بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٨٣
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

وإن حكيت ذلك من غيرك (١).

١٨ ـ كتاب الامامة والتبصرة : عن محمد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن سعيد ، عن الحسن بن عبيد الكندي ، عن النوفلي عن السكوني ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الضحك هلاك.

١٠٧

( باب )

«الابواب التى ينبغي الاختلاف اليها»

«وبعض النوادر»

١ ـ ل : القطان ، عن أحمد الهمداني ، عن علي بن الحسن بن فضال ، عن أبيه ، عن مروان بن مسلم ، عن الثمالي ، عن ابن طريف ، عن ابن نباته قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : كانت الحكماء فيما مضى من الدهر تقول : ينبغي أن يكون الاختلاف إلى الابواب لعشرة أوجه ، أولها بيت الله عزوجل لقضاء نسكه ، والقيام بحقه ، وأداء فرضه ، والثاني أبواب الملوك الذين طاعتهم متصلة بطاعة الله عز وجل ، وحقهم واجب ، ونفعهم عظيم ، وضررهم شديد ، والثالث أبواب العلماء الذين يستفاد منهم علم الدين والدنيا ، والرابع أبواب أهل الجود والبذل الذين ينفقون أموالهم التماس الحمد ورجاء الآخرة ، والخامس أبواب السفهاء الذين يحتاج إليهم في الحوادث ، ويفزع إليهم في الحوائج ، والسادس أبواب من يتقرب إليه من الاشراف لا لتماس الهيئة والمروة والحاجة والسابع أبواب من يرتجى عندهم النفع في الرأي والمشورة وتقوية الحزم وأخذ الاهبة لمايحتاج إليه ، والثامن أبواب الاخوان لما يجب من مواصلتهم ويلزم من حقوقهم التاسع أبواب الاعداء التي تسكن بالمداراة غوائلهم ، ويدفع بالحيل والرفق واللطف والزيارة عداوتهم

____________________

(١) نهج البلاغة الرقم ٣١ من قسم الكتب.

٦١

والعاشر أبواب من ينتفع بغشيانهم ، ويستفاد منهم حسن الادب ، ويؤنس بمحادثتهم (١).

٢ ـ نهج : قال عليه‌السلام : الشفيع جناح الطالب (٢).

وقال عليه‌السلام : فوت الحاجة أهون من طلبها إلى غير أهلها (٣).

١٠٨

( باب )

*«(ما يجوز من تعظيم الخلق ومالا يجوز)»*

الايات : البقرة : وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم (٤).

آل عمران : ماكان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله (٥).

يوسف : ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا (٦).

النمل : وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فسدهم عن السبيل وهم لايهتدون * ألا يسجدوالله الذي يخرج الخبأفي السموات والارض (٧).

١ ـ نوادر الراوندى : باسناده عن موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال علي عليه‌السلام في قوله تعالى : «وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا» ماسجدت به من جوارحك لله تعالى فلا تدعو مع الله أحدا (٨).

٢ ـ نهج : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام وقد لقيه عند مسيره إلى الشام دهاقين

____________________

(١) الخصال ج ٢ ص ٤٨.

(٣٢) نهج البلاغة الرقم ٦٣ و ٦٦ من الحكم.

(٤) البقرة : ٣٢. (٥) آل عمران : ٧٩.

(٦) يوسف : ١٠٠. (٧) النمل : ٢٤ و ٢٥.

(٨) نوادر الراوندى : ٣٠.

٦٢

الانبار فترجلوا له واشتدوا بين يديه : ماهذا الذي صنعتموه؟ فقالوا : خلق منا نعظم به أمراءنا فقال عليه‌السلام : والله ماينتفع بهذا امراؤكم ، وإنكم لتشقون به على أنفسكم ، وتشقون به في آخرتكم ، وما أخسر المشقة وراءها العقاب وأربح الدعة معها الامان من النار (١).

٣ ـ تأويل الايات الظاهرة : باسناده عن الصدوق عن عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب ، عن أحمد بن محمد الشعراني ، عن عبدالباقي ، عن عمر بن سنان ، عن حاجب بن سليمان ، عن وكيع بن الجراح ، عن الاعمش عن ابن ظبيان عن أبي ذر رحمه‌الله قال : رأيت سلمان وبلالا يقبلان إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إذ انكب سلمان على قدم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقبلها فزجره النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عن ذلك ثم قال له : يا سلمان لاتصنع بي ماتصنع الاعاجم بملو كها أنا عبد من عبيدالله آكل مما يأكل العبد ، وأقعد كما يقعد العبد.

٤ ـ ك : حدثنا أبوالعباس أحمد بن الحسين بن عبدالله بن محمد بن مهران الآبي العروضي رحمه‌الله بمرو ، عن زيد بن عبدالله البغدادي ، عن علي بن سنان الموصلي عن أبيه قال : لما قبض سيدنا أبومحمد العسكري عليه‌السلام وفد من قم والجبال وفود بالاموال كانت تحمل على الرسم فلما أن وصلوا إلى سر من رأى قيل لهم : إنه قد فقد فطلب جعفر منهم المال ولم يعطوه ، فلما خرجوا من البلد خرج عليهم غلام وناداهم بأسمائهم وقال : أجيبوا مولاكم قالوا : فسرنا معه حتى دخلنا دار مولانا الحسن بن علي عليهما‌السلام فاذا ولده القائم عجل الله فرجه قاعد على سرير كأنه فلقة القمر عليه ثياب خضر فسلمنا عليه فرد علينا السلام فقال : جملة المال كذا وكذا دينارا حمل فلان كذا وفلان كذا ، ولم يزل يصف حتى وصف الجميع ، ثم وصف ثيابنا ورحالنا ، وماكان معنا من الدواب ، فخررنا

____________________

(١) نهج البلاغة الرقم ٣٧ من الحكم وأصل القصة طويلة تراها في ج ٧٥ ص ٣٥٦ من هذه الطبعة نقلا عن كتاب صفين لنصر بن مزاحم.

