بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٤٧
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا : كتاب الله عزوجل فاعتصموا به ، يا أيها الناس أي يوم هذا؟ قالوا : يوم حرام ، ثم قال : يا أيها الناس فأي شهر هذا؟ قالوا شهر حرام ، ثم قال : يا أيها الناس أي بلد هذا؟ قالوا : بلد حرام قال : فان الله عز وجل حرم عليكم دماء كم وأموالكم ، وأعراضكم كحرمة يومكم هذا في شهر كم هذا في بلد كم هذا إلى يوم تلقونه ، ألا فليبلغ شاهد كم غائبكم ، لا نبي بعدي ولا امة بعد كم ، ثم رفع يديه حتى أنه ليرى بياض إبطيه ، ثم قال : اللهم اشهد أني قد بلغت.

١٥ ـ ب (١) : ابن ظريف ، عن ابن علوان ، عن جعفر ، عن أبيه ، عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : قلة العيال أحد اليسارين.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله تبارك وتعالى ينزل المعونة على قدر المؤونة ، وينزل الصبر على قدر قلة اليسار (٢).

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : الامانة تجلب الغني ، والخيانة تجلب الفقر.

١٦ ـ ب (٣) علي ، عن أخيه قال : ابتدر الناس إلى قراب سيف (٤) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بعد موته فادا صحيفة صغيرة وجدوا فيها : من آوى محدثا فهو كافر ، ومن تولى غير مواليه فعليه لعنة الله ، وأعتى الناس (٥) على الله عزوجل من قتل غير قاتله أو ضرب غير ضاربه.

١٧ ـ ب (٦) : ابن ظريف ، عن ابن علوان ، عن جعفر ، عن أبيه عليهما‌السلام قال :

____________________

(١) قرب الاسناد ص ٥٥ والمراد بابن ظريف ـ بالظاء المعجمة ـ الحسن بن ظريف ابن ناصح ثقة (صه. حش).

(٢) في المصدر « على قدر شدة البلاء ». (٣) المصدر ص ١١٢.

(٤) ابتدر القوم أمرا : بادر بعضهم بعضا اليه أيهم يسبق اليه أى اسرعوا. وقراب السيف : جفنه وهو وعاء يكون فيه السيف بغمده وحمالته.

(٥) عتى ـ كدعى ـ والمصدر عتو ـ كسمو ـ استكبر وجاوز الحد ، فهو عات والجمع عتاة كداع ودعاة.

(٦) المصدر ص ٥٠ والمراد بابن علوان الحسين بن علوان الكلبى عامى له كتاب (ست ، صه ، حش).

١٢١

وجد في غمد سيف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله صحيفة مختومة ففتحوها فوجدوا فيها : من أعتى الناس على الله القاتل غير قاتله ، والضارب غير ضاربه ، ومن أحدث حدثا (١) أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا : ومن تولى إلى غير مواليه فقد كفر بما أنزل على محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله.

١٨ ـ ن (٢) : بالاسانيد الثلاثة عن الرضا عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : اختاروا الجنة على النار ولا تبطلوا أعمالكم فتقذفوا في النار منكسين خالدين فيها أبدا.

١٩ ـ ب (٣) : هارون ، عن ابن زياد ، عن جعفر ، عن أبيه عليهما‌السلام أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ثلاثة هن ام الفواقر (٤) سلطان إن أحسنت إليه لم يشكر ، وإن أسأت إليه لم يغفر ، وجارعينه ترعاك وقلبه تبغاك ، إن رأى حسنة دفنها ولم يفشها وإن رأى سيئة أظهرها وأذاعها ، وزوجة إن شهدت لم تقر عينك بها ، وإن غبت لم تطمئن إليها.

٢٠ ـ ما (٥) : المفيد ، عن محمد بن حسين الخلال ، عن الحسن بن الحسين الانصاري ، عن زفر بن سليمان ، عن أشرس الخراساني ، عن أيوب السجستاني عن أبي قلابة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من أسر ما يرضى الله عزوجل أظهرالله له ما يسره ، ومن أسر ما يسخط الله تعالى أظهر الله تعالى له ما يحزنه ، ومن كسب مالا من غير حله أفقره الله عزوجل ، ومن تواضع لله رفعه الله ، ومن سعى في رضوان الله أرضاه الله ، ومن أذل مؤمنا أذله الله ، ومن عاد مريضا فانه يخوض في

____________________

(١) أى ابتداع بدعة.

(٢) عيون أخبار الرضا «ع» ص ٢٠٠.

(٣) قرب الاسناد ص ٤٠ والمراد بابن زياد مسعدة بن زياد الكوفى الربعى ثقة عين روى عن أبي عبدالله عليه‌السلام (صه. جش). له كتاب عنه هارون بن مسلم (ست).

(٤) الفواقر جمع الفاقرة وهى الداهية.

(٥) الامالى ج ١ ص ١٨٥.

١٢٢

الرحمة ـ وأومأ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى حقويه ـ فاذا جلس عند المريض غمرته الرحمة ومن خرج من بيته يطلب علما شيعه سبعون ألف ملك يستغفرون له ، ومن كظم غيظ ملا الله جوفه إيمانا ، ومن أعرض عن محرم أبدله الله به عبادة تسره ، ومن عفى من مظلمة أبدله الله بها عزا في الدنيا والاخرة ، ومن بنى مسجدا ولو كمفحص قطاة (١) بنى الله له بيتا في الجنة ، ومن أعتق رقبة فهي فداء عن النار كل عضو منها فداء عضو منه ، ومن أعطى درهما في سبيل الله كتب الله له سبعمائة حسنة ، ومن أماط (٢) عن طريق المسلمين ما يؤذيهم كتب الله له أجر قراءة أربعمائة آية ، كل حرف منها بعشر حسنات ، ومن لقى عشرة من المسلمين فسلم عليهم كتب الله له عتق رقبة.

ومن أطعم مؤمنا لقمة أطعمه الله من ثمار الجنة ، ومن سقاه شربة من ماء سقاه الله من الرحيق المختوم ، ومن كساه ثوبا كساه الله من الاستبرق والحرير وصلى عليه الملا ئكة ما بقي في ذلك الثوب سلك (٣).

