الزام النواصب بامامة علي بن ابي طالب عليه السلام

الشيخ مفلح بن الحسين (الحسن) بن راشد (رشيد) ابن صلاح البحراني

الزام النواصب بامامة علي بن ابي طالب عليه السلام

المؤلف:

الشيخ مفلح بن الحسين (الحسن) بن راشد (رشيد) ابن صلاح البحراني


المحقق: الشيخ عبدالرضا النجفي
الموضوع : العقائد والكلام
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٥٢

صلب (١) قريش ، وانما هم ملحقون بهم (٢) ، وتصديق ذلك جواب أمير المؤمنين عليه‌السلام لمعاوية لما كتب اليه (٣) : انما نحن وأنتم بنو عبد مناف ـ فكتب في جوابه عليه‌السلام (٤) ـ « ليس المهاجر كالطليق ، وليس (٥) الصريح كاللصيق » (٦).

وهذا شهادة من أمير المؤمنين عليّ عليه‌السلام على بني أمية أنّهم لصايق (٧) ، وليسوا بصحيح النسب الى عبد مناف ، ولم يستطع معاوية إنكار ذلك.

فهذا بعض ما أورده أصحابهم في أنسابهم (٨) ، والذي أورده الشيعة أكثر من ذلك ، ولكن لم (٩) نورد منه شيئا ، لأن الحجة بما أورده (١٠) أصحابهم أقطع ، وللعاقل المنصف أردع.

__________________

(١) كذا في الحجرية ، وفي نسخة (ر) : صميم.

(٢) لا توجد كلمة : بهم ، في نسخة (ر).

(٣) جاء في نسخة (ر) بتقديم وتأخير واختلاف ، وفيها : ويصدق ذلك قول أمير المؤمنين عليه‌السلام في جواب كتاب معاوي ، وذلك أن معاوية كتب الى عليّ عليه‌السلام : .. الى آخره.

(٤) في نسخة ( ألف ) والطبعة الحجرية : فكان في جواب علي عليه‌السلام ..

(٥) في نسخة ( ألف ) و (ر) : لا .. بدلا من : ليس.

(٦) نهج البلاغة لمحمد عبده : ٣/١٧ ، وانظر : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٥/١١٧ ، الكامل للبهائي : ٢٦٩ ، والمثالب للكلبي : ٢٨ .. وغيرها.

(٧) في نسخة ( ألف ) : لصقا.

(٨) لا توجد في الطبعة الحجرية : في أنسابهم ، وفي نسخة ( ألف ) : من ، بدلا من : في.

(٩) في نسخة (ر) : ولم.

(١٠) في نسخة ( ألف ) : أوردوا.

١٨١

من العجيب (١) أنهم يشهدون على أئمتهم انهم أولاد الزنا ، وأولاد مخانيث ، ثمّ يقدّمونهم على من ليس فيهم عيب ولا في أنسابهم ريب!!

* * *

__________________

(١) في نسخة (ر) : العجب ، وفي نسخة ( ألف ) : التعجّب.

١٨٢

فصلٌ

في بعض ما أورده السنّة

من (١) فرار أئمتهم من الزّحف

مع قوله تعالى : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحفاً فَلا تُوَلُّوهُمُ الأَدبَارَ وَمَن يُوَلِّهِم يَومَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّّفاً لِقِتالٍ .. ) الآية (٢).

وقد فرّوا من الزحف (٣) في مواطن كثيرة ؛ واستحقوا بالفرار العار والخلود في النار.

منها : يوم خيبر ؛ أجمع المسلمون أن أبا بكر سار بالرآية ثمّ (٤) رجع مهزوما فأخذها (٥) عمر فرجع منهزما (٦) ، وكان الفتح فيها (٧) على يد علي بن أبي طالب (٨) أمير المؤمنين عليه‌السلام (٩).

__________________

(١) في المطبوع من الكتاب ونسخة ( ألف ) : في .. بدلا من : من.

(٢) سورة الأنفال (٨) : ١٥ ـ ١٦.

(٣) لا توجد : من الزحف .. في نسخة (ر).

(٤) كذا في نسخة ( ألف ) ، وفي ما سواها : واو ، بدلا من : ثم.

(٥) في نسخة (ر) : فرجع منهرما ، ثم سار بها .. الى آخره.

(٦) في نسخة ( ألف ) والطبعة الحجرية : مهزوما.

(٧) لا يوجد في نسخة (ر) : فيها.

(٨) كذا في نسخة (ر) ، ولا توجد : أمير المؤمنين عليه‌السلام .. عكس المطبوع من الكتاب!

(٩) انظر مثالا : السيرة النبوية لابن هشام ٣/٣٤٩ ، تاريخ الطبري ٣/١١ ، صحيح

١٨٣

فقال عبد الحميد بن أبي الحديد المعتزلي أصولا والحنفي فروعا ـ من أعيان علماء السنة ، وله مصنّفات كثيرة ، منها شرح نهج البلاغة عشرون جزءا (١) ، وله أشعار كثيرة (٢) حسنة ، منها السبع العلويات ـ يقول (٣) في انهزام أبي بكر وعمر يوم خيبر في قصيدة له (٤) البائية (٥) ما يتضمّن ذمّهما وتشبيههما بالنساء (٦) ، وهو قوله :

ومـا أنس لا أنس اللذين تـقدّما

وفـرّهما والفرّ ـ قد علما ـ حوب (٧)

