بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٦٣
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

٦٧ ـ وقال عليه‌السلام : قولوا للناس أحسن ما تحبون أن يقال لكم ، فإن الله يبغض اللعان السباب الطعان على المؤمنين ، الفاحش المتفحش ، السائل الملحف ، ويحب الحيي الحليم العفيف المتعفف (١).

٦٨ ـ وقال عليه‌السلام : إن الله يحب إفشاء السلام.

٦ ـ ل (٢) : عن الطالقاني ، عن محمد بن جرير الطبري ، عن أبي صالح الكناني ، عن يحيى بن عبدالحميد الحماني ، عن شريك ، عن هشام بن معاذ قال : كنت جليسا لعمر بن عبدالعزيز حيث دخل المدينة فأمر مناديه فنادى من كانت له مظلمة أو ظلامة فليأت الباب فأتى محمد بن علي عليهما‌السلام ـ يعني الباقر ـ عليه‌السلام فدخل إليه مولاه مزاحم فقال : إن محمد بن علي بالباب فقال له : أدخله يا مزاحم ، قال : فدخل وعمر يمسح عينيه من الدموع فقال له محمد بن علي عليهما‌السلام : ما أبكال يا عمر؟ فقال هشام : أبكاه كذا وكذا يا ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال محمد بن علي عليهما‌السلام : يا عمر إنما الدنيا سوق من الاسواق منها خرج قوم بما ينفعهم ومنها خرجوا بما يضرهم ، وكم من قوم قد ضرهم بمثل الذي أصبحنا فيه حتى أتاهم الموت ، فاستوعبوا فخرجوا من الدنيا ملومين لما لم يأخذوا لما أحبوا من الاخرة عدة ، ولا مما كرهوا جنة ، قسم ما جمعوا من لا يحمدهم ، وصاروا إلى من لا يعذرهم فنحن والله محقون أن ننظر إلى تلك الاعمال التي كنا نغبطهم بها فنوافقهم ، وننظر إلى تلك الاعمال التي كنا نتخوف عليهم منها ، فنكف عنها فاتق الله ، واجعل في قلبك اثنتين تنظر الذي تحب أن يكون معك إذا قدمت على ربك فقدمه بين يديك ، وتنظر الذي تكرهه أن يكون معك إذا قدمت على ربك فابتغ به البدل

____________________

(١) يقال : ألحف في المسألة الحافا اذا ألح فيها ولزمها ، وهو موجب لبغض الرب حيث أعرض عن الغنى الكريم وسأل الفقير اللئيم. وأنشد بعضهم :

الله يبغض ان تركت سؤاله

وبنو آدم حين يسأل يغضب

(٢) الخصال ج ١ ص ٥١.

١٨١

ولا تذهبن إلى سلعة قد بارت (١) على من كان قبلك ترجو أن تجوز عنك ، واتق الله ياعمر ، وافتح الابواب ، وسهل الحجاب ، وانصر المظلوم ، ورد المظالم (٢).

ثم قال : ثلاث من كن فيه استكمل الايمان بالله ، فجثا عمر على ركبتيه وقال : إيه يا أهل بيت النبوة فقال : نعم يا عمر من إذا رضي لم يدخله رضاه في الباطل ، وإذا غضب لم يخرجه غضبه من الحق ، ومن إذا قدر لم يتناول ما ليس له ، فدعا عمر بدواة في قرطاس وكتب : بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما رد عمربن عبدالعزيز ظلامة محمد بن علي فدك.

٧ ـ ما (٣) : عن المفيد ، عن ابن قولويه ، عن الكلينى ، عن علي ، عن أبيه ، عن اليقطيني ، عن يونس ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر قال : دخلنا على أبي جعفر عليه‌السلام ونحن جماعة بعد ما قضينا نسكنا فود عناه وقلنا له : أوصنا يا ابن رسول الله فقال : ليعن قويكم ضعيفكم ، وليعطف غنيكم على فقيركم ، ولينصح الرجل أخاه كنصحه لنفسه ، واكتموا أسرارنا ، ولا تحملوا الناس على أعناقنا ، وانظروا أمرنا وما جاءكم عنا فإن وجدتموه للقرآن موافقا فخذوا به ، وإن لم تجدوه موافقا فردوه ، وإن اشتبه الامر عليكم فقفوا عنده ، وردوه إلينا حتى نشرح لكم من ذلك ما شرح لنا ، فإذا كنتم كما اوصيناكم ، لم تعدوا إلى غيره فمات منكم ميت قبل أن يخرج قائمنا كان شهيدا وإن أدرك قائمنا فقتل معه كان له أجر شهيدين ، ومن قتل بين يديه عدوا لنا كان له أجر عشرين شهيدا.

٨ ـ ما (٤) : عن الفحام ، عن عمه ، عن محمد بن جعفر ، عن محمد بن المثنى ، عن أبيه ، عن عثمان بن زيد ، عن جابر بن يزيد الجعفي قال : خدمت سيدالانام أبا جعفر محمد بن علي عليهما‌السلام ثمانية عشرة سنة فلما أردت الخروج ودعته فقلت له :

____________________

(١) السلعة : المتاع. وبار السوق أو السلعة أى كسد.

(٢) في المصدر «الظالم».

(٣) الامالى ج ١ ص ٢٣٦.

(٤) المصدر : ج ١ ص ٣٠٢

١٨٢

أفدني ، فقال : بعد ثمانية عشر سنة يا جابر؟ قلت : نعم إنكم بحر لا ينزف ولا يبلغ فعره (١) قال : يا جابر بلغ شيعتي عني السلام وأعلمهم أنه لا قرابة بيننا و بين الله عزوجل ، ولا يتقرب إليه إلا بالطاعة له ، يا جابر من أطاع الله وأحبنا فهو ولينا ، ومن عصى الله لم ينفعه حبنا.

يا جابر من هذا الذي سأل الله فلم يعطه؟ أو توكل عليه فلم يكفه؟ أو وثق به فلم ينجه؟.

يا جابر أنزل الدنيا منك كمنزل نزلته تريد التحول وهل الدنيا إلا دابة ركبتها في منامك فاستيقظت وأنت على فراشك غير راكب. ولا أحد يعبأبها ، أو كثوب لبسته ، أو كجارية وطئتها.

