بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٨١
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

أن أجعل ارتفاع قبره أربعة أصابع مفرجات (١).

وقال تتوضأ إذا أدخلت القبر الميت واغتسل إذا غسلت ولا تغتسل إذا حملته (٢).

وقال عليه‌السلام إذا أتيت به القبر فسله من قبل رأسه وإذا وضعته في القبر فاقرأ آية الكرسي وقل بسم الله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله اللهم افسح له في قبره وألحقه بنبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله وقل كما قلت في الصلاة مرة واحدة واستغفر له ما استطعت (٣) قال وكان علي بن الحسين عليه‌السلام إذا أدخل الميت القبر قام على قبره ثم قال اللهم جاف الأرض عن جنبيه وصعد عمله ولقه منك رضوانا (٤).

إيضاح : قال في النهاية هول المطلع يريد به الموقف يوم القيامة أو ما يشرف عليه من أمر الآخرة عقيب الموت فشبهه بالمطلع الذي يشرف عليه من موضع عال انتهى قوله ويدخله القبر روى الكليني مضمونه بسند صحيح (٥) ويدل على عدم تعين عدد مخصوص لذلك وعلى جواز إدخال الشفع والوتر وعلى أن الاختيار في ذلك إلى الولي وربما يستفاد منه عدم دخول الولي نفسه وفيه نظر قال في المنتهى لا توقيف في عدد من ينزل القبر وبه قال أحمد وقال الشافعي يستحب أن يكون العدد وترا.

قوله فاقرأ أم الكتاب كذا ذكره في الفقيه نقلا عن أبيه ورواه في الكافي (٦) عن الصادق عليه‌السلام بزيادة قل هو الله أحد قوله بسم الله أي أضعه في اللحد متبركا أو مستعينا أو مستعيذا من عذاب الله باسمه الأقدس وفي سبيل الله أي سبيل رضاه وقربه وطاعته فإن تلك الأعمال لكونها بأمره تعالى من

__________________

(١ ـ ٤) فقه الرضا ص ٢٠ متفرقا في السطور.

(٥) الكافي ج ٣ ص ١٩٣.

(٦) الكافي ج ٣ ص ١٩٥.

٤١

سبيل قربه ورضوانه أي كائنا في سبيله وكائنا على ملة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مطابقا لأمرنا به وفي حسنة الحلبي (١) بعد ذلك اللهم افسح له في قبره وألحقه بنبيه.

وأما الاستقبال بالميت في القبر فالمشهور بين الأصحاب وجوبه وذهب ابن حمزة إلى الاستحباب والأشهر أظهر.

قوله اللهم جاف الأرض أي أبعد الأرض عن جنبيه ولا تضيق القبر عليه بالضغطة أو المراد به وسعة مكانه وحسن حاله في عالم البرزخ وصعد إليك أي إلى قربك وجوارك في الجنة أو إلى أعلى عليين أو إلى أوليائك من الأنبياء والأئمة صلوات الله عليهم أجمعين.

والرضوان بالكسر وقد يضم الرضا أي ابعث بشارة رضوانك أو ما يوجبه رضوانك من المثوبات تلقاء وجهه والتنوين للتفخيم ويحتمل التحقير أيضا إيذانا بأن القليل من رضاك كثير وإرادة خازن الجنان منه بعيدة هنا.

قوله عليه‌السلام ثم أدخل يدك اليمنى هذا موافق لما في الفقيه إلى قوله فإذا وضعت ولم أر في سائر الأخبار هذه الكيفية ولم يروه في الفقيه رواية بل يحتمل أن يكون من كلامه أو من كلام والده في رسالته إليه وقد يتوهم أنه من تتمة رواية سالم بن مكرم (٢) وهو بعيد عندي وزاد بعد قوله إلى آخرهم أئمتك أئمة هدى أبرار.

قوله عليه‌السلام فإذا وضعت إلخ رواه في الكافي (٣) في الحسن عن محمد بن مسلم بتغيير وزيادة وفي إسناد الأنس إلى الوحشة والوصل إلى الوحدة تجوز أي كن أنيسه في وحشته وصله برحمتك في وحدته.

قوله وقف زوجها روي عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : يكون أولى الناس

__________________

(١) الكافي ج ٣ ص ١٩٤.

(٢) راجع الفقيه ج ١ ص ١٠٨.

(٣) الكافي ج ٣ ص ١٩٦.

٤٢

بالمرأة في مؤخرها (١).

ولا ريب في استحباب حثو التراب ثلاث مرات لكن الأصحاب ذكروا استحباب الإهالة بظهور الأكف كما في هذه الرواية ورواية مرسلة رواها (٢) الشيخ عن أبي الحسن عليه‌السلام وسائر الأخبار ظاهرها أخذ التراب ببطن الكف والرمي بها فالظاهر التخيير بينهما ولعل الرمي ببطن الكف أولى وذكر القوم الترجيع عند الحثو واعترف الأكثر بعدم النص وهذه الرواية تدل على استحبابه عند نقض اليد.

وأما الدعاء وفضله فقد رواه في الكافي (٣) عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عليه‌السلام ورواه أيضا بسند حسن (٤) وزاد في آخره وما زادنا إلا إيمانا وتسليما وفيهما وتصديقا ببعثك.

قوله عليه‌السلام إيمانا بك وتصديقا نصبهما إما بالمفعولية المطلقة أي أومن بك إيمانا وأصدق ببعثك تصديقا أو بأن يكون كل منهما مفعولا لأجله أي أفعل تلك الأفعال لإيماني بك وبما أتى به نبيك ولتصديقي بأنه يبعث وينفعه تلك الأعمال أو بأن يكون كل منهما مفعولا به أي زادنا ما رأينا إيمانا وتصديقا أو أوقعنا إيمانا وتصديقا ولعل الثاني أظهر من الجميع.