__________________

البخاري ٤/٥٧ و ٥/١٧١ ، صحيح مسلم ٤/١٨٧٠ حديث ٣٣ و ١٨٧٢ حديث ٣٤ و ٣٥ ، تاريخ بغداد ٨/٥ ، مسند أحمد ١/٩٩ ، ١٣٣ ، ١٨٥ ، ٣٣١ ، ٢/ ٢٦ ، منتخب كنز العمّال المطبوع بهامش المسند ٥/٣٩ ، المغازي للواقدي ٢/٦٥٣ ، مناقب أحمد ١٠٢ ـ ١٠٣ حديث ١٥٤ ـ ١٥٦ ، المستدرك للحاكم ٣/٣٨ ، الكامل لابن الأثير ١/٥٩٦ ، ذخائر العقبى : ٧٦ ، فرائد السمطين ٢/٢٥٩ حديث ٢٠٠ ، البداية والنهاية ٧/٣٤١ ، مجمع الزوائد ٩/١٢٠ و ٦/١٥٠ ، تاريخ الخلفاء للسيوطي : ٦٦ ، سنن البيهقي ٩/١٣١ ، تاريخ ابن عساكر ١/١٨٨ حديث ٢٣٤ و ١٨٩ حديث ٢٣٥ ، وفي ترجمة الإمام علي عليه‌السلام لابن عساكر : ١٨٩ حديث ٢٣٦ ، وفيه إشارة الى مصادر الواقعة : ١٧٤ ـ ٢٠٢.

(١) في نسخة (ر) : مجلدا .. بدلا من : جزءا.

(٢) لا توجد كلمة : كثيرة .. في نسخة (ر).

(٣) في نسخة ( ألف ) والطبعة الحجرية : فقال.

(٤) لا توجد : له ، في نسخة (ر) ، وفي نسخة ( ألف ) : من قصيدته.

(٥) وقد جاءت في (٦٩) بيتا ، وفي شرح السيد محمد صاحب المدارك لها : ٣ ، ذكر عددها تسعة و تسعين بيتا ، وفي ترقيمه لها عدها (٦٥) بحسب شرحه لها ، إلاّ أنه لم يعدد منها إلاّ ما ذكرناها!. وما هنا هو البيت ٣١ ـ ٣٨.

(٦) قوله : وتشبيهها بالنساء .. حذفت من نسخة ( ألف ) والطبعة الحجرية.

(٧) الحُوب ـ بالضم ـ : الأثيم. انظر : صحاح اللّغة : ١/١١٦ مادة ( حوب ). ويأتي بمعنى

١٨٤

ولـلرّآية العـظمى وقـد ذهـبـا بها

مـلابس ذل فـوقها وجـلابيـب (١)

يشـلّهما مـن آل مـوسى شمرْدل (٢)

طـويل نجـاد السيـف أجيد يعبوب (٣)

يمــجّ مـنـونــا سـيفـه وسنانه

ويلهــب نــارا غمـده والأنابيب

أحضرهما أم حضر أخرج (٤) خاضب (٥)

وذان هما أم نـاعم الخـدّ مخضوب

عذرتكمــا أنّ الحمــام لمبغــض

وإنّ بقاء النّفس للنّفــس محبــوب

__________________

الحزن والوحشة والهلاك وغيرها. انظر : القاموس المحيط ١/٥٨ ، والصحاح ١/١١٦ وغيرهما.

(١) الجلابيب ـ جمع جلباب ـ وهو الملحفة ، قاله ابن الأثير في الصحاح ١/١٠١ والفيروزآبادي في القاموس المحيط ١/٤٧ قال : والجلباب .. القميص وثوب واسع للمرأة دون الملحفة ، أو ما تغطي به ثيابها من فوق كالملحفة ، أو هو الخمار.

(٢) الشمردل ـ بالدال غير معجمة ـ : السريع من الإبل وغيره. انظر : صحاح اللّغة : ٥/١٧٤١ مادة ( شمردل ).

(٣) اليعبوب : الفرس الكثير الجري ، والنهر الشديد الجرية. القاموس المحيط ١/١٠٠.

(٤) الأخرج : هو ذكر النعام الذي فيه بياض وسواد وغير ذلك ، لاحظ : القاموس المحيط ١/١٨٤ ، ومجمع البحرين ٢/٢٩٢.

(٥) جاء صدر البيت في الطبعة الحجرية هكذا : أخصرهما أم خضر خرج خاطب .. وهو غلط.

١٨٥

ويكره (١) طعم الموت والموت طالب (٢)

فكيــف يلذّ المـوت والموت مطلوب

دعا قصب (٣) العليـاء يملكهــا امْرُؤُ

بغير أفاعيل (٤) الدّناءة مقضوب (٥) (٦)

يقول (٧) في البيت الأول : مهما أنس من شيء فلا أنس حال هذين الرجلين اللّذين تقدّما في الخلافة ، وفرّهما في الزّحف بعد علمهما بقول الله تعالى : ( وَمَن يُوَلِّهِم يَومَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقتالٍ أَو مُتَحَيِّزاً إلى فِئَةٍ فَقَد باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ وَمَأوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئسَ المَصِيرُ ) (٨).

يقول : إن تقدّمهما في الخلافة مع فعلهما ما يوجب غضب الله تعالى (٩) ويوجب جهنّم ؛ شيء لا يتأول وإن نسي غيره (١٠).

__________________

(١) في شرح القصائد : ٥ : ليكره.

(٢) جاءت كلمة ، طالب ، نسخة بدل على (ر) ، وفيها : مبغض.

(٣) في نسخة ( ألف ) : قضب.

(٤) جاءت ( افاعيل ) في نسخة ( ألف ) ، نسخة بدل ، وفيها : وفيه أقاذيب.

