الزام النواصب بامامة علي بن ابي طالب عليه السلام

الشيخ مفلح بن الحسين (الحسن) بن راشد (رشيد) ابن صلاح البحراني

الزام النواصب بامامة علي بن ابي طالب عليه السلام

المؤلف:

الشيخ مفلح بن الحسين (الحسن) بن راشد (رشيد) ابن صلاح البحراني


المحقق: الشيخ عبدالرضا النجفي
الموضوع : العقائد والكلام
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٥٢

وداوود الظاهري ، وسفيان الثوري ، فإنهم شبهوا الله تعالى بخلقه ، وقالوا : إنه جسم طويل عريض عميق ..! وإنه يجوز عليه المصافحة ..! وإن المخلصين من المؤمنين يعانقوه في الدنيا (١) ..!

وحكى الكعبي (٢) ـ من المعتزلة (٣) ـ عن داوود الظاهري أنه قال : أعفوني عن الفرج واللحية وأسالوني عما وراء ذلك (٤)!!

وقال بعضهم : إنه (٥) بكى على طوفان نوح حتى رمدت عيناه وعادته الملائكة (٦)!!.

وقال بعضهم : إنه (٧) ينزل كل ليلة جمعة راكبا (٨) على حمار على شكل أمرد (٩)! فينادي : هل من تائب ..؟! هل من مستغفر ..؟! (١٠).

.. تعالى الله عن هذه الإعتقادات الرديئة (١١).

__________________

(١) لاتوجد في نسخة ( ألف ) في الدنيا. لاحظ : الملل والنحل : ١/٩٥ ـ ٩٦.

(٢) وهو : أبو القاسم عبدالله بن أحمد بن محمود الكعبي البلخي الخراساني ( ٢٧٣ ـ ٣١٩ هـ ) رئيس طائفة من المعتزلة باسم ( الكعبة ) تفرد بآراء خاصة به ، له جملة مؤلفات ، انظر عنه : لسان الميزان ٣/٢٥٢ ، تاريخ بغداد : ٩/٣٨٤ ، وفيات الإعيان ١/٢٥٢ وغيرها.

(٣) لا توجد في نسخة (ر) : الكعبي من المعتزلة.

(٤) الملل والنحل : ١/٩٦.

(٥) لا توجد في نسخة ( ألف ) و (ر) : إنه.

(٦) الملل والنحل : ١/٩٧.

(٧) لا يوجد في نسخة ( ألف ) : إنه.

(٨) لا يوجد في نسخة ( ألف ) و ( ر) : راكبا.

(٩) في نسخة ( ألف ) : أمرء ، بدلا من : أمرد.

(١٠) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ٣/٢٢٧ ـ ٢٢٨ ، تأنيب الخطيب : ١٨٩ ، وغيرهما.

(١١) قوله : هذه الإعتقادات الرديئة .. لا توجد في نسخة (ر) ، وفيها : عن ذلك علوا كبيرا.

١٢١

وقالت الكراميّة (١) ـ من السنة (٢) ـ : إنه في جهة فوق (٣) .. مع أن كل من كان في جهة فهو محتاج إليها .. تعالى الله عن الحاجة الى شيء (٤).

قال الرجل الكتابي (٥) الذي هداه الله تعالى الى الإسلام : لما وقفت على هذه المذاهب الفاسدة تعوذت بالله منها ومن المصير إليها ، وعلمت أن الفرقة الناجية

__________________

(١) وهم فرق من الصفاتية ، وعددهم البعض من فرق المشبهة من فرق العامة من أصحاب أبي عبدالله محمد بن كرام بن عراف المتوفى سنة ٢٥٥ هـ ، ويقال له : ابن كرام ، انظر عنهم :

نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام ؛ للدكتور علي سامي النشار : ٦٤٦ ـ ٦٥٦ ، وتبصرة العوام في معرفة مقالات الأنام ؛ للسيد مرتضى داعي الحسني الرازي : ٦٤ ـ٧٤ ، ومقالات الإسلاميين واختلاف المصلين ؛ لعلي بن إسماعيل الأشعري : ٢٠٥ و ٥٠٥ ، والفرق بين الفرق ؛ لعبد القاهر بن طاهر بن محمد البغدادي الاسفرايني التميمي : ١٢ ، ٢٥ ، ٢١٥ ، ٢٢٥ ، ٢٢٨ ، ٢٣٠ ، والملل والنحل ؛ لعبد القاهر بن محمد التميمي البغدادي : ١٤٩ ، وما بعدها ، ومعجم الفرق الإسلامية ؛ لشريف يحيى الأمين : ١٩٥ ، وفرهنگ فرق اسلامى ؛ لمحمد جواد مشكور : ٣٦٣ ، فارسي ، والتبصير في الدين وتمييز الفرقة الناجية عن الفرق الهالكين ؛ لأبي المظفر الإسفرايني : ٦٥ ، ٩٩ ـ ١٠٤ ، وتلبيس إبليس ؛ لجمال الدين أبي الفرج عبد الرحمن ابن الجوزي البغدادي : ٨١ ، وفرهنگ معارف اسلامى ؛ للدكتور سيد جعفر سجادى ٤/١٦ ، تاريخ ادبيات در ايران ؛ دكتر ذبيح الله صف ١/٦٠ ، وبيان الأديان ؛ لأبي المعالي محمد ابن الحسين العلوي ، تحقيق هاشم رضى : ٢٧ و ٤٦٨ ، ومختصر تاريخ دمشق لابن عساكر ٢٣/١٧٨ ، ودائرة المعارف فارسى ؛ لغلام حسين مصاحب ٢/٢١٨٨ ، وأحسن التفاسير : ١٧٩ ، وتلبيس ابليس : ٨٤ ، وموسوعة الفرق الإسلامية : ٤٢١ ـ٤٢٤ وغيرها.

