الزام النواصب بامامة علي بن ابي طالب عليه السلام

الشيخ مفلح بن الحسين (الحسن) بن راشد (رشيد) ابن صلاح البحراني

الزام النواصب بامامة علي بن ابي طالب عليه السلام

المؤلف:

الشيخ مفلح بن الحسين (الحسن) بن راشد (رشيد) ابن صلاح البحراني


المحقق: الشيخ عبدالرضا النجفي
الموضوع : العقائد والكلام
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٥٢

فنزل الله تعالى عليه (١) : ( يا أَيُّهَا النَّبِيُ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكَ تَبتَغِيَ مَرضاتَ أَزواجِكَ .. ) (٢) الآية (٣).

أنظروا الى عائشة وحفصة .. كيف تعمّدتا الكذب على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لتحرما عليه ما أحلّ الله له.

وفي الجمع بين الصحيحين ـ أيضا ـ عن نافع عن (٤) ابن عمر ، قال : قام النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خطيبا (٥) ـ وأشار نحو منزل عائشة ـ ثمّ قال : « ها (٦) هنا الفتنة ثلاثا من (٧) حيث يطلع قرن الشيطان » (٨).

وفي الجمع بين الصحيحين قال : خرج النبي عليه الصلاة والسلام من بيت عائشة فقال : « رأس الكفر من هاهنا من حيث يطلع قرن الشيطان » (٩).

__________________

(١) كلمة : الله تعالى عليه .. مزيدة من نسخة (ر).

(٢) سورة التحريم (٦٦) : ١.

(٣) صحيح البخاري : ٣/٢٠٥ ( تفسير سورة التحريم ) ، مسند أحمد : ٦/٢٢١ .. وغيرهما.

(٤) لا توجد : عن ، في نسخة ( ألف ) و (ر).

(٥) في نسخة (ر) : خاطبا..

(٦) لا توجد في الطبعة الحجرية ونسخة ( ألف ) : ها ..

(٧) كذا في نسخة (ر) وصحيح البخاري ، وفيما سواها : فلا يؤمن ، بدلا من : ثلاثا.

(٨) وقد جاء بنصه في صحيح البخاري كتاب فرض الخمس حديث ٢٨٧٣ وكتاب الفتن : ٦٧ ، ولاحظ كتاب بدء الخلق منه حديث ٣٠٣٧ ، ولم يرد فيه اسم عائشة! بل فيه ( يشير الى المشرق ) ، ولاحظ حديث ٣٢٤٩ من كتاب المناقب ، وصحيح مسلم كتاب الفتن وأشراط الساعة حديث ٥١٦٨ ، وفيه : أنه قام عند باب حفصة .. ثم قال : عند باب عائشة و ٤/٢٢٢٩ حديث ٤٨. ومثله حديث ٥١٧٠ ، ومسند أحمد بن حنبل حديث ٤٤٥٠ من مسند المكثرين من الصحابة ٦/١١١ ـ ١١٥ ، وكذا حديث ٤٥٢١ و ٤٥٧١ ، وارشاد السّاري ١٠/١٨٨ وغيرها.

(٩) من قوله : وفي الجمع .. الى هنا لا يوجد في نسخة (ر) ، وجاء على هامش نسخة ( ألف ).

٢٠١

وخروجها على أمير المؤمنين عليه‌السلام عاصية لله ورسوله (١) معلوم ، وقد أمرها الله بالإستقرار في بيتها (٢) فهتكت حجاب الله (٣) ، وحجاب رسوله ، وخرجت متبرّجة في جحفل (٤) يزيد على ستة عشر ألفا تطلب بدم (٥) عثمان ، وليست [ هي ] من أولياء الدم ، ولا لها حكم الخلافة ، ولقد كانت تحرّض على قتل عثمان في حياته (٦) وتقول : اقتلوا نعثلا! قتل الله نعثلا (٧) ، .. فلما قتله المهاجرون والأنصار وبايعوا عليا عليه‌السلام خرجت طالبة بدمه ، وفرّقت جماعة المسلمين ، وألحقت (٨) الفتنة بينهم حتى قتل خلق (٩) كثير وجمّ غفير.

وفي الجمع بين الصحيحين أيضا قال : خرج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من بيت عائشة ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « رأس الكفر من

__________________

(١) في نسخة ( ألف ) : ولرسوله.

(٢) سورة الأحزاب (٣٣) : ٣٣ حيث قال الله تعالى : ( وقرن في بيوتكن ولا تبرّجن تبرج الجاهلية الأولى .. ).

(٣) في نسخة ( ألف ) : حجابه .. بدلا من : حجاب الله.

(٤) في الطبعة الحجرية : الى عسكر .. بدلا من : في جحفل ، ولا توجد في نسخة ( ألف ).

والجحفل : هو الجيش. قاله في الصحاح ١٦٥٢ ، وقيل : الجيش الكثير ، كما في القاموس المحيط ٣/٣٦٤.

(٥) في المطبوع : دم.

(٦) لا توجد كلمة : في حياته .. في الطبعة الحجرية.

(٧) تاريخ الطبري : ٤/٤٠٧ ، الكامل لابن الأثير : ٣/٢٠٦ ، لسان العرب : ١١/٦٧٠ ، تاج العروس : ٨/١٤١ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ٦/٢١٥ ، تذكرة الخواص لابن الجوزي : ٦٥.

