بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٨٣
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : عشر خصال يورث النسيان : أكل الجبن ، وأكل سؤر الفارة وأكل التفاحة الحامضة والجلجلان (١) والحجامة على النقرة المشي بين المرأتين والنظر إلى المصلوب وإلقاء القملة وقراءة كتابة المقبرة.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : عليكم باللبان فانه يمسح الحزن عن القلب كما يمسح ويذكي العرق عن الجبين ويشد الظهر ويزيد العقل ، ويذكى الذهن ويجلو البصر ، ويذهب النسيان.

أقول : قد سقط من جملة تلك الخصال خصلة واحدة فان المذكور بها هنا تسعة فلعل الساقطة هي إحدى المذكورات آنفا.

٦٢

( باب )

*«(مايورث الهم والغم والتهمة)»*

* ( ودفعها وما هو نشرة (٢) ) *

١ ـ ل : عن ابن الوليد ، عن محمد العطار وأحمد بن إدريس معا ، عن الاشعري رفعه إلى أبي عبدالله عليه‌السلام قال : أغتم أمير المؤمنين عليه‌السلام يوما فقال : من أين أتيت فما أعلم أني جلست على عتبة باب ولا شققت بين غنم ولا لبست سراويلي من قيام ولا مسحت يدي ووجهي بذيلي (٣).

أقول : وقد روي في بعض الكتب عن الائمة عليهم‌السلام أنهم قالوا : إن أحد عشر شيئا تورث الغم : المشي بين الاغنام وليس السراويل قائما وقص شعر اللحية بالاسنان والمشي على قشر البيض واللعب بالخصية ، والاستنجاء باليمين

____________________

(١) هو ثمر الكزبرة.

(٢) النشرة ما يزيل الهموم والاحزان التى يتوهم أنها من الجن ، كذا قال المؤلف العلامة في بيان الحديث (كتاب السماء والعالم ص ٨٧٤) وقال في النهاية : النشرة بالضم ضرب من الرقية والعلاج يعالج به من كان يظن أن به مسا من الجن.

(٣) الخصال ج ١ ص ١٠٧.

٣٢١

والقعود على عتبة الباب والاكل بالشمال ومسح الوجه بالاذيال والمشي فيما بين القبو ، والضحك بين المقابر.

واعلم أنه قد ورد اشتهر أيضا أن المشي بين المرأتين وكذا الاجتياز بينهما وخياطة الثوب على البدن والتعمم قاعدا والبول في الماء راكدا ، والبول في الحمام ، والنوم على الوجه منبطحا تورث الغم والهم ولعل في بعض هذه المذكورات نوح كلام ثم إن المشهور بين الناس أن الجلوس على عتبة الباب تورث وقوع التهمة عليه ، وكماسبق وقد مر أيضا في الرواية أنه يورث الفقر فلا تغفل.

٢ ـ ل : عن أبيه ، عن محمد العطار عن الاشعري عن محمد بن عيسى ، عن رجل ، عن جعفر بن خالد عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : النشرة في عشرة أشياء : المشي والركوب والارتماس في الماء والنظر إلى الخضرة والاكل والشرب والنظر إلى المرأة الحسناء والجماع ، والسواك ، ومحادثة الرجال (١).

سن : عن أبيه عن محمد بن عيسى مثله (٢).

٣ ـ ل : الطالقاني عن العدوي عن صهيب بن عباد ، عن أبيه عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده عليهم‌السلام قال : النشرة في عشرة أشياء : في المشي والركوب والارتماس في الماء والنظر إلى الخضرة والاكل والشرب ، والجماع والسواك ، وغسل الرأس بالخطمي ، والنظر إلى المرأة الحسناء ، ومحادثة الرجال (٣).

٤ ـ ل : الاربعمائة : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : غسل الثياب يذهب بالهم والحزن ، وهو طهور للصلاة (٤).

٥ ـ لى : عن أبيه ، عن سعد ، عن أيوب بن نوح ، عن ابن أبي عمير عن مثنى بن الوليد ، عن أبي بصير قال : قال لي أبوعبدالله عليه‌السلام : أما تحزن؟ أما

____________________

(١) الخصال ج ٢ ص ٥٨. (٢) المحاسن : ١٤.

(٣) الخصال ج ٢ ص ٥٨. (٤) الخصال ج ٢ ص ١٥٦.

٣٢٢

تهتم؟ أما تألم؟ قلت : بلى والله قال : فاذا كان ذلك منك فاذكر الموت ووحدتك في قبرك وسيلان عينيك على خديك ، وتقطع أوصالك وأكل الدود من لحمك وبلاك ، وانقطاعك عن الدنيا فان ذلك يحثك على العمل ، ويردعك عن كثير من الحرص على الدنيا (١).

٦ ـ سن : عن بكر بن صالح ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : شكا نبي من الانبياء إلى الله الغم فأمره بأكل العنب (٢).

سن : عن عثمان بن عيسى عن فرات بن أحنف عن أبي عبدالله عليه‌السلام مثله (٣).

٧ ـ سن : عن القاسم الزيات ، عن أبان بن عثمان ، عن موسى بن العلا ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : لما حسر الماء عن عظام الموتى ، فرأى ذلك نوح عليه‌السلام جزع جزعا شديدا واغتم لذلك ، فأوحى الله إليه أن كل العنب الاسود ليذهب غمك (٤)

٨ ـ دعوات الراوندى : كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قد اغتم فأمره جبرئيل عليه‌السلام أن يغسل رأسه بالسدر.

