بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٠٥
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

٥٩ ـ كتاب دلائل الامامة للطبري الامامي باسناده عن علي بن الحكم ، عن مثنى الحناط ، عن ابي بصير قال : دخلت على أبي جعفر عليه‌السلام فقلت له : أنتم ورثة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال:نعم ، قلت:ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وارث الانبياء على ما علموا؟ قال : نعم ، قلت : فأنتم تقدرون على أن تحيوا الموتى وتبرؤا الاكمه والابرص؟ قال : نعم ، باذن الله ، ثم قال ادن مني يابا محمد فمسح يده على عيني ووجهي ، فأبصرت الشمس والسماء والارض والبيوت وكل شئ في الدار ، قال : فقال : تحب أن تكون على هذا ولك ما للناس ، وعليك ما عليهم يوم القيامة ، أو تعود كما كنت ولك الجنة خالصة؟ قال : قلت أعود كما كنت ، قال فمسح يده على عيني فعدت كما كنت (١).

____________________

(١) دلائل الامامة ص ١٠٠.

٢٠١

٢

* ( باب ) *

* « ( آداب المريض وأحكامه وشكواه وصبره وغيرها ) » *

١ ـ معانى الاخبار : عن جعفر بن محمد بن مسرور ، عن الحسين بن محمد بن عامر ، عن عمه ، عن أبي عبدالله ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل بن صالح ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إنما الشكوى أنتقول قد ابتليت بما لم يبتل به أحد ، أو تقول لقد أصابني ما لم يصب أحدا ، وليس الشكوى أن تقول سهرت البارحة ، وحممت اليوم ، ونحو هذا (١).

٢ ـ ومنه : عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : ليست الشكاية أن يقول الرجل مرضت البارحة أو وعكت البارحة ، ولكن الشكاية أن يقول بليت بما لم يبل به أحد (٢).

بيان : يحتمل أن يكون هذا تفسيرا للشكاية التي تحبط الاجر ، أو يحمل على الاخبار لغرض ، كاخبار الطبيب إذ الظاهر من بعض الاخبار أن الافضل أن لا يخبر به أحدا.

٣ ـ معانى الاخبار : عن الحسين بن أحمد العلوي ، عن محمد بن همام ، عن علي ابن الحسين ، عن جعفر بن يحيى الخزاعي ، عن أبيه قال : دخلت مع أبي عبدالله عليه‌السلام على بعض مواليه يعوده فرأيت الرجل يكثر من قول آه ، فقلت له : يا أخي اذكر ربك ، واستغث به ، فقال أبوعبدالله عليه‌السلام : آه اسم من أسماء الله ، فمن قال آه استغاث بالله عزوجل (٣).

____________________

(١) معانى الاخبار ص ١٤٢.

(٢) معانى الاخبار ص ٢٥٣.

(٣) معانى الاخبار ص ٣٥٤.

٢٠٢

توحيد الصدوق : عن غير واحد ، عن محمد بن همام مثله (١).

بيان : يمكن أن يقال لما كان آه إظهارا للعلة والحاجة إلى الشفاء ، والافتقار إلى رب الارض والسماء ، فكأنه يسمي الله عنده مع أنه لا استبعاد في ظاهره.

٤ ـ مجالس الصدوق : عن حمزة العلوي ، عن عبدالعزيز الابهري ، عن محمد بن زكريا الجوهري ، عن شعيب بن واقد ، عن الحسين بن زيد ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام عن آبائه عليهم‌السلام قال:قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله:من مرض يوما وليلة فلم يشك إلى عواده بعثه الله يوم القيامة مع إبراهيم خليل الرحمان حتى يجوز الصراط كالبرق اللامع (٢).

٥ ـ الخصال : عن أبيه ، عن سعد ، عن اليقطيني ، عن القاسم بن يحيى ، عن جده ، عن أبي بصير ومحمد بن مسلم ،عن الصادق عليه‌السلام عن آبائه عليهم‌السلام عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : اكسروا حر الحمى بالبنفسح والماء البارد ، فان حرها من فيح جهنم (٣).

وقال عليه‌السلام : لا يتداوى المسلم حتى يغلب مرضه صحته (٤).

وقال عليه‌السلام : داووا مرضاكم بالصدقة ، وادفعوا أمواج البلاء عنكم بالدعاء قبل ورود البلاء ، فوالذي فلق الحبة وبرء النسمة للبلاء أسرع إلى المؤمن من انحدار السيل من أعلا التلعة إلى أسفلها ، ومن ركض البراذين (٥).

وقال عليه‌السلام : ذكرنا أهل البيت شفاء من الوعك والاسقام ، ووسواس الريب (٦).

وقال عليه‌السلام : من كتم وجعا أصابه ثلاثة أيام من الناس وشكا إلى الله عزوجل كان حقا على الله أن يعافيه منه (٧).

وقال عليه‌السلام : ما زالت نعمة ولا نضارة عيش إلا بذنوب اجترحوا ، إن الله

____________________

(١) كتاب التوحيد ص ٢١٨ و ٢١٩ ط مكتبة الصدوق.

(٢) أمالى الصدوق ص ٢٥٨. (٣ ـ ٤) الخصال ج ٢ ص ١٦٠.

