بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٣٠
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

١٠٧

* ( باب ) *

* ( عمل الصور وابقائها واللعب بها ) *

الايات : السبأ : يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل (١).

____________________

(١) السبأ : ١٢ ، قال الطبرسى : يعنى بالتماثيل صورا من نحاس وشبه وزجاج ورخام ، كانت الجن تعملها ، ثم اختلفوا فقال بعضهم : كانت صورا للحيوانات ، وقال آخرون : كانوا يعملون صور السباع والبهائم على كرسيه ليكون أهيب له.

فذكروا أنهم صوروا أسدين أسفل كرسيه ونسرين فوق عمودى كرسيه ، فكان اذا أراد أن يصعد الكرسى ، بسط الاسدان ذراعيهما ، واذا علا على الكرسى نشر النسران أجنحتهما ، فضللاه من الشمس.

قال الحسن : ولم تكن يومئذ التصاوير محرمة وهى محظورة في شريعة نبينا صلى‌الله‌عليه‌وآله فان قال : لعن الله المصورين ، ويجوز أن يكره ذلك في زمن دون زمن ، وقد بين الله سبحانه أن المسيح كان يصور بأمر الله من الطين كهيئة الطير.

وقال ابن عباس : كانوا يعملون صور الانبياء والعباد في المساجد ليقتدى بهم ، و روى عن الصادق (ع) أنه قال : والله ما هى تماثيل النساء والرجال ، ولكنه تماثيل الشجر وما أشبهه.

أقول : ظاهر لفظ التماثيل : هو تصوير الصور من الانسان والحيوان ذات أبعاد ثلاثة ـ وتسميه العامة اليوم مجسمة ـ ولم يذكر في القرآن الكريم الامرتين : ثانيهما قوله تعالى حكاية عن ابراهيم (ع) « اذ قال لابيه وقومه ما هذه التماثيل التى أنتم لها عاكفون ـ إلى أن قال : وتالله لاكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين * فجعلهم جذاذا » ( الانبياء ـ ٥٢ ـ ٥٨ ).

٢٨١

____________________

ولا ريب أن التماثيل التى كانوا يعبدونها ـ وعبر عنها ثانيا بالاصنام وجعلها جذاذا ـ ليس الا المجسمة ، ولا معنى لان يكون التماثيل في آية بمعنى تصوير المجسمة ، وفى الاخرى بمعنى نقش الصور أو مجسمة الاشجار.

مع أن الاول وهو أن يكون المراد بالتماثيل نقش الصور ، لا يناسب قوله : « يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات » فان التماثيل عد من معمولاتهم في مقابل المحاريب والجفان والقدور ، فاذا كانت التماثيل هى النقوش في تلك المعمولات لم يحسن عدها عليحدة.

وأما المعنى الثانى وهو أن يكون المراد بالتماثيل مجسمة الاشجار ، كما روى في أخبار ضعاف ، فهو غير معهود ولا مطلوب ، فان تصوير الاشجار مجسمة بيد الجن و الشيطان ، ونصبها في الجنان والبساتين ، عمل لغو بعد ما يقدر كل أحد على عمل الجنان الحقيقى باذن الله تعالى وانما كان المطلوب لسليمان وقد سمى حشمة الله بناء مالا يقدر عليه أحد غيره ، لكون الجن والشياطين أعوانه وعملته.

قال الله عزوجل « وحشر لسليمان جنوده من الجن والانس فهم يوزعون * حتى اذا أتوا على واد النمل إلى أن قال ـ فتبسم ضاحكا من قولها وقال رب أوزعنى أن أشكر نعمتك التى أنعمت على وعلى والدى وأن أعمل صالحا ترضاه » لما رأى حشمته و شوكته التى أعطاها الله ولم يعطها أحدا غيره ، خلد في باله أن يبنى بيتا لله ذا حشمة وشوكة لا يقدر على ايجاده غيره ، شكرا لما وهبه من الملك الذى لا ينبغى لاحد من بعده.

ولذلك سأل الله عزوجل أن يوزعه في الدنيا ويكف عنه الموت والمرض وكل ما يشغله عن بناء البيت حتى يفرغ وينجز ما جعله على نفسه ، فشرع في بناء البيت المقدس :

فجمع الشياطين وأرسل فرقة في تحصيل الرخام والمها الابيض الصافى من معادته

٢٨٢

____________________

وفرقة يستخرجون الذهب واليواقيت من معادنها ، وفرقة يقلعون الجواهر والاحجار من أماكنها ، وفرقة يأتون بالدرر من البحار ، ثم أمرهم بنحت الاحجار أساطين وألواحا من معالجة تلك الجواهر واللالى بأقدار هندسية كالمثمن والمسدس وغير ذل ، وبنى المسجد الاعظم بألوان الرخام وعمده بأساطين المها وسقفه بألواح الجواهر ، وفضض سقوفه و حيطانه باللالى واليواقيت والدرر.