يا جابر الدنيا عند ذوي الالباب كفيئ الظلال. لا إله إلا الله إعزاز لاهل دعوته ، الصلاة بيت الاخلاص وتنزيه عن الكبر ، والزكاة تزيد في الرزق ، و الصيام والحج تسكين القلوب ، القصاص والحدود حقن الدماء ، وحبنا أهل البيت نظام الدين ، وجعلنا الله وإياكم من الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون.

٩ ـ مع (٢) : عن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ، عن محمد بن خالد البرقي عن هارون بن الجهم ، عن المفضل بن صالح ، عن سعد الاسكاف ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : ثلاث درجات وثلاث كفارات وثلاث موبقات (٣) وثلاث منجيات فأما الدرجات فافشاء السلام ، وإطعام الطعام ، والصلاة بالليل والناس نيام ، و أما الكفارات فإسباغ الوضوء في السبرات ، والمشي بالليل والنهار إلى الجماعات والمحافظة على الصلوات ، وأما الموبقات فشح مطاع ، وهو متبع ، وإعجاب المرء بنفسه ، وأما المنجيات فخوف الله في السر والعلانية ، والقصد في الغنى و

____________________

(١) لا ينزف أى لا يغنى ماؤها على كثرة الاستقاء.

(٢) معانى الاخبار : ص ٣١٤ ورواه في الخصال ج ١ ص ٤١ بسند آخر.

(٣) الموبقة : المهلكة ، والموبقات المهلكات من المعاصى والذنوب.

١٨٣

الفقر ، وكلمة العدل في الرضا والسخط.

قال : مصنف هذا الكتاب (ره) (١) روي عن الصادق عليه‌السلام أنه قال : الشح المطاع سوء الظن بالله عزوجل ، وأما السبرات فجمع سبرة وهو شدة البرد ، وبها سمي الرجل سبرة.

١٠ ـ سن (٢) : عن أبان ، عن عبدالرحمن بن سيابة ، عن أبي النعمان ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : العجب كل العجب للشاك في قدرة الله وهو يرى خلق الله ، والعجب كل العجب للمكذب بالنشأة الاخرى وهو يرى النشأة الاولى ، والعجب كل العجب للمصدق بدار الخلود وهو يعمل لدار الغرور ، والعجب كل العجب للمختال الفخور ، الذي خلق من نطفة ثم يصير جيفة ، وهو فيما بين ذلك ولا يدري كيف يصنع به.

١١ ـ جا (٣) : عن أحمد بن الوليد ، عن أبيه ، عن الصفار ، عن ابن معروف ، عن ابن مهزيار ، عن ابن حديد ، عن علي بن النعمان ، عن إسحاق بن عمار ، عن أبي النعمان العجلي قال : قال أبوجعفر عليه‌السلام : يا أبا النعمان لا تحققن علينا كذبا فتسلب الحنيفية ، يا أبا النعمان لا تستأكل بنا الناس فلا تزيدك الله بذلك إلا فقرا ، يا أبا النعمان لا ترأس فتكون ذنبا ، يا أبا النعمان إنك موقوف ومسؤول لا محالة ، فإن صدقت صدقناك ، وإن كذبت كذبناك ، يا أبا النعمان لا يغرك الناس عن نفسك فإن الامر يصل إليك دونهم ، ولا تقطعن نهارك بكذا وكذا فإن معك من يحفظ عليك ، وأحسن فلم أرشيئا أسرع دركا ولا أشد طلبا من حسنة لذنب قديم.

١٢ ـ كشف (٤) : من كتاب الحافظ بن عبدالعزيز عن الحجاج بن أرطاة

____________________

(١) يعنى الصدوق. (٢) المحاسن ص ٢٤٢ تحت رقم ٢٣٠.

(٣) مجالس المفيد : ص ١٠٨ ، المجلس الثالث والعشرون.

(٤) كشف الغمة ج ٢ ص ٣٣٣ إلى ٦٢ ٣.

١٨٤

قال : قال أبوجعفر عليه‌السلام : يا ابن أرطاة كيف تواسيكم؟ قلت : صالح يا أبا جعفر ، قال : يدخل أحدكم يده في كيس أخيه فيأخذ حاجته إذا احتاج إليه؟ قلت : أما هذا فلا ، فقال له : لو فعلتم ما احتجتم.

١٣ ـ عن أبي حمزة الثمالي قال : حدثني أبوجعفر محمد بن علي عليهما‌السلام قال : لا تصحبن خمسة ولا تحادثهم ولا تصاحبهم في طريق. وقد سبق ذكره في ـ أخبار أبيه عليهما‌السلام (١).

١٤ ـ وعن حسين بن حسن قال : كان محمد بن علي عليهما‌السلام يقول : سلاح اللئام قبيح الكلام.

١٥ ـ وعن جابر الجعفي قال : قال لي محمد بن علي عليهما‌السلام : يا جابر إني لمحزون ، وإني لمشتغل القلب ، قلت : وما حزنك وما شغل قلبك؟ قال : يا جابر إنه من دخل قلبه صافي خالص دين الله شغله عما سواه ، يا جابر ما الدنيا وما عسى أن يكون ، إن هو إلا مركب ركبته ، أو ثوب لبسته ، أو امرأة أصبتها ، يا جابر إن المؤمنين لم يطمئنوا إلى الدنيا للبقاء فيها ، ولم يأمنوا قدوم الاخرة عليهم ، ولم يصمهم عن ذكر الله ما سمعوا بآذانهم من الفتنة ، ولم يعمهم عن نور الله ما رأوا بأعينهم من الزينة ففازوا ثواب الابرار ، وإن أهل التقوى أيسر أهل الدنيا مؤونة ، وأكثرهم لك معونة ، إن نسيت ذكروك ، وإن ذكرت أعانوك ، قوالين بحق الله عزوجل ، قوامين بأمر الله ، وقطعوا محبتهم لمحبة ربهم ، ونظروا إلى الله وإلى محبته بقلوبهم ، وتوحشوا من الدنيا بطاعة مليكهم ، وعلموا أن ذلك منظور إليه من شأنهم ، فأنزل الدنيا بمنزلة نزلت به وارتحلت عنه ، أو كمال أصبته في منامك فاستيقظت وليس معك منه شئ ، احفظ الله ما استرعاك من دينه وحكمته.