٢١ ـ ما (٤) : عن المفيد ، عن المظفر بن محمد البلخي ، عن محمد بن همام ، عن حميد بن زياد ، عن إبراهيم بن عبيد بن حنان ، عن الربيع بن سلمان ، عن السكوني ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه عليهما‌السلام ، عن جده عليه‌السلام قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : اعمل بفرائض الله تكن من أتقى الناس ، وارض بقسم الله تكن من أغنى الناس ، وكف عن محارم الله تكن أورع الناس ، وأحسن مجاورة من يجاورك تكن مؤمنا ، وأحسن مصاحبة من صاحبك تكن مسلما.

٢٢ ـ ما (٥) : المفيد ، عن محمد بن محمد بن طاهر ، عن ابن عقده ، عن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى بن جعفر ، عن الحسن بن موسى ، عن أبيه ، عن جدة ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الدنيا دول فما كان لك منها

____________________

(١) المفحص : الموضع الذى تفحص القطاة أى تكشف التراب عنه لتبيض فيه.

(٢) أما ط الاذى عن الطريق : أى أبعده.

(٣) السلك : الخيط.

(٤) الامالى ج ١ ص ١٢٠.

(٥) المصدر ج ١ ص ٢٢٩.

١٢٣

أتاك على ضعفك ، وما كان عليك لم تدفعه بقوتك ، ومن انقطع رجاه مما فات استراح بدنه ، ومن رضى بما رزقه الله قرت عينه.

٢٣ ـ ما (١) : عن ابن الصلت ، عن ابن عقدة ، عن محمد بن عبدالملك ، عن هارون بن عيسى ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن الرضا ، عن أبيه ، عن جده ، عن الباقر عليهم‌السلام ، عن جابر بن عبدالله أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال في خطبته : إن أحسن الحديث كتاب الله ، وخير الهدى هدى محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وشر الامور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكان إذا خطب قال في خطبته : أما بعد ، فاذا ذكر الساعة اشتد صوته ، واحمرت وجنتاه ، ثم يقول : صبحتكم الساعة أو مستكم (٢) ثم يقول : بعثت أنا والساعة كهذه من هذه ، ويشير بأصبعيه.

٢٤ ـ ما (٣) : عن ابن الحمامي ، عن أحمد بن محمد بن عبيدالله القطان ، عن يعقوب بن إسحاق النحوي ، عن عبدالسلام بن مطهر ، عن موسى بن خلف ، عن ليث بن أبي سليم ، عن مجاهد ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : كن في الدنيا كأنك غريب وكأنك عابري سبيل ، وعد نفسك في أصحاب القبور. قال : قال مجاهد : وقال لي عبدالله بن عمر وأنت يا عبدالله إذا أمسيت فلا تحدث نفسك أن تصبح وإذا أصبحت فلا تحدث نفسك أن تمسي ، وخذ من حياتك لموتك ومن صحتك لسقمك فانك لا تدري ما اسمك غدا.

ما (٤) : عن ابن حمويه ، عن أبي الحسين ، عن أبي خليفة ، عن الحجبي ، عن حماد بن زيد ، عن ليث ، عن مجاهد ، عن ابن عمر مثله.

٢٥ ـ ما (٥) عن جماعة ، عن أبي المفضل ، عن أحمد بن عبيدالله بن سابور

____________________

(١) المصدر ج ١ ص ٣٤٧.

(٢) يقال صبحهم ـ بالتخفيف والتشديد ـ أى أتاهم صباحا.

(٣) المصدر ج ١ ص ٣٩٠.

(٤) المصدر ج ٢ ص ١٦.

(٥) المصدر ج ٢ ص ٨٧.

١٢٤

عن أيوب بن محمد الرقي ، عن سلام بن رزين ، عن إسرائيل بن يونس الكوفي ، عن جده أبي إسحاق عن حارث الهمداني ، عن علي عليه‌السلام ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : الانبياء قادة والفقهاء سادة ، ومجالستهم زيادة ، وأنتم في ممر الليل والنهار في آجال منقوصة ، وأعمال محفوظة ، والموت يأتيكم بغتة ، فمن يزرع خيرا يحصد غبطة ومن يزرع شرا يحصد ندامة.

٢٦ ـ ما (١) : عن جماعة ، عن أبي المفضل ، عن محمد بن جعفر الرزاز ، عن جده محمد بن عيسى ، عن محمد بن الفضيل الصير في ، عن الرضا ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليهم‌السلام قال : قال رجل للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا رسول الله علمني عملا صالحا لا يحال بينه وبين الجنة؟ قال : لا تغضب ، ولا تسأل شيئا ، وارض للناس ما ترضى لنفسك ، فقال يا رسول الله زدني قال : إذا صليت العصر فاستغفر الله سبعا وسبعين مرة تحط عنك عمل سبع وسبعين سيئة قال : مالي سبع وسبعون سيئة ، فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : فاجعلها لك ولا بيك ، قال : مالي ولا بي سبع وسبعون سيئة فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : اجعلها لك ولا بيك ولا مك ، قال : يا رسول الله مالي ولا بي وامي سبع وسبعون سيئة قال : اجعلها لك ولا بيك وامك ولقرابتك.

٢٧ ـ ما (٢) : عن جماعة ، عن أبي المفضل ، عن الحسن بن علي بن سهل العاقولي ، عن موسى بن عمر بن يزيد ، عن معمر بن خلاد ، عن الرضا ، عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم‌السلام قال : جاء أبوأيوب خالد بن زيد إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا رسول الله أوصني واقلل لعلي أن أحفظ قال : اوصيك بخمس : باليأس عما في أيدي الناس ، فإنه الغنى ، وإياك والطمع فانه الفقر الحاضر ، وصل صلاة مودع وإياك وما تعتذر منه ، وأحب لا خيك ما تجب لنفسك.

٢٨ ـ ما (٣) : عن جماعة ، عن أبي المفضل ، عن النعمان بن أحمد ، عن محمد

____________________

(١) المصدر ج ٢ ص ١٢١.

(٢) المصدر ج ٢ ص ١٢٢.

(٣) المصدرج ٢ ص ١٢٥.

١٢٥

ابن شبعة ، عن حفص بن عمر ، عن عبدالله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن الباقر ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليهم‌السلام قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من كثر همه سقم بدنه ، ومن ساء خلقه عذب نفسه ، ومن لا حى الرجل سقطت مروته وذهبت كرامته ، ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لم يزل جبرئيل عليه‌السلام ينهاني عن ملاحاة الرجال كما ينهاني عن شرب الخمر وعبادة الاوثان.