وقال أبوعبدالله عليه‌السلام : من وجد هما فلا يدري ما هو فليغسل رأسه وقال : إذا توالت الهموم فعليك بلا حول ولا قوة إلا بالله.

وقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : ما أهمني ذنب أمهلت بعده حتى أصلي ركعتين ٩ جنة الامان : رأيت في بعض كتب أصحابنا ما ملخصه أن رجلا جاء إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال : يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إني كنت غنيا فافتقرت ، وصحيحا فمرضت وكنت مقبولا عند الناس فصرت مبغوضا ، وخفيفا على قلوبهم ، فصرت

____________________

(١) أمالى الصدوق : ٢٠٨ وفى المطبوعة رمز الخصال وهو سهو.

(٢) المحاسن : ٥٤٧.

(٣ و ٤) المحاسن : ٥٤٨.

٣٢٣

ثقيلا وكنت فرحانا فاجتمعت علي الهموم ، وقد ضاقت علي الارض بما رحبت وأجول طول نهاري في طلب الرزق فلا أجد ما أتقوت به ، كأن اسمي قد محي من ديوان الارزاق ، فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا هذا لعلك تستعمل مثيرات الهموم؟ فقال : وما مثيرات الهموم؟ قال : لعلك تتعمم من قعود ، أو تتسرول من قيام ، أو تقلم أظفارك بسنك أو تمسح وجهك بذيلك ، أو تبول في ماء راكد ، أوتنام منبطحا على وجهك الخبر.

٦٣

* ( باب النوادر ) *

وجدت بخط الشيخ محمد بن علي الجبعي نقلا من خط الشهيد قدس الله روحهما قال أبوعبدالله عليه‌السلام لعمر بن يزيد : إذا لبست ثوبا جديدا فقل : لا إله إلا الله محمد رسول الله ، تبرأ من الآفة وإذا أحببت شيئا فلا تكثر ذكره ، فان ذلك مما يهده ، وإذا كان لك إلى رجل حاجة فلا تشتمه من خلفه ، فان الله يرفع ذلك في قلبه.

٦٤

( باب )

*«(ما ينبغى مزاولته من الاعمال ، ومالا ينبغى)»*

١ ـ كتاب صفات الشيعة : للصدوق رحمه‌الله : عن الحسن بن أحمد ، عن أبيه عن محمد بن أحمد ، عن عبدالله بن خالد الكناني قال : استقبلني أبوالحسن موسى ابن جعفر عليه‌السلام وقد علقت سمكة بيدي قال : اقذفها إني لاكره للرجل السري أن يحمل الشئ الدني بنفسه ثم قال : إنكم قوم أعداؤكم كثير ، عاداكم الخلق يامعشر الشيعة ، فتزينوا لهم ما قدرتهم عليه (١).

____________________

(١) صفات الشيعة الرقم : ٣١ ، وقد مر في ج ٧٤ ص ١٤٧.

٣٢٤

٢ ـ كتاب الغارات لابراهيم بن محمد الثقفي رفعه عن صالح أن جدته أتت عليا عليه‌السلام ومعه تمر يحمله فسلمت وقالت : أعطني هذا التمر أحمله ، قال : أبوالعيال أحق بحمله ، قالت : قال : ألا تأكلين معي؟ قالت : قلت : لا أريده قالت : فانطلق به إلى منزله ثم رجع وهو مرتد بتلك الملحفة ، وفيها قشور التمر فصلى بالناس فيها الجمة.

٦٥

* ( باب ) *

*«(آداب التوجه إلى حاجة)»*

١ ـ دعوات الراوندى : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : إذا أردت تأخذ في حاجة فكل كسرة بملح ، فهو أعزلك وأقضى للحاجة وإذا أردت حاجة فاستقبل إليها استقبالا ولا تستدبرها استدبارا.

٢ ـ ب : عن ابن طريف ، عن ابن علوان ، عن الصادق ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليا عليه‌السلام في سرية ثم بدت له إليه حاجة فأرسل إليه المقداد ابن الاسود فقال له : لا تصبح به من خلفه ولا عن يمينه ، ولاعن شماله ، ولكن جزه ثم استقبله بوجهك فقل له : يقول لك رسول الله كذا وكذا (١).

____________________

(١) قرب الاسناد ص ٧٦.

٣٢٥

٦٦

* ( باب ) *

*«(جوامع المناهى التى تتعلق بجميع الاحكام)»*

*«(من القرآن الكريم)»*

الايات : البقرة : ولاتعثوا في الارض مفسدين (١).

وقال تعالى : الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الارض اولئك هم الخاسرون (٢).

وقال تعالى : وإذا أخذنا ميثاقكم لاتسفكون دمائكم ولا تخرجو أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون * ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالاثم والعدوان وإن يأتوكم اسارى تفادوهم وهو محرم عليكم إخراجهم أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحيوة الدنيا ويوم القيمة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون (٣).

وقال تعالى : والفتنة أشد من القتل (٤).

وقال تعالى : ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة (٥).

النساء : ولامرنهم فليبتكن آذان الانعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله (٦).

المائدة : فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسة يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به ولا تزال تطلع على خائنة منهم إلا قليلا

____________________

(١) البقرة : ٥٧. (٢) البقرة : ٢٥. (٣) البقرة : ٧٨ و ٧٩. (٤) البقرة : ١٨٧. (٥) البقرة : ١٩١. (٦) النساء : ١١٨

٣٢٦

منهم ـ إلى قوله تعالى : ومن الذين قالوا إنا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسوا حظأ مما ذكروا به (١).