قوله ثم ضع يدك ذكر نحوا من ذلك في الفقيه ويمكن استنباطه متفرقا من الأخبار قوله عليه‌السلام وإن كان أكثر أي إلى شبر جمعا.

قوله عليه‌السلام قال العالم المراد به الصادق عليه‌السلام كما روي في سائر كتب الحديث عنه عليه‌السلام قوله عليه‌السلام وشققنا يدل على أن اللحد أولى من الشق وأنه مع الضرورة تتأتى السنة بالشق وكونه عليه‌السلام بدينا إنما كان

__________________

(١) راجع التهذيب ج ١ ص ٩٣.

(٢) راجع التهذيب ج ١ ص ٩١.

(٣ ـ ٤) الكافي ج ٣ ص ١٩٨.

٤٣

يمنع من اللحد لعدم إمكان توسيع اللحد بحيث يسع جثته عليه‌السلام لرخاوة أرض المدينة وقال في المنتهى اللحد أفضل من الشق وهو قول العلماء روى الجمهور عن ابن عباس عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : اللحد لنا والشق لغيرنا. ولا بأس بالشق لأن الواجب مواراته في الأرض وهي تحصل معه ومعنى اللحد أنه إذا بلغ أرض القبر حفر في جانبه مما يلي القبلة مكانا يوضع الميت فيه ومعنى الشق أن يحفر في أرض القبر شقا يوضع الميت فيه ويسقف عليه وذلك يختلف باختلاف الأراضي في القوة والضعف فالمستحب في الأرض القوية اللحد وفي الضعيفة الشق للأمن من الانخساف وعليه يحمل حديث الباقر عليه‌السلام انتهى.

قوله عليه‌السلام رجلا بدينا في أكثر نسخ الحديث بادنا وفي القاموس البادن والبدين والمبدن كمعظم الجسيم قوله عليه‌السلام تتوضأ المراد بالتوضي غسل اليد كما روى الكليني في الصحيح عن محمد بن مسلم (١) عن أحدهما عليهما‌السلام قال : قلت الرجل يغمض عين الميت عليه غسل قال إذا مسه بحرارته فلا ولكن إذا مسه بعد ما يبرد فليغتسل وساق الحديث إلى أن قال قلت فمن حمله عليه غسل قال لا قلت فمن أدخله القبر عليه وضوء قال لا إلا أن يتوضأ من تراب القبر إن شاء. فإن الظاهر منه أيضا أن المراد أنه يغسل يده مما أصابها من تراب القبر وأما الحمل على التيمم بتراب القبر فلا يخلو من بعد إذ إطلاق الوضوء على التيمم غير مأنوس وأيضا فلا ثمرة للتخصيص بتراب القبر.

قوله عليه‌السلام إذا أتيت به القبر رواه الكليني وغيره في الحسن كالصحيح عن الحلبي (٢) إلى قوله ولقه منك رضوانا وفيه فسله من قبل رجليه وهو أصوب وعلى ما هنا لعل المعنى سابقا برأسه فالضمير راجع إلى الميت وفيه وقل كما قلت في الصلاة عليه مرة واحدة من عند اللهم إن كان

__________________

(١) الكافي ج ٣ ص ١٦٠.

(٢) الكافي ج ٣ ص ١٩٤.

٤٤

محسنا فزد في إحسانه وإن كان مسيئا فاغفر له وارحمه وتجاوز عنه وروى الحلبي في الصلاة (١) نحوا مما مر في باب الصلاة نقلا من الفقه الرضوي (٢) بعد قوله باب آخر في الصلاة على الميت فيحتمل أن يكون المراد قراءة ما ذكر بعد التكبير الأول أو ما ذكر بعد جميع التكبيرات.

قوله عليه‌السلام وصعد عمله أي تقبله واكتبه في ديوان المقربين وفي الكافي (٣) وصاعد عمله وفي الفقيه (٤) وصعد إليك روحه.

٣١ ـ منتهى المطلب ، قال روي أن امرأة كانت تزني وتضع أولادها فتحرقهم بالنار خوفا من أهلها ولم يعلم بها غير أمها فلما ماتت دفنت فانكشف التراب عنها ولم تقبلها الأرض فنقلت من ذلك المكان إلى غيره فجرى لها ذلك فجاء أهلها إلى الصادق عليه‌السلام وحكوا له القصة فقال لأمها ما كانت تصنع هذه في حياتها من المعاصي فأخبرته بباطن أمرها فقال الصادق عليه‌السلام إن الأرض لا تقبل هذه لأنها كانت تعذب خلق الله بعذاب الله اجعلوا في قبرها من تربة الحسين عليه‌السلام ففعل ذلك بها فسترها الله تعالى (٥).

٣٢ ـ المصباح للشيخ ، عن جعفر بن عيسى أنه سمع أبا الحسن عليه‌السلام يقول ما على أحدكم إذا دفن الميت ووسده التراب أن يضع مقابل وجهه لبنة من الطين ولا يضعها تحت رأسه (٦).

بيان : الظاهر أن اللام في الطين للعهد والمراد طين قبر الحسين عليه‌السلام كما فهمه الشيخ وأورد الرواية في أخبار فضل التربة المقدسة.

__________________

(١) الكافي ج ٣ ص ١٨٤.

(٢) مر في ج ٨١ ص ٣٥٥.

