بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٨٣
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

بالله من شر كل أسد وأسود من الحية والعقرب ومن ساكن البلد ومن والد وما ولد.

طا : من كتاب التذييل لمحمد بن الخيار قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا غزا أو سافر فأدركه الليل قال : يا أرض! وذكر مثله.

٥٦ ـ طا : روي أن المسافر إذا نزل ببعض المنازل يقول : «اللهم أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المزلين» ويصلي ركعتين بالحمد ومايشاء من السور القصار ويقول : «اللهم ارزقنا خير هذه البقعة وأعذنا من شرها اللهم أطعمنا من جناحا وأعذنا من وباها وحببنا إلى أهلها ، وحبب صالحي أهلها إلينا» ويقول : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له ، وأشهد أن محمدا عبد ورسوله وأن عليا أميرالمؤمنين والائمة من ولده أئمة أتولاهم وأبرء من أعدائهم اللهم إني أسئلك خير هذه البقعة وأعوذ بك من شرها ، اللهم اجعل أول دخولنا هذا صلاحا ، وأوسطه فلاحا ، وآخره نجاحا.

وإذاخفت في منزلك شيئا من هوام الارض فقل في المكان الذي تخاف ذلك فيه وهو من أدعية السر : «يا ذارئ من في الارض كلها لعلمك بما يكون مما ذرأت لك السلطان على كل من دونك ، إني أعوذ بقدرتك على كل شي ء يضر من الضر في بدنى من سبع أوهامة أو عارض من سائر الدواب يا خالقها بفطرته ادرأها عني واحجزها ، ولاتسلها على ، وعافني من بأسها يا الله العلي العظيم احفظني بحفظك وأجنني بسترك الواقي من مخاوفي يا رحيم.

وقال الطبرسي رحمه‌الله في كتاب الآداب الدينية : وإذا أردت الرحيل فصل ركعتين وادع الله بالحفظ والكلاءة ، وودع الموضع وأهله فان لكل موضع أهلا من الملائكة وقل : السلام على ملائكة الله الحافظين السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ورحمة الله وبركاته.

٥٧ ـ من المزار الكبير : فاذا أجمع رأيك على الخروج وأردته فأسبغ الوضوء وأجمع أهلك ثم قم إلى مصلاك فصل ركعتين تقرء فيهما ما شئت من القرآن فاذا فرغت منهما وسلمت فقل : « اللهم إني أستودعك نفسي وأهلي ومالي وولدي

٢٦١

ودنياي وآخرتي وخاتمة عملي اللهم احفظ الشاهدمنا والغائب اللهم احفظنا واحفظ علينا اللهم اجعلنا في جوارك. اللهم لاتسلبنا نعمتك ، ولاتغيرما بنا من عافيتك وفضلك».

وتقول أيضا ماروي عن مولانا الباقر محمد بن علي عليهما‌السلام أنه قال : إذا عزمت على السفر فتوضأ وصل ركعتين الاولة بالحمد وسورة الرحمن والثانية بالحمد وسورة الواقعة أوتبارك فان لم يتأت لك ذلك فاقرء من السور ماشئت حسب العجلة ثم ادع بهذا الدعاء «اللهم إني خرجت في سفري هذا بلاثقة مني إلا طلب فضلك وابتغاء رزقك وتعرضا لرحمتك وسكونا إلى حسن عبادتك وأنت يا إلهي أعلم بما سبق لي في سفري هذا مما أحب وأكره ولما أوقعت علي فيه قدرك ومحمود بلائك فأنت يا إلهي تمحو ماتشاء وتثبت وعندك ام الكتاب اللهم صل على محمد وآل محمد واصرف عني في سفري هذا كل مقدور من البلاء وادفع عني كل محذور ، وأسبل علي فيه كنف عزك ، ولطف عفوك ورحمتك وحقيقة حفظك ، وسعة رزقك ، وتمام نعمتك ، وافتح لي فيه أبواب جميع فضلك وعطائك إحسانك ، واغلق عني أبواب المخاوف كلها ، وجميع ما أكره وأحذر وأخاف على نفسي وأهلي وذريتي ، وافتح لي أبواب الامن كلها ، واصرف عني الهلع والجزع ، وارزقني الصبر والقوة والمحمدة لك والنجاة من كل محذور ومقدور ، بما أنت أعلم به مني ، واجعل ذلك خيرة لي في آخرتي ودنياي وأسئلك يارب أن تحفظني فيما خلفت وراي ، من أهلي وما لي ومعيشتي وصنوف حوائجي يامن ليس فوقه خالق يرجى ، يا من ليس دونه رب يناجي يا من ليس غيره إله يدعا يامن ليس له وزير يؤتي يا من ليس له حاجب يغشى ، يامن ليس له بواب يرشى ، يامن ليس له كاتب يدارى ، يامن ليس له ترجمان ينادى من لا يزاد على كثرة السؤال إلا كرما وجودا ، صل على محمد وآل محمد ، واجعل لي من أمري فرجا ومخرجا ، وارزقني في سفري هذا الامن من المخاوف كلها والغنيمة والظفر بكل غرض ، وبلغني جميع أهلي ومقصودي.

٢٦٢

اللهم وكل من قضيت علي بلقائه من أحد من خلقك الذين جعلت لي إليهم حاجة وشغلا ، فسخره لي ، واعطف بقلبه علي ووفقه لما اريده وابتغيه وآمله ، واحرسه عن قصدي والوقوف في حاجتي وامنعه عن ظلمي وأذاي برحمتك يا أرحم الراحمين» ثم اسجد وادع بما أحببت ثم ارفع رأيك وقل : «أشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، اللهم فاطر السموات والارض صل على محمد وآل محمد وافعل بي ما أنت أهله ، وأدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد وامنعني من أن يوصل إلى سوء أبدا ، ولا تغيرما أنعمت علي أبدا يا أرحم الراحمين».