(٥) الخصال ج ٢ ص ١٦١.

(٦) الخصال ج ٢ ص ١٦٤.

(٧) الخصال ج ٢ ص ١٦٦.

٢٠٣

ليس بظلام للعبيد ، ولو أنهم استقبلوا ذلك بالدعاء والانابة لم تنزل ، ولو أنهم إذا نزلت بهم النقم وزالت عنهم النعم فزعوا إلى الله عزوجل بصدق من نياتهم ولم يتمنوا ولم يسرفوا لاصلح لهم كل فاسد ، ولرد عليهم كل صالح (١).

بيان : التلعة ما ارتفع من الارض ، وركض الفرس عدوه ، ووسواس الريب الوساوس الشيطانية التي تصير سببا للريب في الدين والنضارة الحسن والرونق.

٦ ـ الخصال والمحاسن : باسنادهما إلى أبي يحيى الواسطي عمن ذكره أنه قيل لابي عبدالله عليه‌السلام : أترى هذا الخلق كلهم من الناس؟ فقال : ألق منهم التارك للسواك ، وساق الحديث إلى قوله والمتمرض من غير علة ، والمتشعث من غير مصيبة. إلى أن قال : وهو كما قال الله عزوجل : « إنهم هم إلا كالانعام بل هم أضل سبيلا » (٢).

٧ ـ نهج البلاغة : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : امش بدائك مامشى بك (٣).

وقال عليه‌السلام : لا تضطجع ما استطعت القيام مع العلة (٤).

بيان : امش بدائك قال ابن ميثم : أي مهما وجدت سبيلا إلى الصبر على أمر من الامور النازلة بك ، وفيهامشقة عليك فاصبر ، ومثال ذلك من يعرض له مرض ما يمكن أن يحتمله ويدافع الوقت ، فينبغي أن لا يطرح جانبه إلى الارض ويخلد إلى النوم على الفراش ، بل لا يراجع الاطباء ما لم يضطر كما ورد في الخبر ، ولعل من ذلك كتمان المرض بل مطلق المصائب مهما أمكن.

٨ ـ النهج : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام في مدح رجل : وكان لا يشكو وجعا إلا

____________________

(١) الخصال ج ٢ ص ١٦٢.

(٢) الخصال ج ٢ ص ٣٩ ، المحاسن ص ١١ ، والاية في سورة الاعراف : ١٧٩ (٣) نهج البلاغة تحت الرقم ٢٦ من قسم الحكم.

(٤) نهج البلاغة لم نجده.

٢٠٤

عند برئه (١).

بيان : قيل كان يكتمه لئلا يتكلف الناس زيارته والاظهر أنه بعد البرء شكر لا شكاية ، أو يحمل على ما إذا كان على سبيل الشكر.

٩ ـ أمالى ابن الشيخ : عن أبيه ، عن جماعة ، عن أبي المفضل الشيباني ، عن أحمد بن سعيد بن يزيد ، عن محمد بن سلمة ، عن أحمد بن القاسم بن بهرام ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد عليه‌السلام قال : إذا اشتكى العبد ثم عوفي فلم يحدث خيرا ولم يكف عن سوء لقيت الملائكة بعضها بعضا يعني حفظته ، فقالت : إن فلانا داويناه فلم ينفعه الدواء (٢).

١٠ ـ ثواب الاعمال : عن الحسين بن أحمد ، عن أبيه ، عن محمد بن أحمد عن يوسف بن إسماعيل باسناد له قال : إن المؤمن إذا حم حمى واحدة تناثرت الذنوب منه كورق الشجر ، فان صار على فراشه فأنينه تسبيح ، وصياحه تهليل ، وتقلبه على فراشه كمن يضرب بسيفه في سبيل الله ، فان أقبل يعبد الله بين إخوانه واصحابه كان مغفورا له ، فطوبى له إن تاب ، وويل له إن عاد ، والعافية أحب إلينا (٣).

١١ ـ ومنه : عن محمد بن الحسن ، عن محمد بن الحسن الصفار ، عن العباس ابن معروف ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن ظريف بن ناصح ، عن أبي عبدالرحمن ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : من اشتكى ليلة فقبلها بقبولها وادى إلى الله شكرها كانت له كفارة ستين سنة ، قال : قلت : وما قبلها بقبولها؟ قال : صبر على ما كان فيها (٤).

____________________

(١) نهج البلاغة تحت الرقم ٢٨٩ من قسم الحكم وصدره ، كان لى فيما مضى أخ في الله الخ.

(٢) أمالى الطوسى ج ٢ ص ١٣١.

(٣) ثواب الاعمال : ١٧٤.

(٤) ثواب الاعمال ص ١٧٥.

٢٠٥

١٢ ـ مجالس الصدوق : عن أبيه ، عن علي بن إبراهيم عن أبيه ، عن الحسن ابن محبوب ، عن عبدلله بن سنان ، عن محمد بن المنكدر قال : مرض عون بن عبدالله ابن مسعود فأتيته أعوده ، فقال : أفلا أحدثك بحديث عن عبدالله بن مسعود؟ قلت : بلى ، قال : قال عبدالله : بينا نحن عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذ تبسم فقلت له : مالك يا رسول الله تبسمت؟ فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : عجبت للمؤمن وجزعه من السقم ، ولو يعلم ماله في السقم من الثواب ، لاحب أن لا يزال سقيما حتى يلقى ربه عزوجل (١).