(٣) يعني في حديث الحلبي عن الصادق « عليه‌السلام ».

(٤) الفقيه ج ١ ص ١٠٨.

(٥) منتهى المطلب ج ١ ص ٤٦١.

(٦) مصباح الطوسي ص ٥١١ ، وقد أخرجه المؤلف العلامة في كتاب المزار ج ١٠١ ص ١٣٦ من هذه الطبعة وفيه « لبنة من طين الحسين « عليه‌السلام » ».

٤٥

٣٣ ـ العيون والعلل ، في علل الفضل بن شاذان عن الرضا عليه‌السلام فإن قال فلم أمروا بدفن الميت قيل لئلا يظهر الناس على فساد جسده وقبح منظره وتغيير ريحه ولا يتأذى به الأحياء وبريحه وربما يدخل عليه من الآفة والفساد وليكون مستورا عن الأولياء والأعداء فلا يشمت عدو ولا يحزن صديق (١).

٣٤ ـ ثواب الأعمال ، وأعلام الدين ، بإسنادهما إلى أبي هريرة وابن عباس قالا قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من احتفر لمسلم قبرا محتسبا حرمه الله على النار وبوأه بيتا في الجنة وأورده حوضا فيه من الأباريق عدد النجوم عرضه ما بين أبلة وصنعاء (٢).

بيان : الأبلة كعتلة موضع بالبصرة أحد جنان الدنيا (٣) وفي بعض النسخ بالياء المثناة وهو بالفتح اسم جبل بين مكة والمدينة قرب ينبع وبالكسر قرية بباخور وموضعان آخران ذكرهما الفيروزآبادي.

٣٥ ـ مجالس الصدوق ، والعيون ، عن محمد بن موسى بن المتوكل وأحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم ومحمد بن علي ماجيلويه وأحمد بن زياد بن جعفر الهمداني والحسين بن إبراهيم بن ناتانة والحسين بن إبراهيم بن هشام المؤدب وعلي بن عبد الله الوراق كلهم عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن أبي الصلت

__________________

(١) عيون الأخبار ج ٢ ص ١١٤ ، علل الشرائع ج ١ ص ٢٥٤.

(٢) اعلام الدين مخطوط ، ثواب الأعمال ص ٢٦٠ ، ط بغداد.

(٣) قال في المراصد : هى بلدة على شاطئ دجلة البصرة العظمى في زاوية الخليج الذي يدخل الى مدينة البصرة ، وهي أقدم من البصرة ، كأنه قبل أن تمصر البصرة فيها مسالح للفرس وقائد. قال الأصمعى : جنان الدنيا ثلاث : غوطة دمشق ، ونهر بلخ ، ونهر الابلة : وحشوش الدنيا ثلاثة : الابلة وسيراف وعمان ، وقيل : عمان وأردبيل وهيت ، ونهر الابلة الضارب الى البصرة ، وحفرة زياد. انتهى ، وحكى عن ثمار القلوب ـ في هامش طبعة الكمباني ـ أن جنان الأرض أربعة : ابلة البصرة ، وشعب توان بفارس ، وسغد سمرقند ، وغوطة دمشق.

٤٦

الهروي عن الرضا عليه‌السلام في حديث إنه قال له سيحفر لي في هذا الموضع فتأمرهم أن يحفروا لي سبع مراقي إلى أسفل وأن يشق لي ضريحه فإن أبوا إلا أن يلحدوا فتأمرهم أن يجعلوا اللحد ذراعين وشبرا فإن الله سيوسعه ما شاء (١).

بيان : لعل اختيار الشق هنا لأمر يخصه عليه‌السلام أو يخصه ذلك المكان كما أن الحفر سبع مراقي كذلك ويدل على استحباب توسيع اللحد.

٣٦ ـ إرشاد المفيد ، عن يونس بن عبد الرحمن عن عبد الأعلى مولى آل سام عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إن أبي استودعني ما هناك فلما حضرته الوفاة قال ادع لي شهودا فدعوت أربعة من قريش فقال اكتب هذا ما أوصى به يعقوب بنيه إلى أن قال وأوصى محمد بن علي إلى جعفر بن محمد وأمره أن يكفنه في برده الذي كان يصلي فيه الجمعة وأن يعممه بعمامته وأن يربع قبره ويرفعه أربعة أصابع وأن يحل عنه أطماره عند دفنه الحديث (٢).

إيضاح : ما هناك أي من الكتب والسلاح وغيرهما من آثار النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وسائر الأنبياء عليهم‌السلام والأطمار جمع الطمر بالكسر وهو الثوب الخلق والكساء البالي ولعل المراد به حل عقد الأكفان عند الرأس والرجلين وقيل أمره أن لا يدفنه في ثيابه المخيطة.

٣٧ ـ إكمال الدين ، عن محمد بن علي ماجيلويه عن محمد بن يحيى عن أبي علي الخيراني عن جارية لأبي محمد عليه‌السلام أن أم المهدي عليه‌السلام ماتت في حياة أبي محمد عليه‌السلام وعلى قبرها لوح مكتوب عليه هذا قبر أم محمد (٣).

بيان : يدل على استحباب نصب علامة في القبر ليعرف ويزار وعلى استحباب كتابة الاسم عليه لذلك لا سيما في من في زيارته مزيد فضل وإن أمكن تخصيصه به.

__________________

(١) أمالي الصدوق ص ٣٩٢ و ٣٩٣ ، عيون الأخبار ج ٢ ص ٢٤٢.

(٢) إرشاد المفيد ص ٢٥٤ و ٢٥٥.