(٢) لا يوجد في نسخة (ر) : من السنة.

(٣) كما حكاه عنهم الشهرستاني في الملل والنحل : ١/١٠٠.

(٤) حذفت كلمة : الى شيء .. من نسخة (ر).

(٥) لا يوجد قوله : الرجل الكتابي .. في نسخة (ر).

١٢٢

هم (١) الشيعة الإثنا عشرية ، لأنهم امتازوا عن سائر الأمة بمذهب لا يشاركهم فيه غيرهم من جميع الوجوه (٢) ، لما ثبت من أن الفرقة الناجية يجب ان تمتاز عن سائر الفرق بمذهب لا يشاركها فيه غيرها من جميع الوجوه ، إذ لو شاركها غيرها من جميع الوجوه لكان الناجي أكثر من فرقة ، وهو باطل للخبر المجمع عليه ، فثبت أنهم الفرقة الناجية.

وجميع فرق السنّة ـ وهم القائلون بتقديم أبي بكر وصاحبيه ـ وهم (٣) قريب ثلاثة وأربعين فرقة ـ ذكرهم صاحب الملل والنحل (٤) ـ قد (٥) اشتركوا بالقول بتقديم أبي بكر وصاحبيه ، واشتركوا بالقول (٦) بعدم النص في الإمام ، وبعدم العصمة فيه (٧) [ و] عصمة الأنبياء من الصغائر ، واشتركوا (٨) بالقول بعدم النص في الإمام ، وبعدم العصمة فيه (٩) ، وبعدم حصر الإمامة باثني عشر إماما ، فقد أجمعت (١٠) السنة على هذا كله ، وخالفهم (١١) الشيعة الإثنا عشريّة في

__________________

(١) في الطبعة الحجرية : هي.

(٢) هنا كلمة : غيرها ، مزيدة من نسخة ( ألف ).

(٣) في الطبعة الحجرية : وهو .. وهو سهو.

(٤) الملل والنحل : ١/٤٩ ـ ١٣٠ ، وقد مرّت مصادره قريبا.

(٥) في جميع النسخ ـ عدا ( ألف ) ـ توجد هنا واو ، ولا وجه لها.

(٦) من قوله : وصاحبيه الى هنا مزيد من نسخة ( ألف ) ، ولايوجد في غيرها.

(٧) لا يوجد قوله : النصّ في .. الى هنا ، في نسخة ( ألف ) و (ر).

(٨) كلمة : واشتركوا .. لا توجد في نسخة (ر).

(٩) جاءت العبارة في الطبعة الحجرية هكذا : .. قد اشتركوا بالقول بتقديم أبي بكر وصاحبيه ، واشتركوا بالقول بعدم النصّ في الإمام ، وبعدم العصمة فيه ..

(١٠) في الطبعة الحجرية : اجتمعت.

(١١) في مطبوع الكتاب ونسخة ( ألف ) : وخالفت.

١٢٣

هذا كلّه (١).

فقد ثبت أنه لم تتميز من جميع فرق الإسلام فرقة بمذهب لا يشاركها فيه غيره من الفرق غير الإثني عشرية من الشيعة ، فقد دل العقل على كونها (٢) الفرقة الناجية.

وأما (٣) الدليل على كونها (٤) الفرقة (٥) الناجية من طريق النقل ـ الذي (٦) أورده علماء السنة في صحاحهم ـ : فمن (٧) ذلك (٨) : ما رواه الحافظ محمد بن موسى الشيرازي ـ من علماء السنة ـ في كتابه الذي استخرجه (٩) من التفاسير الإثني عشر : ـ تفسير أبي يوسف يعقوب بن سفيان ، وتفسير ابن جريح ، وتفسير مقاتل بن سليمان ، وتفسير وكيع بن جرّاح وتفسير يوسف بن موسى القطّان ، وتفسير قتادة (١٠) ، وتفسير أبي عبيدة القاسم بن سلام ، وتفسير علي بن حرب ، وتفسير السدي ، وتفسير مقاتل بن حمام (١١) بن حبّان (١٢) ، وتفسير أبي صالح ،

__________________

(١) لا يوجد قوله : في هذا كله .. في الطبعة الحجرية ، كما لا يوجد فيها : الإثنا عشريّة..

(٢) في مطبوع الكتاب : إنها .. بدلا من : كونها.

(٣) لا توجد : أما .. في نسخة (ر).

(٤) كلمة : هي ، مزيدة من نسخة ( ألف ).

(٥) في الطبعة الحجرية : فرقة .. وهو خلاف الظاهر.

(٦) لا توجد كلمة : الذي ، في نسخة ( ألف ).

(٧) في الطبعة الحجرية : ومن ..

(٨) لا توجد : ومن ذلك .. في نسخة (ر).

(٩) في نسخة ( ألف ) : أخرجه.

(١٠) لا يوجد في الحجرية : وتفسير قتادة.

(١١) لا يوجد في الحجرية : بن حمام ، وفي نسخة ( ألف ) : مقاتل بن حيان.

(١٢) في نسخة (ر) ، حيّان وفي الطبعة الحجرية : خبّان.

