فقه اللّغة

أبي منصور عبد الملك بن محمّد بن اسماعيل الثعالبي

فقه اللّغة

المؤلف:

أبي منصور عبد الملك بن محمّد بن اسماعيل الثعالبي


المحقق: جمال طلبة
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤١٥

الباب الأول

في الكلّيات

وهي ما أطلق أئمة اللغة في تفسيره لفظة ( كل ) (١)

١ ـ فصل فيما نطق (٢) به القرآن من ذلك ، وجاء تفسيره عن ثقات الأئمة

كُلُّ ما عَلَاكَ فأظَلَّك : فهو سَمَاءٌ. كُلُّ أرْضٍ مُسْتوية : فهي صَعِيدٌ * كُلُّ حَاجِزٍ بين الشيئين : فهو مَوْبِق (٣) * كُلُّ بِنَاءٍ مُرَبَّعٍ فهو كَعْبَةٌ * كلُّ بناءٍ عَالٍ : فهو صَرْحٌ. كلُّ شَيْءٍ دَبَّ على وَجْهِ الأرض : فهو دَابَّةٌ * كلُّ ما غابَ عن العيون وكان مُحَصَّلاً في القُّلوبِ (٤) ، فهو : غَيْبٌ * كل ما يُسْتَحْيَا (٥) من كَشْفِهِ من أعضاءِ الإِنسانِ ، فهو : عَوْرَةٌ * كلُّ ما امْتِيرَ عليه من الإِبِلِ والخَيْلِ والحَمِير ، فهو : عِيرٌ * كل ما يُسْتَعَارُ من قَدُومٍ أو قَصْعَةٍ أو شَفْرَةٍ أو قِدْرٍ (٦) ،

__________________

(١) في ( ح ) : ( كل ) و ( الكل ) معاً. وفي ( ل ) : ( الكل ). وقد أجاز أبو العلاء المعرّي دخول ( أل ) على كل و ( بعض ) ، يقول في رسالة الغفران ٤٥٦ ـ ٤٥٧ « كان المتقدمون من أهل العلم ينكرون إدخال الألف واللام على ( كل ) و ( بعض ) ويروى عن الأصمعي أنه قال كلاماً معناه : قرأت آداب ابن المقفع ، فلم أَرَ فيها لحناً إلا في موضع واحد ، وهو قوله : العلم أكثر من أن يحاط بكله فخذوا البعض. وكان أبو علي الفارسيّ يزعم أن سيبويه يجيز إدخال الألف واللام على ( كل ) لأنه لفظ بذلك ، ولكنه يستدل عليه بغيره والقياس يوجب دخول الألف واللام على ( كل ) و ( بعض ) قال سحيم :

سألتُ حبيبى الوصلَ منه دُعابَةً

وأعْلَمُ أنَّ الوصل ليس يكونُ

فمَاسَ دلالاً وابتهاجاً وقال لى

برفقٍ مجيباً ( ما سألتَ يَهُونُ)

وانظر لمزيد من التفصيل : الفكر اللغوي عند أبي العلاء ٤ / ٨٣ ـ ٨٥.

(٢) في ( ل ) : « ينطق ».

(٣) في ( ل ) : « فهو برزخ وموبق » ، وبعدهما عبارة « كل بناء مستدير فهو : أُطُم ».

(٤) في ( ل ) : « الصدور ».

(٥) في ( ل ) : « يستحيي » بالبناء للمعلوم.

(٦) عبارة ( ط ) : « كل ما يستعار من قدوم أو شفرة أو قدر أو قصعة ».

٤١

فهو : مَاعُون * كل حَرَامٍ قَبيح الذِّكْرِ يَلْزِمُ منه العَارُ ، كثمنِ الكلبِ والخِنْزِير والخَمْرِ ، فهو : سُحْتٌ (١) * كُلُّ شيءٍ من مَتَاعِ الدنيا ، فهو عَرَضٌ * كل أَمْرٍ لا يكون مُوَافقاً للحق ، فهو : فَاحِشةٌ * كُلُّ شيءٍ تَصِيرُ عاقبته إلى الهلاكِ فهو : تَهْلُكَةٌ * كُلُّ ما هَيَّجْتَ به النارَ إذا أَوْقَدْتَهَا (٢) ، فهو حَصَبٌ * كُلُّ نازلةٍ شديدةٍ بالإِنسان ، فهي : قَارعَةٌ * كل ما كان على ساقٍ من نباتِ الأرضِ ، فهو : شَجَرٌ(٣) * كُلُّ شيءٍ من النَّخْلِ سوى العَجْوَةِ ، فهو : اللِّينُ (٤) ، واحدته : لِينَةٌ * كلُّ بُسْتَانٍ عليه حَائِطٌ ، فهو : حَدِيقَةٌ ، والجمع : حَدَائِقُ * كل ما يَصِيدُ من السِّباعِ والطَّيْرِ ، فهو : جَارِحَةٌ (٥) والجمع : جَوَارِحُ.

٢ ـ فصل في النبات والشجر

عن الليث عن (٦) الخليل ، وعن ثعلب عن ابن الأعرابي ،

وعن سلمة (٧) عن الفراء ، وعن غيرهم

كُلُّ نَبْتٍ كانت سَاقُهُ أنابِيبَ وكُعُوباً : فهو قَصَبٌ * كُلُّ شَجَرٍ لَهُ شَوْكٌ : فهو عِضَاهٌ (٨). وكُلُّ شَجَرٍ لا شَوْكَ له : فهو سَرْحٌ * كُلُّ نبتٍ له رائحةٌ طيِّبةٌ : فهو فَاغِيةٌ * كُلُّ نَبْتٍ يَقَعُ في الأدوية : فهو عَقَّارٌ ، والجمع عَقَاقِير * كُلُّ ما يُؤْكَلُ مِنَ البُقُولِ غَيْرَ مَطْبُوخٍ : فهو من أحْرَارِ البُقُول * كُلُّ مَا لَا يُسْقَى إلا بماءِ السَّماءِ : فهو عِذْيٌ * كل ما وَارَاك من شَجَرٍ (٩) أو أكمَةٍ : فهو خمرٌ *

__________________

(١) العبارة بنصها في الكليات ٤٩٤ ، وقيل : السُّحْتُ : مبالغةٌ في صِفَة الحرام يقال : هو حرام لا سُحْتٌ ، وقيل : السُّحْتُ الحرامُ الظاهرُ.

(٢) عبارة ( ل ) : « النار وأوقدتها ».

(٣) بعدها في ( ل ) : « وكل ما لم يكن على ساق ، فهو : نَجْمٌ ».

(٤) في النخلة لأبي حاتم السجستاني ١٣١ مجلة المورد ، مجلد ١٤ / عدد ٣ « يقال للنخلة : اللِّينة ، وقال قوم : اللِّيَنَةُ من اللَّوْنِ ، وفي القرآن : ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ . سورة الحشر آية (٥).

(٥) في ط ، ل : « جارح ».

(٦) في ط ، ل ( وعن ).

(٧) هو أبو محمد سلمة بن عاصم ، من أصحاب الفراء ، توفي بعد السبعين ومائتين ، وهو عالم كوفي ثقة ، وكان رواية عالماً بالنحو ، من آثاره : غريب الحديث ، وكتاب الحدود في النحو. راجع في ترجمته : طبقات النحاة واللغويين ١٣٧.

(٨) عبارة ( ل ) : « كل شجرة لها شوك ، فهي عضة ، والجمع عضاه ».

(٩) عبارة ( ل ) : « كل ما واراك من شجر فهو ضراء وذوي ، وكل ما واراك من حجر أو أكَمةٍ فهو خمر ».

٤٢

والضَّرَاءُ : ما وَارَاك من الشَّجِرِ خَاصَّةً * كل رَيْحَان يُحَيَّا به : فهو عَمَارٌ ، ومنه قول الأعشى (١) :

[فلما أتانا بُعَيْدَ الكَرَى ]

سَجَدْنَا لَهُ وَرَفنَا الْعَمَارَا

٣ ـ فصل في الأمكنة

عن الليث ، وأبي عمرو (٢) ، والمؤرج (٣) ، وأبي عبيدة ، وغيرهم

كُلُّ بُقْعَةٍ ليس فيها بناءٌ : فهي عَرْصَةٌ * كُلُّ جَبَلٍ عظيم فهو أَخْشَبُ * كُلُّ موضعٍ حَصِين لا يُوصَلُ إلى ما فيه : فهو حِصْنٌ * كُلُّ شيءٍ يُحْتَفَرُ في الأرض إذا لم يكن من عملِ الناسِ : فهو جُحْرٌ * كل بلدٍ واسعٍ تَنْحَرِقُ فيه الرّيحُ : فهو خَرْق.

