات الهاء والمشهور عنه التاء ولم يذكر فى التجريد ( ذاتَ بَهْجَةٍ ) ، و ( لاتَ حِينَ ) ووقف من قراءته على الفارسى يعنى فى الروايتين على اللات بالهاء. ولم يذكر أبو العز ولا كثير من العراقيين ( ذاتَ بَهْجَةٍ ) وقطع له فى ( مَرْضاتِ ) بالهاء وفى التبصرة حكى عن حمزة وحده الوقف فيه بالهاء وكذا حكى غيره. وقد ورد الخلاف عنه والصواب التاء قال الدانى فى الجامع : وهذا هو الصحيح عنه وقول ابن مجاهد فى سبعته حمزة وحده يقف على مرضاة بالتاء.

والباقون بالهاء. وقال الدانى يعنى ابن مجاهد إن النص لم يرد عنهم بالوقف على ذلك بالتاء إلا عن حمزة ومن سواه غير الكسائى. فالنص فيه معدوم عنه إذا كان نافع وغيره ممن لا نص فيه عنه يقف على ذلك بالتاء على حال رسمه وذكر صاحب الكافى وصاحب الهداية الوقف على ( ذاتَ بَهْجَةٍ ) ، و ( بِذاتِ الصُّدُورِ ) وشبهه عن الكسائى بالهاء. والمراد بشبهه ( ذاتَ بَيْنِكُمْ ) ، و ( ذاتِ الشَّوْكَةِ ) ، و ( ذاتَ الْيَمِينِ ) ، و ( ذاتَ الشِّمالِ ) ، و ( ذاتِ حَمْلٍ ) ، و ( ذاتِ قَرارٍ ) ، و ( ذاتِ الْحُبُكِ ) ، و ( ذاتِ أَلْواحٍ ) و ( ذاتُ الْأَكْمامِ ) ، و ( ذاتِ الْبُرُوجِ ) ، و ( ذاتِ الْوَقُودِ ) ، و ( ذاتِ الرَّجْعِ ) ، و ( ذاتِ الصَّدْعِ ) و ( ذاتِ الْعِمادِ ) ، و ( ذاتَ لَهَبٍ ) ووقع ( بِذاتِ الصُّدُورِ ) فى موضعى آل عمران

١٣٢

وفى المائدة والأنفال وهود ولقمان وفاطر والزمر والشورى والحديد والتغابن والملك. وهو ضعيف لمخالفته الرسم ولأن عمل أهل الأداء على غيره وزعم ابن جبارة أن ابن كثير وأبا عمرو والكسائى ويعقوب يقفون على ( ذاتِ الشَّوْكَةِ ) ، و ( ذاتَ لَهَبٍ ) ، و ( بِذاتِ الصُّدُورِ ) بالهاء ففرق بينه وبين أخواته ونص عمن لا نص عنه ولا أعلمه إلا قاسه على ما كتب بالتاء من المؤنث وليس بصحيح بل الصواب الوقف عليه بالتاء للجميع اتباعا للرسم والله أعلم ( والقسم المتفق عليه من الإبدال ) نوعان : أحدهما المنصوب المنون غير المؤنث يبدل فى الوقف ألفا مطلقا كما تقدم فى الباب قبله نحو : ( أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً ) ، و ( كُنْتُمْ أَمْواتاً ) ؛ و ( كانَ حَقًّا ) ، و ( لِلنَّاسِ إِماماً ) والثانى الاسم المفرد المؤنث ما لم يرسم بالتاء تبدل تاؤه وصلا هاء وقفا سواء كان منونا أو غير منون نحو :

و ( مَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللهِ ) ، و ( تِلْكَ الْجَنَّةُ ) ، و ( مِنَ الْجَنَّةِ ) ، و ( عَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ ) ، و ( مَثَلاً ما بَعُوضَةً ) ، و ( كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ ) وشذ جماعة من العراقيين فرووا عن الكسائى وحده الوقف على مناة بالهاء وعن الباقين بالتاء. ذكر ذلك ابن سوار وأبو العز وسبط الخياط وهو غلط وأحسب أن الوهم حصل لهم من نص نصير على كتابته بالهاء. ونصير من أصحاب الكسائى فحملوا الرسم على القراءة وأخذوا بالضد للباقين. ولم يرد نصير إلا حكاية رسمها كما حكى رسم غيرها فى كتابه مما لا خلاف فى رسمه ولا نعلق له بالقراءة والعجب من قول الاهوازى : وأجمعت المصاحف على كتابتها منوة بواو والوقف عليه عن الجماعة بالتاء. فالصواب الوقف عليه عن كل القراء بالهاء على وفق الرسم والله أعلم ( وأما الاثبات ) فهو على قسمين أحدهما إثبات ما حذف رسما ، والثانى إثبات ما حذف لفظا. فالذى ثبت من المحذوف رسما ينحصر فى نوعين الأول وهو من الالحاق كما تقدم فى الباب قبله هاء السكت ، الثانى أحد حروف العلة

١٣٣

الواقعة قبل ساكن فحذفت لذلك. أما هاء السكت فتجيء فى خمسة أصول مطردة وكلمات مخصوصة ( الأصل الأول ) ما الاستفهامية المجرورة بحرف الجر. ووقعت فى خمس كلمات ( عَمَ ) ، و ( فِيمَ ) ، و ( بِمَ ) ، و ( لَمْ ) ، و ( مِمَ ) فاختلفوا فى الوقف عليها بالهاء عن يعقوب والبزى. فأما يعقوب فقطع له فى الوقف بالهاء أبو محمد سبط الخياط وأبو الفضل الرازى والشريف عن الشرف العباسى. وقطع له الجمهور كأبى العز وابن غلبون والحافظ أبى العلاء وابن سوار والدانى بالهاء فى الحرف الأول وهو ( عَمَ ) وقطع له الأكثرون بذلك فى الحرف الثانى وهو : فيم نحو :

( فِيمَ كُنْتُمْ ) ، و ( فِيمَ أَنْتَ ) وهو الذى فى الإرشاد والمستنير. وزاد أيضا الحرف الثالث وهو : بم نحو ( فَبِمَ تُبَشِّرُونَ ) وقطع له الدانى بالهاء فى الحرف الأخير وهو ( مم ) وقطع من قراءته على أبى الفتح فى لم وبم وفيم ، وقطع آخرون بذلك لرويس خاصة فى الأحرف الخمسة كأبى بكر بن مهران ، وقطع أبو العز بكماله كما تقدم آنفا ولم يذكره عنه فى الكامل ولا فى الجامع ولا فى كثير من الكتب.

( قلت ) وبالوجهين آخذ ليعقوب فى الأحرف الخمسة لثبوتها عندى عنه من روايتيه. وأما البزى فقطع له بالهاء فى الأحرف الخمسة صاحب التيسير والتبصرة والتذكرة والكافى وتلخيص العبارات وغيرها ولم يذكره أكثر المؤلفين وهو الذى عليه العراقيون. وانفرد فى الهداية بالهاء عن ابن كثير بكماله فى ( عَمَ ) ولم فقط. وأطلق للبزى الخلاف فى الخمسة أبو القاسم الشاطبى والدانى فى غير التيسير وبالهاء قرأ على أبى الحسن بن غلبون وبغير هاء قرأ على أبى الفتح فارس بن أحمد وعبد العزيز بن جعفر الفارسى وهو من المواضع التى خرج صاحب التيسير فيها عن طرقه فإنه أسند رواية البزى عن الفارسى

١٣٤

هذا وقطع فيه بالهاء عن البزى ولم يقرأ بالهاء إلا على ابن غلبون كما نص عليه فى جامع البيان « وهاء » السكت مختارة فى هذا الأصل عند علماء العربية عوضا عن الألف المحذوفة ( الأصل الثانى ) هو وهى حيث وقعا وكيف جاءا نحو و ( هُوَ ) ، و ( لَهْوٌ ) ، و ( أَنْ يُمِلَّ هُوَ ) ، ( فإنه هو ) ، و ( لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ ) ونحو ( ما هِيَ ) ، و ( لَهِيَ ) ، و ( هِيَ ) فوقف على ذلك بالهاء يعقوب من غير خلاف عنه.

