بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٨٣
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

بيان : «من قبل للرحم» أي لا للشهوة والاغراض الباطلة ، و «قبلة الاخ» أي النسبي أو اليماني «وقبلة الامام» الظاهر أنه إضافة إلى المفعول ، وقيل : إلى الفاعل أي قبلة الامام ذا قرابته بين العينين وكأنه ذهب إلى ذلك لفعل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ذلك بجعفر رضي‌الله‌عنه ولا يخفى مافيه.

٣٩ ـ كا : عن محمد بن يحيى ، عن البرقي ، عن ابن سنان ، عن أبي الصباح مولى آل سام عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : ليس القبلة على الفم ، إلا للزوجة والولد الصغير (١).

بيان : كأن المراد بالزوجة مايعم ملك اليمين.

٤٠ ـ سن : ابن محبوب ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن مالك بن أعين عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن المؤمنين يلتقيان فيصافح كل واحد منهما صاحبه فما يزال الله تبارك وتعالى ناظرا إليهما بالمحبة والمغفرة ، وإن الذنوب لتحات عن وجوههما وجوارحهما حتى يفترقا (٢).

٤١ ـ شى : عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال : إن المؤمن إذا لقي أخاه وتصافحالم تزل الذنوب تتحات عنهما ماداما متصافحين ، كتحات الورق عن الشجر ، فاذا افترقا قال ملكاهما : جزا كما الله خيرا عن أنفسكما ، فان التزم كل واحد منهما صاحبه ، ناداهما مناد ، طوبى لكما وحسن مآب ، وطوبى شجرة في الجنة أصلها في دار أمير المؤمنين عليه‌السلام وفرعها في منازل أهل الجنة ، فاذا افترقا ناداهما ملكان كريمان : أبشرايا وليي الله بكرامة الله والجنة من ورائكما (٣).

٤٢ ـ كشف : من دلائل الحميري ، عن مالك الجهني قال : إني يوما عند أبي عبدالله عليه‌السلام وأنا أحدث نفسي بفضل الائمة من أهل البيت ، إذا أقبل على أبوعبدالهل عليه‌السلام فقال : يا مالك أنتم والله شيعتنا حقا ، لاترى أنك أفرطت في القول في فضلنا ، يا مالك إنه ليس يقدر على صفة الله وكنه عظمته ، ولله المثل الاعلى

____________________

(١) الكافى ج ٢ : ١٨٦. (٢) المحاسن : ١٤٣ في حديث.

(٣) تفسير العياشى ج ٢ : ٢١٢.

٤١

وكذلك لا يقدر أحد أن يصف حق المؤمن ويقوم به كما أوجب الله له على أخيه المؤمن ، يا مالك إن المؤمنين ليلتقيان فيصافح كل واحد منهما صاحبه فلا يزال الله ناظرا إليهما بالمحبة والمغفرة وإن الذنوب لتتحات عن وجوههما حتى يفترقا ، فمن يقدر على صفة من هو هكذا عند الله؟ (١).

وعن أبي حمزة قال : دخلت على أبي عبدالله عليه‌السلام وهو متخل ، فقعدت في جانب البيت فقال لي : إن نفسك لتحدثك بشئ وتقول لك : إنك مفرط في حبنا أهل البيت ، وليس هوكما تقول ، إن المؤمن ليلقا أخاه فيصافحه فيقبل الله عليهما بوجهه ، ويتحات الذنوب عنهما حتى يفترقا (٢).

٤٣ ـ نوادر الراوندى : باسناده عن موسى بن جعفر عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا قبل أحدكم ذات محرم قد حاضت : أخته أوعمته أو خالته فليقبل بين عينيها ورأسها ، وليكف عن خدها وعن فيها (٣).

٤٤ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن عبدالله بن محمد البغوي ، عن داود ابن عمرو الضبي عن عبدالله بن المبارك ، عن يحيى بن أيوب ، عن عبدالله بن زحر ، عن علي بن يزيد ، عن القاسم بن أبي أمامة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : تحياتكم بينكم بالمصافحة (٤).

٤٥ ـ كتاب زيد النرسى : قال (٥) دخلت على أبي عبدالله عليه‌السلام فتناولت يده فقبلتها ، فقال : أما إنه لايصلح إلى لنبي أومن أريد به النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.

٤٦ ـ عدة الداعى : عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إن المؤمنين إذا التقيا وتصافحا أدخل الله يده بين أيديهما فيصافح أشد هما حبا لصاحبه.

٤٦ ـ أربعين الشهيد : باسناده عن السيد المرتضى رضي‌الله‌عنه ، عن الشيخ المفيد ، عن أبي المفضل الشيباني ، عن محمد بن جعفر بن بطة ، عن أحمد بن أبي

____________________

(١) كشف الغمة ج ٢ : ٤٠٤. (٢) كشف الغمة ج ٢ : ٤١٠.

(٣) نوادر الراوندى : ١٩. (٤) أمالى الطوسى ج ٢ ص ٢٥٣.

(٥) لعل القائل على بن مزيد صاحب السابرى كمامر تحت الرقم ٣٦.

٤٢

عبدالله البرقي ، عن فضالة عن الحسين بن عثمان ، عن ابن بسطام قال : كنت عند أبي عبدالله عليه‌السلام فأتى رجل فقال : جعلت فداك إني رجل من أهل الجبل ، وربما لقيت رجلا من إخواني ، فالتزمته ، فيعيب علي بعض الناس ويقولون : هذه من فعل الاعاجم وأهل الشرك ، فقال عليه‌السلام : ولم ذاك؟ فقد التزم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله جعفرا وقبل بين عينيه.

١٠١

* ( باب ) *

*«(الاصلاح بين الناس)»*

الايات : النساء : من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها وكان الله على كل شئ مقيتا (١).