٦٣

سجدا لله عزوجل شكرا لما عرفنا وقبلنا الارض بين يديه وسألناه عما أردنا فأجاب فحملنا إليه الاموال ، والخبر طويل أوردناه في كتاب الغيبة (١).

بيان : ظاهره جواز تقبيل الارض عند الامام عليه‌السلام وإن أمكن حمله على أن التقبيل كان من تتمة سجدة الشكر وقوله «بين يديه» متعلقا بسجدو قبلنا معا لكنه بعيد ، وعلى أي حال لا يمكن مقايسة غيرهم عليهم‌السلام بهم في ذلك.

[ تم كتاب العشرة ]

____________________

(١) كمال الدين ج ٢ ص ١٥٤ وقد أورده في تاريخ الامام الثانى عشر عليه‌السلام الباب ١٨ باب ذكر من رآه صلوات الله عليه تحت الرقم : ٣٤ ، راجع ج ٥٢ ص ٤٧. من هذه الطبعة.

٦٤

القسم الثانى

من

المجلد السادس عشر

كتاب الاداب والسنن والاوامر والنواهى

والكبائر والمعاصى والزى والتجمل

٦٥

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين ، ولا عدوان إلا على الظالمين ثم الصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين ، محمد بن عبدالله خاتم النبيين وعترته الغر الميامين مادامت السماوات والارضين (١).

أما بعد : فهذا هو المجلد السادس عشرمن مجلدات كتاب بحار الانوار تأليف الغريق في بحاررحمة ربه الوفي ، مولانا محمد باقر بن محمد تقي المجلسي عليهما رضوان الله الملك العلي (٢) وهويحتوي على كتاب الآداب والسنن والاوامر والنواهي والكبائر والمعاصي.

أقول : قد مضى كثير من أخبار هذا الكتاب في مطاوي أبواب (٣) كتاب الايمان والكفر وكتاب العشرة أيضا فلا تغفل عن ذلك.

( أبواب )

*«(آداب التطييب والتنظيف والاكتحال والتدهن)»*

١

( باب )

*«(جوامع آداب النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله وسنته)»*

١ ـ ل : ابن المتوكل ، عن السعد آبادي ، عن البرقي عن أبيه ، عن ابن أبي عمير وصفوان معا ، عن الحسين بن مصعب ، عن الصادق عن آبائه عليهم‌السلام

____________________

(١) كذا والصحيح «مادامت السماوات والارضون» ولعل منشأه الانس برعاية السجع.

(٢) قد أشرنا في مقدمة القسم الاول من الجزء السادس عشر (ج ٧٤ كتاب العشرة) أن المؤلف العلامة انتقل إلى بحار رحمة الله قبل أن يخرج هذا المجلد إلى البياض ، فاعتنى تلميذه المرزا عبدالله أفندى بجمع السموات وجعلها في قسمين وأخرجهما إلى البياض فالخطبة من منشآت قلمه رضوان الله عليه صدربها الكتاب حين أخرجه إلى البياض فلا تغفل.

(٣) في المطبوعة في مطاوى أهل الايمان والكفر.

٦٦

قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : خمس لا أدعهن حتى الممات : الاكل على الحضيض مع العبيد ، وركوبي الحمار موكفا ، وحلب العنز بيدي ولبس الصوف ، والتسليم على الصبيان ، لتكون سنة من بعدي (١).

أقول : وفي خبر آخر عن السكوني عنه عليه‌السلام وخصفي النعل بيدي (٢) وقد مضى بأسانيد مع الاخبار الاخرى في كتاب الحجة في باب مكارم أخلاقه صلى‌الله‌عليه‌وآله (٣).

٢ ـ مكا : عن الصادق عليه‌السلام : إني لاكره للرجل أن يموت وقد بقيت خلة من خلال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لم يأت بها (٤).

٢

* ( باب ) *

*«(السنن الحنيفية)»*

١ ـ ل : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن البرقي عن ابن فضال ، عن الحسن ابن الجهم ، عن الكاظم عليه‌السلام قال : خمس من السنن في الرأس ، وخمس في الجسد فأما التي في الرأس فالمسواك وأخذ الشارب ، وفرق الشعر ، والمضمضة ، والاستنشاق وأما التي في الجسد فالختان ، وحلق العانة ، ونتف الابطين وتقليم الاظفار والاستنجاء (٥).

ضا : أما السنن الحنيفية التي قال الله عزوجل لنبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله : «واتبع ملة إبراهيم حنيفا» (٦) فهي عشرة سنن خمسة في الرأس وخمسة في الجسد وذكر مثله (٧).

