بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٨٣
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

دينكم ودنياكم وردكم سالمين إلى سالمين (١).

٥ ـ سن : عن أبيه ، عن خلف بن حماد ، عن ابن مسكان وغيره ، عن عبدالرحيم عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا ودع مسافرا أخذ بيده ثم قال : أحسن الله لك الصحابة وأكمل لك العمونة وسهل لك الحزونة وقرب لك البعيد ، وكفاك المهم ، وحفظ لك دينك وأمانتك ، وخواتيم عملك ووجهك لكل خير عليك بتقوى الله وأستودعك الله سر على بركة الله (٢).

٦ ـ سن : عن محمد بن الحسين ، عن ابن أسباط عمن ذكره ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : ودع عليه‌السلام رجلا فقال : أستودع الله نفسك وأمانتك ودينك وزودك زاد التقوى ووجهك الله للخير حيث توجهت ثم قال : التفت إلينا أبوعبدالله عليه‌السلام فقال : هذا وداع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي عليه‌السلام إذا وجهه في وجه من الوجوه (٣).

٧ ـ سن : عن ابن فضال ، عن عبدالله بن ميمون ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كان إذاودع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله رجلا قال : : أستودع الله دينك وأمانتك ، وخواتيم عملك ، ووجهك للخير حيث ما توجهت ، وزودك التقوى وغفرلك الذنوب (٤).

٨ ـ سن : عن ابن يزيد ، عن عبيد البصري عن رجل ، عن إدريس بن يونس عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : ودع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله رجلا فقال له : سلمك الله وغنمك والميعاد الله (٥).

٩ ـ سن : عن ابن فضال ، عن الحسين بن موسى قال : دخلنا على أبي عبدالله عليه‌السلام نودعه فقال : اللهم اغفر لنا ما أذنبنا وها نحن مذنبون ، وثبتنا وإياهم بالقول الثابت في الآخرة والدنيا ، وعافنا وإياهم من شر ماقضيت في عبادك وبلادك في سنتنا هذه المستقبلة ، وعجل نصر آل محمد ووليهم ، واخز عدوهم عاجلا (٦).

١٠ ـ مكا : من أردا أن يودع رجلا فليقل : أستودع الله دينك وأمانتك.

____________________

(١ ـ ٤) المحاسن : ٣٥٤. (٥ ـ ٦) المحاسن : ٣٥٥.

٢٨١

وخواتيم عملك أحسن الله لك الصحابة وأعظم لك العافية وقضى لك الحاجة وزودك التقوى ووجهك للخير حيث ماتوجهت وردك سالما غانما.

من كتاب المحاسن عن الصادق عليه‌السلام قال : ودع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله رجلا فقال له : سلمك الله وغنمك (١).

٥٢

( باب )

*«(آداب الرجوع عن السفر)»*

١ ـ شى : عن ابن سنان ، عن جعفر بن محمد عليه‌السلام قال : إذا سافر أحدكم فقدم من سفره فليأت أهله بما تيسرولو بحجر فان إبراهيم عليه‌السلام كان إذا ضاق أتى قومه وإنه ضاق ضيقة فأتى قومه فوافق منهم أزمة فرجع كماذهب فلما قرب من منزله نزل عن حماره فملا خرجه رملا إرادة أن يسكن به من روح سارة فلما دخل منزله حط الخرج عن الحمار وافتتح الصلاة فجاءت سارة ففتحت الخرج فوجدته مملوءا دقيقا فاعجنت منه وأخبزت ثم قالت لابراهيم : انتقل من صلاتك وكل! فقال لها : أنى لك هذا؟ قالت : من الدقيق الذي في الخرج فرفع رأسه إلى السماء وقال : أشهد أنك الخليل (٢).

٢ ـ مكا : في القول للقام من الحج وغيره : قال الصادق عليه‌السلام : إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كان يقول للقام من الحج : تقبل الله منك ، وأخلف عليك نفقتك وغفر ذنبك.

قال الصادق عليه‌السلام : من عانق حاجا بغباره كان كمن استلم الحجر الاسود

____________________

(١) مكارم الاخلاق : ٢٨٦.

(٢) تفسير العياشى ج ١ ص ٢٧٧. ذيل قوله تعالى : «واتخذ الله ابراهيم خليلا» وفى المطبوعة رمز المحاسن وهو سهو والحديث مخرج في ج ١٢ ص ١١ من هذه الطبعة أيضا.

٢٨٢

وإذا قدم الرجل من السفر ودخل منزله ينبغي أن لا يشتغل بشئ حتى يصب على نفسه الماء ويصلي ركعتين ، ويسجد ويشكر الله مائة مرة هكذا هو المروي عنهم.

لما رجع جعفر الطيار من الحبشة ضمة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى صدره وقبل مابين عينين وقال : ما أدري بأيهما أنا أسر بقدوم جعفر أم بفتح خيبر؟ وكان أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يصافح بعضهم بعضا فاذا قدم الواحد منهم من سفر فلقي أخاه عانقه (١).

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا خرج أحدكم إلى سفر ثم قدم على أهله فليهدهم وليطرفهم ولو حجارة (٢).

٥٣

* ( باب ) *

*«(ركوب البحر وآداب وأدعيته)»*

الايات : البقرة : والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس (٣).

يونس : هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جائتها ريح عاصف وجائهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين * فلما أنجيهم إذا هم يبغون في الارض بغير الحق (٤).

هود : وقال اركبوا فيها بسم الله مجريها ومرسيها إن ربي لغفور رحيم (٥).

ابراهيم : وسخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره (٦).

____________________

(١) مكارم الاخلاق : ٣٠٠. (٢) مكارم الاخلاق : ٣٠٥.

