بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٧٧
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

أبي الحسن الاصفهاني ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : طوبى لكل عبد نؤمة لايؤبه له ، يعرف الناس ولا يعرفه الناس ، يعرفه الله منه برضوان اولئك مصابيح الهدى ، ينجلي عنهم كل فتنة مظلمة ، ويفتح لهم باب رحمة ، ليسوا بالبذر المذاييع ، ولا الجفاة المرائين.

وقال : قولوا الخير تعرفوا به ، واعملوا الخير تكونوا من أهله ، ولا تكونوا عجلا مذاييع ، فان خياركم الذين إذا نظر إليهم ذكر الله ، وشراركم المشاؤن بالنميمة ، المفرقون بين الاحبة ، المبتغون للبراء المعايب (١).

تبيان : قال في النهاية : فيه «رب أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لابر قسمه» أي لايبالى به ولا يلتفت إليه ، يقال : ماوبهت له بفتح الباء وكسرها وبها ووبها بالسكون والفتح وأصل الواو الهمزة انتهى «يعرف الناس» أي محقهم ومبطلهم ، فلا ينخدع منهم «يعرفه الله» كأن بناء التفعيل هنا أظهر ، وقوله «منه» متعلق بيعرفه أي من عنده ومن لدنه كما أراد ، بسب رضاه عنه أو متلبسا برضاه ، وربما يقرأ «منه» بفتح الميم وتشديد النون أي نعمته التي هي الامام أو معرفته «ويفتح له باب كل رحمة» أي من رحمات الدنيا والاخرة كالفوائد الدنيوية والتوفيقات الاخروية ، والافاضات الالهية والهدايات الربانية.

و «قولوا الخير تعرفوا به» أي لتعرفوا به أو قولوه كثيرا حتى تصيروا معروفين بقول الخير ، وعلى الاول مبني على أن الخير مما يستحسنه العقل وكفى بالمعروفية به ثمرة لذلك ، وكذا الوجهان جاريان في الفقرة الاخيرة ، والعجل بضمتين جمع العجول ، وهو المستعجل في الامور الذي لايتفكر في عواقبها «الذين إذا نظر إليهم ذكر الله» على بناء المجهول فيهما أي يكون النظر في أعمالهم وأطوارهم لموافقتها للكتاب والسنة ، وإشعارها بفناء الدنيا وإيذانها بايثار رضى الله وحبه مذكرا لله سبحانه وثوابه وعقابه ، وفي القاموس : النم التوريش والاغراء ورفع الحديث إشاعة له وإفسادا وتزيين الكلام بالكذب والنميمة الاسم « المفرقون بين

____________________

(١) الكافى ج ٢ ص ٢٢٥.

٨١

الاحبة بنقل حديث بعضهم إلى بعض صدقا أو كذبا ليصير سبب العداوة بينهم وأمثال ذلك «المبتغون للبراء المعايب» أي الطالبون لمن برئ من العيب مطلقا أو أو ظاهرا العيوب الخفية ليظهروه للناس ، أو يفتروا عليهم حسدا وبغيا ، وفي القاموس : برأ المريض فهو بارئ وبرئ والجمع ككرام وبرئ من الامر يبرأ ويبرؤ نادر وبراءة وبروءا : تبرأ. أبرأك منه وبرأك وأنت برئ ، والجمع بريئون ، وكفقهاء وكرام وأشراف وأنصباء ورخال (١).

٣٠ ـ كا عن العدة ، عن أحمد بن محمد ، عن عثمان بن عيسى ، عمن أخبره قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : كفوا ألسنتكم والزموا بيوتكم فانه لا يصيبكم أمر تخصون به أبدا ولا تزال الزيدية لكم وقاء أبدا (٢).

بيان : «كفوا ألسنتكم» أي عن إفشاء السر عند المخالفين وإظهار دينكم والطعن عليهم والزموا بيوتكم «أي لا تخالطوا الناس كثيرا فتشتهروا» فانه لا يصيبكم «أي إذاذ استعملتم التقية كما ذكر لايصيبكم» امر «أي ضرر من المخالفين « تخصون به» أي يكون مخصوصا بالشيعة الامامية ، فانهم حينئذ لايعرفونكم بذلك ، وهم إنما يطلبون من ينكر مذهبهم مطلقا من الشيعة وأنتم محفوظون في حصن التقية ، والزيدية لعدم تجويزهم التقية وطعنهم على أئمتنا بها يجاهرون بمخالفتهم ، فالمخالفون يتعرضون لهم ، ويغفلون عنكم ، ولا يطلبونكم ، فهم وقاء لكم ، وفي المصباح الوقاء مثل كتاب كل ماوقيت به شيئا ، وروى أبوعبيدة عن الكسائي الفتح في الوقاية والوقاء أيضا انتهى ، وقيل : المراد أنهم يظهرون ماتريدون اظهاره فلا حاجة لكم إلى إظهاره حتى تلقوا بأيديكم إلى التهلكة.

٣١ ـ كا : عن العدة ، عن أحمد بن محمد ، عن عثمان بن عيسى ، عن أبي الحسن عليه‌السلام قال : إن كان في يدك هذه شئ فان استطعت أن لا تعلم هذه فافعل

____________________

(١) القاموس ج ١ ص ٨. (٢) الكافي ج ٢ ص ٢٢٥.