وقال تعالى : لا خير من كثير من نجويهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما (٢).

الانفال : فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم (٣).

الحجرات : إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون (٤).

١ ـ ما : باسناد المجاشعي عن الصادق ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما عمل امرؤا عملا بعد إقامة الفرائض خيرا من إصلاح بين الناس ، يقول : خيرا ، وينمي خيرا (٥).

٢ ـ ما : بهذا الاسناد قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : إصلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصوم (٦).

____________________

(١) النساء : ٨٧. (٢) النساء : ١١٥.

(٣) الانفال : ١. (٤) الحجرات : ١٠.

(٥ و ٦) أمالى الطوسى ج ٢ ص ١٣٥.

٤٣

قال الشيخ رحمه‌الله : أقول : إن المعنى في ذلك يكون المراد صلاة التطوع والصوم.

٣ ـ ثو : ابن المتوكل ، عن الحميري ، عن ابن أبي الخطاب ، عن ابن محبوب ، عن الثمالي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كان أمير المؤمنين عليه‌السلام يقول : لان أصلح بين اثنين أحب إلي من أن أتصدق بدينارين (١).

٤ ـ جا : الحسن بن حمزة عن ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ، عن محمد بن سنان ، عن عمر الافرق وحذيفة بن منصور ، عن أبي الله عليه‌السلام قال : صدقة يحبها الله إصلاح بين الناس إذا تفاسدوا وتقريب بينهم إذا تباعدوا (٢).

٥ ـ عدة الداعى : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أفضل الصدقة صدقة اللسان ، قيل : يارسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وما صدقة اللسان؟ قال : الشفاعة تفك بها الاسير ، وتحقن بها الدم ، وتجر بها المعروف إلى أخيك ، وتدفع بها الكريهة.

٦ ـ كا : عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن سنان ، عن حماد ابن أبي طلحة ، عن حبيب الاحول قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : صدقة يحبها الله إصلاح بين الناس إذا تفاسدوا ، وتقارب بينهم إذا تباعدوا (٣).

كا : بالاسناد المتقدم ، عن محمد بن سنان ، عن حذيفة بن منصور ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام مثله (٤).

بيان : تقارب أي سعى في تقاربهم أو أصل تقاربهم.

٧ ـ كا : عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن هشام ابن سالم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : لان أصلح بين اثنين أحب إلى من أن أتصدق بدينارين (٥).

٨ ـ كا : عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن سنان ، عن المفضل قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : إذا رأيت بين اثنين من شيعتنا منازعة فافتدها من

____________________

(١) ثواب الاعمال : ١٣٣. (٢) مجالس المفيد : ١٤.

(٣ ٥) الكافى ج ٢ : ٢٠٩.

٤٤

مالي (١).

بيان : «فافتدها» كأن الافتداء هنا مجاز فان المال يدفع المنازعة كما أن الدية تدفع طلب الدم ، أو كما أن الاسير ينقذ بالفداء ، فكذلك كل منهما ينقذ من الآخر بالمال ، فالاسناد إلى المنازعة على المجاز ، في المصباح فدا من الاسير يفديه فدى مقصور وتفتح الفاء وتكسر إذا استنقذه بمال واسم ذلك المال الفدية وهو عوض الاسير وفاديته مفاداة وفداء أطلقته وأخذت فديته ، وتفادى القوم اتقى بعضهم ببعض ، كأن كل واحد يجعل صاحبه فداه ، وفدت المرأة نفسها من زوجها تفدي وأفدت أعطته مالا حتى تخلصت منه بالطلاق.

٩ ـ كا : بالاسناد ، عن ابن سنان ، عن أبي حنيفة سايق الحاج قال : مر بنا المفضل وأنا وختني نتشاجر في ميراث ، فوقف علينا ساعة ثم قال لنا : تعالوا إلى المنزل فأتيناه فأصلح بيننا بأربع مائة درهم ، فدفعها إلينا من عنده حتى إذا استوثق كل واحد منا من صاحبه قال : أما إنها ليست من مالي ، ولكن أبوعبدالله عليه‌السلام أمرني إذا تنازع رجلان من أصحابنا في شئ أن اصلح بينهما وأفتديهما من ماله فهذا من مال أبي عبدالله عليه‌السلام (٢).

تبيان : أبوحنيفة اسمه سعيد بن بيان ، وسابق صححه في الايضاح وغيره بالباء الموحدة ، وفي أكثر النسخ بالياء من السوق ، وعلى التقديرين إنما لقب بذلك لانه كان يتأخر عن الحاج ثم يعجل ببقية الحاج من الكوفة ويوصلهم إلى عرفة في تسعة أيام أوفي أربعة عشر يوما ، وورد لذلك ذمة في الاخبار ، لكن وثقه النجاشي وروى في الفقيه عن أيوب بن أعين قال : سمعت الوليد بن صبيح يقول لابي عبدالله عليه‌السلام : إن أبا حنيفة رأى هلال ذي الحجة بالقادسية ، وشهد معنا عرفة ، فقال : مالهذا صلاة ، مالهذا صلاة (٣).

والختن بالتحريك زوج بنت الرجل وزوج أخته أو كل من كان من قبل المرءة ، والتشاجر التنازع «فوقف علينا ساعة» كأن وقوفه كان لاستعلام الامر

____________________

(١ و ٢) الكافى ج ٢ ص ٢٠٩. (٣) الفقيه ج ٢ : ١٩١.

٤٥

المتنازع فيه ، وأنه يمكن إصلاحه بالمال أم لا «حتى إذا استوثق» أي أخذ من كل منا حجة لرفع الدعوى عن الآخر في القاموس ، استوثق أخذ منه الوثيقة.