(٣) البقرة : ١٦٤. (٤) يونس : ٢٢ و ٢٣.

(٥) هود : ٤١. (٦) ابراهيم : ٣٢.

٢٨٣

النحل : وترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون (١).

أسرى : ربكم الذي يزجى لكم الفلك في البحر لتبتغوا من فضله إنه كان بكم رحيما * وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجيكم إلى البر أعرضتم وكان الانسان كفورا * أفأمنتم أن يخسف بكم جانب البر أو يرسل عليكم صاحبا ثم لاتجدوا لكم وكيلا * أم أمنتم أن يعيدكم فيه تارة أخرى فيرسل عليكم قاصفا من الريح فيغرقكم بما كفرتم ثم لاتجدوا لكم به علينا تبيعا (٢).

الحج : والفلك تجري في البحر بأمره (٣).

المؤمنون : وعليها وعلى الفلك تحملون (٤).

وقال تعالى : فاذا استويت أنت ومن معك على الفلك فقل الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين * وقل رب أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين (٥).

الروم : ولتجري الفك بأمره ولتبتغوا من فضل ولعلكم تشكرون (٦).

لقمان : ألم تر إلى الفلك تجري في البحر بنعمت الله ليريكم من آياته إن في ذلك لآيات لكل صبرا شكور * وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجيهم إلى البر فمنهم مقتصد وما يجحد بآياتنا إلا كل ختار كفور (٧).

فاطر : وترى الفلك فيه مواخر ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون (٨).

يس : وآية أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون * وخلقنا لهم من مثله ما يركبون * وإن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون * إلا رحمة منا ومتاعا إلى حين (٩).

____________________

(١) النحل : ١٤. (٢) أسرى : ٦٦ ٦٩.

(٣) الحج : ٦٥. (٤) المؤمنون : ٢٢.

(٥) المؤمنون : ٢٨. (٦) الروم : ٤٦.

(٧) لقمان : ٣١ ٣٢. (٨) فاطر : ١٢.

(٩) يس : ٤١ ٤٤.

٢٨٤

المؤمن : وعليها وعلى الفلك تحملون (١).

حمعسق : ومن آياته الجوار في البحر كالاعلام * وإن يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور * أو يوبقهن بما كسبوا ويعف عن كثير (٢).

الزخرف : وجعل لكم من الفلك والانعام ما تركبون * لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ركبم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين * وإنا إلى ربنا لمنقلبون (٣).

الجاثية : الله الذي سخر لكم البحر لتجري الفلك بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون (٤).

الذاريات : فالجاريات يسرا (٥).

الرحمن : وله الجوار المنشآت في البحر كالاعلام (٦).

١ ـ مع : عن علي بن عبدالله المذكر ، عن علي بن أحمد الطبري ، عن الحسن بن علي بن زكريا عن خراش مولى أنس ، عن أنس قال : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه ووآله يتجرون في البحر يعني أن التجارة في البحر وركوبه وليس يهيج ليس من المكروه وهو من الانتشار والابتغاء الذي أذن الله عزوجل فيه بقوله عز وجل : «فاذا قضيت الصلوة فانتشروا في الارض وابتغوا من فضل الله» وقال : روي في ركوب البحر والنهى عنه حديث (٧).

٢ ـ لى : عن ابن المتوكل ، عن سعد ، عن ابن هاشم عن الحسين بن الحسن القرشي عن سليمان ، بن جعفر البصري عن عبدالله بن الحسين بن زيد ، عن أبيه عن الصادق ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله كره ركوب البحر

____________________

(١) المؤمن : ٨٠.

(٢) الشورى : ٣٢. (٣) الزخرف : ١٢ ١٣.

(٤) الجاثية : ١٢. (٥) الذاريات : ٣.

(٦) الرحمن : ٢٤. (٧) معانى الاخبار : ٤١٢.

٢٨٥

في هيجانه ونهى عنه الخبر (١).

ل : عن أبيه ، عن سعد مثله (٢).

٣ ـ ل : الاربعمائة قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : من خاف منكم الغرق فليقرء بسم الله الملك الحق ما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون (٣).

٤ ـ فس : عن أبيه عن علي بن أسباط قال : حملت متاعا إلى مكة فكسد علي فجئت إلى المدينة فدخلت إلى أبي الحسن الرضا عليه‌السلام فقلت : جعلت فداك إني قد حملت متاعا إلى مكة فكسد علي وقد أردت مصر فأركب بحرا أو برا؟ فقال : مصر الحتوف تقيض إلى أقصر أعمارا قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تغسلوا رؤسكم بطينها ولا تشربوا في فخارها فانه يورث الذلة ويذهب بالغيرة ثم قال : لا عليك أن تأتي مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وتصلى ركعتين وتستخير الله مائة مرة ومرة فاذاعزمت على شئ وركبت البر فاذا استويت على راحلتك فقل : «سبحان الذي سخر لنا هذا وماكنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون».

فانه ماركب أحد ظهرا فقال هذا وسقط إلا لم يصبه كسر ولاونى ولا وهن وإن ركبت بحرا فقل حين تركب «بسم الله مجراها ومرسيها» وإذا ضربت بك الامواج فاتك على يسارك وأشر إلى الموج بيدك وقل : اسكن بسكينة الله وقر بقرار الله ولا حول ولا قوة إلا بالله.

قال علي بن أسباط : فركبت البحر وكان إذا هاج الموج قلت كما أمرني أبوالحسن فيتنفس الموج ولا يصيبنا منه شئ فقلت : جعلت فداك ما السكينة؟ قال : ريح من الجنة لها وجه كوجه الانسان ورائحة طيبة وكانت مع الانبياء وتكون مع المؤمنين (٤).