__________________

(١) الشطر الأول ليس في ( ج ) ، والبيت في ديوانه ص ٧٥ ويروى الشطر الثاني في الديوان : «سجدنا له ورفعنا عماراً».

والعَمَارُ : واحدتها العَمَارَةُ وهي رَيْحَانةٌ كان الرجل يُحَيّي بها الملك مع قوله : عَمْرَك الله. وانظر : الصحاح ( عمر ) ٢ / ٧٥٨.

(٢) هو أبو عمرو إسحاق بن مرار الشيباني ، من شيوخ أبي عبيد له توفي حوالي سنة ٢٠٦ ه‍ ، وكان راوية ، واسع العلم باللغة ، ثقة في الحديث له كتاب النوادر ، وكتاب اللغات ، وكتاب الجيم. انظر ترجمته في إنباه الرواة ١ / ٢٢١ وطبقت الزبيدي ١٩٤ ـ ١٩٥ ومعجم الأدباء ٢٠ / ٥٠ وبغية الوعاة ٢ / ٣٤٩.

(٣) هو أبو فيد مؤرج بن عمرو السدوسي العجلي ، تلقى عن أبي عمرو بن العلاء وجلس إلى الخليل ، وأخذ القياس عن أبي زيد الأنصاري ، له كتاب الأنواء ، وغريب القرآن ، وكتاب المعاني ، وكتاب جماهير القبائل. انظر ترجمته في وفيات الأعيان ٥ / ٣٠٤ ومصادر بهامشه.

٤٣

٤ ـ ( فصل في ذكر ضروب من الحيوان )

عن الليث (١) عن (٢) الخليل ، وعن أبي سعيد الضرير (٣) ،

وابن السكيت (٤) وابن الأعرابي وغيرهم (٥)

كُلُّ دابةٍ في جوفها (٦) رَوْحٌ : فهي نَسَمَةٌ (٧) * كُلُّ كريمةٍ (٨) من النساء والإِبلِ والخيلِ وغيرها (٩) : فهي عَقِيلَةٌ * كُلُّ دابّةٍ استُعْمِلَتْ من إبلٍ وبقَرٍ وحَمِيرٍ وَرَقِيقٍ : فهي نُخَّةٌ (١٠) ولا صَدَقَةَ فِيهَا * كُلُّ امرأةٍ طَرُوقَةُ بَعْلِهَا * وكُلُّ ناقَةٍ طَرُوقَةُ فَحْلِهَا * كُلُّ أخْلَاطٍ من النّاسِ : فهم أوْزَاعٌ وأَعْنَاقٌ * كُلُّ ما لَهُ نَابٌ ويَعْدُو على الناس والدَّوَابِّ فَيَفْتَرِسُها : فهو سَبُعٌ * كَلُّ طَائرٍ لَيْسَ من الجوارِحِ يُصَادُ : فهو بَغَاثٌ * كَلُّ مَا لَا يُصَادُ بِهِ (١١) من الطير كالخُطَّافِ والخُفَّاشِ : فهو رُهَامٌ * كُلُّ طيْرٍ (١٢) لَهُ طَوْقٌ : فهو حَمَامٌ * كلُّ ما أَشْبَه رَأْسُهُ رُؤُوسَ الحَيَّاتِ والحَرَابِيِ (١٣) وسَوَامَ (١٤) أبرصَ ونَحْوِها : فهو حَنَشٌ *

__________________

(١) هو الليث بن نصر بن سيّار اللغوي النحوي ، صاحب الخليل بن أحمد أملى عليه الخليل بن أحمد كتاب العين ، وهو بصير بالشعر والغريب والنحو.

انظر : المزهر ١ / ٧٧ ـ ٧٩.

(٢) في ( ط ) وعن.

(٣) هو أحمد بن خالد البغدادي اللغوي ، لقي أبا عمرو الشيباني وابن الأعرابي كان عالماً باللغة ، وصنف في غريب الحديث والغريب المصنف.

انظر : المزهر ٢ / ٤١١.

(٤) هو أبو يُوسُف يعقوب بن إسحاق السكيت ، إمام في اللغة والنحو والأدب صنَّف الكثير في العربية ، واشتهر بكتابه ( إصلاح المنطق ) وعُرِف به ، قال عنه المبرد : ما رأيت للبغداديين كتاباً أحسن من كتاب يعقوب بن السكيت في المنطق وتوفي سنة ٢٤٤ ه‍. وانظر : الترجمة المفصلة التي صنعها له أستاذنا الدكتور رمضان عبد التواب في مقدمة كتابه « الحروف لابن السكيت » ( ٥٢ ـ ٥٧ ) ووفيات الأعيان ٥ / ٤٤٣ وطبقات ابن شهبة ٢ / ٣٠٩ ومعجم الأدباء ٢٠ / ٥٠ والفهرست ١١٤ والبلغة للفيروز آبادي ٨٨ وطبقات الزبيدي ٢٠٢ ـ ٢٠٤ وغيرها.

(٥) في ط وغيرهم من الأئمة.

(٦) في ( ل ) فيها روح.

(٧) في ل نسيمة ، وهو تحريف.

(٨) في ( ل ) كريم.

(٩) في ( ل ) وغيرهما وهو تحريف.

(١٠) النَّخة : الرقيق والبقر العوامل ويضم ، والحُمُر ويثلث .. واسم الدينار نَخَّة ، ويراها الكسائي بضم النون والفرّاء بالفتح القاموس المحيط ( نخ ) ١ / ٢٧١ والصحاح ( نخَخ ) ١ / ٤٣٢.

(١١) في ط يصيد.

(١٢) في ( ط ) طائر.

(١٣) الحرابي : واحدتها حرباء وحرباءة ويضرب بها المثل في التلون.

(١٤) في ( ل ) وسامّ.

٤٤

كُلَّ مُنْفَرِجٍ بين جِبَالٍ وآكامٍ (١) يكون منفذاً للسيل : فهو وادٍ(٢) * كُلُّ مدينة جامعة (٣) : فهي فُسْطاط(٤) ، ومنه قيل لمدينة مصر التي بناها عمرو بن العاص : الفُسْطَاط ، وفي الحديث : « عليكم بالجماعة فإنَّ يَدَ الله على الفُسْطَاط(٥). بكسر الفاء وضمها * كُلُّ مقامٍ قامَهُ (٦) الإِنسان لأمرٍ ما ، فهو مَوْطِنٌ له (٧) ، كقولك : إذا أتيتَ مكَّةَ فوقَفْتَ (٨) في تلك المواطن ، فادْعُ اللهَ لي. ويقالُ : المَوْطِنُ : المَشْهَدُ من مشاهدِ الحرب ، لقول (٩) طرفة (١٠) :

عَلَى مَوْطِن يَخْشَى الفَتَى عِنْدَه الرَّدَى

مَتَى تَعْتَرِكْ فيه الفَرائضُ تُرْعَدِ

٥ ـ فصل في الثياب

عن أبي عمرو بن العلاء (١١) ، والأصمعي ، وأبي عبيدة والليث (١٢)

كُلُّ ثوبٍ من قطنٍ أَبْيَضَ : فهو سَحْلٌ * كُلُّ ثَوْبٍ من الإِبريسم (١٣) : فهو حَرِيرٌ * كلُّ ما يلي الجَسَدَ من الثيابِ : فهو شِعَارٌ * كُلُّ ما يلي الشِّعار : فهو دِثارٌ (١٤) * و (١٥) كُلُّ مُلَاءَةٍ لم تَكُنْ لِفْقَيْن : فهي رَيْطَةٌ (١٦) * كُلُّ ثَوْبٍ يُبْتَذَلُ : فهو

__________________

(١) في ( ح ) : الآكام.

(٢) في ( ح ) : وادي تحريف. وانظر : الكلّيات لأبي البقاء ٩١٨.

(٣) في ( ل ) : « عظيمة ».

(٤) راجع اللغات فيها واشتقاقها في المنخل ١٩٠ ولف القماط ٣٤ وشفاء الغليل ١٦٨ والمعرب ٢٤٩.

(٥) يعني المدينة التي تجمع الناس ، وأصل الفسطاط بناء معروف من الخيم. وخرجه ابن الجوزي في غريبه ٢ / ١٩٣ وابن الأثير في النهاية ٣ / ٤٤٥.

(٦) في ( ل ) : ( قام فيه ).

(٧) ( له ) : ليست في ط ، ل.