وتقول أيضا ماروي عن سيدنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : جائني جبرئيل عليه‌السلام فقال : ربك يقرئك السلام ويقول لك : يا محمد! من أراد من امتك أن أحفظه في سفره واؤديه سالما ، فليقل « بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله مخرجى وباذنه خرجت وقد علم قبل أن أخرج خروجي وأحصى بعلمه مافي مخرجي ومرجعي توكلت على الا له الاكبر توكل مفوض إليه أموره مستعين به على شؤونه ، مستزيد من فضله مبرئ نفسه من كل حول وقوة إل به خرجت خروج ضرير خرج بضره إلى من يكشفه خروج فقير خرج بفقره إلى من يسده ، خروج عائل خرج بعيلته إلى من يغنيها خروج من ربه أكبر ثقته وأعظم رجائه وأفضل امنيته ، الله ثقتي في جميع أموري كلها وبه أستعين ولا شئ إلا ما أراد ، أسئل الله خير المخرج والمدخل ، لا إله إلا هو ، عليه توكلت وإليه المصير.

فاذا وضعت رجلك على بابك للخروج فقل : «بسم الله آمنت بالله توكلت على الله ماشآء الله لا قوة إلا بالله ، ثم قم على الباب فاقرء فاتحة الكتاب أمامك وعن يمينك وشمالك ، ثم قل» اللهم احفظني واحفظ مامعي ، وسلمني وسلم ما معي وبلغني وبلغ مامعي ببلاغك الحسن الجميل ، يا أرحم الراحمين «فاذا أردت الركوب فقل حين تركب» الحمد لله الذي هدانا الاسلام وعلمنا القرآن ومن علينا بمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون والحمد لله رب العالمين «فإذا أردت السير فليكن في طرفي النهار ، وانزل في وسطه ، وسر في

٢٦٣

آخر الليل ولا تسر في أوله فانه روي عن الصادق عليه‌السلام أن الارض تطوى في آخر الليل وقال الصادق عليه‌السلام : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إتق الخروج بعد نومة فان لله دواب يبثها يفعلون يؤمرون ثم سر وقل في مسيرك» اللهم خل سبيلنا وأحسن تسييرنا وأحسن عافيتنا «وأكثر من التكبير والتحميد والتسبيح والاستغفار وإذا صعدت أكمة أو علوت تلعة أو أشرفت على قنطرة فقل» الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر والحمد لله رب العالمين اللهم إن لك الشرف على كل شرف «فإذا بلغت إلى جسر فقل حين تضع قدمك عليه» بسم الله اللهم ادحر عني الشيطان الرجيم «وإذا أشرفت على قرية تريد دخولها فقل» اللهم رب السماوات السبع وما أظلت ورب الارضين السبع وما أقلت ورب الشياطين وما أضلت ، ورب الياح وماذرت ورب البحار وماجرت إني أسئلك خير هذه القرية وخير مافيها وأعوذ بك من شرها وشر مافيها الله يسرلي ماكان فيها من وجه ، ووفق لي ماكان فيها من يسر وأعني على حاجتي يا قاضي الحاجات ويا مجيب الدعوات وأدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا ».

الدعاء عند خوف السبع والهوام الشياطين والاعداء واللصوص : وإذا خفت سبعا فقل : «أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كل شئ قدير ، اللهم يا ذارئ ما في الارض كلها بعلمه والسلطان القاهر على كل شئ دونه ، يا عزيزيا منيع ، أعوذ بقدرتك من كل شئ يضر ، من سبع أو هامة أو عارض أو سائر الدواب يا خالقها بفطرته ادرأها عني واحجزها ولاتسطها علي ، وعافني من شرها يا الله ياعظيم ، احفظني بحفظك من مخاوفي يا رجيم».

وإذا خفت سلطانا فقل : «يا الله الذي لا إله إلا هو الاكبر القائم على جميع عباده ، والممضي مشيته بسابق قدره الذي عنت الوجوه لعظمته ، أنت تكلؤ عبادك وجميع خلقك ، من شرما يطرق بالليل والنهار من ظاهر وخفي من عتاة مردة خلقك حيلهم عندك ، لايدفع أحد من نفسه سوءا دونك

٢٦٤

ولا يحول أحد دون ما تريد من الخير ، وكل ما يراد وما لا يرد في قبضتك وقد جعلت قبائل الجن والشياطين يرونا ولانراهم ، وأنا لكيدهم خائف وجل فآمني من شرهم وبأسهم بحق سلطانك يا عزيز يامنيع».

وإذا خفت عدوا أو لصا فقل : «يا آخذا بنواصي خلقه والسافع (١) بها إلى قدرته المنفذ فيها حكمه وخالقها وجاعل قضائه لها غالبا وكلهم ضعيف عند غلبته وثقت بك يا سيدي عند قوتهم لضعفي وبقوتك على من كادني فسلمني منهم ، اللهم فان حلت بيني وبينهم فذاك أرجو ، وإن أسلمتني إليهم غيروا ما بي من نعمتك يا خير المنعمين صل على محمد وآل محمد ، ولا تجعل تغير نعمتك على يد أحد سواك ، ولا تغيرها أنت ، فقد ترى الذي يرادبي ، فحل بيني وبين شرهم بحق ما به تستجيب يا الله رب العالمين.

