الشيخ مفلح بن الحسين (الحسن) بن راشد (رشيد) ابن صلاح البحراني
المحقق: الشيخ عبدالرضا النجفي
الموضوع : العقائد والكلام
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٥٢
أما المقدمة (١) :
إعلم أنه (٢) قد (٣) وقع الإتفاق ـ من المخالف والمؤالف ـ على أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : « افترقت أمة أخي موسى عليهالسلام على إحدى وسبعين فرقة ؛ فرقة ناجية والباقون في النار ، وافترقت أمة أخي عيسى عليهالسلام على اثنيين (٤) وسبعين فرقة ؛ فرقة ناجية والباقون في النار ، وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ؛ فرقة ناجية والباقون في النار » (٥).
__________________
(١) في الطبعة الحجرية : مقدمة ـ بدون أما وألف ولام ـ. وكذا في نسخة ( ألف ).
(٢) كلمة : أنه .. مزيدة من نسخة ( ألف ).
(٣) لا توجد : قد .. في نسخة (ر).
(٤) في الطبعة الحجرية : إثني .. وهو خلاف الظاهر. ولعله : اثنتين.
(٥) لقد سبق وإن أدرجنا لها عدة مصادر ، وتزيد عليها هنا : الفرق بين الفرق : ٤ ، والمعجم الكبير للطبراني : ١٨/٧٠ ، كنز العمال : ١١/١١٤ ( باب الفتن والهرج ) ، سنن البيهقي : ١٠/٢٠٨ ، كفاية الأثر : ١٥٥ ، إحقاق الحق : ٧/١٨٦ ، نفحات اللاهوت : ١٤١ ، مسند الطيالسي ٢/٢١١ حديث ٢٧٥٤ ، المطالب العالية حديث ٢٩٥٦ ، و٦/٣٤٢ ذيل حديث ٣٦٦٨ ، عن عدة مصادر ، و ١٠/٣١٧ ، ٣٨١ ، ٥٠٢ ، المعرفة والتاريخ للبسوي ٢/٣٣١ ، واليواقيت والجواهر ٢/١٢٣ ، كشف الخفاء ١/١٦٩ ، ٣٦٩ ، حلية الأولياء ٣/٥٢ ـ ٥٣ ، وكذا في : ٢٢٦ ـ
فقد اتّفق جماعة المسلمين على صدور هذا الخبر عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم الصادق الأمين ، فلا بدّ (١) من وقوع افتراق الأمة على ثلاث وسبعين فرقة ، وأن الناجي منها فرقة واحدة ، والضرورة قاضية بأن كل فرقة تدّعي أنه على الحق ، وأنها الفرقة الناجية ، والخبر الصحيح (٢) ـ المجمع عليه ـ يدل على كذب (٣) دعوى اثنين (٤) وسبعين فرقة ، وصحة دعوى فرقة واحدة ، فإذا ثبت هذا فلا يجوز (٥) أن يقال : جميع المسلمين على الحق! لأن النبي المبعوث بهذا الدين
__________________
٢٧٧ ذيل حديث ذي الثدية ، فردوس الأخبار ٢/٦٣ ، ٩٨ ـ ٩٩ حديث ٢١٧٦ ، ٢١٧٧ ، ٢١٧٩ ، والصريح جدا فيه هو حديث ٢١٨٠ ، ولاحظ : ما جاء في مسند أبي يعلى الموصلي ٤/٣٤٢ حديث ٣٦٦٨ ، ٧/٣٢ حديث ٣٩٣٨ ، و ٧/٣٦ حديث ٣٩٤٤ ـ ٣٩٤٥ ، وأورده الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ١٣/٣٠٧ بإسناده عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : « تفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة ، أعظمها فتنة على أمتي قوم يقيسون الأمور برأيهم ؛ فيحلّون الحرام ويحرّمون الحلال .. » وكرّره بأسانيد متعدد في صفحة : ٣٠٨ , ٣٠٩ ـ ٣١٠ وفي مجلداته الأخر ، كما جاء في تاريخ بغداد ـ أيضا ـ ١١/٢١٦ عن علي عليهالسلام أنه قال : « مما عهد إليّ النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم إن الأمة ستغدر بك من بعدي » ، وحلية الأولياء للإصفهاني ٣/٥٢ ـ ٥٣ و ٢٢٦ ـ ٢٢٧ ، وانظر ما ذكره السيوطي في كتابه الكنز المدفون والفلك المشحون : ٣٩ ـ ٤١ حول الحديث ؛ وكيف فسّر فيه الفرقة الناجية! وغيره.
بل يعد الخبر من الروايات المستفيضة عند الفريقين ، بل المتواترة كما سلف ، لم نجد من خدش فيه سندا مع وضوح دلالته وصراحة عبارته.
(١) لا توجد كلمة : الصادق الأمين فلابدّ .. في نسخة (ر).
(٢) لا توجد كلمة : الصحيح .. في الطبعة الحجرية ، ولا في نسخة ( ألف ).
(٣) في نسخة ( ألف ) و (ر) : بطلان .. بدل : كذب.
(٤) في الطبعة الحجرية : اثنتي .. وهو سهو ، وفي نسخة ( ألف ) : على بطلان اثنتي ، ولعله : اثنتين.
(٥) لا توجد الفاء في نسخة ( ألف ) ، ولا في الطبعة الحجرية.