____________________

(١) أمالى الصدوق : ١٨١. (٢) الخصال ج ٢ ص ١٠٢.

(٣) الخصال ج ٢ ص ١٦٠.

(٤) تفسير القمى ص ٦٠٨.

٢٨٦

أقول : سيأتي الخبر في كتاب الدعاء برواية الحميري عن ابن عيسى عن ابن أسباط : قر بوقار الله واهدأ باذن الله وفيه : فان خرجت برا فقل الذي قال الله : سبحان الذي الخبر (١).

٥ ـ ل : عن أبيه ، عن محمد العطار عن الاشعري عن ابن يزيد ، عن محمد ابن جعفر باسناده قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : ليس للبحر جار ، ولا للملك صديق ولا للعافية ثمن وكم من منعم عليه وهو لا يعلم (٢).

٥٤

* ( باب ) *

*«(فضل اعانة المسافرين وزيارتهم بعد قدومهم)»*

*«(وآداب القادم من السفر)»*

أقول : قد أوردنا بعض آداب القادم من السفر في باب مفرد من كتاب الحج.

١ ـ سن : عن محمد بن سنان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : عن أعان مؤمن مسافرا نفس الله عنه ثلاث وسبعين كربة وأجاره في الدنيا من الغم والهم ، ونفس عنه كربه العظيم قيل : يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ماكربه العظيم؟ قال : حيث يغشى بأنفاسهم (٣).

٢ ـ سن : عن عبدالرحمن بن حماد ، عن عبدالله بن إبراهيم ، عن أبي عمرو الغفاري ، عن جعفر بن إبراهيم الجعفري ، عن أبي عبدالله ، عن ابائه عليهم‌السلام قال : من أعان مؤمنا مسافرا على حاجة نفس الله عنه ثلاثا وعشرين كربة : كربة في الدنيا واثنتين وسبعين كربة في الآخرة حيث يغشى على الناس بأنفاسهم (٤).

٣ ـ سن : عن النوفلي عن السكوني باسناده قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

____________________

(١) قرب الاسناد : ٢١٨ وقد مر. (٢) الخصال ج ١ ص ١٠٦.

(٣ و ٤) المحاسن : ٣٦٢ ، والظاهر يتشاغل الناس بأنفاسهم كما سيأتى عن نوادر الراوندى وقال في الفقيه ج ٢ ص ١٩٢ «حيث يغص الناس بأنفاسهم» قال : وفى خبر آخر حيث يتشاغل الناس بأنفاسهم.

٢٨٧

الوليمة في أربع : العرس والخرس وهو المولود يعق عنه ويطعم له وإعذار وهو ختان الغلام والاياب وهو الرجل يدعو إخوانه إذا اب من غيبته (١).

٤ ـ نوادر الراوندى : باسناده عن جعفر بن محمد عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من أعان مؤمنا مسافرا في حاجة نفس الله تعالى عنه ثلاثا وسبيعن كربة واحدة في الدنيا من الغم والهم واثنتين وسبعين كربة عند الكربة العظمى قيل : يارسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ما الكربة العظمى؟ قال : حيث يتشاغل الناس بأنفسهم حتى أن إبراهيم عليه‌السلام يقول : أسئلك بخلتي أن لا تسملني إليها (٢).

٥٥

( باب )

*«(آداب الركوب وأنواعها والمياثر وأنواعها)»*

الايات : الزخرف : وجعل لكم من الفلك والانعام ماتركبون * لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتهم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وماكنا له مقرنين * وإنا إلى ربنا لمنقلبون (٣).

١ ـ أقول : قد مضى في باب مكارم أخلاق النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بأسانيد كثيرة أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : خمس لست بتاركهن حتى الممات : لباسي الصوف وركوبي الحمار موكفا وأكلي مع العبيد وخصفى النعل بيدى وتسليمي على الصبيان لتكون سنة من بعدي (٤).

٢ ـ ل : فيما أوصى به النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عليا عليه‌السلام : يا علي العيش في ثلاث : دار قوراء وجارية حسناء وفرس قباء.

قال الصدوق رضي‌الله‌عنه : الفرس القباء الضامر البطن يقال : فرس أقب

____________________

(١) المحاسن ص ٤١٧.

(٢) نوادر الراوندى : ٨. (٣) الزخرف : ١٢ ١٤.

(٤) راجع ج ١٦ ص ٢١٥ من هذه الطبعة وسيأتى الاشارة اليه.

٢٨٨

وقباء لان الفرس يذكر ويؤنث ويقال للانثى : قباء لا غير (١).

٣ ـ ل : عن الخليل ، عن ابن خزيمة عن أبي موسى عن أبي الضحاك ابن مخلد عن سفيان عن حبيب عن جميل مولى عبد الحارث عن نافع بن عبد الحارث قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من سعادة المسلم سعة المسكن والجار الصالح والمركب النهئ (٢).

٤ ـ ب : عن هارون عن ابن صدقة عن الصادق عن أبيه عليهما‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن من سعادة المرء المسلم أن يشبهه ولده والمرأة الجملاء ذات دين والمركب الهنئ والمسكن الواسع (٣).

٥ ـ ب : عن هارون ، عن ابن صدقة ، عن الصادق ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن المياثر الحمر الخبر (٤).

٦ ـ ب : عنهما (٥) عن حنان ، عن الصادق عليه‌السلام قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي عليه‌السلام : إياك أن تتختم بالذهب فانها حليتك في الجنة وإياك أن تلبس القسي وإياك أن تركب بميثرة حمراء فانها من مياثر إبليس (٦).

٧ ـ ع : عن أبيه ، عن أحمد بن إدريس عن الاشعري عن محمد بن الحسن عن ابن جبلة عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي عليه‌السلام : لا تركب بميثرة حمراء فانها من مراكب إبليس (٧).