١٢٤

وتفسير مجاهد (١) ـ وكلّهم من السنّة ـ رووا عن أنس بن مالك (٢) قال : كنّا جلوسا عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فتذاكرنا (٣) رجلا يصلي ويصوم ويتصدّق ويزكّي ، فقال لنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « لا أعرفه » ، فقلنا (٤) : يا رسول الله! إنه (٥) يعبد الله ويسبّحه ويقدّسه ويهلّله ويوحّده (٦)! فقال : « لا أعرفه » ، فبينما (٧) نحن في ذكر الرجل (٨) إذ طلع علينا ، فقلنا : يارسول الله! هو ذا (٩) ، فنظر إليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (١٠) وقال لأبي بكر : « خذ سيفي هذا وامض الى هذا الرجل فاضرب عنقه ، فإنه أوّل من يأتي في (١١) حزب الشيطان » ، فدخل أبو بكر المسجد (١٢) فرآه راكعا ، فقال : لا (١٣) والله لا أقتله ، فإن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ونهى عن قتل.

__________________

(١) قدّم تفسير مجاهد على تفسير مقاتل في المطبوع من الكتاب ، وكذا في نسخة ( ألف ) و (ر) ، وليس بمهم.

(٢) وفي صحيح البخاري كتاب المناقب حديث ٣٣٤١ عن أبي سعيد الخدري ، والمعنى مقارب.

(٣) في الطبعة الحجرية : فتذكرنا .. ولا يوجد فيه كنا .. وليس بتام.

(٤) لا توجد : فقلنا .. من نسخة (ر).

(٥) لا توجد : إنه .. في نسخة (ر).

(٦) لا يوجد في الطبعة الحجرية ونسخة ( ألف ) : ويوحدّه ، وحذفت من نسخة (ر) : يهلله.

(٧) لا توجد : فبينما .. في نسخة (ر).

(٨) في نسخة (ر) : ذكره .. بدلا من : ذكر الرجل.

(٩) في نسخة (ر) : هذا .. بدلا من : ذا.

(١٠) في نسخة (ر) بدل الواو : ثمّ.

(١١) في نسخة (ر) : من .. بدلا من : في.

(١٢) لا بوجد كلمة : المسجد .. في نسخة (ر).

(١٣) لا توجد : لا .. في نسخة ( ألف ) و (ر).

١٢٥

المصلّين ... (١) ، فقال له رسول الله : « إجلس فلست بصاحبه (٢) » ثم قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٣) : « ثم يا عمر! فخذ سيفي هذا (٤) من يد أبي بكر وأدخل المسجد واضرب عنقه » قال عمر : فأخذت السيف من يد أبي بكر ودخلت المسجد فرأيت الرجل ساجدا ، فقلت : لا والله لا أقتله ، فقد استأذنه من هو خير منّي (٥) ، فرجعت الى رسول الله ، فقلت : يارسول الله (٦)! اني وجدت الرجل ساجدا ، فقال : « يا عمر! إجلس فلست بصاحبه ، قم يا عليّ! فإنك (٧) أنت (٨) قاتله ، فإن وجدته فاقتله ، فإنك ان قتلته لم يبق بين أمتي اختلاف أبدا » ، قال عليّ عليه‌السلام : فأخذت السيف ودخلت المسجد فلم أره ، فرجعت الى رسول الله ، فقلت : « يا رسول الله! ما رأيته » ، فقال : « يا أبا الحسن! إن أمة موسى افترقت على (٩) إحدى وسبعين فرقة ؛ فرقة ناجيه والباقون في النار ، وأن (١٠) افترقت (١١) امة أخي عيسى

__________________

(١) هنا سقط ، كما هو واضح.

(٢) في الطبعة الحجرية : لصاحبه.

(٣) لا توجد : ثم قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .. في المطبوع من الكتاب ، ونسخة ( ألف ).

(٤) لا توجد كلمة : هذا .. في الطبعة الحجرية ونسخة ( ألف ).

(٥) جاء في نسخة ( ألف ) : خير من أنا .. وما هنا جاء نسخة على حاشيته.

(٦) لا توجد : يارسول الله .. في نسخة (ر).

(٧) في نسخة (ر) : إنك.

(٨) لا توجد : أنت .. في الطبعة الحجرية.

(٩) لا توجد : علي .. في نسخة ( ألف ) و (ر).

(١٠) لا توجد : أن .. في المطبوع من الكتاب ، وفي نسخة ( الف ) : وأن أمة عيسى عليه‌السلام افترقت..

(١١) في الطبعة الحجرية : وستفترق ، وعليها نسخة : وتفترق ، والصواب ما أثبتت هنا ، إذ

١٢٦

افترقت (١) على (٢) اثنتين وسبعين فرقة ، فرقة ناجية والباقون في النار ، وستفترق امتي على (٣) ثلاث وسبعين فرقة ، فرقة ناجية والباقون في النار » ، فقلت : « يا رسول الله! فمن (٤) الناجية؟ » قال : « المتمسّك (٥) بها أنت وأصحابك (٦) » ، فأنزل الله في ذلك الرجل : ( ثاني عطفه ليضلّ عن سبيل الله له في الدنيا خزيّ ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق (٧) ) (٨) ؛ يقول : هذا أول من يظهر من أصحاب البدع والضلالات.

قال ابن عبّاس : والله ما (٩) قتل ذلك الرجل الإّ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (١٠) عليه‌السلام يوم صفّين ، ثم قال الله تعالى (١١) : ( له في الدنيا

__________________

اُخذت من المصادر.

(١) لا توجد كلمة : افترقت .. في الطبعة الحجرية.

(٢) لا توجد : على .. في نسخة (ر).

(٣) لا توجد : على .. في نسخة (ر).

(٤) كذا في نسخة ( ألف ) ، وفي باقيها : فما.

(٥) جاء على هذه الكلمة في نسخة (ر) نسخة بدل : المستمسك.