١٣ ـ ومنه : عن أبيه ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن صفوان بن يحيى عن أبي الصباح الكناني ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من عرف البلاء يصبر عليه ، ومن لا يعرف ينكره (٢).

١٤ ـ طب الائمة : عن الوشاء ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : أيما رجل اشتكى فصبر واحتسب ، كتب الله له من الاجر أجر ألف شهيد (٣).

١٥ ـ المحاسن : عن محمد بن علي ، عن عبدالرحمن بن محمد الاسدي ، عن حريب الغزال ، عن صدقة القتات ، عن الحسن البصري ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : ألا أخبركم بخمس خصال هي من البر ، والبر يدعو إلى الجنة؟ قلت : بلى ، قال : إخفاء المصية وكتمانها ، الحديث (٤).

١٦ ـ الخصال : عن أبيه ، عن أحمد بن إدريس ، عن سهل بن زياد ، عن النوافلي ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من ظهرت صحته على سقمه

____________________

(١) أمالى الصدوق ص ٣٠٠.

(٢) أمالى الصدوق ص ٢٩٢.

(٣) طب الائمة : ١٧.

(٤) المحاسن ص ٩.

٢٠٦

فيعالج نفسه بشئ فمات فأنا إلى الله منه برئ (١).

١٧ ـ العلل عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد ، عن بكر ابن صالح الجعفري قال : سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر عليه‌السلام يقول : ادفعوا معالجة الاطباء ما اندفع الداء عنكم ، فانه بمنزلة البناء : قليله يجر إلى كثيره (٢).

١٨ ـ كتاب الاخوان : للصدوق باسناده ، عن الحسن بن راشد قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : يا حسن إذا نزلت بك نازلة فلا تشكها إلى أحد من أهل الخلاف ، و لكن اذكرها لبعض إخوانك ، فانك لن تعدم خصلة من خصال أربع : إما كفاية وإما معونة بجاه أو دعوة تستجاب أومشورة برأي (٣).

١٩ ـ معانى الاخبار : عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد عن إسماعيل بن إبراهيم ، عن أبي معاوية قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : من شكى إلى مؤمن فقد شكى إلى الله عزوجل ومن شكى إلى مخالف فقد شكى الله عزوجل (٤).

٢٠ ـ قرب الاسناد : عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : من شكى إلى أخيه فقد شكى إلى الله ، ومن شكى إلى غير أخيه فقد شكى الله قال : ومعنى ذلك أخوه في دينه (٥).

٢١ ـ الخصال : عن أبيه ، عن محمد بن يحيى ، عن سهل بن زياد ، عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي ، عن محمد بن سنان ، عن زيد الشحام ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن عظيم البلاء يكافئ به عظيم الجزاء

____________________

(١) الخصال ج ١ ص ١٥.

(٢) علل الشرايع ج ٢ ص ١٥١ و ١٥٠.

(٣) كتاب الاخوان ص ٣٤.

(٤) معانى الاخبار ص ٥٠٧

(٥) قرب الاسناد ص ٥٢.

٢٠٧

فاذا أحب الله عبدا ابتلاه بعظيم البلاء ، فمن رضي فله عند الله الرضا ، ومن سخط البلاء فله السخط (١).

بيان : قوله عليه‌السلام : « فله عند الله الرضا » أي ثوابه أو رضي‌الله‌عنه ، و كذا السخط.

٢٢ ـ مجالس المفيد : عن الحسن بن حمزة العلوي ، عن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن محمد بن الحسن الصفار ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن بكر بن صالح عن الحسن بن علي ، عن عبدالله بن إبراهيم ، عن أبي عبدالله الصادق جعفر بن محمد عليه‌السلام ، عن أبيه ، عن جده قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أربعة من كنوز البر : كتمان الحاجة ، وكتمان الصدقة ، وكتمان المرض ، وكتمان المصيبة (٢).

٢٣ ـ دعوات الراوندي : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أربع من كنوز الجنة : كتمان الفاقة ، وكتمان الصدقة ، وكتمان المصيبة ، وكتمان الوجع.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : من كنوز البر كتمان المصائب ، والامراض ، والصدقه.

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : يقول الله عزوجل أيما عبد من عبيدي مؤمن ابتليته ببلاء على فراشه ، فلم يشك إلى عواده ، أبدلته لحما خيرا من لحمه ، ودما خيرا من دمه ، فان قبضته فالى رحمتي ، وإن عافيته عافيته وليس له ذنب ، فقيل : يا رسول الله ما لحم خير من لحمه؟ قال : لحم لم يذنب ، ودم خير من دمه دم لم يذنب.

بيان : لعل المعنى أنه تعالى يرفع حكم الذنب واستحقاق العقوبة عنه كما ورد في الاخبار كيوم ولدته أمه.

