بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٤٧
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه وخليفته في خليقته محمد وآله الطاهرين.

أما بعد : فهذا هو المجلد السابع عشر من كتاب بحار الانوار تأليف المولى الاستاد الاستناد مولينا « محمد باقر بن محمد تقي المجلسي » قدس الله روحهما ونور ضريحهما (١) وهذا هو كتاب الروضة منه ، وهو يحتوي على المواعظ والحكم والخطب وأمثالها ، المأثورة عن الله تعالى والرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله والسادة المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين ، وعن أتباعهم عليهم‌السلام وماشا كل ذلك.

* ( ( أبواب ) ) *

* ( المواعظ والحكم ) *

١

* ( باب) *

* « ( مواعظ الله عزوجل في القرآن المجيد ) » *

* الايات *

النساء : ولقد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله وإن تكفروا فإن لله ما في السموات وما في الارض وكان الله غنيا حميدا ١٣١ ولله ما في السموات وما في الارض وكفى بالله وكيلا ١٣٢ إن يشأ يذهبكم أيها

____________________

(١) قال المولى المتبحر النحرير الحاج الميرزا حسين النورى نور الله ضريحه : ان المجلد السابع عشر من كتاب بحار الانوار من المجلدات التى لم تخرج في حياة مصنفها (العلامة المجلسى) إلى البياض وانما أخرجه بعد وفاته تلميذه العالم الاجل والنحرير الاكمل الميرزا عبدالله الافندى رحمه‌الله.

١

الناس ويأت بآخرين وكان الله على ذلك قديرا ١٣٣ من كان يريد ثواب الدنيا فعند الله ثواب الدنيا والاخرة وكان الله سميعا بصيرا ١٣٤ (١)

الانعام : قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون ٦٦ (٢).

وقال سبحانه : وربك الغني ذوالرحمة إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين ١٣٤ إنما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين ١٣٥ قل يا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل فسوف تعلمون ١٣٦ من تكون له عاقبة الدار إنه لا يفلح الظالمون ١٣٧ (٣)

الاعراف : وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا أو هم قائلون ٤ فما كان دعويهم إذ جاءهم بأسنا إلا أن قالوا إنا كنا ظالمين ٥ (٤).

____________________

(١) قوله تعالى « ان تكفروا » أى تجحدوا وصيته. وقوله : « حميدا » أى مستوجبا للحمد. قوله « يذهبكم » أى يهلككم. أصله ان يشأ اذها بكم يذهبكم. قوله : « على ذلك قديرا » يعنى قادرا على الافناء والايجاد.

(٢) قوله تعالى : « أويلبسكم شيعا » لبست عليه الامراذا خلطت بعضه ببعض أى يخلطكم فرقا مختلفين. وقوله : « يذيق بعضكم بأس بعض » أى يقتل بعضكم بعضا حتى يفنى الكل. قوله : « نصرف الايات » أى نظهر الايات ونكررها مرة بعد اخرى حتى يزول الشبه لكى يعلموا الحق.

(٣) قوله : « وما أنتم بمعجزين » أى لستم بمعجزين الله عن الاتيان بالبعث والعقاب.

وقوله : « على مكانتكم » أى على قدر منزلتكم وتمكنكم من الدنيا ومعناه اثبتوا على الكفر.

وقوله : « من تكون » مفعول « تعلمون » وقرأ حمزه والكسائى « يكون » بالباء لان تأنيث العاقبة ليس بحقيقى.

(٤) قوله تعالى « بياتا » أى بائتين في الليل وهو مصدر وقع موقع الحال وقوله : « اوهم قائلون عطف على » بياتا « أى وقت القيلولة وهو نصف النهار. وحذفت واوالحال استثقالا لاجتماع الواوين. قوله :« دعويهم » أى دعاؤهم او استغاثتهم ».

٢

التوبة : وقل اعملو فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون ١٠٦ (١).

يونس : ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا وجاءتهم رسلهم بالبينات وما كانوا ليؤمنوا كذلك نجزى القوم المجرمين ١٤ ثم جعلناكم خلائف في الارض من بعدهم لننظر كيف تعملون ١٥.

وقال تعالى : والله يدعوا إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ٢٦ ـ إلى قوله تعالى ـ وإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإلينا مرجعهم ثم الله شهيد على ما يفعلون ٤٨ ولكل امة رسول فإذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون ٤٩ ـ إلى قوله تعالى ـ قل أرأيتم إن أتيكم عذابه بياتا أونهارا ماذا يستعجل منه المجرمون ٥٢ أثم إذا ما وقع آمنتم به الئن وقد كنتم به تستعجلون ٥٣ ثم قيل للذين ظلموا ذواقوا عذاب الخلد هل تجزون إلا بما كنتم تكسبون ٥٤ ـ إلى قوله ـ وما تكون في شأن وما تتلوا منه من قرآن ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الارض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين ٦٢ (٢).

وقال تعالى : ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون ٨٣.

هود : ذلك من أنباء القرى نقصه عليك منها قائم وحصيد ١٠٣ وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شئ لما جاء أمر ربك وما زاد وهم غير تتبيب ١٠٤ وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد ١٠٥ إن في ذلك لآية لمن خاف عذاب الاخرة ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود ١٠٦ وما نوخره إلا لاجل معدود ١٠٧ يوم

____________________

(١) قوله تعالى : « فينبئكم بما كنتم تعملون » أى فيخبر كما بما فعلتم ويجاز يكم عليه.

(٢) قوله تعالى : « اذتفيضون فيه » أى تدخلون فيه والا فاضة الدخول في العمل على جهة الانصباب اليه. والعزوب الذهاب عن المعلوم وضده حضور المعنى للنفس والمعنى ما تغيب عن علم ربك من مثقال ذرة أى وزن نملة صغيرة.