(٥) المقضوب : المنقطع ، كما في صحاح اللغة : ١/٢٠٣ مادة ( قضب ) ، وفي نسخة ( ألف ) : مقصوب.

(٦) القصائد السبع العلويات : ٩١. وانظر شرحها للسيد محمد صاحب المدراك : ٥.

(٧) في نسخة ( ألف ) والطبعة الحجرية : قال .. بدلا من : يقول.

(٨) سورة الأنفال (٨) : ١٦.

(٩) لا توجد كلمة : تعالى ، في نسخة (ر).

(١٠) جاءت العبارة هكذا في نسخة (ر) : شيء لا ينسى وإن ينسى غيره.

١٨٦

ومعنى البيت الثاني : أن هذه الرآية هذه العزيزة قد شملها الذل لحمل (١) هذين الرجلين (٢) ، فصار الذّل كالملابس لهما برجوعهما بها (٣) منكوسة في ايديهما من غير عادة لها بذلك (٤).

ومعنى البيت الخامس : الإستهزاء بهما ، يقول (٥) : أُحضرهما (٦) .. أي عدوّهما .. أي (٧) عدوّ أبي بكر وعمر حين رجعا بالرآية مهزومين (٨) ، أم عدّوه (٩) الظليم ـ وهو فرخ النعامة (١٠) الذي رعى نبت (١١) الربيع واشتدّ ـ .. يصف قوّة ما هربهما (١٢) حال انهزامهما.

__________________

(١) في نسخة (ر) : بحمل.

(٢) في الطبعة الحجرية : الذلّ هذان الرجلان!.

(٣) في نسخة (ر) : لها برجوعها.

(٤) اقول : معنى البيت الثالث : يشلها : يطردهما ، وآل موسى هنا قومه ، والشمردل : القوى السريع من الإبل وغيرها .. يريد هنا مرحب بن ميشا ، والعرب تصف بطول النجاد ، ويريدون طول القامة ، والأجيد : الطويل الجيد ـ وهو العنق ـ ، واليعبوب ، مر معناه ، أطلق على مرحب لشدته وسرعته.

ومعنى البيت الرابع : يمج بمعنى يقذف ـ والمنون : الموت ، والضمائر في : سيفه ، وسنانه ، وغمده ، تعود كلا الى مرحب .. وفيه نوع مبالغة.

(٥) لا توجد كلمة : يقول .. في نسخة (ر).

(٦) في الطبعة الحجرية : أخضرهما.

(٧) كذا في نسخة (ر) ، ولا توجد : أي في مطبوع الكتاب ، وهو غلط ، ويراد منه العدو هنا.

(٨) في نسخة (ر) : منهزمين.

(٩) في الطبعة الحجرية : عدوّ ـ بدون ضمير ـ.

(١٠) لا توجد جملة : وهو فرخ النعامة .. في الطبعة الحجرية ونسخة ( ألف ).

(١١) لا توجد كلمة : نبت ، في نسخة ( ألف ) و (ر).

(١٢) كذا ، والظاهر كون ( ما ) زائدة ، وفي نسخة (ر) : قوة حربهما .. وهو تصحيف ، وفي نسخة ( ألف ) : واشتدّ قوّة ، يصف جرمهما ..

١٨٧

وقوله : وذانِ هما .. أي وهذان الشخصان هما أبو بكر وعمر ، أم شخص ناعم الخدّ مخضوب؟ .. شبّههما بالمرأة ؛ لأنّ الوصفين مختصيّن بالنساء ، وهما : نعومة الخدّ ، وخضاب اليد (١).

وقوله : في البيت السادس : عذرتكما (٢) .. على سبيل الإستهزاء والتهكّم (٣) بهما ؛ لأن الفرار من الزحف خوفا من (٤) الموت يورث العار ، ودخول (٥) النار (٦).

والبيت الذي بعده مثله في الإستهزاء والتهكّم (٧).

وقوله : دعا قصب العلياء .. يقول : يا أبابكر! ويا عمر! دعا قصب العليا (٨) يملكها من لا فيه عيب يعاب به .. يريد به أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (٩) عليه‌السلام.

__________________

(١) في نسخة ( ألف ) والطبعة الحجرية : والخضاب .. يدل : خضاب اليد.

(٢) في الطبعة الحجرية : غدرتكما .. وهو تصحيف.

(٣) في المطبوع من الكتاب : التهتّك.

(٤) في نسخة ( ألف ) و (ر) : خوف ، بدلا من : خوفا من ..

(٥) في نسخة ( ألف ) والطبعة الحجرية : ويدخل.

(٦) بمعنى أن بغض الموت شيمة الأذلاء العجزة والضعفاء ، فأما أهل النجدة والشجاعة ، فيتبادرون الى المنية وذهاب الانفس.

(٧) قال السيد في شرحه : ١٢ : .. هذا البيت ليس على عمومه ، بل مخصوص بهما وبأمثالهما ، وهو من قوله بعض العرب ، وقد قيل له : لم تفر؟! فقال : والله إني لأكره الموت وهو يأتيني ، أنا أسعى إليه بقدمي!؟.

(٨) من قوله : يقول .. الى هنا لا يوجد في نسخة ( ألف ).

(٩) لا يوجد في المطبوع : عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام.

١٨٨

ومنها : فرارهما في أُحد وفي (١) حنين ، قال في قصيدته الرائية (٢) :

وأعـجب إنسـانا من الخلق (٣) كـثرة

فلم يغن (٤) شـيئا ثمّ هـرْول مـدبرا (٥)


أراد بالإنسان : أبابكر ؛ فإنّه (٦) لمّا رأى يوم حنين كثرة المسلمين قال : ( لن نغلب (٧) اليوم من قلّة (٨) فأصابهم بعينه حتى (٩) انكسروا وأثم (١٠).