١٦ ـ وفى كتاب حلية الاولياء عن خلف بن حوشب ، عن أبي جعفر محمد ابن علي عليهما‌السلام قال : الايمان ثابت في القلب ، واليقين ، خطرات ، فيمر اليقين

____________________

(١) راجع ص ١٣٧ والكافى ج ٢ ص ٦٤١

١٨٥

بالقلب فيصير كأنه زبر الحديد ، ويخرج منه فيصير كأنه خرقة بالبة.

وعنه عليه‌السلام أنه قال : ما دخل قلب امرء شئ من الكبر إلا نقص من عقله مثل ما دخله من ذلك ، قل ذلك أو كثر.

١٧ ـ وعن سفيان الثوري قال : سمعت منصورا يقول : سمعت محمد بن علي ابن الحسين عليهم‌السلام يقول : الغنى والعز يجولان في قلب المؤمن فإذا وصلا إلى مكان فيه التوكل أقطناه.

١٨ ـ وعن زيد بن خيثمة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : الصواعق يصيب المؤمن وغير المؤمن ، ولا تصيب الذاكر.

١٩ ـ وعن ثابت ، عن محمد بن علي بن الحسين عليهم‌السلام في قوله تعالى «اولئك يجزون الغرفة بما صبروا» (١) قال : الغرفة : الجنة ، بما صبروا على الفتن في الدار الدنيا.

٢٠ ـ وعن أبي حمزة الثمالي ، وعن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله : «وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا» (٢) قال : بما صبروا على الفقر ومصائب الدنيا.

٢١ ـ وعن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : شيعتنا من أطاع الله.

٢٢ ـ وعن جعفر بن محمد ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : إياكم والخصومة فإنها تفسد القلب وتورث النفاق.

٢٣ ـ وعن ابن المبارك قال : قال محمد بن علي بن الحسين عليهم‌السلام : من أعطى الخلق والرفق فقد اعطي الخير والراحة ، وحسن حاله في ديناه وآخرته ، ومن حرم الخلق والرفق كان ذلك سبيلا إلى كل شر وبلية إلا من عصمه الله.

٢٤ ـ وعن يوسف بن يعقوب ، عن أخيه ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : شيعتنا ثلاثة أصناف صنف يأكلون الناس بنا ، وصنف كالزجاج ينم (٣) وصنف كالذهب الاحمر

____________________

(١) الفرقان : ٧٦.

(٢) الدهر : ١٣.

(٣) يعنى لا يكتم السر وأذاع ما في باطنه من الاسرار.

١٨٦

كلما ادخل النار ازداد جودة.

٢٥ ـ وعن الاصمعي قال محمد بن علي عليهما‌السلام لابنه : يا بني إياك والكسل والضجر فإنهما مفتاح كل شر ، إنك إن كسلت لم تؤد حقا وإن ضجرت لم تصبر على حق.

٢٦ ـ وعن حجاج ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : أشد الاعمال ثلاثة :

ذكر الله على كل حال ، وإنصافك [ الناس من نفسك ] ومواساة الاخ في المال.

٢٧ ـ قال الابي في كتاب نثر الدرر (١) قال عليه‌السلام لابنه جعفر عليه‌السلام : إن الله خبأ ثلاثة أشياء في ثلاثة أشياء : خبأ رضاه في طاعته ، فلا تحقرن من الطاعة شيئا ، فلعل رضاه فيه ، وخبأ سخطه في معصيته فلا تحقرن من المعصية شيئا ، فلعل سخطه فيه ، وخبأ أولياءه في خلقه فلا تحقرن أحدا فلعل الولي ذلك.

٢٨ ـ واجتمع عنده ناس من بني هاشم وغيرهم فقال : اتقوا الله شيعة آل محمد ، وكونوا النمرقة الوسطى ، يرجع إليكم الغالي ، ويلحق بكم التالي ، قالوا له : وما الغالي؟ قال : الذي يقول فينا مالا نقوله في أنفسنا ، قالوا : فما التالي؟ قال : التالي الذي يطلب الخير فيزيد به خيرا ، والله ما بيننا وبين الله قرابة ، ولا لنا على الله من حجة ، ولا يتقرب إليه إلا بالطاعة ، فمن كان منكم مطيعا لله يعمل بطاعته نفعته ولايتنا أهل البيت ، ومن كان منكم عاصيا لله يعمل معاصيه لم تنفعه ولايتنا ويحكم لا تغتروا ـ ثلاثا ـ. (٢)

٢٩ ـ وقال عليه‌السلام : إن قوما عبدوا الله شكرا فتلك عبادة الاحرار.

٣٠ ـ وقال عليه‌السلام لابنه : يا بني إذا أنعم الله عليك بنعمة فقل : الحمد لله ، وإذا حزنك أمر فقل : لا حول ولا قوة إلا بالله ، وإذا أبطأ عنك رزق فقل : أستغفر الله.

٣١ ـ وقال ابن حمدون في تذكرته : قال محمد بن علي عليهما‌السلام : توقى الصرعة خير من سؤال الرجعة.

____________________

(١) راجع كشف الغمة ج ٢ ص ٣٦٠.

(٢) أى قالها ثلاث مرات.

١٨٧

٣٢ ـ وقيل له : من أعظم الناس قدرا؟ قال : من لم يرى الدنيا لنفسه قدرا.

٣٣ ـ وقال أبوعثمان الجاحظ : جمع محمد صلاح شأن الدنيا بحذا فيرها في ـ كلمتين فقال : صلاح شأن المعاش والتعاشر ملء مكيال : ثلثان فطنة ، وثلث تغافل.

٣٤ ـ الدرة الباهرة (١) : قال الباقر عليه‌السلام : إن الله خبأ ثلاثة في ثلاثة :

خبأ رضاه في طاعته ، فلا تحقرن من الطاعة شيئا ، فلعل رضاه فيه. وخبأ سخطه في معصيته فلا تحقرن من المعصية شيئا ، فلعل سخطه فيه. وخبأ أولياءه في خلقه فلا تحقرن أحدا ، فلعله الولي.