(٨) جاءت نسخة على الطبعة الحجرية : وألقت ، وفي نسخة ( ألف ) : وألحقت ، وما هنا نسخة يدل على هامشها.

(٩) لا توجد في نسخة (ر) : حتى قتل خلق .. وفيه جمع.

٢٠٢

هاهنا من حيث يطلع قرن الشياطين » (١).

وفي الجمع بين الصحيحين أيضا (٢) : أنّ ابن (٣) الزبير دخل على عائشة في مرضها الذي ماتت فيه (٤) فقالت : إني قاتلت فلانا .. ـ وسمت المقاتل برجل فأثنت (٥) عليه ـ وقالت (٦) : وددت إني كنت نسيا منسيّا (٧).

فلينظر العاقل الى ما رواه (٨) أولياء عائشة عنها من (٩) الفعل القبيح في حياة (١٠) الرسول وبعد وفاته (١١) ، وما رووا (١٢) عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه أخبر عنها أنها : « رأس الكفر » ، وأنها (١٣) « أصل الفتنة » ، وهتكها حجاب الله

__________________

(١) من قوله : وفي الجمع .. الى هنا لا يوجد في الطبعة الحجرية ونسخة ( ألف ).

(٢) لا توجد كلمة : أيضا في الطبعة الحجرية.

(٣) لا توجد كلمة : ابن .. في نسخة ( ألف ).

(٤) لا توجد جملة : الذي ماتت فيه .. في مطبوع الكتاب.

(٥) استظهر على هامش نسخة ( ألف ) : فأندمت.

(٦) من قوله : فلانا .. الى : وقالت .. لا يوجد في نسخة (ر) ، وفيها : عليا ، ولقد..

(٧) وجاء في صحيح البخاري كتاب تفسير القرآن حديث ٤٨٣ ، وحلية الأولياء : ٢/٤٩ ، شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد : ١٤/٢٤ ، وفيه عن قيس قال : قالت عائشة : إدفنوني مع أزواج النبيّ فإني كنت أحدثت بعده حدثا ، مصنف ابن ابي شيبة : ١٥/٢٦٠ ، الطبقات الكبرى لابن سعد : ٨/٧٤ ـ ٧٦ ، اذا قرءت هذه الآية : ( وَقَرنَ في بُيوتِكُنّ ) [ سورة الأحزاب (٣٣) : ٣٣ ] بكت حتى تبلّ خمارها ، الطبقات الكبرى لابن سعد : ٨/٨١ ، البداية والنهاية : ٩/٩٤.

(٨) في الطبعة الحجرية : رووا ، وفي نسخة ( ألف ) : روى.

(٩) كذا في نسخة (ر) ، وفي غيرها : في.

(١٠) في مطبوع الكتاب : حقّ ، بدلا من : حياة.

(١١) لا توجد : وبعد وفاته .. في الطبعة الحجرية ، ونسخة ( ألف ).

(١٢) في نسخة (ر) : ورد ..

(١٣) لا توجد : أنها في نسخة (ر).

٢٠٣

وحجاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الذي ضربه عليها ، وخروجها (١) متبرّجة بعد قوله تعالى : ( وَلا تَبَرَّجنَ تَبَرُّجَ الجاهِلِيَّةِ الأُولى ) (٢) ثمّ يفضلّونها ـ مع ذلك ـ على فاطمة بنت رسول الله (٣) التي أذهب الله عنها (٤) الرجس وطهّرها (٥) تطهيرا ..!! ، وعلى خديجة التي أوّل من صدّقت وآمنت به وأنفقت عليه مالها! (٦).

وروت (٧) عائشة وغيرها : أن الله تعالى (٨) أمر رسوله (٩) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ان يبشّر خديجة ببيت في الجنة (١٠) من قصب الياقوت (١١) و ولدت له فاطمة

__________________

(١) في نسخة (ر) : وخرجت.

(٢) سورة الأحزاب (٣٣) : ٣٣.

(٣) في نسخة (ر) : الزهراء ، بدلا من : بنت رسول الله.

(٤) في نسخة ( ألف ) عنها .. بدلا من : عنهم.

(٥) في الطبعة الحجرية : وطهرهم.

(٦) السيرة النبوية لابن هشام : ١/٢٥٧ ، المناقب لابن المغازلي : ٣٣٥ ، اسد الغابة : ٥/٥٣٧.

(٧) في الطبعة الحجرية ونسخة ( ألف ) : روت ـ بدون واو ـ وعليه يكون الكلام مربوطا بما سبقه ، ويوضع رأس السطر من قوله : إن الله تعالى .. الى آخره.

(٨) لا توجد كلمة : تعالى في الطبعة الحجرية ، ونسخة ( ألف ).

(٩) في نسخة (ر) : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

(١٠) لا توجد جملة : في الجنة .. في الطبعة الحجرية ، وكذا نسخة ( ألف ) ، وفيها : بقصر ، بدلا من : ببيت.

(١١) لا توجد كلمة : الياقوت في نسخة (ر).

أقول : جاءت الرواية في صحيح مسلم : ٤/١٨٨٧ حديث ٢٤٣٢ ، وصحيح البخاري : ٥/٤٨ ، كتاب الفضائل ، والسيرة النبوية لابن هشام : ١/٢٥٧ ، وكفاية الطالب : ٣٥٧ ، وينابيع المودة : ١/١٦٧ ، وتذكرة الخواص : ٢٧٢ ، والمناقب لابن المغازلي : ٣٣٦ ، والجامع الصحيح للترمذي : ٥/٧٠٢ حديث ٣٨٧٥ .. وغيرها.