ثمّ قال :

__________________

(١) لا يوجد في نسخة (ر) : في.

(٢) وق القصيدة الثانية من القصائد السبعة ، ذات ( ٥٢ ) بيتا ، وهذا هو البيت ٣٩ ـ ٥٠ منها وفي الشرح المطبوع رقمها ( ٣٣ )!. بحسب شرحه لها. وهي في ذكر فتح مكة.

(٣) في المصدر : القوم.

(٤) في الطبعة الحجرية ونسخة (ر) : تغن.

(٥) القصائد السبع العلويّات : ١٠٧.

(٦) في نسخة (ر) : لانه.

(٧) في الكتاب ، بنسخة : وتغلب ، وهو تصحيف.

(٨) نص على هذا أصحاب التواريخ والحديث ، وأورده الشيخ المفيد رحمه‌الله في الإرشاد : ٧١ ، وسيرة ابن هشام ٤/١٤٠ ، والإمتاع والموانسة : ٤٢٣ ، وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ١٥/١٠٦ ، وكرر ذكره العلامة المجلسي في بحاره ٢١/١٤٦ ، ١٥٥ ، ١٦٥ وغيرها ، وهو تارة لم يصرح باسمه كما في المورد الأول قال : وكان سبب انهزام المسلمين يوم حنين أن بعضهم قال ـ حين رأى كثرة المسلمين ـ لن نغلب اليوم من قلّة! فانهزموا بعد ساعة .. الى آخره.

(٩) في الطبعة الحجرية : ثمّ ، بدلا من : حتى.

(١٠) لا يوجد في المطبوع : وأثم ، وفي نسخة ( ألف ) : انكسروا ثمّ.

وما أروع قول بعضهم : الأول عانهم ، وعلي عليه‌السلام أعانهم.

١٨٩

وضاقت عليه الأرض من بعد رحبها

وللـنّص حكم لا يدافـع بـالمرا (١)

مراده بالنّص ، قوله تعالى : ( وَيَومَ حُنَينٍ إِذ أَعجَبَتكُم كَثرَتُكُم فَلَم تُغنِ عَنكُم شَيئاً..) (٢).

ثمّ قال ( شعر ) :

وليس بـنكر في حـنين فـراره

وفي (٣) أُحد قد فـرّ خـوفا وخـيبرا

يقول : الفرار عادة له فلا تنكره عليه ..! وهو استهزاء به وتهكّم به (٤).

ثمّ قال :

[ رويدك إن المجـد حـلو لـطاعم

غريب فإن مارسته ذقت ممقرا (٥) ] (٦)

__________________

(١) في الطبعة الحجرية : بالمراء.

أقول : المراء ـ ممدود ـ المجادلة ، وقصره هنا للضرورة الشعرية.

(٢) سورة التوبة (٩) : ٢٥. ولا يوجد ذيل الآية في الطبعة الحجرية.

(٣) في المصدر : ففي.

(٤) لا توجد : به ، في نسخة (ر).

أقول : وكأنه يريد التهكم والرد على من قال بأفضليته على أمير المؤمنين سلام الله عليه وآله.

(٥) الممقر هو المرّ ، فهو شيء مقر قاله في الصحاح ٢/٨١٩ ، وقريب منه في النهاية ٤/٣٤٧ وقال : المقّر : الصبر ، وهو هذا الدواء المرّ المعروف ..

(٦) جاء هذا البيت في القصيدة والديوان والشرح وأدرجناه هنا ، ومعناه : مهلا أيها الأول ارفق بنفسك في طلب ما لست من أهله ، يحلو له من قبيل أن يعرف ما يلزمه من المشاق ،

١٩٠

ومـا كــل من رام المـعالي تحمّلت

مناكبه (١) منها الركام (٢) الكنهورا (٣) (٤)

يقول : ما أنت يا أبا بكر! من أهل المعالي , لأنك (٥) لسب ممن يتحمّل أثقالها ببذل النفس عند الحروب ، وبذل المال في الجدوب (٦).

ثمّ قال :

تنحّ عن العـليا يسـحب ذيـلها

همـام تـردّى بـالعلى وتأزّرا

__________________

فإذأ باشر ذلك صعب عليه ونفر منه ، ولست أنت من أهله المعتادين تحمل اثقاله ومكائد أهواله. ويراد من الممقر : المرّ.

(١) المناكب ـ جمع منكب ـ وهو مجمع عظم العضدين والكتف ـ .. وهنا استعار كل هذا للأثقال التي يتحملها طالب العليا.

(٢) الركام : الشيء المتراكم بعضه فوق بعض. انظر : أقرب الموارد : ١/٤٢٩ مادّة ( ركم ).

قال في النهاية ٥/١٩٣٦ : ركم الشيء يركمه .. إذا جمع والقى بعضه على بعض ، وارتكم الشيء وتراكم .. إذا اجتمع ، وأنظر : القاموس المحيط ٤/١٢٢.

(٣) الكنهور : الصحيح من الرجال ، أو من السحاب قطع أمثال ألجبال ، أو المتراكم. انظر : أقرب الموارد ٢/١١٠٩ مادّة ( كنه ).

وقد أخذه من القاموس المحيط ٢/١٢٩ ، وفي الصحاح ٢/٨١١ ، الكهنور : العظيم من السحاب.