وأقول : يدل كسابقه على مدح المفضل وأنه كان أمينه عليه‌السلام واستحباب بذل المال لرفع التنازع بين المؤمنين ، وأن أبا حنيفة كان من الشيعة.

١٠ ـ كا : عن علي ، عن أبيه ، عن عبدالله بن المغيرة ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : المصلح ليس بكاذب (١).

بيان : «المصلح ليس بكاذب» أي إذا نقل المصلح كلاما من أحد الجانبين إلى الآخر لم يقله ، وعلم رضاه به ، أوذكر فعلا لم يفعله للاصلاح ، ليس من الكذب المحرم بل هو حسن ، وقيل : إنه لا يسمى كذبا اصطلاحا وإن كان كذبا لغة لان الكذب في الشرع ما لا يطابق الواقع ، ويذم قائله ، وهذا لا يذم قائله شرعا.

١١ ـ كا : عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن علي بن إسماعيل عن إسحاق بن عمار ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قول الله عزوجل : «ولا تجعلوا الله عرضة لايمانكم أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس» (٢) قال : إذا دعيت لصلح بين اثنين ، فلا تقل : علي يمين ألا أفعل (٣).

تبيين : «ولا تجعلوا الله عرضة» قال البيضاوي : العرضة فعلة بمعنى المفعول كالقبضة يطلق لما يعرض دون الشئ ، وللمعرض للامر ، ومعنى الآية على الاول ولا تجعلوا الله حاجزا لما حلفتم عليه من أنواع الخير ، فيكون المراد بالايمان الامور المحلوف عليها كقوله عليه‌السلام لابن سمرة : إذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرا منها فأت الذي هو خيرو كفر عن يمينك (٤) و «أن» مع صلتها عطف بيان لها ، واللام صلة عرضة ، لما فيها من معنى الاعراض ، ويجوز أن يكون للتعليل ويتعلق «أن» بالفعل أو بعرضة أي ولاتجعلوا عرضة لان تبروا لاجل أيمانكم

____________________

(١ و ٣) الكافى ج ٢ : ٢٠٩. (٢) البقرة : ٢٢٤.

(٤) تراه في مشكاة المصابيح : ٢٩٦ وقال : متفق عليه.

٤٦

به وعلى الثاني ولا تجعلوه معرضا لايمانكم فتبتذلوه بكثرة الحلف به .. و «أن تبروا» علة النهي أي أنها كم عنه إرادة بركم وتقواكم وإصلاحكم بين الناس فان الحلاف مجترئ على الله والمجترئ على الله لا يكون برا متقيا ولا موثوقا به في إصلاح ذات البين (١).

وقال الطبرسي رحمه‌الله : في معناه ثلاثة أقوال : أحدها أن معناه ولا تجعلوا اليمين بالله علة مانعة لكم من البروا التقوى من حيث تعتمدونها لتعتلوا بها ، وتقولوا : حلفنا بالله ولم تحلفوا به ، والثاني أن عرضة معناه حجة ، فكأنه قال : لاتجعلوا اليمين بالله حجة في المنع من البر والتقوى فان كان قد سلف منكم يمين ثم ظهر أن غيرها خير منها فافعلوا الذي هو خير ، ولا تحتجوا بما قد سلف من اليمين ، والثالث أن معناه لاتجعلوا اليمين بالله عدة مبتذلة في كل حق وباطل ، لان تبروا في الحلف بها ، وتتقوا المأثم فيها ، وهو المروي عن أئمتنا عليهم‌السلام نحو ماروي عن أبي عبدالله عليه‌السلام أنه قال : لاتحلفوا بالله صادقين ولا كاذبين فانه يقول سبحانه : «ولاتجعلوا الله عرضة لايمانكم» وتقديره على الوجه الاول والثاني لا تجعلوا الله مانعا عن البر والتقوى باعتراضك به حالفا. وعلى الثالث لا تجعلوا الله ما تحلف به دائما باعتراضك بالحف به في كل حق وباطل (٢).

وقوله : «أن تبروا» قيل في معناه أقوال الاول لان تبروا على معنى الاثبات أي لان تكونوا بررة أتقياء فان من قلت يمينه كان أقرب إلى البر ممن كثرت يمينه وقيل : لان تبروا في اليمين ، والثاني أن المعنى لدفع أن تبروا أو لترك أن تبروا ، فحذف المضاف ، والثالث أن معناه أن لا تبروا فحذف لا «وتتقوا» أي تتقوا الاثم والمعاصي في الايمان «وتصلحوا بين الناس» أي لاتجعلوا الحلف بالله علة أو حجة في أن لا تبروا ولا تتقوا ولا تصلحوا بين الناس ، أو لدفع أن تبروا وتتقوا وتصلحوا ، على الوجه الثالث لا تجعلوا اليمين بالله مبتذلة لان تبروا وتتقوا وتصلحوا أي لكي تكونوا من البررة والاتقياء والمصلحين

____________________

(١) أنوار التنزيل : ٥٦. (٢) مجمع البيان ج ٢ : ٣٢١.

٤٧

بين الناس ، فان من كثرت يمينه لا يوثق بحلفه ، ومن قلت يمينه فهو أقرب إلى التقوى ، والاصلاح بين الناس (١).

١٢ ـ كا : عن العدة ، عن البرقي ، عن ابن محبوب ، عن معاوية بن وهب أو معاوية بن عمار ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال : أبلغ عنى كذا وكذا في أشياء أمر بها ، قلت : فأبلغهم عنك وأقول عني ما قلت لي وغير الذي قلت؟ قال : نعم إن المصلح ليس بكذاب إنما هو الصلح ليس بكذب (٢).

بيان : ذهب بعض الاصحاب إلى وجوب التورية في هذه المقامات ليخرج عن الكذب ، كأن ينوي بقوله : قال كذا : رضي بهذا القول ، ومثل ذلك وهو أحوط.