٢٠٤

أمّ الحسن والحسين عليهما‌السلام وذلك من قلّة الإنصاف والميل والإنحراف ، ولقد أنكر الحافظ من علماء السنة في كتاب الإنصاف (١) غاية الإنكار على من يساوي عائشة بخديجة.

* * *

__________________

(١) كتاب الإنصاف ، لعله هو كتاب الإنصاف فيما بين العلماء من الإختلاف ، للحافظ أبي عمر يوسف بن عبد الله بن عبدالله النميري القرطبي المتوفى سنة ثلاث وستين وأربعمائة ، وبهذا الإسم كتب لجمع منهم ابن الاثير الجزري وابن الجوزي ، والسيوطي ، وأبي سعد محمد بن يحيى النيسابوري الشافعي .. وغيرهما ، والأظهر ما ذكرناه.

٢٠٥

فصل (١)

في إقرار السنّة (٢) على أنفسهم

من طرق كثيرة أن المتعة كانت مباحة في (٣)

عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

وعهد أبي بكر ، وأنّ عمر هو الذي حرّمها

روى الحميدي في الجمع بين الصحيحين ـ صحيح مسلم (٤) والبخاري (٥) ـ عن

__________________

(١) لا توجد كلمة : فصل .. في نسخة (ر).

(٢) في نسخة (ر) : وانكر على السنّة في إقرارهم .. بدلا من : فصل في إقرار السنّة.

(٣) في نسخة ( ألف ) : على ، بدلا من : في.

(٤) صحيح مسلم ٣/٨٨٥ حديث ١٤٥ باب المتعة.

(٥) صحيح البخاري ، كتاب الحج حديث ٢١٣٥ ، وفيه في كتاب الحج حديث ١٤٦٩ عن عمران ، قال : تمتعنا على عهد رسول الله (ص) فنزل القرآن. قال رجل برأيه ما شاء. وحديث ٢١٤٦ عن أمير المؤمنين عليه‌السلام ، و ٢١٥٧ عن عمران بن حصين. وانظر : سنن النسائي ، كتاب مناسك الحج حديث ٢٦٨٩ و ٢٧٥٧ ، وسنن أبي داود ، كتاب المناسك حديث ١٥٢٥ ، ومسند أحمد بن حنبل ، مسند العشرة المتشرين بالجنة حديث ٣٤٧ ، ٤٠٥ ، ٧١٧ ، ٢٠١٠ ، ٣٠٠٦ ، وكتاب باقي مسند المكثرين حديث ١٣٦٦٦ ، ١٤٣٠٥ ، ١٤٣٨٧ ، ١٤٥٤٢ ، ومسند البصرين حديث ١٩٠٠٦ ، ١٩٠٨٦ ، ١٩٠٩٣ ، ومسند الأنصار حديث ٢٠٣٢٢ ، وهي غالبا لفظا أعم من تمتع الحج والعمرة ، ولكن صرح في أكثرها بهما معا.

٢٠٦

جابر بن عبد الله الأنصاري أنه (١) قال :

تمتعنا على عهد (٢) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلما قام عمر قال : إن الله (٣) كان يحلّ (٤) لرسوله ما شاء بما شاء (٥) ، وإن القرآن قد نزل منازله فـ ( أَتِمُّوا الحَجَّ وَالعُمرَةَ للهِ ) (٦) كما أمركم الله (٧) ، وأبتّوا (٨) نكاح هذه النساء ، لئن أوتي إليّ (٩) برجل نكح امرأة الى أجل إلاّ (١٠) رجمته بالحجارة (١١).

وفي الجمع بين الصحيحين ـ من طريق آخر ـ عن جابر قال : كنا نتمتّع (١٢) بالقبضة من التمر والدقيق على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأيام أبي بكر وبعض أيام عمر (١٣).

__________________

(١) لا توجد : أنه .. في الطبعة الحجرية ، ونسخة ( ألف ).

(٢) لا توجد في مطبوع الكتاب ونسخة ( ألف ) : على عهد ، وفيه بدلا منه : مع.

(٣) لا توجد في الطبعة الحجرية : إن الله ..

(٤) في نسخة (ر) : أحل.

(٥) الجملة في الطبعة الحجرية مشوّشة ، وفي نسخة (ر) : ما يشاء بما شاء. وما هنا من المصدر.

(٦) سورة البقرة (٢) : ١٩٦.

(٧) لا يوجد لفظ الجلالة في نسخة (ر) و ( ألف ).

(٨) في نسخة ( ألف ) : وبتّوا .. أي قطعوا.

(٩) لا توجد كلمة : إليّ .. في نسخة ( ألف ) والطبعة الحجرية والمصدر ، وفيه : فلن أوتي.

(١٠) لا توجد كلمة : إلاّ ، في نسخة (ر) و ( ألف ).

(١١) وانظر أيضا : سنن البيهقي : ٥/٢١ ، ٧/٢٠٦ بعبارة اخرى ، تفسير فخر الدين الرازي : ١/٥٦ ـ ٥٧ ، مسند أبي داود الطيالسي : ٢٤٧ حديث ١٧٩٢ ، الدر المنثور : ١/٢١٦ في متعة الحج ، أحكام القرآن للجصّاص : ٢/١٧٨ ، ٣/٩٦ .. وغيرها.

(١٢) في نسخة ( ألف ) و (ر) : نستمتع.