فاذا أردت النزول في موضع فاختر من بقاع الارض أحسنها لونا وألينها تربة ، وأكثرها عشبا ، ولا تنزل ظهر الطريق وبطون الاودية ، فانها مأوى الحيات ومدارج السباع فاذا أردت النزول فقل حين تنزل : « اللهم أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين » ثم تصلي ركعتين تنوي مندوبا قربة إلى الله وقل : « اللهم ارزقنا خير هذه البقعة وأعذنا من شرها ».

وإذا أردت الرحيل من المنزل فصل ركعتين مندوبا أيضا وادع الله عز وجل بالحفظ والكلاءة وودع الموضع وأهله فان لكل موضع أهلا من الملائكة وقل : السلام على ملائكة الله الحافظين السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، ورحمة الله وبركاته.

____________________

(١) يقال : سفع بناصيته : أى قيض عليها فاجتذبها بشدة فهو سافع.

٢٦٥

٤٩

* ( باب ) *

*«(حسن الخلق وحسن الصحابة وساير آداب السفر)»*

الايات : النحل : وجعل لكم من جلود الانعام بيوتا تستحفونها يوم ظعنكم ويوم إقامتكم (١).

١ ـ ل : عن أبيه ، عن علي ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عمن ذكره عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام في وصيته لابنه محمد بن الحنفية : واعلم أنه مروة المرء المسلم مروتان مروة في حضر ومروة في سفر وأما مروة الحضر فقراءة القرآن ومجالسة العلماء والنظر في الفقه والمحافظة على الصلاة في الجماعات وأما مروة السفر فبذل الزاد وقلة الخلاف على من صحبك وكثرة ذكر الله عزوجل في كل مصعد ومهبط ونزول وقيام وقعود (٢).

٢ ـ ل : عن أحمد بن إبراهيم الخوزي عن محمد بن زيد البغدادي ، عن عبدالله بن أحمد بن عام ، عن أبيه ، عن الرضا عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ست من المروة : ثلاث منها في الحضر وثلاث منها في السفر : فأما التي في الحضر فتلاوة كتاب الله عزوجل : وعمارة مساجد الله واتخاذ الاخوان في الله عزوجل ، وأما التي في السفر فبذل الزاد وحسن الخلق والمزاح في غير المعاصى الخبر (٣).

٣ ـ لى : عن ابن المتوكل ، عن السعد آبادي عن البرقي عن أبيه عن أبي قتادة القمي ، عن عبدالله بن يحيى ، عن أبان الاحمر عن الصادق عليه‌السلام قال : المروة في السفر كثرة الزاد وطيبه وبذله لمن كان معك ، وكتمانك على القوم سرهم بعد مفارقتك إياهم وكثرة المزاح في غير ما يسخط الله عزوجل (٤).

____________________

(١) النحل : ٨٠. (٢) الخصال ج ١ ص ٢٨.

(٣) الخصال ج ١ ص ١٥٧. (٤) أمالى الصدوق ص ٣٢٩.

٢٦٦

أقول : قد سبق تمام الخبرين وغيرهما في باب المروة وغيره.

٤ ـ ل : عن العطار عن أبيه عن الاشعري عن ابن يزيد ، عن عدة من أصحابنا رفعوا الحديث قال : حق المسافر أن يقيم عليه أصحابه إذا مرض ثلاثا (١).

سن : عن ابن يزيد مثله (٢).

٥ ـ ب : عن أبي البختري عن الصادق عن أبيه ، عن جده عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذاكنتم في سفر فمرض أحدكم فأقيموا عليه ثلاثة أيام (٣).

٦ ـ ل : عن أبيه عن محمد العطار عن الاشعري ، عن محمد بن الحسين رفعه إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : ثلاثة لا يتقبل الله عزوجل لهم بالحفظ : رجل نزل في بيت خرب ورجل صلى على قارعة الطريق ورجل أرسل راحلته ولم يستوثق منها (٤).

٧ ـ سن : عن الاصبهاني عن المنقري عن حفص قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : ليس من المروة أن يحدث الرجل بما يلقى في سفره من خير أو شر (٥).

٨ ـ سن : عن النوفلي باسناده قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الرفيق ثم الطريق.

وباسناده قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : لا تصحبن في سفر من لايرى لك الفضل عليه كما ترى له الفضل عليك (٦).

٩ ـ سن : عن أبيه ، عن ابن سنان ، عن إسحاق بن جرير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال لي : من صحبت؟ فأخبرته فقال : كيف طابت نفس أبيك يدعك مع غيره؟ فخبرته فقال : كيف كان يقال : «أصحب من تتزين به ولا تصحب من يتزين بك» (٧).

١٠ ـ سن : عن أبيه ، عن حماد ، عن حريز ، عمن ذكره ، عن أبي جعفر

____________________

(١) الخصال ج ١ ص ٤٩. (٢) المحاسن ص ٣٥٨.

(٣) قرب الاسناد ص ٨٤. (٤) الخصال ج ١ ص ٦٩.

(٥) المحاسن ص ٣٥٨. (٦ و ٧) المحاسن ص ٣٥٧.

٢٦٧

عليه‌السلام قال : إذا صحبت فاصحب نحوك ولا تصحب من يكفيك فان ذلك مذلة للمؤمن (١).

١١ ـ سن : عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي ، عن محمد بن سنان ، عن حذيفة ابن منصور ، عن شهاب بن عبد ربه قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : قد عرفت حالي وسعة يدي وتوسعي على إخواني فأصحب النفر منهم في طريق مكة فأتوسع عليهم؟ قال : لا تفعل يا شهاب إن بسطت وبسطوا أجحفت بهم ، وإن هم أمسكوا أذللتم فاصحب نظراءك اصحب نظراءك (٢).