(٦) قال ابن تيمية في كتابه : حقوق آل البيت عليهم‌السلام : ولا يعاونون ( آل البيت ) أحدا على معصية ، ولا يزيلون المنكر بما هو أنكر منه ، ويأمرون بالمعروف ، فهم وسط في عامّة الأمور ، ولهذا وصفهم النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم بأنهم : الطائفة الناجية لما ذكر اختلاف أمته وافتراقهم. راجع : حقوق آل البيت عليهم‌السلام : ٤٤.

(٧) من قوله : له في الدنيا .. الى آخر الآية المباركة لا يوجد في الطبعة الحجرية.

(٨) سورة الحج (٢٢) : ٩.

(٩) في نسخة (ر) : فما قتل .. بدلا من : والله ما ..

(١٠) لا توجد في الطبعة الحجرية : عليّ بن أبي طالب .. كما لا توجد في نسخة (ر) : أمير المؤمنين عليه‌السلام.

(١١) في نسخة (ر) : وقوله تعالى. بدلا من : ثم قال الله تعالى.

١٢٧

خِزيٌ ) اي بالقتل ـ ( وَنُذِيقُهُ يَومَ القِيامَةِ عَذابَ الحَرِيقَ ) (١) .. اي بقتاله عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام يوم صفّين (٢).

فلينظر العاقل الى هذا الحديث المنقول عن علماء السنة (٣) من هذه التفاسير المعتبرة عندهم (٤) ، كيف تضمّنت (٥) النصّ الجليّ على أن الفرقة الناجية ، هم علي وشيعته؟ وكيف تضمّنت (٦) النص الجلي على (٧) أن أبابكر وعمر خالفا أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حياته بحضوره ، ولم يمتثلا أمره بقتل رجل ؛ ولو قتل لم يقع بين أمته اختلاف أبدا؟! ، وحكم عليه وآله السلام بأن أمته ستفترق الى ثلاث وسبعين فرقة ـ بسبب (٨) بقاء ذلك الرجل ـ أثنتان (٩) وسبعون منها في النار .. فمن خالفه في حياته ولم يمتثل أمره ـ وهو حاضر ـ كيف يمتثل أمره بعد وفاته؟! ؛ ( فَإنَّها لا تَعمَى الأَبصارَ وَلكِن تَعمىَ القُلُوبُ اَلّتي فِي الصُّدُورِ ) (١٠).

وكيف يجوز للعاقل ان يقلّد دين (١١) من يعص الله (١٢) ورسوله ولا يمتثل

__________________

(١) سورة الحج(٢٢) : ٩.

(٢) العقد الفريد : ٢/٢٤٤ ، الإصابة : ١/٤٨٤ ، مسند أحمد : ٣/١٥ ، مسند ابي يعلى : ٦/٣٤٠ حديث ٩١٣ عن أنس مختصرا ، مجمع الزوائد للهيثمي : ٧/٢٥٧ ـ ٢٥٨..

(٣) لا يوجد : عن علماء السنة .. في نسخة ( ألف ).

(٤) انظر : تفسير الطبري ١٠/١٠٩ وغيره.

(٥) في نسخة ( ألف ) : تضمن .. بدلا من : كيف تضمّنت ..

(٦) في نسخة ( ألف ) : تضمن.

(٧) من قوله : على أن .. الى هنا لا يوجد في نسخة (ر).

(٨) لا توجد كلمة : بسبب .. في نسخة (ر).

(٩) في نسخة (ر) : اثنان.

(١٠) سورة الحجّ (٢٢) : ٤٦.

(١١) في نسخة ( ألف ) : دينه.

(١٢) جاء في نسخة (ر) : دينه من بغض الله ..

١٢٨

أمرهما (١) ، والله تعالى يقول : ( وَمَا آتيكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ مَا نَهيكُم عَنهُ فَانتَهُوا ) (٢)؟!. ويقول له الرسول مشافهة : إفعل كذا .. فيخالف الله ورسوله ويعرض عن أمرهما ؛ ويفعل بهوى نفسه ، فهل يجوز لمثله أن يكون واسطة (٣) بين الله تعالى (٤) وخلقه ، ويتقرّبون (٥) الى الله تعالى بولايته؟!! وأي مرتبة (٦) له عند الله مع مخالفته لله ولرسوله حتى يتقرب الناس الى الله بولايته؟! (٧).

ومن الأخبار (٨) الدالة على ان شيعة عليّ هم الفرقة الناجية : ما رواه صاحب المصابيح ، محيي السنّة الحسين بن المسعود البغوي ـ المعروف بـ : الفرّاء ـ وهو حجة عندهم (٩) ؛ روى في كتابه المصابيح (١٠) عن أبي سعيد الخدري قال : بينا نحن عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو يقسم قسما (١١) ـ إذ أتاه ذو الخويصرة (١٢) ـ وهو رجل من بني تميم (١٣) ـ

__________________

(١) كذا في نسخة ( ألف ) ، وفي بقية النسخ : أمره.

(٢) سورة الحشر (٥٩) : ٧.

(٣) في نسخة (ر) : يجوز ان يكون مثله.

(٤) لا توجد في نسخة (ر) و ( ألف ) كلمة : تعالى.

(٥) في الطبعة الحجرية من الكتاب : ويقرّبون.

(٦) في نسخة ( ألف ) : مزية.

(٧) من قوله : وأي مرتبة .. الى هنا لا يوجد في نسخة (ر).

(٨) في نسخة (ر) : الروايات ، بدلا من : الأخبار.

(٩) في نسخة ( ألف ) : عليهم .. بدلا من : عندهم.