(١٣) مسند أحمد : ٣/٣٠٤ ، ٣٨٠ ، صحيح مسلم : ٣/١٢٠٣ حديث ١٦ ( كتاب النكاح حديث ٢٤٩٧ ، ومثله في ٢٥٩٩ ) ، جامع الأصول : ١١/٤١٥ حديث ٨٩٩٣ ، المصنف

٢٠٧

وروى أحمد بن حنبل في مسنده (١) عن عمران بن حصين قال : انزلت متعة النساء (٢) في كتاب الله ، وعملنا بها مع النبي صلوات الله عليه ، ولم ينزل قرآن بتحريمها ، ولم ينه عنها (٣) الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٤) حتى مات (٥).

وفي صحيح الترمذي قال : سئل ابن عمر عن متعة النساء فقال : هي حلال ـ وكان السائل من أهل الشام ـ فقال : إن أباك قد (٦) نهى عنها؟! فقال ابن عمر : إن (٧) كان أبي نهى عنها و وضعها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أنترك (٨) السنّة ونتّبع قول أبي؟!! (٩).

وروى مسلم (١٠) والبخاري (١١) في صحيحيهما عن (١٢) عدّة جواز متعة

__________________

لعبد الرزاق : ٧/٥٠٠ ، سنن البيهقي : ٧/٢٣٧ ، فتح الباري : ٩/١٤١ ، سنن أبي داود : ٢/٢٣٧ حديث ٢١١٠ ( كتاب النكاح حديث ١٨٠٥ ) ، زاد المعاد لابن القيّم الجوزية : ١/٢٠٥ ، وغيرها.

(١) مسند أحمد : ٤/٤٣٦.

(٢) في المطبوع من الكتاب ونسخة ( ألف ) : المتعة ، بدون النساء.

(٣) لا توجد كلمة : عنها في الطعبة الحجرية.

(٤) كلمة : الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .. مزيدة من نسخة (ر).

(٥) وانظر أيضا : صحيح البخاري : ٦/٣٣ ( تفسير سورة البقرة ) ، صحيح مسلم : ٢/٩٠٠ حديث ١٧٢ وفي الباب أحاديث اُخر.

(٦) لا توجد : قد ، في نسخة ( ألف ).

(٧) كلمة : إن .. زيدت من نسخة ( ألف ).

(٨) في نسخة ( ألف ) و (ر) : نترك.

(٩) الجامع الصحيح للترمذي : ٣/١٨٥ حديث ٨٢٨ ، تاريخ ابن كثير : ٥/١٤١ .. وغيرهما.

(١٠) صحيح مسلم : ٣/٨٩٦ حديث ١٥٧ ، وصفحة : ١٠٢٣ حديث ١٤٠٥.

(١١) صحيح البخاري. وقد سلفت مصادره قريبا عنه وعن غيره.

(١٢) في نسخة ( ألف ) و (ر) : من ، بدلا من : عن.

٢٠٨

النساء ، وأن عمر هو الذي ابطلها بعد أن فعلها جميع المسلمين بأمر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الى حين وفاته ، وفي أيام أبي بكر (١).

قال الرجل الكتابي (٢) الذي هداه الله لدين (٣) الإسلام : لما وقفت على أخبار السنّة التي يروونها في إباحة المتعة عن الله ورسوله ، وأن عمر هو الذي أبطلها ، ورأيتهم ينكرون على الشيعة العمل بها غاية الإنكار ، تعجّبت من قلّة إنصافهم وميلهم (٤) وكثرة انحرافهم ، وشككت في إيمانهم بالله وبرسوله ، لأنهم لو آمنوا بهما لم يتركوا (٥) قولهما ، ولم (٦) يعملوا بقول عمر ، وخاصموا العامل بقول الله ورسوله (٧) ، فإن كانوا يعتقدون صدقهم في الأخبار التي أوردوها في إباحة المتعة صارت المسألة إجماعية ، ولا يجوز مخالفة الإجماع ..

وإن كانوا يعتقدون كذبهم في هذه الأخبار التي أوردوها في صحاحهم صارت أخبارهم كاذبة لا يلتفت إليها ولا يعوّل (٨) بها ، و وجب العمل بقول (٩)

__________________

(١) شرح النووي : ٩/١٨٣ ، سنن النسائي : ٥/١٥٣ ، تاريخ ابن كثير : ٥/١٢٩ ـ ١٤١ ، مسند أبي داود الطيالسي : ٧٠ حديث ٥١٦ ، مسند أحمد : ١/٤٩ ـ ٥٠ ، ٣/٣٠٤ ـ ٣٠٨ ، سنن أبي داود : ٢/٢٣٦ حديث ٢١١٠ ، عمدة القاري للعيني : ٨/٣١٠ ، بداية المجتهد : ٢/٥٨ ، سنن البيهقي : ٧/٢٣٧ ، فتح الباري : ٩/١٤١ .. وغيرها.

(٢) جملة : الرجل الكتابي .. مزيدة في مطبوع الكتاب ، لا توجد في (ر).

(٣) في نسخة (ر) و ( ألف ) : الى دين.

(٤) لا توجد في نسخ (ر) : وميلهم .. كما لا توجد : وكثرة .. في نسخة ( ألف ).

(٥) في نسخة (ر) : ينكروا.

(٦) لا توجد : لم .. في نسخة ( ألف ).

(٧) لا توجد جملة : وخاصموا العامل بقول الله ورسوله .. في نسخة (ر).