٣٥ ـ وقال عليه‌السلام : الغلبة بالخير فضيلة ، وبالشر قبيحة.

٣٦ ـ وقيل له عليه‌السلام : من أعظم الناس قدرا؟ فقال : من لا يرى الدنيا لنفسه قدرا.

٣٧ ـ وقال عليه‌السلام : ما يأخذ المظلوم من دين الظالم أكثر مما يأخذ الظالم من دنيا المظلوم.

٣٨ ـ وقال عليه‌السلام : من كان ظاهره أرجح من باطنه خف ميزانه.

٣٩ ـ اعلام الدين (٢) : قال : محمد بن علي الباقر عليهما‌السلام كن لما لا ترجو أرجا منك لما ترجو فإن موسى عليه‌السلام خرج ليقتبس نارا فرجع نبيا مرسلا.

٤٠ ـ وقال لبعض شيعته : إنا لا نغني عنكم من الله شيئا إلا بالورع ، وإن ولايتنا لا تدرك إلا بالعمل ، وإن أشد الناس يوم القيامة حسرة من وصف عدلا وأتى جورا.

٤١ ـ وقال عليه‌السلام : إذا علم الله تعالى حسن نية من أحد اكتنفه بالعصمة.

٤٢ ـ وقال عليه‌السلام : صانع المنافق بلسانك وأخلص ودك للمؤمنين ، وإن جالسك يهودي فأحسن مجالسته.

____________________

(١) و (٢) مخطوط.

١٨٨

٤٣ ـ وقال عليه‌السلام : الوقوف عند الشبهة خير من الاقتحام في الهلكة وتركك حديثا لم تروه خير من روايتك حديثا لم تحصه ، إن على كل حق نورا ، وما خالف كتاب الله فدعوه ، إن أسرع الخير ثوابا البر ، وإن أسرع الشر عقوبة البغي ، وكفى بالمرء عيبا أن ينظر إلى ما يعمى عنه من نفسه ، ويعير الناس بما لا ينفيه عن نفسه ، أو يتكلم بكلام لا يعنيه.

٤٤ ـ وقال عليه‌السلام : من عمل بما يعلم علمه الله مالم يعلم.

٤٥ ـ واجتمع عنده جماعة من بني هاشم وغيرهم فقال لهم : اتقوا الله شيعة آل محمد وكونوا النمرقة الوسطى يرجع إليكم الغالي ويلحق بكم التالي ، قالوا له :

وما الغالي؟ قال الذي يقول فينا مالا نقوله في أنفسنا ، قالوا : وما التالي؟ قال :

الذي يطلب الخير فيزيد به خيرا ، إنه والله ما بيننا وبين الله من قرابة ، ولا لنا عليه حجة ، ولا يتقرب إلى الله إلا بالطاعة ، فمن كان منكم مطيعا لله يعمل بطاعته نفعته ولايتنا أهل البيت ، ومن كان منكم عاصيا لله يعمل بمعاصيه لم تنفعه ولايتنا ، ويحكم لا تغتروا.

٤٦ ـ وقال لبعض شيعته وقد أراد سفرا فقال له : أوصني فقال : لا تسيرن سيرا وأنت خاف ، ولا تنزلن عن دابتك ليلا إلا ورجلاك في خف ، ولا تبولن في نفق ، ولا تذوقن بقلة ولا تشمها حتى تعلم ما هي ، ولا تشرب من سقاء حتى تعرف ما فيه ، ولا تسيرن إلا مع من تعرف ، واحذر من لا تعرف.

٤٧ ـ وقيل له عليه‌السلام : من أعظم الناس قدرا فقال : من لا يبالي في يد من كانت الدنيا.

٤٨ ـ وقال عليه‌السلام تعلموا العلم فإن تعلمه حسنة وطلبه عبادة ، ومذاكرته تسبيح ، والبحث عنه جهاد ، وتعلمه صدقة ، وبذله لاهله قربة ، والعلم ثمار الجنة ، وانس في الوحشة ، وصاحب في الغربة ، ورفيق في الخلوة ، ودليل على السراء ، وغون على الضراء ، ودين عند الاخلاء ، وسلاح عند الاعداء ، يرفع الله به قوما فيجعلهم في الخير سادة ، وللناس أئمة ، يقتدى بفعالهم ، ويقتص

١٨٩

آثارهم ، ويصلي عليهم كل رطب ويابس وحيتان البحر وهوامه وسباع البر وأنعامه.

٢٣

* ( باب ) *

* «( مواعظ الصادق جعفر بن محمد عليهما‌السلام ووصاياه )» *

* «( وحكمه )» *

١ ـ لى (١) : عن ابن ادريس ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي الصهبان ، عن محمد ابن زياد ، عن أبان الاحمر ، عن الصادق جعفر بن محمد عليهما‌السلام أنه جاء إليه رجل فقال له : بأبي أنت وامي يا ابن رسول الله علمني موعظة. فقال له عليه‌السلام :

إن كان الله تبارك وتعالى قد تكفل بالرزق فاهتمامك لماذا؟ وإن كان الرزق مقسوما فالحرص لماذا ، وإن كان الحساب حقا فالجمع لماذا ، وإن كان الثواب عن الله حقا فالكسل لماذا ، وإن كان الخلف من الله عزوجل حقا فالبخل لماذا ، وإن كان العقوبة من الله عزوجل النار فالمعصية لماذا ، وإن كان الموت حقا فالفرح لماذا ، وإن كان العرض على الله حقا فالمكر لماذا ، وإن كان الشيطان عدوا فالغفلة لماذا ، وإن كان الممر على الصراط حقا فالعجب لماذا ، وإن كان كل شئ بقضاء وقدر فالحزن لماذا ، وإن كانت الدنيا فانية فالطمأنينة إليها لماذا؟!.

ل (٢) : عن ابن وليد ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبان مثله ، وفيه بعد قوله «فالمعصية لماذا» : «وإن كان الموت حقا فالفرج لماذا» وليس فيه ، «وإن كان الشيطان عدوا فالغفلة لماذا».