(٨) في ( ل ) : ( فقمت ).

(٩) في ( ط ) : ( ومنه قول ).

(١٠) ذكر البيت لطرفة في المعلقات السبع للزوزني ٤٣ وجمهرة أشعار العرب ٢٠٩ وشرح ديوانه ٢٨ وشرح المعلقات العشر ٧٩.

(١١) « بن العلاء » ليست في ( ل ). وانظر ترجمته في : أخبار النحويين البصريين ٢٨ ونزهة الألباء ٢٤ وإنباء الرواة ٤ / ٢٥ مع مصادر بهامشه.

(١٢) في ( ل ) : « رحمهم‌الله ».

(١٣) الأبْرَيْسَم : أَعجمي معرّب بفتح الألف والراء ، وقال بعضهم : إبْرَيْسِم بكسر الألف وفتح الراء. وترجمته بالعربية : الذي يذهب صُعُداً قال ذو الرمة :

سألتُ حبيبى الوصلَ منه دُعابَةً

وأعْلَمُ أنَّ الوصل ليس يكونُ

فمَاسَ دلالاً وابتهاجاً وقال لى

برفقٍ مجيباً ( ما سألتَ يَهُونُ)

المعرب ٢٧.

(١٤) في ( ل ) : دِثارُه ، والعبارة بنصها في الكلّيات لأبي البقاء ٥٢٣.

(١٥) ليست في ط ، ل.

(١٦) انظر : المنخّل للوزير المغربي ١٤.

٤٥

مِبْذَلَةٌ ومِبْذَلٌ (١) ومِعْوَزٌ * كُلُّ شَيءٍ أَوْدَعْتَهُ الثيابَ من جُؤْنَةٍ (٢) أو تَخْتٍ (٣) ، أو سَفَطٍ (٤) : فهو صُوَانٌ * كُلُّ ما وَقَى (٥) شيئاً : فهو وِقَاءٌ لَهُ *

٦ ـ * فصل في الطعام *

عن الأصمعي ، وأبي زيد ، وغيرهما

كُلُّ ما أُذِيبَ من الأَلْيَةِ : فهو حَمٌ وحَمَّةٌ * كُلُّ ما أُذِيبَ من الشَّحْمِ : فهو صُهَارَةٌ وجَمِيلٌ * كُلُّ ما يُؤْتَدَمُ به من زَيْتٍ أوْ سَمْنٍ أو دُهْنٍ أَوْ وَدَكِ شَحْمٍ (٦) : فهو إهَالةٌ * كُلُّ ما وَقَيْتَ به اللحمَ من الأرْضِ : فَهُوَ وَضَمٌ. كُلُّ ما يُلْعَقُ من دَوَاءٍ أَوْ عَسَلٍ أو غَيْرِهما : فهو لَعُوقٌ * كلُّ دواءٍ يُؤْخَذُ غَيْرَ مَعْجُونٍ : فهو سَفُوفٌ *

٧ ـ * فصل في فنون مختلفة الترتيب *

عن أكثر الأئمة

كُلُّ رِيحٍ تَهُبُّ بَيْنَ رِيحَيْنِ : فهي نكْبَاءُ * كُلُّ رِيحٍ لا تُحَرِّكُ شَجَراً (٧) ولا تُعَفِّي أثراً (٨) : فهي نَسِيمٌ * كُلُّ عَظْمٍ مُسْتَدِيرٍ أَجْوَفَ : فهو قَصَبٌ * كُلُّ عظمٍ عَرِيضٌ : فهو لَوْحٌ. كُلُّ جِلْدٍ مَدْبُوغٍ : فهو سِبْتٌ * كل صانعٍ عند

__________________

وتهذيب إصلاح المنطق ٧٨٠ وفي كنز الحفاظ ٦٧ عن الأصمعي : الريطة : كل مُلاءة لم تكن لفقين ، وقال غير الأصمعي من الأعراب : كل ثوب رقيق لين فهو ريطة.

(١) ( مبذل ) : ليس في ط ، ل.

(٢) الجؤنة : سفط مغشى بجلد ، يجعل فيه الثياب والطيب ، بالهمزة وتسهل.

(٣) التَّختْ : وعاء يُصان فيه الثياب ، وسرير معمول من خشب وغيره ، ولا اختصاص له في معناه الأصلي بسرير السلطان لكنه صار من الأعلام لغالبة فيه لكثرة استعماله ، معرب تخته بالفارسية ، أي خشب ، جمعه تخوت. الآلة والأداة ٤٥ وينظر : المعرب للجواليقي ١٤١ وقاموس الألفاظ الفارسية ١٥٧.

(٤) السفَطُ بالتحريك : وعاء كالجوالق أو كالقفة ، جمعه أسفاط وفي اللسان : السَفَط الذي يُعَبَّى فيه الطيب وما أشبهه من أدوات النساء. الآلة والأداة ١٤٣ ـ ١٤٤.

(٥) في ( ل ) : « وُقِيَ به ».

(٦) في ط « سمن أو زيت أو دهن أو ودك أو شحم ».

(٧) في ل « الشجر ».

(٨) في ل « الأثر ».

٤٦

العرب : فهو إسْكَافٌ * كل عاملٍ بالحديد : فهو قيْنٌ * كل ما ارتفع من الأرض : فهو نَجْدٌ * كل أرضٍ لا تنبتُ شيئاً : فهي مَرْتٌ * كل شيء فيه اعوجاجٌ وانعراجٌ كالأضلاع والإِكَافِ (١) والقَتَبٍ (٢) والسَّرْجِ (٣) والأَوْدِية (٤) : فَهُوَ حِنْوٌ * كُلُّ شَيْءٍ سَدَدْتَ به شيئاً : فهو سِدَادٌ وذلك مثل سِدَادِ القارُورة ، وسِدَادِ الثَّغْرِ ، وسِدَادِ الخَلَّة * كُلُّ مالٍ (٥) نفيسٍ عند العرب : فهو غُرَّةٌ ، فالفرسُ غُرَّةُ مَالِ الرَّجُل والعَبْدُ غُرَّةُ مَالِهِ ، والنَّجيبُ غُرَّةُ مالِهِ ، والأَمَّةُ الفارِهَةُ من غُرَرِ المالِ (٦) * كُلُّ ما أظَلَّ الإنْسَانَ من (٧) فَوْقِ رأسهِ من سحابٍ أو ضبابٍ أو ظلّ : فهو غَيَابَةٌ * كُلُّ قطعةٍ من الأرض على حِيَالِهَا (٨) من المَنَابِتِ والمزَارِعِ وغيرهما (٩) : فهي قَرَاحٌ * كل ما يَرُوعُكَ من جمالٍ أَوْ كثرةٍ : فهو رائِعٌ * كل شيء استحدثْتَهُ فأعجبَك : فهو طُرْفَةٌ * كُلُّ ما حَلَّيْتَ به امرأةً أو سَيْفاً (١٠) : فهو حَلْيٌ (١١) * كُلُّ شَيْءٍ خَفَّ مَحْمَلُهُ : فهو خِفٌ. كُلُّ متاعٍ من مالٍ صَامِتٍ أو نَاطِقٍ : فهو عَلاقَةٌ * كُلُّ إنَاءٍ يُجْعَلُ فيه الشَّرَابُ : فهو نَاجُودٌ * كُلُّ ما يَسْتَلِذُّهُ الإنسانُ من صَوْتٍ حَسَنٍ (١٢) طَيِّبٍ : فهو سَمَاعٌ * كُلُّ صَائِتٍ مُطْربِ الصَّوْتِ : فهو غَرِدٌ ومُغَرَّدٌ * كُلَّ ما أَهْلَك الإنسانَ : فهو غُولٌ * كُلُّ دُخَانٍ يَسْطَعُ من ماءٍ حَارٍّ : فهو بُخَارٌ ، وكذلك من النَّدَى (١٣) * كُلُّ شَيْءٍ تَجَاوَزَ قَدْرَهُ : فهو فَاحِشٌ * كُلُّ ضَرْبٍ من الشَّيْءِ (١٤) ، وكُلُّ صِنْفٍ من الثِّمارِ والنَّبَاتِ (١٥) ،

__________________

(١) الاكاف : بالضم بمعنى الوكاف ، وهو برذعة الحمار ، أي جُلّه الذي يُلقى على ظهره ، ويجمع على آكفة وأكف بضمتين ، يقال : آكف الحمار وأوكفه إيكافاً ، وأكّفة تأكيفاً ، أي : شدّ عليه الإِكاف ، وأكّف الأُكاف أي عمله ، والأَكّاف كشدّاد صانع الأكاف وبائعه.