( الأصل الثالث ) النون المشددة من جمع الاناث سواء اتصل به شىء.

أو لم يتصل نحو ( هُنَّ أَطْهَرُ ). و ( لَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَ ) ، و ( أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَ ) ، و ( مِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَ ) ، و ( بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَ ) فاختلف عن يعقوب فى الوقف على ذلك بالهاء فقطع فى التذكرة باثبات الهاء عن يعقوب فى ذلك كله.

وكذلك الحافظ أبو عمرو الدانى وذكره أبو طاهر بن سوار وقطع به أبو العز القلانسى لرويس من طريق القاضى وأطلقه فى الكنز عن رويس وقطع به ابن مهران لروح. والوجهان ثابتان عن يعقوب بهما قرأت وبهما آخذ ، وقد أطلقه بعضهم وأحسب أن الصواب تقييده بما كان بعد هاء كما مثلوا به ولم أجد أحدا مثل بغير ذلك فان نص على غيره أحد يوثق به رجعنا اليه وإلا فالأمر كما ظهر لنا ( الأصل الرابع ) المشدد المبنى نحو ( أَنْ لا تَعْلُوا عَلَى ) ، و ( إِلاَّ ما يُوحى إِلَيَ ) و ( خَلَقْتُ بِيَدَيَ ). و ( ما أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَ ). ( ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَ ) اختلف فيه عن يعقوب أيضا فنص على الوقف عليه بالهاء ليعقوب بكماله أبو الحسن طاهر بن غلبون والحافظ أبو عمرو الدانى والأستاذ أبو طاهر بن سوار وأبو بكر بن مهران عن روح وحده. والأكثرون على حذف الهاء وقفا وكلاهما ثابت عن يعقوب.

والظاهر أن ذلك مقيد بما كان بالياء كما مثلنا به ومثل به المثبتون فإن ثبت غير ذلك

١٣٥

أصبر اليه والله أعلم. وانفرد الدانى بالهاء فى لكن وإن يعنى المفتوحة والمكسورة وقياس ذلك كأن والله أعلم ( الأصل الخامس ) النون المفتوحة نحو ( الْعالَمِينَ ) ، و ( الَّذِينَ ) ، و ( الْمُفْلِحُونَ ) و ( بِمُؤْمِنِينَ ) ، فروى بعضهم عن يعقوب الوقف على ذلك كله بالهاء ، وحكاه أبو طاهر بن سوار وغيره ورواه ابن مهران عن رويس ، وهو لغة فاشية مطردة عند العرب ، ومقتضى تمثيل ابن سوار إطلاقه فى الأسماء والأفعال فإنه مثل بقوله ( يُنْفِقُونَ ) وروى ابن مهران عن هبة الله عن التمار تقييده بما لم يلتبس بهاء الكناية ومثله بقوله : وتكتمون الحق وأنتم تعلمون ؛ وبما كنتم تدرسون. قال ومذهب أبى الحسن بن أبى بكر يعنى شيخه ابن مقسم إن هاء السكت لا تثبت فى الأفعال ( قلت ) والصواب تقييده عند من أجازه كما نص عليه علماء العربية ، والجمهور على عدم إثبات الهاء عن يعقوب فى هذا الفصل وعليه العمل والله أعلم « وأما الكلمات المخصوصة » فهى أربع ( ويلتى ؛ وأسفى وا حسرتى ) وثم الظرف فاختلف فيها عن رويس فقطع ابن مهران له بالهاء وكذلك صاحب الكنز ورواه أبو العز القلانسى عن القاضى أبى العلاء عنه. ونص الدانى على ثم ليعقوب بكماله ورواه الآخرون عنه بغير هاء كالباقين والوجهان صحيحان عن رويس قرأت بهما وبهما آخذ وانفرد الدانى عن يعقوب بالهاء فى هلم وانفرد ابن مهران بالهاء فى إياى وقياسه مثواى ، ومحياى ؛ وكذلك فى أبى وقياسه أخى ، ولا يتأتى ذلك إلا مع فتح الياء ، وليست قراءة يعقوب ، وروى عن أبى الحسن بن أبى بكر المذكور تستفتيان بالهاء من الأفعال خاصة فخالف فى ذلك سائر الرواة مع ضعفه والله أعلم. وهاء السكت فى هذا كله وما أشبهه جائزة عند علماء العربية سماعا وقياسا والله أعلم ( وأما النوع الثانى ) وهو أحد أحرف العلة الثلاثة : الياء ، والواو ، والألف فأما الياء فمنه ما حذف لالتقاء الساكنين وما هو لغير ذلك كما يأتى فى باب الزوائد فالمحذوفة رسما للساكن على قسمين أحدهما ما حذف لأجل التنوين ، والثانى