٢ ـ ل : ابن بندار عن جعفر بن محمد بن نوح ، عن عبدالله بن أحمد بن حماد ، عن الحسن بن علي الحلواني عن بشير بن عمر عن مالك بن أنس

____________________

(١ ٢) الخصال ج ١ ص ١٣٠. (٣) راجع ج ١٦ ص ٢١٥ من هذه الطبعة.

(٤) مكارم الاخلاق ص ٤١. (٥) الخصال ج ١ ص ١٣٠. (٦) النساء : ١٢٥.

(٧) فقه الرضا : ١ ، وفى المطبوعة رمز ما ولم نجده في أمالى الطوسى.

٦٧

عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : خمس من الفطرة : تقليم الاظفار ، وقص الشارب ونتف الابط وحلق العانة والاختتان (١).

٣ ـ فس : أنزل الله على إبراهيم الحنيفية وهي الطهارة وهي عشرة أشياء خمسة في الرأس وخمسة في البدن وأما التي في الرأس فأخذ الشارب ، وإعفاء اللحى ، وطم الشعر ، والسواك والخلال ، وأما التي في البدن فحلق الشعر من البدن ، والختان ، وقلم الاظفار والغسل من الجنابة ، والطهور بالماء ، فهذه خمسة في البدن وهي الحنيفية الطاهرة التي جاء بها إبراهيم فلم تنسخ ولا تنسخ إلى يوم القيامة وهو قوله : «واتبع ملة إبراهيم حنيفا» (٢).

٤ ـ شى : عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : ما أبقت الحنيفية شيئا حتى أن منها قص الشارب وقلم الاظفار ، والختان (٣).

٥ ـ شى : عن طلحة بن زيد ، عن جعفر بن محمد ، عن آبائه ، عن علي عليهم‌السلام قال : قال رسول الله : إن الله عزوجل بعث خليله وبالحنيفية وأمره بأخذ الشارب وقص الاظفار ، ونتف الابط ، وحلق العانة ، والختان (٤).

٦ ـ مكا : عن الصادق عليه‌السلام قال : كان بين نوح وإبراهيم عليهما‌السلام ألف سنة وكانت شريعة إبراهيم بالتوحيد والاخلاص ، وخلع الانداد ، وهي الفطرة التي فطر الناس عليها وهي الحنيفية وأخذ عليه ميثاقه وأن لا يعبد إلى الله ، ولا يشرك به شيئا ، قال : وأمره بالصلاة والامر والنهي ولم يحكم له أحكام فرض المواريث وزاده في الحنيفية : الختان ، وقص الشارب ونتف الابط ، وتقليم الاظفار وحلق العانة وأمره ببناء البيت والحج والمناسك فهذه كلها شريعته عليه‌السلام.

وعنه عليه‌السلام قال : قال الله عزوجل لابراهيم : تطهر؟ فأخذ شاربه ثم قال : تطهر ، فنتف من إبطه ثم قال : تطهر فقلم أظفاره ثم قال : تطهر فحلق

____________________

(١) الخصال ج ١ ص ٤٩. (٢) تفيسر القمى ص ٥٠.

(٣) تفسير العياشى ج ١ ص ٦١. (٤) تفسير العياشى ج ١ ص ٣٨٨.

٦٨

عانته ثم قال : تطهر فاختتن (١).

٧ ـ نوادر الراوندى : باسناده عن موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال علي عليه‌السلام : قيل لابراهيم عليه‌السلام : تطهر فأخذ شاربه ثم قيل له : تطهر فنتف تحت جناحه ثم قيل له : تطهر فحلق عانته ثم قيل له : تطهر فاختتن (٢).

وبهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أول من اختتن إبراهيم عليه‌السلام اختتن بالقدوم على رأس ثمانين سنة (٣).

أبواب

آداب الحمام والنورة والسواك وما يتعلق بها

٣

* ( باب ) *

*«(آداب الحمام وفضله واحكامه والادعية المتعلقة به والتدلك وغسل الرأس بالطين)»*

١ ـ لى : ابن المتوكل ، عن سعد عن عن ابن هاشم ، عن الحسين بن الحسن القرشي عن سليمان بن جعفر البصري ، عن عبدالله بن الحسين بن زيد ، عن أبيه عن الصادق عن آبائه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله تبارك وتعالى كره لكم أيتها الامة أربعا وعشرين خصلة ونهاكم عنها إلى أن قال : كره الغسل تحت السماء بغير مئزر ، وكره دخول الانهار إلى بمئزر ، وقال : في الانهار عمار وسكان من الملائكة ، وكره دخول الحمامات إلى بمئزر (٤).

أقول : تمامه في باب المناهي (٥).

٢ ـ لى : في مناهي النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه نهى أن يدخل الرجل حليلته إلى

____________________

(١) مكارم الاخلاق : ٦٦.

(٢ ٣) نوادر الراوندى : ٢٣.

(٤) أمالى الصدوق : ١٨١. (٥) وتراه في الخصال ج ٢ : ١٠٢.

٦٩

الحمام وقال : لايدخلن أحدكم الحمام إلا بمئزر ، ونهى عن السواك في الحمام (١).