٢٤ ـ دعوات الراوندي : عن الباقر عليه‌السلام قال : قال علي بن الحسين عليهما‌السلام مرضت مرضا شديدا فقال لي أبي عليه‌السلام : ما تشتهي؟ فقلت اشتهي أن أكون ممن لا أقترح على الله ربي ما يدبره لي ، فقال لي : أحسنت ، ضاهيت إبراهيم خليل صلوات

____________________

(١) الخصال ج ١ ص ١٢.

(٢) أمالى المفيد ص ١٢.

٢٠٨

الله عليه ، حيث قال جبرئيل عليه‌السلام هل من حاجة؟ فقال : لا أقترح على ربي ، بل حسبي الله ونعم الوكيل.

بيان : يحتمل اختصاصه بهم ويحتمل التخيير بينه وبين الدعاء مطلقا ، و يمكن اختلاف الحكم باختلاف الاحوال ، وبالجملة لا بد من جمع بينه وبين أخبار الحث على الدعاء وهي أكثر وأشهر ، وفي الخبر ما يؤيد الاول.

٢٥ ـ الدعوات : قال الصادق عليه‌السلام : مرض أمير المؤمنين عليه‌السلام فعاده قوم فقالوا له : كيف أصبحت يا أمير المؤمنين؟ فقال : اصبحت بشر. فقالوا له : سبحان الله هذاكلام مثلك؟ فقال : يقول الله تعالى : « ونبلوكم بالخير والشر فتنة وإلينا ترجعون » (١) فالخير الصحة والغنا ، والشر المرض والفقر ، ابتلاء واختبارا.

ودخل بعض علماء الاسلام على الفضل بن يحيى وقد حم وعنده بختيشوع المتطبب ، فقال له : ينبغي لمن حم يوما أو ليلة أن يحتمي سنة ، فقال العالم : صدق الرجل فيما يقول ، فقال له الفضل سرعان ما صدقته ، قال : إني لا اصدقه ولكن سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : حمى يوم كفارة سنة ، فلولا أنه يبقى تأثيرها في البدن سنة لما صارت كفارة ذنوب سنة. وإنما قال الفضل ذلك لان العلماء في ذلك كانوا يلومون الخلفاء والوزراء في تعظيمهم النصارى للتطبب.

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول الله عزوجل إذا وجهت إلى عبد من عبيدي مصيبة في بدنه أو ماله أو ولده ، ثم استقبل ذلك بصبر جميل ، استحييت منه يوم القيامة أن أنصب له ميزانا أو أنشر له ديوانا.

ومن دعاء العليل : اللهم اجعل الموت خير غائب ننتظره ، والقبر خير منزل نعمره ، واجعل ما بعده خيرا لنا منه ، اللهم أصلحني قبل الموت ، وارحمني عند الموت ، واغفر لي بعد الموت.

وقال الصادق عليه‌السلام : يستحب للمريض أن يعطي السائل بيده ، ويأمر السائل أن يدعو له.

____________________

(١) الانبياء : ٣٥.

٢٠٩

وقيل لابي الدرداء في علة : ما تشتكي؟ قال : ذنوبي ، قيل : فما تشتهي؟ قال : الجنة ، قيل : أندعو لك طبيبا؟ قال : الطبيب أمرضني.

وعن ابن عباس أن امرأة ايوب قالت له يوما : لودعوت الله أن يشفيك؟ فقال : ويحك كنافي النعماء سبعين عاما فهلم نصبر في الضراء مثلها ، فلم يمكث بعد ذلك إلا يسيرا حتى عوفي.

وقال ابن المبارك : قلت لمجوسي : ألا تؤمن؟ قال : إن في المؤمنين أربع خصال لا أحبهن ، يقولون بالقول ولا يأتون بالعمل ، قلت : وما هي؟ قال : يقولون جميعا إن فقراء أمة يخدلون الجنة قبل الاغنياء بخمس مائة عام ، و ما أرى أحدا منهم يطلب الفقر ، ولكن يفر منه ، ويقولون إن المريض يكفر عنه الخطايا ، وما أرى أحدا يطلب المرض ، ولكن يشكو ويفر منه ، ويزعمون أن الله رازق العباد ولا يستريحون بالليل والنهار من طلب الرزق ، ويزعمون أن الموت حق وعدل ، وإن مات أحد منهم يبلغ صياحهم السماء.

وروي أن مناظرة هذا المجوسي كانت مع أبي عبدالله عليه‌السلام وأنه توفي على الاسلام على يديه.

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : عجبت للمؤمن وجزعه من السقم ، ولو علم ماله في السقم لاحب أن لا يزال سقيما حتى يلقى ربه عزوجل.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : وجدنا خير عيشنا الصبر.

٢٦ ـ مسكن الفؤاد : روي في الاسرائيليات أن عابدا عبدالله تعالى دهرا طويلا فرأى في المنام فلانة رفييقتك في الجنة ، فسأل عنها واستضافها ثلاثا لينظر إلى عملها ، فكان يبيت قائما ، وتبيت نائمة ، ويظل صائما ، وتظل مفطرة فقال لها : أمالك عمل غير ما رأيت؟ قالت : ما هو والله غير ما رأيت ، ولا أعرف غيره ، فلم يزل يقول : تذكري! حتى قالت خصيلة واحدة ، هي ان كنت في شدة لم أتمن أن أكون في رخاء ، وإن كنت في مرض لم أتمن أن أكون في صحة ، وإن كنت في الشمس لم أتمن أن أكون في الظل

٢١٠

فوضع العابد يديه على رأسه وقال : هذه خصيلة؟! هذه والله خصلة عجيبة تعجز عنها العباد.