(٤) القصائد السبع العلويّات : ٩١ ، وانظر : المغازي للواقدي ١/٢٤٠ ، ٣/٩٠ ، السيرة النبوية لابن هشام ٤/٨٧ ، ٨٩ ، تاريخ ابن كثير ٣/٦١٠ ، طبقات ابن سعد ٢/٢٥٢ ـ ٥٤٩ ، الأمتاع للمقريزي : ١٣٥ ، السيرة الحلبية ٣/١٠٨ ـ ١١٠ نقل عن الدمياطي ، مسند أبي يعلى ٦/٢٨٩ حديث ٨٥١ عن ابن عباس ، مجمع الزوائد للهيثمي ٦/١٨٠ ـ ١٨٢ ، عن أبي يعلى والطبراني في الأوسط عن أنس.

(٥) في الطبعة الحجرية ونسخة ( ألف ) : فإنك.

(٦) في نسخة ( ألف ) و (ر) والمطبوعة : الجذوب. وما أثبت هو الأصح ، وهو نقيض الخصب ، ويأتي بمعنى العيب أيضا.

١٩١

المعنى : أنه خاطب أبا بكر وأمره بالتنحّي عن العليا ، فإنها لا تصلح له ، وإنما تصلح لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (١) عليه‌السلام ، الذي تردّى بالعُلى وتأزّر بها .. بأصله وفعله.

ثم قال :

فتى لم يعرّق (٢) فيه تيم بن مـرة

ولا عبد اللاّت الخـبيثة أعـصرا

أخذ يصف (٣) أمير المؤمنين عليه‌السلام بالصفات السلبية الموجبة للنقص ـ وهي مسلوبة عنه وثابتة لأبي بكر ـ في (٤) هذا البيت وما بعده تعريف (٥) تيم بن مرّة ؛ أرذل قبيلة (٦) من قريش ، ومثل (٧) عبادة الأصنام.

ثم قال :

ولا كان مـعزولا غـداة بـراءة

ولا عن (٨) صلاة أمّ فيهـا مؤخّـرا (٩)

__________________

(١) لا توجد كلمة : علي بن أبي طالب .. في الطبعة الحجرية.

(٢) في بعض النسخ : تعرّق. يقال. أعرق الرجل .. أي صار عريقا ، وهو الذي له عرق في الكرم .. ويقال : ذلك مُعْرق .. في اللؤم والكرم ، انظر : الصحاح ٤/١٥٢٤ ، النهاية ٣/٢١٩ ـ ٢٢٠ ، وغيرها.

(٣) في نسخة (ر) : شرع بوصف.

(٤) في الطبعة الحجرية : كما ، بدلا من : في ، وفي نسخة ( ألف ) : كما في..

(٥) في نسخة ( ألف ) : من تفريق.

(٦) كذا في نسخة ( ألف ) ، وفي غيرها : قبيلته ، ولا معنى لها.

(٧) الكلمة مشوّشة في الأصل ونسخة (ر). ولعلها : أمثل قوم في عبادة الأصنام.

(٨) كذا في المصدر ، وفي الطبعة الحجرية ونسخة ( ألف ) : في.

(٩) القصائد السبع العلوّيات لابن أبي الحديد : ٩١.

١٩٢

فإنّ عزله عن (١) تأدية (٢) [ سورة ] براءة (٣) ، وعزله و (٤) تأخيره عن الصلاة يوم خرج النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم معصوب الرأس ، وقد أمرته عائشة بالتقدّم (٥) فأخّره النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وصلى بهم هو عليه‌السلام (٦) لا ينكره (٧) أحد (٨) ، ومن لا يصلح

__________________

(١) في نسخة ( ألف ) : من .. بدلا من : عن.

(٢) في نسخة ( ألف ) والطبعة الحجرية : تأدّى.

(٣) لاحظ قصة بعثه بسورة براءة في المغازي للواقدي : ٣/١٠٧٦ ، المصيف لابن أبي شيبة : ١٢/٨٤ حديث ١٢١٨٤ ، شواهد التنزيل : ١/٥١ ـ ٢٣١ ، تفسير الطبري : ١٠/٤٦ ، ٤٧ ، سيرة زيني دحلان : ٢/١٤٠ ، مسند أحمد : ١/٣ ، ١٥١ ، ٣/٢١٢ ، ٢٨٣ ، ٤/١٦٥ ، فضائل أحمد : رقم ٦٩ ، السقيفه للجوهري : ٧٠ ، الخصائص للنسائي : ١٤٣ حديث ٧٤ ، الجامع الصحيح للترمذي : ٥/٦٣٦ حديث ٣٧١٩ ، المناقب المرتضوية للترمذي : ٣٥ ـ ٣٧ ، تفسير ابن كثير : ٢/٣٣٣ ، تاريخ اليعقوبي : ٢/٧٦ ، البداية والنهاية : ٥/٣٧ ، مجمع الزوائد : ٧/٢٩ ، الجامع الصغير : حديث ٥٥٩٥ ، الدر المنثور : ٣/٢٠٩ ـ ٢١٠ ، المناقب لابن المغازلي : ٢٢١ حديث ٢٦٧ ، المناقب للخوارزمي : ١٠٠ ، الكامل لابن الأثير : ١/٦٤٤ ، المستدرك للحاكم : ٣/٥١ ـ ٥٢ وفيه : بعث النبيّ أبا بكر وعمر الى الحجّ ، كفاية الطالب : ١٥٤ ، تذكرة الخواص : ٤٢ ، راجع للمزيد من المصادر الى ترجمة الإمام علي بن أبي طالب عليه‌السلام من تاريخ ابن عساكر : ٢/٣٧١ ـ ٣٩١.

(٤) لا توجد : عزله و .. في نسخة ( ألف ) و (ر).

(٥) في نسخة (ر) : وقد أمرت عائشة أبابكر أن يصلّي بالناس.