(٣) اكمال الدين ج ٢ ص ١٠٥ ، في حديث.

٤٧

قال في الذكرى يستحب أن يوضع عند رأسه حجر أو خشبة علامة ليزار ويترحم عليه كما فعل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله حيث أمر رجلا بحمل صخرة ليعلم بها قبر عثمان بن مظعون فعجز الرجل فحصر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن ذراعيه فوضعها عند رأسه وقال أعلم بها قبر أخي وأدفن إليه من مات من أهله.

وروينا عن يونس بن (١) يعقوب قال : لما رجع الكاظم عليه‌السلام من بغداد إلى المدينة ماتت ابنة له في رجوعه بفيد وأمر بعض مواليه أن يجصص قبرها ويكتب على لوح اسمها ويجعله في القبر. وفيه دلالة على إباحة الكتابة على القبر وقد روي فيه نهي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من طريق العامة ولو صح حمل على الكراهة لأنه من زينة الدنيا انتهى.

٣٨ ـ الذكرى ، عن حماد اللحام عن الصادق عليه‌السلام أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في يوم بدر أمر بمواراة كميش الذكر أي صغيره وقال إنه لا يكون إلا في كرام الناس (٢).

قال الشهيد وأورده الشيخ في الخلاف (٣) والمبسوط (٤) عن علي عليه‌السلام.

بيان : قال في الذكرى لو اشتبه المسلم بالكافر فالأقرب الصلاة على الجميع بنية الصلاة على المسلمين لتوقف الواجب عليه ثم ذكر هذه الرواية وقال فحينئذ يمكن العمل به في الصلاة في كل مشتبه لعدم تعقل معنى في اختصاص الشهيد وفي المبسوط أورد الرواية في اشتباه قتلى المسلمين بالمشركين وبنى عليها الصلاة ثم قوى ما قلناه أولا واحتاط بأن يصلى على كل واحد واحد بشرط إسلامه (٥).

__________________

(١) راجع الكافي ج ٣ ص ٢٠٢ ، التهذيب ج ١ ص ١٣٠.

(٢) الذكرى : ٥٤.

(٣) الخلاف ص ٥٠٩.

(٤) المبسوط ج ١ ص ١٨٢ وقد أشار إليه في ج ٢ ص ١٩ ط المكتبة المرتضوية ص ٥٣ ط حجر أيضا.

(٥) قال : وان قلنا : انه يصلى على كل واحد منهم منفردا بنية شرط إسلامه

٤٨

قال في المعتبر ولو قيل بمواراة الجميع ترجيحا لجانب حرمة المسلم كان صوابا وهذا فيه طرح للرواية لضعفها والصلاة على الجميع حينئذ بالطريق الأولى.

٣٩ ـ العلل ، عن علي بن الحسين بن سفيان عن جعفر بن أحمد بن يوسف عن علي بن نوح الخياط عن عمرو بن اليسع عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد عليهما‌السلام قال : أتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقيل إن سعد بن معاذ قد مات فقام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقام أصحابه فحمل فأمر فغسل على عضادة الباب.

فلما أن حنط وكفن وحمل على سريره تبعه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم كان يأخذ يمنة السرير مرة ويسرة السرير مرة حتى انتهى به إلى القبر فنزل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى لحده وسوى عليه اللبن وجعل يقول ناولني حجرا ناولني ترابا رطبا يسد به ما بين اللبن فلما أن فرغ وحثا التراب عليه وسوى قبره قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إني لأعلم أنه سيبلى ويصل إليه البلى ولكن الله عز وجل يجب [ يحب ] عبدا إذا عمل عملا فأحكمه فلما أن سوى التربة عليه قالت أم سعد من جانب هنيئا لك الجنة فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يا أم سعد مه لا تجزمي على ربك فإن سعدا قد أصاب ضمة.

قال ورجع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ورجع الناس فقالوا يا رسول الله لقد رأيناك صنعت على سعد ما لم تصنعه على أحد أنك تبعت جنازته بلا رداء ولا حذاء فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله إن الملائكة كانت بلا حذاء ولا رداء فتأسيت بها قالوا وكنت تأخذ يمنة السرير مرة ويسرة السرير مرة قال صلى‌الله‌عليه‌وآله كانت يدي في يد جبرئيل آخذ حيث ما أخذ فقالوا أمرت بغسله وصليت على جنازته ولحدته ثم قلت إن سعدا قد أصاب ضمة فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله نعم إنه كان في

__________________

كان احتياطا ، وان قلنا : يصلى عليهم صلاة واحدة وينوى بالصلاة الصلاة على المؤمنين منهم كان قويا.

٤٩

خلقه مع أهله سوء (١).

توضيح : يدل على استحباب تشريج اللبن على اللحد وسد فرجها بالطين والحجر قال في المنتهى إذا وضعه في اللحد شرج عليه اللبن لئلا يصل التراب إليه ولا نعلم فيه خلافا ويقوم مقام اللبن مساويه في المنع من تعدي التراب إليه كالحجر والقصب والخشب إلا أن اللبن أولى من ذلك كله لأنه المنقول من السلف المعروف في الاستعمال وينبغي أن يسد الخلل بالطين لأنه أبلغ في المنع وروي ما يقاربه الشيخ في الموثق عن إسحاق بن عمار (٢) عن أبي عبد الله عليه‌السلام انتهى.

وتركه صلى‌الله‌عليه‌وآله الرداء لغير قريبه لعلة خاصة بينها يمنع التأسي مع ما ورد من عموم المنع واليمنة واليسرة بفتح الياء فيهما الجهتان المعروفتان وضمة القبر ضغطته.