٢٧ ـ أعلام الدين : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : إن الشياطين أكثر على المؤمنين من الزنابير على اللحم ، وما منكم من عبد ابتلاه الله بمكروه فصبر إلا كتب الله له أجر ألف شهيد.

٢٨ ـ جامع الاخبار : قال الباقر عليه‌السلام يا بني من كتم بلاء ابتلي به من الناس وشكى إلى الله عزوجل كان حقا على الله أن يعافيه من ذلك البلاء.

٢٩ ـ دعائم الاسلام : عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : يكتب أنين المريض حسنات ما صبر ، فان جزع كتب هلوعا لا أجر له (١).

وعن علي صلوات الله عليه قال : المريض في سجن الله ما لم يشك إلى عواده تمحى سيئاته ، وأيما مؤمن مات مريضا مات شهيدا وكل مؤمن شهيد ، وكل مؤمنة حوراء ، وأي ميتة مات بها المؤمن فهو شهيد ، وتلا قول الله جل ذكره  « والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم » (٢).

٣٠ ـ مكارم الاخلاق : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا رأى من جسمه بثرة عاذ بالله واستكان له وجأر إليه ، فيقال له : يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ما هو ببأس ، فيقول إن الله إذا أراد أن يعظم صغيرا عظم ، وإذا أراد أن يصغر عظيما صغر (٣).

وعنه صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : إثنان عليلان : صحيح محتم وعليل مخلط (٤).

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : تجنب الدواء ما احتمل بدنك الداء ، فاذا لم يحتمل الداء فالدواء (٥).

وعن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن نبيا من الانبياء مرض ، فقال : لا أتداوى

____________________

(١) دعائم الاسلام ص ٢١٧.

(٢) المصدر نفسه والاية في سورة الحديد : ١٩.

(٤) مكارم الاخلاق ص ٤١١.

(٥ ـ ٤) مكارم الاخلاق ص ٤١٦.

٢١١

حتى يكون الذي أمرضني هو يشفيني ، فأوحى الله عزوجل لا أشفيك حتى يتتداوى فان الشفاء مني (١).

وعن الرضا عليه‌السلام أنه قال : لو أن الناس قصروا في الطعام لاستقامت أبدانهم (٢).

وعن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : ليس الحمية من الشئ تركه إنما الحمية من الشئ الاقلال منه (٣).

وعن العالم عليه‌السلام قال : الحمية رأس الدواء ، والمعدة بيت الداء ، وعود بدنا ما تعود (٤).

وروي عن العالم عليه‌السلام أنه قال : لكل داء دواء فسئل عن ذلك ، فقال : لكل داء دعاء ، فاذا الهم المريض الدعاء فقد أذن الله في شفائه (٥).

دعاء المريض لنفسه

يستحب للمريض أن يقوله ويكرره : لا إله إلا الله يحيي ويميت وهي حي لا يموت سبحان الله رب العباد والبلاد ، والحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه على كل حال ، والله أكبر كبيرا كبرياء ربنا وجلاله وقدرته بكل مكان اللهم إن كنت أمرضتني لقبض روحي في مرضي هذا فاجعل روحي في أرواح من سبقت له منك الحسنى ، وباعدني من النار كما باعدت أولياءك الذين سبقت لهم منك الحسنى (٦).

أقول : سيأتي أخبار الادعية في كتاب الدعاء ، ومضت أخبار الادوية في كتال السماء والعالم.

____________________

(١) مكارم الاخلاق ص ٤١٧ : وبعده : والدواء منى فجعل يتداوى فأتى الشفاء.

(٢ ـ ٤) مكارم الاخلاق ص ٤١٧.

(٥) مكارم الاخلاق ص ٤٤٦.

(٦) مكارم الاخلاق ص ٤٤٧.

٢١٢

٣

* ( باب ) *

* « ( نادر في الطاعون والفرار منه وممن ) » *

* « ( ابتلى به وموت الفجاة ) » *

١ ـ دعوات الراوندى : سئل زين العابدين عليه‌السلام عن الطاعون أنبرء ممن يلحقه فانه معذب؟ فقال عليه‌السلام : إن كان عاصيا فابرء منه طعن أم لمن يطعن ، وإن كان لله عزوجل مطيعا فان الطاعون مما يمحص به ذنوبه. إن الله عزوجل عذب به قوما ويرحم به آخرين ، واسعة قدرته لما يشاء ، الا ترون أنه جعل الشمس ضياء لعباده ، ومنضجا لثمارهم ، ومبلغا لاقواتهم ، وقد يعذب بها قوما يبتليهم بحرها يوم القيامة بذنوبهم ، وفي الدنيا بسوء أعمالهم.

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : موت الفجأة رحمة للمؤمنين ، وعذاب للكافرين.