١٠٢

* ( باب ) *

*«(التكاتب وآدابه والافتتاح بالتسمية في الكتابة)»*

*«(وفى غيرها من الامور)»*

الايات : النمل : إن من سليمن وإنه بسم الله الرحمن الرحيم * ألا تعلوا على وأتوني مسلمين (٣).

القلم : ن والقلم ومايسطرون.

العلق : اقرأ وربك الاكرم * الذي علم بالقلم * علم الانسان ما لم يعلم (٤).

١ ـ ب : ابن عيسى وابن أبي الخطاب معا ، عن البزنطي ، عن الرضا عليه‌السلام قال : كان أبوالحسن عليه‌السلام يترب الكتاب (٥).

____________________

(١) مجمع البيان ج ٢ : ٣٢٢. (٢) الكافى ج ٢ : ٢٠٩.

(٣) النمل : ٣١. (٤) العلق : ٣ ٥.

(٥) قرب الاسناد ص ٢٢٦ ط النجف.

٤٨

٢ ـ ل : ماجيلويه ، عن محمد العطار ، عن سهل ، عن ابن يزيد ، عن محمد بن إبراهيم النوفلي رفعه ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم‌السلام أن أمير المؤمنين عليه‌السلام كتب إلى عماله أدقوا أقلامكم ، وقاربوا بين سطوركم ، واحذفوا عني فضولكم واقصدوا قصد المعاني وإياكم والاكثار ، فان أموال المسلمين لاتحتمل الاضرار (١).

٣ ـ ل : محمد بن أحمد البغداي ، عن علي بن محمد بن عنبسة ، عن دارم بن قبيصة ونعيم بن صالح ، عن الرضا ، عن آبائه صلوات الله عليهم قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : باكروا بالحوائج ، فانها ميسرة ، وتربوا الكتاب فانه أنجح للحاجة ، واطلبوا الخير عند حسان الوجوه (٢).

٤ ـ ع (٣) ن : في خبر الشامي إن أمير المؤمنين عليه‌السلام سئل : لم سمي تبع تبعا؟ فقال : لانه كان غلاما كاتبا وكان يكتب لملك كان قبله ، فكان إذا كتب كتب بسم الله الذي خلق صيحا وريحا فقال الملك : اكتب وابدأ باسم ملك الرعد فقال : لا أبدأ إلا باسم إلهي ثم أعطف على حاجتك ، فشكر الله عزوجل له ذلك فأعطاه ملك ذلك الملك ، فتابعه الناس على ذلك فسمي تبعا (٤).

٥ ـ ن : ابن المتوكل وابن هشام والمكتب والوراق والدقاق جميعا عن الكليني ، عن علي بن إبراهيم العلوي ، عن موسى بن محمد المحاربي عن رجل قال : استنشد المأمون الرضا عليه‌السلام بعض الاشعار فلما أنشده قال له المأمون : إذا أمرت أن تترب الكتاب كيف تقول؟ قال : ترب قال : فمن السحا قال : سح قال فمن الطين ، قال : طين ، فقال المأمون : يا غلام ترب هذا الكتاب وسحه وطينه ، وامض به إلى الفضل بن سهل ، وخذ لابي الحسن ثلاثمائة ألف درهم (٥).

____________________

(١) الخصال ج ١ ص ١٤٩. (٢) الخصال ج ٢ ص ٣١.

(٣) علل الشرائع ج ٢ ص ٢٠٧. (٤) عيون الاخبارج ١ ص ٢٤٦.

(٥) عيون الاخبار ج ٢ ص ١٧٤.

٤٩

أقول : قد أوردنا الخبر بتمامه في أبواب تاريخه عليه‌السلام (١).

٦ ـ ف : عن داود الصرمي ، عن أبي الحسن الثالث عليه‌السلام قال : أمرني عليه‌السلام بحوائج كثيرة ، فقال لي : قل : كيف تقول : فلم أحفظ مثل ماقال لي : فمد الدواة وكتب بسم الله الرحمن الرحيم اذكر إنشاء الله ، والامر بيدالله فتبسمت ، فقال : مالك؟ قلت خير فقال : أخبرني ، قلت : جعلت فداك ذكرت حديثا حدثني به رجل من أصحابنا عن جدك الرضا إذا أمر بحاجة كتب بسم الله الرحمن الرحيم اذكر إنشاء الله فتبسمت فقال لي : ياداود لو قلت : إن تارك التسمية كتارك الصلاة ، لكنت صادقا (٢).

٧ ـ سن : بعض أصحابنا رفعه قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : يستدل بكتاب الرجل على عقله وموضع بصيرته وبرسوله على فهمه وفطنته (٣).

٨ ـ كشف : قال الحافظ عبدالعزيز : روي عن جعفر بن محمد الصادق عليه‌السلام أنه قال لمولاه نافد : إذا كتبت رقعة أوكتابا في حاجة فأردت أن تنجح حاجتك التي تريد فاكتب رأس الرقعة بقلم غير مديد (٤) بسم الله الرحمن الرحيم إن الله وعد الصابرين المخرج مما يكرهون ، والرزق من حيث لا يحتسبون ، جعلنا الله وإياكم من الذين لاخوف عليهم ولاهم يحزنون قال نافد : فكنت أفعل ذلك فتنجح حوائجي (٥).

٩ ـ نهج : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : رسولك ترجمان عقلك ، وكتابك أبلغ من ينطق عنك (٦).

١٠ ـ كتاب الامامة والتبصرة : عن محمد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن سعيد عن الحسن بن عبيد الكندي ، عن النوفلي عن السكوني ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله للذي يملي عليه في بعض حوائجه : ضع القلم على أذنك فهو أذكى للمملي.