الآلة والأداة ص ١٩.

(٢) القَتَب بالتحريك : الأكاف ، وهو أكثر استعمالاً لذلك من القِتْب ، وقيل هو إكاف صغير على قدر سنام البعير. الآلة والأداة ٢٥٩.

(٣) السرج : الرحل ، وقل استعماله للحبل ، جمعه سروج. الآلة والأداة ١٣٩.

(٤) في ط : « الأروية ». وانظر : الكليات لأبي البقاء ٩١٨.

(٥) في ( ل ) : « شيء ».

(٦) في ( ل ) : « ماله ».

(٧) كلمة ( من ) : ليست في ط ، ل.

(٨) فوقها في ( ح ) : حدودها.

(٩) في ل ، ط : « وغيرها ».

(١٠) في ( ل ) : « أو مرآة أو سيفاً ».

(١١) بعدها في ( ل ) : « وحلية ، وجمعه حلي ».

(١٢) كلمة « حسن » : ليست في ( ل ) ».

(١٣) في ( ط ) : « الثدي » : تحريف.

(١٤) في ( ل ) : « الشجر » ، تحريف.

(١٥) في ( ط ) : « الثياب » وانظر : الكلّيات ٨٨٧.

٤٧

وغيرها : فهو نَوْعٌ * كُلّ شَهْرٍ في صميمِ الحَرِّ : فهو شهرٌ ناجِرٌ * قال ذُو الرُّمَّةِ (١) :

صَرًى آجِنٌ يَزْوِي لَهُ المَرْءُ وَجْهَهُ

إذَا ذَاقَهُ الظَّمآنُ في شَهْرِ نَاجِرِ

كُلُّ ما لا رُوحَ لَهُ : فهو مَوَاتٌ * كل كلام لا تفهمُهُ العربُ : فهو رَطَانَةٌ * كُلُّ ما تَطَيَّرْتَ منه (٢) فهو لُجْمَةٌ ، ومنه قَوْلُ العرب للرجل إذا مات : عَطَسَتْ به اللُّجْمُ (٣) * كُلُّ شَيْءٍ يُتَّخَذُ رَبًّا وَيُعْبَدُ من دون الله عزوجل (٤) : فهو الزُّورُ والزُّونُ * كُلُّ شَيْءٍ رَقيقٍ (٥) من ماءٍ أو نَبْتٍ أَوْ عِلْمٍ : فهو رَكِيكٌ. كل شيءٍ له قَدَرٌ وخَطَرٌ : فهو نَفِيسٌ. كل كلمةٍ قبيحةٍ : فهي عَوْرَاءُ(٦). كل فَعْلَةٍ قبيحةٍ : فهي سَوْءَاءُ(٧). كُلُّ جوهرٍ من جواهِرِ الأرض كالذَّهَبِ والفِضَّةِ والنُّحاسِ (٨) : فهو الفِلِزُّ. كُلُّ شيءٍ أحاطَ بالشيءِ : فهو إطَارٌ لَهُ ، كإطار المُنْخُلِ والدُّقِّ وإطارِ الشَّفَةِ وإطَارِ البَيْتِ : كالمِنْطَقَةِ حَوْلَهُ. كُلُّ وَسْمٍ بِمِكْوًى (٩) : فهو نَارٌ. وما كان بغير مِكْوًى (١٠) : فهو حَرْقٌ وحَرٌّ(١١). كُلُّ شَيْءٍ لانَ من عُودٍ أو حَبْلٍ أو قناةٍ : فهو لَدْنٌ. كُلُّ شَيْءٍ جَلَسْتَ عليه (١٢) أَوْ نِمْتَ عليه فوجدتَهُ وَطِيئاً : فهو وَثِيرٌ(١٣).

٨ ـ فصل

عن أبي بكر الخوارزمي ، عن ابن خالويه

كُلُّ عِطْرٍ مَائِعٍ : فهو المَلَابُ. وكُلُّ عِطْرٍ يَابِسٍ فهو الكِبَاءُ(١٤). وكُلُ

__________________

(١) البيت في ديوانه ٣ / ٣٧٧ ، والصرى : المال الذي طال مكثه وتغير ، ورواية اللسان ( غير ) إذا بدل ( ولو ) ورواية الديوان ( ط دمشق ) « ولو ذاقه. ».

(٢) في ط ، ل : به.

(٣) في فصل المقال ٣٦٩ « تقول العرب للرجل إذا مات : ضحى ظله ، ولَعِق إصبعه وقرض رباطه ، وعطست به اللُّجم ».

(٤) ما بين المعقوفين زيادة عن ( ط ).

(٥) في ( ط ) « قليل رقيق ».

(٦) بعدها في ( ل ) : « وكل كلمة حسنة فهي عيناء ».

(٧) في ( ل ) : « شنعاء ».

(٨) في ( ل ) : « والرصاص ».

(٩) في ( ط ) : « بمكواة ».

(١٠) في ( ط ) : « بمكواة ».

(١١) في ( ط ) : « حزُّ ».

(١٢) ( عليه ) ليست في ط ، ل.

(١٣) في ( ل ) : « فوَجدته وطياً فهو وثيره ».

(١٤) في ( ل ) : « كباء ».

٤٨

عِطْر يُدَقُّ فهو الأَلَنْجُوجُ ( واليَلَنْجُوجُ ) (١).

٩ ـ فصل

يناسب ما تقدم (٢) في الأفعال ، عن الأئمة

كُلُّ شَيْءٍ جاوزَ الحدَّ : فقد طَغَى * كُلُّ شَيْءٍ تَوَسَّعَ : فقد تَفَهَّقَ (٣) * كُلُّ شَيْءٍ عَلا شَيْئاً : فقد تَسَنَّمَهُ * كُلُّ شَيْءٍ يَثُورُ للضَّرَرِ : يقال له : قد (٤) هاجَ ، كما يقال : هَاجَ الفَحْلُ ، وهَاجَ الشَّرُّ بين القوم ، وهاجت الرياحُ الهُوجُ ، وقد هَاج به الدَّمُ (٥) ، وهَاجَتْ الحَرْبُ ، وهَاجَت الفِتْنَةُ *

١٠ ـ فصل (٦)

وجدته عن أبي الحسين أحمد بن فارس (٧) ، ثم

عرضته على كتب اللغة فَصَحَ

اقْتَمَ ما على الخُوَان (٨) : إذا أَكَلَهُ كُلَّهُ * واشْتَفَ ما في الإناءِ : إذَا شَرِبَهُ كُلَّه * وامْتَكَ الفَصِيلُ ضَرْعَ أُمِّهِ : إذا شَرِبَ كُلَّ مَا فيهِ * ونَهَك الناقَةَ حَلْباً : إذا

__________________

(١) ما بين المعقوفين زيادة عن ( ل ). يقال : عود يلنجوج وألنجوج ، وهو العود الذي يتبخر به. الإبدال لابن السكيت ١٣٦.

(٢) في ( ط ) : ( تقدمه ). وهذا الفصل بتمامه في ( ط ) باختلاف الترتيب.

(٣) في ( ل ) : ( تفهَّق ، وتَفَيْهَق ).

(٤) كلمة ( قد ) : ليست في ط ، ل.

(٥) بعدها في ( ل ) عبارة : « وهاجت به المرأة ».

(٦) هذا الفصل بتمامه ليس موجوداً في ( ل ).

(٧) هو أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا الرازي اللغوي ، توفي في سنة ٣٩٥ ه‍ ، وكان فقيهاً شافعياً ، كوفي المذهب في النحو ، ويعد من أئمة اللغة وفي وقته ، واشتهر بحسن التأليف ، ومن مؤلفاته : الإتباع والمزاوجة والأضداد وتمام فصيح الكلام والمجمل والصاحبي في فقه اللغة ، وغيرها. راجع ترجمته في : إنباه الرواة ١ / ٩٤ ومعجم الأدباء ٤ / ٨٠ ووفيات الأعيان ١ / ١٠٠ والمقدمة التي صنعها الدكتور رمضان عبد التواب لمقدمة تحقيق كتاب الفرق لابن فارس ٥ ـ ٤٣.

(٨) الإبدال لابن السكيت ٧٢ ـ ٧٣ الخُوان : أعجمي معرب ، وقد تكلمت به العرب قديماً ، وفيه لغتان جيدتان : خِوَان وخُوان ولغة أخرى دونهما وهي إخْوَان. والخوان : ما ليس عليه طعام فإذا كان عليه طعام سمي مائدة.