٤٠ ـ غيبة الشيخ ، وفلاح السائل ، عن ابن نوح عن هبة الله بن محمد عن علي بن أبي جيد القمي عن علي بن أحمد الدلال قال : أدخلت على أبي جعفر محمد بن عثمان يعني وكيل مولانا المهدي صلوات الله عليه عجل الله فرجه يوما لأسلم عليه فوجدت بين يديه ساجة ونقاش ينقش عليها ويكتب عليها آيا من القرآن وأسماء الأئمة عليهم‌السلام من جوانبها فقلت له يا سيدي ما هذه الساجة فقال لي هذه لقبري تكون فيه أوضع عليها أو قال أسند إليها وقد فرغت منه وأنا كل يوم أنزل إليه وأقرأ أجزاء من القرآن فيه وأصعد وأظنه قال وأخذ بيدي وأرانيه فإذا كان من يوم كذا وكذا من شهر كذا وكذا من سنة كذا صرت إلى الله تعالى ودفنت فيه وهذه الساجة معه.

قال فلما خرجت من عنده أثبت ما ذكره ولم أزل مترقبا ذلك فما تأخر الأمر حتى اعتل أبو جعفر فمات في اليوم الذي ذكره من الشهر الذي قاله

__________________

(١) علل الشرائع ج ١ ص ٢٩٢ ، ومثله في الأمالي ص ٢٣١.

(٢) التهذيب ج ١ ص ١٢٩.

٥٠

من السنة التي ذكرها ودفن (١).

٤١ ـ فلاح السائل ، رأيت في كتاب الإستيعاب في الجزء الرابع أن سفيان بن الحارث بن عبد المطلب حفر قبره قبل أن يموت بثلاثة أيام وكان أخا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من الرضاعة.

وذكر محمد بن سعيد في الجزء السابع من كتاب الطبقات حفر قبر سفيان بن الحارث بن عبد المطلب في حياته قال وكان جدي ورام بن أبي فراس قدس الله جل جلاله روحه وهو ممن يقتدى بفعله قد أوصى أن يجعل في فمه بعد وفاته فص عقيق عليه أسماء أئمته صلوات الله عليهم فنقشت أنا فصا عقيقا عليه الله ربي ومحمد نبيي وعلي وسميت الأئمة عليهم‌السلام إلى آخرهم أئمتي ووسيلتي وأوصيت أن يجعل في فمي بعد الموت ليكون جواب الملكين عند المساءلة في القبر سهلا إن شاء الله.

ورأيت في كتاب ربيع الأبرار للزمخشري في باب اللباس والحلي عن بعض الأموات أنه كتب على فص شهادة أن لا إله إلا الله وأوصى أن يجعل في فمه عند موته (٢).

ثم قال ويجعل معه شيء من تربة الحسين عليه‌السلام فقد روي أنه أمان (٣).

وروي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أن أول ما يبشر به المؤمن أن يقال له قدمت خير مقدم قد غفر الله لمن شيعك واستجاب لمن استغفر لك وقبل ممن شهد لك (٤).

ثم يلقن الميت ويشرج اللبن عليه ويقول اللهم صل وحدته وآنس وحشته وارحم غربته وأسكن إليه من رحمتك رحمة يستغني بها عن رحمة من سواك واحشره مع من كان يتولاه (٥).

فإذا فرغ من تشريج اللبن عليه خرج من القبر من جهة رجليه وأهال

__________________

(١) غيبة الشيخ الطوسي ص ٢٣٧ ، فلاح السائل ص ٧٤.

(٢) فلاح السائل ص ٧٤ و ٧٥.

(٣ ـ ٥) فلاح السائل ص ٨٤.

٥١

التراب عليه ويهيل من حضر هناك بظهور أكفهم إلا من كانت له به رحم ويقولون « إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ ، هذا ما وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ » اللهم زدنا إيمانا وتسليما (١).

بيان : الاكتفاء في وضع الفص في فم الميت بمثل ذلك لا يخلو من إشكال ولم أر غيره قدس الله روحه تعرض لذلك.

٤٢ ـ دعوات الراوندي ، قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لكل شيء باب وباب القبر عند رجلي الميت ويستحب أن ينزل القبر حافيا مكشوف الرأس.

بيان : روى الجزء الأول الشيخ بسند فيه جهالة عن جبير بن نفير (٢) الحضرمي عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله ويمكن أن يستدل به على استحباب الدخول والخروج وإدخال الميت من قبل الرجلين لأن الباب محل جميع ذلك ولعل العلامة ره لذلك قال في المنتهى باستحباب الدخول أيضا من قبل الرجلين حيث قال يستحب له أن يخرج من قبل الرجلين لأنه قد استحب الدخول منه فكذا الخروج ولقوله عليه‌السلام باب القبر من قبل الرجلين.

أقول : لم أر غيره تعرض لاستحباب ذلك عند الدخول ولعله لضعف دلالة الخبر مع أنه روى الكليني عن العدة (٣) عن سهل رفعه قال قال يدخل الرجل القبر من حيث يشاء ولا يخرج إلا من قبل رجليه. بل يمكن أن يقال ظاهر الخبر بيان إدخال الميت منه لأن القبر بيته والمقصود إدخاله.

ويؤيده ما رواه الشيخ في الموثق (٤) عن عمار عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : لكل شيء باب وباب القبر مما يلي الرجلين إذا وضعت الجنازة فضعها مما يلي الرجلين يخرج الرجل مما يلي الرجلين ويدعى له حتى يوضع في حفرته ،

__________________

(١) فلاح السائل ص ٨٥.