٢٩ ـ ل (١) : عن العطار ، عن أبيه ، عن سعد ، عن البرقي ، عن بكر بن صالح عن الحسن بن فضال ، عن عبدالله بن إبراهيم ، عن الحسين بن زيد ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن أسرع الخير ثوابا البر ، وإن أسرع الشر عقابا البغي ، وكفى بالمرء عيبا أن ينظر من الناس إلى ما يعمى عنه من نفسه ، ويعير الناس بما لا يستطيع تركه ، ويؤذي جليسه بما لا يعنيه.

٣٠ ـ مع (٢) : عن الوراق ، عن سعيد ، عن إبراهيم بن [ معروف ، عن إبراهيم ابن ] مهزيار ، عن أخيه علي ، عن الحسن بن سعيد ، عن الحارث بن محمد بن النعمان عن جميل بن صالح ، عن أبي عبدالله الصادق ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من أحب أن يكون أكرم الناس فليتق الله عزوجل ، ومن أحب أن يكون أتقى الناس فليتو كل على الله ، ومن أحب أن يكون أغنى الناس فليكن بما عند الله عزوجل أوثق منه بما في يده.

ثم قال عليه‌السلام : ألا انبئكم بشر الناس؟ قالوا : بلى يا رسول الله قال : من أبغض الناس وأبغضه الناس ، ثم قال : ألا انبئكم بشر من هذا :؟ قالوا : بلى يا رسول الله قال : الذي لا يقيل عثرة ، ولا يقيل معذرة ، ولا يغفر ذنبا. قال : ألا انبئكم بشر من هذا؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : الذي لا يؤمن شره ، ولا يرجى خيره.

وإن عيسى بن مريم عليه‌السلام قام في بني إسرائيل فقال : يا بني إسرائيل لا تحد ثوا

____________________

(١) الخصال ج ١ ص ٥٤.

(٢) معانى الاخبار ص ١٩٦ تحت رقم ٢.

١٢٦

بالحكمة الجهال فتظلموها ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم ، ولا تعينوا الظالم على ظلمه فيبطل فضلكم. الامور ثلاثة أمر تبين لك رشده فاتبعه ، وأمر تبين لك غيه فاجتنبه وأمر اختلف فيه فرده إلى الله عزوجل.

٣١ ـ مع (١) : عن ابن الوليد ، عن ابن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضاله ، عن أبان ، عن إسحاق بن إبراهيم قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : وجد في ذؤابة سيف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله صحيفة فاذا فيها مكتوب بسم الله الرحمن الرحيم إن أعتى الناس على الله يوم القيامة من قتل غير قاتله ، ومن ضرب غير ضاربه ، ومن تولى غير مواليه فهو كافر بما أنزل الله تعالى على محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ومن أحدث حدثا أو آوى محدثا لم يقبل الله تعالى منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا. قال : ثم قال : تدري ما يعني بقوله « من تولى غير مواليه » قلت : ما يعني به؟ قال : يعني أهل الدين.

والصرف التوبة في قول أبي جعفر عليه‌السلام والعدل الفداء في قول أبي عبدالله عليه‌السلام.

٣٢ ـ ف (٢) : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما لي أرى حب الدنيا قد غلب على كثير من الناس حتى كأن الموت في هذا الدنيا على غير هم كتب ، وكأن الحق في هذه الدنيا على غير هم وجب ، وحتى كأن ما يسمعون من خبر الاموات قبلهم عندهم كسبيل قوم سفر عما قليل إليهم راجعون (٣) تبوؤنهم أجداثهم وتأكلون تراثهم ، وأنتم مخلدون بعدهم ، هيهات هيهات أما يتغظ آخرهم بأولهم ، لقد جهلوا ونسوا كل موعظة في كتاب الله ، وأمنوا شر كل عاقبة سوء ، ولم يخافوا نزول فادحة (٤) ولا بوائق كل حادثة.

____________________

(١) معانى الاخبار ص ٣٧٩ تحت رقم ٣.

(٢) التحف ص ٢٩.

(٣) يعنى أنهم اذا سمعوا بموت فلان مثلا يظنون أنه سافر إلى مكان في الارض ثم يرجع اليهم ثانيا بعد مضى ايام. وقوله « تبوؤنهم اجداثهم » في الكافى « بيوتهم اجداثهم » وسياتى تفسيره.

(٤) الفادحة : النازلة والفادح الصعب المثقل. والبوائق جمع البائقة وهى الداهبة والشر.

١٢٧

طوبى لمن شغله خوف الله عن خوف الناس.

طوبى لمن طاب كسبه ، وصلحت سريرته ، وحسنت علانية ، واستقامت خليقته طوبى لمن أنفق الفضل من ماله ، وأمسك الفضل من قوله.

طوبى لمن منعه عيبه عن عيوب المؤمنين من إخوانه.

طوبى لمن تواضع لله عز ذكره وزهد فيما أحل له من غير رغبة عن سنتي ورفض زهرة الدنيا (١) من غير تحول عن سنتي ، واتبع الاخيار من عترتي من بعدي ، وخالط أهل الفقه والحكمة ، ورحم أهل المسكنة.

طوبى لمن اكتسب من المؤمنين مالا من غير معصيته ، وعاد به على أهل المسكنة (٢) وجانب أهل الخيلاء والتفاخر والرغبة في الدنيا ، والمبتدعين خلاف سنتي (٣) العاملين بغير سيرتي.

طوبى لمن حسن مع الناس خلقه ، وبذل لهم معونته ، وعدل عنهم شره.

٣٣ ـ ف (٤) : وصيته صلى‌الله‌عليه‌وآله لمعاذ بن جبل (٥) لما بعثه إلى اليمن يا معاذ

____________________

(١) المراد بها بهجتها غضارتها.

(٢) يعنى صرفه فيهم.

(٣) المبتدع صاحب البدعة.

(٤) المصدر ص ٢٥.