ومما عملت الشياطين في تلك الابنية المحاريب وهى جمع المحراب بمعنى الغرفة العالية كالقصر ، ولا يسمى الغرفة محرابا الا اذا كان في الطبقة العالية : الثانية أو الثالثة وأكثر ، اذا قدروا عليه ، فالمراد بالمحاريب الغرف فوق الغرف ، ومنه يظهر أن البيت المقدس وهو نفس المسجد ، كان ذا طبقات عالية بعضها فوق بعض ولم تكن العامة تقدر على ذلك ، ولا شاهدوه.

ومما علمت الشياطين في تلك الابنية تحت الرخام وسائر الاحجار الكريمة بصورة الحيوانات ذوات الارواح وتمثيلها بصورة مهيبة ، واستعمالها في قواعد البيت ، كأن ترى اسطوانة على صورة انسان عجيب الخلقة ، واضعا قدميه على ظهر أسد معمولة من الرخام كأنه قاعدة البيت ، ورافعا على رأسه قاعدة من قواعد الغرف العالية ، وهكذا.

ومما عملت الشياطين في حوائج ذلك البيت المقدس نحت الجفان وهى من عظمتها كالجواب وقدور كبيرة لا يقدر على حملها أحد ، راسيات.

فقال عزوجل حينذاك « اعملوا آل داود » في بناء البيت وتمامه وأنجزوا ما جعلتم على أنفسكم « شكرا » لما وهبتكم من الملك الذى لا ينبغى لاحد من بعدكم ، فقد أوزعتكم وامهلتكم لبناء هذا البيت كما سألتمونى ، « وقليل من عبادى الشكور ».

« فلما قضينا عليه الموت » ولم يتم بعد تزيين البيت ، قبضناه متكئا على منسأته قائما كانه حى ينظر إلى عملة الشياطين والجن ، ولما تم البناء والتزيين ، وحق القول في ايزاعه وامهالها « ما دلهم على موته الادابة الارض تأكل منسأته ، فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا

٢٨٣

____________________

يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين ».

فالايات الشريفة بنفسها تنص على أن الجن كانوا يعملون التماثيل في بناء البيت المقدس ، ولا معنى لاستعمالها في البيت الا كما ذكرناه ، وهو المعهود من بناء السلاطين بعده ، والروايات الواردة في ذلك ، تؤيد هذا المعنى أيضا.

وأما أنه كيف جاز عمل الصور؟

فالمسلم من الايات الشريفة التى تبحث عن ذلك ، أن التماثيل اذا نصبت للعبادة وعكف الناس على عبادتها وخلقوا لذلك افكا ، فهى صنم ووثن ، كما عرفت في قوله تعالى « ما هذه التماثيل التى أنتم لها عاكفون » وقوله بعده « تالله لاكيدن اصنامكم بعد أن تولوا مدبرين * فجعلهم جذاذا » فان كانت التماثيل منصوبة للعابة ، يجب كسرها متابعة لابراهيم خليل الله وان كانت أعيانها مملوكة للغير ، منصوبة في بيت لهم ، وانما يذكره الله عزوجل ويطرى على فعله ذلك لانه مرضى الله عزوجل مطلوب له من العباد ، فاذا وجب كسرها ـ وان كانت اعيانها مملوكة للغير ـ فالمنع من نحتها وعملها أيضا واجب ضرورى.

وما روى عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله كان يأمر سراياه بأن يكسروا التماثيل ويحمو نقوشها من المعابد ، وجهه أن التماثيل الموجودة عند العرب لم تكن منصوبة الا للعبادة ، فكان الواجب كسرها لمن ظفر عليها.

وأما نحتها وتصويرها لا للعبادة ، كما فعل ذلك سليمان بن داود عليه‌السلام فجعلها في خدمة بيت الله المقدس ، ومعرض الهوان والذل والعبودية لله عزوجل بعدما كانت تعمل عند الوثنيين للعبادة ويألهون اليها في حوائجهم ، فقد كان أمرا مستحسنا مرضيا لله عزوجل والالم يقبله الله عزوجل شكرا لما أنعم عليه من الملك ، ولم يأمر به في قوله : « اعملوا آل داود شكرا » ولم يمدحه بقوله : « وقليل من عبادى الشكور ».

فمن فعل كما فعل ابراهيم الخليل بالتماثيل المنصوبة للعبادة ، ففعله ممدوح :

٢٨٤

١ ـ سن : عن أبيه ، عن ابن سنان ، عن أبي الجارود ، عن ابن نباتة قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : من جدد قبرا ، أو مثل مثالا ، فقد خرج من الاسلام (١).

____________________

ومن فعل فعل سليمان حشمة الله فعمل مثل آلهة الوثنيين ، وجعلها ذليلا مهانا داخل الحيطان وعلى رؤوسهم ثقل قباب بيت الله ، فهو مستحسن.

ولكن في دين النبى محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله لا مساغ لبناء بيت كذلك ، لما نهى عن تذهيب المساجد وتزويقها ، بل نهى عن السقوف المعمولة بالطين ، بل ورفع حيطانها أزيد من القامة كما بنى صلى‌الله‌عليه‌وآله مسجده بالمدينة وقال : عرش كعريش موسى ، فلا وجه في دين النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله وسنته لعمل الصور ، وكان عملها مكروها ، وتزويق حيطان البيوت بها خلودا إلى الارض وزخرفها وزبرجها ، وأما نصبها في الاسواق وداخل البيوت ، فهو يزيد في الكراهة ، لانه تشبه بعبدة الاصنام ولا حول ولا قوة الا بالله.