____________________

(١) الخصال ج ١ ص ٦٢ وقد مر مشروحا في ص ١٤٨ فراجع.

(٢) الخصال ج ١ ص ٨٦. (٣) قرب الاسناد : ٥١ وقد مرأيضا (٤) قرب الاسناد : ٤٨ والمياثر جمع ميثرة هنة كهيئة المرفقة تتخذ للسرخ كالصفة وسيأتي تمام الخبر في الباب ٦٦. (٥) يعنى محمد بن عبدالحميد وعبدالصمد بن محمد.

(٦) قرب الاسناد : ٦٦ ، والقسى من الثياب : ما ينسب إلى قس وهو موضع بين العريش والقرماء من أرض مصر ، اوهو قزى فأبدلت الزاى سينا ، ومنه «نهى عن لبس القسى» وقيل لعلى عليه‌السلام : ما القسية؟ فقال : ثياب تأتينا من الشام أومن مصر مضلعة فيها أمثال الاترج.

(٧) علل الشرائع ج ٢ ص ٣٧ في حديث.

٢٨٩

٨ ـ مع (١) : عن حمزة العلوي ، عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد ، عن الحلبي عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال علي عليه‌السلام : نهاني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ولا أقول نها كم : عن التختم بالذهب وعن ثياب القسي وعن مياثر الارجوان وعن الملاحف المفدمة وعن القراءة وأنا راكع (٢).

ل : عن أبيه عن سعد ، عن أحمد بن عبدالله ابني محمد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير مثله (٣).

أقول : قد مضى كثير من أخبار المياثر في باب الحرير وباب ألوان الثياب وباب خاتم الفضة.

٩ ـ ل : عن البرآء بن عازب قال : نهانا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن ركوب المياثر (٤).

١٠ ـ سن : عن ابن فضال عن عنبسة بن هشام بن عبدالكريم بن عمرو عن الحكم بن محمد بن القاسم ، عن عبدالله بن عطا قال : قال لي أبوجعفر عليه‌السلام : قم فأسرج لي دابتين حمارا وبغلا فأسرجت حمارا وبغلا وقدمت إليه البغل فرأيت أنه أحبهما إليه فقال : من أمرك أن تقدم إلي هذا البغل؟ قلت : اخترته لك ، قال : وأمرتك أن تختارلي؟ ثم قال : إن أحب المطايا إلى الحمر فقال : قدمت إلى الحمار وأمسكت له بالركاب وركب فقال : الحمد لله الذي هدانا للاسلام وعلمنا القرآن ، ومن علينا بمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله والحمد لله الذي سخرلنا

____________________

(١) في المطبوعة رمز المحاسن ، وهو سهو لا يوجد فيه وحمزة بن محمد العلوى من مشايخ الصدوق رحمه‌الله.

(٢) معانى الاخبار : ٣٠١. وفيه : قال حمزة بن محمد : القسى ثياب يؤتى بها من مصر فيها حرير وأصحاب الحديث يقولون : القسى بكر القاف وأهل مصر يقولون القسى يعنى بالفتح تنسب إلى بلاد يقال لها القس هكذا ذكره القاسم بن سلام ، وقال : قد رأيتها ولم يعرفها الاصمعى أقول : الارجوان معرب ارغوان والمفدمة الاحمر القانئ.

(٣) الخصال ج ١ ص ١٣٩. (٤) الخصال ج ٢ ص ١ في حديث.

٢٩٠

هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون والحمد لله رب العالمين (١).

١١ ـ سن : عن أبيه ، عن عبدالله بن الفضل الهاشمي عن أبيه ، عن بعض مشيخته عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : أما يستحي أحدكم أن يغني على دابته وهي تسبح (٢).

١٢ ـ سن : النهيكي ، عن حنان قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : قال النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله : إياك أن تركب بميثرة حمراء فانها ميثرة إبليس (٣).

١٣ ـ سن : عن أبيه ، عن محمد بن علي عن عبدالرحمن بن أبي هاشم عن إبراهيم بن يحيى المديني ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام أن علي بن الحسين عليهما‌السلام كان يركب على قطيفة حمراء (٤).

١٤ ـ شى : عن عبدالله بن عطاء المكي قال : قال أبوجعفر عليه‌السلام : انطلق بنا إلى حائط لنا فدعا بحمار وبغل ، وفقال : أيهما أحب إليك؟ فقلت : الحمار فقال : إني أحب أن تؤثرني بالحمار فقلت : البغل أحب إلى فركب الحمار وركبت البغل فلما مضينا اختال الحمار في مشيته حتى هز منكبي أبي جعفر عليه فلزم قربوس السرج فقلت : جعلت فداك كأني أراك تشتكي بطنك؟ قال : وفطنت إلى هذا مني؟ إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان له حمار يقال له : عفير ، إذا ركبه اختال في مشيته سرورا برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى يهز منكبيه فليزم قربوس السرج فيقول : «اللهم ليس مني ولكن ذامن عفير» وإن حماري ومن سروري اختال في مشيته فلزمت قربوس السرج وقلت : اللهم هذا ليس مني ولكن هذا من حماري (٥).

١٥ ـ مكا : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : ما عثرت دابتي قط قيل : ولم ذلك؟ قال : لاني لم أطأ زرعا قط (٦).

____________________

(١) المحاسن : ٣٥٢ في حديث وسيأتي تمامه في هذا الباب.

(٢) المحاسن : ٣٧٥. (٣ ٤) المحاسن : ٦٢٩.