(٥) معاذ بن جبل بضم الميم انصارى خزرجى ، يكنى أبا عبدالرحمن ، أسلم وهو ابن ثمان عشرة سنة ، وشهد ليلة العقبة مع السبعين ـ من أهل يثرب (المدينة) ـ وشهد مع رسول الله (ص) المشاهد ، وبعثه صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى اليمن بعد غزوة تبوك ، في سنة العاشر ، وعاش إلى أن توفى في طاعون عمواس بناحية الاردن سنة ثمان عشرة في خلافة عمر. ولما بعثه صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى اليمن شيعه صلى‌الله‌عليه‌وآله ومن كان معه من المهاجرين والانصار ـ ومعاذ راكب ، ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يمشى إلى جنبه ، ويوصيه. فقال معاذ يا رسول الله : أنا راكب وأنت تمشى ألا انزل فامشى معك ومع أصحابك؟ فقال : يا معاذ انما أحتسب خطاى هذه في سبيل الله.

ثم أوصاه بوصايا ـ ذكرها الفريقين مشروحا وموجزا في كتبهم ـ ثم التفت صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فاقبلبوجهه نحو المدينة ، فقال : ان أولى الناس بى المتقون من كانوا وحيث كانوا.

١٢٨

علمهم كتاب الله وأحسن أدبهم على الاخلاق الصالحة ، وأنزل الناس منازلهم خيرهم وشرهم (١) وأنفذ فيهم أمر الله ولا تحاش في أمره ولا ماله أحدا (٢) فانها ليست بولايتك ولا مالك ، وأد إليهم الامانة في كل قليل وكثير ، وعليك بالرفق والعفوفي غير ترك للحق (٣) يقول الجاهل : قد تركت من حق الله ، واعتذر إلى أهل عملك من كل أمر خشيت أن يقع إليك منه عيب (٤) حتى يعذروك ، وأمت أمر الجاهلية إلا ما سنه الاسلام ، وأظهر أمر الاسلام كله صغيره وكبيره ، وليكن أكثر همك الصلاة فانها رأس الاسلام بعد الاقرار بالدين ، وذكر الناس بالله واليوم الاخر واتبع الموعظة فانه أقوى لهم على العمل بما يحب الله ، ثم بث فيهم المعلمين واعبد الله الذي إليه ترجع ، ولا تخف في الله لومة لائم.

واوصيك بتقوى الله ، وصدق الحديث ، والوفاء بالعهد ، وأداء الامانة ، وترك الخيانة ، ولين الكلام ، وبذل السلام ، وحفظ الجار ، ورحمة اليتيم ، وحسن العمل وقصر الامل ، وحب الآخرة ، والجزع من الحساب ، ولزوم الايمان ، والفقه في القرآن ، وكظم الغيظ ، وخفض الجناح (٥) وإياك أن تشتم مسلما ، أو تطيع آثما أو تعصي إماما عادلا ، أو تكذب صادقا ، أو تصدق كاذبا ، واذكر ربك عند كل شجر وحجر ، وأحدث لكل ذنب توبة السر بالسر والعلانية بالعلانية.

يا معاذ لولا أنني أرى ألا نلتقي إلى يوم القيامة لقصرت في الوصية ولكنني

____________________

(١) أى أنزل الناس منازلهم على قدرهم وشؤونهم من الخير وشر.

(٢) لا تحاش من حاش يحاش أى نزه والمراد أنك لا تكترت بما تفعله ولا تخاف من أحد ولا تستوحش منهم.

(٣) في بعض النسخ « من غير ترك للحق ».

(٤) يعنى أن في كل أمر خشيت أن يسرع اليك عيب منه تقدم العذر قبل أن يعذروك.

(٥) الخفض : الغض والاخفاء وأيضا خفض ضد رفع وبمعنى اللين والسهل ، والجناح ما يطير به الطائر وخفض الجناح كناية عن التواضع.

١٢٩

أرى أن لا نلتقي أبدأ (١) ثم اعلم يا معاذ إن أحبكم إلي من يلقاني على مثل الحال التي فارقتي عليها (٢).

٣٤ ـ ف (٣) : من كلامه صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن لكل شئ شرفا وإن شرف المجالس ما استقبل به القبلة ، من أحب أن يكون أعز الناس فليتق الله ، ومن أحب أن يكون أقوى الناس فليتو كل على الله ، ومن أحب أن يكون أغنى الناس فليكن بما في يدالله أوثق منه بما في يده.

ثم قال : ألا انبئكم بشرار الناس؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : من نزل وحده ، ومنع رفده (٤) وجلد عبده ، ثم قال : ألا انبئكم بشر من ذلك؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : من لا يرجي خيره ، ولا يؤمن شره. ثم قال : ألا انبئكم بشر من ذلك؟ قالوا : بلى يا رسول الله قال : من لا يقيل عثرة ، ولا يقبل معذرة. ثم قال : ألا انبئكم بشر من ذلك؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : من يبغض الناس ويبغضونه.

إن عيسى عليه‌السلام قام خطيبا في بني إسرائيل فقال : يا بني إسرائيل لا تكلموا بالحكمة عند الجهال فتظلموها ، ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم ، ولا تظلموا ولا تكافئوا

____________________

(١) هذا البيان تصريح بموته صلى‌الله‌عليه‌وآله وأن معاذا لن يراه بعد اليوم ومقامه هذا ، فانه صلى‌الله‌عليه‌وآله ودعه وانصرف وسار معاذ إلى اليمن حتى أتى صنعاء اليمن فمكث أربعة عشر شهرا ثم رجع إلى المدينة فلما دخلها فقدمات رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

(٢) لعل في هذا البيان اشارة إلى معاذ بانك لو تلقانى يوم القيامة على مثال هذه الحال ولم تتغير حالك في مستقبل الزمان ولم تنحرف عن طريقى بعد وفاتى تكون محبوبا عندى ولكن قيل في حقه : انه من أصحاب الصحيفة وهم الذين كتبوا صحيفة واشترطوا على أن يزيلو الامامة عن على عليه‌السلام. وممن قوى خلافة أبى بكر.

(٣) التحف ص ٢٧.

(٤) الرفد بالسكر : العطاء والصلة وهو اسم من رفده رفدا من باب ضرب أى أعطاه وأعانه. والظاهر أنه اعم من منع الحقوق الواجبة والمستحبة.