(٨) في الطبعة الحجرية ونسخة ( ألف ) : ولا يعمل.

(٩) في المطبوعة ونسخة ( ألف ) : بأخبار .. بدلا من : بقول.

٢٠٩

الشيعة خاصة لأنهم يعتقدون صدقها وصحتها ..

وإن اعتقدوا صحة ما قال (١) عمر دون ما قاله الله ورسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٢) فقد كفروا بالله وبرسوله ..

وإن اعتقدوا (٣) بطلان قول عمر وعملوا به ـ تعمّدا لترك (٤) الشرع المجمع عليه ـ فقد كفروا أيضا .. فلا يخلون عن بعض هذه الوجوه (٥).

* * *

__________________

(١) في نسخة (ر) : بقول ، وفي نسخة ( ألف ) : قاله.

(٢) في نسخة (ر) : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، بدلا من : الله ورسوله. وفي نسخة ( ألف ) : قال الله..

(٣) في نسخة ( ألف ) : فإن اعتقدوا ..

(٤) في نسخة (ر) : فقد تعمد ترك ..

(٥) في المطبوع : ولا يخلون من أحد هذين الوجهين .. وجاءت عليه نسخة بدل : الوجود [ كذا ].

٢١٠

فصل (١)

في إقرار السنّة على أنفسهم أنهم خالفوا

الشرع الذي جاء به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٢)

عنادا للشيعة

قال (٣) الغزالي (٤) والمتولّي (٥) ـ وكانا إمامين للشافعية ـ : إن تسطيح القبور هو المشروع (٦) ، ولكن لما جعلته الرافضة شعارا لهم (٧) عدلنا عنه (٨) الى

__________________

(١) في نسخة (ر) : باب .. بدلا من : فصل.

(٢) في الطبعة الحجرية ونسخة ( ألف ) : الرسول .. بدلا من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

(٣) في نسخة ( ألف ) و (ر) : ذكر .. بدلا من : قال.

(٤) هو : محمد بن محمد بن محمد الغزالي الطوسي أبو حامد ( ٤٥٠ ـ ٥٠٥ هـ ) له نحو مئتين مصنف. أنظر عنه : طبقات الشافعية ٤/١٠١ ، شذرات الذهب ٤/١٠ ، وفيات الأعيان ١/٤٦٣ ، الأعلام ٧/٢٤٧ ـ ٢٤٨ عن عدة مصادر .. وغيرها.

(٥) في الطبعة الحجرية ونسخة ( ألف ) : المتوكلي ، وفي نسخة (ر) : المتوكل.

اقول : هو أبو سعيد عبد الرحمن بن مأمون النيسابوري ( ٤٢٦ ـ ٤٧٨ هـ ) فقيه مناظر ، عالم بالاُصول ، ودرس بالمدرسة النظامية ، له جملة مصنفات ، وغالب فقهه على مذهب الشافعي. انظر عنه : وفيات الأعيان ١/٢٧٧ ، الأعلام ٤/٩٨ وغيرهما.

(٦) في المطبوع ونسخة ( ألف ) : المشهور ، بدلا من : المشروع.

(٧) لا توجد كلمة : لهم ، من الطبعة الحجرية.

(٨) في الطبعة الحجرية : عنهم ، وهو خلاف الظاهر.

٢١١

التّسنيم (١).

وذكر (٢) الزمخشري صاحب الكشّاف (٣) ـ وهو من أئمة الحنفية ـ في تفسير قوله تعالى : ( هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيكُم وَمَلائِكَتُهُ .. ) (٤) أنّه يجوز بمقتضى هذه (٥) الآية أن يصلّي على آحاد المسلمين ، لكن لمّا اتخذت (٦) الرافضة ذلك في أئمتهم منعناه.

قال مصنّف الهداية من الحنفية : إن المشروع التختّم باليمين ، لكن لما اتّخذته الرافضة عادة عدلنا عنه (٧) وجعلنا التختم في اليسار (٨).

قال الرجل الكتابي (٩) الذي هداه الله لدين (١٠) الإسلام : لّما وقفت على

__________________

(١) الوجيز : ١/٧٨ ، رحمة الأمة المطبوع بهامش الميزان للشعراني : ١/١٠٢.

أقول : التسنيم : يقابل : التسطيح ، ويراد منه الإرتفاع ، وكل شيء علا شيئا فقد تسنمه. انظر : النهاية ٢/٤٠٩ ، والقاموس المحيط ٤/١٣٢ وغيرهما.

(٢) في نسخة (ر) : قال.

(٣) الكشاف للزمخشري ٣/٢٧٣ ( ٣/٥٤٥ ـ ٥٤٦ من طبعة دار الكتاب العربي ) ولم أجده هناك ، ولعله في غير ذلك الموضع! أو في كتاب آخر له.

(٤) سورة الاحزاب (٣٣) : ٤٣.

(٥) لا يوجد : هذه ، في نسخة ( ألف ).

(٦) في نسخة (ر) : اتخذته.

(٧) قوله : عدلنا عنه و .. لايوجد في الطبعة الحجرية ، ولا نسخة ( ألف ) ، وجاء في نسخة (ر).

(٨) من قوله : وقال مصنف .. الى هنا لا يوجد في نسخة (ر).

وذكره في الصراط المستقيم للبياضي : ٣/٢٠٦ ، وشرح المواهب للزرقاني : ٥/١٣ ، ومنهاج السنّة لابن تيميّة : ٢/١٤٣ ، وتفسير الرازي : ١/٢١٢ ، وفتح الباري : ١١/١٤٢ باب السلام على غير الأنبياء.