أقول : قد مرت أخبار الفرار من الطاعون في كتاب العدل والمعاد (١).

____________________

(١) راجع ج ٦ ص ١٢٤١٢٠ من هذه الطبعة الحديثة وفيها ٢٠ حديثا وآية.

٢١٣

٤

* ( باب ) *

* « ( ثواب عيادة المريض وآدابها وفضل السعى ) » *

* « ( في حاجته وكيفية معاشرة أصحاب البلاء ) » *

١ ـ قرب الاسناد : عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه أن عليا عليهم‌السلام قال : إن أعظم العواد أجرا عند الله لمن إذا عاد أخاه المؤمن خفف الجلوس ، إلا أن يكون المريض يحب ذلك ويريده ويسأله ذلك.

وقال : إن من تمام العيادة أن يضع العايد إحدى يديه على الاخرى أو على جبهته.

وقال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من عاد مريضا نادى مناد من السماء باسمه : يا فلان طبت وطاب ممشاك تبوأت من الجنة منزلا (١).

بيان : يحتمل أن يكون وضع اليد على اليد وعلى الجبهة لاظهار الحزن والتأسف على مرضه ، كما هو الشايع فلا يبعد أن يكون ذكرهما على المثال ، والممشى مصدر ميمي بمعنى المشي.

٢ ـ قرب الاسناد : بالاسناد المتقدم ، عن جعفر بن محمد ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بسبع : أمرهم بعيادة المرضى ، وإتباع الجنايز ، و إبرار القسم ، وتسميت العاطس ، ونصر المظلوم ، وإفشاء السلام ، وإجابة الداعي (٢).

____________________

(١) قرب الاسناد ص ١٠ و ١١ ط نجف.

(٢) قرب الاسناد ص ٤٨ نجف و ٣٤ ط حجر.

٢١٤

٣ ـ الخصال : باسناده ، عن البراء بن عازب قال : أمرنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله باتباع الجنايز ، وعيادة المريض الخبر (١).

٤ ـ ومنه : باسناده ، عن أنس بن محمد ، عن جعفر بن محمد ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في وصيته لعلي عليه‌السلام : يا علي ليس على النساء جمعة ولا جماعة ، ولا أذان ، ولا إقامة ، ولا عيادة مريض ، ولا إتباع جنازة ، ولا تقيم عند قبر الخبر (٢).

٥ ـ ومنه : عن أحمد بن الحسن القطان ، عن الحسن بن علي السكري عن محمد بن زكريا البصري ، عن جعفر بن محمد بن عمارة ، عن أبيه ، عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : ليس على النساء أذان ، ولا إقامة ، ولا جمعة ولا جماعة ، ولا عبادة المريض ، ولا إتباع الجنايز (٣).

٦ ـ مجالس ابن الشيخ : عن أبيه ، عن المفيد ، عن محمد بن الحسين الحلال عن الحسن بن الحسين الانصاري ، عن زفر بن سليمان ، عن أشرس الخراساني عن أيوب السجستاني ، عن ابي قلابة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من عاد مريضا فانه يخوض في الرحمة ، وأومأ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى حقويه ، فاذا جلس عند المريض غمرته الرحمة (٤).

٨ ـ ومنه : عن أبيه ، عن حمويه بن علي البصري ، عن محمد بن بكر ، عن الفضل بن حباب ، عن محمد بن كثير ، عن شعبة ، عن الحكم بن عبدالله بن نافع أن أبا موسى عاد الحسن بن علي عليهما‌السلام فقال الحسن عليه‌السلام : أعائدا جئت أو زائرا؟ فقال : عائدا ، فقال : ما من رجل يعود مريضا ممسيا إلا خرج معه سبعون ألف

____________________

(١) الخصال ج ٢ ص ١.

(٢) الخصال ج ٢ ص ٩٧.

(٣) الخصال ج ٢ ص ١٤١.

(٤) امالى الطوسى ج ١ ص ١٨٥.

٢١٥

ملك يستغفرون له حتى يصبح ، وكان له خريف في الجنة (١).

بيان : روى الحسين بن مسعود الفراء في شرح السنة باسناده عن ثوبة ، عن أبيه ، قال : أخذ علي عليه‌السلام بيدي فقال : انطلق إلى الحسن بن علي نعوده فوجدنا عنده أبا موسى الاشعري قال : يعني عليا لابي موسى : عائدا جئت أم زايرا فقال : عائدا ، فقال علي عليه‌السلام : فاني سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : مامن مسلم يعود مسلما غدوة إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى [ يمسي ولا يعوده مساءا إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى ] يصبح ، وكان له خريف في الجنة ، ثم قال : هذا حديث حسن ، وقد روي عن علي عليه‌السلام من غير وجه.