(٥) تفسير العياشى ج ٢ ص ٢٨٥ في حديث ، والرواية طويلة مروية في جوامع متعددة بحسب المقام ، راجع الكافى ج ٨ ص ٢٧٦ ، رجال الكشى : ١٨٨ ، المحاسن : ٣٥٢.

(٦) مكارم الاخلاق : ٣٠١.

٢٩١

١٦ ـ الدرة الباهرة من الاصداف الطاهرة : قال : لقي موسى بن جعفر عليه‌السلام الرشيد حين قدومه إلى المدنية على بغلة فاعترض عليه في ذلك فقال : تطأطات عن خيلاء الخيل وارتفعت عن ذلة العير وخير الامور أوسطها (١).

١٧ ـ دعوات الراوندى : عن أبي هاشم قال : ركبت دابة فقلت : «سبحان الذي سخرلنا هذا وماكنا له مقرنين» قال : فسمع مني أحد السبطين عليه‌السلام وقال : لابهذا امرت امرت أن تذكر نعمة ربك إذا استويت عليه يقول الله عزوجل : «اذكروا نعمة ربك إذا استويتم عليه» فقلت : كيف أقول : قال : قل : «الحمد لله الذي هدانا للاسلام والحمد لله الذي من علينا بمحمد وآله والحمد لله الذي جعلنا في خير أمة أخرجت للناس» فاذا أنت قد ذكرت نعما عظيمة ثم تقول : «سبحان الذي سخرلنا» الآية.

١٨ ـ مكا : روي أنه يقال عند الركوب : «الحمد لله الذي هدانا للاسلام وعلمنا القرآن ومن علينا بمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله سبحان الذى سخر لنا هذا وماكنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون والحمد لله رب العالمين الهلم أنت الحامل على الظهر والمستعان على الامر وأنت الصاحب في السفر والخليفة في الاهل والمال والولد ، اللهم أنت عضدي وناصري» وإذا مضت بك راحتك فقل في طريقك : « خرجت بحول الله وقوته بغير حول مني ولا قوة لكن بحول الله وقوته

____________________

(١) الدرة الباهرة مخطوط وكلامه عليه السام هذا كان حين حج الرشيد فلقيه موسى بن جعفر عليه‌السلام على بغلة له فقال الرشيد : من مثلك في حسبك ونسبك وتقدمك تلقاني على بغلة؟ فقال عليه‌السلام : تطأطأت الخ وروى الكلينى في الكافى ج ٦ ص ٥٤٠ عن على بن ابراهيم رفعه قال : خرج عبدالصمد بن على ومعه جماعة قبصر بأبى الحسن موسى عليه‌السلام مقبلا راكبا بغلا فقال لمن معه : مكانكم حتى أضحككم من موسى بن جعفر فلما دنا منه قال له : ماهذه الدابة التى لاتدرك عليها الثار ولا تصلح عند النزال؟ فقال عليه‌السلام : تطأطأت عن سمو الخيل وتجاوزت قموء العير ، وخير الامور أو ساطها فأفحم عبدالصمد فما أحار جوابا أقول عبدالصمد بن على ، هو ابن عبدالله العباس بن عبدالمطلب.

٢٩٢

برئت إليك يارب من الحول والقوة اللهم إني أسئلك بركة سفري هذا وبركة أهله ، واللهم إني أسئك من فضلك الواسع رزقا حلال طيبا تسوقه إلى وأناحائض في عافية بقوتك وقدرتك ، الهلم إني سرت في سفري هذا بلاثقه مني بغيرك ولا رجاء لسواك ، فارزقني في ذلك شكرك وعافيتك ، ووفقني لطاعتك وعبادتك حتى ترضى وبعد الرضا » (١).

١٩ ـ عو : في الحديث أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كان إذا استوى على راحلته خارجا إلى سفر كبر ثلاثا ، ثم قال : «سبحان الذين سخر لنا هذا وماكنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون اللهم إنا نسئلك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى ، اللهم هون علينا سفرنا هذا واطوعنا بعده ، الهم إني أعوذبك من وعثاء السفر وكآبة المنقلب ، وسوء المنظر في الاهل والمال والولد» فاذا رجع قال : آئبون تائبون عابدون لربنا حامدون (٢).

٢٠ ـ وجدت بخط الشيخ محمد بن علي الجبعي رحمه‌الله نقلا من خط الشهيد قدس الله روحه ، قال : قال الشيخ العالم محمد بن مكي بن محمد بن حامد : أخبرنا جماعة من أشياخنا عن الشيخ الامام صفي الدين أبي الفضائل عبدالمؤمن بن عبد الحق الخطيب البغدادي قال : أخبره أبوعبدالله : محمد بن عبد الحق (٣) بن عبدالله المعروف بابن قاضي اليمن إجازة عن عتيق بن سلامة السلماني عن الحافظ محمد بن أبي القاسم علي بن هبة الله بن عساكر.

ج : وحدثني السيد النسابة العلامة الفقيه المورخ تاج الدين أبوعبدالله محمد بن معية الحسني من لفظه قال : أخبرني حلال الدين محمد بن محمد الكوفي الواعظ إجازة قال : أخبرنا تاج الدين علي بن أنجب المعروف بابن الساعي المؤرخ قال : أنبأنا ابن عساكر قال : أنبأنا الشريف أبوالبركات عمر بن إبراهيم بن محمد بن محمد بن أحمد بن علي بن الحسين بن علي بن حمزة بن يحيى بن الحسين بن زيد بن

____________________

(١) مكارم الاخلاق ص ٢٨٤.

(٢) راجع مستدرك النورى ج ٢ ص ٢٦.

(٣) في المستدرك : محمد بن اسحاق بن عبدالله.