٣

يأت لا تكلم نفس إلا باذنه فمنهم شقي وسعيد ١٠٨ فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق ١٠٩ خالدين فيها مادامت السموات والارض إلا ماشاء ربك إن ربك فعال لما يريد ١١٠ وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها مادامت السموات والارض إلا ماشاء ربك عطاء غير مجذوذ ١١١ إلى قوله تعالى وإن كلا لما ليوفينهم ربك أعمالهم إنه بما يعملون خبير ١١٤ فاستقم كما امرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير ١١٥ (١).

الرعد : قل من رب السموات والارض قل الله قل أفأتخذتم من دونه أولياء لا يملكون لانفسهم نفعا ولا ضرا قل هل يستوى الاعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شئ وهو الواحد القهار ١٨ أنزل من السماء ماء فسألت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا ومما توقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الارض كذلك يضرب الله الامثال للذين استجابوا لربهم الحسنى والذين لم يستجيبوا له لو أن لهم ما في الارض جميعا ومثله معه لا فتدوا به اولئك لهم سوء

____________________

(١) قوله تعالى « منها قائم » أى باق كالزرع المحمود عافى الاثر. وقوله « تتبيب » أى غير تخسير وقوله : « وما نؤخره الا لاجل معدود » أى وما نؤخر اليوم الا لا نتهاء مدة معدودة متناهية على حذف المضاف وارادة مدة التأجيل كلها بالاجل لا منتهاها فانه غير معدود.

قوله : « زفير وشهيق » الزفير اخراج النفس والشهيق رده والمراد شدة حالهم وكربهم وتشبيه صراخهم بصوت الحمير. لان الزفير والشهيق أول نهاقه وآخره.

قوله : « مادامت السموات والارض » ليس المراد السماء والارض بعينها بل المراد التبعيد فان للعرب الفاظا للتبعيد في معنى التأبيد يقولون لا فعل ذلك ما اختلف الليل والنهار ومادامت السموات والارض وما تنبت النبت ظفا منهم أن هذه الاشياء لا يتغير ويريدون بذلك التأبيد ، فخاطبهم سبحانه بالمتعارف من كلامهم على قدر عقولهم. وقوله « عطاء غير مجذوذ » أى غير مقطوع ولا ممنوع.

٤

الحساب ومأويهم جهنم وبئس المهاد ١٩ أفمن يعلم أنما انزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر اولوا الباب ٢٠ (١).

ابراهيم : ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور وذكر هم بأيام الله إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور ٦.

وقال تعالى : قالت رسلهم أفي الله شك فاطر السموات والارض يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم ويوخركم إلى أجل مسمى ١٢.

وقال تعالى : ألم تر أن الله خلق السموات والارض بالحق إن يشأيذهبكم ويأت بخلق جديد ٢٣ وما ذلك على الله بعزيز ٢٤.

وقال تعالى : ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يوخر هم ليوم تشخص فيه الابصار ٤٤ مهطعين مقنعي رؤسهم لايرتد إليهم طرفهم وافئدتهم هواء ٤٥ وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا أخرنا إلى أجل قريب ٤٦ نجب دعوتك ونتبع الرسل أولم تكونوا أقسمتم من قبل مالكم من زوال ٤٧ و سكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الامثال وقد مكروا مكر هم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال ٤٨ فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله إن الله عزيز ذوانتقام ٤٩. (٢)

____________________

(١) قوله تعالى : « رابيا » أن طافيا عاليا فوق الماء. وقوله : « جفاء » أى يجفئ به أى يرمى به السيل والفلز المذاب.

(٢) قوله تعالى : « تشخص فيه الابصار » أى تفتح ولا تغمض. وقوله : « مهطعين مقنعى رؤسهم » أى مسرعين رافعى رؤوسهم. والاهطاع الاسراع ، والاقناع رفع الرأس. وقوله : « لايرتد اليهم » أى لا يرجع اليهم أعينهم ولا يطبقونها ولا يغمضونها. قوله « هواء » أى خالية من العقل لفزعهم. قوله : « وقد مكروا مكرهم وعندالله مكرهم » أى مكروا بالانبياء قبلك ما امكنهم من المكر كما مكروا بك فعصمهم الله من مكر هم كما عصمك. و « عند الله مكرهم » أى جزاء مكرهم بحذف المضاف. وقوله : « مخلف وعده رسله » أصله مخلف رسله وعده تقدم المفعول الثانى ايذانا بان الله لا يخلف الوعد أصلا ، واذا لم يخلف وعده أحدا كيف يخلف رسله.

٥

النحل : هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي أمر ربك كذلك فعل الذين من قبلهم وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ٣٦ فأصابهم سيئات ما عملوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤن ٣٧.

وقال تعالى : تالله لقد أرسلنا إلى امم من قبلك فزين لهم الشيطان أعمالهم فهو وليهم اليوم ولهم عذاب أليم ٦٦ (١).

الاسرى : قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا ٨٧ (٢).

مريم : إن كل من في السموات والارض إلا آتي الرحمن عبدا ٩٥ لقد أحصيهم وعد هم عدا ٩٦ وكلهم آتيه يوم القيمة فردا ٩٧ ـ إلى قوله تعالى ـ وكم أهلكنا قبلهم من قرن هل تحس منهم من أحد أوتسمع لهم ركزا ٩٨ (٣).

الانبياء : وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة وأنشأنا بعدها قوما آخرين ١٢ فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون ١٣ لاتركضوا وارجعوا إلى ما اترفتم فيه ومسا كنكم لعلكم تسئلون ١٤ قالوا يا ويلنا إنا كنا ظالمين ١٥ فمازالت تلك دعويهم حتى جعلنا هم حصيدا خامدين ١٦ ـ إلى قوله تعالى ـ ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزؤن ٤٣ قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن بل هم عن ذكر ربهم معرضون ٤٤ أم لهم آلهة تمنعهم من دوننا لا يستطيعون نصر أنفسهم ولا هم منا يصحبون ٤٥ بل متعنا هؤلاء وآباءهم حتى طال عليهم العمر أفلا يرون أنا نأتي الارض تنقصها من أطرافها أفهم

____________________

(١) قوله : « فهو وليهم اليوم » عبر باليوم عن زمان الدنيا أو يوم القيامة على أنه حكاية حال ماضية كما قاله البيضاوى.