الانعام : قل تعاليوا أتل ما حرم ربكم عليكم أن لا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا ولاتقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولاتقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصيكم به لعلكم تعقلون * ولاتقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشدة وأوفوا الكيل والميزان بالقسط لانكلف نفسا إلا وسعها وإذا قلتم فاعدلوا ولوكان ذاقربى وبعهدالله أوفوا ذلكم وصيكم به لعلكم تذكرون * وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فترق بكم عن سبيله ذلكم وصيكم به لعلكم تتقون (٢).

الاعراف : قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهرمنها وما بطن والاثم والبغى بغير الحق وأن تشركوا بالله مالم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله مالا تعلمون (٣).

وقال : ولا تفسدوا في الارض بعد إصلاحها (٤).

الانفال : وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون (٥).

التوبة : إنما النسئ زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ماحرم الله فيحلوا ماحرم الله زين لهم سواء أعمالهم والله لايهدي القوم الكافرين (٦).

النحل : إن الله يأمر بالعدل والاحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشا والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون * وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولاتنقضوا

____________________

(١) المائدة : ١٦ ١٧.

(٢) الانعام : ١٥٢ ١٥٤. (٣) الاعراف : ٣١.

(٤) الاعراف : ٥٤. (٥) الانفال : ٣٥.

(٦) براءة : ٣٧.

٣٢٧

الايمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ماتفعلون * ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون أيمانكم دخلا بينكم أن تكون امة هي أربي من امة إنما يبلوكم الله به وليبينن لكم يوم القيمة ماكنتم فيه تختلفون إلى قول تعالى : ولا تتخذوا أيمانكم دخلا بينكم فتزل قدم بعدثبوتها وتذوقوا السوء بما صدتم عن سبيل الله ولكم عذاب عظيم (١).

الشعراء : أتبنون بكل ريع آية تعبثون * وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون (٢).

وقال تعالى : ولاتعثوا في الارض مفسدين (٣).

القصص : ولا تبغ الفساد في الارض إن الله لايحب المفسدين (٤).

٦٧

* ( باب ) *

*«(جوامع مناهى النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله ومتفرقاتها)»*

١ ـ لى : عن حمزة بن محمد العلوي ، عن عبدالعزيز بن محمد بن عيسى الابهري عن محمد بن زكريا الجوهري الغلابي عن شعيب بن واقد عن الحسين بن زيد عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن الاكل عن الجنابة وقال : إنه يورث الفقر ونهى عن تقليم الاظفار بالاسنان ، وعن السواك في الحمام ، ووالتنخع في المساجد ونهى عن أكل سؤر الفارة وقال : لاتجعلوا المساجد طرقا حتى تصلوا فيها ركعتين ونهي أن يبول أحد تحت شجرة مثمرة أوعلى قارعة الطريق ، ونهى أن يأكل الانسان بشماله وأن يأكل وهو متكئ ، ونهى أن تجصص المقابر

____________________

(١) النحل : ٩٢ ٩٦.

(٢) الشعراء : ٢١٨ ٢١٩.

(٣) الشعراء : ١٨٣. (٤) القصص : ٢٥٣.

٣٢٨

وتصلى فيها ، وقال : إذا اغتسل أحدكم في فضاء من الارض فليحاذر على عورته ولا يشربن أحدكم الماء من عند عروة الاناء فانه مجتمع الوسخ ، ونهى أن يبول أحد في الماء الراكد فانه منه يكون ذهاب العقل ونهى أن يمشي الرجل في فرد نعل أويتنعل وهو قائم ونهي أن يبول الرجل وفرجه باد للشمس أو للقمر وقال إذا دخلتم الغائط فتجنبوا القبلة ونهى عن الزنة عند المصيبة ونهى عن النياحة والاستماع إليها ونهى عن اتباع النساء الجنايز ، ونهى أن يمحي شئ من كتاب الله عزوجل بالبزاق أويكتب منه.

ونهى أن يكذب الرجل في رؤياه متعمدا وقال : يكلفه الله يوم القيامة أن يعقد شعيرة وما هو بعاقدها ونهى عن التصاوير وقال من صور صورة كلفه الله يوم القيامة أن ينفخ فيها وليس لنافخ ونهى أن يحرق شئ من الحيوان بالنار ونهى عن سب الديك ، وقال إنه يوقظ للصلاة ونهى أن يدخل الرجل في سوم أخيه المسلم ونهى أن يكثر الكلام عند المجامعة وقال : منه يكون خرس الولد وقال : لا تبيتوا القمامة في بيوتكم وأخرجوها نهارا فانها مقعد الشيطان وقال : لايبيتن أحد ويده غمرة فان فعل فأصابه لمم الشيطان فلا يلومن إلا نفسه ونهى أن يستنجي الرجل بالروث ونهى أن تخرج المرأة من بيتها بغير إذن زوجها فان خرجت لعنها كل ملك في السماء وكل شئ تمر عليه من الجن والانس حتى ترجع إلى بيتها ونهى أن تتزين المرأة لغيرزوجها ، فان فعلت كان حقا على الله عزوجل أن يحرقه بالنار.