٢ ـ لى (٣) عن العطار ، عن أبيه ، عن الاشعري ، عن الجاموراني ، عن ابن أبي عثمان ، عن محمد بن أبي حمزة ، عن معاوية بن وهب ، عن أبي عبدالله ـ

____________________

(١) المجلس الثانى ص ٥.

(٢) الخصال ج ٢ ص ٦١.

(٣) المجلس الثالث والاربعون ص ١٤٨.

١٩٠

الصادق جعفر بن محمد عليهما‌السلام قال : تبع حكيم حكيما سبعمائة فرسخ في سبع كلمات فلما لحق به قال له : يا هذا ما أرفع من السماء ، وأوسع من الارض ، وأغنى من البحر ، وأقسى من الحجر ، وأشد حرارة من النار ، وأشد بردا من الزمهرير ، وأثقل من الجبال الراسيات. فقال له : يا هذا الحق أرفع من السماء ، والعدل أوسع من الارض ، وغنى النفس أغنى من البحر ، وقلب الكافر أقسى من الحجر ، والحريص الجشع أشد حرارة من النار ، واليأس من روح الله عزوجل أشد بردا من الزمهرير والبهتان على البرئ أثقل من الجبال الراسيات.

ل (١) : عن ما جيلويه ، عن محمد العطار مثله.

كتاب الغايات (٢) للشيخ جعفر بن أحمد القمي مرسلا مثله.

٣ ـ لى (٣) عن جعفر بن الحسن ، عن محمد بن جعفر بن بطة ، وعن البرقي عن أبيه ، عن محمد بن سنان ، عن ابن مسكان ، عن أبي عبدالله الصادق عليه‌السلام قال : إن أحق الناس بأن يتمنى للناس الغنى البخلاء لان الناس إذا استغنوا كفوا عن أموالهم ، وإن أحق الناس بأن يتمنى للناس الصلاح أهل العيوب لان الناس إذا صلحوا كفوا عن تتبع عيوبهم ، وإن أحق الناس بأن يتمنى للناس الحلم أهل السفه الذين يحتاجون أن يعفى ، عن سفههم ، فأصبح أهل البخل يتمنون فقر الناس ، وأصبح أهل العيوب يتمنون معايب الناس ، وأصبح أهل السفه يتمنون سفه الناس. وفي الفقر الحاجة إلى البخيل وفي الفساد طلب عورة أهل العيوب ، وفي السفة المكافأة بالذنوب.

٤ ـ ب (٤) : عن ابن سعد ، عن الازدي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كم من نعمة الله عزوجل على عبده في غير عمله ، وكم من مؤمل أملا والخيار في غيره ، وكم من ساع إلى حتفه وهو مبطئ عن حظه.

____________________

(١) الخصال ج ٢ ص ٥.

(٢) مخطوط.

(٣) المجلس الحادى والستون ص ٢٣٣.

(٤) قرب الاسناد ص ١٩.

١٩١

ما ـ (١) : عن المفيد ، عن ابن قولويه ، عن أبيه ، عن سعد ، عن ابن عيسى عن ابن مسكان ، عن بكر بن محمد عن الصادق عليه‌السلام مثله.

٥ ـ ل (٢) : عن ما جيلويه ، عن عمه ، عن البرقي ، عن ابن معروف ، عن أبي شعيب يرفعه إلى أبي عبدالله عليه‌السلام قال ، أورع الناس من وقف عند الشبهة ، أعبد الناس من أقام الفرائض ، أزهد الناس من ترك الحرام ، أشد الناس اجتهادا من ترك الذنوب.

٦ ـ ل (٣) : عن القاسم بن محمد السراج ، عن محمد بن أحمد الضبي ، عن محمد ابن عبدالعزيز الدينوري ، عن عبيدالله بن موسى العبسي ، عن سفيان الثوري قال :

لقيت الصادق جعفر بن محمد عليهما‌السلام فقلت له : يا ابن رسول الله أوصني فقال لي : يا سفيان لا مروة لكذوب ، ولا أخ لملوك ، ولا راحة لحسود ، ولا سؤدد لسيئ الخلق ، فقلت : يا ابن رسول الله زدني ، فقال لي : يا سفيان ثق بالله تكن مؤمنا ، وارض بما قسم الله لك تكن غنيا ، وأحسن مجاورة من جاورت تكن مسلما ، ولا تصحب الفاجر فيعلمك من فجوره ، وشاور في أمرك الذين يخشون الله عزوجل. قلت : يا ابن رسول الله زدني فقال : لي : يا سفيان من أراد عزا بلا عشيرة ، وغنى بلا مال ، و هيبة بلا سلطان فلينتقل عن ذل معصية الله إلى عز طاعته ، قلت : زدني يا ابن رسول الله ، فقال لي : يا سفيان أمرني والدي عليه‌السلام بثلاث ونهاني عن ثلاث فكان فيما قال لي : يا بني من يصحب صاحب السوء لا يسلم ، ومن يدخل مداخل السوءيتهم ومن لا يملك لسانه يندم ، ثم أنشدني :

عود لسانك قول الخير تحظ به إن اللسان لما عودت معتاد موكل بتقاضي ما سننت له في الخير والشر كيف تعتاد.

____________________

(١) الامالى ج ١ ص ١٣٢.

(٢) الخصال ج ١ ص ١١.

(٣) المصدر ج ١ ص ٨.

١٩٢

٧ ـ فس (١) عن أبيه ، عن القاسم بن محمد ، عن المنقري ، عن حفص بن ـ غياث قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : يا حفص ما منزلة الدنيا من نفسي إلا بمنزلة الميتة إذا اضطررت إليها أكلت منها ، يا حفص : إن الله تبارك وتعالى علم ما العباد عاملون ، وإلى ماهم صائرون ، فحلم عنهم عند أعمالهم السيئة ، لعلمه السابق فيهم ، فلا يغرنك حسن الطلب ممن لا يخاف الفوت ، ثم تلا قوله : تلك الدار الاخرة ـ الاية » (٢) وجعل يبكي ويقول : ذهب والله الاماني عند هذه الاية.