(٢) التهذيب ج ١ ص ٩٠.

(٣) الكافي ج ٣ ص ١٩٣.

(٤) التهذيب ج ١ ص ٩٠.

٥٢

ويسوى عليه التراب.

والحاصل أن عموم الخبر وشموله لما ذكر غير معلوم إذ يكفي ذلك في إطلاق الباب عليه وأما الخروج من قبل الرجلين فروى الكليني أيضا بسند فيه (١) ضعف على المشهور بالسكوني عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : من دخل القبر فلا يخرج إلا من قبل الرجلين. وفيه أيضا إيماء إلى تجويز الدخول من أي جهة شاء.

وقال في الذكرى يستحب الخروج من قبل الرجلين لخبر عمار لكل شيء باب وباب القبر مما يلي الرجلين. ولرواية السكوني والظاهر أن هذا النفي أو النهي للكراهية ووافق ابن الجنيد في الرجل وقال في المرأة يخرج من قبل رأسها لإنزالها عرضا أو للبعد عن العورة والأحاديث مطلقة انتهى.

وأما الحفاء وكشف الرأس فقد مر الكلام فيهما.

٤٣ ـ دعوات الراوندي ، قال الصادق عليه‌السلام إذا نظرت إلى القبر فقل « اللهم اجعلها روضة من رياض الجنة ولا تجعلها حفرة من حفر النيران ».

وقال إذا تناولت الميت فقل « بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله اللهم إلى رحمتك لا إلى عذابك » ثم تسل الميت سلا فإذا وضعته في قبره فضعه على يمينه مستقبل القبلة وحل عقد كفنه وضع خده على التراب وقل ـ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، « بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ » واقرأ الحمد وقل هو الله أحد والمعوذتين وآية الكرسي ثم قل اللهم يا رب عبدك وابن عبدك نزل بك وأنت خير منزول به اللهم إن كان محسنا فزد في إحسانه وإن كان مسيئا فتجاوز عنه وألحقه بنبيه محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وصالح شيعته واهدنا وإياه إلى صراط مستقيم اللهم عفوك عفوك ثم تضع يدك اليسرى على عضده الأيسر وتحركه تحريكا شديدا ثم تدني فمك إلى أذنه وتقول.

يا فلان إذا سئلت فقل الله ربي ومحمد نبيي والإسلام ديني والقرآن كتابي وعلي إمامي حتى تسوق الأئمة عليهم‌السلام ثم تعود القول عليه ثم تقول «أفهمت يا فلان؟»

__________________

(١) الكافي ج ٣ ص ١٩٣.

٥٣

وقال عليه‌السلام فإنه يجيب ويقول نعم ثم تقول ثبتك الله بالقول الثابت وهداك الله إلى صراط مستقيم عرف الله بينك وبين أوليائك في مستقر من رحمته ثم تقول اللهم جاف الأرض عن جنبيه واصعد بروحه إليك ولقنه منك برهانا اللهم عفوك عفوك ثم تضع الطين واللبن وإذا وضعت الطين واللبن تقول اللهم صل وحدته وآنس وحشته وآمن روعته وأسكن إليه من رحمتك رحمة تغنيه بها عن رحمة من سواك فإنما رحمتك للظالمين.

ثم تخرج من القبر وتقول « إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ » اللهم ارفع درجته في أعلى عليين واخلف على عقبه في الغابرين وعندك نحتسبه يا رب العالمين.

فلما أن دفنوه تضع كفك على قبره عند رأسه وفرج أصابعك واغمز كفك عليه بعد ما تنضح بالماء فإذا انصرفوا فضع الفم عند رأسه وتناديه بأعلى صوت يا فلان بن فلان هل أنت على العهد الذي فارقتنا عليه من شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأن عليا أمير المؤمنين إمامك وفلان وفلان حتى تأتي إلى آخرهم فإنه إذا فعل ذلك قال أحد الملكين لصاحبه قد كفينا الدخول إليه في مسألتنا إليه فإنه يلقن فينصرفان عنه ولا يدخلان إليه.

وقال : السنة في رش الماء أن تستقبل القبلة وتبدأ من عند الرأس إلى عند الرجل ثم تدور على القبر من الجانب الآخر ثم ترش على وسط القبر.

وقال عليه‌السلام إذا جئت بالميت ضعه دون قبره بذراعين أو ثلاث ودعه حتى يتأهب للقبر ولا تفدحه به.

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ما من أحد يقول عند قبر ميت إذا دفن ثلاث مرات ـ اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد أن لا تعذب هذا الميت إلا رفع الله عنه العذاب إلى يوم ينفخ في الصور.

وعن الرضا عليه‌السلام من أتى قبر أخيه فوضع يده على القبر وقرأ إنا أنزلناه سبع مرات أمن من الفزع الأكبر.

٥٤

وعن أبي المقدام قال : مررت مع أبي جعفر عليه‌السلام بالبقيع فمررنا بقبر رجل من الشيعة قال فوقف عليه ثم قال اللهم ارحم غربته وصل وحدته وآنس وحشته وأسكن إليه من رحمتك رحمة يستغني بها عن رحمة من سواك وألحقه بمن كان يتولاه.

بيان : كلمة من في قوله من رحمتك بيانية أو سببية قوله وعندك نحتسبه أي أجر مصيبته أي أصبر عليها احتسابا وطالبا للأجر أو الضمير راجع إلى ما فعل من الدفن وغيره بهذا المعنى أو راجع إلى الميت بمعنى أني أظنه عندك في جوار رحمتك وكرامتك أو عند أوليائك.