١٢ ـ سن : عن أبيه ، عمن ذكره عن أبي محمد الحلبي قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن القوم يصطحبون فيكون فيهم الموسر وغيره أينفق عليهم الموسر؟ قال : إن طابت بذلك أنفسهم فلا بأس به قلت : فان لم تطب أنفسهم قال : يصير معهم : يأكل من الخبز ، ويدع أن يستثني من الهرات (٣).

١٣ ـ سن : عن إسماعيل بن مهران عن محمد بن حفص عن أبي الربيع الشامي قال : كنا عند أبي عبدالله عليه‌السلام والبيت غاص بأهله فقال : ليس منا من لم يكن يحسن صحبة من صحبه ومرافقة من رافقه وممالحة من مالحه ومخالقة من خالقه (٤).

١٤ ـ سن : عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبدالله عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما اصطحب اثنان إلا كان أعظمهما أجرا وأحبهما إلى الله أرفقهما بصاحبه (٥).

١٥ ـ سن : عن النوفلي ، عن السكوني عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : زاد المسافر الحدا والشعر ، ماكان منه ليس فيه جفاء (٦).

كتاب الامامة والتبصرة : عن محمد بن عبدالله عن محمد بن جعفر الرزاز

____________________

(١ و ٢) المحاسن ص ٣٥٧.

(٣) المصدر نفسه ، والهرات : اللحم المطبوخ البالغ في طبخه حتى نضج وتهر أو نفسخ.

(٤ و ٥) المحاسن ص ٣٥٧. (٦) المحاسن ص ٣٥٨.

٢٦٨

عن خاله علي بن محمد ، عن عمرو بن عثمان الخزاز ، عن النوفلي عن السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : مثله إلا أن فيه خناء (١).

١٦ ـ سن : عن النوفلي عن السكوني باسناده قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من السنة إذا خرج القوم في سفر أن يخرجوا نفقتهم فان ذلك أطيب لانفسهم وأحسن لاخلاقهم (٢).

١٧ ـ سن : عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن ابن أبي يعفور ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما من نفقة أحب إلى الله من نفقة قصد ويبغض الاسرف إلى في حج أو عمرة (٣).

١٨ ـ سن : عن أبيه عن ابن أبي عمير وعلي بن الحكم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام أنه كان يكره للرجل أن يصحب من يتفضل عليه ، وقال : اصحب مثلك (٤).

١٩ ـ سن : عن علي بن الحكم ، عن البطائني عن أبي بصير قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام يخرج الرجل مع قوم مياسير وهو أقلهم شيئا فيخرج القوم نفقتهم ولا يقدرهو أن يخرج مثل ما أخرجوا فقال : ما احب أن يذل نفسه ليخرج مع من هو مثله (٥).

٢٠ ـ سن : عن محمد بن علي عن موسى بن سعدان ، عن حسين بن أبي العلا قال : خرجنا إلى مكة نيف وعشررن رجلا فكنت أذبح لهم في كل منزل شاة فلما أردت أن أدخل على أبي عبدالله عليه‌السلام قال لي : يا حسين وتذل المؤمنين؟ قلت أعوذ بالله من ذلك فقال : بلغني أنك كنت تذبح لهم في كل منزل شاة؟ قلت : ما أردت إلا الله فقال : أما كنت ترى أن فيهم من يحب أن يفعل فعالك فلا يبلغ مقدرته ذلك ، فتتقاصر إليه نفسه؟ قلت : أستغفر الله ولا أعود (٦).

٢١ ـ سن : عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبدالله ، عن أبيه ، عن

____________________

(١) الخني الفحش من الكلام والاشعار الهجائية. (٢ ـ ٦) المحاسن ص ٣٥٩.

٢٦٩

آبائه قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من شرف الرجل أن يطيب زاده إذا خرج في سفر (١).

٢٢ ـ سن : عن بعض أصحابنا قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : إذا سافر تم فاتخذوا سفرة وتنوقوا فيها (٢).

٢٣ ـ سن : عن أبيه ، عمن ذكره عن شهاب بن عبد ربه عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كان علي بن الحسين إذاسافر إلى مكة للحج والعمرة تزود من أطيب الزاد من اللوز والسكر والسويق والمحمض والمحلى.

قال : وحدثني به ابن يزيد عن محمد بن سنان وابن أبي عمير عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام (٣).

٢٤ ـ سن : عن بعض أصحابنا رفعه قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : تبرك بأن تحمل الخبز في سفرتك وزادك (٤).

٢٥ ـ سن : عن البزنطي عن صفوان الجمال قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام إن معي أهلي وأنا اريد الحج أشد نفقتي في حقوي؟ قال : نعم إن أبي كان يقول : من فقه المسافر حفظ نفقته (٥).

٢٦ ـ سن : عن الاصبهاني عن المنقري عن حماد بن عيسى عن أبي عبدالله عليه‌السلام في وصية لقمان لابنه : يا بني سافر بسيفك وخفك وعمامتك وخبائك وسقائك وأبرتك وخيوطك ومخرزك ، وتزود معك الادوية تنتفع بها أنت ومن معك وكن لاصحابك موافقا إلا في معصية الله وزاد فيه بعضهم : وقوسك (٦).

٢٧ ـ سن : عن أبي عبدالله عن صفوان ، عن معاوية بن عمار قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : إنك ستصحب أقواما فلا تقولن انزلوا ههنا ولاتزلوا ههنا فان فيهم من يكفيك (٧).