جعل الحق مع فرقة (١) واحدة من ثلاث وسبعين ، ولا يجوز التقليد (٢) لفرقة دون فرقة اُخرى ، لأن ذلك ترجيح من غير مرجّح ، فوجب على كل عاقل النظر الصحيح في أديان المسلمين واتّباع الحق المبين ، وأن يعرض عن التعصب (٣) لدين الآباء والأُمهات ، لأن ذلك يوجب الوقوع (٤) في الهلكات ، ولقد ذمّ الله تعالى التقليد (٥) في كثير من الآيات (٦).
قال الرجل الكتابي الذي هداه الله الى الإسلام : لما وقفت على هذا الخبر المجمع عليه ، ووقفت على كتاب (٧) الملل والنحل لبعض علماء السنة (٨) ، وقد ذكر فيه فرق المسلمين من السنة والشيعة ، فإذا هي عنده (٩) ثلاثة وسبعين فرقة ـ كما تضمنه الخبر المجمع عليه ـ نظرت (١٠) في أصول فرق المسلمين وفروعهم ، فرأيت الحق في فرقة من فرق الشيعة ، وهم القائلون : بإمامة إثني عشر إماما بالنّص
__________________
(١) في المطبوع من الكتاب : المبعوث بعد النبيين جعل الحق في فرقة .. وفي نسخة ( ألف ) : في فرقة.
(٢) في مطبوع الكتاب : التقييد.
(٣) في نسخة (ر) : وترك التعصّب.
(٤) لا توجد كلمة : الوقوع في المطبوع من الكتاب.
(٥) لا توجد كلمة : التقليد في الطبعة الحجرية ، وجاءت في نسخة (ر) ، ونسخة ( ألف ) : ذلك .. بدلا من : التقليد.
(٦) كما جاء في سورة التوبة (٩) : ٢٣ ، سورة الأعراف (٧) : ١٧٠ ـ ١٧٣ ، سورة هود (١١) : ٦٢ .. وعدة آيات اُخر.
(٧) جاء في نسخة ( ألف ) : كتب ، وما ذكر هنا نسخة بدل هناك.
(٨) الملل والنحل للشهرستاني : ١/٢٩ ، و ١/٢٠٧ ، المناقب للخوارزمي : ٦٣ وغيرهما.
(٩) لا توجد كلمة : عنده في نسخة (ر) و ( ألف ).
(١٠) في نسخة (ر) و ( ألف ) : فنضرت ، ولعله : فنظرت.
الجلّي من الله ورسول الله (١) ، ومن الإمام المنصوص عليه ، وهو (٢) : علي بن ابن أبي طالب عليهالسلام ، ثم ولده الحسن الزكي ، ثم الحسين الشهيد ، ثم علي بن الحسين ، ثم محمد الباقر ، ثم جعفر الصادق ، ثم موسى الكاظم ، ثم علي بن موسى (٣) الرضا ، ثم محمد الجواد ، ثم علي الهادي ، ثم الحسن العسكري ، ثم القائم (٤) المهدي صلوات الله عليهم أجمعين (٥).
وبيان ذلك من طرق العقل : أنه لما أخبر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أن الناجي من أمته فرقة واحدة من ثلاث وسبعين فرقة ، دلّ العقل على أن الفرقة الناجية لا يشاركها غيرها من الفرق الهالكة في الإعتقاد من جميع الوجوه والإعتبارات ، لانه لو شاركها غيرها من كل الوجوه لحصل (٦) الإتحاد ، وكان الناجي أكثر من فرقة ، وهو باطل للخبر المجمع عليه (٧) ، ولم أر (٨) فرقة من فرق
__________________
(١) في نسخة (ر) و ( ألف ) : ورسوله.
(٢) لا توجد الواو في الطبعة الحجرية ، وكذا في نسخة ( ألف ) ، وفي الحجرية ، وسائر النسخ : هم ، بدلا من : هو.
(٣) كلمة : بن موسى .. من زيادة نسخة (ر).
(٤) في نسخة (ر) بدلا من : القائم : المنتظر.
(٥) لاحظ : حول الفرق وتعددها وتعدادها كتب الملل والنحل ، مثل : كتاب الفَرق بين الفرق : لعبد القاهر البغدادي : ٤ وما بعده ، وترجمته لمحمد جواد المشكور : ٣ وما يليها ، والتبصير في الدين وتمييز الفرقة الناجية عن الفرق الهالكين ، لابي المظفر السمعاني ، وتلبيس إبليس ؛ لجمال الدين أبي الفرج عبد الرحمن ابن الجوزي : ١٨ ، وغيرها.
(٦) في نسخة ( ألف ) و (ر) : لم يحصل ، وهو غلط.
(٧) لا توجد عبارة : وهو باطل للخبر المجمع عليه .. في نسخة (ر).
(٨) لا توجد : ولم أر .. في الحجرية وفي نسخة ( ألف ) : ولا يوجد في ..
الإسلام متحدة (١) باعتقاد ـ لا يشاركها (٢) فيه غيرها من (٣) جميع الوجوه ـ غير الشيعة الإثني عشرية ، وهم القائلون بإمامة الإثني عشر (٤) ، فهم يفارقون جميع الفرق في الأصول والفروع ..