(١) المحاسن : ٦١٢ ، وسيأتى في ج ٨٢ باب الدفن وآدابه وأحكامه بيان للحديث يبين معنى قوله عليه‌السلام : « من جدد قبرا » والاختلاف في تصحيح الكلمة « حدد » من التحديد ، و « جدث » من الجدث ، « وخدد » من الخد والتخديد ، وأما معنى قوله عليه‌السلام : « من مثل مثالا » فهو تمثيل المثال لالهة المشركين ، وهو الضم كما عرفت.

وروى الصدوق في المعانى : ١٨١ ، عن ماجيلويه عن عمه عن البرقى عن النهيكى رفعه إلى أبى عبدالله عليه‌السلام أنه قال : من مثل مثالا أو اقتنى كلبا فقد خرج من الاسلام ، فقيل له : هلك اذا كثير من الناس ، فقال : ليس حيث ذهبتم ، انما عنيت بقولى « من مثل مثالا » من نصب دينا غير دين الله ، ودعا الناس اليها ، وبقولى : « من اقتنى كلبا » : مبغضا لنا أهل البيت ، اقتناه فأطعمه وسقاه ، من فعل ذلك فقد خرج من الاسلام.

أقول : المثال هو الشئ المنتصب ليعمل شبهة. فقد يكون جسدا فهو مثال والعمل

٢٨٥

٢ ـ سن : عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم‌السلام قال : بعثنى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى المدينة فقال : لا تدع صورة إلا محوتها ، ولا قبرا إلا سويته ، ولا كلبا إلا قتلته (١).

٣ ـ سن : عن جعفر بن محمد ، عن ابن القداح ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام عن آبائه عليهم‌السلام أن عليا عليه‌السلام قال : أرسلني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في هدم القبور و كسر الصور (٢).

٤ ـ سن : عن أبيه ، عن القاسم بن محمد ، عن البطائني ، عن أبي بصير ، عن

__________________

تمثيل والمعتمل عليه تمثال ، وقد يكون أمرا ودستورا كأوامر السلاطين والحكام يكتبونه في لوح أو ورق أو غير ذلك وينصبونه ليعمل المأمورين على نحوه فالامرية مثال والعمل على طبقة امتثال.

والمعنى الثانى هو الذى سبق إلى ذهن الرجل حيث قال عليه‌السلام « من مثل مثالا » ولم يقل « من مثل تمثالا » كما سيأتى تحت الرقم ٥ ، ولذلك قال : هلك اذا كثير من الناس « فان كثيرا من الناس ليسوا يقتنون كلبا ، وانما ينطبق عليهم قوله : » من مثل مثالا » بمعنى امتثال دساتير الامراء والحكام ، فقال (ع) انما عنى من المثال نصب قانون ودستور غير قانون الاسلام ودستوره ، وأما دساتير الامراء والحكام وفرامينهم بالنسبة إلى أمر النظام الاجتماعى فلا بأس به ، كما في أمر هداية السائقين ونصب العلامات في الطرق وغير ذلك.

وهذا مثل ما عرفت في التمثال أنه اذا كان صنما يعبد من دون الله ، فهو حرام وان كان لغير ذلك من المصالح كتزويق البيوت فهو مكروه لانه زينة وتفاخر وتكاثر في الاموال ينشأ من حب الدنيا والعلو ، تلك الدار الاخرة نجعلها للذين لا يريدون في الارض علوا ولا فسادا والعاقبة للمتقين.

(١) المحاسن ص ٦١٣ ، والمراد بالمدينة : اليمن.

(٢) المحاسن ص ٦١٤.

٢٨٦

أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أتاني جبرئيل فقال : يا محمد! إن ربك ينهى عن التماثيل (١).

٥ ـ سن : عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن رجل ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من مثل تماثيل ، يكلف يوم القيامة أن ينفخ فيها الروح (٢).

٦ ـ سن : عن محمد بن علي ، عن أبي جميلة ، عن سعد بن ظريف ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : « إن الذين يؤذون الله ورسوله » (٣) هم المصورون يكلفون يوم القيامة أن ينفخوا فيها الروح (٤).

٧ ـ سن : عن محسن بن أحمد ، عن أبان بن عثمان ، عن الحسين بن المنذر قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : ثلاث معذبون يوم القيمة : رجل كذب في رؤياه ، يكلف أن يعقد بين شعيرتين وليس بعاقد بينهما ، ورجل صور تماثيل يكلف أن ينفخ فيها وليس بنافخ ، والمستمع بين قوم وهم له كارهون : يصب في اذنيه الانك و هو الاسرب (٥).

٨ ـ سن : عن أبيه ، عمن ذكره ، عن مثنى رفعه قال : التماثيل لا يصلح أن يلعب بها (٦).

٩ ـ سن : عن موسى بن القاسم ، عن علي بن جعفر ، عن أخيه موسى عليه‌السلام أنه سأل أباه عليه‌السلام عن التماثيل فقال : لا يصلح أن يلعب بها (٧).