٢٨ ـ سن : عن القاسم بن محمد ، عن المنقري عن حماد بن عثمان ، أو ابن

____________________

(٤١) المحاسن ص ٣٦٠. (٥) المحاسن ص ٣٥٨.

(٦) المحاسن ص ٣٦٠. (٧) المحاسن ص ٣٦٤.

٢٧٠

عيسى ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال لقمان لابنه : إذا سافرت مع قوم فأكثر استشارتهم في أمركم وأمرهم وأكثر التبسم في وجوهم وكن كريما على زادك بينهم وإذا دعوك فأجبهم ، وإذا استعانوك فأعنهم ، واغلبهم بثلاث : طول الصمت وكثرة الصلاة وسخآء النفس بما معك من دابة أو مال أوزاد ، وإذا استشهدوك على الحق فاشهد لهم واجهد رأيك لهم إذا استشاروك ولا تعزم حتى تثبت وتنظر ولا تجب في مشورة حتى تقول فيها وتقعد وتنام وتأكل وتصلي وأنت مستعمل فكرتك وحكمتك في مشورته ، فان من لم يمحض النصحية لمن استشاره سلبه الله رأيه ، ونزع عنه الامانة.

وإذا رأيت أصحابك يمشون فامش معهم ، وإذا رأيتهم يعملون فاعمل معهم وإذا تصدقوا وأعطوا قرضا فأعط معهم ، واسمع ممن هو أكبر منك سنا ، وإذا أمروك بأمرو سألوك فتبرع لهم وقل نعم ، ولا تقل لا فان «لا» عي ولؤم وإذا تحيرتم في طريقكم فانزلوا وإن شككم في القصد فقفوا ، وتوامروا وإذا رأيتم شخصا واحدا فلا تسألوه عن طريقكم ولا تسر شدوه فان الشخص الواحد في الفلا مريب ، لعله أن يكون عينا للصوص أو أن يكون هو الشيطان الذي خيركم واحذروا الشخصين أيضا إلا أن تروا مالا أرى فان العاقل إذا نظر بعينيه شيئا عرف الحق منه والشاهد يرى مالا يرى الغايب.

يا بني وإذا جاء وقت الصلاة فلا تؤخرها لشئ وصلها واسترح منها فانها دين وصل في جماعة ولوعلى رأس زج ، ولا تنامن على دابتك ، فان ذلك سريع في دبرها وليس ذلك من فعل الحكماء إلا أن تكون في محمل يمكنك التمدد لا سترخاء المفاصل.

وإذا قربت من المنزل فانزل عن دابتك فانها تعينك ، وابدأ بعلفها قبل نفسك وإذا أردتم النزول فعليكم من بقاع الارضين بأحسنها لونا وألينها تربة وأكثرها عشبا وإذا نزلت فصل ركعتين قبل أن تجلس وإذا أردت قضاء حاجة فأبعد المذهب في الارض ، وإذا ارتحلت فصل ركعتين ثم ودع الارض التي

٢٧١

حللت بها وسلم عليها وعلى أهلها فان لكل بقعة أهلا من الملائكة وإن استطعت أن لاتأكل طعاما حتى تبدء فتصدق منه فافعل وعليك بقراءة القرآن (١) مادمت راكبا وعليك بالتسبيح مادامت عاملا عملا وعليك بالدعاء مادمت خاليا وإياك والسير من أول الليل وعليك بالتعريس والدلجة من لدن نصف الليل إلى آخره وإياك ورفع الصوت في مسيرك (٢).

٢٩ ـ سن : عن النوفلي عن السكوني ، عن أبي عبدالله ، عن أبيه عليهما‌السلام عن جابر الانصاري قال : نهي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يطرق الرجل أهله ليلا إذا جاء من الغيبة حتى يؤذنهم (٣).

٣٠ ـ سن : عن محمد بن أحمد بن ، عن محمد بن الحسن عن ابن سنان ، عن داود الرقي قال : خرجت مع أبي عبدالله عليه‌السلام إلى ينبع قال : وخرج علي وعليه خف أحمر قال : قلت : جعلت فداك ما هذا الخف الذي أراه عليك قال : خف اتخذته للسفر وهوأبقى على الطين والمطر قال : قلت : فأتخذها وألبسها؟ فقال : أما للسفر فنعم وأما الخوف فلا تعدل بالسود شيئا (٤).

٣١ ـ مكا : عن الصادق عليه‌السلام قال : ليس من المروة أن يحدث الرجل بما يلقى في السفر من خير أو شر.

عن عمار بن مروان قال : أوصاني أبوعبدالله عليه‌السلام فقال : اوصيك بتقوى الله وأداء الامانة وصدق الحديث وحسن الصحابة لمن صحبك ولا قوة إلا بالله.

وعن أبي جعفر عليه‌السلام قال : من خالطت فان استطعت أن تكون يدك العليا عليه فافعل.

عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : الرفيق ثم السفر.

____________________

(١) هكذا في بعض نسخ المحاسن : وفى بعضها : «وعليك بقراءة كتاب الله عزوجل».

وهو الظاهر فانها من وصايا لقمان النبي عليه‌السلام.

(٢) المحاسن ص ٣٧٥. (٣) المحاسن ص ٣٧٧.

(٤) المحاسن ص ٣٧٨.

٢٧٢

وقال الصادق عليه‌السلام : حق المسافر أن يقيم عليه إخوانه إذا مرض ثلاثا.

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في سفرخرج فيه حاجا : من كان سيئ الخلق والجوار فلايصحبنا.