١٣٦

ما حذف لغيره : فالذى حذف للتنوين ثلاثون حرفا فى سبعة وأربعين موضعا ( باغٍ وَلا عادٍ ) وكلاهما فى البقرة والانعام والنحل و ( مِنْ مُوصٍ ) فى البقرة و ( عَنْ تَراضٍ ) فى البقرة والنساء و ( لا حامٍ ) فى المائدة و ( لاتَ ) فى موضعين فى الأنعام والعنكبوت و ( مِنْ فَوْقِهِمْ غَواشٍ ) و ( لَهُمْ أَيْدٍ ) كلاهما فى الأعراف و ( لَعالٍ ) فى يونس و ( أَنَّهُ ناجٍ ) فى يوسف و ( هادٍ ) فى خمسة مواضع اثنان فى الرعد وكذلك فى الزمر ، وآخر فى المؤمن و ( واقٍ ) فى ثلاثة مواضع : اثنان فى الرعد. وآخر فى المؤمن و ( مُسْتَخْفٍ ) فى الرعد و ( مِنْ والٍ ) فيها و ( وادِ ) فى موضعين ( بِوادٍ ) فى إبراهيم و ( وادِ ) فى الشعراء و ( ما عِنْدَ اللهِ باقٍ ) فى النحل و ( أَنْتَ مُفْتَرٍ ) فيها و ( لَيالٍ ) فى ثلاثة مواضع : مريم والحاقة والفجر و ( أَنْتَ قاضٍ ) فى طه و ( إِلاَّ زانٍ ) فى النور و ( هُوَ جازٍ ) فى لقمان و ( بِكافٍ ) فى الزمر و ( مُعْتَدٍ ) فى ثلاثة مواضع : ق ونون والمطففين و ( عَلَيْها فانٍ ) فى الرحمن و ( بَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ ) فيها ودان فيها أيضا ومهتد فى الحديد و ( مُلاقٍ ) فى الحاقة و ( مَنْ راقٍ ) فى القيامة ، وتتمة الثلاثين ( هارٍ ) فى التوبة ؛ على أنه مقلوب كما قدمنا فى الإمالة فأثبت ابن كثير الياء فى أربعة أحرف فى عشرة مواضع وهى ( هادٍ ) فى الخمسة و ( واقٍ ) فى الثلاثة و ( والٍ ). و ( بِأَنَ ) هذا هو الصحيح عنه وانفرد فارس بن أحمد من قراءته على السامرى عن ابن مجاهد عن قنبل بإثبات الياء فى موضعين آخرين وهما ( فانٍ ) فى الرحمن و ( راقٍ ) فى القيامة. فيما ذكره الدانى فى جامع البيان. وقد خالف فيهما سائر الناس. وكأن الدانى لم يرتضه فإنه لم يعول عليه فى التيسير ولا فى غيره مع أنه أسند رواية قنبل فى هذه المؤلفات من هذه الطرق. وانفرد الهذلى فى الكامل عن ابن شنبوذ عن قنبل بالوقف بالياء على سائر الباب. وكذا حكاه ابن مجاهد عن قنبل فى جامعه وانفرد ابن مهران عن يعقوب بإثبات الياء فى الجميع وقفا ولا أعلمه رواه غيره وانفرد الهذلى أيضا عن ابن شنبوذ عن النحاس عن أبى عدى عن ابن سيف كلاهما عن الأزرق

١٣٧

عن ورش بإثبات الياء فى قاض وفى باغ مخير فخالف سائر الرواة والله أعلم.