انظر : المعرب ١٢٩ وفصيح ثعلب ٢٩٣ وشرح الفصيح ١٣٥ والإصلاح ١٠٦ وأدب الكاتب ٥٤٥.

٤٩

حَلَبَ لَبَنَها كُلَّهُ * ونَزَفَ البِئْرَ : إذا استخرج مَاءَها كُلَّهُ * وسَحَفَ الشَّعَرَ عن الجلد إذا كَشَطَهُ عنه كُلَّهُ * واحْتَفَ ما في القِدْرِ : إذا أكلَهُ كُلَّهُ * وسَمَّدَ شَعْرَه وسَبَّدَهُ (١) : إذا أخذَهُ كُلَّهُ *

١١ ـ فصل

عن ابن قتيبة (٢)

ولَدُ (٣) كُلِّ سَبُعٍ : جَرْوٌ (٤). وَلَدُ كُلِّ طَائرٍ : فَرْخٌ. وَوَلَدِ (٥) كُلِّ وَحْشِيَّةٍ : طَلا(٦). وكُلُّ ذَاتِ حافرٍ : نَتُوجٌ وعَقُوقٌ. وكُلِّ ذَكَرٍ : يُمْذِي ، وَكُلُّ أنثى : تَقْذِي.

١٢ ـ فصل

عن أبي على لغدة الأصبهاني (٧)

كُلُّ ضاربٍ بِمُؤَخِّرِهِ : يَلْسَعُ كالعقرب والزُّنْبُورِ (٨). وكُلُّ ضاربٍ بفمه (٩) : يَلْدَغُ ، كالحيّة وَسَامَّ أَبْرَصَ. وكُلُّ قَابِضٍ بأسنانه : يَنْهَشُ (١٠) كالسِّبَاعِ.

__________________

(١) قال أبو عبيدة : قد سمَّد شَعَرَهُ وسَبَّدَهُ ، والتسبيد : أن يسأتصل شَعَرَهُ حتى يلصقه بالجلد ، ويكون التسبيد أن يحلق الرأس ثم يَنْبُتُ منه الشيء اليسير. وقال الأصمعي : يقال للرجل حين يَنْبُتُ شَعَرِ ، ويَسْوَدُّ ويستوي : قد سَبَّدَ ».

(٢) هو أبو محمد عبد الله مسلم بن قتيبة ، ولد بالكوفة ، وتولى قضاء دينور ولذا لقب بالدينوريّ ، كان عالماً بالنحو واللغة وغريب القرآن ومعانيه والشعر والفقه ، من أشهر مؤلفاته : الشعر والشعراء ، وعيون الأخبار ، توفي سنة ٢٧٦ ه‍.

راجع في ترجمته طبقات النحاة واللغويين ١٨٣.

(٣) انفردت ( ل ) بعبارة « ولد كل إنسان طفل » في أول الفصل.

(٤) في انفرق لابن فارس ٨٠ والفرق لثابت ٩٤ : « ولد الكلبة جرْو ».

(٥) في ط ، ل : ولد.

(٦) في ( ط ) : ( طفل ). وفي ( ل ) : طلاً وخشف. وانظر الفرق لابن فارس ٨٢ وفي الصحاح ( طلا ) ٦ / ٢٤١٤ « الطلا : الولد من ذوات الظلف ».

(٧) هو الحسن بن عبد الله ، ويكنى أبا عبد الله ، صنَّف في النحو واللغة وخلط المذهبين ، له كتاب الرد على الشعراء ، وكتاب علل النحو انظر : بغية الوعاة ١ / ٥٠٩.

(٨) في ( ل ) : والزنبور والنحل.

(٩) في ( ل ) : بفيه.

(١٠) في ( ل ) : كالكلب وسائر السباع.

٥٠

١٣ ـ فصل

وجدته في تعليقاتي عن أبي بكر الخوارزمي (١) ،

يليق بهذا المكان

غُرُّةُ كُلِّ شَيْءِ : أَوَّلُهُ. كَبِدُ كُلِّ شَيْءٍ : وَسَطُهُ. خَاتِمَةُ كُلِّ شَيْءٍ : آخِرُهُ.

غَرْبُ كُلِّ شَيْءٍ : حَدُّهُ (٢). فَرْعُ كُلِّ شَيْءٍ : أَعْلَاهُ. سِنْخُ كُلِّ شَيْءٍ : أَصْلُه.

جَذْمُ (٣) كُلِّ شيء : أَصْلُهُ. أَزْمَلُ كُلِّ شيءٍ : صَوْتُهُ. تَبَاشِيرُ كل شيء : أَوَّلُهُ ، ومنه تَبَاشِيرُ الصُّبْحِ. نُقَاوَة (٤) كُلِّ شَيْءٍ (٥) : ضِدُّ نُفَايَتِهِ ، غَوْرَ كل شيء : قَعْرُهُ.

١٤ ـ فصل

يناسب موضوع الباب في الكلّيات ، عن الأئمة (٦)

الجَمُ : الكثيرُ من كُلِّ شَيْءٍ. الرَّحْبُ : الوَاسِعُ من كُلِّ شَيْءٍ. الصَّرِيحُ : الخَالِصُ من كُلِّ شَيْءٍ. العِلْقُ : النَّفِيسُ من كُلِّ شَيْءٍ الذَّرِبُ : الحَادُّ من كُلِّ شَيْءٍ. المُطَهَّمُ : الحَسَنُ التَّامُ (٧) من كُلِّ شَيْءٍ. الصَّدْعُ : الشَّقُ في كُلِّ شَيْءٍ. الطَّلا : الصَّغِيرُ من وَلَدِ كُلِّ شَيْءٍ (٨). الزِّرْيَابُ (٩) الأَصْفَرُ من كُلِّ شَيْءٍ. العَلَنْدَى : الغَلِيظُ من كُلِّ شَيْءٍ (١٠).

__________________

(١) في ( ل ) : ( الخوارزمي عن ابن خالويه ).

(٢) بعدها في ( ل ) العبارة : « شياة كل شيء : حَدُّه ».

(٣) في ( ط ) : جذر.

(٤) في ( ط ) : نُقَايَةُ.

(٥) عبارة ( ل ) : ( نقاة كل شيء ونقاوتة ).

(٦) الفصل بتمامه في ( ط ) باختلاف الترتيب. وفي ( ل ) : ( عن أبي الحسين أحمد بن فارس عن مشايخه رحمهم‌الله ).

(٧) في ( ل ) : التّام الحسن.

(٨) عبارة ( ل ) : الولد الصغير.

(٩) الزِّرياب : بالكسر ، الذهب أو ماؤه ، معرب. القاموس المحيط ( زرب ) ١ / ٧٨.

(١٠) في ( ل ) : وبضم العين عن الجرمي.

٥١

الباب الثاني

في التنزيل والتمثيل

١ ـ فصل في طبقات الناس وذكر سائر الحيوانات وأحوالها وما يتصل بها

عن الأئمة

الأسْباطُ من (١) ولدِ إسحاقَ : بمنزلة القبائل في ولَدِ إسماعيلَ عليهما‌السلام.

أرداف الملوك في الجاهلية : بمنزلة الوزراء في الإسْلامَ والرِّدَافَةُ كالوَزارة (٢). قال لبيد (٣) :

وشَهِدْتُ أَنْجِيَةَ الأُفاضة (٤) عالياً

كَعْبي وأردافُ الملوك شهودُ

والأقيالُ (٥) لِحِمْيَر : كالبطاريق للرُّوم (٦). المُرَاهِق من الغِلْمان : بمنزلة

__________________

(١) في « ط » : في.

(٢) في « ج » : ضبطت الوزارة بالحروف ، بفتح الواو كسرها معاً.

(٣) ديوانه ص ٤٧ والأنجية : مجالس التجمع ، والأرداف : جمع ردف ، وهو الذي يجلس عن يمين الملك.

(٤) في ( ط ) الأفاقة ، وبهامشها في ( ج ) عن النسخة المقابلة « الأفاقة » ، والأفاقة ( بالضم ) موضع من الحزن قرب الكوفة ، منازل آل المنذر.

(٥) في القاموس ( قيل ) ٤ / ٤٢ القَيْلُ : ديوان الملك الأعلى في حِمْيَر.

(٦) في ( ل ) « والقواد للعرب والمرازبة للفرس ، والطراخنة للترك ، والهيالج للصينُ وإسباهيد للجيل ، والتكاكرة للهند » وفي المعرب ٧٦ : البطريق : بلغة الروم هو القائد وجمعه بطارقة. وقال الأستاذ شاكر : وقد تكلموا به ، ولما سمعت العرب بأن البطارقة أهل رئاسة ؛ صاروا يصفون الرئيس بالبطريق ، وإنما يريدون به المدح وعظم الشأن.