ثم قال فازوا والله الابرار ، أتدري من هم؟ هم الذين لا يؤذون الذر ، كفى بخشية الله علما ، وكفى بالاغترار بالله جهلا ، يا حفص إنه يغفر للجاهل سبعون ذنبا قبل أن يغفر للعالم ذنب واحد ، ومن تعلم وعلم وعمل بما علم دعي في ملكوت السماوات عظيما ، فقيل : تعلم لله ، وعمل لله ، وعلم لله.

قلت : جعلت فداك فما حد الزهد في الدنيا؟ فقال : فقد حد الله في كتابه فقال عزوجل «لكيلا تأسوا على مافاتكم ولا تفرحوا بما آتيكم» (٣) إن أعلم الناس بالله أخوفهم لله ، وأخوفهم له أعلمهم به ، وأعلمهم به أزهدهم فيها.

فقال له رجل يا ابن رسول الله أوصني فقال : اتق الله حيث كنت فإنك لا تستوحش.

٨ ـ ل (٤) : عن أبيه ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن يعقوب بن ـ يزيد ، عن محمد بن جعفر (٥) بإسناده قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : ليس للبحرجار ، ولا للملك صديق ، ولا للعافية ثمن ، وكم من منعم عليه وهو لا يعلم.

____________________

(١) تفسير على بن ابراهيم ص ٤٩٣.

(٢) القصص : ٨٣. وتمام الاية «نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا والعاقبة للمتقين».

(٣) الحديد : ٢٣.

(٤) الخصال ج ١ ص ١٠٦.

(٥) يعنى محمد بن جعفر الخزاز من أصحاب الرضا عليه‌السلام.

١٩٣

٩ ـ ل (١) : ابن المتوكل ، عن السعد آبادي ، عن البرقي ، عن أبيه رفعه إلى أبي عبدالله عليه‌السلام أنه قال : خمس من خمسة محال : النصيحة من الحاسد محال ، والشفقة من العدو محال ، والحرمة من الفاسق محال ، والوفاء من المرأة محال ، والهيبة من الفقير محال.

١٠ ـ ل (٢) : عن أبيه ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن موسى بن عمر ، عن أبي علي بن راشد ، رفعه إلى الصادق عليه‌السلام أنه قال : خمس هن كما أقول : ليست لبخيل راحة ، ولا لحسود لذة ، ولا لملوك وفاء ، ولا لكذاب مروة ، ولا يسود سفيه.

١١ ـ ل (٣) : عن أبيه ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن الجاموراني ، عن درست ، عن أبي خالد السجستاني ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : خمس خصال من لم تكن فيه خصلة منها فليس فيه كثير مستمتع : أولها الوفاء ، والثانية التدبير ، والثالثة الحياء ، والرابعة حسن الخلق ، والخامسة ـ وهي تجمع هذه الخصال ـ الحرية.

١٢ ـ (٤) : وقال عليه‌السلام خمس خصال من فقد منهن واحدة لم يزل ناقص العيش ، زائل العقل ، مشغول القلب فأولها صحة البدن ، والثانية الامن ، والثالثة السعة في الرزق ، والرابعة الانيس الموافق ، قلت : وما الانيس الموافق؟ قال :

الزوجة الصالحة ، والولد الصالح ، والخليط الصالح ، والخامسة ـ وهي تجمع هذه الخصال ـ الدعة.

١٣ ـ ل (٥) : عن أبيه ، عن أحمد بن إدريس ، عن الاشعري ، عن الجاموراني عن أبي عثمان ، عن أحمد بن عمر الحلال ، عن يحيى الحلبي قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : سبعة يفسدون أعمالهم : الرجل الحليم ذوالعلم الكثير لا يعرف

____________________

(١) الخصال ج ١ ص ١٢٩.

(٢) المصدر ج ١ ص ١٣٠.

(٣) و (٤) المصدر ج ١ ص ١٣٦.

(٥) المصدر ج ٢ ص ٥.

١٩٤

بذلك ولا يذكر به ، والحكيم الذي يدين ماله كل كاذب منكر لما يؤتى إليه ، والرجل الذي يأمن ذا المكر والخيانة ، والسيد الفظ الذي لا رحمة له ، و الام التي لا تكتم عن الولد السر وتفشي عليه ، والسريع إلى لائمة إخوانه ، والذي يجادل أخاه مخاصما له.

١٤ ـ ل (١) : عن العطار ، عن أبيه ، عن الاشعري ، عن الجاموراني ، عن ابن أبي عثمان ، عن أحمد بن عمر ، عن يحيى الحلبي قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : لا يطمعن ذوالكبر في الثناء الحسن ، ولا الخب في كثرة الصديق ، ولا السيئ الادب في الشرف ، ولا البخيل في صلة الرحم ، ولا المستهزئ بالناس في صدق المودة ، ولا القليل الفقه في القضاء ، ولا المغتاب في السلامة ، ولا الحسود في راحة القلب ، ولا المعاقب على الذنب الصغير في السؤدد ، ولا القليل التجربة المعجب برأيه في رئاسة.

١٥ ـ ل (٢) : عن المفسر أحمد بن الحسن الحسيني ، عن أبي محمد العسكري عن آبائه عليهم‌السلام قال : كتب الصادق عليه‌السلام إلى بعض الناس : إن أردت أن يختم بخير عملك حتى تقبض وأنت في أفضل الاعمال فعظم لله حقه أن تبذل نعمائه في معاصيه ، وأن تغتر بحلمه عنك. وأكرم كل من وجدته يذكرنا أو ينتحل مودتنا ثم ليس عليك صادقا كان أو كذابا إنما لك نيتك وعليه كذبه.

١٦ ـ ما (٣) : عن المفيد ، عن ابن قولويه ، عن محمد الحميري ، عن أبيه ، عن البرقي عن شريف بن سابق ، عن الفضل بن عبدالملك ، عن أبي عبدالله ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أول عنوان صحيفة المؤمن بعد موته ما يقول الناس فيه إن خيرا فخيرا وإن شرا فشرا ، وأول تحفة المؤمن أن يغفرالله له ولمن تبع جنازته ، ثم قال : يا فضل لا يأتي المسجد من كل قبيلة إلا وافدها ، ومن كل أهل

____________________

(١) المصدر ج ٢ ص ٥٣.

(٢) لم أجده.