(٢) الشاكلة الطبيعة والخلقة أو الطريقة والمذهب أى كل واحد من المؤمن والكافر يعمل على طبيعته وخلقته التى تخلق بها. وقيل على طريقته وسنته التى اعتادها.

(٣) قوله تعالى : « هل تحس منهم من أحد » أى هل تشعر باحد منهم وتراه. وقوله : « زكرا » الركز الصوت الخفى واصل التركيب هو الخفاء ومنه ركز الرمح اذا غيب طرفه في الارض والركاز المال المدفون.

٦

الغالبون ٤٦ (١).

الحج : يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شئ عظيم ٢ يوم ترونها وتذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد ٣.

وقال تعالى : ألم تر أن الله يسجد له من في السموات ومن في الارض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء ٢٠ هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رؤسهم الحميم ٢١ يصهر به ما في بطونهم والجلود ولهم مقامع من حديد ٢٢ كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم اعيدوا فيها وذوقوا عذاب الحريق ٢٣ إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الانهار يحلون فيها من

____________________

(١) قوله تعالى : « وكم قصمنا » أى كم أهلكنا. والقصم بالفتح : الكسر ، يقال : هو قاصم الجبابرة. وقال البيضاوى هذه الاية واردة عن غضب عظيم لان القصم كسر يبين تلائم الاجزاء بخلاف الفصم فانه كسر بلا ابانة وقوله : « يركضون » أى يهربون سراعا والركض العدو بشدة الوطى. وقوله « لا تركضوا » على ارادة القول أى قيل لهم استهزاء لا تركضوا وقوله : « ما اترفتم فيه » الترفة النعمة والترف النعم. وقوله : حصيدا خامدين « أى مثل الحصيد وهو البنت المحصود ولذلك لم يجمع. و « خامدين » اى ميتين من خمدت النار.

قوله : « وحاق بهم » اى حل بهم وبال استهزائهم وسخريتهم والفرق بين السخرية الهزء أن في السخرية معنى طلب الذلة لان التسخير التذليل ، واما الهزء فيقتضى طلب صغر القدر بما يظهر في القول. قوله : « من يكلؤكم » اى يحفظكم والكلاءة الحفظ.

وقوله : « من الرحمن » اى من بأس الرحمن. وقوله : « معرضون » اى لا يخطرون ببالهم فضلا ان يخافوا بأسه حتى اذا كلئوا منه عرفوا الكالئ وصلحوا للسؤال. وقوله : « ولاهم منا يصحبون » قال ابن قتيبة اى لا يجير هم منا احد لان المجير صاحب الجار ، تقول صحبك الله اى حفظك الله واجارك.

٧

أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير ٢٤ وهدوا إلى الطيب من القول و هدوا إلى صراط الحميد ٢٥.

وقال تعالى : وإن يكذبوك فقد كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيم وقوم لوط وأصحاب مدين وكذب موسى فأمليت للكافرين ثم أخذتهم فكيف كان نكير ٤٣ فكأين من قرية أهلكناها وهي ظالمة فهي خاوية على عروشها وبئر معطلة وقصر مشيد ٤٤ ـ إلى قوله تعالى وكأين من قريه أمليت لها وهي ظالمة ثم أخذتها وإلى المصير ٤٧ (١).

المؤمنون : حتى إذا جآء أحدهم الموت قال : رب ارجعون ١٠٢ لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون ١٠٣ فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتسائلون ١٠٤ فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون ١٠٥ ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا أنفسهم

____________________

(١) قوله تعالى : « تذهل كل مرضعة » اى تنساه والذهول الذهاب عن الشئ دهشا وحيرة. وقوله : « تضع كل ذات حمل حملها » اى لوكان ثم مرضعة لذهلت او حامل لوضعت وان لم يكن هناك حامل ولا مرضعة والمراد شدة هول القيامة. وقوله : « هذان خصمان اختصموا في ربهم » اى فوجان مختصمان والخصم يستوى فيه المذكر والمؤنث والواحد والجمع ولذلك قال : « اختصموا » لانهما جمعان وليسا برجلين. قوله : « قطعت » اى قدرت على مقادير جثتهم ثياب. وقوله : « يصهربه » الصهر الا ذابة اى يذاب وينضج بذلك الحميم ما في بطونهم من الاحشاء ويذاب به الجلود. قوله : « ولهم مقامع من حديد » جمع مقمعة اى سياط يجلدون بها.

وقوله « ذوقوا » أى قيل لهم ذوقوا بحذف القول. قوله « من أساور » جمع اسورة وهى جمع سوار. وهو صفة مفعول محذوف. قوله « فأمليت » أى فأمهلت يقال : أملى الله لفلان في العمر اذا أخر عنه أجله. قوله « كيف كان نكير » أى انكارى عليهم بتغيير النعمة محنة والحياة هلاكا والعمارة خرابا. قوله « خاوية على عروشها » أى ساقطة حيطانها على سقوفها بان تعطلت بنيانها فخرت سقوفها ثم تهدمت حيطانها فسقطت فوق السقف. « خاوية » بمعنى خالية أى خالية مع بقاء عروشها وسلامتها فيكون الجار متعلقة بخاوية.

٨

في جهنم خالدون ١٠٦ (١).

النور : ألا إن لله ما في السموات والارض قد يعلم ما أنتم عليه ويوم ترجعون إليه فينبئهم بما عملوا والله بكل شئ عليم ٦٤ (٢).

النمل : إنما امرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها وله كل شئ وامرت أن أكون من المسلمين ٩٣ وأن أتلو القرآن فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فقل إنما أنا من المنذرين ٩٤ وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون ٩٥.