٢٩٣

علي بن الحسين عليه‌السلام قراءة بالكوفة بمسجد أبي إسحاق السبيعي في ذي القعدة سنة أحدى وخمسمائة قال : حدثنا أبوالفرج محمد بن أحمد بن علان المعروف بابن الخازن المعدل قال : حدثنا القاضي أبوعبدالله محمد بن عبدالله بن الحسين الجعفي قال : حدثنا أبوجعفر محمد بن جعفر بن رباح الاشجعي قال : حدثنا علي بن المنذر يعني الطريفي قال : حدثنا محمد بن فضل ، عن يحيى بن عبدالله الاجلح الكندي الكوفي عن أبي إسحاق عمروبن عبدالله الهمداني السبيعي الكوفي عن أبي زهير الحارث بن عبدالله الاعور الهمداني الكوفي عن أميرالمؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب عليه‌السلام أنه خرج من باب القصر فوضع رجله في الغرز فقال : «بسم الله» فلما استوى على الدابة قال : «الحمد لله الذي أكرمنا وحملنا في البر والبحر ورزقنا من الطيبا وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا سبحان الذي سخرلنا هذا وماكنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون رب اغفرلي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت» (١).

ثم قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : إن الله ليعجب بعبده إذا قال : رب اغفرلي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت قال الحافظ ابن عساكر : هذا حديث غريب من حديث أبي زهير الحارث الهمداني وتفرد به الاجلح وإنما يحفظ من حديث أبي إسحاق عن أبي المغيرة علي بن ربيعة الاسدي اللؤلؤي الكوفي عن علي كذلك أخرجه أبوداود ، عن مسدد بن مزهد ، وأخرجه الترمدي والنسائي عن قتيبة بن سعيد جميعا عن أبي الاحوص سلام بن سليمان الحنفي الكوفي عن أبي إسحاق ، وأبوالاحوص أحفظ من الاجلح وأوثق ، ورجال إسناده كلهم كوفيون قال الشيخ شمس الدين ابن مكي رحمه‌الله : قلت : الغريب ما انفرد برواية واحد متنا أو إسنادا ، وهنا من غريب الاسناد لان المتن رواه غيرواحد.

٢١ ـ لى : عن ابن إدريس ، عن أبيه عن ابن عيسى عن ابن فضال ، عن أبي جميلة عن ابن طريف عن ابن نباته قال : أمسكت لامير المؤمنين عليه‌السلام بالركاب

____________________

(١) قابلناه على نسخة المستدرك ج ٢ ص ٢٧.

٢٩٤

وهو يريد أن يركب فرفع رأسه ثم تبسم فقلت : يا أمير المؤمنين رأيتك رفعت رأسك [ إلى السماء ] وتبسمت؟ قال : نعم يا أصبغ [ أمسكت لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كما أمسكت لي فرفع رأسه وتبسم ، فسألته كما سألتني وساخبرك كما أخبرني ] (١).

أمسكت لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الشهباء فرفع رأسه إلى السماء وتبسم فقلت : يا رسول الله رفعت رأسك إلى السماء تبسمت؟! فقال : يا علي إنه ليس من أحد يركب ثم يقرء آية الكرسي ثم يقول : «أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه اللهم اغفرلي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت» إلا قال السيد الكريم «ياملائكتي عبدي يعلم أنه لا يغفر الذنوب غيري فاشهدوا أني قد غفرت له ذنوبه (٢).

فس : عن أبيه ، عن ابن فضال مثله (٣).

سن : عن ابن فضال مثله وفيه آية السخرة بدل آية الكرسي (٤).

أقول : وقد مردعاء للركوب في خبر ابن أسباط في باب أدعية السفر (٥).

٢٢ ـ ل : الاربعمائة قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : إذا ركبتم الدواب فاذاكروا الله عزوجل وقولوا : « سبحان الله الذي سخر لنا هذا وما كناله مقرنين إنا إلى ربنا لمنقلبون » (٦).

٢٣ ـ ما : عن جماعة ، عن أبي المفل ، عن محمد بن جعفر بن محمد بن هشام عن موسى بن عامر عن الوليد بن مسلم ، عن علي بن سليمان ، عن أبي إسحاق السبيعي ، عن علي بن ربيعة الاسدي قال : ركب علي عليه‌السلام فلما وضع رجله في الركاب قال : « بسم الله « فلما استوى على الدابة قال : الحمد لله الذي كرمنا وحملنا في البر والبحر ورزقنا من الطيبات وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا سبحان الذي سخر لناهذا وماكنا له مقرنين ثم سبح الله ثلاثا وحمد الله ثلاث وكبر الله ثلاثا.

____________________

(١) الزيادة من نسخة الفقيه ج ٢ ص ١٧٨.

(٢) أمالى الصدوقص ٣٠٣. (٣) تفسير القمى ص ٦٠٧.

(٤) المحاسن ص ٣٥٢.

(٥) راجع ص ٢٤٣ وص ٢٨٦ فيما سبق والحديث من قرب الاسناد ٢١٨ وتفسير القمى ٦٠٨.

(٦) الخصال ج ٢ ص ١٦٨ وسيتكرر في هذا الباب تحت الرقم ٣٤.

٢٩٥

ثم قال : «رب اغفرلي فانه لايغفر الذنوب إلا أنت» ثم قال : فعل هذا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : وأنا رديفه (١).

٢٤ ـ ب : هارون ، عن ابن زياد ، عن الصادق ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : كان علي عليه‌السلام إذا عثرت به دابته قال : الهلم إني أعوذبك من زوال نعمتك ، ومن تحويل عافيتك ومن فجاءة نقمتك (٢).