ولا بد من إشارة خفيفة (٥) الى بيان اختلاف المذاهب ، وبيان أصولهم وفروعهم (٦) ، ليعتبر المنصف العاقل ، ويفرّق بين الحق والباطل.
* * *
__________________
(١) في المطبوع من الكتاب : فرقة واحدة متحدة..
(٢) في الطبعة الحجرية : لا يشابهها ، وفي نسخة ( ألف ) : لا يشبهها.
(٣) في نسخة ( ألف ) : في بدلا من : من.
(٤) لا توجد في نسخة (ر) : وهم القائلون بإمامة الإثني عشر.
(٥) في الحجرية : حقيقة .. كذا ، ولا توجد في نسخة (ر) ، وفي نسخة ( ألف ) : خفية.
(٦) في نسخة ( ألف ) : أصول وفروع.
باب (١)
في بيان اختلاف المذاهب
بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
في الإمامة (٢)
فصل (٣)
إعلم أن الأمة افترقت بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في الإمامة الى ثلاث مذاهب ، فرقة (٤) قالت : الإمام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله
__________________
(١) لا يوجد عنوان ( باب ) في نسخة (ر) ، وفيها بدلا منه : فصل.
(٢) في نسخة ( ألف ) جاءت : في الإمامة بعد المذاهب.
(٣) لا يوجد في نسخة (ر) فصل هنا ، بل وضع بدلا منه : الباب.
(٤) جاءة العبارة في الطبعة الحجرية : في الإمامة على ثلاث مذاهب ، فرقة ..
وسلم (١) علي بن أبي طالب بالنص من الله ورسوله ، وهم (٢) الشيعة ، وفرقة قليلة ـ وقد انقرضت ـ قالت (٣) : الإمام [ بعد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ] العباس بن عبد المطلب بالوراثة ـ وهم الراوندية (٤) ـ لأنه وارث رسول الله صلى الله
__________________
(١) جاءت زيادة : بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم .. في نسخة (ر) ، ولم ترد في غيرها.
(٢) في نسخة زيادة : ويسمون .. بدل : وهم.
(٣) في نسخة (ر) : قالوا .. والمعنى واحد.
(٤) لا يوجد في في نسخة ( ألف ) ، والمطبوع من الكتاب : وهم الراوندية.
أقول : الراوندية ؛ وهم يعدون من التناسخية وشيعة بني العباس ، انظر عنهم :
المقالات والفرق ؛ لأسعد بن عبد الله الأشعري : ٣٩ ، ٤٠ ، ١٨٠ ، ١٨١ ، وترجمة الفرق بين الفرق ؛ لعبد القاهر البغدادي ؛ ترجمة محمد جواد مشكور : ٢٠ ، ١٩٤ ، ٣١٣ ، ونشأة الفكر الفلسفي في الإسلام ؛ للدكتور علي سامي النشار١/٢٢٥ ، والفرق بين الفرق ؛ لعبد القاهر البغدادي : ٤٠ ، ٢٧٢ ، والحور العين ؛ لأبي سعيد بن نشوان الحميري : ١٥٣ ، وتاريخ شيعة وفرقه هاي إسلام ؛ محمد جواد مشكور : ٨٢ ـ ٨٦ ، وترجمة فرق الشيعة للنوبختي : ٥٧ ، ومقالات الإسلاميين ؛ لعلي بن إسماعيل الاشعري ١/٩٤ ، ودائرة المعارف فارسى ؛ لغلام حسين مصاحب ١/١٠٦٧ ، ومعجم الفرق الإسلامية ؛ لشريف يحيى الأمين : ١٢٠ ، واعتقادات فرق المسلمين والمشركين ؛ لفخر الدين الرازي : ٩٥ ، ومعجم الفرق الإسلامية ؛ للدكتور عارف ثامر : ١٤٢ ، وفرهنگ فرق اسلامى ؛ للدكتور محمد جواد مشكور : ٢٠٠ ، وتبصرة العوام ؛ للسيد مرتضى داعى حسين رازي : ١٧٨ ـ ١٧٩ ، وتاريخ بغداد ؛ للخطيب البغدادي ١٣/٢٣٥ ، وغيرها.
وانظر ـ أيضا ـ عن الراوندية أتباع أبي الحسن أحمد بن يحيى بن إسحاق راوندي ويقال له : ابن الراوندي ـ : الإنتصار والرد على ابن الراوندي الملحد ؛ للخياط المعتزلي ، وكتاب هفتاد وسه ملّت ؛ لمولف مجهول ، إخراج دكتر محمد جواد مشكور : ٣٧ ، وطبقات المعتزلة ؛ لأحمد بن يحيى بن المرتضى الزيدي : ٩٢ ، ودائرة المعارف بزرگ اسلامى ٣/٥٣١ فارسية ، وخاندان نوبخت ؛ لعباس إقبال آشتياني : ٨٧ ، وما بعدها ، وتاريخ شيعه
عليه وآله وسلم (١).
وقال الجمهور من الناس : الإمام أبو بكر بن أبي قحافة ؛ باختيار الناس له (٢).