القصص : ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الاولى بصائر للناس وهدى ورحمة لعلهم يتذكرون ٤٣ ـ إلى قوله ـ ولكنا أنشأنا قرونا فتطاول عليهم العمر ٤٤ (٣).

الروم : قل سيروا في الارض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل كان أكثر هم مشركين ٤٢ فأقم وجهك للدين القيم من قبل أن يأتي يوم لامرد له من الله يومئذ يصدعون ٤٣ من كفر فعليه كفره ومن عمل صالحا فلا نفسهم يمهدون ٤٤ ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات من فضله إنه لا يحب الكافرين ٤٥ ـ إلى

____________________

(١) قوله تعالى « ومن ورائهم » الوراء هنا بمعنى الامام كقوله تعالى « ومن ورائهم ملك يأخذ كل سفينة » وقوله « بزرخ » البرزخ الحاجز بين الشيئين. قوله « فلا انساب بينهم يؤمئذ » اى لا يتواصلون بالانساب ولا يتعاطفون بها مع معرفة بعضهم بعضا.

(٢) قوله « ما أنتم عليه » أى من الخيرات والمعاصى والايمان والنفاق. و « يوم » منصوب بالعطف على محذوف هو ظرف زمان والتقدير ما انتم تثبتون عليه الان ويوم يرجعون ، خرج من الخطاب إلى الغيبة.

(٣) قوله تعالى « بصائر للناس » البصائر الحجج والبراهين للناس والعبر يبصرون بها وهى بدل من التوراة. والبصائر جمع البصيرة وهى نور القلب. قوله « فطال عليهم العمر » العمر بضمتين : الحياة كما في القاموس اى فطال عليهم مدة انقطاع الوحى فاندرست الشرايع فأوحينا اليك خبر موسى وغيره : فالمستدرك الوحى اليه فحذف واقيم سببه مقامه.

٩

قوله ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجآؤهم بالبينات فا نتقمنا من الذين أجرموا وكان حقا علينا نصر المؤمنين ٤٧ (١).

التنزيل : أولم يهد لهم كم أهلكنا من قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم إن في ذلك لآيات أفلا يسمعون ٢٦ (٢).

سبأ : أفلم يروا إلى ما بين أيديهم وما خلفهم من السماء والارض إن نشأنخسف بهم الارض أونسقط عليهم كسفا من السماء إن في ذلك لآية لكل عبد منيب ١٠.

وقال تعالى : وحيل بينهم وبين ما يشتهون ٥٣ كما فعل بأشياعهم من قبل إنهم كانوا في شك مريب ٥٤ (٣).

فاطر : يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد ١٦ إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد ١٧ وما ذلك على الله بعزيز ١٨ ـ إلى قوله ـ أولم يسيروا في الارض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم وكانوا أشد منهم قوة وما كان الله ليعجزه من شئ في السموات ولا في الارض إنه كان عليما قديرا ٤٣ (٤).

يس : يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزؤن ٢٩ أولم يرواكم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون ٣٠ وإن كل لما جميع لدينا محضرون ٣١.

وقال تعالى : ولو نشآه لطمسنا على أعينهم فاستبقوا الصراط فأنى يبصرون ٦٦

____________________

(١) قوله « فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقا الاية » اى فانتقمنا من المذنبين ودفعنا العذاب عن المؤمنين وكان واجبا علينا نصرهم.

(٢) قوله تعالى « يمشون في مساكنهم » يعنى يمرون أهل مكة في متاجرهم على ديارهم وقوله « أفلا يسمعون » اى سماع تدبر.

(٣) قوله تعالى « كسفا » الكسفة : القطعة من الشئ. قوله « منيب » اى راجع إلى ربه فانه يكون كثير التأمل في أمره. وقوله « في شك مريب » اى في شك مشكك كما قالوا عجب عجيب.

(٤) قوله « ليعجزة من شئ » أى لم يكن الله يفوته شئ. قوله « من شئ » فاعل ليعجزه و « من » مزيدة.

١٠

ولو نشآه لمسخناهم على مكانتهم فما استطاعوا مضيا ولا يرجعون ٦٧ (١).

الزمر : قل إني امرت أن أعبدالله مخلصا له الدين وامرت أن أكون أول المسلمين ١٤ قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم ١٥ قل الله أعبد مخلطا له ديني ١٦ فاعبدوا ما شئتم من دونه قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيمة ألا ذلك هو الخسران المبين ١٧ لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل ذلك يخوف الله به عباده يا عباد فاتقون ١٨ والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه اولئك الذين هدا هم الله واولئك هم اولوا الباب ١٩ أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذ من في النار ٢٠ لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف مبنية تجري من تحتها الانهار وعدالله لايخلف الله الميعاد ٢١.

وقال تعالى : أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب يوم القيمة وقيل للظالمين ذوقوا ما كنتم تكسبون ٢٦ كذب الذين من قبلهم فأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون ٢٧ فأذا قهم الله الخزي في الحيوة الدنيا ولعذاب الاخرة أكبر لو كانوا يعلمون ٢٨.

وقال تعالى : ولو أن للذين ظلوا ما في الارض جميعا ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيمة وبدالهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون ٤٨ وبدالهم سيئات ما كسبوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤن ٤٩ (٢).

المؤمن : أولم يسيروا في الارض فينظروا كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم كانوا هم أشد منهم قوة وآثارا في الارض فأخذهم الله بذنوبهم وما كان لهم من

____________________

(١) قوله « وان كل لما » ان مخففة من الثقيلة واللام هى الفارقة. و « ما » مزيدة للتأكيد و « كل » أصله كلهم. ومعناه ان الامم كلهم يوم القيامة يحضرون فيقفون على ما عملوه في الدنيا.