(٩) لا توجد كلمة : الرجل الكتابي .. في نسخة (ر).

(١٠) كذا في نسخة ( ألف ) ، وفي غيرها : الى ، بدلا من : لدين.

٢١٢

إقرارهم على أنفسهم أنّ الشيعة عملوا بالمشروع (١) وأنّهم خالفوا الشرع (٢) لعمل الشيعة به ، علمت أنّ الحقّ في طرف الشيعة ، وشككت في إيمان السنّة ، لأنّ مخالفتهم للمشروع إن كان مع اعتقاد جوازه فقد كفروا (٣) ، وإن كان مع اعتقاد تحريمه فقد فسقوا ، والفاسق لا يقبل قوله في شيء ، فلا يجوز لمن يؤمن بالله ورسوله واليوم الآخر (٤) أن يتابع قوما يشهد علماؤهم (٥) على أنفسهم بما يوجب الكفر والفسق (٦) ، ويشهدون على خلفائهم بمثل ذلك ، كما تقدم في الأخبار الماضية في هذه الرسالة (٧).

* * *

__________________

(١) لا توجد الباء في الطبعة الحجرية.

(٢) في الطبعة الحجرية : المشروع .. بدلا من : الشرع.

(٣) من قوله : إن كان .. الى هنا لا يوجد في مطبوع الكتاب.

(٤) لا يوجد : ورسوله ، في نسخة (ر) ، كما لا يوجد : واليوم الآخر ، في الطبعة الحجرية ونسخة ( ألف ).

(٥) لاتوجد : علماؤهم ، في نسخة (ر).

(٦) في نسخة ( ألف ) : والفسوق.

(٧) في نسخة (ر) : المقدّمة ، بدلا من : الماضية في هذه الرسالة.

٢١٣

فصل (١)

روى الحميدي في الجمع بين الصحيحين من مسند أبي موسى الأشعري ، قال : قال عامر (٢) بن أبي موسى ، قال لي عبد الله بن عمر : هل تدري ما قال أبي لأبيك (٣)؟ قلت : لا ، قال : وإنّ (٤) أبي قال لأبيك : يا أبا موسى! هل يسرّك (٥) أسلامنا مع رسول الله صلى الله عليه و [ آله ] وسلّم ، وهجرتنا معه ، وجهادنا معه ، وكلّ ما عملنا معه (٦) يردّ لنا كلّ عمل (٧) عملنا بعده ، فإن كان ما عملنا معه يردّ لنا ما عملناه بعده فقد (٨) نجونا معه كفافا بكفاف (٩) ، و (١٠) رأسا برأس ، فقال أبوك لأبي : والله لقد جاهدنا (١١) مع رسول الله صلى الله عليه و [ آله ] ، وصلّينا معه (١١) ،

__________________

(١) لا توجد كلمة : فصل ، في نسخة (ر).

(٢) في نسخة (ر) : ابن عامر ، وفي نسخة ( ألف ) أبو عامر ، وفي البخاري : حدثني أبو بردة بن أبي موسى الاشعري.

(٣) في الطبعة الحجرية ونسخة (ر) و ( ألف ) : أبوك لأبي.

(٤) في البخاري : فإن .. وهو الظاهر.

(٥) كذا في المصدر ونسخة (ر) ، وفي سائر النسخ : تشك أن ..

(٦) في الطبعة الحجرية والبخاري : وعملنا كله معه ، ولا يوجد في نسخة ( ألف ).

(٧) في نسخة (ر) : ما ، بدلا من : عمل.

(٨) من قوله : فإن كان .. الى هنا لا يوجد في مطبوع الكتاب ونسخة ( ألف ).

(٩) في نسخة (ر) والبخاري : كفافا ، بدلا من : معه كفافا بكفاف و ..

(١٠) لا توجد الواو في صحيح البخاري ، وهو الظاهر.

(١١) في البخاري : فقال أبي : لا والله قد جاهدنا بعد ..

(١٢) لا توجد كلمة : وصلّينا معه .. في نسخة (ر) ، كما لا توجد : معه ، في نسخة ( ألف ).

٢١٤

وصمنا ، وعملنا خيرا كثيرا ، وأسلم على يدنا (١) خلق كثير ، وأنا أرجو ذلك (٢) يردّ لنا كلّ عمل (٣) عملناه بعده ، نجونا منه كفافا بكفاف و (٤) رأسا (٥) برأس (٦) ..

فلينظر العاقل الى هذا الكلام الذي اعترف به عمر على نفسه ، وشهد عليه به (٧) ولده.

ونقل عنه مسلم (٨) والبخاري (٩) في صحيحيهما أنه احدث بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ما يودّ (١٠) أن إسلامه وجميع أعماله مع رسول الله صلى

__________________

(١) في نسخة (ر) : أيدنا ، وفي البخاري : أيدينا بشر.

(٢) في نسخة (ر) : فإن كان .. بدلا من : وأنا أرجو ذلك ، ولا توجد كلمة : أرجو ، في نسخة ( ألف ). وفي البخاري : وأنا لنرجوا ذلك. فقال أبي : لكني أنا ـ والذي نفس عمر بيده ـ لوددت أن ذلك يرد لنا ، وإن كل شيء عملناه بعد سجونا منه.