١٠ ـ سن : عن علي بن الحكم ، عن أبان ، عن أبي العباس ، عن أبي ـ

____________________

(١) المحاسن ص ٦١٤.

(٢) المحاسن ص ٦١٥.

(٣) الاحزاب : ٥٧.

(٤ ـ ٥) المحاسن ص ٦١٦.

(٦ ـ ٧) المحاسن ص ٦١٨.

٢٨٧

عبدالله عليه‌السلام في قوله « يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل » (١) فقال : والله ما هي تماثيل الرجال والنساء ، ولكن الشجر وشبهه (٢).

١١ ـ سن : عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن حريز بن عبدالله ، عن محمد بن مسلم قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن تماثيل الشجر والشمس والقمر ، فقال : لا بأس مالم يكن شيئا من الحيوان (٣).

١٢ ـ سن : عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل بن دراج ، عن زرارة عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : لا بأس بتماثيل الشجر (٤).

١٣ ـ سن : عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عمن رفعه قال : لا بأس بالصلاة والتصاوير تنظر إليه إذا كانت بعين واحدة (٥).

١٤ ـ سن : عن موسى بن القاسم ، عن علي بن جعفر ، عن أخيه موسى قال : سألته عن البيت فيه صورة سمكة أو طير أو شبههها يعبث به أهل البيت هل تصلح الصلاة فيه؟ فقال : لا ، حتى يقطع رأسه منه ، ويفسد ، وإن كان قد صلى فليست عليه إعادة (٦).

١٥ ـ مكا : عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : لا بأس أن تكون التماثيل في البيوت إذا غيرت الصورة (٧).

عن أبي بصير قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : إنما يبسط عندنا الوسائد فيها التماثيل ونفرشها ، قال : لا بأس بما يبسط منها ويفترش ويوطأ ، إنما يكره منها ما نصب على الحائط والسرير (٨).

____________________

(١) السبأ : ١٢.

(٢) المحاسن ص ٦١٨.

(٣ ـ ٤) المحاسن ص ٦١٩.

(٥ ـ ٦) المحاسن ص ٦٢٠.

(٧ ـ ٨) مكارم الاخلاق ص ١٥٣.

٢٨٨

١٠٨

* ( باب ) *

* ( الشعر وساير التنزهات واللذات ) *

الايات : الشعراء : والشعراء يتبعهم الغاوون * ألم تر أنهم في كل واديهيمون * وأنهم يقولون ما لا يفعلون * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا (١).

يس : وما علمناه الشعر وما ينبغي له (٢).

١ ـ ل : عن العطار ، عن أبيه ، عن الاشعري ، عن حمدان بن سليمان عن علي بن الحسن بن فضال ومحمد بن أحمد الآدمي ، عن أحمد بن محمد بن مسلمة ، عن زياد بن بندار ، عن عبدالله بن سنان قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : أربع يضئن الوجه : النظر إلى الوجه الحسن ، والنظر إلى الماء الجاري ، والنظر إلى الخضرة ، والكحل عند النوم (٣).

٢ ـ ن : بالاسانيد الثلاثة ، عن الرضا ، عن آبائه قال : قال علي عليه‌السلام : الطيب نشرة ، والعسل نشرة ، والركوب نشرة ، والنظر إلى الخضرة نشرة (٤).

____________________

(١) الشعراء : ٢٢٤ ـ ٢٢٧.

(٢) يس : ٦٩.

(٣) الخصال ج ١ ص ١١٣.

(٤) العيون ج ٢ ص ٤٠ ، والنشرة ما يوجب انبساط الاعصاب بعدما أصابها علة وقد يطلق على العوذات والرقى يعالج بها المجنون والمريض ، ولعل المراد هنا ما يوجب انتشار الذكر وانعاظه يقال : انشر الرجل : أخرج المذى ، وهو ما يخرج قبل النطفة كما عن اللسان ، وانتشر الرجل : أنعظ ، وذكره قام. كما عن اللسان والاساس.

٢٨٩

٣ ـ ل : عن أبيه ، عن سعد ، عن أيوب بن نوح ، عن الربيع بن محمد المسلي ، عن عبدالاعلى ، عن نوف قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : يا نوف! إياك أن تكون عشارا ، أو شاعرا ، أو شرطيا ، أو عريفا ، أو صاحب عرطبة وهي الطنبور أو صاحب كوبة وهو الطبل ، فان نبي الله خرج ذات ليلة فنظر إلى السماء فقال : إنها الساعة التي لا يرد فيها دعوة إلا دعوة عريف ، أو دعوة شاعر ، أو شرطي ، أو صاحب عرطبة ن أو صاحب كوبة (١).