٥٢

المُعْصِر من الجَوَارِي. الكاعب (١) منهنَّ : بمنزلة الحَزَوَّر منهم (٢). الكهْل من الرجال : بمنزلة النَّصَف من النِّساء. القارِحُ (٣) من الخيْل : بمنزلة البازِل من الإِبل. الطِّرفُ من الخيل : بمنزلة الكريم من الرجال. والبَذَج (٤) من أولاد الضأْن : مثل العَتُودِ (٥) من أولاد المَعْز.

الشَّادِن (٦) من الظِّباء كالنَّاهِض من الفِرَاخ. العَجيرُ (٧) من الخيل كالسَّريس (٨) من الإِبل ، والعِنِّين من الرجال. رُبُوضُ الغنم : مثل بُرُوك الإِبل ، وجُثُوم الطير (٩) وجُلُوس الإنسان. خِلْف (١٠) النَّاقة : بمنزلة ضَرْع البَقَرة وثَدْيِ المرْأَةِ. البراثن من الكلب (١١) : بمنزلة الأصابع من الإنسان. الكَرِشُ من الدَّابَّة (١٢) : كالمَعِدَة من الإنسان والحَوْصَلَة من الطائر. المُهْر من الخيل : بمنزلة الفَصِيل من الإِبل والجَحْش من الحَمِير ، والعِجْل من البقر. الحَافِر للدَّابَّة : كالفِرْسِ للبعير. المَنْسِم (١٣) للبعير : بمنزلة الظُّفر للإنسان ، والسُّنْبُك للدابة ، والمِخْلَب للطير (١٤). والخُتَان في الدَّوَاب كالزُّكام في الناس (١٥).

__________________

(١) في ( ط ) ( والكاعب ).

(٢) ( منهم ) ليست في ( ط ) وفي ( ل ) ( من الرجال ).

(٣) القارح من ذي الحافر ، بمنزلة البازل من الإِبل. اللسان ( قرح ) ٥ / ٣٥٧. وفي القاموس ( بزل ٣ / ٣٣٤ ) « ناقة بازل وبزول وذلك من تاسع سِنّيه ، وليس بعد سنٌ تُسَمَّى ».

(٤) انظر : الفرق الثابت ٨٠.

(٥) انظر الفرق الثابت ٧٧ : العتودة من أولاد المعز ما رعى وقوى وأتى عليه حول ، وجمعه أَعْتِدة وعُتُد ، وهو جَدْيٌ.

(٦) في الفرق الثابت : الشادن من الظباء ما طلع قرناه ، وذلك حين شدا ، أي قوي على المشي ، وتحرك. وفي الفرق لابن فارس ٩٢ : الشادن : ولد الظبية إذا احتجب أمه وفي المخصص ٨ / ٢١ وغلب الشادن على ولد الظبية حتى صار اسماً غالباً.

(٧) في ( ح ) بالراء والزاي ، وفي ( ل ) العجيز بالزاي وفي الفرق لابن فارس ٧٥ والمخصص ٧ / ٧ : فرس عجير ، وهو كالعِنّين من الرجال.

(٨) في ( ل ) « كالشريش » وهو تحريف. وفي الصحاح ( سرس ) ٢ / ٩٣٤ ( السَّريس ) : الذي لا يأتي النساء ، وقال أبو عبيدة : هو العِنِّين ».

(٩) في ( ل ) : « الطائر ».

(١٠) في الفرق لابن فارس ٥٩ : خِلْفُ الناقة : الذي يقبضُ عليه الحالِبُ. ولكل ناقة أربعة أخلاف وانظر الفرق لثابت ٢٤ ، ونظام الغريب ١٨١ : فالخِلْفُ يقابل في ذوات الخُفّ : الثَّدْي عند الإنسان.

(١١) في ( ل ) : السبع.

(١٢) في ( ل ) : الدواب.

(١٣) في الفرق لابن فارس ٦٣ : « هو الظفر من الإنسان ومن البعير : المِنْسَم ».

(١٤) في ( ل ) : للطائر.

(١٥) في ( ل ) : في سائر الناس.

٥٣

اللُّغام للبعير : كاللُّعَابِ للإِنسان. المُخَاط من الأنف : كاللعاب من الفَم. النَّثِير(١) للدَّواب : كالْعُطَاس للنَّاس. النَّاقَة اللَّقُوح : بمنزلة الشاة اللَّبُون ، والمرْأَةِ المُرْضِعة (٢). الوَدْجُ (٣) للدَّابة : كالفَصْدِ للإنسان.

خَلاء البعير (٤) بمنزلة (٥) حِرَان الفَرس * نُفُوق الدَّابَّة بمنزلة (٦) موت الإِنسان الزَّهْلَقَةَ للحمار بمنزلة الهَمْلَجة (٧) للفرس * سَنَق (٨) الدَّابَّة : بمنزلة اتِّخام الإِنسان وهو في شعر الأعشى (٩) * الغُدَّةُ للبعير : كالطَّاعون (١٠) للإِنسان * الحَاقِنُ للبول : كالحَاقِب للغائط * الحُصْر من الغائط : كالأُسْرِ من البول * الهَمَجُ فيما يطير : كالحشرات فيما يمشي * الصِّيْق (١١) من الدابة (١٢) : كالفَسْو من الإنسان * النَّاتج للإِبل : بمنزة القابلة للنساء إذا وَلَدْن (١٣) * صَبَارَّة الشتاء : بمنزلة حَمَارَّة الصَّيْفِ. (١٤)

٢ ـ فصل في الإِبل عن المبرد

البَكْر(١٥) : بمنزلة الفَتَى * والقَلُوص : بمنزلة الجارية * والجَمَل بمنزلة الرجُل. والناقة بمنزلة المرأة * والبعير : بمنزلة الإِنسان *

__________________

(١) في ( ل ) : ( النشير ) بالشين المعجمة وهو تصحيف.

(٢) في ( ل ) : المرضع.

(٣) الوَدَج والوِداج : عِرْقٌ في العنق وهو لها كالفَصْدِ للإِنسان. انظر الصحاح ( ودج ) ١ / ٣٤٧.

(٤) في ( ل ) : الناقة.

(٥) في ( ط ) : مثل.

(٦) في ( ط ) : مثل.

(٧) الهِمْلاج من البرازين ، واحد الهمالج ، ومشيتها الهملجة ، فارسيُّ معرب.

وهملج : أي أسرع ، وفي اللسان : والهملجة والهملاج في حسن سير الدابة في سرعه ، هملج : انظر المعرب ٣٥٠ واللسان هملج.

(٨) في ( ل ) ( والسنق للدابة بمنزلة الاتخام ).

(٩) البيت ليس في ( ط ) أو ( ح ) وهو في ( ل ) : قال لأعشى :

سألتُ حبيبى الوصلَ منه دُعابَةً

وأعْلَمُ أنَّ الوصل ليس يكونُ

فمَاسَ دلالاً وابتهاجاً وقال لى

برفقٍ مجيباً ( ما سألتَ يَهُونُ)

وهو في ديوان ص ٢١٧.

(١٠) في ( ل ) : بمنزلة الطاعون.

(١١) بإزائه في ( ح ) بلا علامة إلحاق ـ عبارة : الحصفُ في البهائم كالضُّراطِ للناس ويقال : الحبق. وفي الفرق الثابت ٤٥ : الحبق للعَنز.

(١٢) في ( ل ) : ( للدابة ).

(١٣) في ( ل ) : ( ولدت ).

(١٤) في ( ط ) : ( القيظ ).

(١٥) في الفرق لابن فارس ص ٨٩ « البكر للذكر ، والبكرة للأنثى ».

٥٤

٣ ـ فصل علقته عن أبي بكر الخوارزمي

المِخْلاف (١) لِلْيَمن : كالسَّوَاد للعِراق ، والرُّسْتاق (٢) لخُراسان * والمِرْبَدُ لأهل الحجاز : كالأنْذَرِ لأهل الشَّام ، والبَيْدَر لأهل العَراق * والإِرْدَبُ (٣) لأهل مصر : كالقَفِيز لأهل العراق.

٤ ـ فصل في أنواع من الآلات والأدوات عن الأئمة

الغَرْزُ للجمل : كالرِّكاب للفَرَس * الغُرْضَة (٤) للبعير : كالحزَام للدَّابة * السِّناف للبعير : كاللُّبَب (٥) للدابة * المِشْرَط ) للحَجَّام : كالمِبْضَع للفَصَّاد (٧) والمِبْزَغ (٨) للبَيطَار.