ونهى أن تتكلم المرأة عند غير زوجها وغير ذي محرم منها أكثر من خمس كلمات مما لا بدلها منه ونهي أن تباشر المرأة المرأة ليس بينهما ثوب ونهى أن تحدث المرأة المرأة بماتخلو به مع زوجها ونهى أن يجامع الرجل أهله مستقبل القبلة وعلى ظهر طريق عامر فمن فعل ذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، ونهى أن يقول الرجل للرجل : زوجني اختك حتى ازوجك اختي

٣٢٩

ونهى عن إتيان العراف (١) وقال : من أتاه وصدقه فقد برئ مما أنزل الله على محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله : ونهى عن اللعب بالنرد والشطرنج والكوبة والعرطبة وهي الطنبور والعود يعنى الطبل ونهى عن الغيبة والاستماع إليها ونهى عن النمية والاستماع إليها وقال : لا يدخل الجنة قتات يعني نماما ، ونهى عن إجابة الفاسقين إلى طعامهم ونهى عن اليمين الكاذبة وقال إنها تترك الديار بلاقع وقال : من حلف بيمين كاذبة صبرا ليقطع بها مال أمرء مسلم لقي الله عزوجل وهو عليه غضبان إلا أن يتوب ويرجع ونهى عن الجلوس على مائدة يشرب عليها الخمر ونهى أن يدخل الرجل حليلته إلى الحمام وقال : لا يدخلن أحدكم الحمام الابمئزر ونهى عن المحادثة التي تدعو إلى غير الله ونهى عن تصفيق الوجه ونهى عن الشرب في آنية الذهب والفضة ونهى عن لبس الحرير والديباج والقز للرجال ، فأما للنساء فلا بأس ونهى أن يباع الثمار حتى يزهو يعنى يصفر أو يحمر ، ونهى عن المحاقلة يعني بيع التمر بالرطب ، والعنب بالزبيب ، وما أشبه ذلك.

ونهى عن بيع النرد والشطرنج وقال : من فعل ذلك فهو كآكل لحم الخنزير ونهى عن بيع الخمر وأن تشترى الخمرو أن تسقى الخمرو قال عليه‌السلام : لعن الله الخمر وعاصرها وغارسها وشاربها وساقيها وبايعها ومشتريها وآكل ثمنها وحاملها والمحمولة إليه وقال عليه‌السلام : من شربها لم تقبل له صلاة أربعين يوما وإن مات وفي بطنه شئ من ذلك كان حقا على الله أن يسقيه من طينة خبال وهو صديد أهل النار وما يخرج من فروج الزناة فيجتمع ذلك في قدور جهنم فيشر بها أهل النار فيصهر به ما في بطونهم والجلود.

ونهى عن أكل الربا وشهادة الزور وكتابة الربا وقال عليه‌السلام : إن الله عزوجل لعن آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه ونهى عن بيع وسلف ونهى

____________________

(١) يعنى المنجم والكاهن ، وقال الجاحظ هو دون الكاهن ، وكيف كان هو الذى يدل على معرفة السارق والسرقة والضالة وما أشبه ذلك أو هو الذى يخبر عن الماضى والمستقبل.

٣٣٠

عن بيعين في بيع ونه عن بيع ماليس عندك ، ونهى عن بيع مالم يضمن ونهى عن مصافحة الذمي ونهى عن أن ينشد الشعر أو تنشد الضالة في المسجد ونهى أن يسل السف في المسجد ونهى عن ضرب وجوه البهائم ونهى أن ينظر الرجل إلى عورة أخيه المسلم وقال : من تأمل عورة أخيه المسلم لعنه سبعون ألف ملك ونهى المرأة أن تنظر إلى عورة المرأة ونهى أن ينفخ في طعام أو في شراب أو ينفخ في موضع السجود ونهى أن يصلي الرجل في المقابر والطرق والارحية والاودية ومرابض الابل وعلى ظهر الكعبة ونهى عن قتل النحل ، ونهى عن الوسم في وجوه البهائم.

ونهى أن يحلف بغير الله وقال : من حلف بغير الله من الله في شئ ونهى أن يحلف الرجل بسورة من كتاب الله وقال : من حلف بسورة من كتاب الله فعليه بكل آية منها يمين ، فمن شاء بر ، ومن شاء فجر ، ونهى أن يقول الرجل للرجل لا وحياتك وحياة فلان ، ونهى أن يقعد الرجل في المسجد وهو جنب ونهى عن التعرى بالليل والنهار ونهى عن الحجامة يوم الاربعا والجمعة ونهى عن الكلام يوم الجمعة والامام يخطب ، فمن فعل ذلك فقد لغى ومن لغى فلا جمعة له ، ونهى عن التختم بخاتم صفر أو حديد ، ونهى أن ينقش شئ من الحيوان على الخاتم.

ونهى عن الصلاة في ثلاث ساعات : عند طلوع الشمس ، وعند غروبها ، وعند استوائها ونهى عن صيام ستة أيام يوم الفطر ويوم الشك ، ويوم النحر ، وأيام التشريق ، ونهي أن يشرب الماء كرعا كما تشرب البهائم وقال : اشربوا بأديكم فانها أفضل أواينكم ونهى عن البزاق في البئر التي يشرب منها ونهى أن يستعمل أجير حتى يعلم ما اجرته ونهى عن الهجران فان كان لابد فاعلا لا يهجر أخاه أكثر من ثلاثة أيام فمن كان مهاجرا لاخيه أكثر من ذلك انت النار أولى به ونهى عن بيع الذهب الفضة وبالنسية ونهى عن بيع الذهب بالذهب زيادة إلا وزنا بوزن ، ونهى عن المدح وقال : احثوا في وجوه المداحين التراب وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : من تولى خصومة ظالم أو أعان عليها ثم نزل به ملك الموت قال له : أبشر بلعنة الله ونارجهنم وبئس المصير وقال : من مدح سلطانا جايرا وتخفف وتضعضع له طمعا فيه كان قرينه

٣٣١

إلى النار وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : قال الله عزوجل : «ولاتركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار» (١) وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : من دل جايرا على جوركان قرين هامان في جهنم.