(٦) لا يوجد : هو عليه‌السلام .. في الطبعة الحجرية ونسخة ( ألف ).

(٧) أنظر صلاة أبي بكر وتنحيه في : تاريخ الطبري : ٢/٤٢٩ ، ٤٣٧ ، ٤٤٠ ، السيرة النبوية لابن كثير : ٤/٤٦٠ ، ٤٦٣ ، ٤٦٧ ، السيرة الحلبية : ٣/٣٤٩ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ٩/١٩٦ ـ ١٩٨ ، صحيح الترمذي ٥/٥٧٣ ، سنن أبي داود ٢/٢٦٦ ، سنن النسائي ٢/١٠ ، ٧٧ ، ٩٩ ، سنن ابن ماجه ١/٣٨٩ ، مسند أحمد بن حنبل ١/٢١٦ ، ٢٣١ ، ٢٥٦ وموارد أخرى ، وغيرها.

(٨) لا يوجد في نسخة (ر) لا ينكره أحد.

١٩٣

لتأدية (١) بعض آيات السورة ، ولا يصلح أن يأم الناس بصلاة واحدة ، كيف يصلح لبأدية (٢) جميع الأحكام؟!! لولا (٣) عمي الطغام ، وبلوى الأنام ، وحقدهم على مكسّر (٤) الأصنام ، وقاتل (٥) آبائهم وأعمامهم (٦).

ثم قال :

ولا كان في بعث ابن زيد مؤمّرا

عليه فأضحى لابن زيـد مؤمّرا

يقول : إن عليا أمير المؤمنين (٨) عليه‌السلام لم يتأمّر عليه أسامة بن زيد (٩) كما كان أميرا على أبي بكر وعمر (١٠) ، ثمّ صار يؤمّر (١١) ابن زيد (١٢).

__________________

(١) في الطبعة الحجرية ونسخة ( ألف ) و (ر) : لتأدّي.

(٢) في نسخة ( ألف ) : لتأدي ، بدلا من : لتأدية.

(٣) في نسخة (ر) : لو ، بدلا من : لولا.

(٤) كذا في نخسة ( ألف ) ، وفي نسخة (ر) : تكسير ، وفي باقي النسخ : كسر.

(٥) كذا في نسخة ( ألف ) ، وفي سائر النسخ : قتل.

(٦) في الطبعة الحجرية : والأعمام.

(٧) القصائد السبع العلويّات : ١٠٨.

(٨) في نسخة (ر) و ( ألف ) : علي عليه‌السلام! [ كذا ] ، ولا توجد كلمة : أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وفي الطبعة الحجرية عكسه.

(٩) حذفت كلمة : ابن زيد .. من الطبعة الحجرية.

(١٠) جملة : وعمر ، لا توجد في الطبعة الحجرية ونسخة ( الف ).

(١١) لا توجد جملة : ثمّ صار يؤمّر .. في نسخة (ر) ، وفيها : بل كان هو يأمر.

(١٢) لاحظ إمارة أسامة بن زيد في : المغازي للواقدي : ٣/١١١٨ ، تاريخ الطبري : ٢/٤٢٩ ، السيرة الحلبيّة : ٣/٢٢٧ ـ ٢٢٨ ، السيرة النبويّة لأحمد زيني دحلان : ٢/١٣٨ ، الكامل لابن الأثير : ١/١٦٢ ، طبقات ابن سعد : ٢/١٩٠ ـ ١٩٢ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ١/٢١ ـ ٦١ ، ٦/٥٢ ، السقيفة للجوهري : ٧٤ .. وغيرها.

١٩٤

وذلك عجب (١).

ثمّ قال (٢) :

ولا كان الغار يهفو (٣) جنانــه

حذارا ولا يــوم العريــش تستّرا

يعني أنّ أبا بكر هفا جنانه .. أي خاف (٤) وهو في الغار (٥) ، وأمير المؤمنين علي عليه‌السلام ما هفا جنانه ولاخافه (٦) ، وهو على فراش رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وقد قصده قريش يريدون قتله ، وأبو بكر تستّر (٧) يوم بدر (٨) في العريش ، وأمير المؤمنين عليه‌السلام (٩) يقط رقاب الكفّار ، ويعجّل بأرواحهم (١٠) الى النار .. فبينهما فرق بعيد (١١).

__________________

(١) في نسخة (ر) : عجيب.

(٢) في الطبعة الحجرية : وقال.

(٣) الهفوة : الزّلّة ، وهفا الطائر بجناحيه .. أي خفق وطار. أنظر : صحاح اللغة : ٦/٢٥٣ مادة ( هفا ).

(٤) لا توجد : أي خاف .. في المطبوعة.

(٥) في نسخة (ر) : يوم الغار.

(٦) من قوله : وهو في الغار .. الى هنا لا توجد في نسخة ( ألف ).

(٧) كلمة : تستر .. مزيدة من نسخة ( ألف ).

(٨) كذا ، والظاهر : يوم أحد.

(٩) من قوله : ما هفا جنانه .. الى هنا سقط من المطبوع من الكتاب.

(١٠) لا توجد الباء في الطبعة الحجرية.

(١١) انظر : السيرة النبويه لابن هشام : ٢/٩١ ، السيرة النبوية لاحمد زيني دحلان : ١/١٥٩ ، تاريخ الطبري : ٢/٩٩ ، مورج الذهب : ٢/٢٨٥ ، الكامل في التاريخ : ١/٥١٦ ، سيرة ابن إسحاق : ١/٤٦٢ ، السيرة الحلبية : ٢/١٩١ ، فرائد السمطين : ١/٣٣٠ ، تذكرة الخواص : ٤٠ ، كفاية الطالب : ٢٣٩ نقلا عن الثعلبي صفحة ٧٧٩١ ، مسند أحمد ١/٣٣٠ .. وغيرها.