__________________

(١) المصباح المنير ( خلف ) ٦٩ : المخلاف بكسر الميم بلغة اليمن الكُورة ، والجمع : المخاليف واستعمل على مخاليف الطائف أي نواحيه ، وقيل في كل بلد مخلاف ـ أي ناحية.

(٢) في ( ح ) بهامشه ( بخط الهروي ) بالشين ورزداق. وفي الألفاظ الفارسية المعربة ٧١ : الرزداق والرُّستاق : السواد والقرى تعريب رؤستا. والرزداق الصف من الناس والسطر من النخل وفي المعرب ١٥٨ كان الفراء يقول : الرُّسْدَاقُ والرُّسْتَاقُ وهو مُعَرَّب » ؛ ولا تقل : رُسْتَاق.

وقال ابن السكيتُ : رَسْدَاق ورزداق ولا تقل : رُسْتَاق ثم قال : مادة رسدق : الرسداق. والرزداق : فارسي ، بيوت مجمعة. والرساتيق : جمع رُسْتَاق بضم الراء وسكون السين. ( هامش المعرب للمحقق ).

(٣) بهامشه في ( ح ) الإِرْدَبُّ ست وَيْبات.

والوَيْبَة ستة عشر قدحاً. وفي الآلة والأداة ٢١ : الإِردَبُّ بكسر فسكون وفي آخره باءٌ مشددة ، مكيال ضخم بمصر ويطلق الإِردب أيضاً على القناة التي يجري فيها الماء على وجه الأرض.

(٤) الغُرْضة كُغرْفة : التصدير ، وهو للرجّل كالحزام للسرج جمعها غروض. الآلة والأداة (٢٣٥).

(٥) اللَّبَبُ بالتحريك ما يُشَدُّ من سيور السرج في اللّبة من صَدْرِ الدَّابَّة ليمنع استئخار السرج جمعه ألباب ، يقال : أَلَبَّ الدابة إلباباً : أي جعل لها لَبَباً. الآلة والأداة (٣٢٦).

(٦) المِشرط بالكسر ، وكذا المشراط : المبضع وعُلِّب على الذي يشرط به الجلد لاستفراغ الدم كمبضع الحجام. جمعه مشارط ومشاريط. الآلة والأداة (٣٦٢).

(٧) في ( ط ) للفاصد.

(٨) في ( ط ) المبزع [ بالعين غير المعجمة من أعلى ] ـ والمبزع : المشرط. يقال : بزغ دمه بالمبزغ أي أساله. الآلة والأداة (٣٢٦). وانظر المصباح المنير مادة ( بزغ ) ١٨.

٥٥

٥ ـ فصل في ضروب مختلفة الترتيب عن الأئمة

الرُّؤْبَة للإِناءِ : كالرُّقْعة للثَّوب * الدَّسم من كلِّ ذي دُهن : كالوَدَك من كلِّ ذي شحم * العقاقير مما (١) تُعَالج به الأدوية : بمنزلة التَّوَابل (٢) فيما تعالج به الأطعمَة والأفْوَاهُ فيما يُعالج به الطّيب * البِذْرُ لِلحِنْطَة والشَّعِير وسائر الحُبُوب : كالبَزْر للرَّياحين والبُقُول * اللَّفْح من الحرِّ : كَالنَّفْح من البَرْد * الدَّرَج إلى فوق : كالدَّرَك إلى أسفل ، ومنه قيل : إن الجنة دَرَجات والنارَ (٣) دَرَكات * الْهَالةُ للقمر : كالدَّارة للشّمس * الغَلَتُ في الحساب (٤) : كالغَلَط في الكلام * البَشَمُ (٥) من الطعام كالبَغَر (٦) من الشراب والماء (٧) * الوَهْنُ من العظم والأمر : كالوَهَن في الثَّوب والحبْل * حَلَا في فمي : مثل حَلِيَ في صدري (٨) * الضُّعْف في الجسم : كالضَّعْف في العقل (٩) * البَصيرة في القلب : كالبَصَر في العين * الوُعُورة في الجبل * كالوُعُوثَة في الرمل * العَمَى في العين : مثل العَمَهِ (١٠) في الرأي * البَيْدَر للحِنْطة : بإزاء (١١) الجَرِين للزَّبيب ، والمِرْبَد للتَّمر.

__________________

(١) في ( ط ) : فيما.

(٢) في ( ط ) : كالتوابل.

(٣) في ( ل ) : للجنة درجات وللنار دركات.

(٤) بهامشه في ( ح ) : قال الهروي : الغلت في الحساب. عن كتاب غريب الهروي.

(٥) البَشَم : التَّخمة ، يقال : بَشِمْت من الطعام بالكسر ، وبَشِمَ الفصيل من كثرة شرب اللبن وقد أبشمهُ الطعام. الصحاح ( بشم ) ٥ / ١٨٧٣.

(٦) البَغَر بالتحريك : داء وعطش. قال الأصمعي : هو عطش بأخذ الإِبل فتشرب فلا تروى وتمرض عنه فتموت ... وعُيِّر رجلٌ من قريش فقيل له : مات أبوك بَشماً ، وماتت أمك بغرا » الصحاح ( بغر ) ٢ / ٥٩٤.

(٧) ( والماء ) ليست في ( ل ) ولا في ( ح ).

(٨) بعدها في ( ل ) : العُلُّو في الارتقاء : كالعَلَاءِ في الشَّرف.

(٩) في ( ل ) : بعدها ، ( والرأي ).

(١٠) في ( ل ) : كالعَمَهِ.

(١١) في ( ط ) : بمنزلة.

٥٦

الباب الثالث في الأشياء التي تختلف أسماؤها وأوصافها باختلاف أحوالها

١ ـ فصل فيما روي فيها عن أبي عبيدة (١)

لا يُقَال : كأس ، إلا إذا كان فيها شَرَاب ، وإلّا فهي زجاجة * ولا يقال : مائِدَة ، إلا إذا كان عليها طَعَام وإلا فهي خُوَان * ولا يُقَال : كُوز إلا إذا كانت له عُرْوة ، وإلا فهو كُوب * لا يقال (٢) : قَلَمٌ ، إلا كان مَبْرِيّاً ، وإلا فهو أُنْبُوبة (٣) * ولا يقال : خَاتَم ، إلا إذا كان فيه فَصّ ، وإلا فهو فتْخَة * لا يقال (٤) : فَرْوٌ إلا إذا كان عليه صُوف وإلا فهو جِلْدٌ * ولا يقال : رَيْطَة إلا إذا لم يكن (٥) لِفْقَيْن ، وإلا فهو (٦) مُلَاءَة * ولا يقال : أَرِيكة ، إلا إذا كان عليها حَجَلة ، وإلا فهي سرير * ولا يقال : لَطِيمة (٧) ، إلا إذا كان فيها طِيب ، وإلا فهي (٨) عِيرٌ * ولا يقال : رُمْح إلا إذا كان عليه سِنان (٩) وإلا فهو قَنَاة (١٠).

__________________

(١) كذا في ( ل ) أما عبارة ( ط ) فهي « فيما روي عن الأئمة وعن أبي عبيدة ».

(٢) في ( ط ) : ولا يقال.

(٣) في ( ل ) : قصب.

(٤) في ( ط ) : ولا يقال.

(٥) في ( ط ) : تكن بالتاء من أعلى.

(٦) في ( ط ) فهي.

(٧) بهامشه في ( ح ) اللطيمة : الإِبل التي تحمل الطيب والبر. من كتاب العين.

وقيل : اللطيمة المسك وقَيْل الإِبل التي تحمل الطيب وقيل أوعية من عطر.

(٨) في ( ل ) : فهو.

(٩) في ( ل ) ( زجٌ ).

(١٠) العبارة بتمامها ليست في ( ح ).