(٣) لا توجد كلمة : عمل ، في نسخة (ر).

(٤) لا يوجد في البخاري : بكفاف و.

(٥) في نسخة (ر) : نجونا كفافا رأسا..

(٦) صحيح البخاري : ٤/٢٦١ ، مسند أبي موسى الأشعري ، عنه سنن البيهقي : ٦/٣٥٩ ، كنز العمال : ١٢/٦٣٠ حديث ٣٥٩١٧ ، حياة الصحابة للكاندهولي : ٢/٢٧٩ مع تفاوت ، فتح الباري : ٧/٢٩٩ ، جامع الأصول : ١٢/٣٦٣ حديث ٩٤٣٨ ، وفيه : والذي نفس عمر بيده لوددت أنّ ذلك يردّ لنا .. الى أن قال : والله إن أباك كان خيرا من أبي .. ومثله في صحيح البخاري كتاب الجنائز حديث : ١٣٠٥.

(٧) لا توجد : به ، في الطبعة الحجرية ، ونسخة ( ألف ).

(٨) صحيح مسلم : كتاب الزكاة حديث ١٧٤٦.

(٩) صحيح البخاري : كتاب الأحكام حديث ٦٦٧٨. وانظر : مسند أحمد بن حنبل ، مسند العشرة المبشرين بالجنة حديث ٣٠٤ من المجلد الأول ، وباقي مسند الأنصار حديث ٢٥١٩٧.

(١٠) في نسخة (ر) : يؤدي.

٢١٥

الله عليه وآله وسلم تسقط بسقوط (١) ما أحدثه بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رأسا برأس ، فقد تمنّى أنه لم يكن أسلم مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولم يكن أحدث ما أحدث ، وعلم أن عقاب الكفّار الذين لم يسلموا أهون من عقابه.

ويؤكّد هذا ما رواه عنه (٢) صاحب الجمع بين الصحيحين من مسند عبد الله ابن العباس أنه : لماّ طُعن عمر بن الخطاب كان يتألم ، فقال له عبد الله بن العباس : ولا كل هذا؟ فقال عمر بعد كلامه (٣) : .. تالله ما ترى من جزعي فهو من أجلك وأجل أصحابك .. والله لو أن لي ملأ (٤) الأرض ذهبا لأفتديت به من عذاب الله قبل أن أراه (٥).

مع أنهم رووا أنه : « ما من محتضر يحتضر إلاّ يرى مقعده من الجنة أو (٦) النار (٧) » ، وأن هذا اعتراف منه حين (٨) رأى مقعده من

__________________

(١) لا توجد كلمة : بسقوط .. في الطبعة الحجرية.

(٢) لا توجد : عنه ، في نسخة (ر).

(٣) قوله : بعد كلامه ، لا يوجد في نسخة (ر) ، وفي نسخة ( ألف ) : بعد كلام.

(٤) في نسخة ( ألف ) : طلاع .. بدلا من : ملأ.

(٥) صحيح البخاري : ٣/٣٢ ، حلية الأولياء : ١/٥٢ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ١٢/١٩١ ـ ١٩٢.

(٦) في نسخة ( ألف ) واو بدلا من : أو.

(٧) لم أحصل عل مصدره في كتب العامة في هذه العجالة ، وجاء في مصادرنا كثيرا ، لاحظ : الكافي ١/٦٤ ، ٦٥ ، ٦٦ ، وبحار الأنوار ٦/١٣٧ حديث ٥٦ و ٢٦١ حديث ١٠٣ ، وصفحة : ٢٦٦ حديث ١١٤ وغيرها.

(٨) في نسخة (ر) : من عمر لماّ .. بدلا من : منه حين ، ولا توجد : أن .. حين ، في نسخة ( ألف ).

٢١٦

النار (١) ، وأنّ (٢) ذلك بسبب ظلمه (٣) في بني هاشم وغصبه حقّهم ، وقد حقّ عليه قوله تعالى : ( وَ لَو اَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الأَرض جَميعاً وَ مِثلَهُ مَعَهُ لَافتَدَوا بِهِ مِن سُوءِ العَذابِ يَومَ القِيامَةِ ) (٤).

وروى أبو نعيم الحافظ ـ من أعيان علماء السنّة ـ في كتاب (٥) حلية الأولياء (٦) أنه (٧) : لما احتضر عمر (٨) قال : ليتني كنت كبشا لقومي ، ثم (٩) سمّنوني ما بدا لهم ، ثمّ جاءهم أحب قومهم فذبّحوني فجعلوا (١٠) نصفي شواءً ونصفي قديدا ، فأكلوني .. فأكون عذرةً ولا أكون بشرا! (١١).

فقد حقّ عليه (١٢) قوله تعالى : ( وَيَقُولُ الكافِرُ يالَيتَنِي كُنتُ تُراباً ) (١٣).

__________________

(١) من قوله : وأنّ .. الى هنا لا يوجد في الطبعة الحجرية.

(٢) لا توجد : أنّ ، في نسخة (ر).

(٣) في مطبوع الكتاب ونسخة ( ألف ) : فعله.

(٤) سورة الزمر (٣٩) : ٤٧.

(٥) في نسخة (ر) : كتابه.

(٦) حلية الأولياء : ١/٥٢ باختلاف نقلنا مهمّه.

(٧) لا توجد : أنه ، في الطبعة الحجرية.

(٨) لا توجد كلمة : عمر ، في نسخة ( ألف ).