ومن بني بنيانا رياء سمعة حمله يوم القيامة من الارض السابعة وهو نار تشتغل ثم يطوق في عنقه ويلقى في النار فلا يحبسه شئ منها دون قعرها إلا أن يتوب قيل : يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : كيف يبني وسمعة؟ قال : يبني فضلا على مايكفيه استطالة منه على جيرانه ومباهاة لا خوانه وقال عليه‌السلام : من ظلم أجيرا أجره أحبط الله عمله وحرم عليه ريح الجنة وإن ريحها لتوجد من مسيرة خمسمائة عام ومن خان جاره شبرا من الارض جعلها الله طوقا في عنقه من تخوم الارضين السابعة حتى يلقى الله يوم القيامة مطوقا إلا أن يتوب ويرجع.

ألا ومن تعلم القرآن ثم نسيه متعمدا لقي الله يوم القيامة مغلولا يسلط الله عزوجل عليه بكل آية منهاحية تكون قرينه إلى النار إلا أن يغفرله وقال عليه‌السلام : من قرء القرآن ثم شرب عليه حراما أو آثر عليه حب الدنيا وزينتها استوجب عليه سخط الله إلا أن يتوب ألا وإنه إن مات على غير توبة حاجة القرآن يوم القيامة فلا يزايله إلا مدحوضا.

ألا ومن زنا بامرأة مسلمة أو يهوديو أو نصرانية أو مجوسية حرة أو أمة ثم لم يتب ومات مصرا عليه فتح الله له في قبره ثلاث مائة باب تخرج منه حيات وعقارب وثعبا النار فهو يحترق إلى يوم القيامة فاذا بعث من قبره تأذى الناس من نتن ريحه فيعرف بذلك وبماكان يعمل في دار الدنيا ، حتى يؤمر به إلى النار.

ألا وإن الله حرم الحرام ، وحد الحدود ، وما أحد أغير من الله ، ومن غيرته حرم الفواحش ، ونهى أن يطلع الرجل في بيت جاره وقال : من نظر إلى عورة أخيه المسلم أو عورة غير أهله متعمدا أدخله الله مع المنافقين الذين كانوا يبحثون عن عورات المسملين ، ولم يخرج من الدنيا حتى يفضحه الله إلا أن يتوب.

وقال عليه‌السلام : من لم يرض بما قسم الله له من الرزق ، وبث شكواه ، ولم

____________________

(١) هود : ١١٤.

٣٣٢

يصبر ولم يحتسب لم ترفع له حنسة ويلقى الله وهو عليه غضبان إلا أن يتوب ونهى أن يختال الرجل في مشية وقال : من لبس ثوبا فاختال فيه خشف الله به من شفير جهنم ، وحان قرين قارون ، لانه أول من اختال ، فخسف الله به وبداه الارض ، ومن اختال فقد نازع الله في جبروته.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : من ظلم أمرأة مهرها فهو عند الله زان ، يقول الله عزوجل له يوم القيامة : عبدي زوجتك أمتي على عهدي ، فلم توف بعهدي وظلمت أمتي فيؤخذ من حسنانة فيدفع إليها بقدر حقها ، فاذا لم تبق له حسنة أمر به إلى النار بنكثه للعهد «إن العهد كان مسئولا» (١).

ونهى صلى‌الله‌عليه‌وآله عن كتمان الشهادة قال : من كتمها أطعمه الله لحمه على رؤوس الخلائق وهو قول الله عزوجل : «ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فانه آثم قلبه» (٢) وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من آذى جاره حرم الله عليه ريح الجنة ومأويه جهنم وبئس المصير ومن ضيع حق جاره فليس منا ، ومازال جبرئيل عليه‌السلام يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه ومازال يوصيني بالمماليك حتى ظننت أنيه سيجعل لهم وقتا إذا بلغوا ذلك الوقت اعتقوا ، وما زال يوصيني بالسواك حتى ظننت أنه سيجلعه فريضة ومازال يوصيني بقيام الليل حتى ظننت أن خيار أمتي لن يناموا.

ألا ومن استخف بفقير مسلم فقد استخف بحق الله والله يستخف به يوم القيامة إلا أن يتوب وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : من أكرم فقيرا مسلما لقي الله يوم القيامة وهو عنه راض وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : من عرضت له فاحشة أو شهوة فاجتنبها من مخافة الله عزوجل حرم الله عليه النار وآمنه من الفزع الاكبر وأنجز له ماوعده في كتابه في قوله : «ولمن خاف مقام ربه جنتان» (٣) ألا ومن عرضت له دنيا وآخرة فاختار الدنيا على الآخرة لقي الله يوم القيامة وليست له حسنة يتقي بها

____________________

(١) اسرى : ٣٤. (٢) البقرة : ٢٨٣.

(٣) الرحمن : ٤٦.