١٣٠

ظالما فيبطل (١) فضلكم يا بني إسرائيل الامور ثلاثة أمر بين رشده فاتبعوه ، وأمر بين غيه فاجتنبوه ، وأمر اختلف فيه فردوه إلى الله. أيها الناس إن لكم معالم فانتهوا إلى معالمكم ، وإن لكم نهاية فانتهوا إلى نهايتكم ، إن المؤمن بين مخافتين أجل قدمضى لا يدري ما الله صانع فيه ، وبين أجل قد بقي لا يدري ما الله قاض فيه فليأخذ العبد لنفسه من نفسه ، ومن دنياه لآخرته ، ومن الشيبة قبل الكبر ، ومن الحياة قبل الموت ، والذي نفسي بيده ما بعد الموت من مستعتب (٢) وما بعد الدنيا دار إلا الجنة والنار.

٣٥ ـ سن (٣) : عن أبيه ، عن يونس ، عن عمرو بن جميع رفعه قال : قال سلمان الفارسي (ره) : أوصاني خليلي بسبعة خصال لا أدعهن على كل حال. أوصاني أن أنظر إلى من هودوني ولا أنظر إلى من هو فوقي ، وأن احب الفقراء وأدنومنهم وأن أقول الحق وإن كان مرا ، وأن أصل رحمي ، وإن كانت مدبرة ، ولا أسأل الناس شيئا وأوصاني أن أكثر من قول « لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم » فانها كنز من كنوز الجنة.

٣٦ ـ سن (٤) : عن أبيه ، عن القاسم ، عن جده ، عن الثمالي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : أتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله رجل فقال : علمني يا رسول الله فقال : عليك باليأس عما في أيدي الناس فانه الغنى الحاضر ، قال : زدني يا رسول الله ، قال :

____________________

(١) كافأ الرجل على ما كان منه جازاه. كافأ فلانا راقبه وقابله ، صار نظيرا له وساواه.

(٢) المستعتب : طلب العتبى أى الاسترضاء والمراد أن بعد الموت لا يكون ما يوجب الرضا لان زمان الاعمال قد انقضى وختم ديوانها ولعل أصل العتبى الرضا والفرح من الرجوع عن الذنب والاساءة وهذا المعنى لا يمكن الوصول اليه الا في دار الدنيا ، وقبل الموت فليس بعد الموت من استرضاء بهذا المعنى.

(٣) المحاسن ص ١١ باب ٧.

(٤) المحاسن ص ١٦ باب ١٠.

١٣١

إياك والطمع فانه الفقر الحاضر ، قال : زدني يا رسول الله قال : إذا هممت بأمر فتدبر عاقبته فان يك خيرا ورشدا فاتبعه ، وإن يك غيا فدعه.

٣٧ ـ سن (١) : عن أبيه ، عن النضر ، عن يحيى الحلبي ، عن أيوب بن عطية قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : إن عليا عليه‌السلام وجد كتابا في قراب سيف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مثل الاصبع فيه إن أعتى الناس على الله القاتل غير قاتله ، والضارب غير ضاربه ، ومن والى غير مواليه فقد كفر بما أنزل الله على محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومن أحدث حدثا أو آوى محدثا فلا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا ، ولا يجوز لمسلم أن يشفع في حد.

٣٨ ـ جا (٢) : عن محمد بن جعفر التميمي ، عن هشام بن يونس النهشلي ، عن يحيى بن يعلى ، عن أحمد بن محمد الاعرج ، عن عبدالله بن حارث ، عن عبدالله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : عجب لغافل وليس بمغفول عنه ، وعجب لطالب الدنيا والموت يطلبه ، وعجب لضاحك ملء فيه وهو لا يدري أرضي الله أم سخط له.

٣٩ ـ جا (٣) : عن أحمد بن الوليد ، عن أبيه ، عن الصفار ، عن ابن معروف عن ابن مهزيار ، عن محمد بن إسماعيل ، عن منصور بن يونس ، عن أبي خالد القماط عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : خطب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم منى فقال : نضر الله (٤) عبدا سمع مقالتي فوعاها وبلغها من لم يسمعها ، فكم من حامل فقه غير فقيه ، وكم حامل فقه إلى من هو أفقه منه ، ثلاثة لا يغل عليها قلب عبد مسلم (٥) إخلاص العمل لله ، و النصيحة لائمة المسلمين ، واللزوم لجماعتهم ، فان دعوتهم محيطة من ورائهم ، المسلمون

____________________

(١) المحاسن ص ١٧ باب ١٠.

(٢) مجالس المفيد ص ٤٥.

(٣) المصدر ص ١١٠.

(٤) في النهاية : نضره ونضره وأنضره أى نعمه ويروى بالتخفيف والتشديد من النضارة وهى في الاصل حسن الوجه والبريق وانما أراد حسن خلقه وقدره.

(٥) الغل الخيانة والحقد.

١٣٢

إخوة تتكافي دمائهم ، وهم يد على من سواهم يسعى بذمتهم أدناهم (١).

٤٠ ـ كشف (٢) من كتاب الحافظ عبدالعزيز ، عن سليمان بن بلال قال : حدثني جعفر بن محمد ، عن أبيه قال : سمعت جابر بن عبدالله يقول : كانت خطبة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم الجمعة يحمد الله ويثني عليه ثم يقول أثر ذلك وقد علا صوته واشتد غضبه واحمرت وجنتاه كأنه منذر جيش : صبحكم أو مسا كم ثم يقول : بعثت والساعة كهاتين ثم أشار بالسبابة والوسطى التي تلي الابهام ثم يقول : إن أفضل الحديث كتاب الله عزوجل وخير الهدى هدى محمد ، وشر الامور محدثاتها وكل بدعة ضلالة ، ، فمن ترك ما لا فلا هله ، ومن ترك دينا أو ضياعا فالي (٣).

١٤ ـ جع (٤) : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : العفاف زينة البلاء ، والتواضع زينة الحسب ، والفصاحة زينة الكلام ، والعدل زينة الايمان ، والسكينة زينة العبادة ، والحفظ زينة الرواية ، وحفظ الحجاج زينة العلم ، وحسن الادب زينة العقل ، وبسط الوجه زينة الحلم ، والايثار زينة الزهد ، وبذل الموجود زينة اليقين ، والتقلل زينة القناعة ، وترك المن زينة المعروف ، والخشوع زينة الصلاة ، وترك ما لا يعني زينة الورع.