٣ ـ لى : الحسن بن علي الصوفي عن حمزة بن القاسم ، عن الفزاري عن محمد بن الحسن الوزان ، عن يحيى بن سعيد الاهوازي ، عن البزنطي عن محمد ابن حمران ، عن الصادق عليه‌السلام قال : إذا دخلت الحمام فقل في الوقت الذي تنزع ثيابك «اللهم انزع عني ربقة النفاق وثبتني على الايمان» فاذا دخلت البيت الاول (٢) فقل : «اللهم إنى أعوذ بك من شر نفسي وأستعيذ بك من أذاه» وإذا دخلت البيت الثاني فقل : «اللهم أذهب عنى الرجس النجس وطهر جسدي وقلبي» وخذ من الماء الحار وضعه على هامتك ، وصب منه على رجليك وإن أمكن أن تبلع منه جرعة ، فافعل (٣) فانه ينقي المثانة والبث في البيت الثاني ساعة ، فاذا دخلت البيت الثالث فقل «نعوذ بالله من النار ونسأله الجنة» ترددها إلى وقت خروجك من البيت الحار ، وإياك وشرب الماء البارد والفقاع في الحمام ، فانه يفسد المعدة ولا تصبن عليك الماء البارد فانه يضعف البدن ، وصب

____________________

(١) أمالى الصدوق ص ٢٥٣ و ٢٥٤.

(٢) كانوا وضعوا بيوت الحمام طبقا للعناصر والاخلاط الاربعة على أربعة فأولها بين المسلخ وينزع فيه الثاب وهو بارد يابس والثانى بيت فيه الماء البارد فهو بارد رطب ، والثالث بيت فيه الماء الحار فهو حار رطب ، والرابع بيت ليس فيه ماء وهو مستحم من تحتها ، كانوا يلبثون فيه لا ستدرار العرق ونضج الاخلاط الفاسدة وهو حار يابس.

(٣) كان المعمول في تلك الحمامات خزانة للماء البارد ، وخزانة للماء الحار لكن المستحمين لم يكونوا ليدخلوا خزانة الماء وانما كانوا يغرفون الماء بالمشربة و يصبون على رؤسهم فينفصل الغسالة من أبدانهم جارية إلى بئر هناك معدة لذلك ، فالشرب من تلك الخزانة لا بأس به وأما خزانة الحمامات المصنوعة اليوم التى يدخلها المستحمون ويدلكون أبدانهم فيها ، مع مابها من الدرن والاوساخ ، فلا يشرب منها ، فانه يورث وباء الاسنان كما في الخبر.

٧٠

الماء البارد على قدميك إذا خرجت فانه يسل الداء من جسدك ، فاذا لبست ثيابك فقل : «اللهم ألبسني التقوى ، وجنبني الردى» فاذا فعلت ذلك أمنت من كل داء (١).

٤ ـ ب : محمد بن عيسى وأحمد بن إسحاق معا ، عن سعدان بن مسلم قال : كنت في الحمام في البيت الاوسط فدخل موسى بن جعفر عليه‌السلام وعليه النورة قال : فقال : السلام عليكم فرددت عليه وتأخرت فدخل البيت الذي فيه الحوض ، فاغتسلت وخرجت (٢).

٥ ـ ع : عن ابن الوليد ، عن سعد ، عن أحمد بن الحسن بن فضال : عن الحسن بن علي عن ابن بكير ، عن ابن أبي يعفور قال : لاحاني زرارة بن أعين في نتف الابط وحلقه ، فقلت : نتفه أفضل من حلقه وطليه أفضل منهما جميعا فأتينا باب أبي عبدالله عليه‌السلام فطلبنا الاذن عليه فقيل لنا : هو في الحمام فذهبنا إلى الحمام فخرج عليه‌السلام علينا وقد أطلى إبطه فقلت لزرارة : يكفيك؟ قال : لا ، لعله إنما فعله لعلة به فقال : فيما أتيتما؟ فقلت : لا حاني زرارة بن أعين في نتف الابط وحلقه فقلت : نتفه أفضل من حلقه وطليه أفضل منهما فقال : أما إنك أصبت السنة (٣) وأخطأها زرارة ، أما إن نتفه أفضل من حلقه ، وطليه أفضل منهما ثم قال لنا : أطليا فقلنا : فعلنا مند ثلاث ، فقال : أعيدا ، فان الاطلاء طهور ففعلنا.

فقال لي : تعلم يا ابن أبي يعفور فقلت : جعلت فداك علمني ، فقال : إياك والاضطجاع في الحمام فانه يذيب شحم الكليتين وإياك الاستلقاء على القفاء في الحمام فانه يورث داء الدبيلة (٤) وإياك والتمشط في الحمام فانه يورث وباء الشعر وإياك والسواك في الحمام فانه يورث وباء الاسنان ، وإياك أن تغسل رأسك بالطين

____________________

(١) أمالى الصدوق ص ٢١٩. (٢) قرب الاسناد ص ١٧٧ ، وتراه في الفقيه ج ١ ص ٦٥ ، التهذيب ج ١ ص ١٠٦ ، وقد مرفى كتاب العشرة ص ٨ من هذا المجلد.

(٣) يعنى سنة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فانه كان ينتف ولم يكن حينذاك طلاء النورة (٤) يعنى قرحة المعدة أوقرحة الاثنى عشر.

٧١

فانه يسمج الوجه وإياك أن تدلك رأسك ووجهك بمئزر ، فانه يذهب بماء الوجه (١).