____________________

(١) راجع ج ٤٩ ص ١٠٨ من هذه الطبعة. (٢) تحف العقول ص ٤٨٣ ط ٥١١ ط.

(٣) المحاسن ص ١٩٥. (٤) أي من غير سواد.

(٥) كشف الغمة ج ٢ ص ٣٨٠. (٦) نهج البلاغة الرقم ٣٠١ من الحكم.

٥٠

١٠٣

( باب )

*«(العطاس والتسميت)»*

١ ـ مكا : عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من سمع عطسة فحمد الله وأثنى عليه وصلى عليه محمد وآل محمد ، لم يشتك ضرسه ولا عينه أبدا ، ثم قال : وإن سمعها وبينها وبينه البحر فلا يدع أن يقول ذلك.

عن أبي مريم قال : عطس عاطس عند أبي جعفر عليه‌السلام فقال أبوجعفر : نعم الشئ العطاس ، فيه راحة للبدن ، ويذكر الله عنه ، ويصلى على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقلت : إن محدثي العراق يحدثون أنه لا يصلى على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في ثلاث مواضع : عند العطاس ، وعند الذبيحة وعند الجماع ، فقال : اللهم إن كانوا كذبوا فلاتنلهم شفاعة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله.

عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من قال إذا سمع عاطسا : الحمد لله على كل حال ، ماكان من أمر الدنيا والآخرة ، وصلى الله على محمد وآله : لم ير في فمه سوءا.

عنه عليه‌السلام قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : من سبق العاطس بالحمد عوفي عن وجع الضرس والخاصرة.

عن الصادق عليه‌السلام قال إذا عطس الانسان فقال : الحمد لله ، قال الملكان الموكلان به : رب العالمين كثيرا لا شريك له ، فان قالها العبد قال الملكان : وصلى الله على محمد فان قالها العبد قالا : وعلى آل محمد ، فان قالها العبد قال الملكان : رحمك الله.

قال أمير المؤمين علي بن أبي طالب عليه‌السلام في خبر طويل : إذا عطس أحدكم فسمتوه فان قال : يرحمكم الله فقولوا : يغفر الله لكم ويرحمكم ، فان الله قال : «وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أوردوها» (١).

عن عبدالله بن أبي يعفور قال : حضرت مجلس أبي عبدالله صلوات الله وسلامه عليه ، وكان إذا عطس رجل في مجلسه فقال أبوعبدالله عليه‌السلام :

____________________

(١) النساء : ٨٦.

٥١

رحمك الله قالوا : آمين ، فعطس أبوعبدالله عليه‌السلام فخجلوا ولم يحسنوا أن يردوا عليه قال : فقولوا : أعلى الله ذكرك وفي رواية أخرى عنهم عليهم‌السلام إذا عطس الانسان ينبغي أن يضع سبابته على قصبة أنفه ويقول : الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين رغم أنفي لله رغما داخرا صاغرا غير مستنكف ولا مستحسر وإذا عطس غيره فليسمته وليقل : يرحمك الله مرة أو مرتين أو ثلاثا فاذا زاد فليقل شفاك الله ، وإذا أراد تسميت المؤمن فليقل : يرحمك الله ، وللمرأة : عافاك الله وللصبي : زرعك الله وللمريض : شفاك الله وللذمي : هداك الله وللنبي والامام صلى الله عليك ، وإذا سمته غيره فليرد عليه وليقل : يغفر الله لنا ولكم.

روي أبوبصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كثرة العطاس يأمن صاحبه من خمسة أشياء أولها الجذام ، والثاني الريح الخبيثة التي تنزل في الرأس والوجه والثالث يأمن من نزول الماء في العين ، والرابع يأمن من سدة الخياشيم ، والخامس يأمن من خروج الشعر في العين ، قال : وإن أحببت أن تقل عطاسك فاستعط بدهن المرزنجوش ، قلت : مقداركم؟ قال : مقدار دانق قال : ففعلت خمسة أيام فذهب عني.

عنه عليه‌السلام قال : من عطس في مرضه كان له أمان من الموت ، في تلك العلة وقال : التثاؤب من الشيطان ، والعطاس من الله عزوجل.

عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا كان الرجل يتحدث فعطس عاطس فهو شاهد حق وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : العطاس للمريض دليل على العافية ، وراحة البدن.

وعن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : من قال إذا عطس : الحمد لله رب العالمين ، على كل حال [ ماكان ] لم يجد وجع الاذنين والاضراس.

وعن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إذا عطس الرجل ثلاثا فسمته ثم اتركه بعد ذلك.

وعن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن أحدكم ليدع تسميت أخيه إن عطس ، فيطالبه يوم القيامة فيقضى له عليه (١).

____________________

(١) مكارم الاخلاق ص ٤٠٧ ٤٠٨ ، مع تقديم وتأخير.

٥٢

٢ ـ دعوات الراوندى : قالوا عليهم‌السلام : من قال إذا عطس : الحمد لله رب العالمين على كل حال ، وصلى الله على محمد وآل محمد ، لم يشتك شيئا من أضراسه ولا من اذنيه ، وقال الصادق عليه‌السلام : من عطس ثم وضع يده على قصبة أنفه ثم قال : الحمد لله رب العالمين كثيرا كما هو أهله ، يستغفر الله له طائر تحت العرش إلى يوم القيامة.

وقال : إذا عطس في الخلاء أحدكم فليحمد الله في نفسه ، وصاحب العطسة يأمن الموت سبعة أيام ، وفي رواية عن صاحب الزمان عليه‌السلام صاحب العطسة يأمن الموت ثلاثة أيام. ٣ كتاب الامامة والتبصرة : عن سهل بن أحمد ، عن محمد بن محمد بن الاشعث ، عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : العطسة عند الحديث شاهد.