وقوله « لطمسنا » الطمس محو الشئ حتى يذهب أثره. قوله « فاستبقوا الصراط » انتصاب الصراط بنزع الخافض أى إلى الطريق. قوله « مضيا ولا يرجعون » أى لم يقدروا على ذهاب ولا مجئ.

(٢) قوله تعالى « ان الخاسرين الذى خسروا انفسهم » « الذين » خبر « ان » وقوله « لهم من فوقهم ظلل » الظلل جمع الظلة وهى السترة العالية وهذا شرح لخسرانهم. والانقاذ : الانجاء.

١١

الله من واق ٢٢ ذلك بأنهم كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فكفروا فأخذهم الله إنه قوي شديد العقاب ٢٣.

وقال تعالى ياقوم مالي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار ٤٤ تدعونني لاكفر بالله واشرك به ما ليس لي به علم وأنا أد عوكم إلى العزيز الغفار ٤٥ لاجرم أنما تدعونني إليه ليس له دعوة في الدنيا ولا في الآخرة وأن مردنا إلى الله وأن المسرفين هم أصحاب النار ٤٦ فستذكرون ما أقول لكم وافوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد ٤٧ فوقيه الله سيئات ما مكروا وحاق بآل فرعون سوء العذاب ٤٨ (١).

حم عسق : وترى الظالمين لما رأوا العذاب يقولون هل إلى مرد من سبيل ٤٤ وتريهم يعرضون عليها خاشعين من الذل ينظرون من طرف خفي وقال الذين آمنوا إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيمة ألا إن الظالمين في عذاب مقيم ٤٥ وماكان لهم من أولياء ينصرونهم من دون الله ومن يضلل الله فما له من سبيل ٤٦ استجيبوا لربكم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله مالكم من ملجأ يؤمئذ ومالكم من نكير ٤٧. (٢)

الزخرف : وكم أرسلنا من نبي في الاولين ٦ وما يأتيهم من نبي إلا كانوا به يستهزؤن ٧ فأهلكنا أشد منهم بطشاومضى مثل الاولين إلى قوله

____________________

(١) قوله تعالى « تدعوننى لا كفر بالله » بدل أو بيان فيه تعليل والدعاء كالهداية في التعدية بالى واللام. وقوله « ما ليس لى به علم » أى بر بوبيته علم والمراد نفى المعلوم والاشعار بأن الالوهية لابدلها من برهان.

(٢) قوله تعالى « ومن يضلل الله » أى من يخيليه الله وضلاله ليس له معين من بعد خذلان الله. وقوله « هل إلى مرد » أى رجوع ورد إلى الدنيا. وقوله « تريهم يعرضون عليها » أى على النار ويدل عليها العذاب. وقوله « من طرف خفى » أى ضعيف النظر مسارقة و « من » ابتدائية أو بمعنى الباء. وذلك لما عليهم من الهوان يسارقون النظر إلى النار خوفا منها.

١٢

تعالى وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على امة وإنا على آثارهم مقتدون ٢٣ قال أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم قالوا إنا بما ارسلتم به كافرون ٢٤ فانتقمنا منهم فانظر كيف كان عاقبة المكذبين ٢٥ (١).

الدخان : كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم ٢٦ ونعمة كانوا فيها فاكهين ٢٧ كذلك وأورثناها قوم آخرين ٢٨ فما بكت عليهم السماء والارض وما كانوا منظرين ٢٩ (٢).

الاحقاف : ولقد مكنا هم فيما إن مكنا كم فيه وجعلنا لهم سمعا وأبصارا و أفئدة فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شئ إذا كانوا يجحدون بآيات الله وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤن ٢٦ (٣).

ق : وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أشد منهم بطشا فنقبوا في البلاد هل من محيص ٣٥ إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ٣٦ (٤).

____________________

(١) قوله تعالى « أشد منهم بطشا ومضى مثل الاولين » البطش الاخذ الشديد و « مضى » أى وسلف في القرآن قصصهم العجيبة. وقوله « مترفوها » هم المتنعمون الذين آثروا الترفة على طلب الحجة يريد الرؤساء ، وتخصيص المترفين اشعار بان التنعم وحب البطالة صرفهم عن النظر إلى التقليد.

(٢) قوله تعالى « ونعمة » قال في القاموس النعمة بالكسر الدعة والمال والاسم النعمة بالفتح. وقوله « منظرين » أى مهملين إلى وقت آخر.

(٣) قوله تعالى « ولقد مكنا هم فيما ان مكناكم » « ان » نافية بمعنى « ما » النافية ، وهو أى « ان » في النفى مع « ما » الموصولة بمعنى الذى أحسن في اللفظ من « ما » النافية.

(٤) قوله تعالى « بطشا » أى قوة. وقوله « فنقبوا في البلاد » أى فتحوا المسالك في البلاد لشدة بطشهم. وقوله « هل من محيص » أى هل وجدوا مفرا من الموت. وفى القاموس محص منى أى هرب. وقوله : « من كان له قلب » أى عقل يتفكر ويتدبر. وقوله : « أوالقى السمع » أي أصفى لا ستماعه. وقوله « هو شهيد » أى شاهد بصدقه فيتعظ بظواهره وينزجر بزواجره.

١٣

الواقعة : نحن قد رنا بينكم الموت وما نحن بمسبوقين على أن نبدل أمثالكم ونشئكم فيما لاتعلمون ٦١ (١).

التغابن : هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن والله بما تعلمون بصير ٢ خلق السموات والارض بالحق وصور كم فأحسن صوركم وإليه المصير ٣ يعلم ما في السموات والارض ويعلم ما تسرون وما تعلنون والله عليم بذات الصدور ٤ ألم يأتكم نبؤا الذين كفروا من قبل فذاقوا وبال أمرهم ولهم عذاب أليم ٥ ذلك بأنه كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فقالوا أبشر يهدوننا فكفروا وتولوا واستغنى الله والله غني حميد ٦ (٢).