(٩) كلمة : ثم ، مزيدة في نسخة (ر). وفي المصدر : كبش أهلي يسمنوني.

(١٠) في نسخة ( ألف ) : فخلوا.

(١١) وانظر : منهاج السنة لابن تيمية : ٣/١٣١ وغيره. وما حكاه الأصفهاني في حلية الأولياء ٣/٣٥٥ عن حال احتضار الثاني وكذا في ١/٥٢.

(١٢) لا توجد : عليه في الطبعة الحجرية.

(١٣) سورة النبأ (٧٨) : ٤٠.

٢١٧

وروي عن أبي بكر أنه قال ـ عند احتضاره ـ : ليت اُمي لم تلدني ، ليتني كنت تبنة (١) في لبنة ؛ ليتني (٢) تركت بيت فاطمة لم أكشفه (٣).

.. وكل ذلك لما رأى مقعده من النار عند احتضاره (٤).

قال الرجل الكتابي (٥) الذي هداه الله الى الإسلام : والعجب ما هو منهم (٦) ، لكن العجب ممّن (٧) يروي عنهم (٨) مثل هذه الأخبار .. ثمّ يتولاّهم ويجعلهم واسطة بينه وبين ربّه تعالى (٩) ..! فترى ما (١٠) يكون عذرهم عند ربّهم؟! ..

__________________

(١) في نسخة ( ألف ) : طينة.

(٢) كلمة : ليتني ، مزيدة في نسخة (ر).

(٣) لاحظه في : تاريخ الطبري : ٣/٤٣٠ ، الرياض النضرة : ١/١٣٤ ، منهاج السنّة : ٣/١٢٠ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ٢/٤٦ ، ٦/٥١ ، السقيفة : ٧٣ ، المعجم الكبير للطبراني : ١/٦٢ ، الإمامة والسياسة : ١/٢٤ ، تاريخ اليعقوبي : ٢/١٣٧ ، وغيرها.

(٤) لا توجد كلمة : عند احتضاره ، في نسخة (ر).

ومن ينقّب التاريخ في حالات المحتضرين ينكشف له من مقالتهم حين الموت نواياهم ، ولأنهم يرون ثمرة أعمالهم في الدنيا قبل رحيلهم الى الآخرة ، ولأجل ذلك نرى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول حين الموت : «الى الرفيق الأعلى » ، ويقول عليّ عليه‌السلام : « فزت ورب الكعبة » .. وغير ذلك.

اُنظر : تاريخ دمشق ( ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ) : ١/٣٦٧ ، اُسد الغابة : ٤/٣٨.

(٥) لا توجد كلمة : الرجل الكتابي ، في نسخة (ر).

(٦) كذا ، والظاهر : وما العجب منهم! ، وال توجد الواو في نسخة (ر).

(٧) في نسخة (ر) : لمن.

(٨) لا توجد : عنهم ، في نسخة (ر) هنا ، وجاءت بعد كلمة : الأخبار .. والمعنى واحد.

(٩) لا توجد كلمة : تعالى ، في الطبعة الحجرية.

(١٠) في نسخة (ر) : ما عذره يوم تبرّا الذين .. الى آخره ، بدل الجملة السالفة ، وفي نسخة ( ألف ) : ما عذره يوم ..

٢١٨

( إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبعوا من الَّذينَ اتَّبعوا

وَرَأَوُاْ العَذابَ وَ تَقَطَّعتْ بِهِمُ الأَسْبابُ ) (١)؟!!

__________________

(١) سورة البقرة (٢) : ١٦٦.

٢١٩

تتمّة (١)

واعلم (٢) ؛ أن الخلفاء المتقدّمين ، والعلماء العارفين ـ الذين رووا (٣) لأمير المؤمنين [ عليه‌السلام ] هذه الفضائل ، ورووا (٤) للمتقدّمين (٥) عليه وعلى أولاده (٦) هذه الرّذائل ـ لا يخفى عليهم أن الحقّ لعليّ عليه‌السلام (٧) ولأولاده المعصومين عليهم‌السلام ، لكنّ الخلفاء لمّا (٨) طلبوا الأمر لأنفسهم ، مالت (٩) العلماء معهم (١٠) خوفا وطمعا ، ومن المعلوم أن بني أميّة لما (١١) استولوا على سلطان الإسلام في (١٢) شرق البلاد وغربها ، واجتهدوا بكلّ حيلة على إطفاء نور عليّ بن

__________________

(١) لا توجد كلمة : تتمة ، في نسخة (ر).

(٢) لا توجد كلمة : واعلم في الطبعة الحجرية.

(٣) في نسخة (ر) : عن .. بدلا من اللام ، وما هنا أظهر ، ولا توجد : الذين ، في نسخة ( ألف ).

(٤) في نسخة (ر) : عن .. بدلا من اللام ، وهو خلاف الظاهر.

(٥) في نسخة ( ألف ) : عن المتقدّمين.

(٦) لا توجد كملة : وعلى أولاده .. في نسخة (ر).

(٧) في الطبعة الحجرية : له .. بدلا من : لعليّ عليه‌السلام.

(٨) لا توجد : لماّ ، في نسخة (ر).

(٩) في سائر النسخ عدا ( ألف ) : ومالت.

(١٠) في مطبوع الكتاب : إليه .. بدلا من : معهم.

(١١) زيادة : لماّ ، من نسخة ( ألف ).

(١٢) لا يوجد قوله : سلطان الإسلام في .. في نسخة (ر).

٢٢٠