٢٥ ـ ثو : عن أبيه عن سعد عن البرقي عن اليقطيني عن الدهقان عن درست ، عن إبراهيم بن عبدالحميد ، عن أبي الحسن عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا ركب الرجل الدابة فسمى ردفه ملك يحفظه حتى ينزل فاذا ركب ولم يسم ردفه شيطان فيقول له : تغن! فان قال : لا احسن قال : تمن! فلا يزال يتمني حتى ينزل وقال : من قال إذا ركب الدابة : «بسم الله ولاحول ولا قوة إلا بالله ، والحمد لله الذي هدانا لهذا وسبحان الذي سخر لنا هذا وماكناله مقرنين» إلا حفظت له نفسه ودابته حتى ينزل (٣).

سن : عن اليقطيني مثله (٤).

٢٦ ـ سن : عن ابن فضال ، عن عنبسة بن هشام ، عن عبدالكريم بن عمرو الجعفي عن الحكم بن محمد بن القاسم أنه سمع عبدالله بن عطا يقول : قال أبوجعفر عليه‌السلام : قم فأسرج لي دابتين حمارا وبغلا فأسرجت حمارا وبغلا فقدمت إليه البغل فرأيت أنه أحبهما إليه فقال : من أمرك أن تقدم إلي هذا البلغ؟ قلت : اخترته لك قال : وأمرتك أن تختار لي؟ ثم قال : إن أحب المطايا إلى الحمر فقال : قدمت إليه الحمار وأمسكت بالركاب وركب فقال : «الحمد لله الذي هدانا للاسلام وعلمنا القرآن ومن علينا بمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله والحمد لله الذي سخرلنا هذا وماكنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون والحمد لله رب العالمين».

____________________

(١) أمالى الطوسى ج ٢ ص ١٢٨ وسيتكر رتحت الرقم ٣٧.

(٢) قرب الاسناد ص ٥٦. (٣) ثواب الاعمال ص ١٧٤ والتمنى القراءة دون التغنى اذا لم يكن يرفع صوته. (٤) المحاسن ص ٦٢٨.

٢٩٦

وسار وسرت حتى إذا بلغنا موضعا قلت : الصلا ة جعلني الله فداك قال : هذا أرض وادا النمل لايصلى فهيا حتى إذا بلغنا موضعا آخر قلت له مثل ذلك فقال : هذه الارض مالحة لايصلي فيها ، قال : حتى نزل هومن قبل نفسه فقال لي : صليت أم تصلي سبحتك؟ قلت : هذه صلاة تسميها أهل العراق الزوال ، فقال : أما إن هؤلاء الذين يصلون هم شيعة علي بن أبي طالب عليه‌السلام وهي صلاة الاوابين فصلى وصليت.

ثم أمسكت له بالركاب ثم قال مثل ماقال في بداءته ثم قال : اللهم العن المرجئة فانهم عدونا في الدنيا والآخرة قلت له : ما ذكرك جعلت فداك المرجئة قال : خطروا على بالي (١).

٢٧ ـ سن : عن أبيه ، عن عبدالله بن المفضل النوفلي عن أبيه ، عن بعض مشيخته قال : كان أبوعبدالله عليه‌السلام إذا وضع رجله في الركاب يقول : «سبحان الذي سخر لنا هذا وماكنا له مقرنين» ويسح سبعا ، ويحمد الله سبعا ، ويهلل الله سبعا (٢).

٢٨ ـ سن : عن القاسم بن يحيى ، عن جده الحسن بن راشد ، عن يعقوب بن جعفر بن إبراهيم قال : سمعت أبا الحسن الاول عليه‌السلام قال : الخيل على كل منخر منها شيطان فاذا أراد أحدكم أن يلجمها فليسم الله (٣).

٢٩ ـ سن : عن ابن محبوب ، عن ابي رئاب ، عن أبي عبيدة الحذاء ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : أيما دابة استصعب على صاحبها من لجام أونفور فليقرء في اذنها أو عليها «أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والارض طوعا وكرها إليه يرجعون (٤).

٣٠ ـ مكا : روى في هذه الآيات أنها يقرء للدابة التي تمنع اللجام يقرء في اذنها ويقول : « اللهم سخرها وبارك لي فيها بحق محمد وآله ويقرء إنا

____________________

(١) المحاسن ص ٣٥٢ ، وقد مرص ٢٩٠ ، وفى المطبوعة رمز ثواب الاعمال وهو سهو ظاهر.

(٢) المحاسن ص ٣٥٣ ، ٦٣٣. (٣) المحاسن ص ٦٣٤.

(٤) المحاسن ص ٦٣٥.

٢٩٧

أنزلناه» (١).

٣١ ـ سن : عن أبيه عن عبدالرحمن العرزمي عن حاتم بن إسماعيل المدني عن أبي عبدالله عليه‌السلام عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : علي ذروة سنام كل بعيرشيطان فاذا ركبتموها فقولوا كما أمركم الله : سبحان الذي سخرلنا هذاوماكنا له مقرنين وامتهنوها لانفسكم فانها تحمد الله قال : ورواه الوشا عن المثنى عن حاتم : عن أبي عبدالله عليه‌السلام إنه قال : على ذروة كل بعير (٢).

٣٢ ـ ضا : إذا وضعت رجلك في الركاب فقل : بسم الله وبالله والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله الحمد لله الذي سخر لناهذا وما كنا له مقرنين ومن علينا بالايمان بمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله.

٣٣ ـ طب : عن حاتم بن عبدالله الازدي عن أبي جعفر المقري إمام مسجد الكوفة ، عن جابر بن راشد عن الصادق عليه‌السلام قال : بينا هو في سفرإذ نظر إلى رجل عليه كآبة وحزن ، فقال : مالك؟ قال : دابتي حرون قال : ويحك اقرأ هذه الآية في اذنه «أولم يروا أنا خلقنا لهم» إلى قوله : «ومنها يأكلون» (٣).