عن الحلبي قال : سألت الصادق عليه‌السلام عن القوم يصطحبون ، فيكون فيه الموسر وغيره ، أينق عليهم الموسر؟ قال : إن طابت بذلك أنفسهم.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : سيد القوم خادمهم في السفر.

من كتاب شرف النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : روي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه أمر أصحابه بذبح شاة في سفر فقال رجل من القوم على ذبحها ، وقال الآخر : على سلخها وقال آخر علي قطعها وقال آخر : علي طبخها فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : علي أن ألقط لكم الحطب ، فقالوا : يا رسول الله لا تتعبن بآبائنا وامهاتنا أنت نحن نكفيك ، قال : عرفت أنكم تكفوني ولكن الله عزوجل يكره من عبده إذا كان مع أصحابه أن ينفرد من بينهم فقام صلى‌الله‌عليه‌وآله : يلقط الحطب لهم (١).

وقال لقمان لابنه : يا بني سافر بسيفك وخفك وعمامتك وخبائك وسقائك وخيوطك ومخرزك وتزود معك من الادوية ما تنتفع به أنت ومن معك وكن لاصحابك موافقا إلا في معصية الله عزوجل ، وفي رواية بعضهم وقوسك ، تذاكر الناس عند الصادق عليه‌السلام أمر الفتوة فقال : تظنون أن الفتوة بالفسق والفجور؟ إنما الفتوة والمروة طعام موضوع ونائل مبذول ، ونشر معروف وأذى مكفوف فأما تلك فشطارة وفسق ثم قال : ما المروة؟ فقال الناس : مانعلم قال : المروة والله أن يضع الرجل خوانه بفناء داره والمروة مروتان مروة في السفر ومروة في الحضر ، فأما التي في الحضر فتلاوة القرآن ، ولزوم المساجد ، والمشي مع الاخوان في الحوائج ، والنعمة ترى على الخادم فانها تسر الصديق وتكبت العدو وأما التي في السفر فكثرة الزاد وطيبه وبذله لمن كان معك وكتمانك على القوم أمرهم بعد مفارقتك إياهم ، وكثرة المزاح في غيرما يسخط الله عزوجل ، ثم

____________________

(١) مكارم الاخلاق ص ٢٨٦ ٢٨٨.

٢٧٣

قال عليه‌السلام : والذي بعث جدي محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله بالحق إن الله عزوجل ليرزق العبد على قدر المروة فان المعونة تنزل على قدر المؤنة وإن الصبر ينزل على قدر شدة البلاء (١).

من كتاب المحاسن ذكر عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله رجل فقيل له خير قالوا : يا رسول الله خرج معنا حاجا فاذا نزلنا لم يزل يهلل الله حتى نرتحل فاذا ارتحلنا لم يزل يذكر الله حتى ننزل فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فمن كان يكفيه علف دابته ويصنع طعامه؟ قالوا : كلنا قال : كلكم خير منه (٢).

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : من أعان مؤمنا مسافرا نفس الله عنه ثلاثا وسبعين كربة وأجاره في الدنيا من الغم والهم ونفس عنه كربه العظيم يوم يغص الناس بأنفاسهم.

عن يعقوب بن سالم قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : تكون معي الدراهم فيها تماثيل وأنا محرم فأجعلها في همياني وأشده في وسطي؟ قال : لا بأس هي نفقتك وعليها اعتمادك بعد الله عزوجل.

عنه عليه‌السلام قال : إذا سافر تم فاتخذوا سفرة وتنو قوافيها (٣).

عن نصر الخادم قال : نظر العبد الصالح أبوالحسن موسى بن جعفر عليه‌السلام إلى سفرة عليها حلق صفر فقال : انزعوا هذه واجعلوا مكانها حديدا فانه لا يقذر شيئا مما فيها من الهوام.

عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : زاد المسافر الحداء والشعر ماكان منه ليس فيه خنى (٤).

٢٩ ـ نوادر الراوندى : باسناده عن موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أربعة لا عذرلهم : رجل عليه دين محارف بلاده لا عذر له حتى يهاجر في الارض يلتمس ما يقضي دينه ورجل أصاب على بطن امرأته رجلا لا عذر له حتى يطلق لئلا يشر كه في الولد غيره ، ورجل له مملوك

____________________

(١) مكارم الاخلاق ص ٢٩١. (٢) مكارم الاخلاق ص ٣٠٤.

(٣) أى تجودوا ، واجعلوا زادكم طيبا حسنا. (٤) الخنى : الفحش من الكلام ، ولعل المراد انشاد الاشعار الهجائية راجع مكارم الاخلاق ص ٣٠٦.

٢٧٤

سوء فهو يعذبه لاعذر له إلا أن يبيع وإما أن يعتق ورجلان اصطحبا في السفرهما يتلاعنان لاعذر لهما حتى يفترقا (١).

٣٠ ـ ما : عن المفيد ، عن علي بن بلال ، عن علي بن سليمان ، عن جعفر ابن محمد بن مالك رفعه إلى المفضل بن عمر قال : دخلت على أبي عبدالله عليه‌السلام فقال : من صحبك؟ قلت : رجل من إخواني قال فما فعل؟ قلت : منذ دخلت المدينة لم أعرف مكانه فقال لي : أما علمت أن من صحب مؤمنا أربعين خطوة سأله الله عنه يوم القيامة؟

وقال المفيد : وجدت في بعض الاصول حديثا لم يحضرني الآن إسناده عن الصادق جعفر بن محمد عليهما‌السلام قال : من صحب أخاه المؤمن في طريق فتقدمه فيه بقدر ما يغيب عنه بصره فقد ظلمه (٢).