الطلاق : وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ورسله فحاسبنا ها حسابا شديدا وعذ بناها عذابا نكرا ٨ فذاقت وبال أمرها وكان عاقبة أمرها خسرا ٩ أعدالله لهم عذابا شديدا فاتقوا الله يا اولي الالباب ١٠ (٣).

الملك : فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا وقيل هذا الذي كنتم به تدعون ٢٧ قل أرأيتم إن أهلكني الله ومن معي أو رحمنا فمن يجير الكافرين من عذاب أليم ٢٨ قل هو الرحمن آمنا به وعليه توكلنا فستعلمون من هو في ضلال

____________________

(١) قوله تعالى : « وما نحن بمسبوقين » أى لايسبقنا أحد فيهرب من الموت أولا يسبقنا أحد منكم على ما قدرنا له من الموت حتى يزيد في مقدار حياته ، أولا يسبقنا خالق ولا مقدر في الخلق والتقدير وفعلنا ما فعلنا ولم يكن لما فعلناه مثال وانا لقادرون. وقوله : « على أن نبدل أمثالكم » أى لسنا بعاجزين على خلقكم وبعثكم ثانيا ، او على ان نبدل منكم اشباهكم فنخلق بدلكم. وقوله : « ننشئكم » أى نوجدكم بعد أن نفنيكم وقوله « فيما لا تعلمون » أى في نشأة لاتعلمون كيفيتها.

(٢) قوله تعالى « فذاقوا وبال أمرهم » أى ضرر كفر هم في الدنيا واصل الوبال الثقل.

والنكر هو عذاب الاستيصال. وقوله : « حاسبناها حسابا شديدا » أى بالاستقصاء والمناقشة.

(٣) قوله تعالى : « عتت عن أمر ربها » أى عتوا على الله ورسله وجاوزوا الحد في المخالفة.

١٤

مبين ٢٩ قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بمآه معين ٣٠ (١).

المعارج : أيطمع كل امرئ منهم أن يدخل جنة نعيم ٣٨ كلا إنا خلقنا هم مما يعلمون ٣٩ فلا اقسم برب المشارق والمغارب إنا لقادرون ٤٠ على أن نبدل خيرا منهم وما نحن بمسبوقين ٤١ فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون ٤٢ يوم يخرجون من الاجداث سراعا كأنهم إلى نصب يوفضون ٤٣ خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون ٤٤ (٢).

القيمة : وجوه يومئذ ناضرة ٢٢ إلى ربها ناظرة ٢٣ ووجوه يومئذ باسرة تظن أن يفعل بها فاقره ٢٥ كلا إذا بلغت التراقي ٢٦ وقيل من راق ٢٧ وظن أنه الفراق ٢٨ والتفت الساق بالساق ٢٩ إلى ربك يومئذ المساق ٣٠ فلا صدق ولا صلى ٣١ ولكن كذب وتولى ٣٢ ثم ذهب إلى أهله يتمطى ٣٣ أولى لك فأولى ٣٤ ثم أولى لك فأولى ٣٥ أيحسب الانسان أن يترك سدى ٣٦ ألم يك نطفة من مني يمنى ٣٧ ثم كان علقة فخلق فسوى ٣٨ فجعل منه الزوجين الذكر والانثى ٣٩ أليس ذلك بقادر على أن يحبي الموتى ٤٠ (٣).

____________________

(١) قوله تعالى « سيئت وجوه الذى كفروا » أى بان عليها الكابة والحزن وساءتها رؤية العذاب. وقوله : « تدعون » أى تطلبون وتستعجلون به ، تفتعلون من الدعاء. أوبه تدعون ، أو بسببه تدعون أن لا بعث فهو من الدعوى. قوله : « غورا » بمعنى غائرا مصدر وصف به وقوله : « بماء معين » أى جار ، او ظاهر سهل التناول.

(٢) قوله تعالى « لا أقسم » « لا » مزيدة للتأ كيدو المراد بالمشارق : قيل للشمش ثلاثمائة وستون مشرقا وثلاثمائة وستون مغربا ، في كل يوم له مشرق ومغرب. قوله : « فذرهم يخوضوا » أى اتركهم في باطلهم. قوله : « من الاجداث » أى من القبور. قوله : « سراعا » أى مسرعين. قوله « كانهم إلى نصب » أى إلى منصوبات للعبادة او أعلام. « يوفضون » أى يسرعون. قوله : « ترهقهم » أى تغشاهم.

(٣) قوله تعالى : « ناضرة » أى حسنة مضيئة مشرقة « إلى ربها ناظرة » أى ينتظر ثواب ربها. ورد في الحديث « ينتهى اولياء الله بعد ما يفرغ من الحساب إلى نهر يسمى الحيوان

١٥

المرسلات : ألم نهلك الاولين ١٦ ثم نتبعهم الآخرين ١٧ كذلك نفعل بالمجرمين ١٨ ويل يومئذ للمكذبين ١٩ (١).

النبأ : إنا أنذرنا كم عذابا قريبا ٤٠ يوم ينظر المرء ماقدمت يداه ويقول الكافر ياليتني كنت ترابا ٤١ (٢).

عبس : فاذا جاءت الصاخة ٣٣ يوم يفر المرء من أخيه ٣٤ وامه وأبيه ٣٥ وصاحبته وبنيه ٣٦ لكل امرى ء منهم يومئذ شأن يغنيه ٣٧ وجوه يومئذ مسفرة ٣٨ ضاحكة مستبشرة ٣٩ ووجوه يومئذ عليها غبرة ٤٠ ترهقها قترة ٤١ اولئك هم

____________________

فيغتسلون فيه ويشربون منه فتبيض وجوههم اشراقا فيذهب عنهم كل قذى ووعث ثم يؤمرون بدخول الجنة فمن هذا المقام ينظرون إلى ربهم كيف يثيبهم قال فذلك قوله تعالى « إلى ربها ناظرة » وانما يعنى بالنظر اليه النظر إلى ثوابه تبارك وتعالى وقال : والناظرة في بعض اللغة هى المنتظرة الم تسمع إلى قوله : « فناظرة بم يرجع المرسلون » أى منتظرة.