٤ ـ ن (٢) ل : سأل الشامي أمير المؤمنين عليه‌السلام عن أول من قال الشعر ، فقال : آدم عليه‌السلام ، فقال : وما كان شعره؟ قال : لما انزل على الارض من السماء ، فرأى تربتها وسعتها وهواها ، وقتل قابيل هابيل ، فقال آدم عليه‌السلام :

تغيرت البلاد ومن عليها

فوجه الارض مغبر قبيح

تغير كل ذي لون وطعم

وقل بشاشة الوجه المليح

فأجابه إبليس :

تنح عن البلاد وساكنيها

فبي بالخلد ضاق بك الفسيح (٣)

وكنت بها وزوجك في قرار

وقلبك من أذى الدنيا مريح

فلم تنفك من كيدى ومكري

إلى أن فاتك الثمن الربيح

فلولا رحمة الجبار أضحت

بكفك من جنان الخلد ريح

٥ ـ لى : عن الحسن بن عبدالله بن سعيد ، عن محمد بن عبدالله بن محمد بن الحجاج ، عن أحمد بن محمد النحوي ، عن شعيب بن واقد ، عن صالح بن الصلت عن عبدالله بن زهير ، قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن من الشعر لحكما ، وإن من البيان

____________________

(١) الخصال ج ١ ص ١٦٤.

(٢) عيون الاخبار ج ٢ ص ٢٤٢ ـ ٢٤٣.

(٣) في العلل : ففى الفردوس ضاق بك الفسيح.

(٤) علل الشرايع ج ٢ ص ٢٨١.

٢٩٠

لسحرا ، الخبر (١).

٦ ـ سن : عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : زاد المسافر الحدا والشعر ، ما كان منه ليس فيه جفاء (٢).

٧ ـ سن : عن صفوان ، عن عمرو بن حريث قال : دخلت على أبي عبدالله عليه‌السلام وهو في منزل أخيه عبدالله بن محمد ، فقلت : جعلت فداك ، ما حولك إلى هذا المنزل؟ فقال : طلب النزهة (٣).

٨ ـ سن : عن اليقطيني ، عن الدهقان ، عن درست ، عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن أبي الحسن عليه‌السلام قال : ثلاثة يجلون البصر : النظر إلى الخضرة ، والنظر إلى الماء الجاري ، والنظر إلى الوجه الحسن (٤).

٩ ـ ن : عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير عن عبدالله بن الفضل الهاشمي قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : من قال : فينا بيت شعر بنى الله له بيتا في الجنة (٥).

١٠ ـ ن : عن الوراق ، عن الاسدي ، عن النخعي ، عن النوفلي ، عن علي ابن سالم ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : ما قال فينا قائل بيت شعر حتى يؤيد بروح القدس (٦).

١١ ـ ن : عن تميم القرشي ، عن أبيه ، عن أحمد بن علي الانصاري ، عن الحسن بن الجهم قال : سمعت الرضا عليه‌السلام يقول : ما قال فينا مؤمن شعرا يمدحنا به إلا بنى الله له مدينة في الجنة أو سع من الدنيا سبع مرات ، يزوره فيها كل ملك مقرب ، وكل نبي مرسل (٧).

____________________

(١) أمالى الصدوق ص ٣٦٨.

(٢) المحاسن ص ٣٥٨ وقد مر في باب ما جوز من الغناء ص ٢٦٢ مع شرح.

(٣ و ٤) المحاسن ٦٢٢.

(٥ ـ ٧) عيون الاخبار ج ١ ص ٧.

٢٩١

١٢ ـ سر (١) : عن عبدالله بن بكير ، عن محمد بن مروان قال : كنت عند أبي عبدالله عليه‌السلام وعنده ابن خربوذ فأنشدني شيئا ، فقال أبوعبدالله عليه‌السلام : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لئن يمتلئ جوف الرجل قيحا خير من أن يمتلئ شعرا ، فقال ابن خربوذ : إنما يعني بذلك من يقول الشعر ، فقال أبوعبدالله عليه‌السلام : ويلك أو ويحك ، قال ذلك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (٢).

كش : عن جعفر بن معروف ، عن محمد بن الحسين ، عن جعفر بن بشير ، عن ابن بكير مثله (٣).

١٢ ـ ل : عن ابن الوليد ، عن الصفار ، عن بنان بن محمد ، عن أبيه ، عن ابن المغيرة ، عن السكوني ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : ستة لا يسلم عليهم : اليهود ، والمجوس ، والنصراني ، والرجل على غائطه ، وعلى

____________________

(١) سقط من الاصل رمز الكتاب أضفناه بقرينة السند.

(٢) السرائر : ٤٨٣.

(٣) رجال الكشى ص ١٨٤.

ورواه السيد الرضى في المجازات النبوية ص ٦٩ ولفظه : ومن ذلك قوله (ع) : لان يمتلئ جوف أحدكم قيحا حتى يرويه خير له من أن يمتلى شعرا :

وفى هذا القول مجاز ، لان المراد به النهى عن أن يكون حفظ الشعر غلب على قلب الانسان فيشغله عن حفظ القرآن وعلوم الدين حتى يكون احضر حواضره وأكثر خواطره ، فشبهه (ع) بالاناء الذى يمتلئ بنوع من أنواع المايعات ، فلا يكون لغيره فيه مشرب ، ولا معه مذهب.