٣١ ـ دعوات الراوندى : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في سفر : من كان يسئ الجوار فلا يصاحبنا وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : احتمل الاذى عمن هو أكبر منك وأصغر منك وخير منك وشر منك ، فانك إن كنت كذلك تلقى الله جل جلاله يباهي بك الملائكة وقال لقمان لابنه : تزود معك الادوية فتنتفع بها أنت ومن معك وكن لاصحابك موافقا إلا في معصية الله.

٣٢ ـ كتاب صفين : قال : لما توجه علي عليه‌السلام إلى صفين انتهى إلى ساباط ثم إلى مدينة بهرسير وإذا رجل من أصحابه يقال له حريز بن سهم من بني ربيعة ينظر إلى آثار كسرى وهو يتمثل بقول ابن يعفر التميمى :

جرت الرياح على مكان ديارهم

فكأنما كانوا على ميعاد

فقال علي عليه‌السلام أفلا قلت : « كم تركوا من جنات وعيون * وزروع ومقام كريم * ونعمة كانوا فيها فاكهين * كذلك وأورثناها قوما آخرين * فمابكت عليهم

____________________

(١) نوادر الراوندى : ٢٧ ، والمحارف ضد المبارك وهو المحروم يطلب ولا يرزق (٢) أمالى الطوسى ج ٢ ص ٢٧.

٢٧٥

السماء الارض وماكانوا منظرين » إن هؤلاء كانوا وارثين فأصبحوا موروثين إن هؤلاء لم يشكروا النعمة فسلبوا دنياهم بالمعصية ، إياكم وكفر النعم لاتحل بكم النقم (١).

٥٠

* ( باب ) *

*«(آداب السير في السفر وهو من الباب السابق أيضا)»*

١ ـ سن : عن جعفر بن محمد ، عن القداح ، عن أبي عبدالله ، عن أبيه عليهما‌السلام أن قوما مشاة أدركهم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فشكو إليه شدة المشي فقال لهم : استعينوا بالنسل (٢).

٢ ـ سن : عن ابن بزيع ، عن منذر بن جعفر عن يحيى بن طلحة النهدي قال : قال لنا أبوعبدالله عليه‌السلام : سيروا وانسلوا فانه أخف عليكم (٣).

٣ ـ سن : عن ابن فضال ، عن القداح عن أبي عبدالله عن أبيه عليهما‌السلام أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله رأى قوما قد جهدهم المشي فقال : اخببوا انسلوا ففعلوا فذهب عنه الاعياء (٤).

٤ ـ سن : عن ابن محبوب عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : جاءت المشاة إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فشكوا إليه الاعياء فقال : عليكم بالنسلان ففعلوا فأذهب عنهم الاعياء وكأنما نشطوا من عقال.

سن : عن ابن محبوب عن عبدالله بن سنان عن أبي عبدالله عليه‌السلام مثله إلا أنه قال : عليكم بالنسلان فانه يذهب بالاعياء ويقطع الطريق (٥).

٥ ـ سن : عن محمد بن علي عن عبدالرحمن بن أبي هاشم عن إبراهيم بن

____________________

(١) راجع ج ٧١ ص ٣٢٧ من هذه الطبعة.

(٢ ـ ٥) المحاسن : ٣٧٧. والنسلان : سرعة المشى شبه العدو ، ومثله الخبب : تقع احدى القدمين على الارض بعد رفع الاخرى وكأنه الهرولة.

٢٧٦

أبي يحيى المدني عن أبي عبدالله قال : راح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من كراع الغميم فصف له المشاة وقالوا : نتعرض لدعوته فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : اللهم أعطهم أجرهم وقوهم ثم قال : لو استعنتم بالنسلان لخفف أجسامكم وقطعتم الطريق ففعلوا فخفف أجسامهم (١).

٦ ـ سن : عن الحجال ، عن أبي إسحاق المكي قال : تعرضت المشاة للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بكراع الغميم ليدعوا لهم فدعالهم وقال خيرا وقال : عليكم بالنسلان والبكور وشئ من الدلج فان الارض تطوى بالليل (٢).

٧ ـ مكا : قال الصادق عليه‌السلام : سير المنازل يفني الزاد ويسيئ الاخلاق ويخلق الثياب والسير ثمانية عشر.

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا أعيا أحدكم فليهرول.

وقال الصادق عليه‌السلام : إذا ضللتم الطريق فتيامنوا (٣).

٨ ـ دعوات الراوندى : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : عليكم بالبكر وإن بارت والجادة وإن دارت وبالمدينة وإن جارت.

وقالوا عليهم‌السلام : إذا أردت السير فليكن مسيرك في طرفي النهار وانزل وسطه وسر في آخر الليل ولاتسر في أوله.

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : : اتق الخروج بعد نومة فان لله دوابا يبثها يفعلون مايؤمرون.

وقالوا عليهم‌السلام : تقول في مسيرك «اللهم خل سبيلنا وأحسن تسييرنا وأحسن عافيتنا» وأكثر من التكبير والتحميد والتسبيح والاستغفار فان السفر قطعة من العذاب.

٩ ـ سن : عن ابن بزيع ، عن منذر بن حفص عن هشام بن سالم قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : سيروا البردين قلت : إنا نتخوف الهوام فقال : إن

____________________

(٢١) المحاسن : ٣٧٨.

(٣) مكارم الاخلاق ص ٣٠٥.

٢٧٧

أصابكم شئ فهو خيرلكم مع أنكم مضمونون (١).

١٠ ـ سن : عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبدالله ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : عليكم بالسير بالليل لان الارض تطوى بالليل (٢).