فأما السنة : ـ وهم الذين يقدّمون أبا بكر ـ فقد اختلفوا في الأصول الى قريب من ثلاث أو أربع (٣) وأربعين فرقة ، ذكرهم صاحب الملل والنحل (٤) ـ من علماء السنة ـ ، ولم يختلفوا في الإمامة الى عصرنا هذا ، بل يقولون : إن (٥) الخليفة بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أبو بكر ، ثم من بعده (٦) عمر ، ثم (٧) عثمان ، ثم علي بن أبي طالب عليهالسلام ، وهؤلاء الاربعة (٨) هم الخلفاء الراشدون.
قالوا (٩) : ثم وقع الإختلاف بين الحسن بن علي عليهماالسلام وبين معاوية بن أبي سفيان ثم صالحه ، فاستقرت الخلافة الى معاوية (١٠) ، ثم من بعده لبني امية ، ثم
__________________
وفرقه هاي اسلامى ؛ للدكتور محمد جواد مشكور : ٧٥ ، وترجمة الفهرست ؛ لابن نديم ، ترجمة رضا تجدد : ١١٦ ، ١١٧ ، ١١٨ ، والشافي في الإمامة ؛ للسيد المرتضى ١/٨٧ ، وكتاب شرح الأصول الخمسة ؛ للقاضي عبد الجبار المعتزلي : ١١٣ ، وغيرها.
(١) فرق الشيعة للنوبختي : ٣٦ ـ٣٩ ، مروج الذهب : ٤/٧٦ وغيرهما مما مرّ.
(٢) انظر : الفرق بين الفرق : ٣٥٠ ، الفصل الثالث في الأصول التي اجتمع عليها أهل السنة.
(٣) جاء في نسخة (ر) قوله : قريب من ثلاث وأربع .. الى آخره! وفي سائر النسخ ثلاثة واربع ، ولا وجه لها ، ولذا لم تدرج هنا ، وقد سلف مصادرها.
(٤) الملل والنحل ١/٤٦ ـ١٣٠.
(٥) لا توجد : إن ، في الطبعة الحجرية ونسخة ( ألف ).
(٦) جاءت واو في الطبعة الحجرية ونسخة ( ألف ) ، بدل : ثم من بعده..
(٧) في المطبوع من الكتاب ونسخة ( ألف ) ، واو بدلا من : ثم.
(٨) كلمة : الاربعة .. من زيادات نسخة (ر).
(٩) في الطبعة الحجرية : قال ، بدلا من : قالوا.
(١٠) في نسخة (ر) : لمعاوية.
لبني مروان ، حتى (١) انتهت الخلافة الى بني العباس ، وأجمع أكثر أهل الحل والعقد (٢) على ذلك حتى جرى عليهم ما جرى في زمان هؤلاء (٣).
وأما الشيعة : ـ وهم القائلون بتقديم علي بن أبي طالب عليهالسلام (٤) ـ فقد افترقوا الى نحو (٥) ثلاثين فرقة ، ذكرهم صاحب الملل والنحل (٦) وأكثرهم قد انقرض (٧) ، وجمهورهم الباقي الى هذا الزمان ، الإمامية الإثنى عشرية ، القائلون بإمامة علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام ، ثم الحسن ، ثم الحسين ، ثم علي بن الحسين العابد (٨) ، ثم محمد بن علي الباقر ، ثم جعفر بن محمد الصادق ، ثم موسى بن جعفر الكاظم ، ثم علي بن موسى الرضا ، ثم محمد بن علي الجواد ، ثم علي بن محمد الهادي ، ثم الحسن العسكري ، ثم القائم المنتظر (٩) المهدي ـ الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ـ ، وأن الإمامة منحصرة في هؤلاء الإثني عشر إماما ، وأنهم معصومون كالأنبياء عليهمالسلام.
__________________
(١) جاء في مطبوع الكتاب : ثم ، بدلا من : حتى.
(٢) في نسخة (ر) بدل كلمة : أهل الحل والعقد .. كلمة : الناس.
(٣) لا توجد جملة : في زمان هؤلاء .. في نسخة (ر).
(٤) لا توجد جملة : وهم القائلون بتقديم علي بن أبي طالب عليهالسلام .. في نسخة (ر).
(٥) كلمة : نحو ، محذوفة من نسخة (ر).
(٦) الملل والنحل : ١/١٣١ ـ ١٦٩ ، وغيرها مما مرّ.
(٧) في نسخة (ر) : انقرضوا.
(٨) لا توجد كلمة : العابد في نسخة ( ألف ) و(ر) .. وجاءت الأسماء المباركة للأئمة سلام الله عليهم في الطبعة الحجرية مختصرة غالبا بدون ذكر أسم الأب أو بزيادة في نسخة (ر) و ( ألف ).
(٩) لا توجد كلمة : المنتظر في نسخة (ر).
وأما (١) الباقي من فرق الشيعة الى هذا الزمان : الزيدية (٢) ، وهم (٣) القائلون : بإمامة علي بن أبي طالب ، ثم ولده (٤) الحسن ، ثم الحسين عليهمالسلام بالنص الجلي ، وأثبتوا باقي أئمتهم بالنص الخفيّ ، ولم يشترطوا في الإمام (٥) العصمة (٦) ، واشترطوا كونه عالما (٧) بشريعة الإسلام ليهدي الناس إليها ، وكونه زاهدا لئلا يطمع في أموال المسلمين (٨) ، وكونه شجاعا لئلا ينهزم (٩) في الجهاد ، وكونه فاطميا (١٠) ـ من فاطمة عليهاالسلام ـ وكونه داعيا الى الله تعالى (١١) والى دين الحق ، ظاهرا شاهرا سيفه في نصرة دينه.