وقال بعضهم : انما هذا في الشعر الذى هجى به النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله خصوصا ، والصحيح أنه في كل شعر استولى على القلب استيلاء عموما لان النهى يتعلق بحفظ القليل مما هجى به النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله وكثيره يراعى فيه أن يكون غالبا على القلب وطافحا على اللب.

وقوله (ع) : « حتى يرويه » معناه حتى يفسده ويهيضه ، يقولون ورأه الداء :

٢٩٢

موائد الخمر ، وعلى الشاعر الذي يقذف المحصنات ، وعلى المتفكهين بسب الامهات (١).

١٤ ـ ل : عن أبيه ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن ابن معروف ، عن أبي جميلة ، عن ابن طريف ، عن ابن نباتة ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : ستة لا ينبغي أن يسلم عليهم : اليهود ، والنصارى ، وأصحاب النرد والشطرنج ، وأصحاب الخمر والبربط والطنبور ، والمتفكهون بسب الامهات ، و الشعراء (٢).

١٥ ـ كش : عن محمد بن مسعود ، عن حمدان بن أحمد ، عن سليمان المسترق ، عن سفيان بن مصعب العبدي قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : قل شعرا تنوح به النساء (٣).

١٦ ـ كش : عن نصر بن صباح ، عن إسحاق بن محمد البصري ، عن محمد بن جمهور ، عن أبي داود المسترق ، عن علي بن النعمان ، عن سماعة قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : يا معشر الشيعة! علموا أولادكم شعر العبدي ، فانه على دين الله (٤).

١٧ ـ نص : عن أبي المفضل الشيباني ، عن جعفر بن محمد بن القاسم العلوي عن عبيدالله بن نهيك ، عن ابن أبي عمير ، عن الحسن بن عطية ، عن عمر بن يزيد

____________________

اذا فعل ذلك به انتهى ، أقول : ولعله بشد الواو من الترويه ، والمعنى يمتلئ بطن الرجل شعرا بحيث يشبعه ويرويه كما يروى العطشان فلا يقدر فلا يقدر أن يشرب بعد ذلك.

(١) الخصال ج ١ ص ١٥٨.

(٢) الخصال ج ١ ص ١٦٠ ، ومثله في السرائر ص ٤٩٠.

(٣) رجال الكشى ص ٣٤٣.

(٤) المصدر نفسه ص ٣٤٣ ، وبعده : قال أبوعمرو : في أشعاره ما يدل على أنه كان من الطيارة.

٢٩٣

عن الورد بن كميت ، عن أبيه قال : دخلت على سيدي أبي جعفر الباقر عليه‌السلام فقلت : يا ابن رسول الله إني قد قلت فيكم أبياتا أفتأذن لي في إنشادها؟ فقال : إنها أيام البيض ، قلت : فهو فيكم خاصة ، قال : هات! فأنشأت أقول :

أضحكني الدهر وأبكاني

والدهر ذو صرف وألوان (١)

أقول تمامه في أبواب النصوص على الائمة عليهم‌السلام (٢).

____________________

(١) كفاية الاثر في النص على الائمة الاثنى عشر : ٣٣.

(٢) راجع ج ٣٦ ص ٣٩٠ من هذه الطبعة الحديثة.

٢٩٤

( أبواب )

* ( الزى والتجمل ) *

١٠٩

* ( باب ) *

* ( التجمل ، واظهار النعمة ، ولبس الثياب الفاخرة ) *

* ( والنظيفة ، وتنظيف الخدم ، وبيان مالا يحاسب الله ) *

* ( عليه المؤمن والدعة والسعة في الحال ، وما جاء ) *

* ( في الثوب الخشن والرقيق ) *

الايات : الاعراف : يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم و ريشا ولباس التقوى ذلك خير (١).

____________________

(١) الاعراف : ٢٦.

والاية لها تعلق بما قبله ، وهو قوله تعالى عزوجل : في الاية ٢٣ « فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوآتها وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة » إلى أن قال : « اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الارض مستقر ومتاع إلى حين * قال : فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون * يا بنى آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يوارى سوآتكم و ريشا ولباس التقوى ذلك خير ، من آيات الله لعلهم يذكرون * يا بنى آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليوارى سوآتها انه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم انا جعلنا الشياطين اولياء للذين لا يؤمنون * واذا فلوا فاحشة

٢٩٥

____________________

قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل ان الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون».

فالايات تشير إلى أن كشف العورة بادية للناس من الفاحشة ، وقد كانت قريش بعد ما صاروا تحت ولاية الشياطين يطوفون بالبيت عريانا ويقولون ان الله أمرنا بها حيث دعانا إلى الحج ، ونهانا عن الطواف في ثياب أنفسنا وقد عصيناه فيها ، فلابد من رضايته بالطواف عريانا.

يا بنى آدم لا يفتننكم الشيطان بكشف سوآتكم في الملا بوسوسته بأنه لا بدع فيه ولا حرج ، فانه يوجب سخط الرحمن كما أوجب سخط على أبويكم حيث افتتنا بوسوسته ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما. فعدو الله دلاهما بغرور ليذوقا من الشجرة وهو يعرف أن ذوق الشجرة يوجب نزع لباسهما وكشف عورتهما.