٤٢ ـ كا (٥) : عن العدة ، عن سهل ، عن ابن محبوب ، عن الحسن بن السري عن أبي مريم ، عن أبي جعفر قال : سمعت جابر بن عبدالله يقول : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مر بنا ذات يوم ونحن في نادينا وهو على ناقته وذلك حين رجع من حجة الوداع

____________________

(١) سئل الصادق عليه‌السلام عن معناه فقال عليه‌السلام : لو أن جيشا من المسلمين حاصروا قوما من المشركين فأشرف رجل منهم فقال : أعطونى الامان حتى القى صاحبكم أناظره فأعطاهم أدنا هم الامان وجب على أفضلهم الوفاء به (مجمع البحرين).

(٢) كشف الغمة ج ٢ ص ٣٧٥. (٣) كذا.

(٤) جامع الاخبار ص ١٤٣ الفصل التاسع والسبعون.

(٥) الكافى ج ٨ ص ١٦٨ تحت رقم ١٩٠.

١٣٣

فوقف علينا فسلم ورددنا عليه‌السلام ، ثم قال : مالي أرى حب الدنيا قد غلب على كثير من الناس حتى كأن الموت في هذه الدنيا على غير هم كتب ، وكأن الحق في هذه الدنيا على غير هم وجب ، وحتى كأن لم يسمعوا ويروا من خبر الاموات قبلهم سبيلهم سبيل قوم سفر (١) عما قليل إليهم راجعون ، بيوتهم أجداثهم ، ويأكلون تراثهم يظنون أنهم مخلدون بعدهم (٢) هيهات هيهات أما يتعظ آخرهم بأولهم لقد جهلوا ونسوا كل وعظ في كتاب الله ، وأمنوا شر كل عاقبة سوء ولم يخافوا نزول فادحة وبوائق حادثة (٣).

طوبى لمن شغله خوف الله عزوجل عن خوف الناس.

طوبى لمن منعه عيبه ، عن عيوب المؤمنين من إخوانه.

طوبى لمن تواضع لله عز ذكره وزهد فيما أحل الله له من غير رغبة عن سيرتي ، ورفض زهرة الدنيا من غير تحول عن سنتي ، واتبع الاخيار من عترتي من بعدي ، وجانب أهل الخيلاء والتفاخر والرغبة في الدنيا ، المبتدعين خلاف سنتي العاملين بغير سيرتي.

____________________

(١) السفر جمع مسافر فيحتمل ارجاع الضمير في قوله : « سبيلهم » إلى الاحياء وفى قوله : « اليهم » إلى الاموات أى هؤلاء الاحياء مسافرون يقطعون منازل اعمارهم من السنين والشهور حتى يلحقوا بهؤلاء الاموات ويحتمل العكس في ارجاع الضميرين فالمراد أن سبيل هؤلاء الاموات عند هؤلاء الاحياء لعدم اتعاظهم بموتهم وعدم مبالاتهم سبيل قوم كانوا ذهبوا إلى سفر وعن قريب يرجعون اليهم ويؤيده ما في النهج وتفسيرا لقمى « وكان الذى نرى من الاموات سفر عما قليل الينا راجعون ».

(٢) الاجداث جمع الجدث وهو القبر أى يرون أن بيوت هؤلاء الاموات اجداثهم ومع ذلك يأكلون تراثهم أو يريدون أن تراث هؤلاء قد زالت عنهم وبقى في ايديهم ومع ذلك لا يتعظون ويظنون أنهم مخلدون بعدهم. والتراث : ما يخلفه الرجل لورثته. والظامر أنه وقع في نسخ الكتاب تصحيف والاصواب ما في النهج « نبؤوهم اجداثهم ونأكل تراثهم » وفى التفسير « ننزلهم اجداثهم ». (٣) الفادحة النازلة.

١٣٤

طوبى لمن اكتسب من المؤمنين مالامن غير معصية فأنفقه في غير معصية وعاد به على أهل المسكنة.

طوبى لمن حسن مع الناس خلقه ، وبذل لهم معونته ، وعدل عنهم شره.

طوبى لمن أنفق القصد وبذل الفضل وأمسك قوله عن الفضول وقبيح الفعل.

٤٣ ـ ختص (١) : خطب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لما أراد الخروج إلى تبوك بثنية الوداع فقال بعد أن حمدالله وأثنى عليه : أيها الناس إن أصدق الحديث كتاب الله ، وأوثق العرى كلمة التقوى ، وخير الملل ملة إبراهيم ، وخير السنن سنة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأشرف الحديث ذكر الله ، وأحسن القصص القرآن ، وخير الامور عزائمها ، وشر الامور محد ثاتها ، وأحسن الهدى هدى الانبياء ، وأشرف القتل قتل الشهداء ، وأعمى الهدى الضلالة بعد الهدى ، وخير الاعمال مانفع ، وخير الهدى ما اتبع ، وشر العمى عمى القلب ، واليد العليا خير من اليد السفلى ، وما قل وكفى خير مما كثر وألهى ، وشر المعذرة حين يحضر الموت ، وشر الندامة ندامة يوم القيامة ، ومن الناس من لا يأتي الجمعة إلا نذرا ، ومنهم من لا يذكر الله إلا هجرا ، ومن أعظم الخطايا اللسان الكذوب ، وخير الغنى غنى النفس ، وخير الزاد التقوى ، ورأس الحكمة مخافة الله وخير ما القي في القلب اليقين ، والارتياب من الكفر ، والنياحة من عمل الجاهلية والغلول من جمر جهنم ، والسكر جمر من النار ، والشعر من إبليس ، والخمر جماع الآثام ، والنساء حبالات إبليس ، والشباب شعبة من الجنون ، وشر المكاسب كسب الربا وشر المآكل أكل مال اليتيم ، والسعيد من وعظ بغيره ، والشقي من شقي في بطن امه ، وإنما يصير أحدكم إلى موضع أربعة أذرع ، والامر إلى آخره ، وملاك العمل خواتيمة ، وأربى الربا الكذب ، وكل ما هوآت قريب ، وسباب المؤمن فسوق ، وقتال المؤمن كفر وأكل لحمه معصية ، وحرمة ماله كحرمة دمه ، ومن ما لا على الله يكذبه ، ومن يعف يعفوالله عنه ، ومن كظم الغيظ يأجره الله ، ومن يصبر على الرزية يعوضه الله ، ومن يتبع السمعة يسمع الله به ، ومن يصم بصره ، ومن

____________________

(١) الاختصاص ص ٣٤٢.