__________________
(١) كذا في المطبوع من الكتاب ونسخة ( ألف ) ، وجاء في سائر النسخ : ومن .. بدلا من : وأما. (٢) انظر عن الزيدية : الملل والنحل ١/١٣٧ ـ ١٤٠ ، و ١٥٤ ، فرق الشيعة للنوبختي : ٤٦ ، فرهنگ علوم : ٣٩٥ ، مقالات إسلاميين ١/٧٨٩ ، الفرق بين الفرق : ٤٠ ، ٣٠٢ ، نفايس الفنون ٢/٢٧٥ ، كشاف اصطلاحات الفنون ١/٦١٤ ، دائرة معارف فريد وجدي ٤/٧٨٩ ، مقاتل الطالبين : ١٧٠ وغيرها من المصادر ، نقلا عن هامش كتاب مقباس الهداية ٢/٣٤٨.
(٣) لا توجد : وهم ، في نسخة ( ألف ).
(٤) لا توجد كلمة : ولده .. في نسخة (ر).
(٥) في نسخة ( ألف ) : الإمامة ، بدلا من : الإمام.
(٦) في الطبعة الحجرية : الإمامة بدلا من : العصمة.
(٧) في الطبعة الحجرية : عاملا ، بدلا من : عالما.
(٨) كذا في نسخة (ر) ، وفي المطبوع من الكتاب : الناس ، بدلا من : المسلمين.
(٩) في نسخة (ر) : يهرب .. بدلا من : ينهزم.
(١٠) جاءت زيادة كلمة : فاطميا من نسخة (ر).
(١١) لا توجد كلمة : تعالى ، في الطبعة الحجرية ، ولا نسخة ( ألف ).
وقالوا : قد نص النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بأن الأئمة بعده كل (١) من اجتمعت فيه هذه الشرائط الخمسة فهو إمام مفترض الطاعة ، وذلك هو النص الخفي عندهم ، ولم يشترطوا في الحسن والحسين عليهماالسلام إشهار الشيف ، لقول النبي عليه الصلاة والسلام : « إبناي هذان إمامان قاما أو قعدا » (٢).
ولم يقولوا بإمامة زين العابدين عليهالسلام لأنه لم يشهر السيف ، وقالوا بإمامة ابنه زيد بن علي (٣) لانه شهر (٤) السيف وإليه ينتسبون (٥) ، وجوّزوا خلوّ الزمان من إمام (٦) ، وجوّزوا قيام إمامين في بقعتين متباعدتين إذا اجتمع فيهما الشرائط المذكورة (٧) ، ولم يحصروا الإمامة (٨) في عدد معين ، بل كلّ من أجتمعت فيه الشرائط المذكورة كان هو الإمام ، وأصولهم أصول المعتزلة ، وفروعهم فروع
__________________
(١) جاءت العبارة في نسخة ( ألف ) و (ر) : والأئمة بعده أن كل..
(٢) المناقب لابن شهر آشوب : ٤/٣٦٧ ، الفرق بين الفرق : ٢٥ ، كفاية الأثر : ١٥ و ١٦ ، المناقب لابن شهر آشوب ٣/٣٩٤. وانظر : كشف الغمة : ٢/١٥٦ ، العوالم : ١٦/٩٤ ، بحار الأنوار ١٦/٣٠٧ ، ٣٧/٧ وغيرها وفي غيره ، قال العلامة المجلسي رحمهالله في بحاره ٤٣/٢٧٨ : ويستدل بالخبر المشهور أنه قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : .. وقال فيه ٤٤/١٦ في تفسير الحديث تحت عنوان بيان : .. أي سواء قاما بأمر الإمامة أم قعدا عنه للمصلحة والتقية.
(٣) لا توجد : بن علي .. في نسخة (ر).
(٤) في نسخة (ر) : أشهر.
(٥) في نسخة ( ألف ) و (ر) : نسبوا.
(٦) لا يوجد قوله : وجوّزوا خلوّ الزمان من الإمام .. في نسخة (ر).
(٧) في نسخة ( ألف ) : المحصورة .. بدلا من : المذكورة.
(٨) لا توجد في نسخة ( ألف ) : الإمامة.
أبي حنيفة (١).
وبطلان مذهبهم معلوم (٢) ، لأنهم وافقوا الشيعة الإمايمة على إمامة علي والحسن والحسين لا غير ، وفارقوهم من وجوه شتى ، ووافقوا السنة بعدم (٣) العصمة في الإمام (٤) ، وبإتباع المعتزلة في الأصول ، وبإتباع أبي حنيفة في الفروع ، وخالفوهم بوجوه شتى ، وباستنادهم (٥) في مذهبهم (٦) الى مجرد (٧) الدعوى (٨) من غير دليل.
* * *
__________________
(١) الفرق بين الفرق : ٣٠ ، الملل والنحل : ١/١٥٤ وغيرهما.
(٢) لا يوجد في نسخة ( ألف ) كلمة : معلوم.
(٣) في نسخة (ر) : على عدم.
(٤) فرق الشيعة : ٥٥ ، الفرق بين الفرق : ٢٢ ، الملل والنحل : ١/١٥٤ ـ ١٦٢ ، ولاحظ : مقباس الهداية : ٢/٣٤٧ ـ ٣٤٨ عن عدة مصادر ، وراجع : بحار الأنوار ٢٧/٢١٨ باب ١٠ وغيرها.