وإياك أن تدلك تحت قدمك بالخزف فانه يوث البرص ، إياك أن تغتسل من غسالة الحمام ففيها تجتمع غسالة اليهودي والنصراني والمجوسي والناصب لنا أهل البيت وهو شرهم ، فان الله تبارك وتعالى لم يخلق خلقا أنجس من الكلب وإن الناصب لنا أهل البيت أنجس منه (٢). قال الصدوق : رويت في خبر آخر أن هذا الطين هو طين مصر ، وأن هذا الخزف هو خزف الشام (٣).

٦ ـ مع : عن أبيه ، عن سعد ، عن البرقي عن أبيه رفعه قال : نظر أبوعبدالله عليه‌السلام إلى رجل قد خرج من الحمام مخضوب اليدين فقال له أبوعبدالله عليه‌السلام : أيسرك أن يكون الله عزوجل خلق يديك هكذا؟ قال : لاوالله وإنما فعلت ذلك لانه بلغني عنكم أنه من دخل الحمام فلير عليه أثره يعني الحناء فقال : ليس حيث ذهبت معنى ذلك إذا خرج أحدكم من الحمام وقد سلم فليصل ركعتين شكرا.

قال سعد : وأخبرني أحمد بن أبي عبدالله ورواه نوح بن شعيب رفعه قال : فليحمد الله عزوجل (٤).

٧ ـ ل : الاربعمائة قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : إذا قال لك أخوك وقد خرجت من الحمام : طاب حمامك وحميمك فقل : أنعم الله بالك وقال عليه‌السلام : إذا تعرى الرجل نظر إليه الشيطان فطمع فيه فاستتروا (٥).

٨ ـ ل : عن الخليل ، عن محمد بن معاذ ، عن علي بن خشرم ، عن عيسى بن يونس عن أبي معمر عن سعيد الغنوي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام إلا بمئزر ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فلا يدع حليلته تخرج إلى الحمام (٦).

____________________

(١) سمج الوجه سماجة : قبح وصار دسما خبيثا ، والمراد بماء الوجه بريقه ولمعانه وطراوته لامعناه الكنائى اعنى الوجاهة عند الناس.

(٢) وتراه في الكافى ج ٦ ص ٥٠٨. (٣) علل الشرائع ج ١ ص ٢٧٦.

(٤) معانى الاخبار ص ٢٥٤. (٥) الخصال ج ٢ : ١٦٩.

(٦) الخصال ج ١ ص ٧٨ في حديث وانما نهى عن رواح النساء إلى الحمامات لان بعضهن

٧٢

٩ ـ ب : ابن عيسى عن البزنطي قال : قلت للرضا عليه‌السلام : إن أهل المصر يزعمون أن بلادهم مقدسة؟ قال : وكيف ذلك : قلت : جعلت فداك يزعمون أنه يحشر من جبلهم (١) سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب قال : لا لعمري ماذاك كذلك ، وماغضب الله على بني إسرائيل إلا أدخلهم مصر ولا رضي عنهم إلا أخرجهم منها إلى غيرها ، ولقد قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تغسلوا رؤوسكم بطينها ولا تأكلوا في فخارها ، فانه يورث الذلة ، ويذهب بالغيرة قلنا له : قد قال ذلك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله؟ فقال : نعم (٢).

أقول : قد أوردناه بتمامه في باب أخبار موسى عليه‌السلام وسيأتي في باب الطيب عن الرضا عليه‌السلام استحموا يوم الاربعاء.

١٠ ـ ل : عن أبيه ، عن محمد العطار عن الاشعري عن موسى بن عمر ، عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : ثلاثة يسمن وثلاثة يهزلن فأما التي يسمن فادمان الحمام ، وشم الرايحة الطيبة ولبس الثياب اللينة وأما التي يهزلن فادمان أكل البيض والسمك والطلع.

قال الصدوق : يعني بادمان الحمام أن يدخله يوم ويوم لا فانه إن دخله كل يوم نقص من لحمه (٣).

أقول : سيأتي خبرجابر الجعفي عن الباقر عليه‌السلام : في بيان ما يخص النساء من الاحكام وفي بعض نسخ الخصال : ولا يجوز للمرأة أن تدخل الحمام فان ذلك محرم عليها.

١١ ـ فس : عن أبي عن ابن أسباط ، عن الرضا عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تغسلوا رؤوسكم بطين مصر ولا تشربوا في فخارها ، فانه يورث الذلة ويذهب

____________________

لا يسترن عورتهن فيها والدخول في الحمام يستلزم نظر بعض إلى بعض ، مع ماقبل بوجوب ستر أبدانهن عن نساء أهل الكتاب من اليهود والنصارى ، وكان المتداول دخولهن إلى الحمام مع المسلمين.

(١) جيلهم خ ل.

(٢) قرب الاسناد ص ٢٢٠. (٣) الخصال ج ١ ص ٧٤.

٧٣

بالغيرة (١).

ص : بالاسناد إلى الصدوق عن أبيه عن سعد عن ابن أبي الخطاب ، عن ابن أسباط مثله (٢).

شى : عن ابن أسباط مثله (٣).

١٢ ـ ل : عن حمزة العلوي عن علي عن أبيه ، عن ابن المغيرة ، عن السكوني ، عن الصادق عليه‌السلام عن آبائه ، عن علي عليهم‌السلام قال : سبعة لا يقرؤن القرآن : الراكع ، والساجد ، وفي الكنيف ، وفي الحمام ، والجنب ، والنفساء والحائض.