وقوله : « ووجوه يومئذ باسرة » أى كالحة شديدة العبوس. « تظن أن يفعل بها فاقرة » أى تتوقع أرباب تلك الوجوه أوتوقن أن يفعل بها داهية عظيمة تكسر قفار الظهر. وقوله : « اذا بلغت التراقى » أى اذا بلغت النفس الترقوة ( كلوكاه ). وقوله : « وقيل من راق » أى يقال له : من يرقيك مما بك؟ يعنى هل من طبيب؟.

وقوله : « وظن انه الفراق » أى أيقن أن الذى نزل به فراق الدنيا ومحابها وعلم بمفارقة الاحبة. قوله : « والتفت الساق بالساق » أى التوت شدة فراق الدنيا بشدة خوف الاخرة ، أو التوت احدى ساقيه بالاخرى عند الموت. والمساق المصير. وقوله : « يتمطى » أى يتبختر افتخارا في مشيته اعجابا بنفسه. قوله : « اولى لك » كلمه وعبد وتهديد أى بعدا لك من خير الدنيا وبعدا لك من خير الاخرة. وقيل معناه : الذم أولى لك من تركه.

وقوله : « سدى » أى مهملا لا يحاسب ولا يسئل ولا يعاقب.

(١) قوله تعالى : « ويل يومئذ للمكذبين » الويل في الاصل مصدر منصوب باضمار فعله عدل به إلى الرفع للدلالة على ثبات الهلاك للمدعو عليه و « يومئذ » ظرفه أو صفته.

(٢) قوله : « يا ليتنى كنت ترابا » أى في الدنيا فلم أخلق ولم أكلف ، أوفى هذا اليوم فلم أبعث لم وانشر.

١٦

الكفرة الفجرة ٤٢ (١).

الانفطار : إن الابرار لفي نعيم ١٣ وإن الفجار لفي جحيم ١٤ يصلونها يوم الدين ١٥ (٢).

المطففين : ألا يظن اولئك أنهم مبعوثون ٤ ليوم عظيم ٥ يوم يقوم الناس لرب العالمين ٦.

الغاشية : هل أتيك حديث الغاشية ١ وجوه يومئذ خاشعة ٢ عاملة ناصبة تصلى نارا حامية ٤ تسقى من عين آنية ٥ ليس طعام إلا من ضريع ٦ لا يسمن ولا يغني من جوع ٧ وجوه يومئذ ناعمة ٨ لسعيها راضية ٩ في جنة عالية ١٠ لا تسمع فيها لا غية ١١ فيها عين جارية ١٢ فيها سرر مرفوعة ١٣ وأكواب موضوعة ١٤ و نمارق مصفوفة ١٥ وزرابي مبثوثة ٢٦ (٣).

____________________

(١) قوله تعالى « فاذا جاءت الصاخة » أى النفحة وصفت بها مجاز الان الناس يصخون لها. وقوله : « شأن يغنيه » أى يشغله عن غيره. قوله : « وجوه يومئذ مسفرة » أى مضيئة بما ترى من النعم. و « وجوه يومئذ عليها غبرة » أى عليها غبار وكدورة و « ترهقها قترة » أى يغشيها سواد وظلمة.

(٢) قوله تعالى : « يصلونها يوم الدين » أى يدخلونها ويقاسون حرها ويلزمونها بكونهم فيها. ويوم الدين اى يوم الجزاء والحساب.

(٣) قوله تعالى : « الغاشية » يعنى القيامة لانها تغشى الخلائق باهوالها. قوله : « ناصبة » اى عملت ونصبت في اعمال لا يعنيها او نصب وتعب بالسلاسل والاغلال. قوله : « آنية » اى شديدة الحرارة بلغت أناها في الحر ، قوله « حامية » اى متناهية في الحر.

« الضريع » هو نوع من الشوك لا ترعاه دابة لخبثه ، أمر من الصبرو أنتن من الجيفة وأشد حرا من النار ، سماه الله تعالى الضريع كما في الرواية. قوله « ناعمة » اى ذاب بهجة او متنعمة. وقوله : « لاغية » أى الهزل والكذب. وقوله : « ونمارق مصفوفة » أى وسائد مرتبة بعضها بجنب بعض بستند اليها. و « أكواب » جمع كوب أى اقداح لا عرى لها. قوله : « وزرابى مبثوثة » أى بسط فاخرة مبسوطة لها خمل.

١٧

٢

* ( باب) *

* ( مواعظ الله عزوجل في سائر الكتب السماوى وفى الحديث القدسى ) *

« ( وفى مواعظ جبرئيل عليه‌السلام ) »

١ ـ ن : (١) تميم القرشي عن أبيه ، عن الانصاري ، عن الهروي قال : سمعت علي ابن موسى الرضا عليهما‌السلام يقول : أوحى الله عزوجل إلى نبي من أنبيائه إذا أصبحت فأول شئ يستقبلك فكله ، والثاني فاكتمه ، والثالث فاقبله ، والرابع فلا تؤيسه والخامس فاهرب منه ، قال : فلما أصبح مضى فاستقبله جبل أسود عظيم ، فوقف و قال : أمرني ربي عزوجل أن آكل هذا وبقي متحيرا ، ثم رجع إلى نفسه فقال ربي جل جلاله : إلا يأمرني إلا بما اطيق فمشي إليه ليأكله فلما دنى منه صغر حتى انتهى إليه فوجده لقمة فأكلها فوجدها أطيب شئ أكله ، ثم مضى فوجد طستا من ذهب فقال : أمرني ربي أن أكتم هذا فحفرله حفرة وجعله فيه وألقى عليه التراب ثم مضى فالتفت فاذا الطست قد ظهر فقال : قد فعلت ما أمرني ربي عزوجل فمضى فاذا هو بطير وخلفه بازي ، فطاف الطير حوله ، فقال : أمرني ربي عزوجل أن أقبل هذا ففتح كمه فدخل الطير فيه فقال له البازي : أخذت صيدي وأنا خلفه منذ أيام فقال إن ربي عزوجل أمرني أن لا أويس هذا ، فقطع من فخذه قطعة فألقاها إليه ثم مضى فلما مضى فاذا هو بلحم ميتة منتن مدود ، فقال أمرني ربي عزوجل أن أهرب من هذا ، فهرب منه ورجع ورأى في المنام كأنه قد قيل له إنك قد فعلت ما امرت به فهل تدري ما ذا كان؟ قال : لا ، قيل له : أما الجبل فهو الغضب ، إن العبد إذا غضب لم يرنفسه وجهل قدره من عظم الغضب فاذا حفظ نفسه وعرف قدره وسكن غضبه كانت عاقبته كاللقمة الطيبة التي أكلها.