(١٠) مصابيح السنّة ٤/٩٨ حديث ٤٦٠٩ باختصار.

(١١) لا توجد : وهو يقسم قسما .. في نسخة (ر) ، وفي نسخة ( ألف ) : قسيما.

(١٢) في نسخة (ر) : وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقسم قسما ، فقال له ذو الخويصرة وهو رجل .. الى آخره.

(١٣) ذو الحويصرة التيمي : هو حرقوص بن زهير السعدي ، وهو الذي فتح سوق الأهواز ،

١٢٩

فقال (١) : يا رسول الله إعدل!! فقال : « ويلك (٢)! فمن يعدل إذا لم أعدل؟! فقد خبت وخسرت إن لم أكن (٣) أعدل ». فقال عمر : أتأذن (٤) لي أن أضرب عنقه ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « دعه! فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم ، وصيامه مع صيامهم ، يقرؤون القرآن لا يجاوز (٥) تراقيهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية [ الى ان قال : ] ، آيتهم (٦) رجل أسود ، إحدى عضديه مثل ثدي المرأة تدرّ (٧) درّا ، يخرجون على خير فرقة من الناس ».

قال أبو سعيد : أشهد أني قد (٨) سمعت هذا الحديث من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأشهد ان على بن أبي طالب عليه‌السلام قاتلهم وإنا (٩) معه ، فأمر بذلك الرجل (١٠) ، فالتمس فأتي به ، فنظرت إليه على نعت النبّي صلى الله

__________________

وهو أشد الخوارج على علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، وقتل في النهروان في سنة سبع وثلاثين. راجع : أسد الغابة : ١/٣٩٦ ، الإصابة ترجمة ١٦٦١ و ١٩٦٩ ، والكامل للمبرد ٥٩٥ ، والأعلام ٢/١٧٣ عن عدة مصادر.

وجاء في الطبعة الحجرية : ذو الحويصرة ، وهو تصحيف.

(١) لا توجد : فقال ، في نسخة (ر).

(٢) في نسخة ( ألف ) : يا ويلك.

(٣) كلمة : أكن ، مزيدة من نسخة ( ألف ).

(٤) في نسخة (ر) : أأذن.

(٥) في نسخة ( ألف ) : يجوز.

(٦) في نسخة (ر) : بينهم .. وقد تقرء : نبيهم .. بدلا من : وفي نسخة ( ألف ) : آتيهم.

(٧) في نسخة (ر) : يدّر.

(٨) كلمة : قد ، مزيدة من نسخة ( ألف ).

(٩) لا توجد : إنا ، في الطبعة الحجرية.

(١٠) في نسخة (ر) : حذفت كلمة : الرجل ، وأثبتت هنا من المصدر وبقية النسخ.

١٣٠

عليه وآله وسلّم الذي نعته. انتهى الخبر (١).

فهو (٢) نصّ على أن شيعة علي عليه‌السلام (٣) هم الفرقة الناجية ، لوصف النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لهم : « أنهم خير فرقة » ، ولو كانوا من الفرقة الهالكة لكانوا شرّ (٤) فرقة ، ولم يكونوا خير فرقة.

قال الرجل الكتابي (٥) الذي هداه الله الى الإسلام : فقد تطابق العقل والنقل من طريق الأخصام (٦) أن الشيعة الإمامية هم الفرقة الناجية من فرق الإسلام ، فيجب المصير إليها والإعتماد عليها.

* * *

__________________

(١) في نسخة ( ألف ) : تمّ الخبر.

انظر عنه : تاريخ بغداد : ١/١٥٩ ، و ٧/٢٣٦ ـ ٢٣٧ ، مجمع الزوائد : ٦/٢٣٨ ـ ٢٣٩ و ٢٤١ ، صحيح البخاري : ٢/٢٨١ ، وفيه « يخرجون حين فرقة الناس » ، الخصائص للنسائي : ١٧٦ ، عدة روايات ، مسند أحمد : ٣/٥٦ ـ ٦٥ ، وفيه : أولى الطائفتين [ باقي مسند المكثرين حديث ١١١٩٥ ] ، اُسُد الغابة : ٢/١٤٠ ، تفسير الطبري : ١٠/١٠٩ ، المستدرك للحاكم : ٢/١٤٧ ـ ١٤٨ و ١٥٤ ، صحيح مسلم : ٢/٧٤٥ حديث ١٤٨ ، وفيه : خير فرقة ، سنن البيهقي : ٨/١٤٩ ـ ١٧١ ، حلية الأولياء : ٣/٩٩ ، تذكرة الحفاظ : ١/١٤٧ « ذيل الحديث ». وغيرها ، حقوق آل البيت لابن تيميّة : ٣٥ ، ابن ماجة في المقدّمة : ١٢ ، الدارمي في المسند من المقدّمة : ٢١ ، مؤطأ مالك في مسّ القرآن حديث : ١٠ ، الملل والنحل ١/٢١ ، والكامل للمبرد ٢/٩١٩ .. وغيرها.

(٢) في الطبعة الحجرية : هو.

(٣) في نسخة ( ألف ) : نص أن شيعة علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

(٤) في الطبعة الحجرية : أشر .. وهو سهو.

(٥) لا توجد : الرجل الكتابي .. في نسخة (ر).

(٦) في نسخة (ر) : الخصم.

١٣١

فصل

في بعض ما أورده السنّة من الأخبار الدّالة

على انحصار الإمامة (١) في اثني عشر من قريش

روى البخاري في صحيحه ـ في موضعين بطريقين (٢) ـ عن جابر وابن عُيينة قال (٣) : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « ما يزال أمر الناس ماضيا ما ولاّهم اثنا عشر رجلا ، كلّهم من قريش ».