والذى حذف لغير تنوين أحد عشر حرفا فى سبعة عشر موضعا وهى ( يُؤْتَ ) فى موضعين ( يُؤْتَ الْحِكْمَةَ ) فى البقرة فى قراءة يعقوب و ( سَوْفَ يُؤْتِ اللهُ ) فى النساء و ( اخْشَوْنِ الْيَوْمَ ) فى المائدة و ( يقض الحق ) فى الأنعام. فى قراءة أبى عمرو ابن عامر وحمزة والكسائى ويعقوب وخلف. و ( نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ ) فى يونس والواد فى أربعة مواضع ( بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً ) فى طه والنازعات و ( عَلى وادِ النَّمْلِ ). و ( الْوادِ الْأَيْمَنِ ) فى القصص وهاد فى موضعين ( لَهادِ الَّذِينَ ) فى الحج و ( بِهادِي الْعُمْيِ ) فى الروم و ( يُرِدْنِ الرَّحْمنُ ) فى يس و ( صالِ الْجَحِيمِ ) فى الصافات و ( يُنادِ الْمُنادِ ) فى ق و ( تُغْنِ النُّذُرُ ) فى اقترب و ( الْجَوارِ ) فى موضعين ( الْجَوارِ الْمُنْشَآتُ ) فى الرحمن و ( الْجَوارِ الْكُنَّسِ ) فى كورت وأما : ( آتان الله ) فى النمل ، و ( فَبَشِّرْ عِبادِ الَّذِينَ ) فى الزمر : فسيأتيان فى باب الزوائد من أجل فتح يا أيها وصلا وأما ( يا عِبادِ الَّذِينَ آمَنُوا ) أول الزمر. فلا خلاف فى حذفهما فى الحالين للرسم والرواية والأفصح فى العربية إلا ما ذكره الحافظ أبو العلاء عن رويس كما سيأتى. فوقف يعقوب فى المواضع السبعة عشر بالياء هذا هو الصحيح من نصوص أئمتنا فى الجميع ، وهو قياس مذهبه وأصله. وقد نص على الجميع جملة وتفصيلا أبو القاسم الهذلى وأبو عمرو الدانى. ونص على يؤت الحكمة صاحب المبهج والمستنير والارشاد والكفاية والكنز وأبو الحسن بن فارس والحافظ أبو العلاء وغيرهم. ونص على ( يُؤْتِ اللهُ ) هؤلاء المذكورون وسواهم ونص على و ( اخْشَوْنِ الْيَوْمَ ) فى المبهج والتذكرة والجامع والمستنير وغاية الاختصار والارشاد والكفاية والكنز وغيرها ونص على ( يقض الحق ) هؤلاء المذكورون وغيرهم إلا أنه جعله فى الكفاية قياسا مع تصريحه بالنص فى الارشاد. ونص على ( نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ ) سبط الخياط وابن سوار وأبو العز وأبو الحسن الخياط وأبو العلاء الهمدانى وغيرهم. ونص على ( بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ ) فى الموضعين أبو الحسن