(٣) الامالى ج ١ ص ٤٥.

١٩٥

بيت إلا نجيبها ، يافضل لا يرجع صاحب المسجد بأقل من إحدى ثلاث : إما دعاء يدعو به يدخل الله به الجنة ، وإما دعاء يدعو به فيصرف الله عنه بلاء الدنيا ، وإما أخ يستفيده في الله عزوجل.

ثم قال : قال رسول الله : «ما استفاد امرء مسلم فائدة بعد فائدة الاسلام مثل أخ يستفيده في الله : ثم قال : يا فضل لا تزهدوا في فقراء شيعتنا فإن الفقير منهم ليشفع يوم القيامة في مثل ربيعة ومضر ، ثم قال : يا فضل إنما سمي المؤمن مؤمنا لانه يؤمن على الله فيجيز الله أمانه ، ثم قال : أما سمعت الله تعالى يقول في أعدائكم إذا رأوا شفاعة الرجل منكم لصديقه يوم القيامة : « فما لنا من شافعين ولا صديق حميم (١) ».

١٧ ـ ما (٢) : عن المفيد ، عن حسن بن حمزة الحسني ، عن علي بن إبراهيم في كتابه على يد أبي نوح الكاتب ، عن أبيه ، عن ابن بزيع ، عن عبيدالله بن عبدالله عن أبي عبدالله جعفر بن محمد الصادق عليه‌السلام أنه قال لاصحابه : اسمعوا مني كلاما هو خير لكم من الدهم الموقفة (٣) لا يتكلم أحدكم بما لا يعنيه ، وليدع كثيرا من الكلام فيما يعنيه ، حتى يجدله موضعا ، فرب متكلم في غير موضعه جنى على نفسه بكلامه ، ولا يمارين أحدكم سفيها ولا حليما فإنه من مارى حليما أقصاه ، ومن مارى سفيها أرداه ، واذكروا أخاكم إذا غاب عنكم بأحسن ما تحبون أن تذكروا به إذا غبتم عنه ، واعملوا عمل من يعلم أنه مجازى بالاحسان مأخوذ بالاجترام.

١٨ ـ ما (٤) : عن المفيد ، عن ابن قولويه ، عن الكلينى ، عن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن محمد بن زياد ، عن رفاعة قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلامل يقول : أربع في التوراة وإلى جنبهن أربع : من أصبح على الدنيا

____________________

(١) الشعراء : ١٠٠.

(٢) الامالى ج ١ ص ٢٢٩.

(٣) الدهم جمع أدهم : أجود الفرس. ودابة موقفة التى في قوائمها خطوط سود.

(٤) الامالى ج ١ ص ٢٣٣ ورواه المفيد في المجالس ص ١١١.

١٩٦

حزينا فقد أصبح على ربه ساخطا ، ومن أصبح يشكر مصيبة نزلت به فإنما يشكر ربه ، ومن أتى غنيا فتضعضع له ليصيب من دنياه فقد ذهب ثلثا دينه ، ومن دخل النار ممن قرأ القرآن فإنما هو ممن كان يتخذ آيات الله هزوا ، والاربع التي إلى جنبهن كما تدين تدان ، ومن ملك استأثر ، ومن لم يستشر ندم ، والفقر هو الموت الاكبر.

١٩ ـ ما (١) : باسناد أبي قتادة قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : ليس لحاقن رأي ، ولا لملوك صديق ، ولا لحسود غنى ، وليس بحازم من لم ينظر في العواقب والنظر في العواقب تلقيح للقلوب.

٢٠ ـ ما (٢) ، عن جماعة ، عن أبي المفضل ، عن أحمد بن هودة ، عن إبراهيم ابن إسحاق ، عن عبدالله بن حماد الانصاري ، عن عبدالعزيز بن محمد قال : دخل سفيان الثوري على أبي عبدالله جعفر بن محمد عليهما‌السلام وأنا عنده فقال له جعفر : ياسفيان إنك رجل مطلوب وأنا رجل تسرع إلي الالسن ، فسل عما بدالك ، فقال :

ما أتيتك يا ابن رسول الله إلا لاستفيد منك خيرا ، قال : ياسفيان إني رأيت المعروف لايتم إلا بثلاث : تعجيله وستره وتصغيره ، فإنك إذا عجلته هنأته وإذا سترته أتممته وإذا صغرته عظم عند من تسديه إليه ، يا سفيان إذا أنعم الله على أحد منكم بنعمة فليحمد الله عزوجل ، وإذا استبطئ الرزق فليستغفر الله ، وإذا حزنه أمر قال لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، ياسفيان ثلاث أيما ثلاث : نعمت العطية الكلمة الصالحة يسمعها المؤمن فينطوي عليها حتى يهديها إلى أخيه المؤمن. وقال عليه‌السلام : المعروف كاسمه وليس شئ أعظم من المعروف إلا ثوابه ، وليس كان من يحب أن يصنع المعروف يصنعه ، ولا كل من يرغب فيه يقدر عليه ، ولا كل من يقدر عليه يؤذن له فيه ، فإذا اجتمعت الرغبة والقدرة والاذن فهنالك تمت السعادة للطالب والمطلوب إليه.

____________________

(١) الامالى ج ١ ص ٣٠٧.

(٢) المصدر ج ٢ ص ٩٤.

١٩٧

٢١ ـ ع (١) : عن ابن المتوكل ، عن الحميري ، عن اليقطيني محمد بن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن هشام بن سالم قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول لحمران :

يا حمران انظر إلى من هودونك ، ولا تنظر إلي من هو فوتك في المقدرة ، فإن ذلك أقنع لك بما قسم لك ، وأحرى أن تستوجب الزيادة من ربك. واعلم أن العمل الدائم القليل على اليقين أفضل عندالله من العمل الكثير على غير يقين. و اعلم أنه لا ورع أنفع من تجنب محارم الله والكف عن أذي المؤمنين واغتيابهم ، ولا عيش أهنأ من حسن الخلق ، ولا مال أنفع من القنوع باليسير المجزي ، ولا جهل أضر من العجب.