وفي صحيح مسلم (٤) ـ أيضا في موضعين بطريقين ـ عن النبي : « إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة ، كلّهم من قريش ».

وفي رواية اخرى في صحيح مسلم (٥) ـ أيضا ـ عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « لا يزال أمر الناس عزيزا الى اثني عشر خليفة ، كلّهم من قريش ».

وفي صحيح مسلم (٦) أيضا : « لا يزال هذا (٧) الدّين قائما حتى تقوم الساعة ،

__________________

(١) في نسخة ( ألف ) و (ر) : الخلافة .. بدلا من الإمامة.

(٢) صحيح البخاري : ٤/٢٤٨ عن جابر باختلاف يسير.

(٣) كذا ، والظاهر : قالا.

(٤) صحيح مسلم : ٣/١٤٥٢ حديث ٥ ، كتاب الأمارة حديث : ٣٣٩٤.

(٥) صحيح مسلم : ٣/١٤٥٣ حديث ٧ و ٨ ، مسند أحمد : ٥/٩٢ ـ ٩٤ ، ٩٩ و ١٠٨.

(٦) صحيح مسلم : ٣/١٤٥٣ حديث ٩ ، مسند أحمد : ٥/٨٩ ، [ مسند البصريين حديث ١٨ ـ ٢٠ ] ، الصواعق المحرقة : ١١٣ ، مجمع الزوائد : ٥/١٩٠.

(٧) لا توجد : هذا .. في نسخة ( ألف ) و (ر).

١٣٢

ويكون عليهم اثنا عشر خليفة ، كلّهم من قريش ».

وفي الجمع بين الصحاح الستّة (١) ـ في موضعين ـ قال (٢) : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة كلّهم من قريش » (٣).

__________________

(١) في نسخة ( ألف ) : الجامع بين الصحاح السنة .. ، والصحيح : الستة. وهو غير كتاب الجمع بين الصحيحين للحميدي ، انظر : صحيح مسلم : ٣/١٤٥٢ حديث ٥.

(٢) لا توجد : قال .. في نسخة (ر).

(٣) أقول : وجاء هذا الحديث مستفيضا ، لاحظ ـ بالإضافة الى ما مرّ ـ صحيح مسلم : ٣/١٤٥٢ حديث ٦ ، صحيح الترمذي : ٤/٥٠١ ، حلية الأولياء : ٤/٣٣٣ ، وفيه : أثنا عشر أميرا ، كنز العمال : ٦/٢٠١ ، و١٢/٢٤ حديث ٣٣٨٠٣.

أخرج حديث : الخلفاء اثنا عشر ـ باختلاف ألفاظه ـ جمع من حفّاظ العامة وأعلامهم منهم :

البخاري في صحيحه ٩/١٠١ كتاب الأحكام باب ٥١ ، ومسلم في صحيحه ٣/١٤٥٢ ـ ١٤٥٤ كتاب الإمارة بعدّة طرق ، والترمذي في سننه ٤/٥٠١ بطريقين صححههما ( كتاب الفتن باب ٤٦ حديث ٢٢٢٣ ) ، وأبو داود في سننه ٤/١٠٦ بثلاثة طرق صحّحها ، والالباني في صحيح سنن أبي داود ٣/٨٧ ، وأحمد بن حنبل في مسنده ١/٣٩٨ ، ٥/٨٦ ـ ٩٠ و ٩٢ ـ ١٠١ ، ١٠٦ ، ١٠٨ ، والحاكم في مستدركه ٣/٦١٧ ـ ٦١٨ ، وأبو داود الطيالسي في مسنده : ١٨٠ ، وأبي نعيم الإصفهاني في حلية الأولياء ٤/٣٣٣ ـ وأبي عونة في مسنده ٤/٣٩٦ ـ ٣٩٩ ، وابن أبي الحاجم في كتاب السنة ٢/٥١٨ ، ٥٣٤ ، ٥٤٤ ، ٥٤٩ ، تاريخ الخلفاء : ٨ ، فتح الباري ١٣/١٨١ ، المطالب العالية ٢/١٩٧ ، مسند ابي يعلى الموصلي ١٣/٤٥٧ عن عدة مصادر في هامشه ، وكذا في ٩/٢٢٢ ، والبيهقي في دلائل النبوّة ٦/٥١٩ ـ ٥٢٣ ، والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ٢/١٢٦ ، والهيثمي في مجمع الزوائد ٥/١٩٠ ـ ١٩١ ، وابن حجر العسقلاني في المطالب العليّة ٢/١٩٧ ، وابن حبّان في صحيحه ـ كما في الإحسان بترتيب صحيح ابن حبّان ٨/٢٢٦ ، ٢٢٩ ـ ٢٣٠ ، والبغوي في شرح السنة ١٥/٣٠ ، ٣١ والإلباني في صحيح الجامع الصغير ٢/١٢٧٤.

١٣٣

.. فهذه الأخبار الواردة عن علماء السنّة في صحاحهم دالّة على انحصار الخلافة في اثني عشر خليفة ، ولاقائل من فِرَق المسلمين بانحصار الخلافة في اثني عشر إلاّ الشيعة الإثنا عشريّة ، وكانت هي الفرقة الناجية ، وذلك واضح (١).

* * *

__________________

ولاحظ : سلسلة الأحاديث الصحيحة ١/٦٥١ حديث ٣٧٦ ، و ٢/٦٩٠ حديث ٩٦٤ ، نقلا عن كشف الحقائق : ٨٣ ـ ٨٤.