١٣٥

يعص الله يعذ به الله ، اللهم اغفرلي ولامتي ، اللهم اغفرلي ولا متي أستغفر الله لي ولكم.

٤٤ ـ ين : (١) عن ابن علوان ، عن عمروبن خالد ، عن زيد بن علي ، عن آبائه ، عن علي عليه‌السلام قال : استأذن رجل على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا رسول الله أوصني قال : أوصيك أن لا تشرك بالله شيئا وإن قطعت وحرقت بالنار ، ولا تنهر والديك وإن أمراك على أن تخرج من دنياك فاخرج منها ، ولا تسب الناس وإذا لقيت أخاك المسلم فالقه ببشر حسن ، وصب له من فضل دلوك ، أبلغ من لقيت من المسلمين عني السلام ، وادع الناس إلى الاسلام ، واعلم أن لك بكل من أجابك عتق رقبة من ولد يعقوب ، واعلم أن الصغيراء عليهم حرام يعني النبيذ وهو الخمر وكل مسكر عليهم حرام.

٤٥ ـ ين (٢) : عن ابن أبي البلاد ، عن أبيه ، رفعه قال : جاء أعرابي إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فأخذ بغرز راحلته وهو يريد بعض غزواته فقال : يا رسول الله علمني عملا أدخل الجنة؟ فقال : ما أحببت أن يأتيه الناس إليك فأته إليهم ، وما كرهت أن يأتيه إليك فلا تأته إليهم ، خل سبيل الراحلة.

٤٦ ـ نوادر الراوندى : (٣) باسناده ، عن موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال علي : خطب بنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : أيها الناس إنكم في زمان هدنة وأنتم على ظهر سفر ، والسير بكم سريع ، فقد رأيتم الليل والنهار والشمس والقمر يبليان كل جديد ، ويقربان كل بعيد ، ويأتيان بكل وعد وعيد ، فاعدوا الجهاز لبعد المجاز ، فقام مقداد بن الاسود فقال : يا رسول الله فما تأمرنا نعمل؟ فقال : إنها دار بلاء وابتلاء وانقطاع وفناء فاذا التبست عليكم الامور كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن فانه شافع مشفع وماحل مصدق ، من جعله أمامه قاده إلى الجنة ، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار ، ومن جعله الدليل يدله على السبيل

____________________

(١ و ٢) مخلوط.

(٣) المصدر ص ٢١ و ٢٢.

١٣٦

وهو كتاب تفصيل وبيان تحصيل ، هو الفصل ليس بالهزل ، وله ظهر وبطن وظاهره حكم الله وباطنه علم الله تعالى ، فظاهره وثيق وباطنه عميق ، له نجوم وعلى نجومه نجوم (١) لا تحصى عجائبه ولا تبلى غرائبه ، فيه مصابيح الهدى ومنار الحكمة ، ودليل على المعرفة لمن عرف النصفة ، فليرع رجل بصره وليبلغ النصفة نظره ينجومن عطب ويتخلص من نشب فان التفكر حياة قلب البصير كما يمشي المستنير في الظلمات ، والنور يحسن التخلص ويقل التربص (٢).

٤٧ ـ وبهذا الاسناد قال : قال علي عليه‌السلام : خطبنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : أيها الناس الموتة الموتة ، الوحية الوحية (٣) لا تردها سعادة أوشقاوة ، جاء الموت بما فيه بالروح والراحة لا هل دار الحيوان الذي كان لها سعيهم وفيها جاء الموت بما فيه بالويل والحسرة والكرة الخاسرة لاهل دار الغرور الذين كان لها سعيهم وفيها رغبتهم بئس العبد عبد له وجهان يقبل بوجه ويدبر بوجه ، إن اوتى أخوه المسلم خيرا حسده ، وإن ابتلى خذله ، بئس العبد عبد أوله نطفة ثم يعود جيفة لا يدري ما يفعل به فيما بين ذلك ، بئس العبد عبد خلق للعبادة فألهته العاجلة عن الآجلة (٤) فاز بالرغبة العاجلة عن الاجلة وشقي بالعاقبة ، بئس العبد تجبر واختال ونسي الكبير المتعال بئس العبد عبد عتى وبغى ، ونسي الجبار الاعلى ، بئس العبد عبد له هوى يضله ونفس تذله ، بئس العبد عبد له طمع يقوده إلى طبع.

٤٨ ـ ما (٥) : عن أحمد بن عبدون ، عن علي بن محمد بن الزبير ، عن علي بن الحسن بن فضال ، عن العباس بن عمار ، عن أحمد بن رزق ، عن الفضيل بن يسار

____________________

(١) في المصدر « له تخوم وعلى تخومه تخوم ». (٢) كذا في المصدر.

(٣) كذا والوحى الوحى ـ مقصورا ـ : أى البدار البدار ، السرعة السرعة ، العجلة العجلة ، وشئ وحى : مسرع ، فعيل بمعنى فاعل ومنه موت وحى أى سريع وذكاة وحية بهاء : سريعة. وتوحى على تفعل : أسرع.

(٤) أى شغلته وصرفته حب الدنيا عن الاخرة أو الموت.

(٥) الامالى ج ٢ ص ٢٨٧.

١٣٧

قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : خرج رسول الله صلى عليه وآله يريد حاجة فاذا هو بالفضل ابن العباس قال : فقال : احملوا هذا الغلام خلفي ، فاعتنق رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من خلفه على الغلام ثم قال : يا غلام خف الله تجده أمامك ، يا غلام خف الله يكفك ما سواه وإذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، ولو أن جميع الخلايق اجتمعوا على أن يصرفوا عنك شيئا قد قدر لك لم يستطيعوا ، ولو أن جميع الخلايق اجتمعوا على أن يصرفوا إليك شيئا لم يقدر لك لم يستطيعوا ، واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرح مع الكرب ، وأن اليسر مع العسر ، وكل ما هو آت قريب إن الله يقول ولو أن قلوب عبادي اجتمعت على قلب أشقى عبدلي ما نقصني ذلك من سلطاني جناح بعوضة ، ولو أن قلوب عبادي اجتمعت على قلب أسعد عبد لي ما زاد ذلك في سلطاني جناح بعوضة ، ولو أني أعطيت كل عبد ما سألني ما كان ذلك إلا مثل إبرة جاءها عبد من عبادي فغمسها في البحر وذلك أن عطائي كلام وعدتي كلام وإنما أقول لشئ كن فيكون.