ومنه : بهذا الاسناد ، العطاس للمريض دليل على العافية وراحة البدن.

٤ ـ لى : أبي ، عن سعد ، عن هارون ، عن ابن صدقة ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا عطس المرء المسلم ثم سكت لعلة تكون به قالت الملائكة عنه : الحمد لله رب العالمين فان قال : الحمد لله رب العالمين قالت الملائكة : يغفر الله لك (١).

٥ ـ يج : روي ، عن السياري ، عن نسيم ومارية أنه لما خرج صاحب الزمان من بطن أمه سقط جاثيا على ركبتيه ، رافعا سبابتيه نحو السماء ، ثم عطس وقال : الحمد لله رب العالمين وصلى الله عليه محمد وآله عبدا داخرا لله غير مستنكف ولا مستكبر ثم قال : زعمت الظلمة أن حجة الله داحضة ، ولو أذن لنا في الكلام لزال الشك (٢).

٦ ـ ب : هارون عن ابن صدقة عن الصادق عليه‌السلام قال : كان أبي عليه‌السلام

____________________

(١) أمالى الصدوق : ١٨١. (٢) مختار الخرائج : ٢١٦.

٥٣

يقول : إذا عطس أحدكم وهو على خلاء فليحمد الله في نفسه (١).

أقول : قد مضى بعض الاخبار في باب التسليم وفي باب جوامع المكارم وفي باب حقوق المؤمن.

٧ ـ ل : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن أبي الخطاب ، عن جعفر بن بشير ، عن أبي عيينة ، عن منصور بن خازم عن أبي عبدالله عليه‌السلام : قال : ثلاثة يرد عليهم الدعاء جماعة وإن كانوا واحدا : الرجل يعطس فيقال له : يرحمكم الله فان معه غيره ، والرجل يسلم على الرجل فيقول : السلام عليكم ، والرجل يدعو للرجل فيقول : عافاكم الله.

قال الصدوق رضوان الله عليه : يقال للعاطس إذا كان مخالفا : يرحمكم الله والمراد به الملكان الموكلان به فأما المؤمن فانه يقال له : يرحمك الله إذا عطس (٢).

٨ ـ ل : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن وهب ، عن الصادق ، عن أبيه عليهما‌السلام أن عليا عليه‌السلام قال : يسمت العاطس ثلاثا فمافوقها فهو ريح ، وفي حديث آخر أنه إن زاد العاطس على ثلاث قيل له : شفاك الله ، لان ذلك من علة (٣).

٩ ـ ل : في خبرالاعمش ، عن الصادق عليه‌السلام الصلاة على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله واجبة في كل المواطن ، وعند العطاس ، والرياح ، وغير ذلك (٤).

١٠ ـ ن : فيما كتب الرضا عليه‌السلام للمأمون : والصلاة على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله واجبة في كل موطن ، وعند العطاس والذبائح وغير ذلك (٥).

١١ ـ ل : الاربعمائة قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : إذا عطس أحدكم فسمتوه : قولوا يرحمكم الله ويقول هو لكم : يغفر الله لكم ويرحمكم ، قال الله تبارك وتعالى : «وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أوردوها» (٦).

١٢ ـ ك : ماجيلويه والعطار معا ، عن محمد العطار ، عن الحسين بن علي

____________________

(١) قرب الاسناد : ٣٦. (٢ و ٣) الخصال ج ١ : ٦٢.

(٤) الخصال : ج ٢ : ١٥٣. (٥) عيون الاخبار ج ٢ : ١٢٤.

(٦) الخصال ج ٢ : ١٦٨.

٥٤

النيسابوري ، عن إبراهيم بن محمد بن عبدالله بن موسى عليه‌السلام ، عن السياري ، عن نسيم خادم أبي محمد عليه‌السلام قالت : قال لي صاحب الزمان عليه‌السلام وقد دخلت عليه بعد مولده بليلة فعطست عنده ، فقال لي : يرحمك الله ، قالت نسيم : ففرحت بذلك ، فقال لي عليه‌السلام : ألا ابشرك في العطاس؟ فقلت : بلى ، قال : هو أمان من الموت ثلاثة أيام (١).

١٣ ـ ضا : واعلم أن علة العطاس هي أن الله تبارك وتعالى إذا أنعم على عبده بنعمة فنسي أن يشكر عليها سلط عليه ريحا تدور في بدنه ، فتخرج من خياشيمه فيحمد الله على تلك العطسة ، فيجعل ذلك الحمد شكرا لتلك النعمة وما عطس عاطس إلا هضم له طعامه أو يتجشى (٢) إلا مرئ طعامه ، فاذا عطست فاجعل سبابتك على قصبة أنفك ثم قل : الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم ، رغم أنفي لله داخرا صاغرا غير مستنكف ولا مستكبر ، فانه من قال هذه الكلمات عند عطسته خرج من أنفه دابة أكبر من البق وأصغر من الذباب فلايزال في الهوى إلى أن يصير تحت العرش ويسبح لصاحبها إلى يوم القيامة ، وإذا عطس أخوك فسمته وقل : يرحمك الله وإذا سمتك أخوك فرد عليه وقل : يغفر الله لنا ولك هذا إذا عطس مرة أومرتين أو ثلاثا فاذا زاد على ثلاثة فقل : شفاك الله ، فان ذلك من علة وداء في رأسه ودماغه ومن عطس ولم يسمت سمته سبعون ألف ملك ، فسمت أخاك إذا سمعته يحمد الله ويصلى على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فان لم تستمع ذلك منه فلا تسمته وإذا سمعت عطسة فاحمد الله وإن كنت في صلاتك أو كان بينك وبين العاطس أرض أو بحر ومن سبق العاطس إلى حمد الله أمن الصداع وإذا سمت فقل : يرحمك الله ، وللمنافق : يرحمكم الله ، تريد بذلك الملائكة الموكلين به ، وتقول للمرأة : عافاك الله ، وللمريض : شفاك الله ، وللمغموم

____________________

(١) كمال الدين ج ٢ : ١٠٤ في حديث.