١١ ـ سن : عن أبيه ، عمن ذكره ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كان أمير المؤمنين عليه‌السلام إذا أراد سفرا أدلج قال : ومن ذلك حديث الطائر والخف والحية (٣).

١٢ ـ سن : عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن الارض تطوى من آخر الليل (٤).

سن : عن جميل بن دراج مثله (٥).

١٣ ـ سن : عن إسماعيل بن مهران ، عن ابن عميرة ، عن بشير النبال ، عن حمران بن أعين قال : قلت لابي جعفر عليه‌السلام : يقول الناس : تطوى لنا الارض بالليل كيف تطوى؟ قال هكذا : ثم عطف ثوبه (٦).

١٤ ـ سن : عن بعض أصحابنا عن ابن أسباط ، عن عمه يعقوب بن سالم رفعه إلى أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا نزلتم فسطاطا أوخباء فلا تخرجوا فانكم على غرة (٧).

١٥ ـ سن : عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبدالله ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إياكم والتعريس على ظهر الطريق ، وبطون الاودية فانها مدارج السباع ومأوى الحيات (٨).

١٦ ـ سن : عن بعض أصحابنا ، عن ابن أسباط ، عن عمه يعقوب رفعه قال : قال علي عليه‌السلام : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تنزلوا الاودية فانها مأوى السباع

____________________

(١ ٦) المحاسن ص ٣٤٦.

(٧) المحاسن ص ٣٤٧ ، وكأنه صلى‌الله‌عليه‌وآله أراد الخروج بعد نومة. وفى نصف الليل.

(٨) المحاسن ص ٣٦٤.

٢٧٨

والحيات (١).

١٧ ـ سن : عن أبيه ، عمن ذكره ، عن أبي الحسن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن جده عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا سافرت فلا تنزل الاودية فانها مأوى الحيات والسباع (٢).

١٨ ـ سن : عن القاسم بن يحيى ، عن جده الحسن بن راشد ، عن المفضل ابن عمر قال : سرت مع أبي عبدالله عليه‌السلام إلى مكة فسرنا إلى بعض الاودية فقال : انزلوا في هذه الموضع ولا تدخلوا الوادي فنزلنا فما لبثنا أن أظلتنا سحابة فهطلت علينا حتى سال الوادي فآذى من كان فيه (٣).

١٩ ـ سن : عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبدالله ، عن آبائه ، عن علي عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله يحب الرفق ويعين عليه ، فاذا ركبتهم الدواب العجف فأنزلوها منازلها فان كانت الارض مجدبة فانجوا عليها وإن كانت مخصبة أنزلوها منازلها (٤).

٢٠ ـ سن : عن النوفلي عن عبدالرحمن بن حماد ، عن جميل بن سويد عن أبيه ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إذا سرت في أرض مخصبة فارفق بالسير ، وإذا سرت في أرض مجدبة فعجل بالسير (٥).

٢١ ـ سن : عن جعفر بن محمد الاشعري ، عن القداح ، عن أبي عبدالله ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا أخطأتم الطريق فتيامنوا (٦).

____________________

(١ و ٣) المحاسن ص ٣٦٤.

(٤ و ٥) المحاسن : ٣٦١ والعجف بالضم جمع الاعجف وهو المهزول وقوله «فأنزلوها منازلها» أى كلفوها على قدر طاقتها وقوله «فانجوا» أى فأسرء والتصلوا إلى الماء والكلاء.

(٦) المحاسن ص ٣٦٢.

٢٧٩

٥١

* ( باب ) *

*«(تشييع المسافر وتوديعه)»*

١ ـ سن : عن أبيه عن ابن أبي الجهم عن موسى بن بكر عن النضر عن هشام قال : دعا أبوعبدالله عليه‌السلام لقوم من أصحابه مشاة حجاج فقال : اللهم احملهم على أقدامهم وسكن عروقهم (١).

٢ ـ سن : عن أبيه ، عن هارون بن الجهم ، عن موسى بن بكر قال : أردت وداع أبي الحسن عليه‌السلام فكتب إلى رقعة : كفاك الله المهم وقضى لك بالخير ويسر لك حاجتك في صحبة الله وكنفه (٢).

٣ ـ سن : عن أبيه عن محمد بن سنان عن إسحاق عن جرير الجريري وعن رجل من أهل بيته عن أبيه عبدالله عليه‌السلام قال : لما شيع أمير المؤمنين عليه‌السلام أباذر رحمة الله عليه وشيعه الحسن والحسين وعقيل بن أبي طالب وعبدالله بن جعفر وعمار بن ياسر عليهم‌السلام قال لهم أمير المؤمنين عليه‌السلام : ودعوا أخاكم فانه لا بد للشاخص من أن يمضي وللمشيع أن يرجع قال : فتكلم كل رجل منهم على حياله فقال الحسين بن علي عليهما‌السلام : رحمك الله يا أباذر إن القوم إنما امتهنوك بالبلاء لانك منعتهم دينك ، فمنعوك دنياهم ، فما أحوجك غدا إلى مامنعتهم وأغناك عما منعوك ، فقال أبوذر : رحمكم الله من أهل بيت فمالي في الدنيا من شجن غيركم إني إذا ذكرتكم ذكرت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (٣).

٤ ـ سن : عن أبيه ، عن علي بن النعمان ، عن ابن مسكان وغيره ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا ودع المؤمن قال : رحمكم الله وزودكم التقوى ووجهكم إلى كل خير وقضى لكلم كل حاجة وسلم لكم

____________________

(١) المحاسن : ٣٥٥. (٢) المحاسن : ٣٥٦. (٣) المحاسن : ٣٥٣.

٢٨٠