قال الصدوق رحمه‌الله : هذا على الكراهة لا على النهي ، وقدجاء الاطلاق للرجل في قراءة القرآن في الحمام مالم يرد به الصوت إذا كان عليه مئزر (٤).

١٣ ـ ل : عن سعيد بن علاقة عن أمير المؤمنين عليه‌السلام : قال : البول في الحمام يورث الفقر. (٥).

١٤ ـ ثو : عن ابن البرقي عن أبيه عن جده عن أبيه محمد بن خالد عن محمد بن سنان عن المفضل عن الصادق عليه‌السلام قال : من دخل الحمام بمئزر ستره الله بستره (٦).

١٥ ـ ثو : عن ماجيلويه ، عن محمد بن أبي القاسم ، عن البرقي عن محمد ابن علي الانصاري ، عن عبدالله بن محمد ، عن عبدالله بن سنان ، عن الصادق عليه‌السلام قال : من دخل الحمام فغض طرفه عن النظر إلى عورة أخيه آمنه الله من الحميم يوم القيامة (٧).

١٦ ـ ص : بالاسناد إلى الصدوق رحمه‌الله ، باسناده عن ابن محبوب ، عن داود

____________________

(١) تفسير القمى ص ٦٠٨ في حديث. (٢) تراه في ج ٦٠ ص ٢٠٩ من هذه الطبعة.

(٣) تفسير العياشى ج ١ ص ٣٠٤. (٤) الخصال ج ٢ ص ١٠.

(٥) الخصال ج ٢ ص ٩٣. (٦ و ٧) ثواب الاعمال ص ١٩.

٧٤

الرقي عن الصادق عن أبيه عليهما‌السلام قال : ما أحب أن اغسل رأسي من طين مصر مخافة أن تورثني تربتها الذل ، وتذهب بغيرتي (١).

شى : عن داود مثله (٢).

١٧ ـ مل : أبوسمينة ، عن محمد بن أسلم ، عن علي ، عن أبان بن تغلب ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قلت : جعلت فداك نسافر فلايكون معنا نخالة فنتدلك بالدقيق؟ قال : لابأس بذلك إنما يكون الفساد فيما أضر بالبدن وأتلف المال فأما ما أصلح البدن فانه ليس بفساد وإني ربما أمرت غلامي يلت لي التقي بالزيت ثم أتدلك به (٣).

١٨ ـ ضا : إن اغتسلت من ماء الحمام ولم يكن معك ما تغرف به ، ويداك قذرتان فاضرب يدك بالماء وقل : بسم الله ، وهذا مما قال الله تبارك وتعالى : «وما جعل عليكم في الدين من حرج» وإن اجتمع مسلم مع ذمي في الحمام اغتسل المسلم من الحوض قبل الذمي وماء الحمام سبيله سبيل الماء الجاري إذا كانت له مادة وإياك والتمشط في الحمام فانه يورف الوباء في الشعر ، إياك السواك في الحمام فانه يورث الوباء في الاسنان ، وإياك أن تدلك رأسك ووجهك بمئزرك الذي في وسطك فانه يذهب بماء الوجه ، وإياك أن تغسل رأسك بالطين فانه يسمج الوجه وإياك أت تدلك تحت قدميك بالخزف فانه يورث البرص وإياك أن تضطجع في الحمام فانه يذيب شحم الكليتين وإياك والاستلقاء فانه يورث الدبيلة ولا بأس بقراءة القران في الحمام مالم ترد به الصوت إذا كان عليك مئزر وإياك أن تدخل الحمام بغير مئزر فانه من الايمان وغض بصرك عن عورة الناس ، واستر عورتك من أن ينظر إليه فانه أروي أن الناظر والمنظور إليه ملعون وبالله العصمة (٤).

١٩ ـ سن : روي عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : ثلاث يهد من البدن ، وربما

____________________

(١) تراه في ج ٦٠ ص ٢١٠ من هذه الطبعة في حديث.

(٢) تفسير العياشى ج ١ ص ٣٠٥. (٣) تراه في المحاسن ٣١٢. (٤) فقه الرضا ص ٤.

٧٥

قتلن : أكل القديد الغاب ودخول الحمام على البطنة ونكاح العجايز (١).

٢٠ ـ طب : عن جعفر بن عمر ، عن القاسم بن محمد ، عن إسماعيل بن أبي الحسن عن حفص بن عمر قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : خير ماتداويتم به الحجامة والسعوط والحمام الحقنة.

وعن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام : طب العرب في سبعة : شرطة الحجامة والحقنة والحمام ، والسعوط والقئ وشربة عسل ، وآخر الدواء الكي وربما يزاد فيه النورة.

وعن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : طب العرب في خمسة شرطة الحجامة ، والحقنة والسعوط والقي والحمام ، وآخر الدواء الكي.

وعن الباقر عليه‌السلام : أنه خيرما تداويتم به الحقنة والسعوط والحجامة والحمام.

وروي عن الصادق عليه‌السلام أنه قال : من دخل الحمام على الريق أنقى البلغم وإن دخلته بعد الاكل أنقى المرة (٢) وإن أردت تزيد في لحمك فادخل الحما على شبعتك وإن أردت أن ينقص لحمك فادخله على الريق.

٢١ ـ مكا : كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا غسل رأسه وليحته غسلهما بالسدر (٣).