(٢) جشأت نفسه جشوءا : نهضت اليه وارتفعت وثارت للقئ ، وجشأ فلان عن الطعام اتخم ، فكره الطعام ، وفى نسخة الكمبانى «أو يخشى» وهو تصحيف.

٥٥

والمهموم : فرحك الله وللغلام : زرعك الله وأنشأك وللذمي : هداك الله ولا مام المسلمين : صلى الله عليك.

ونروي أن أمير المؤمنين عليه‌السلام كان يقول لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا عطس : رفع الله ذكرك ، وقد فعل ، وكان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول لامير المؤمنين عليه‌السلام إذا عطس : أعلا الله كعبك وقد فعل.

وإن عطست وأنت في الصلاة أو سمعت عطسة فاحمد الله على أي حالة تكون وصل على النبي وعلى آله.

١٠٤

* ( باب ) *

* «ادب الجشاء والتنخم والبصاق (١)» *

١ ـ ب : هارون ، عن ابن صدقة ، عن الصادق عن أبيه عليهما‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا تجشأ أحدكم فلا يرفع جشاءه إلى السماء ولا إذا بزق ، والجشاء نعمة من الله عزوجل ، فاذا تجشأ أحدكم فليحمد الله (٢).

٢ ـ ل : الاربعمائة : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : لا يتفل المؤمن في القبلة فان فعل ذلك ناسيا فليستغفر الله عزوجل منه (٣).

٣ ـ سن : النوفلي باسناده قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا تجشأتم فلاترفعوا جشاءكم إلى السماء (٤).

٤ ـ سن : النوفلي عن السكوني ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام عن أبيه ، عن أبي ذر

____________________

(١) الجشأ : انتهاض المعدة وانقباضه اثر الشبع والامتلاء فيخرج بذلك هواء من المعدة بصوت وريح وتجشأ : تكلف الجشأ ، والتنخم : اخراج شئ من البلغم من صدره أو أنفه ودفعه إلى الخارج ويقال للذى أخرجه النخامة والنخاعة.

(٢) قرب الاسناد : ٣٢. (٣) الخصال ج ٢ : ١٥٧.

(٤) المحاسن : ٤٤٧.

٥٦

قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أطولكم جشاء في الدنيا أطولكم جوعا يوم القيامة وفي حديث آخر عن أبى عبدالله عليه‌السلام قال : سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله رجلا يتجشأ ، فقال : يا عبدالله قصر من جشائك ، فان أطول الناس جوعا يوم القيامة أكثرهم شبعا في الدنيا (١).

٥ ـ دعوات الراوندى : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : الجشأ نعمة من نعم الله ، فاذا تجشأ أحدكم فليحمد الله ولا يرتقي جشاءه.

١٠٥

( باب )

*«(ما يقال عند شرب الماء)»*

١ ـ مشارق الانوار : للبرسي عن ابن عباس ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه استدعى يوما ماء وعنده أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام فشرب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم ناوله الحسن عليه‌السلام فشرب ، فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : هنيئا مريئا يا أبا محمد ، ثم ناوله الحسين عليه‌السلام فشرب ثم قال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : هنيئا مريئا ثم ناوله الزهراء عليها‌السلام فشربت فقال لها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : هنيئا مريئا يا أم الابرار الطاهرين ، ثم ناوله عليا عليه‌السلام.

قال : فلما شرب سجد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فلما رفع رأسه فقال له بعض أزواجه : يا رسول الله شربت ناولت الماء للحسن عليه‌السلام ، فلما شرب قلت له : هنيئا مريئا ثم ناولته الحسين عليه‌السلام فشرب فقلت له كذلك ، ثم ناولته فاطمة فلما شربت قلت لها ماقلت للحسن والحسين ، ثم ناولته عليا فلما شرب سجدت فما ذاك؟ فقال لها : إني لما شربت الماء قال لي جبرئيل والملائكة معه : هنيئا مريئا يا رسول الله ، ولما شرب الحسن قالوا له كذلك ولما شرب الحسين وفاطمة

____________________

(١) المحاسن : ٤٤٧.

٥٧

قال جبرئيل والملائكة : هنيئا مريئا ، فقلت كما قالوا : ولما شرب أمير المؤمنين قال الله له : هنيئا مريئا يا وليي وحجتي على خلقي فسجدت لله شكرا على ما أنعم الله علي في أهل بيتي.

١٠٦

* ( باب ) *

*«(الدعابة والمزاح والضحك)»*

الايات : التوبة : فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا جزاء بما كانوا يكسبون (١).

١ ـ لى : ابن مسرور ، عن ابن عامر ، عن عمه ، عن محمد بن سنان عن طلحة بن زيد ، عن الصادق عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : كثرة المزاح تذهب بماء الوجه ، وكثرة الضحك تمحو الايمان ، وكثرة الكذب تذهب بالبهاء (٢).

٢ ـ لى : أبي ، عن سعد ، عن ابن هاشم ، عن الدهقان ، عن درست ، عن ابن سنان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : لا تمزح فيذهب نورك ، ولا تكذب فيذهب بهاؤك الخبر (٣).

٣ ـ ب : هارون عن ابن صدقة ، عن الصادق عن أبيه عليهما‌السلام قال : قال : داود لسليمان عليهما‌السلام : يا بني إياك وكثرة الضحك ، فان كثرة الضحك تترك العبد فقيرا يوم القيامة (٤).