ولنا حديث عن هذا الحديث في غير هذا المقام ان شاء الله تعالى.

(١) لا توجد : وذلك واضح .. في الطبعة الحجرية من الكتاب.

١٣٤
١٣٥

باب

في بعض (١) ما أورده السنّة من الآيات والأخبار

الدالة على إمامة علي بن ابي طالبي عليه‌السلام وفضله

وفيه فصلان :

الفصل الأول

في بعض ما أورده السّنّة (٢) من الآيات والأخبار

الدالة على إمامة عليّ [ عليه‌السلام ] وفضله (٣)

ولنقتصرنّ (٤) من ذلك (٥) على اليسير دون الكثير.

__________________

(١) لا يوجد في الطبعة الحجرية : في بعض.

(٢) لا توجد في الطبعة الحجرية ونسخة ( ألف ) : السنة .. وفي بعض نسخة (ر) : ما أورده من ..

(٣) لا يوجد : والأخبار الدالة على إمامة علي وفضله .. في الطبعة الحجرية ، وكذا في نسخة (ر).

(٤) في الطبعة الحجرية : ولنقصرنّ.

(٥) لا يوجد قوله : من ذلك في الطبعة الحجرية من الكتاب.

١٣٦

الأول (١) : قوله تعالى : ( إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمَلُو الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُم خَيرُ البَرِيَّةِ ) (٢).

روى الحافظ أبو نعيم الإصفهاني (٣) ـ من علماء السنة ـ بإسناده الى ابن عباس أنه (٤) : لما نزلت هذه الآية .. قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعلي عليه‌السلام : « هم أنت وشيعتك ، تأتي أنت وشيعتك راضين مرضيّين ، وتأتي خصماؤك غضباناً (٥) مقمحين » (٦).

فقد دلّت هذه الآية على أن عليا عليه‌السلام وشيعته هم الفرقة الناجية ، وأن خصماءهم هم الفرقة الهالكة.

الثاني (٧) : قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ

__________________

(١) في الطبعة الحجرية : منها .. بدلا من : الأول.

(٢) سورة البينّة (٩٨) : ٧.

(٣) حلية الأولياء ؛ لم نجد نصه ، نعم فيه ٤/٣٢٩ عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « وأنك وشيعتك في الجنة ».

(٤) لا توجد : أنه في نسخة ( ألف ) و (ر).

(٥) في نسخة (ر) : غضاناً .. وهو الظاهر.

(٦) لاحظ : النور المشتعل : ٢٧٣ ( من كتاب ما نزل من القرآن في عليّ عليه‌السلام ) ، الدرّ المنثور : ٦/٣٩٧ ، تفسير الطبري : ٣٠/١٧١ ، تاريخ ابن عساكر : ٢/٣٤٤ ، ٤٤٢ ، الصواعق المحرقة : ١٦١ ، كفاية الطالب : ٢٤٥ ، نور الأبصار : ٧٠ ـ ١٠١ ، تفسير الآلوسي : ٣٠/٢٠٧ ، ينابيع المودّة : ٢/٧٣ ، فتح القدير للشوكاني : ٥/٤٧٧ ، المناقب للخوارزمي : ١٨٧ ، المعجم الكبير للطبراني : ١/٣١٩ .. وجاء بألفاظ مقاربة في فرائد السمطين : ١/١٥٥ حديث ١١٧ و ١١٨ ، شواهد التنزيل : ٢/٣٥٦ ، فردوس الأخبار ٣/٨٨ ، حديث ٣٩٩١ عن عدّة مصادر.

(٧) في نسخة ( ألف ) والطبعة الحجرية : ومنها .. بدلا من : الثاني.

١٣٧

الصّادِقِينَ ) (١).

روى أبو نعيم الحافظ (٢) مرفوعا (٣) عن ابن عباس : أنها نزلت في علي عليه‌السلام (٤).

فيجب الكون معه بأمر الله ورسوله ، ويكون أصحابه هم الفرقة الناجية.

الثالث (٥) : قوله تعالى : ( يَومَ لا يُخزِي اللهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُم .. ) (٦) الآية (٧).

روى أبو نعيم الحافظ (٨) مرفوعا الى ابن عباس أنه علي وأصحابه (٩).

فدّل أنهم هم الفرقة (١٠) الناجية.

الرابع (١١) : قوله تعالى : ( وَاسئَل مَن أَرسَلنَا مِن قَبلِكَ مِن

__________________

(١) سوبة التوبة (٩) : ١١٩.

(٢) حلية الأولياء ؛ ولم أجده في المطبوع منه بعد تصفح المجلدات العشرة منه.

(٣) في نسخة (ر) : ايضا .. بدلا من : مرفوعا ، ولا توجد في نسخة ( ألف ).

(٤) وانظر : النور المشتعل : ١٠٢ ( من كتاب ما نزل من القرآن في عليّ ) ، فرائد السمطين : ١/٣٦٩ حديث ٢٩٩ ـ ٣٠٠ ، الدرّ المنثور : ٣/٢٩٠ ، فتح القدير للشوكاني : ٢/٤١٤ ، كفاية الطالب : ٢٣٩ ، تفسير الآلوسي : ١١/٤٥ ، تذكرة الخواص : ٢٥ ، ينابيع المودّة : ١/١١٨ ، المناقب المرتضوي : ٤٢ ، شواهد التنزيل : ١/٥٩ .. وغيرها.

(٥) في الطبعة الحجرية ونسخة ( ألف ) : ومنها .. بدلا من : الثالث.

(٦) سورة التحريم (٦٦) : ٨.