فلما ذاقا من الشجرة انكمش الصفاق الذى كان على سوآتهما وانقطع كانقطاع المشيمة وبدت لهما سوآتهما ، لكنهما عرفا بالهام من الله أن ذلك فاحشة فطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة فحينذاك حاكمهما ربهما وناداهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما ان الشيطان لكما عدو مبين؟ قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.

لكن الله عزوجل أهبطهما من الجنة إلى الارض ، لان العذر بعد المحاكمة غير مقبول ، والحكم ثابت بالوضع والطبع ، لانهما بعد كشف سوآتهما لا يصلحان للحياة في الجنة.

وهكذا أنتم يا معشر بنى آدم لا يفتننكم الشيطان بالغرور حتى تفعلوا سائر الفواحش فيحكم عليكم بدخول النار والحرمان من الجنة ، كما حكم على أبويكم بالخروج منها وكما لم ينفعه التوبة والندم بعد حلول العذاب ، لا ينفعكم التوبة والندم حين ترون بأس الله عند الموت ، ولا يوم القيامة حين تعرضون على النار.

٢٩٦

وقال تعالى : قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق ، قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة (١).

١ ـ ب : عن هارون ، عن ابن صدقة ، عن الصادقة ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : من اتخذ نعلا فليستجدها ، ومن اتخذ ثوبا فليستنظفه ، ومن اتخذ دابة فليستفرهها ، ومن اتخذ امرأة فليكرمها ، فانما امرأة أحدكم لعبة ، فمن اتخذها فلا يضيعها ، ومن اتخذ شعرا فليحسن إليه ، ومن اتخذ شعرا فلم يفرق فرقه الله

____________________

(١) يا بنى آدم كما طفق أبواكم يخصفان عليهما من ورق الجنة ليسترا سوآتها ، يجب عليكم أن تستروا سوآتكم ، لان كشفها فاحشة وقد عددنا وهيأنا لستر عوراتكم فأنزلنا عليكم لباسا يوارى سوآتكم ( وهو الازار ، فان اللباس هو ما يشتمل به ويلبس وأما المخيط منها فهو قميص وسربال وغير ذلك ) وريشا ( وهو الرداء تشبيها بريش الطير يلتف على جناحه كما يلتف الرداء على اليدين ، والرداء أيضا ثوب غير مخيط ).

فهذان الثوبان هما اللذان رضيتهما لكم وألبستهما الانبياء وقبلت منكم زيارة بيتى فيهما ودعوتكم إلى الوفادة عندى بعد لبسهما ، وجعلتهما آخر لبسكم من لباس الدنيا حين تكفنون بهما ، فهذان الثوبان جعلتهما لكم لا حفظكم من بعض الفاحشة التى هى كشف سوآتكم في الملاء ، وأما لباس التقوى ، ذلك اللباس خير من هذا اللباس فانه يحفظكم عن كل فاحشة تأمر بها الشيطان ويستر عليكم وعنكم الفواحش كلها ما ظهر وما بطن ، فالبسوا جلباب التقوى كما تلبسون الازار والرداء ولا حول ولا قوة الا بالله.

(١) الاعراف : ٣٢ ، وهذه الاية تتعلق بقوله تعالى فيما سبق « واذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها » الاية ، والمعنى يا بنى آدم انا لا نأمركم بالفحشاء ومنها كشف العورة للملاء ، خصوصا عند طواف البيت تعبدا لله عزوجل ، بل الشيطان هو الذى يأمركم بذلك ، كما فعل ذلك بأبويكم في الجنة ينزع عنهما لباسهما

٢٩٧

يوم القيامة بمنشار من نار (١).

٢ ـ ب : عن ابن عيسى ، عن البزنطي ، عن الرضا عليه‌السلام قال : قال لي : ما تقول في اللباس الخشن؟ فقلت : بلغني أن الحسن عليه‌السلام كان يلبس ، وأن جعفر ابن محمد عليهما‌السلام كان يأخذ الثوب الجديد ، فيأمر به فيغمس في الماء ، فقال لي : البس وتجمل ، فان علي بن الحسين عليه‌السلام كان يلبس الجبة الخز بخمسمائة درهم ، والمطرف الخز بخمسين دينارا ، فيشتو فيه ، فاذا خرج الشتاء باعه وتصدق بثمنه ، وتلا هذه الآية « قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق » (٢).

٣ ـ ل : الاربعمائة قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : ليتزين أحدكم لاخيه المسلم إذا أتاه كما يتزين للغريب الذي يعب أن يراه في أحسن الهيئة (٣).

____________________

بل آمركم أنا أن تأخذوا زينتكم عند كل مسجد ، وان كان غير بيت الله الذى بناه ابراهيم الخليل عليه‌السلام.