١٣٨

ابن غلبون وأبو محمد سبط الخياط وأبو طاهر بن سوار وذكره الحافظ ابو العلاء قياسا. ونص على واد النمل صاحب المستنير والارشاد والكفاية والمبهج والتذكرة والغاية وغيرهم. ونص على الوادى الأيمن أبو الحسن بن غلبون وذكره فى المبهج والمستنير وغاية الاختصار قياسا. ونص على ( لهادى الذين آمنوا ) أبو طاهر بن سوار والحافظ أبو العلاء وأبو الحسن بن فارس وأبو العز القلانسى وغيرهم. ونص على ( بِهادِي الْعُمْيِ ) فى الروم صاحب المستنير وصاحب غاية الاختصار وصاحب التذكرة وصاحب الكنز وغيرهم. ونص على ( يُرِدْنِ الرَّحْمنُ ) الجمهور كابن سوار وأبى العز وأبى العلاء والسبط وغيرهم ولم يذكره له فى التذكرة وسيأتى ذكره فى الزوائد من أجل أبى جعفر وصلا. ونص على ( صالِ الْجَحِيمِ ) ابن سوار وسبط الخياط وأبو العلاء الهمدانى وأبو الحسن بن فارس وأبو العز القلانسى وغيرهم ونص على ( ينادى المناد ) هؤلاء المذكورون وسواهم ونص على تغن النذر صاحب المستنير وأبو الحسن الخياط صاحب الجامع وذكره أبو العلاء الحافظ قياسا ونص على الموضعين فى الكفاية والارشاد والكنز وغيرها وذكره فى غاية الاختصار قياسا وكل من لم ينص على شىء مما ذكرنا فإنه ساكت ، ولا يلزم من سكوته ثبوت رواية ولا عدمها والنص يقدم على كل حال لا سيما وقد عضدها القياس وصح بها الأداء فوجب الرجوع اليها. ووافقه على ( وادى النمل ) الكسائى فيما رواه الجمهور عنه وهو الذى قطع به الدانى وطاهر بن غلبون وأبو القاسم الهذلى وأبو عبد الله ابن شريح وأبو العباس المهدوى وأبو عبد الله بن سفيان وأبو على بن بليمة وغيرهم وبه قرأ صاحب التجريد على الفارسى وزاد ابن غلبون وابن شريح وابن بليمة عن الكسائى أيضا الواد المقدس فى الموضعين وذكر الثلاثة التبصرة عنه وقال والمشهور الحذف وبه قرأت وزاد ابن بليمة وابن غلبون الوادى الأيمن ولم يذكر كثير من العراقيين فى الأربعة سوى الحذف ( قلت ) والأصح عنه هو الوقف بالياء على وادى النمل دون الثلاثة الباقية وإن

١٣٩

كان الوقف عليه بالحذف صح عنه أيضا لأن سورة بن المبارك روى عنه نصا أنه قال الوقف على ( وادى النمل ) بالياء. قال الكسائى ولم أسمع أحدا من العرب يتكلم بهذا المضاف إلا بالياء. قال الدانى فى جامعه وهذه علة صحيحة مفهومة لأنها تقتضى هذا الوضع خاصة قال وقال عنه يعنى سورة ابن المبارك الواد المقدس بغير ياء لأنه غير مضاف ووافقه أيضا على ( بِهادِي الْعُمْيِ ) فى الروم الكسائى على اختلاف عنه فيه فقطع له بالياء أبو الحسن بن غلبون وأبو عمرو الدانى فى التيسير والمفردات وصاحب الهداية والهادى والشاطبية وغيرهم وقطع له بالحذف أبو محمد مكى وابن الفحام وابن شريح على الصحيح عنده وأبو طاهر ابن سوار والحافظ أبو العلاء وغيرهم وذكر الوجهين أبو العز القلانسى والدانى فى جامعه ثم روى عنه نصا أنه يقف عليه بغير ياء. ثم قال وهو الذى يليق بمذهب الكسائى وهو الصحيح عندى عنه ( قلت ) والوجهان صحيحان نصا وأداء وعلى الحذف جمهور العراقيين. واختلف فيه أيضا عن حمزة مع قراءته له ( تَهْدِي الْعُمْيَ ) فبالياء قطع له أبو الحسن فى التذكرة والدانى فى جميع كتبه وابن بليمة والحافظ أبو العلاء وغيرهم وبه قرأ صاحب التجريد على الفارسى. وقطع له بالحذف المهدوى وابن سفيان وابن سوار وغيرهم. ولم يتعرض له أكثر العراقيين وأما الذى فى سورة النمل فلا خلاف فى الوقف عليه بالياء فى القراءتين من أجل رسمه كذلك والله أعلم. ووافقه ابن كثير على ( ينادى المنادى ) فوقف بالياء على قول الجمهور وبه قطع صاحب التجريد والمبهج وغاية الاختصار والمستنير والارشاد والكفاية وابن فارس وغيرهم وهو الذى فى التيسير وروى عنه آخرون الحذف. وهو الذى فى التذكرة والتبصرة والهداية والهادى والكافى وتلخيص العبارات وغيرها من كتب المغاربة.

والوجهان جميعا فى الشاطبية والاعلان وجامع البيان وغيرها. والأول أصح وبه ورد النص عنه والله أعلم. وانفرد أبو العلاء الهمدانى عن رويس بإثبات

١٤٠