٣٤ ـ طا : في رواية صفوان الجمال أن الصادق عليه‌السلام لما ركب الجمل قال : بسم الله ولاحول ولا قوة إلا بالله سبحان الذي سخرلنا هذا وما كنا له مقرنين ، وإنا إلى ربنا لمنقلبون ».

٣٥ ـ لى : عن ابن مسرور ، عن ابن عامر عن عمه ، عن ابن بزيع ، عن هشام بن سالم قال : قال الصادق عليه‌السلام : من الجور قول الراكب للماشي : الطريق (٤) ل : عن أبيه ، عن محمد العطار ، عن محمد بن عبدالجبار ، عن ابن بزيع مثله (٥).

٣٦ ـ ل : الاربعمائة قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : إذا ركبتم الدواب فاذاكروا

____________________

(١) راجع مكارم الاخلاق ص ٣٠٣. (٢) المحاسن ص ٦٣٥.

(٣) طب الائمة ص ٣٦ والاية في سورة يس : ٧١ ٧٢.

(٤) أمالى الصدوق ص ١٧٧. (٥) الخصال ج ١ ص ٥.

٢٩٨

الله عزوجل وقولوا «سبحان الذي سخرلنا هذا وماكنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون» (١).

٣٧ ـ ل ، ن (٢) : سيجي في سير النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : خمس لا أدعهن حتى الممات : الاكل على الحضيض مع العبيد وركوبي الحمار مؤكفا الخبر (٣).

٣٨ ـ ما : عن جماعة عن أبي المفضل عن محمد بن جعفر بن محمد بن هشام عن موسى بن عامر عن الوليد عن مسلم ، عن علي بن سليمان ، عن أبي إسحاق السبيعي عن علي بن ربيعة الاسدي قال : ركب علي عليه‌السلام فلما وضع رجله في الركاب قال : «بسم الله» فلما استوى على الدابة قال : «الحمد لله الذي كرمنا وحلمنا في البر والبحر ورزقنا من الطيبات ، وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا سبحان الذي سخر لنا هذا وماكنا له مقرنين ، ثم سبح الله ثلاث وحمد الله ثلاث وكبر الله ثلاث ثم قال : « رب اغفرلي فانه لايغفر الذنوب إلا أنت » ثم قال : فعل هذا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأنا رديفه (٤).

٣٩ ـ سن : عن أبيه ، عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : خرج أمير المؤمنين عليه‌السلام على أصحابه وهو راكب فمشوا خلفه فالتفت إليهم فقال : لكم حاجة؟ فقالوا : لا يا أمير المؤمنين ولكنا نحب أن نمشي معك فقال لهم : انصرفوا فان مشي الماشى مع الراكب مفسدة للراكب ومذلة

____________________

(١) الخصال ج ٢ ص ١٦٨ وقد مرتحت الرقم ٢٢.

(٢) كذا في المطبوعة ومن سيرة المؤلف العلامة رحمه‌الله أن كان يقول في أشباه تلك الموارد : أقول : سيجئ كذاوكذا ، أومر كذاوكذا ، ومعذلك فقد أشار إلى ذلك من قبل في هذا الباب أيضا تحت الرقم ١.

(٣) ترى الحديث في الخصال ج ١ ص ١٣٠ عيون الاخبار ج ٢ ص ٨١ أمالى الصدوق ص ٤٤ ، علل الشرائع ج ١ ص ١٢٤.

(٤) أمالى الطوسى ج ٢ ص ١٢٨ وقد مرتحت الرقم : ٢٣ أيضا.

٢٩٩

للماشي قال : وركب مرة أخرى فمشوا خلفه فقال : انصرفوا فان خفق النعال خلف أعقاب الرجال مفسدة لقلوب النوكى (١).

٤٠ ـ كش : عن حمدويه بن نصير عن محمد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عبدالحميد عن هارون بن خارجة عن زيد الشحام ، عن عبدالله بن عطا قال : أرسل إلى أبوعبدالله عليه‌السلام وقد اسرج له بغل وحمار فقال لي : هل لك أن تركب معنا إلى مالنا؟ قال : قلت نعم قال : أيهما أحب لك أن تركب؟ قلت : الحمار فقال : إن الحمار أرفقهما لي قال : قلت : إنما كرهت أن أركب البغل وأن تركب أنت الحمار ، قال : فركب الحمار وركبت البغل ثم سرنا حتى خرجنا من المدينة فبينا هو يحدثني إذا انكب على السرج مليا فظننت أن السرج آذاه وضغطه ثم رفع رأسه قلت : : جعلت فداك ما أرى السرج إلا وقد ضاق عنك قول تحولت على البغل فقال : كلا ولكن الحمار اختال ، فصنعت كماصنع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ركب حمارا يقال له : عفير فاختال فوضع رأسه على القربوس ماشاء الله ثم رفع رأسه فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : يارب هذا عمل عفير ليس هو عملي (٢).

٥٦

( باب )

*«(حث الرجال على الركوب والنهى عن ركوب المرأة على السرج)»*

١ ـ ن : بالاسانيد الثلاثة عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : الطيب نشرة والعسل نشرة ، والركوب نشرة ، والنظر إلى الخضرة نشرة (٣).

٢ ـ ل : عن القطان ، عن السكري عن الجوهري عن ابن عمارة ، عن أبيه عن جابر الجعفي عن الباقر عليه‌السلام قال : لايجوز للمرأة ركوب السرج إلا من ضرورة أو في سفر الخبر (٤).

كتاب الغايات : مثله.

____________________

(١) المحاسن ص ٦٢٩. (٢) رجال الكشى ص ١٨٨.

(٢) عيون الاخبار ج ٢ ص ٤٠. (٤) الخصال ج ٢ ص ١٤٢.

٣٠٠