٤٤ ـ كنز الكراجكي عن أسد بن إبراهيم السلمي والحسين بن محمد الصيرفي معا عن أبي بكر المفيد الجرجرائي عن أبي الدنيا المعمر المغربي عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول لا تتخذوا قبري عيدا ولا تتخذوا قبوركم مساجد ولا بيوتكم قبورا الخبر.

٤٥ ـ مجالس الشيخ ، عن المفيد عن إبراهيم بن الحسن بن جمهور عن أبي بكر مثله (١).

توضيح : هذا الخبر رواه في فردوس الأخبار وغيره من كتب المخالفين عن علي عليه‌السلام وقال الطيبي في شرح المشكاة في قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله لا تتخذوا قبري عيدا أي لا تجعلوا زيارة قبري عيدا أو قبري مظهر عيد أي لا تجتمعوا لزيارتي اجتماعكم للعيد فإنه يوم لهو وسرور وحال الزيارة بخلافه وكان دأب أهل الكتاب فأورثهم القسوة ومن هجيرى (٢) عبدة الأوثان حتى عبدوا الأموات أو اسم من الاعتياد من عاده واعتاده إذا صار عادة له واعتياده يؤدي إلى سوء الأدب وارتفاع الحشمة ويؤيده قوله فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم أي لا تتكلفوا المعاودة

__________________

(١) لا يوجد في المصدر المطبوع.

(٢) الهجير مثال الفسيق : الدأب والعادة وكذلك الهجيرى والاهجيرى. قاله الجوهري.

٥٥

إلي فقد استغنيتم عنه بالصلاة علي.

وقال في شرح الشفاء ويحتمل كون النهي لرفع المشقة عن أمته أو لكراهة أن يجاوزوا في تعظيم قبره فيقسو به وربما يؤدي إلى الكفر وقال الكرماني في شرح البخاري بيان ملائمة الصدر للعجز أن معناه لا تجعلوا بيوتكم كالقبور الخالية عن عبادة الله وكذا لا تجعلوا القبور كالبيوت محلا للاعتياد لحوائجكم ومكانا للعيادة أو مرجعا للسرور والزينة كالعيد.

وفي النهاية في قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « لا تجعلوا بيوتكم مقابر » أي لا تجعلوها لكم كالقبور فلا تصلوا فيها لأن العبد إذا مات وصار في قبره لم يصل ويشهد له قوله فيه اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ولا تتخذوها قبورا وقيل معناه لا تجعلوها كالمقابر التي لا تجوز الصلاة فيها والأول أوجه انتهى.

وقال الطيبي في شرح المشكاة هذا محتمل لمعان أحدها أن القبور مساكن الأموات الذين سقط عنهم التكليف فلا يصلى فيها وليس كذلك البيوت فصلوا فيها وثانيها أنكم نهيتم عن الصلاة في المقابر لا عنها في البيوت فصلوا فيها ولا تشبهوها بها والثالث أن مثل الذاكر كالحي وغير الذاكر كالميت فمن لم يصل في البيت جعل نفسه كالميت وبيته كالقبر والرابع قول الخطابي لا تجعلوا بيوتكم أوطانا للنوم فلا تصلوا فيها فإن النوم أخو الموت وقد حمل بعضهم على النهي عن الدفن في البيوت وذلك ذهاب عما يقتضيه نسق الكلام على أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله دفن في بيت عائشة مخافة أن يتخذوه مسجدا.

وقال الطيبي في شرح ما رووه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله « لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد » كانوا يجعلونها قبلة يسجدون إليها في الصلاة كالوثن أما من اتخذ مسجدا في جوار رجل صالح أو صلى في مقبرة قاصدا بها الاستظهار بروحه أو وصول أثر من آثار عبادته إليه لا التوجه إليه والتعظيم له فلا حرج عليه ألا يرى أن مرقد إسماعيل في الحجر في المسجد الحرام والصلاة فيه أفضل.

٥٦

أقول : سيأتي تمام القول فيه في كتاب الصلاة.

٤٦ ـ الهداية ، إذا نظرت إلى القبر فقل ـ اللهم اجعلها روضة من رياض الجنة ولا تجعلها حفرة من حفر النيران (١).

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لكل شيء باب وباب القبر عند رجلي الميت والمرأة تؤخذ بالعرض من قبل اللحد والرجل من قبل رجليه يسل سلا ويدخل القبر من يأمره الولي ولي الميت إن شاء شفعا وإن شاء وترا (٢).

وقال الصادق عليه‌السلام إذا دخلت القبر فاقرأ أم الكتاب والمعوذتين وآية الكرسي (٣).

وقال عليه‌السلام إذا وضعت الميت في لحده فضعه على يمينه مستقبل القبلة وحل عقد كفنه وضع خده على التراب (٤).

وقال صلوات الله عليه يقول من يضع الميت في لحده اللهم جاف الأرض عن جنبيه وصعد إليك روحه ولقه منك رضوانا ثم يضع يده اليسرى على منكبه الأيسر ويدخل يده اليمنى تحت منكبه الأيمن ويحركه تحريكا شديدا ويقول يا فلان بن فلان الله ربك ومحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله نبيك والإسلام دينك والقرآن كتابك والكعبة قبلتك وعلي وليك وإمامك ويسمي الأئمة واحدا واحدا إلى آخرهم حتى ينتهي إلى القائم عليه‌السلام أئمتك أئمة هدى أبرار ثم يعيد عليه التلقين مرة أخرى (٥).