(٥) كذا في نسخة ( ألف ) ، وفي نسخة (ر) : إسنادهم ، وفي سائر النسخ : بإسنادهم.
(٦) في الطبعة الحجرية : مذاهبهم.
(٧) في الطبعة الحجرية : مجمل ، بدلا من : مجرد.
(٨) جاءت العبارة في المطبوع من الكتاب : في مذاهبهم الى مجمل الدعوى.
فصل
في الإختلاف في الأصول
قال صاحب الملل والنحل (١) : و[ أما ] الإختلافات (٢) في الأصول فحدث (٣) في أواخر (٤) أيام الصحابة من (٥) معبد الجهني (٦) ، وغيلان
__________________
(١) الملل والنحل ١/٣٠.
(٢) في نسخة ( ألف ) وكذا نسخة (ر) : والإختلاف.
(٣) في نسخة ( ألف ) : حدث ، وفي الطبعة الحجرية : والإختلافات حدث .. وفي المصدر : فحدثت! وفي (ر) : والإختلاف جرى..
(٤) في المصدر : آخر.
(٥) في الملل والنحل : بدعة ، بدلا من : من.
(٦) هو معبد بن خالد الجهني البصري ، قيل : هو أول من تكلم في القدر.
قال أبو حاتم : قدم المدينة فافسد فيها ناسا.
وقال الدار قطني : حديثه صالح ومذهبه رديء.
وقال محمد بن شعيب الاوزاعي : أول من نطق بالقدر رجل من أهل العراق يقال له ( سوسن ) كان نصرانيا فأسلم ، ثم تنصّر ، أخد عنه معبد الجهني وأخذ غيلان عن معبد ، قتله عبدالملك بن مروان ، أو الحجاج سنة ٨٠.
لاحظ : العبر : ١/٦٨ ، تهذيب التهذيب : ١٠/٢٠٣ ، الفرق بين الفرق : ١١٧ ـ ١١٨.
وجاء الإسم في مطبوع الكتاب : مفيد الجهني ، وهو سهو.
الدمشقي (١) ، ويونس الأسواري (٢) ، في إنكار القول بالقدر ، وإضافة (٣) الخير والشر اليه تعالى (٤) ، ونسج على منوالهم واصل بن عطاء الغزّالي (٥) وكان تلميذ الحسن البصري (٦) .. ثم اعتزل عنه بالقول بـ : المنزلة بين المنزلتين ؛ فسمّوا بذلك : معتزلة ، ومذهبهم في الأصول بالتوحيد والعدل ، وكون أفعال العباد منهم لا من
__________________
(١) هو أبو مروان غيلان بن مسلم ، أخذ القول في القدر عن معبد الجهني في عهد عمر بن عبدالعزيز ، وهو ثاني من تكلم في القدر ، قيل : جيء به الى عمر بن عبد العزيز وأستتابه ، ثم قتله هشام بن عبد الملك. تنسب إليه فرقة الغيلانية من القدرية.
وفي لسان الميزان : أنه ضال مسكين.
انظر : الملل والنحل : ١/٣٥ [ ١/٢٢٧ طبعة مكتبة الحسين ] ، لسان الميزان : ٤/٤٢٤ ، المعارف : ٦٢٥ [ صفحة : ٢١٢ ] ، الفرق بين الفرق : ٢٠ ، طبقات المعتزلة : ٢٥ ـ ٢٧ ، عيون الأخبار ٢/٣٤٥ .. وغيرها.
(٢) قيل : هو أول من تكلم بالقدر وكان بالبصرة ، فأخذ عنه معبد الجهني ، ذكره الكعبي في طبقات المعتزلة ، وذكر أنه كان يلقب بـ ( سيبويه ). لاحظ : لسان الميزان : ٦/٣٣٥.
(٣) نسخة ( ألف ) وفي الطبعة الحجرية : وإنكار اضافة..
(٤) في الملل والنحل المطبوع : .. في القول بالقدرة وإنكار إضافة الخير والشر الى القدرة .. ويظهر منها سقوط كلمة : ( إنكار ) الأولى.
(٥) كذا ، وفي المصدر : غزال ، وهو الصواب ، وهو من أصحاب أبي حذيفة البصري المتكلم ، ولد بالمدينة سنة ثمانين ، ومات في سنة إحدى وثلاثين ومائة ، وقال عنه المسعودي : وهو قديم المعتزلة وشيخها وأول من أظهر القول بـ : المنزلة بين المنزلتين! وكان يجلس في سوق الغزّالين فلقب لذلك بـ : الغزّال. انظر : لسان الميزان ٦/٢١٤.
أقول : قد أخذ قولته هذا من صادق آل محمد صلوات الله عليه وآله.
(٦) هو أبو سعيد الحسن بن يسار البصري ، مولى زيد بن ثابت الأنصاري ، إمام أهل البصرة ، ولد سنتين بقيتا من خلافة عمر بن الخطاب ، وتوفي في سنة مائة وعشر.
انظر : العبر : ١/١٣٦ ، تهذيب التهذيب : ٢/٢٦٣ ، هامش الفرق بين الفرق : ٢٠ ، الملل والنحل : ١/٣٠.