١٩٥

ثمّ قال (١) :

إمام هدىً (٢) بالقُرص آثـر فـاقتضى

له القرص ردّ القرص ابيض أزهرا (٣)

القرص الأول والثاني (٤) : هو القرص (٥) الذي تصدق به أمير المؤمنين عليه‌السلام على المسكين ، واليتميم والأسير ، فنزل في حقّه وحقّ زوجته وابنيه عليهم‌السلام سورة « هل أتى » (٦) ، والقرص الثالث : يريد به قرص الشمس حين (٧) ردّت له (٨) ببابل حتى صلى الظهر والعصر (٩) ، وذلك مشهور لا ينكره مخالف

__________________

(١) في الطبعة الحجرية : وقال.

(٢) في الأصل : الهدى.

(٣) القصائد السبع العلويات : ١٠٨.

(٤) في الطبعة الحجرية : ولا الثاني. وزيد هنا كلمة : والثالث ، في نسخة ( ألف ).

(٥) لا توجد كلمة : القرص .. هذه في نسخة ( ألف ).

(٦) شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني : ٢٩٨ ـ ٣١٥ الآية ١٨٧ ، تفسير غرائب القرآن المطبوع مع تفسير الطبري : ٢٨/١١٢ ، تفسير فخرالدين الرازي : ٣٠/٢٤٣ ، تفسير الكشاف للزمخشري : ٤/١٩٧ ، تفسير الثعلبي : ٢١٩ ، فرائد السمطين : ٢/٥٣ ، اسد الغابة : ٥/٥٣٠ قال : وأخرجه أبو موسى ، المناقب للخوارزمي : ١٨٨ ، المناقب لابن المغازلي : ٢٧٢ حديث ٣٢٠ ، الدر المنثور : ٦/٢٩٩ عن ابن مردويه عن ابن عباس ، تفسير القرطبي : ١٩/١٣٠ عن الثعلبي ، والنّقاش ، والقشيري ، أسباب النزول للواحدي : ٢٣١ .. وغيرها.

(٧) كذا في نسخة ( ألف ) ، وفي سائر النسخ : حتى.

(٨) في نسخة (ر) : حين ردّ له.

(٩) لاحظ عن موضوع رد الشمس : تاريخ ابن عساكر ترجمة الإمام علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، ٢/٢٨٣ ـ ٣٠٥ حديث رد الشمس ، البداية والنهاية : ٦/٨٦ ، ميزان الإعتدال : ٢/٢٤٤ ، المناقب لابن المغازلي : ٩٨ حديث ١٤١ ، مجمع الزوائد : ٨/٢٩٦ ، فتح الباري :

١٩٦

ولا موألف (١) ، وذلك فضل أُختصّ به عليه‌السلام.

ثمّ قال :

يـزاحمـه جــبريل تحـت عباءة

لها قيل(٢) كلّ الصيد في(٣) جانب الفرا (٤)

يعنى العباءة الّتي ألقاها رسول الله (٥) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على أهل بيته : علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام ، ثمّ قال : « هؤلاء أهل بيتي فأذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا » فأنزل الله تعالى (٦) آية التطهير :

( إِنّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أَهلَ البَيتِ وَيُطَهِّرَكُم تَطهِيراً ) (٧).

فقال جبرئيل عليه‌السلام : وأنا من أهل بيتك يا رسول الله؟ فقال : « وأنت

__________________

٦/١٦٨ ، مناقب سيدنا علي عليه‌السلام للعيني : ١٣ ، المناقب للخوارزمي : ٦٣ ، السيرة النبوية لأحمد زيني دحلان : ٢/٢٠١ ، فرائد السمطين : ١/١٤٦ ـ ١٤٨ ، مشكل الآثار للطحاوي : ٢/٨ ، ٣٨٨ ، ٤٠٩ ، فيض القدير : ٥/٤٤٠ ، الصواعق المحرقة : ٧٦ ، راجع المزيد من مصادر الى كتاب الغدير : ٣/١٢٧ ـ ١٤١.

(١) في نسخة (ر) : عند المؤالف والمخالف.

(٢) في الطبعة الحجرية ونسخة (ر) : قبل.

(٣) في نسخة ( ألف ) : عن ، بدلا من : في.

(٤) القصائد السع العلويات : ١٠٨ ، ولاحظ شرحها للسيد محمد صاحب المدارك : ١٨ ـ ٢٢.

(٥) في نسخة (ر) : النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، بدلا من : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

(٦) لا توجد كلمة : تعالى .. في المطبوعة ونسخة ( ألف ) ، وحذفت عن نسخة (ر) كلمة : آية التطهير.

(٧) سورة الأحزاب (٣٣) : ٣٣.

١٩٧

من أهل بيتي يا جبرئيل » (١).

ومن تأمل هذه القصة و (٢) الفضيلة المنيفة (٣) التي تضمّنها (٤) هذه الآية الشريفة ؛ عرف عصمة أمير المؤمنين (٥) عليه‌السلام وزوجته وولديه عليهم‌السلام ، وعلم أنه أحق بالخلافة من سائر الناس.