ومن كتاب من لايحضره الفقيه (٤) عن محمد بن حمران قال : قال الصادق عليه‌السلام : إذا دخلت الحمام فقل في الوقت الذي تنزع ثيابك «اللهم انزع عني ربقة النفاق وثبتني على الايمان» وإذا دخلت البيت الاول فقل : «اللهم إني أعوذبك من شر نفسي وأستعيذ بك من أذاه» وإذا دخلت البيت الثاني فقل «اللهم أذهب عنى الرجس النجس وطهر جسدى وقلبي» وخذ من الماء الحار وضعه على هامتك وصب منه على رجليك وإن أمكن أن تبلع منه جرعة فافعل فانه ينقى المثانة والبث في

____________________

(١) المحاسن : ٤٦٣ ، والقديد : لحم مقدد يذر عليه الملح ثم يجفف في الظل أو الشمس والغاب : اللحم البائت وكأنه اللحم المطبوخ البائت.

(٢) يعنى الصفراء غير الطبيعية. (٣) مكارم الاخلاق ص ٣٤.

(٤) مكارم الاخلاق ص ٥٦ ، نقلا من الفقيه ج ١ باب غسل يوم الجمعة وقد مر مثله.

٧٦

البيت الثاني ساعة ، وإذا دخلت البيت الثالث فقل «نعوذ بالله من النار ونسأله الجنة» ترددها إلى وقت خروجك من البيت الحار وإياك وشرب الماء البارد والفقاع في الحمام ، فانه يفسد المعدة ، ولاتصبن عليك الماء البارد فانه يضعف البدن وصب الماء البارد على قدميك إذا خرجت ، فانه يسل الداء من جسدك فاذا خرجت من الحمام ولبست ثيابك فقل «اللهم ألبسني التقوى وجنبني الردى» فاذا فعلت ذلك أمنت من كل داء ولابأس بقراءة القرآن في الحمام مالم ترد به الصوت إذا كان عليك مئزر.

وسأل محمد بن مسلم أبا جعفر عليه‌السلام فقال : أكان أمير المؤمنين عليه‌السلام ينهى عن قراءة القرآن في الحمام؟ فقال : لا إنما نهى أن يقرء الرجل وهو عريان فاذا كان عليه إزار فلا بأس.

وقال علي بن يقطين للكاظم عليه‌السلام : أقرأ في الحمام وأنكح؟ قال : لابأس وقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : نعم البيت الحمام تذكر فيه النار ، ويذهب بالدرن وقال عليه‌السلام : بئس البيت الحما يهتك الستر ، ويذهب بالحياء.

وقال الصادق عليه والسلام : بئس البيت الحمام يهتك الستر ويبدئ العورة ونعم البيت الحمام يذكر حرجهنم ، ومن الادب أن لا يدخل الرجل ولده معه الحمام فينظر إلى عورته.

وقال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يبعث بحليلته إلى الحمام ، وقال عليه‌السلام : أنهى نساء أمتي عن دخول الحمام.

وقال الكاظم عليه‌السلام : لاتدخل الحمام على الريق لا تدخلوه حتى تطعموا شيئا.

من كتاب المحاسن عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : لا تدخل الحمام إلا وفي جوفك شئ يطفئ عنك وهج المعدة (١) وهو أقوى للبدن ولاتدخله وأنت ممتلئ من الطعام.

وعنه عليه‌السلام قال : لابأس للرجل أن يقرء القرآن في الحمام إذا كان يريد به

____________________

(١) الوهج محركة اشتداد الحرارة.

٧٧

وجه الله ، ولا يريد أن ينظر كيف صوته.

عن ابن أبي يعفور قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام فقلت : أيتجرد الرجل عند صب الماء يرى عورته إذ يصب عليه الماء أويرى هو عورة الناس؟ قال : كان أبي عليه‌السلام يكره ذلك من كل أحد.

وقال الصادق عليه‌السلام : لا يستلقين أحدكم في الحمام ، فانه يذيب شحم الكليتين ، وقال بعضهم : خرج الصادق عليه‌السلام : من الحمام فتلبس وتعمم قال : فما تركت العمامة عند خروجي من الحمام في الشتاء والصيف.

وقال موسى بن جعفر عليه‌السلام : الحمام يوم ويوم لا يكثر اللحم ، وإدمانه كل يوم يذيب شحم الكليتين.

قال عبدالرحمن بن مسلم : كنت في الحمام في البيت الاوسط فدخل أبوالحسن موسى بن جعفر عليه‌السلام وعليه إزار فوق النورة فقال : السلام عليكم فرددت عليه ودخلت البيت الذي فيه حوض فاغتسلت وخرجت.

وعن الرضا عليه‌السلام قال : من غسل رجليه بعد خروجه من الحمام ، فلا بأس وإن لم يغسلهما فلا بأس.

وخرج الحسن بن علي عليهما‌السلام من الحمام فقال له رجل : طاب استحمامك فقال : يالكع ماتصنع بالاست (١) هنا؟ قال : فطاب حمامك قال : إذا طاب الحمام فما راحة البدن؟ قال : فطاب حميمك قال : ويحك أما علمت أن الحميم العرق؟ قال : فكيف أقول؟ قال : قل : طاب ماطهرمنك ، وطهر ماطاب منك.

وقال الصادق عليه‌السلام : إذا قال لك أخوك وقد خرجت من الحمام : طاب حمامك فقل له : أنعم الله بالك.

وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الداء ثلاثة والدواء ثلاثة فأما الداء فالدم والمرة والبلغم فدواء الدم الحجامة ودواء البلغم الحمام ، ودواء المرة المشى.

قال الصادق عليه‌السلام : ثلاثة يسمن وثلاثة يهزلن ، فأما التي يسمن فادمان الحمام ، وشم الرائحة الطيبة ولبس الثياب اللينة ، وأما التي يهزلن فادمان

____________________

(١) يعنى حروف الاست (اس ت) من لفظ الاستحمام.

٧٨

أكل البيض ، والسمك ، والطلع (١) يعنى إدمان الحمام يوم ويوم لا ، فانه إن دخل كل يوم نقص لحمه.

عن الباقر عليه‌السلام قال : ماء الحمام لابأس به إذا كان له مادة ، عن داود بن سرحان قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : ماتقول في ماء الحمام؟ قال : هو بمنزلة الماء الجاري.

عن محمد بن مسلم قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : الحمام يغتسل فيه الجنب وغيره أغتسل من مائه؟ قال : نعم لا بأس أن يغتسل منه الجنب ولقد اغتسلت فيه ثم جئت فغسلت رجلي وما غسلتهما إلا مما لزق بهما من التراب.

عن زرارة قال : رأيت الباقر عليه‌السلام يخرج من الحمام فيمضي كما هو لا يغسل رجله حتى يصلي.

وعن الصادق عليه‌السلام قال : اغسلوا أرجلكم بعد خروجكم من الحمام فانه يذهب بالشقيقة (٢) وإذا خرجت فتعمم.

عن محمد بن موسى عن الباقر والصادق عليهما‌السلام قال : خرجا من الحمام متعممين شتاء كان أوصيفا وكانا يقولان : هو أمان من الصداع.

وروي : إذا دخل أحدكم الحمام وهاجت به الحرارة فليصب عليه الماء البارد ليسكن به الحرارة.

ومن كتاب طب الائمة عن أبي الحسن عليه‌السلام قال : قلموا أظفاركم يوم الثلثاء واحتجموا يوم الاربعاء وأصيبوا من الحمام حاجتكم يوم الخميس وتطيبوا بأطيب طيبكم يوم الجمعة.

من كتاب الخصال (٣) عن أبي الحسن عليه‌السلام قال : قلموا أظفاركم يوم الثلثا واستحموا يوم الاربعا ، وأصيبوا من الحجامة حاجتكم يوم الخميس ، وتطيبوا بأطيب طيبكم يوم الجمعة.

ومن كتاب اللباس عن سعدان بن مسلم قال : دخل علينا أبوالحسن الاول

____________________

(١) يعنى طلع النخل. (٢) وجع نصف الرأس والوجه.

(٣) الخصال ج ١ ص ٣٠.

٧٩

عليه‌السلام الحمام ونحن فيه فسلم قال : فقمت أنا فاغتسلت وخرجت ، عن حنان بن سدير عن أبيه قال : دخلت أنا وأبي وجدي وعمي حمام المدينة فاذا رجل في المسلخ فقال : ممن القوم؟ فقلنا : من أهل العراق قال : من أي العراق؟ فقلنا : من أهل الكوفة قال : مرحبا وأهلا يا أهل الكوفة أنتم الشعار دون الدثار ، ثم قال : ما يمنعكم من الازار ، فان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : عورة المسلم على المسلم حرام؟ قال : فبعث عمي إلى كرباسة فشقها بأربعة ثم أخذ كل واحد منا واحدة فلما خرجنا من الحمام سألنا من الشيخ فاذا هوعلي بن الحسين وابنه محمد الباقر عليهما‌السلام معه.

من كتاب من لايحضره الفقيه (١) قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام إلا بمئزر ونهى صلى‌الله‌عليه‌وآله عن دخول الانهار إلا بمئزر وقال : إن للماء أهلا وسكانا.

عن أبي عبدالله عليه‌السلام عن آبائه عليهم‌السلام عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام قال : إذاتعرى أحدكم نظر إليه الشيطان فيطمع فيه ، فاستتروا عنه عليه‌السلام قال : نهى أن يدخل الرجل الحمام إلا بمئزر وعن الباقر عليه‌السلام عن أبيه ، عن علي عليهما‌السلام قال : قيل له : إن سعيد بن عبدالملك يدخل بجورايه الحمام ، قال : وما بأس به؟ إذاكان عليه وعليهن الازار ، ولايكونون عراة كالحمر ينظر بعضهم إلى سوءة بعض؟ وروي عن الصادق عليه‌السلام أنه قال : إنما كره النظر إلى عورة المسلم فأما النظر إلى عورة من ليس بمسلم مثل النظر إلى عورة الحمار وعنه عليه‌السلام قال : لا ينظر الرجل إلى عورة أخيه ، فاذا كان مخالفا له فلاشئ عليه في الحمام ، وعنه عليه‌السلام قال : الفخذ ليس بعورة وعن أبي بصير قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : يغتسل الرجل بارزا؟ فقال : إذا لم يره أحد فلا بأس.

من تهذيب الاحكام (٢) عن حذيفة بن منصور قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : شئ يقوله الناس : عورة المؤمن على المؤمن حرام؟ فقال : ليس حيث يذهبون

____________________

(١) الفقيه ج ١ ص ٦٠. (٢) تهذيب الاحكام ج ١ ص ١٠٦.

٨٠