وقال في النهاية : في الحديث عائد المريض على مخارف الجنة حتى يرجع المخارف جمع مخرف بالفتح ، وهو الحائط من النخل أي أن العائد فيما يحوزه من الثواب كأنه على نخل الجنة يخترف ثمارها ، وقيل : المخارف جمع مخرفة وهي سكة بين صفين من نخل ، يخترف من أيهما شاء اي يجتني ، وقيل : المخرفة الطريق ، أي أنه على طريق يؤديه إلى الجنة ، وفي حديث آخر عائد المريض في خرافة الجنة [ أي في اجتناء ثمرها يقال : خرفت النخلة أخرفها خرافا وخرافا ، وفي حديث آخر عايد المريض على خرفة الجنة ، ] (٢) الخرفة بالضم اسم ما يخترف من النخل حين يدرك ، وفي حديث آخر : عائد المريض له خريف في الجنة أي مختترف من ثمرها ، فعيل بمعنى مفعول انتهى.

وفسر الخريف في أخبارنا بمعنى آخر ، وهو ما رواه الكليني (٣) عن محمد ابن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضال ، عن محمد بن الفضيل ، عن ابي حمزة عن ابي جعفر عليه‌السلام قال : أيما مؤمن عاد مؤمنا خاض الرحمة خوضا ، فاذا جلس غمرته الرحمة ، فاذا انصرف وكل الله به سبعين ألف ملك يستغفرون له ويترحمون

____________________

(١) أمالى الطوسى ج ٢ ص ١٧.

(٢) زيادة من النهاية.

(٣) الكافى ج ٣ ص ١٢٠.

٢١٦

عليه ، ويقولون طبت وطابت لك الجنة إلى تلك الساعة من غد ، وكان له يا أبا حمزة خريف في الجنة ، قلت : ما الخريف جعلت فداك؟ قال : زاوية في الجنة يسير الراكب فيها أربعين عاما.

٨ ـ مجالس ابن الشيخ : عن أبيه ، عن جماعة ، عن أبي المفضل الشيباني عن أحمد بن إسحاق بن بهلول ، عن ابيه ، عن جده ، عن أبي شيبة ، عن ابي إسحاق ، عن الحارث الهمداني ، عن علي عليه‌السلام قال : إن للمسلم على أخيه المسلم من المعروف ستا : يسلم عليه إذا لقيه ، ويعوده إذا مرض ، ويشهده إذا مات الخبر (١).

٩ ـ مجالس الصدوق : عن حمزة العلوي ، عن عبدالعزيز بن محمد الابهري ، عن محمد بن زكريا الجوهري ، عن شعيب بن واقد ، عن الحسين بن زيد عن الصادق ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من سعى لمريض في حاجة ، قضاها أو لم يقضها ، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ، فقال رجل من الانصار بأبي أنت وأمي يا رسول الله فان كان المريض من أهل بيته أو ليس ذاك أعظم أجرا إذا سعى في حاجة أهل بيته؟ قال : نعم (٢).

١٠ ـ ثواب الاعمال : عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد عن منصور ، عن فضيل أبي محمد ، عن أبي عبيدة الحذاء ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من عاد مريضا في الله لم يسأل المريض للعايد شيئا إلا استجاب الله له (٣).

١١ ـ ومنه : عن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن سنان ، عن ابي الجارود ، عن ابي جعفر عليه‌السلام قال : كان فيماناجى به موسى عليه‌السلام ربه أن قال : يا رب أعلمني ما بلغ من عيادة المريض من الاجر؟ قال عزوجل : أوكل به ملكا يعوده في قبره

____________________

(١) أمالى الطوسى ج ٢ ص ٢٤٨.

(٢) أمالى الصدوق ص ٢٥٩ في حديث المناهى.

(٣) ثواب الاعمال : ١٧٦.

٢١٧

إلى محشره الحديث (١).

١٢ ـ السرائر : من كتاب المشيخة للحسن بن محبوب ، عن أبي ولاد ، عن عبدالله بن سنان قال : سمعنا أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : ينبغي للمريض منكم أن يؤذن لاخوانه بمرضه فيعودوه فيؤجر فيهم ويؤجرون فيه ، قال : فقيل له : نعم هم يؤجرون لمشيهم إليه ، فهو كيف يؤجر فيهم ، قال : فقال : باكتسابه لهم الحسنات فيؤجر فيهم ، فيكتب له بذلك حسنة ، وترفع له بذلك عشر درجات ، وتمحى عنه عشر سيئات.

قال : ثم قال أبو عبدالله عليه‌السلام : وينبغي لاولياء الميت منكم أن يؤذنوا إخوان الميت بموته ، فيشهدوا جنازته ، ويصلوا عليه ، ويستغفروا له ، و يكتسب لهم الاجر ويكتسب لميته الاستغفار ويكتسب هو الاجر فيهم ، وفيما اكتسب لميته من الاستغفار (٢).

بيان : لفظة « في » في المواضع للسببية ، وفي الكافي (٣) فيكتب له بذلك عشر حسنات.

١٣ ـ طب الائمة : عن محمد بن خلف ، عن الوشاء ، عن الرضا عليه‌السلام قال : إذا مرض أحدكم فليأذن للناس يدخلون عليه ، فانه ليس من أحد إلا وله دعوة مستجابة ، ثم قال عليه‌السلام : أتدري من الناس؟ قلت : أمة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله قال :الناس هم شيعتنا (٤).