٣٣٣

من النار ومن اختار الآخرة على الدنيا وترك الدنيا رضي‌الله‌عنه غفرله مساوي عمله ومن ملا عينه من حرام ملا الله عينه يوم القيامة من النار إلا أن يتوب ويرجع.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : من صافح امرأة تحرم عليه فقد باء بسخط من الله ومن التزم امرأة حراما قرن في سلسلة نار مع شيطان فيقذفان في النار ، ومن غش مسلما في شراء أو بيع فليس منا ، ويحشر يوم القيامة مع اليهود لانهم أغش الخلق للمسلمين ونهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يمنع أحد الماعون وقال : من منع الماعون من جاره منعه الله خيره يوم القيامة ووكله إلى نفسه ومن وكله إلى نفسه فما أسوء حاله.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : أيما امرأة آذت زوجها بلسانها لم يقبل الله منها صرفا ولا عدلا ولاحسنة وعملها حتى ترضيه وإن صامت نهارها وقامت ليلها ، وأعتقت الرقاب وحملت على جياد الخيل في سبيل الله وكانت أول من يرد النار ، وكذلك الرجل إذا كان لها ظالما.

ألا ومن لطم خد مسلم أو وجهه بدد الله عظامه يوم القيامة وحشرة مغلولا حتى يدخل جهنم إلا أن يتوب ومن بات وفي قلبه غش لاخيه المسلم بات في سخط الله وأصبح كذلك حتى يتوب.

ونهى عن الغيبة وقال : من اغتاب امرءا مسلما بطل صومه ونقض وضوؤه وجاء يوما القيامة يفوح من فيه رائحة أنتن من الجيفة يتأذى به أهل الموقف فان مات قبل أن يتوب مات مستحلا لما حرم الله.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : من كظم غيظا وهو قادر على إنفاذه وحلم عنه أعطاه الله أجر شهيد ، ألا ومن تطول على أخيه في غيبة سمعها فيه في مجلس فردها عنه رد الله عنه ألف باب من السوء في الدنيا والآخرة فان هو لم يردها وهو قادر على ردها كان عليه كوزر من اغتابه سبعين مرة.

ونهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن الخيانة وقال : من خان أمانة في الدنيا ولم يردها إلى أهلها ثم أدركه الموت مات على غير ملتي ويلقى الله وهو عليه

٣٣٤

غضبان وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : من شهد شهادة زور على أحد من الناس عليق بلسانه مع المنافقين في الدرك الاسفل من النار ومن اشترى خيانة وهو يعلم فهن كالذي خانها ومن حبس عن أخيه المسلم شيئا من حقه حرم الله عليه بركة الرزق إلا أن يتوب ألا ومن سمع فاحشة فأفشاها فهو كالذي أتاها ، ومن احتاج إليه أخوه المسلم في قرض وهو يقدر عليه فلم يفعل حرم الله عليه ريح الجنة ، ألا ومن صبر على خلق امرأة سيئة الخلق واحتسب في ذلك الاجر أعطاه الله ثواب الشاكرين في الآخرة ألا وأيما امرأة لم ترفق بزوجها وحملته على مالا يقدر عليه ومالا يطيق لم تقبل منها حسنة وتلقى الله وهو عليها غضبان ألا ومن أكرم أخاه المسلم فانما يكرم الله عزوجل.

ونهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يؤم الرجل قوما إلا باذنهم وقال : من أم قوما باذنهم وهم به راضون فاقتصد بهم في حضوره وأحسن صلاته بقيامه وقراءته وركوعه وسجوده وقعوده ، فله مثل أجر القوم ولا ينقص من أجورهم شئ ألا ومن أم قوما بأمرهم ثم لم يتم بهم الصلاة ولم يحسن في ركوعه وسجوده وخشوعه وقراءته ردت عليه صلاته ولم تجاوز ترقوته وكانت منزلته كمنزلته إمام جائر معتدلم يصلح إلى رعيته ولم يقم فيهم بحق ولا قام فيهم بأمر وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : من مشسي إلى ذي قرابة بنفسه وما له ليصل رحمه أعطاه الله عزوجل أجر مائة شهيد وله بكل خطوة أربعون ألف حسنة ويمحى عنه أربعون ألف سيئة ، ويرفع له من الدرجات مثل ذلك وكأنما عبدالله مائة سنة صابرا محتسبا ومن كفى ضريرا حاجة من حوائج الدنيا ومشى له فيها حتى يقضي الله له حاجته أعطاه الله براءة من النفاق وبراءة من النار ، وقضى له سبعين حاجة من حوائج الدنيا ، ولا يزال يخوض في رحمة الله عزوجل حتى يرجع.

ومن مرض يوما وليلة فلم يشك إلى عواده بعثه الله يوم القيامة مع خليله إبراهيم خليل الرحمن حتى يجوز الصراط كالبرق اللامع ومن سعى لمريض في حاجة قضاها أولم يقضها خرج من ذنوبه كيوم ولدته امة ، فقال رجل من الانصار : بأبي

٣٣٥

أنت وامي يارسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فاذا كان المريض من أهل بيته أو ليس ذلك أعظم أجرا إذا سعى في حاجة أهل بيته؟ قال : نعم ألا ومن فرج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه اثنين وسبعين كربة من كرب الآخرة واثنين وسبعين كربة من كرب الدنيا أهونها المغص.

قال : ومن مطل على ذي حل حقه وهو يقدر على أداء حقه فعليه كل يوم خطيئة عشار ألا ومن علق سوطا بين سلطان جائر جعل الله ذلك السوط يوم القيامة ثعبانا من النار طوله سبعون ذراعا يسلط عليه في نار جهنم وبئس المصير ومن اصطنع إلى أخيه معروفا فامتن به أحبط الله عليه عمله وثبت وزره ولم يشكر له سعيه ثم قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : يقول الله عزوجل : حرمت الجنة على المنان والبخيل والقتات وهو المنام.