أنظروا الى شعر (٦) علامهم المعتزلي أصولا ، الحنفي فروعا .. كيف (٧) أمر أبا بكر بالتّنحّي عن المعالي ، يقول : بأيّ سبب (٨) تطلب المعالي ـ يا أبا بكر ـ وأنت لم تضرب فيها بعرق ، ولم تحصّلها بسعي؟! فكيف تطلبها

__________________

(١) وقال في آخرها :

حلفت بمثواه الشريف وتربة

أحال ثراها طيب ريّاه عنبرا

لأستنقذنّ العمر في مدحي له

وإن لامني فيه العذول فأكثرا

وانظر عن حديث الكساء وآية التطهير : مصنّف ابن أبي شيبة : ١٢/٧٢ حديث ١٢١٥٢ ، وصفحة : ٧٣ حديث ١٢١٥٣ ، المناقب المرتضوية للترمذي : ٤٦ ، الدر المنثور : ٥/١٩٨ ـ ١٩٩ ، السيرة النبوية لأحمد زيني دحلان : ٢/٣٠٠ ، النور المشتعل : ١٧٥ ، تفسير الثعلبي : ١٢٨ ـ المخطوط ـ ، الجامع الصحيح للترمذي : ٥/٣٥١ حديث ٣٢٠٥ ، وصفحة : ٣٥٢ حديث ٣٢٠٦ مع اختلاف يسير ، مسند أحمد : ٦/٢٩٢ ، أسباب النزول للواحدي : ٢٦٧ ، ذخائر العقبى : ٢١ ـ ٢٣ ، تفسير الطبري : ٢٢/٦ ـ ٧ ، مشكل الآثار للطحاوي : ٢/٣٣٤ ، ٣٣٥ ، الخصائص للنسائي : ٣٠ حديث ١١ ، وللمزيد راجع كتاب فضائل الخمسة من الصحاح الستّة : ١/٢٢٤ ـ ٢٤٦ .. وغيره وغيرها.

(٢) جملة : القصة و .. لا توجد في الطبعة الحجرية ونسخة ( ألف ).

(٣) كلمة : المنفية .. لا توجد في نسخة ( ألف ) والمطبوع من الكتاب.

(٤) كذا ، والظاهر : تصمّنتها.

(٥) في نسخة (ر) : الوصي بدلا من : أمير المؤمنين عليه‌السلام.

(٦) لا توجد كلمة : شعر ، في الطبعة الحجرية.

(٧) زيادة : كيف ، من نسخة (ر) ، ولاتوجد في غيرها من النسخ.

(٨) في نسخة (ر) : سبيل ، بدلا من : سبب.

١٩٨

وأنت من تيم بن مرّة أرذل قبيلة من (١) قريش؟ ، وقد عبدت الأصنام دهرا ً(٢) طويلا (٣) ، وكنت معزولا (٤) عن تأدّي براءة ، وكان أسامة بن زيد أميرا عليك ، وفررت من الزحف يوم خيبر ، وأُحد ، وحنين ، واستحققت بفرارك غضب الله والنار ، كما أخبر الله (٥) الجبّار ، و (٦) هفا جنانك يوم الغار و (٧) بكيت خوفا (٨) ، وأخّرك النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من الصلاة (٩) ، ولا لك فضيلة مذكورة ، ولا منقبة مشهورة (١٠) ، بل (١١) مثالبك لا تحصى لمن أراد الإستقصاء.

* * *

__________________

(١) لا توجد كلمة : من .. في الطبعة الحجرية ، وفي نسخة ( ألف ) : في.

(٢) في مطبوع الكتاب ونسخة ( ألف ) : عصرا .. بدلا من : دهرا.

(٣) في نسخة (ر) : مدة طويلة.

(٤) في نسخة (ر) : وانت معزول.

(٥) في الطبعة الحجرية : به ، بدلا من لفظ الجلاله.

(٦) لا توجد الواو في نسخة (ر).

(٧) لا توجد الواو في الطبعة الحجرية.

(٨) لا توجد كلمة : خوفا في نسخة (ر).

(٩) لا توجد في نسخة ( ألف ) : من الصلاة.

(١٠) في نسخة ( ألف ) ومطبوع الكتاب : ولا خبر مشهور.

(١١) في الطبعة الحجرية : ولا خبر مشهور وجلّ..

١٩٩

فصل

في بعض مثالب عائشة التي روتها الستّة (١)

روى الحميدي في الجمع بين الصحيحين عن عائشة : أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يمكث عند بنت جحش يأكل عندها عسلا ، فآليت أنا وحفصة إننا متى دخل علينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلنقل له (٢) : إنا نجد منك ريح مغافير .. أأكلت مغافير؟! .. (٣) فدخل على أحدهما ، فقالت له ذلك ، ثمّ دخل على الأخرى فقالت له ذلك (٤) ، فقال : بل (٥) شربت عسلا عند زينب بنت جحش ولن أعود له (٦) ..

__________________

(١) في نسخة (ر) جاءت العبارة هكذا : ومن مثالب التي روتها السنة في عائشة .. وليس فيها كلمة : فصل ، وعليه فيربط الكلام.

(٢) في نسخة (ر) : النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نقول له.

(٣) المغافير : الصّمغ من الشّجر. كذا في جمهرة اللغة : ٢/٧٧٩ ، والصواب أنه شيء ينضحه شجر العُرفط حلو كالناطف ، واحده مُغفور ـ بالضم ـ وله ريح كريمة منكرة ، انظر : النهاية ٣/٣٧٣ ، والصحاح ٢/٧٧١ ـ ٧٧٢.

(٤) من قوله : ثمّ دخل .. الى هنا لا يوجد في مطبوع الكتاب ونسخة ( ألف ).

(٥) لا توجد : بل ، في نسخة ( ألف ).

(٦) لا توجد كلمة : له .. في مطبوع الكتاب.

٢٠٠