٢٢ ـ ع (٢) : عن ابن المتوكل ، عن السعد آبادي ، عن البرقي ، عن عبدالعظيم الحسني ، عن ابن أبي عمير ، عن عبدالله بن الفضل ، عن خاله محمد بن سليمان عن رجل ، عن محمد بن علي عليهما‌السلام أنه قال لمحمد بن مسلم : لا تغرنك الناس من نفسك فإن الامر يصل إليك دونهم ، ولا تقطع النهار عنك كذا وكذا ، فإن معك من يحصي عليك ، ولا تستصغرن حسنة تعملها فإنك تراها حيث تسرك ، ولا تستصغرن سيئة تعمل بها فإنك تراها حيث تسوؤك ، وأحسن فإني لم أرشيئا قط أشد طلبا ولا أسرع دركا من حسنة محدثة لذنب قديم.

جا (٣) عن أحمد بن الوليد ، عن أبيه ، عن الصفار ، عن ابن معروف ، عن ابن مهزيار ، عن فضالة ، عن عبدالله بن زيد ، عن ابن أبي يعفور ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام مثله. وزاد في آخره : إن الله جل اسمه يقول : «إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين (٤)».

____________________

(١) علل الشرائع الباب الثاني والخمسون بعد الثلاثمائة ص ٥٥٩.

(٢) المصدر الحديث التاسع والاربعون من الباب الاخر ص ٥٩٩. وهذا اشتباه من جامع الكتاب حيث أورد حديث باقر عليه‌السلام في هذا الباب.

(٣) المجالس ص ١٠٨.

(٤) هود : ١١٤.

١٩٨

٢٣ ـ مع (١) : عن ماجيلويه ، عن عمه ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن محمد بن ـ سنان ، عن المفضل ، عن ابن ظبيان قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : إعلم أن الصلاة حجزة الله في الارض فمن أحب أن يعلم ما يدرك من نفع صلاته فلينظر فإن كانت صلاته حجزته عن الفواحش والمنكر فإنما أدرك من نفعها بقدر ما احتجز ، ومن أحب أن يعلم ماله عندالله فليعلم مالله عنده ، ومن خلا بعمل فلينظر فيه فإن كان حسنا جميلا فليمض عليه ، وإن كان سيئا قبيحا فليجتنبه فان الله عزوجل أولى بالوفاء والزيادة. من عمل سيئة في السر فليعمل حسنة في السر ، ومن عمل سيئة في العلانية فليعمل حسنة في العلانية.

٢٤ ـ سن (٢) : عن حماد بن عيسى ، عن عبدالحميد الطائي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كتب معي إلى عبدالله بن معاوية وهو بفارس : من اتقى الله وقاه ، ومن شكره زاده ، ومن أقرضه جزاه.

٢٥ ـ سن (٣) : عن أحمد بن محمد ، عن علي بن حديد ، عن أبي اسامة قال :

سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : عليكم بتقوى الله ، والورع ، والاجتهاد ، وصدق الحديث ، وأداء الامانة ، وحسن الخلق ، وحسن الجوار ، وكونوا دعاة إلى أنفسكم بغير ألسنتكم ، وكونوا زينا ولا تكونوا شينا ، وعليكم بطول الجود والركوع فإن أحدكم إذا طال الركوع يهتف إبليس من خلفه ، وقال : يا ويلتاه أطاعوا وعصيت وسجدوا وأبيت.

٢٦ ـ ص (٤) : عن الصدوق رحمه‌الله بإسناده ، عن ابن سنان ، عن الصادق عليه‌السلام قال : لا تمزح فيذهب نورك ، ولا تكذب فيذهب بهاؤك ، وإياك وخصلتين : الضجر والكسل فإنك إن ضجرت لم تصبر على حق ، وإن كسلت لم تؤد حقا ، قال :

____________________

(١) معانى الاخبار : ص ٢٣٦.

(٢) المحاسن للبرقى ص ٣ تحت رقم ٢.

(٣) المصدر : ص ١٨ تحت رقم ٥٠. (٤) قصص الانبياء مخطوط.

١٩٩

وكان المسيح عليه‌السلام يقول : من كثر همه سقم بدنه ، ومن ساء خلقه عذب نفسه ، ومن كثر كلامه كثر سقطه ، ومن كثر كذبه ذهب بهاؤه ، ومن لاحى الرجال ذهب مروته.

٢٧ ـ مص (١) : قال الصادق عليه‌السلام أفضل الوصايا وألزمها أن لاتنسى ربك ، وأن تذكره دائما ، ولا تعصيه ، وتعبده قاعدا وقائما ، ولا تغتر بنعمته ، واشكره أبدا ، ولا تخرج من تحت أستار عظمته وجلاله فتضل ، وتقع في ميدان الهلاك ، وإن مسك البلاء والضر ، وأحرقتك نيران المحن واعلم أن بلاياه محشوة بكراماته الابدية ، ومحنه مورثة رضاه وقربه ولو بعد حين ، فيالها من مغنم لمن علم ووفق لذلك.

٢٨ ـ روى أن رجلالا استوصى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : لا تغضب قط ، فإن فيه منازعة ربك فقال : زدني ، قال إياك وما يعتذر فيه فإن فيه الشرك الخفي فقال : زدني ، فقال : صار صلاة مودع فإن فيها الوصلة والقربي ، فقال : زدني ، فقال عليه‌السلام استحي من الله استحياءك من صالحي جيرانك فإن فيها زيادة اليقين ، وقد أجمع الله تعالى ما يتواصى به المتواصون من الاولين والاخرين في خصلة واحدة وهي التقوى ، قال الله عزوجل : «ولقد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله (٢)» وفيه جماع كل عبادة صالحة ، وصل من وصل إلى الدرجات العلى ، والرتبة القصوى ، وبه عاش من عاش مع الله بالحياة الطيبة ، والانس الدائم ، قال الله عزوجل : «إن المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر (٣)».

٢٩ ـ كشف (٤) : قال محمد بن طلحة قال : مالك بن أنس قال : جعفر عليه‌السلام

____________________

(١) مصباح الشريعة ص ٥٠ الباب الثالث والسبعون.

(٢) النساء : ١٣١.

(٣) القمر : ٥٤.

(٤) كشف الغمة ج ٢ ص ٣٦٨.

٢٠٠