ألا ومن تصدق بصدقة فله بوزن كل درهم مثل جبل أحد من نعيم الجنة ومن مشى بصدقة إلى محتاج كان له كأجر صاحبها من غير أن ينقص من أجره شئ ومن صلى على ميت صلى عليه سبعون ألف ملك ، وغفر الله له ماتقدم من ذنبه فان أقام حتى يدفن ويحثى عليه التراب كان له بكل قدم نقلها قيراط من الاجر والقيرط مثل جبل أحد.

ألا ومن ذرفت عيناه من خشية الله كان له بكل قطرة قطرت من دموعه قصر في الجنة مكللا بالدر والجوهر فيه مالا عين رأيت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، ألا ومن مشى إلى مسجد يطلب فيه الجماعة كان له بكل خطوة سبعون ألف حسنة ويرفع له من الدرجات مثل ذلك وإن مات وهو على ذلك وكل الله به سبعين ألف ملك يعودونه في قبره ويؤنسونه في وحدته ويستغفرون له حتى يبعث ألاومن أذن محتسبا يريد بذلك وجه الله عزوجل أعطاه الله ثواب أربعين ألف شهيد وأربعين ألف صديق ، ويدخل في شفاعته أربعين ألف مسئ من امتي إلى الجنة ألا وإن المؤذن إذاقال : أشهد أن لا إله إلا الله صلى عليه تسعون ألف ملك واستغفروا له ، وكان يوم القيامة في ظل العرش حتى يفرغ الله من حساب

٣٣٦

الخلائق ويكتب ثواب قوله : أشهد أن محمدا رسول الله أربعون ألف ملك ، ومن حافظ على الصف الاول والتكبيرة الاولى لا يؤذي مسلما أعطاه الله من الاجرما يعطي المؤذنون في الدنيا والآخرة ، ألا ومن تولى عرافة قوم حبسه الله عزوجل على شفير جهنم بكل يوم ألف سنة وحشر يوم القيامة ويداه مغلولتان إلى عنقه فان كان قام فيهم بأمر الله أطلقه الله وإن كان ظالما هوى به في نار جهنم وبئس المصير.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تحقروا شيئا من الشر وإن صغر في أعينكم ولا تستكثروا الخير وإن كثر في أعينكم فانه لا كبير مع الاستغفار ، ولا صغير مع الاصرار.

قال محمد بن زكريا الغلابي : سألت عن طول هذا الاثر شعيبا المزني فقال لي : يا با عبدالله سألت الحسين بن زيد عن طول هذا الحديث فقال : حدثني جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام أنه جمع هذا الحديث من الكتاب الذي هو إملاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وخط علي بن أبي طالب صلوات الله عليه (١).

٢ ـ لى : عن ابن المتوكل عن سعد ، عن ابن هاشم ، عن الحسين بن الحسن القرشي ، عن سليمان بن جعفر البصري ، عن عبدالله بن الحسين بن زيد ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، عن أبيه ، عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله تبارك وتعالى كره لكم أيتها الامة أربعا وعشرين خصلة ونهاكم عنها : كره لكم العبث في الصلاة وكره المن في الصدقة ، وكره الضحك بين القبور ، وكره التطلع في الدور وكره النظر إلى فروج النساء وقال : يورث العمى ، وكره الكلام عند الجماع وقال : يورث الخرس ، وكره النوم قبل العشاء الاخرة ، وكره الحديث بعد العشاء الاخرة وكره الغسل تحت السماء بغير مئزر ، وكره المجامعة تحت السماء ، وكره دخول الانهار إلا بمئزر ، وقال : في الانهار عمار وسكان

____________________

(١) أمالى الصدوق ص ٢٥٣ ٢٦٠ ورواه في الفقيه ج ٤ ص ٢ ١١ باسناده إلى شعيب بن واقد.

٣٣٧

من الملائكة وكره دخول الحمامات إلا بمئزر وكره الكلام بين الاذان و الاقامة في صلاة الغداة حتى تقضي الصلاة ، وكره ركوب البحر في هيجانه ، و كره النون فوق سطح ليس بمحجر وقال : من نام على سطح غير محجر برئت منه الذمة وكره أن ينام الرجل في بيت وحده ، وكره للرجل أن يغشى امرأته وهي حائض ، فان غشيها وخرج الوليد مجذوما أو أبرص فلا يلومن إلا نفسه وحره أن يغشى الرجل المرأة وقد احتلم حتى يغتسل من احتلامه الذي رأى فان فعل وخرج الولد مجنونا فلايلومن إلا نفسه وكره أن يتكلم الرجل مجذوما إلا أن يكون بينه وبينه قدر ذراع ، وقال فر من المجذوم فرارك من الاسد وكره البول على شط نهرجار ، وكره أن يحدث الرجل تحت شجرة قد أينعت أو نخلة قد أينعت يعني أثمرت ، وكره أن يتنعل الرجل وهو قائم وكره أن يدخل البيت المظلم إلا أن يكون بين سراج أونار وكره النفخ في موضع الصلاة (١).

ل : عن أبيه عن سعد مثله (٢).

٣ ـ ب : عن هارون ، عن ابن صدقة عن جعفر ، عن أبيه عليهما‌السلام أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أمرهم بسبع ونهاهم عن سبع : أمرهم بعيادة المرضى واتباع الجنائز وإبرار القسم ، وتسميت العاطن ، ونصر المظلوم ، وإفشاء السلام ، وإجابة الداعي ونهاهم عن التختم بالذهب والشرب في آنية الذهب والفضة ، وعن المياثر الحمر وعن لباس الاستبرق والحرير والقز والارجوان (٣).