____________________

(١) عيون أخبار الرضا «ع» ص ١٥٢.

١٨

وأما الطست فهو العمل الصالح إذا كتمه العبد وأخفاه أبى الله عزوجل إلا أن يظهره ليزينه به مع ما يدخرله من ثواب الآخرة.

وأما الطير فهو الرجل الذي يأتيك بنصيحة فاقبله واقبل نصيحته.

وأما البازي فهو الرجل الذي يأتيك في حاجة فلا تؤيسه.

وأما اللحم المنتن فهي الغيبة فاهرب منها.

٢ ـ ن : بالاسانيد الثلاثة (١) عن الرضا عليه‌السلام أن أباه عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول الله تبارك وتعالى : يا ابن آدم ما تنصفني أتحبب إليك بالنعم تتمقت إلي بالمعاصي ، خيري عليك منزل وشرك إلي صاعد ، ولا يزال ملك كريم ، يأتيني عنك في كل يوم وليلة بعمل قبيح ، يا ابن آدم لو سمعت وصفك من غيرك وأنت لا تعلم من الموصوف لسارعت إلى مقته.

ما : (٢) عن المفيد ، عن عمر بن محمد الزيات ، عن علي بن مهروية ، عن داود بن سليمان ، عن الرضا عليه‌السلام عن آبائه عليهم‌السلام عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مثله ، وفيه « في كل يوم بعمل غير صالح ».

٣ ـ مع ، ل ، لى : (٣) محمد بن أحمد الاسدي ، عن محمد بن جرير ، والحسن ابن عروة وعبدالله بن محمد الوهبي (٤) جميعا ، عن محمد بن حميد ، عن زافر بن سليمان ، عن محمدبن عينية ، عن أبي حازم ، عن سهل بن سعد قال : جاء جبرئيل عليه‌السلام إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يا محمد عش ما شئت فإنك ميت وأحبب من شئت فإنك مفارقه

____________________

(١) العيون ص ١٩٧ وراجع في بيان المراد بالاسانيد الثلاثة المجلد الاول ص ٥١ باب تلخيص المصادر.

(٢) الامالى ج ١ ص ١٢٦ و ٢٨١ وج ٢ ص ١٨٣.

(٣) معانى الاخبار ص ١٧٨. الخصال ج ١ ص ٧. الامالى المجلس الحادى والاربعون ص ١٤١.

(٤) في بعض النسخ « الدهنى ».

١٩

واعمل ماشئت فانك مجزي به (١) واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل وعزه استغناؤه عن الناس.

٤ ـ مع : (٢) عن أبيه ، عن سعد ، عن البرقي ، عن أبيه في حديث مرفوع عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : جاء جبرئيل عليه‌السلام إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يارسول الله إن الله تبارك وتعالى أرسلني إليك بهدية لم يعطها أحدا قبلك ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قلت : وما هي؟ قال : الصبرو أحسن منه ، قلت : وما هو؟ قال الرضا وأحسن منه ، قلت : وماهو؟ قال : الزهد وأحسن منه ، قلت : وما هو؟ قال : الاخلاص وأحسن منه ، قلت : وما هو؟ قال : اليقين وأحسن منه ، قلت وما هو؟ قال جبرئيل إن مدرجة ذلك التوكل على الله عزوجل فقلت : وما التوكل على الله عزوجل؟ فقال : العلم بأن المخلوق لا يضر ولا ينفع ولا يعطي ولا يمنع ، واستعمال اليأس من الخلق ، فاذا كان العبد كذلك لم يعمل لاحد سوى الله ، ولم يرج ولم يخف سوى الله ، ولم يطمع في أحد سوى الله فهذا هو التوكل.

قال : قلت : يا جبرئيل فما تفسير الصبر؟ قال : تصبر في الضراء كما تصبر في السراء ، وفي الفاقة كما تصبر في الغنى ، وفي البلاء كما تصبر في العافية ، فلا يشكو حاله عند الخلق بما يصيب من البلاء. قلت : فما تفسير القناعة قال : يقنع بما يصيب من الدنيا يقنع بالقليل ويشكر اليسير ، قلت : فما تفسير الرضا؟ قال : الراضي لا يسخط على سيده ، أصاب الدنيا أم لا ، ولا يرضى لنفسه باليسير من العمل ، قلت : يا جبرئيل فما تفسير الزهد؟ قال : الزاهد يحب من يحب خالقه ويبغض من يبغض خالقه ويتحرج (٣) من حلال الدنيا ولا يلتفت إلى حرامها فان حلالها حساب وحرامها عقاب ، ويرحم جميع المسلمين كما يرحم نفسه ، ويتحرج من الكلام

____________________

(١) إلى هنا رواه الشيخ في أماليه ج ٢ ص ٢٠٣ من حديث جعفر بن محمد عن آبائه عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله.

(٢) معانى الاخبار ص ٢٦٠.

(٣) التحرج : التجنب.

٢٠