٥٧

٢ ـ فصل في احتذاء سائر الأئمة (١) تمثيل أبي عبيدة

في (٢) هذا الفن

لا يقال : نَفَق ، إلا إذا كان له مَنْفَذ وإلّا فهو سَرْب (٣) * لا يقال : عِهْنٌ إلا إذا كان مَصْبُوغاً ، وإلَّا فهو صُوف * ولا يقال : لحْمٌ قَدِيد ، إلا إذا كان مُعَالَجاً بتَوَابل ، وإلا فهو طَبيخ * ولا يقال : خِدْر ، إلا إذا كان مُشْتَملاً على جَارِية وإلا فهو سِتْر * ولا يُقال : مِغْوَلٌ (٤) إلا إذا كان في جَوْفِ سَوْطٍ ، وإلا فهو مِشْمَل * ولا يقال : رَكِيَّة ، إلا إذا كان فيها ماء قلَّ أو كَثُر (٥) وإلا فهي بِئْر * ولا يقال : مَحْجَن إلا إذا كان في طَرَفه عُقَّافَة وإلا فهو (٦) عصا * ولا يقال : وَقُود ، إلا إذا اتَّقدت فيه النَّارُ ، وإلا فهو حَطَب * ولا يقال : سَيَاع إلا إذا كان فيه تِبْن ، وإلا فهو طين * ولا يقال : عَوِيل ، إلا إذا كان معه رَفْعُ صَوْتٍ ، وإلَّا فهو بُكَاء * ولا يقال : مَوْرٌ للغُبار ، إلا إذا كان بالريح ، وإلا فهو رَهَج * لا يقال : الثَّرَى ، إلا إذا كان نَدِيًّا ، وإلا فهو تُرَاب * لا يقال مَأْزِق ومأْقِط إلا في الحرب ، وإلا. فهو مَضِيق * لا يقال : مُغَلْغَلَة ، إلا إذا كانت محمولة من بلد إلى بلد ، وإلا فهي رسالة * ولا يقال (٧) : قَرَاحٌ ، إلا إذا كانت مُهَيأة للزراعة (٨) ، وإلا فهي بَراحٌ * ولا يقال (٩) : للعبد : آبِق ، إلا إذا كان ذِهابُه من غير خَوْف ولا كَدّ عَمَل ، وإلا ، فهو هاربٌ * لا يقال لماءِ الفَمِ : رُضَابٌ ، إلا ما دام في الفم ، فإذا فَارَقَه فهو بُصَاق (١٠) * لا يقال للشجاع : كَميّ ، إلا إذا كان شاكِيَ السِّلاح ، وإلا فهو بَطَل (١١).

__________________

(١) في ( ل ) زيادة ( من أهل اللغة ).

(٢) في ( ط ) ( من ).

(٣) في ( ط ) سَرَب ـ بفتح الراء ، وفي ( ح ) بإسكانها.

(٤) بهامش ( ح ) المغول سكنِ صغير يجعل من السوط ، وقيل : حديدة تدخل في عود السوط يغال به.

(٥) ( قل أو كثر ) ليست في ( ل ).

(٦) في ( ل ) : فهي ، وفي ( ح ) ( فهو ) وفوقها ( فهي ).

(٧) في ( ل ) و ( ط ) : ( لا يقال ).

(٨) في ( ل ) للزرع.

(٩) في ( ط ) و ( ل ) : ( لا يقال ).

(١٠) في ( ل ) البزاق والبصاق ـ وفي ( ج ) « بصاق وبإزائه بزاق ».

(١١) بعده في ( ل ) : لا يقال : عكازة ، إلا إذا كان في أسفلها زجٌّ وإلا فهي عصا.

٥٨

٣ ـ فصل فيما يقاربه ويناسبه

لا يقال للطَّبَق : مِهْدى ، إلا ما دامَتْ علَيْه الهديَّة (١) * لا يقال للإِبِل (٢) رَاوِية إلا ما دام عليها الْماءُ *

لا يقال لِلْمَرأة : ظَعِينَة إلا ، ما دَامتُ (٣) راكبة في الهَوْدَج * لا يقال للسِّرْجِين (٤) : فَرْث ، إلّا ما دام في الكَرِش * لا يقال للِدَّلْو : سَجْل ، إلا ما دام فيها ماء ، قلَّ أو كثُر * ولا يقال لها ذَنُوب ، إلا ما دامت مَلأَى (٥) * لا يقال (٦) للسَّرير : نَعْش إلا ما دام عليه الْمَيِّت (٧) * لا يقال للِعَظْم : عَرْق (٨) ، إلا ما دام عليه لحم * لا يقال للخِيْط : سِمْط إلا ما دام فيه خرز (٩) * لا يقال للثَّوْب : حُلَّة ، إلا إذا كان ثَوْبين اثنين من جِنْس واحد * لا يقال لِلْحبل : قَرَن ، إلا أن يُقْرَن فيه بعِيران * لا يقال لِلْقَوم : رُفْقَة ، إلا إذا ما داموا (١٠) مُنْضمِّين في مَجْلس واحد (١١) ، أو في مَسِير واحد ، فإذا تفرَّقوا ذهَب عنهُم اسْم الرُّفْقة ، ولم يذهبْ عنهم اسمُ الرَّفِيق * لا يُقالَ للبطِّيح : حَدَجٌ (١٢) إلا ما دامت صِغاراً خُضْرا * لا يقال للذَّهب : تبرٌ ، إلا ما دام (١٣) غير مصوغ * لا يُقال للحِجَارة : رَضْف ، إلا إذا كانت مُحْماة بالشَّمس أو النَّار * لا يقال للشمس : الغَزَالة (١٤) ، إلا عند ارْتِفاع النَّهار (١٥) * لا يقال للثَّوْب : مُطْرَف إلا إذا كان في طرفيه

__________________

(١) بعدها في ( ل ) : لا يقال للثوب : حلة ، إلا إذا كان من ثوبين اثنين من جنس واحد.

(٢) كذا في ( ل ) وفي ( ط ) للبعير.

(٣) في ( ل ) : إلا إذا كانت راكبة.

(٤) في المعرب ١٨٦ : السّرقين : معرب ، أصله ( سِرْجين ). قال الأصمعي : لا أدري كيف أقوله. قال الشيخ شاكر : وهو تعريب سرْكَين بالكاف الفارسية التي تنطق كالجيم غير المعطشة. وفي الألفاظ الفارسية المعربة ٨٩ : السرجين والسِّرقين : تعريب سِرْكَين وهو الزبل ».

(٥) كذا في ( ل ) : أما في ( ط ) « إلا إذا كانت ملأى ».

(٦) في ( ط ) ولا يقال.

(٧) بعدها في ( ل ) وكذلك الجنازة لا تقع إلا على الميت الذي على السرير وإلا فهو سرير وشرجع.

(٨) في ( ل ) عراق : تحريف.

(٩) في ( ط ) الخرز. وبعدها في ( ل ) وإلا فهو سِلْكٌ.

(١٠) في ( ط ) ( إلا ما داموا ).

(١١) عبارة ( في مجلس واحد أو ) ليست في ( ل ).

(١٢) في ( ل ). حرج : تحريف.

(١٣) في ( ل ) ( إلا إذا كان ).

(١٤) في ( ل ) : غزالة.

(١٥) بعدها في ( ل ) : لا يقال لها : جونة إلا عند تصوّبها للمغيب.

٥٩

عَلَمان * لا يقال للمجلس : النَّادي ، إلا ما دام (١) فيه أَهْلُه * لا يقال للرِّيح : بَلِيل ، إلا إذا كانت باردة ومعها نَدًى * لا يقال لِلْمَرْأة : عَاتِق ، إلا ما دامت في بَيْت أَبَويْها (٢).

٤ ـ فصل في مثله ( * )

لا يقال للبَخِيل : شَحِيح ، إلا إذا كان مع بُخْلِه حَرِيصاً * لا يقال للذي يَجِد الْبَرْد : خَرِص ، إلا إذا كان مع ذلك (٣) جائِعاً * لا يقال للماءِ المِلْح : أُجَاج ، إلا إذا كان مع مُلُوحَتِه مُرًّا * لا يقال للإِسْراع في السَّيْر : إهْطَاع ، إلا إذا كان معه خَوْف * ولا يقال : إهْرَاع ، إلا إذا كان معه رِعْدَة ، وقد نطق بهما القُرآن (٤) * لا يقال للجبان : كَعٌ ، إلّا إذا كان مع جُبْنه ضَعِيفاً (٥) * لا يقال لِلْمُقيم بالمكان : مُتَلَوِّم ، إلا إذا كان على انتظار * لا يقال للفَرَس : مُحَجَّل ، إلا إذا كان البياض في قوائمه الأرْبع أو في ثَلاث مِنْها (٦).

__________________

(١) كذا في ( ل ) وفي ( ط ) : إلا إذا كان.

(٢) في ( ح ، ل ) بعدها : فصل في مثله.

( * ) هذا الفصل ضمن الفصل الثالث في ( ط ).

(٣) عبارة ( مع ذلك ) ليست في ( ل ).

(٤) في ( ط ) : ( وقد نطق القرآن بهما ).

(٥) عبارة ( ل ) : كان ضعيفاً مع جبنه.

(٦) في ( ل ) : أو ثلاث.

٦٠