وقال عليه‌السلام إذا وضعت اللبن على اللحد فقل : « اللهم آنس وحشته وصل وحدته وارحم غربته وآمن روعته وأسكن إليه رحمة واسعة يستغني بها عن رحمة من سواك واحشره مع من كان يتولاه » وتقول متى زرته هذا القول (٦)

__________________

(١ ـ ٢) الهداية ص ٢٦.

(٣) كأنه سقط عن المطبوعة.

(٤ ـ ٦) الهداية : ٢٧.

٥٧

وقال عليه‌السلام إذا خرجت من القبر فقل وأنت تنفض يديك من التراب « إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ » ثم احث التراب عليه بظهر كفيك ثلاث مرات وقل اللهم إيمانا بك وتصديقا بكتابك ، « هذا ما وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ » فإنه من فعل ذلك وقال هذه الكلمات كتب الله له بكل ذرة حسنة (١).

وقال رحمه الله إذا سوي قبر الميت فصب على قبره الماء وتجعل القبر أمامك وأنت مستقبل القبلة وتبدأ بصب الماء عند رأسه وتدور به على قبره من أربعة جوانبه حتى ترجع إلى الرأس من غير أن تقطع الماء فإن فضل من الماء شيء فصبه على وسط القبر.

وقال الصادق عليه‌السلام والرش بالماء على القبر حسن يعني في كل وقت (٢).

أقول : قد مر كثير من الأخبار المناسبة للباب في باب التجهيز وباب التكفين وباب الصلاة على الميت لا سيما خبر دفن فاطمة بنت أسد رضي الله عنها وخبر دفن إبراهيم بن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهما مشتملان على أحكام وسيأتي ذكر الصلاة بعد الدفن في كتاب الصلاة.

__________________

(١) المصدر : ٢٧.

(٢) الهداية ص ٢٨.

٥٨

١٣

( باب )

( شهادة أربعين للميت )

١ ـ المصباح ، نسخة الكتاب الذي يوضع عند الجريدة مع الميت يقول قبل أن يكتب : بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأن الجنة حق وأن النار حق ، وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَأَنَّ اللهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ » ثم يكتب « بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ شهد الشهود المسمون في هذا الكتاب أن أخاهم في الله عز وجل فلان بن فلان ويذكر اسم الرجل أشهدهم واستودعهم وأقر عندهم أنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأنه مقر بجميع الأنبياء والرسل عليهم‌السلام وأن عليا ولي الله وإمامه وأن الأئمة من ولده أئمته وأن أولهم الحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي والقائم الحجة عليهم‌السلام وأن الجنة حق والنار حق والساعة « آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَأَنَّ اللهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ » وأن محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله رسوله جاء بالحق وأن عليا ولي الله والخليفة من بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ومستخلفه في أمته مؤديا لأمر ربه تبارك وتعالى وأن فاطمة بنت رسول الله وابنيها الحسن والحسين ابنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وسبطاه وإماما الهدى وقائدا الرحمة وأن عليا ومحمدا وجعفرا وموسى وعليا ومحمدا وعليا وحسنا والحجة عليهم‌السلام أئمة وقادة ودعاة إلى الله عز وجل وحجة على عباده ثم يقول للشهود يا فلان ويا فلان المسمين في هذا الكتاب أثبتوا إلي هذه الشهادة عندكم حتى تلقوني بها عند الحوض.

٥٩

ثم يقول الشهود يا فلان نستودعك الله والشهادة والإقرار والإخاء موعودة عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ونقرأ عليك السلام ورحمة الله وبركاته ثم تطوى الصحيفة وتطبع وتختم بخاتم الشهود وخاتم الميت وتوضع عن يمين الميت مع الجريدة وتكتب الصحيفة بكافور وعود على جبهته غير مطيب إن شاء الله تعالى وبه التوفيق وصلى الله على سيدنا محمد النبي وآله الأخيار الأبرار وسلم تسليما.

بيان : قوله وأن أولهم الحسن والحسين لعل اسم إن مقدر فيما بعد الأول بما يناسبه أو الحسين معطوف على الأول وخبره وخبر ما بعده مقدر وقوله عليه‌السلام والشهادة مبتدأ وما بعده معطوف عليه وموعودة خبر للجميع.

قوله وعود لعل المعنى أنه يكتب بعود غير مطيب مكان القلم وقوله على جبهته أي من غير أن يبرى أو المعنى من غير أن يضم إلى الكافور أو يلطخ العود بشيء مطيب أو مطلقا كالمداد واحتمال كون العود جزء للمداد بعيد جدا.

٢ ـ عدة الداعي ، روى محمد بن خالد البرقي عن بعض أصحابنا عن الصادق عليه‌السلام قال : كان في بني إسرائيل عابد فأوحى الله إلى داود أنه مراء قال ثم إنه مات فلم يشهد جنازته داود عليه‌السلام قال فقام أربعون من بني إسرائيل فقالوا اللهم إنا لا نعلم منه إلا خيرا وأنت أعلم به منا فاغفر له قال فلما غسل أتى الأربعون غير الأربعين وقالوا اللهم إنا لا نعلم منه إلا خيرا وأنت أعلم به منا فاغفر له فلما وضع في قبره قام أربعون غيرهم فقالوا اللهم إنا لا نعلم منه إلا خيرا وأنت أعلم به منا فاغفر له.

قال فأوحى الله إلى داود عليه‌السلام ما منعك أن تصلي عليه فقال داود للذي أخبرتني قال فأوحى الله إليه أنه قد شهد قوم فأجزت شهادتهم وغفرت له ما علمت مما لا يعلمون.

٦٠