٤ ـ ل : ابن المتوكل ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن موسى بن جعفر البغدادي ، عن محمد بن المعلى ، عمن أخبره ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال ثلاث فيهن المقت من الله عزوجل : نوم من غير سهر ، وضحك من غير محب وأكل على الشبع (٥).

____________________

(١) براءة : ٨٣. (٢) أمالى الصدوق ص ١٦٣.

(٣) أمالى الصدوق ص ٣٢٤. (٤) قرب الاسناد : ٤٦.

(٥) الخصال ج ١ ص ٤٤.

٥٨

٥ ـ ل : أبي ، عن سعد ، عن حماد بن يعلى ، عن أبيه ، عن حماد ، عن حريز ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : لهو المؤمن في ثلاثة أشياء : التمتع بالنساء ومفاكهة الاخوان ، والصلاة بالليل (١).

٦ ـ مع (٢) ل : فيما أوصى به النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى أبي ذر : عجب لمن أيقن بالنار لم يضحك : وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : إياك وكثرة والضحك فانه يميت القلب (٣).

٧ ـ ن : المفسر ، عن أحمد بن الحسن الحسيني ، عن أبي محمد ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال الصادق عليه‌السلام : كم ممن أكثر ضحكه لاعبا يكثر يوم القيامة بكاؤه وكم ممن أكثر بكاؤه على ذنبه خائفا يكثر يوم القيامة في الجنة سروره وضحكه (٤).

٨ ـ ما : باسناد المجاشعي ، عن الصادق ، عن آبائه ، عن علي عليهم‌السلام قال : كان ضحك النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله التبسم فاجتاز ذات يوم بفتية من الانصار وإذاهم يتحدثون ويضحكون بملء أفواههم فقال : يا هؤلاء من غره منكم أمله وقصر به في الخبر عمله فليطلع في القبور ، وليعتبر بالنشور ، واذكروا الموت فانه هادم اللذات (٥).

٩ ـ : سن : أبي ، عن الحسن بن علي اليقطيني ، عن محمد بن سنان ، عن أبي الجارود ، عن أبي هارون العبدي ، عن سلمان رضي‌الله‌عنه قال : أعجبتني ثلاث وثلاث أحزنتني فأما اللواتي أعبجتني فطالب الدنيا والموت يطلبه وغافل لا يغفل عنه ، وضاحك ملء فيه ، وجهنم وراء ظهره لم يأته ثقة ببراءته (٦).

أقول : أوردناه بسندين في باب أحوال سلمان (٧) وباب الخوف.

١٠ ـ ف : عن أبي محمد عليه‌السلام قال : لا تمار فيذهب بهاؤك ، ولا تمازح فيجترأ عليك وقال عليه‌السلام : من الجهل الضحك من غير عجب (٨).

____________________

(١) الخصال ج ١ ص ٧٧.

(٢) معانى الاخبار ص ٣٣٤. (٣) الخصال ج ٢ ص ١٠٥.

(٤) عيون الاخبار ج ٢ ص ٣. (٥) أمالى الطوسى ج ٢ ص ١٣٦.

(٦) المحاسن ص ٤. (٧) راجع ج ٢٢ ص ٣٦٠.

(٨) تحف العقول ص ٤٨٦ في ط.

٥٩

١١ ـ ص : الصدوق باسناده إلى ابن أورمة ، عن الحسن بن علي ، عن الحسن ابن الجهم ، عن الرضا عليه‌السلام قال : كان عيسى عليه‌السلام يبكي ويضحك ، وكان يحيى عليه‌السلام يبكي ولا يضحك ، وكان الذي يفعل عيسى أفضل.

١٢ ـ سن : بعض أصحابنا ، عن صالح بن عقبة ، عن عبدالله بن محمد الجعفي قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : إن الله يحب المداعب في الجماعة بلا رفث المتوحد بالفكرة المتحلي بالبصر ، المساهر بالصلاة (١).

١٣ ـ سر : في جامع البزنطي ، عن الفضل بن أبي قرة الكوفي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : ما من مؤمن إلا وفيه دعابة ، قلت : وما الدعابة قال : المزاح (٢).

١٤ ـ سر : من كتاب أبي القاسم ابن قولويه ، عن حمران بن أعين قال : دخلت على أبي جعفر عليه‌السلام فقلت : أوصني فقال : أوصيك بتقوى الله وإياك والمزاح فانه يذهب هيبة الرجل وماء وجهه ، وعليك بالدعاء لاخوانك بظهر الغيب ، فانه يهيل الرزق ، يقولها ثلاثا (٣).

١٥ ـ ختص : قال الصادق عليه‌السلام : كثرة المزاح تذهب بماء الوجه ، وكثرة الضحك تمحو الايمان محوا (٤).

١٦ ـ ما : جماعة عن أبي المفضل ، عن إبراهيم بن جعفر العسكري ، عن عبيد بن الهيثم ، عن حسين بن علوان ، عن الصادق عن آبائه عليهم‌السلام قال : حسن البشر للناس نصف العقل ، والتقدير نصف المعيشة ، والمرءة الصالحة أحد الكاسبين (٥).

١٧ ـ نهج : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : ما مزح رجل مزحة إلا مج من عقله مجة (٦).

وقال عليه‌السلام في وصيته للحسن عليه‌السلام : إياك أن تذكر من الكلام ما كان مضحكا

____________________

(١) المحاسن ص ٢٩٣. (٢) مستطرفات السرائر : ٤٦٥ (٣) مستطرفات السرائر : ٤٩٠.

(٤) الاختصاص : ٢٣٠. (٥) أمالى الطوسى ج ٢ ص ٢٢٦.

(٦) نهج البلاغة الرقم ٤٥٠ من الحكم.

٦٠