فعبر عن الازار والرداء اللذين ذكرهما بالزينة لكونهما موجبا لتزيين الاعضاء أسافلها وأعاليها ، والمراد بالاخذ ليس استصحابهما من دون لبسهما والاشتمال بهما ، فان الاخذ لما اعتبر بالنسبة إلى الزينة ، وليس الزينة مما يؤخذ باليد ويستصحب ، كان بمعناه الكنائى بقرينة لفظ الزينة فكما قال عزوجل « خذوا حذركم » بمعنى خذوا أهبتكم للحرب والبسوا الدرع والبيضة ، هكذا قوله : « خذوا زينتكم » بمعنى خذوا ما تتزينون به وهو الازار والرداء ، لان أحدهما يستر عورتكم ولولاه لقبح منظركم ومرآكم ، والاخر كالريش يزين جناحكم كما يزين جناحى الطير.

(١) قرب الاسناد ص ٣٤ ط حجر.

(٢) قرب الاسناد ص ١٥٧ ط حجر.

(٣) الخصال ج ٢ ص ١٥٦.

٢٩٨

وقال عليه‌السلام : إن الله جميل يحب الجمال ، ويحب أن يرى أثر نعمته على عبده (١).

وقال عليه‌السلام : عليكم بالصفيق من الثياب ، فانه من رق ثوبه رق دينه (٢).

٤ ـ ل : عن حمزة بن محمد العلوي ، عن علي ، عن أبيه ، عن النوفلي عن السكوني ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : الدهن يظهر الغنى ، والثياب تظهر التجمل ، وحسن الملكة يكبت الاعداء (٣).

أقول : قد مضى في باب الطيب عن الصادق عليه‌السلام أنه قال : ثلاثة يسمن : إدمان الحمام (٤) ، وشم الرائحة الطيبة ، ولبس الثياب اللينة (٥) وفي باب جوامع المساوي أنه قال للصادق عليه‌السلام : أترى هذا الخلق كله من الناس؟ قال : ألق منهم التارك للسوك إلى أن قال : والمتشعث من غير مصيبة (٦).

٥ ـ ل : عن ابن الوليد ، عن سعد ، عن ابن يزيد ، عن الحسن بن علي ابن زياد ، عن الحلبي قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : ثلاثة أشياء لا يحاسب الله الله عليها المؤمن : طعام يأكله ، وثوب يلبسه ، وزوجة صالحة تعاونه وتحصن فرجه (٧).

٦ ـ ل : عن أبيه ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن أبي عبدالله الرازي ، عن سجادة ، عن درست ، عن أبي خالد السجستاني ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام

____________________

(١) الخصال ج ٢ ص ١٥٧.

(٢) الخصال ج ٢ ص ١٦٢.

(٣) الخصال ج ١ ص ٤٥ و ٤٦.

(٤) في الاصل : ادمان اللحم ، وهو تصحيف.

(٥) راجع ج ٧٢ ص ١٤١ ، أخرجه عن الخصال ج ١ ص ٧٤.

(٦) راجع ج ٧٢ ص ١٩٠ نقلا من الخصال ج ٢ ص ٣٩.

(٧) الخصال ج ١ ص ٤٠.

٢٩٩

قال : خمس خصال من فقد منهن واحدة لم يزل ناقص العيش ، زائل العقل ، مشغول القلب : فأولها صحة البدن ، والثانية الامن ، والثالثة السعة في الرزق والرابعة الانيس الموافق ـ قلت : وما الانيس الموافق؟ قال : الزوجة الصالحة ـ والولد الصالح ، والخليط الصالح ، والخامسة وهي تجمع هذه الخصال الدعة (١).

٧ ـ ن : عن البيهقي ، عن الصولي ، عن عون بن محمد ، عن أبي عباد قال : كان جلوس الرضا عليه‌السلام في الصيف على حصير وفي الشتاء على مسح ، ولبسه الغليظ من الثياب ، حتى إذا برز للناس تزين لهم (٢).

٨ ـ ما : عن الفحام ، عن المنصوري ، عن عم أبيه ، عن أبي الحسن الثالث عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال الصادق عليه‌السلام : إن الله يحب الجمال والتجمل ، و يكره البؤس والتباؤس ، فان الله عزوجل إذا أنعم على عبد نعمة أحب أن يرى عليه أثرها ، قيل : وكيف ذلك؟ قال عليه‌السلام : ينظف ثوبه ، ويطيب ريحه ، و يحسن دراه ، ويكنس أفنيته ، حتى أن السراج قبل مغيب الشمس ينفي الفقر ، ويزيد في الرزق (٣).

٩ ـ ما : بالاسناد إلى أبي قتادة قال : كنا عند أبي عبدالله عليه‌السلام إذ تذاكروا عنده الفتوة ، فقال : وما الفتوة؟ لعلكم تظنون أنها بالفسوق والفجور كلا إنما الفتوة طعام موضوع ، ونائل مبذول ، وبشر مقبول ، وعفاف معروف ، وأذى مكفوف ، وأما تلك فشطارة فسق.

ثم قال : ماالمروة؟ فقلنا : لا نعلم؟ فقال عليه‌السلام : المروة والله أن يضع الرجل خوانه بجنب فناه ، فان المروة مروتان : مروة في السفر ، ومروة في الحضر :

____________________

(١) الخصال ج ١ ص ١٣٧.

(٢) العيون ج ٢ ص ١٧٨.

(٣) أمالى الطوسى ج ١ ص ٢٨١.

٣٠٠