٤٩ ـ كتاب الامامة والتبصرة (١) : عن أحمد بن علي ، عن محمد بن الحسن الصفار ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن جعفر بن محمد عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « السعيد من وعظ بغيره ».

____________________

(١) قال المؤلف ـ رحمه‌الله ـ في المجلد الاول ص ٧ في بيان الاصول والكتب المأخوذ منها : « كتاب الامامة والتبصرة من الحيرة للشيخ الاجل أبى الحسن على بن الحسين ابن موسى بن بابويه والد الصدوق ـ طيب الله تربتهما ـ وأصل آخر منه أومن غيره من القدماء المعاصرين له. ويظهر من بعض القرائن أنه تأليف الشيخ الثقة الجليل هارون بن موسى التعلكبرى ـ رحمه‌الله ـ » انتهى.

أقول : وقال المولى الاستاذ الشيخ آغا بزرك في الذريعة ج ٢ ص ٣٤٢ ما حاصله هذا الكتاب لبعض قدماء الاصحاب المعاصرين للشيخ الصدوق ولا يمكن أن يكون من تأليفات على بن بابويه لانه يروى مؤلفه فيه عن أبى محمد هارون بن موسى التلعكبرى المتوفى سنة ٣٨٥ وأيضا عن أبى المفضل الشيبانى المتوفى سنة ٣٨٧. وعن الحسن بن حمزة العلوى ـ

١٣٨

٧

* ( باب ) *

* ( ما جمع من مفردات كلمات الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ) *

« ( وجوامع كلمه ) »

أقول : قد أورد القاضي القضاعي من العامة شطرا من كلماته صلى‌الله‌عليه‌وآله في كتاب الشهاب ثم جمع بينها وبين كلمات علي عليه‌السلام الشيخ أبوالسعادات أسعد بن عبد القاهر الاصفهاني من أصحابنا في كتاب مجمع البحرين ومطلع السعادتين أيضا وأوردها أيضا جماعة اخرى أيضا من الخاصة والعامة في مطاوي الكتب المؤلفة في ذكر جوامع كلماتهما و كلمات سائر السادة المعصومين كما سيجئ الاشارة إليه في باب ما جمع من جوامع كلم أمير المؤمنين عليه‌السلام.

١ ـ ف (١) : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كفى بالموت واعظا ، وكفى بالتقى غنى ، كفى بالعبادة شغلا ، وكفى بالقيامة موئلا (٢) وبالله مجازيا.

٢ ـ وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : خصلتان ليس فوقهما من البر شئ : الايمان بالله والنفع لعباد الله ، وخصلتان ليس فوقهما من الشر شئ الشرك بالله والضر لعباد الله.

٣ ـ وقال له رجل : أوصني بشئ ينفعني الله به ، فقال : أكثر ذكر الموت

____________________

وعن سهل بن أحمد الديبا جى المتوفى بعد سنة ٣٧٠. وعن أحمد بن على الراوى عن محمد بن الحسن بن الوليد الذى توفى سنة ٣٤٣ فكيف يكون من يروى عن هؤلاء المشايخ المتأخرين هو والد الصدوق الذى سنة ٣٢٩ فان رواية المتقدم عصرا عن المتأخر وان وقعت في رواياتنا لكن المقام ليس منها بشهادة أن الشيخ الصدوق مع اكثاره في الرواية عن والده في جميع مؤلفاته لم يذكر رواية واحدة عن أحد من هؤلاء المشايخ الذين مر ذكر هم ممن يروى مؤلف الامامة والتبصرة عنهم غالبا فيه.

(١) التحف ص ٣٥.

(٢) الموئل : الملجأمن وأل اليه وألاو وؤلا : اذا رجع اليه وطلب النجاة منه.

١٣٩

يسلك عن الدنيا (١) وعليك با لشكر يزيد في النعمة ، وأكثر من الدعاء فانك لا تدري متى يستجاب لك ، وإياك والبغي فان الله قضى أنه « من بغي عليه لينصرنه الله » (٢) وقال : « أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم » (٣) وإياك والمكر فان الله قضى « ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله » (٤).

٤ ـ وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : ستحر صون على الامارة تكون حسرة وندامة ، فنعمت المرضعة وبئست الفاطمة (٥).

٥ ـ وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : لن يفلح قوم أسدوا أمرهم إلى امرأة (٦).

٦ ـ وقيل له عليه‌السلام : م أي الاصحاب أفضل؟ قال : إذا ذكرت أعانك ، وإذا نسيت ذكرك.

٧ ـ وقيل : أي الناس شر؟ قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : العلماء إذا فسدوا.

٨ ـ وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : أوصاني ربي بتسع : أوصاني بالاخلاص في السر والعلانية والعدل في الرضا والغضب ، والقصد في الفقر والغنى ، وأن أعفو عمن ظلمني ، واعطي

____________________

(١) أى ينتزعك منها.

(٢) مضمونها في سورة الحج : ٦٠.

(٣) يونس : ٢٣.

(٤) فاطر : ٢٤.

وقوله « لا يحيق » أى لا يحيط و « الا بأهله » أى بالماكر.

(٥) الفطم : القطع وفصل الولد عن الرضاع. ولعل المراد فنعمت الامارة التى أرضعت الناس بلبنها واستفادوا منها. وبئست الامارة التى فطمت الناس عن ارضاعها. ولم يستفادوا منها. وقال في النهاية : ضرب المرضعة مثلا للامارة وما توصله إلى صاحبها من المنافع ، وضرب الفاطمة مثلا للموت الذى يهدم عليه لذاته.

(٦) في بعض نسخ المصدر « اسندوا » والمعنى واحد. والمراد بالامر الولاية وذلك لنقصها وعجزها لان الوالى مأمور بالبروز للقيام بشأن الرعية والمرأة عورة لا تصلح لذلك فلا يصح أن تتولى الامارة ولا القضاء وان ادعت القدرة على ذلك فنفس تلك الادعاء دليل على عدم قابليتها.

١٤٠