ثم إنه من هنا الى ما بعده نقلا بالمعنى عن المصدر.
الله تعالى ، وأن المعارف كلها (١) عقلية حصولا ووجوبا قبل الشرع وبعده ، ومذهبهم في الإمامة تقديم أبي بكر وعمر وعثمان على (٢) علي عليهالسلام.
وأصل الإعتزال من (٣) واصل بن عطا ، ثم افترقوا بعد ذلك الى سبعة عشر فرقة ـ ذكرهم صاحب الملل والنحل (٤) ـ ثم استمر زمان المعتزلة من زمان عبدالملك بن مروان الى زمان المقتدر بالله العباسي (٥) قريب مأتي سنة ، ثم ظهر أبو الحسن الأشعري (٦) ، وكان تلميذا لأبي علي الجبائي من شيوخ المعتزلة (٧) ، ثم أعرض عنه وانحاز (٨) الى الكلابية أصحاب عبد الله بن سعيد
__________________
(١) لا توجد كلمة : كلها .. في الطبعة الحجرية.
(٢) جاءت الواو في نسخة ( ألف ) والطبعة الحجرية ، بدلا من : على ، وهو سهو.
(٣) في الطبعة الحجرية : عن ، وهو خلاف الظاهر.
(٤) الملل والنحل : ١/٣٦ [ ١/٤٣ وما بعدها ] نقلا بالمعنى.
(٥) في نسخة ( ألف ) و (ر) : من العباسية.
(٦) أبو الحسن علي بن إسماعيل الاشعري ، هو من ذرية ابي موسى الأشعري ، مولده سنة سبعين ، أو ستين ومائتين بالبصرة ، توفي سنة نيف وثلاثين وثلاثمائة ودفن ببغداد ، وكان أبو الحسن الأشعري أولا معتزليا ، ثم تاب من القول بالعدل والقول بخلق القرآن ويعد مؤسس مذهب الأشاعرة ، وله كتاب اللّمع ، والموجز وكتب أخر. لاحظ : البداية والنهاية ١١/١٨٧ ، اللباب ١/٥٢ ، طبقات الشافعية ٢/٢٤٥ وفيات الأعيان : ٣/٢٨٤ برقم ٤٢٩ [ ١/٣٢٦ ] وغيرها.
(٧) هو : أبو علي محمد بن عبد الوهاب بن سلام بن خالد بن حمران بن أبان الجبائي [ جبّى : بضم الجيم وتشديد الباء وهي بلد من أعمال خوزستان ] شيخ المعتزلة وأبو شيخها عبد السلام ، إليه تنسب الطائفة الجبائية ، ويعد هذا عنده ؛ الذي سهل علم الكلام ويسّره وذلّله ، توفي سنة ٣٠٣.
لاحظ : العبر : ١/٤٤٥ ، طبقات المعتزلة : ٨٠ ـ ٨٥ ، وفيات الأعيان : ٤/٢٦٧ برقم ٦٠٧ [ ١/٤٨٠ ] ، البداية والنهاية ١١/١٢٥ ، اللباب ١/٢٠٨ ، وغيرها.
(٨) في الطبعة الحجرية : انحار.
الكلابيّ (١) ، واختار مذهبه في اثبات الصفات ، وإثبات القدر خيره وشره من الله تعالى (٢) ، وأبطل القول بتحسين العقل وتقبيحه ؛ لأن (٣) العقل لا يوجب المعارف بل السمع ، وأن المعارف تحصل بالعقل وتجب بالسمع ، ولا يجب على الله شيء بالعقل ، والنبوات من (٤) الجائزات العقلية والواجبات السمعية (٥) ..
وأكثر أهل العصر اليوم على هذا المذهب ، وهم يكفّرون المعتزلة ، والمعتزلة
__________________
(١) هو : عبدالله بن سعيد الكلابي القطان المتوفى سنة ٢٤٥ هـ يقال له : ابن كُلاب ، أحد المتكلمين في أيام المأمون ، ذكره الخطيب ضياء الدين والد الإمام فخرالدين في كتاب ( غاية المرام في علم الكلام ) ، وذكره إيضا ابن النجار ، فنقل عن محمد بن إسحاق النديم في الفهرست ، فقال : كان من الحشوية ... ، وعلى طريقته مشى الأشعري. راجع : لسان الميزان : ٣/٢٩٠ ، فهرست النديم : ١٨٠ ، الأعلام ٤/٩٠ وغيرها.
وفي الطبعة الحجرية : بن أبي سعيد. وهو سهو.