١٤ ـ ثواب الاعمال : عن محمد بن موسى بن المتوكل ، عن محمد بن جعفر عن موسى بن عمران باسناده ، عن أبي هريرة وابن عباس قالا قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ومن عاد مريضا فله بكل خطوة خطاها حتى يرجع إلى منزله سبعون الف الف

____________________

(١) ثواب الاعمال ص ١٧٦.

(٢) السرائر : ٤٧٤.

(٣) الكافى ج ٣ ص ١١٧.

(٤) طب الائمة ص ١٦.

٢١٨

حسنة ، ويمحا عنه سبعون الف ألف سيئة ، ويرفع له سبعون الف ألف درجة ، ووكل به سبعون الف الف ملك يعودونه في قبره ويستغفرون له إلى يوم القيامة (١).

اعلام الدين : عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله مرسلا مثله.

١٥ ـ منتهى المطلب : عن يعقوب بن يزيد باسناده ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : عودوا مرضاكم وسلوهم الدعاء ، فانه يعدل دعاء الملائكة (٢).

١٦ ـ أعلام الدين للديلمي : عن الصادق عليه‌السلام أنه قال لخيثمة : أبلغ موالينا السلام وأوصهم بتقوى الله والعمل الصالح ، وأن يعود صحيحهم مريضهم ، وليعد غنيهم على فقيرهم : وليحضر حيهم جنازة ميتهم ، وأن يتألفوا في البيوت ويتذاكروا علم الدين ، ففي ذلك حياة أمرنا ، رحم الله من أحيا أمرنا.

وأعلمهم يا خيثمة أنا لا نغني عنهم من الله شيئا إلا بالعمل الصالح ، وأن ولايتنا لا تنال إلا بالورع والاجتهاد وأن أشد الناس عذابا يوم القيامة من وصف عدلا ثم خالفه إلى غيره (٣).

١٧ ـ نوادر الراوندى : باسناده عن جعفر بن محمد ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من زار أخا في الله أو عاد مريضا نادى مناد من السماء : طبت و طاب ممشاك تبوأت منن الجنة منزلك (٤).

١٨ ـ مجالس الشيخ : عن جماعة ، عن ابي المفضل ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن الحسين العلوي ، عن ابيه الحسين بن إسحاق ، عن أبيه إسحاق بن جعفر عن أخيه موسى عليه‌السلام ، عن آبائه عليهم‌السلام ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : يعير الله عزوجل عبدا من عباده يوم القيامة ، فيقول : عبدي ما منعك إذا مرضت أن تعودني؟ فيقول :

____________________

(١) ثواب الاعمال ص ٢٦٠

(٢) المنتهى للعلامة ص ٤٢٥.

(٣) اعلام الدين مخطوط ، والحديث في الكافى ج ٢ ص ١٧٥.

(٤) نوادر الراوندي ص ١١.

٢١٩

سبحانك سبحانك أنت رب العباد لا تالم ولا تمرض ، فيقول : مرض أخوك المؤمن فلم تعده ، وعزتي وجلالي لوعدته لوجدتني عنده ، ثم لتكفلت بحوائجك فقضيتها لك ، وذلك من كرامة عبدي المؤمن ، وأنا الرحمن الرحيم (١).

١٩ ـ ومنه : عن جماعة ، عن أبي المفضل ، عن الحسين بن موسى بن خلف عن عبدالرحمن بن خالد ، عن زيد بن حباب ، عن حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أبي رافع ، عن ابي هريرة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : إن الله تعالى يقول : ابن آدم مرضت فلم تعدني؟ قال : يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال : مرض فلان عبدي ، فلوعدته لوجدتني عنده ، واستسقيتك فلم تسقني؟ قال : كيف وأنت رب العالمين؟ قال : استسقاك عبدي فلان ولو سقيته لوجدت ذلك عندي ، و استطعمتك فلم تطعمني؟ قال : كيف وأنت رب العالمين! قال : استطعمك عبدي ولم تطعمه ولو أطعمته لوجدت ذلك عندي (٢).

٢٠ ـ ومنه : عن جماعة ، عن أبي المفضل ، عن محمد بن علي بن شاذان ، عن الحسن بن أحمد بن عبدالله ، عن إسماعيل بن صبيح ، عن عمرو بن خالد ، عن ابي هاشم الرماني ، عن زاذان ، عن سلمان رضي‌الله‌عنه قال : دخل علي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يعودني وأنا مريض : فقال : كشف الله ضرك وعظم أجرك ، وعافاك في دينك وجسدك إلى مدة أجلك (٣).

غرر الدرر : للسيد حيدر عن سلمان مثله.

٢١ ـ مجالس الشيخ : عن جماعة ، عن أبي المفضل ، عن جعفر بن محمد عن حسين بن زيد بن علي قال : دخلت مع أبي عبدالله جعفر بن محمد عليهما‌السلام على رجل من أهلنا ، وكان مريضا ، فقال له أبوعبدالله : أنساك الله العافية ، ولا أنساك الشكر عليها ، فلما خرجنا من عند الرجل ، قلت له : يا سيدي ما هذا الدعاء

____________________

(١) أمالى الطوسى ج ٢ ص ٢٤٢.

(٢) أمالى الطوسى ج ٢ ص ٢٤٣.

(٣) أمالى الطوسى ج ٢ ص ٢٤٤.

٢٢٠