(٧) لا يوجد قوله : نورهم .. الآية .. في الطبعة الحجرية.

(٨) حلية الأولياء ؛ لم أجده في مجلداته العشرة المطبوعة ، ووجدته في غيره.

(٩) النور المشتعل : ٢٦٣ ، المناقب المرتضوي : ٤٣.

وفي نسخة (ر) : وشيعته .. بدلا من : وأصحابه.

(١٠) لا توجد : الفرقة .. في الطبعة الحجرية ونسخة ( ألف ).

(١١) في نسخة ( ألف ) ومطبوع الكتاب : ومنها .. بدلا من : الرابع.

١٣٨

رُسُلِنَا ) (١).

روى عبدالله البرقي (٢) ـ من علماء السنّة ـ وأبو نعيم (٣) أيضا ، قالا (٤) : قال النبي (٥) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « ليلة أُسري بي الى السماء (٦) ؛ جمع الله بيني وبين الأنبياء ثم قال : سلهم يا محمّد! على ماذا بعثوا (٧)؟ فقال لهم النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : على ماذا (٨) بُعثتم (٩)؟! قالوا : بُعثنا على شهادة : أن لا إله إلاّ الله ، وعلى الإقرار (١٠) بنبوّتك ، وعلى (١١) الولاية لعليّ بن أبي طالب (١٢) ».

__________________

(١) سورة الزخرف (٤٣) : ٤٥.

(٢) لعله أبو عبدالله محمد بن عبدالله بن عبد الرحيم الزهري البرقي المعروف بـ : ابن البرقي ، المتوفى سنة ٢٤٩ هـ المذكور في الجرح والتعديل ٧/٣٠١ ، وتهذيب التهذيب ٩/٢٦٣ ، وشذرات الذهب ٢/١٢٠ وغيرها. ولم أجد باسم : عبدالله البرقي من يتناسب هنا.

ولعله أحمد بن عبدالله البرقي المحدث إلاّ ان هذا أبو بكر لا أبو عبدالله.

(٣) حلية الأولياء ؛ ولم أجده في المطبوع منه مع تصفحي للمجلدات العشرة منه.

(٤) لا توجد كلمة : قالا .. في المطبوع من الكتاب ونسخة ( ألف ).

(٥) في نسخة (ر) : رسول الله .. بدلا من النبي صلوات الله عليه وآله وسلم.

(٦) لا توجد في نسخة (ر) : الى السماء.

(٧) في نسخة ( ألف ) : بعثتهم.

(٨) من قوله : بعثوا .. الى هنا لا يوجد في مطبوع الكتاب.

(٩) من قوله : فقال .. الى هنا لا يوجد في نسخة ( ألف ).

(١٠) في نسخة (ر) : والإقرار .. بدلا من : وعلى الإقرار.

(١١) لا توجد : على .. في نسخة ( ألف ) و (ر).

(١٢) ولاحظ : شواهد التنزيل : ١/١٤٦ و ٢/١٥٢ ، حلية الأولياء : ٣/٢٧ مع اختلاف يسير ، ذخائر العقبى : ٦٩ ، فردوس الأخبار : ٥/٤١٤ حديث ٨٥٩٣ ، الرياض النضرة : ٢/١٧٢ ، ينابيع المودّة : ١/٩٣ ، تفسير غرائب القرآن بهامش تفسير الطبري : ٢٥/٩٧ ، فرائد السمطين : ١/٨١ و ٢٣٥ ، المناقب المرتضوية : ٤٣ ، المناقب للخوارزمي : ٢٢٠ ،

١٣٩

وهذا إقرار من علماء السنة أن الأنبياء بعثوا على الإقرار بنبوّة محمّد وولاية عليّ صلوات الله عليهما ، ثم يجعلون الولاية لغيره (١) فقد خالفوا الله في ذلك ورسوله (٢) وخالفوا جميع الأنبياء (٣).

الخامس (٤) : قوله تعالى : ( وَ إذ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِم ذُرِّيَّتَهُم. (٥) ) (٦).

من كتاب الفردوس (٧) لابن شيرويه ـ من علماء السنّة ـ يرفعه (٨) الى حذيفة [ بن ] اليمان (٩) قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « لو يعلم الناس متّى سمّي عليّ (١٠) أمير المؤمنين ما انكروا فضله .. سُمّي أمير المؤمنين وآدم (١١) بين الماء والطّين ، وقال تعالى : ( وَإِذ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَني آدَمَ مِن ظُهُورِهِم ذُرِّيَّتَهُم

__________________

معرفة علوم الحديث للحاكم النيسابوري : ٩٦ وقال : ولم نكتبه إلاّ عن [ ابن ] مظفر ، وهو عندنا حافظ ثقة مأمون.

(١) في نسخة ( ألف ) : في غيره.

(٢) كلمة : ورسوله .. مزيدة من نسخة ( ألف ).

(٣) جاءت العبارة في الطبعة الحجرية هكذا : فقد خالفوا جميع ذلك ، وخالفوا الانبياء ..

(٤) في نسخة ( ألف ) والطبعة الحجرية : ومنها .. بدلا من : الخامس.

(٥) لا توجد كلمة : وذريتهم .. في الطبعة الحجرية.

(٦) سورة الأعراف (٧) : ١٧٢.

(٧) فردوس الاخبار ٣/٣٩٩ حديث ٥١٠٤.

(٨) في نسخة (ر) : رفعه.

(٩) في نسخة (ر) : اليماني.

(١٠) في الطبعة الحجرية ونسخة ( ألف ) : عليا ، وهو سهو.

(١١) سقطت من نسخة ( ألف ) كلمة : وآدم.

١٤٠