أقول : قد تعد الكلابية تارة من فرق المشبهة الحشوية ، وأخرى من المجبرة ، انظر عنها :
مذاهب الإسلاميين ، للدكتور عبد الرحمن بدوي ١/١٦٥ ـ ٤٧٣ ، ونشأة الفكر الفلسفي في الإسلام ؛ للدكتور علي سامي النشار ١/٢٩٦ ، وشرح الأصول الخمسية ؛ للقاضي عبد الجبار بن أحمد : ١٨٣ ـ ٥٢٧ ، وفرهنگ فرق اسلامى فارسى ؛ للدكتور محمد جواد مشكور : ٣٦٨ ، وسير أعلام النبلاء ؛ لشمس الدين محمد الذهبي ١١/١٧٤ ، وترجمه فهرست ابن نديم : ٣٣٧ ترجمه رضا تجدد ، ومقالات الإسلاميين ؛ لعلي بن إسماعيل الأشعري ١/٢٢٩ ـ ٢٣٠ ، ١/٢٤٥ ـ ٢٤٦ ، و ٢/٢٠٢ ، وتبصرة العوام ؛ للسيد مرتضى بن داعي حسني رازى : ١٠٨ ـ ١٦٣ ، ومعجم الفرق الإسلامية ؛ لشريف يحيى الأمين : ٢٠٠ ، ودائرة المعرف بزرگ اسلامى فارسى ٤/٥١٩ ، ومذاهب الإسلاميين ١/١٦٥ ـ ٤٧٣ ، وموسوعة الفرق الإسلامية : ٤٢٧ .. وغيرها.
(٢) الملل والنحل : ١/٩٣ ، لسان الميزان : ٣/٢٩٠ .. وغيرهما.
(٣) في نسخة ( ألف ) و (ر) : وإن.
(٤) لاتوجد : من ، في الطبعة الحجرية.
(٥) الملل والنحل : ١/١٠١.
يكفّرونهم (١) ، لقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « القدرية مجوس هذه الأمة » (٢).
فالمعتزلة (٣) يقولون : القدرية هم (٤) الأشاعرة ، والأشاعرة يقولون : القدرية هم المعتزلة.
* * *
__________________
(١) في الحجرية : يكفّرهم ، وفي نسخة ( ألف ) و (ر) : تكفّرهم ، وفي سائر النسخ : يكفروهم.
(٢) الملل والنحل : ١/٤٣ ، سنن أبي داود : ٢/٢٢٢ حديث ٤٦٩١ ، وقد نقل الحديث معكوسا برقم ٤٦٩٢. قال في البحار ٥/٦٧ : .. ورد بأنه صح عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قوله : « القدرية مجوس أمتي ».
قال العلامة المجلسي في بحاره ٢/٣٠٣ : يطلق القدرية على المجبرة والمفوضة المنكرين لقضاء وقدره.
وفي ٥/٥ ـ ٦ منه قال : اعلم أن لفظ القدري يطلق في أخبارنا على الجبري وعلى التفويض .. الى آخره. وفيه وفي غيره روايات ذامة كثيرة لا ثمرة في إحصائها هنا.
(٣) في نسخة (ر) : واو ، بدلا من الفاء.
(٤) لا توجد : هم ، في الطبعة الحجرية.
فصل (١)
ومن (٢) السنّة :
المشبهة (٣) المجسّمة (٤) ؛
__________________
(١) لا توجد في الطبعة الحجرية ونسخة ( ألف ) كلمة : فصل.
(٢) لا يوجد : ومن .. في نسخة (ر).
(٣) كلمة : المشبهة ، لا توجد في الطبعة الحجرية ، ولا نسخة (ر).
وانظر عن المشبهة المصادر التالية : اعتقادا فرق المسلمين والمشركين ؛ لفخر الدين الرازي : ٩٧ ـ ١٠٠ ، وفرهنگ فرق اسلامى ؛ للدكتور محمد جواد مشكور : ٤١٢ فارسي ، والتبصير في الدين ، للإمام أبي المطفر الإسفرايني : ١٠٥ ، وتبصرة العوام ؛ للسيد مرتضى بن داعى حسنى رازى : ٧٥ ، ٧٦ ، ٩٧ ، ٩٨ ، ١٠٥ ، والإنتصار والرد على ابن الراوندي الملحد ؛ للخياط المعتزلي ، في غلب صفحاته ، ودائرة المعارف ؛ لفريد وجدي ٥/٣٦٣ ، والفرق بين الفرق ؛ لعبد القاهر بن طاهر بن محمد البغدادي : ٢٢٥ ، ومعجم الفرق الإسلامية ؛ لشريف يحيى الأمين : ٢٢٥ ، وترجمة الفرق بين الفرق ؛ للدكتور محمد جواد مشكور ١٦٥ ـ ٣٨٢ ، والمنية والأمل في شرح الملل والنحل ؛ لأحمد ابن يحيى بن المرتضى اليماني : ١٩ ، وخاندان نوبختى ؛ لعباس إقبال اشتياني : ٤٠ ، ١١٩ ، ٢٥٠ ، ٢٥٣ ، ٢٥٤ ، وهفتاد وسه ملت ؛ تحقيق دكتر محمد جواد مشكور : ٣٩ فارسي ، وبيان الأديان ؛ لأبي المعالي محمد بن الحسين علوي ؛ تحقيق هاشم رضي : ٤٦٥ ، والتبصير في الدين : ١٧٠ ، وتبصرة العوام : ٧٥ ـ ٨٥ ، وأحسن التقاسيم : ١٢٦ ، وكشاف اصطلاحات الفنون : ٨٠٥ ، وموسوعة الفرق الإسلامية : ٤٧٠ ـ ٤٧١ .. وغيرها.
(٤) انظر عن المجسمة ما يلي :
مقالات الإسلاميين ؛ لعلي بن إسماعيل أشعري ١/٢٥٧ ، وتبصرة العوام في معرفة مقالات الأنام ؛ لسيد مرتضى بن داعي الحسني الرازي : ٧٥ ، ٧٦ و ١٠٦ ، ومعجم الفرق