٤ ـ أربعين الشهيد : باسناده عن شيخ الطائفة ، عن ابن أبي جيد ، عن محمد ابن الحسن بن الوليد ، عن عبدالله بن جعفر الحميري عن هارون بن مسلم ، عن ابن صدقة مثله ، ثم قال قدس‌سره : أقول : بعض هذه الاوامر ليست للوجوب وخرجت عنه عند من جعله للوجوب بأدلة اخرى وكذابعض هذه المناهي والتشميت

____________________

(١) أمالى الصدوق ص ١٨١. (٢) الخصال ج ٢ ص ١٠٢.

(٣) قرب الاسناد ص ٤٨.

٣٣٨

بالشين المعجمة وبالسين المهملة أيضا الدعاء للعاطس مثل يرحمك الله قال تغلب : والاختيار بالسين لانه مأخوذ من السمت وهو القصد ، وقال أبوعبيدة : الشين المعجمة أعلا في كلامهم وأكثر ، وإفشاء السلام نشره ، والا ستبرق الديباج الغليظ فارسي معرب ، والارجوان صبغ أحمر شديد الحمرة.

٥ ـ ب : عن هارون ، عن ابن زياد قال : سمعت جعفرا عليه‌السلام وسئل عن قتل النمل والحيات والدود إذا آذين قل : لا بأس بقتلهن وإحراقهن إذا آذين ولكن لا تقتلوا من الحيات عوامر البيوت ثم قال : إن شابا من الانصار خرج مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم أحد وكانت له امرأة حسناء فغاب فرجع فاذا هو بامرأته تطلع من الباب فلما راها أشار إليها بالرمح فقالت له : لا تفعل ولكن ادخل فانظر إلى ما في بيتك فدخل فاذا هو بحية مطوقة على فراشه فقالت المرأة لزوجها : هو الذي أخرجني فطعن الحية في رأسها ثم علقها وجعل ينظر إليها وهو تضطرب فبينا هو كذلك إذا سقط فاندقت عنقه فاخبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فنهى يومئذ عن قتلها وإنما قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «من تركهن مخافة تبعتهن فليس منا» لما سوى ذلك منهن فأما عمار الدور فلا تهاج لنهي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن قتلهن يومئذ (١).

٦ ـ ب : عنهما (٢) عن حنان قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي عليه‌السلام : إياك أن تتختم بالذهب فانها حليتك في الجنة وإياك أن تلبس القسي وإياك أن تركب بميثرة حمراء فانها من مياثر إبليس (٣).

٧ ـ ل : عن أبيه ، عن الحميري ، عن ابن يزيد ، عن محمد بن الحسن الميثمي عن هشام بن أحمر وعبدالله بن مسكان ، عن محمد بن مروان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : ثلاثة يعذبون يوم القيامة : من صور صورة من الحيوان يعذب حتى ينفخ فيها وليس بنافخ فيها والمكذب في منامه ، يعذب حتى يعقد بين شعيرتين وليس بعاقد بينهما ، والمستمع إلى حديث قوم وهم له

____________________

(١) قرب الاسناد ص ٥٥. (٢) يعنى محمد بن عبدالحميد وعبدالصمد بن محمد جميعا.

(٣) قرب الاسناد ص ٦٦.

٣٣٩

كارهون يصب في أذنه الآنك وهو الاسرب (١).

٨ ـ ل : عن الخليل بن أحمد ، عن أبي جعفر الدبيلي ، عن أبي عبدالله ، عن سفيان عن أيوب السجستاني ، عن عكرمة عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من صور صورة عذب وكلف أن ينفخ فيها وليس بفاعل ومن كذب في حلمه عذب وكلف أن يعقد بين شعيرتين ، وليس بفاعل ومن استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون يصب في اذنيه الآنك يوم القيامة قال سفيان : والآنك هو الرصاص (٢).

٩ ـ ل : عن الخليل بن أحمد بن عن أبي العباس الثقفي ، عن محمد بن الصباح عن جرير عن أبي إسحاق الشيباني عن أشعث بن أبي الشعثاء المحاربي عن معاوية بن سويد بن مقرن عن البراء بن عازب قال : نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن سبع وأمر بسع نهانا أن نتختم بالذب وعن الشرب في آنية الذهب والفضة وقال : من شرب وفيها في الدنيا لم يشرب فيها في الآخرة وعن ركوب المياثر ، وعن لبس القسي ، وعن البس الحرير والديباج والاستبرق وأمرنا عليه‌السلام باتباع الجنائز ، وعيادة المريض وتسميت العاطس ونصرة المظلوم ، وإفشاء السلام وإجابة الداعي وإبرار القسم.

قال الخليل بن أحمد : لعل الصواب إبرار المقسم (٣).

١٠ ـ ل : عن أبيه ، عن سعد عن ابن عيسى عن ابن معروف ، عن أبي جميلة عن ابن طريف ، عن ابن نباتة قال : سمعت عليا عليه‌السلام يقول : ستة لا ينبغي أن يسلم عليهم وستة لا ينبغي أن يؤموا وسته في هذه الامة من أخلاق قوم لوط ، فأما الذين لا ينبغي السلام عليهم ، فاليهود ، والنصارى وأصحاب النرد والشطرنج وأصحاب الخمر والبربط والطنبور ، والمتفكهون بسب الامهات والشعراء وأما الذين لاينبغي أن يؤموا من الناس فولد الزنا والمرتد ، والاعرابي بعد

____________________

(١) الخصال ج ١ ص ٥٣.

(٢) الخصال ج ١ ص ٥٤. (٣) الخصال ج ٢ ص ١.

٣٤٠