٨٢

قال : وكان عنده إنسان فتذاكروا الاذاعة ، فقال : احفظ لسانك تعز ، ولا تمكن الناس من قياد رقبتك فتذل (١).

ايضاح : «إن كان في يدك هذه شئ» هذه غاية المبالغة في كتمان سرك من أقرب الناس إليك ، فانه وإن كان من خواصك فهو ليس بأحفظ منك «من قياد رقبتك» القياد بالكسر حبل تقاد به الدابة ، وتمكين الناس من القياد كناية عن تسليط المخالفين على الانسان بسب ترك التقية وإفشاء الاسرار عندهم.

٣٢ ـ كا : عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم عن خالد بن نجيح ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن أمرنا مستور مقنع بالميثاق فمن هتك علينا أذله الله (٢).

بيان : المقنع اسم مفعول على بناء التفعيل أي مستور ، وأصله من القناع «بالميثاق» أي بالعهد الذي أخذ الله ورسوله والائمة عليهم‌السلام أن يكتموه عن غير أهله ، وقوله : «أذله الله» خبر ويحتمل الدعاء.

٣٣ ـ كا : عن الحسين بن محمد ومحمد بن يحيى جميعا ، عن علي بن محمد بن سعد عن محمد بن مسلم ، عن محمد بن سعيد بن غزوان ، عن علي بن الحكم ، عن عمر بن أبان ، عن عيسى بن أبي منصور قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : نفس المهموم لنا المغتم لظلمنا تسبيح ، وهمه لامرنا عبادة ، وكتمانه لسرنا جهاد في سبيل الله.

قال لي محمد بن سعيد : اكتب هذا بالذهب فما كتبت شيئا أحسن منه (٣).

بيان : « نفس المهموم لنا » أي المتفكر في أمرنا الطالب لفرجنا أو المغتم لعدم وصوله إلينا « المغتم لظلمنا » أي لمظلوميتنا « تسبيح » أي يكتب لكل نفس ثواب تسبيح «وهمه لامرنا» أي اهتمامه بخروج قائمنا وسعيه في أسبابه ودعاؤه لذلك «عبادة» أي ثوابه ثواب المشتغل بالعبادة «وكتمانه لسرنا جهاد» لانه لايحصل إلا بمجاهدة النفس «قال لي» هو كلام محمد بن مسلم «اكتب هذا بالذهب»

____________________

(١) الكافي ج ٢ ص ٢٢٥.

(٢ و ٣) الكافي ج ٢ ص ٢٢٦.

٨٣

أي بمائة ، ولعله كناية عن شدة الاهتمام بحفظه ، والاعتناء به ونفاسته ، ويحتمل الحقيقة ولامنع منه إلا في القرآن كما سيأتي في كتابه «فما كتبت» بالخطاب ويحتمل التكلم.

٣٤ ـ كا : عن العدة ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن عثمان بن عيسى ، عن محمد بن عجلان قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : إن الله عزوجل عير أقواما بالاذاعة في قوله عزوجل : «وإذا جائهم أمر من الامن أو الخوف أذاعوا به» فاياكم والاذاعة (١).

بيان : يقال : ذاع الخبر يذيع ذيعا أي انتشر وأذاعه غيره أي أفشاه «وإذا جائهم أمر من الامن أو الخوف» قال البيضاوي : أي مما يوجب الامن أو الخوف «أذاعوا» أي أفشوه ، كان يفعله قوم من ضعفة المسلمين إذا بلغهم خبر عن سرايا رسول الله أو أخبرهم الرسول بما اوحي إليه من وعد بالظفر أو تخويف من الكفرة أذاعوا لعدم حزمهم ، وكانت إذاعتهم مفسدة ، والباء مزيدة أو لتضمن الاذاعة معنى التحدث «ولو ردوه» أي ردوا ذلك الخبر «إلى الرسول وإلى اولي الامر منهم» أي إلى رأيه ورأى كبار الصحابة البصراء بالامور أو الامراء «لعلمه» أي لعلمه على أي وجه يذكر «الذين يستنبطونه منهم» أي يستخرجون تدبيره بتجاربهم وأنظارهم ، وقيل : كانوا يسمعون أراجيف المنافقين فيذيعونها فيعود وبالا على المسلمين ولو ردوه إلى الرسول وإلى اولي الامر منهم حتى سمعوه منهم ويعرفوا أنه هل يذاع ، لعلم ذلك من هؤلاء الذين يستنبطونه من الرسول واولي الامر أي يستخرجون علمه من جهتهم (٢) انتهى.

وفي الاخبار أن اولي الامر الائمة عليهم‌السلام وعلى أي حال تدل الاية على ذم إذاعة ما في إفشائه مفسدة ، والغرض التحذير عن إفشاء أسرار الائمة عليهم‌السلام عند المخالفين فيصير مفسدة وضررا على الائمة عليهم‌السلام وعلى المؤمنين ، ويمكن شموله لافشاء بعض غوامض العلوم التي لاتدركها عقول عامة الخلق.

____________________

(١) الكافي ج ٢ ص ٣٧٠ ، والاية في النساء : ٨٣. (٢) تفسير البيضاوى ص ١٠٢.

٨٤

٣٥ ـ كا : عن علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن محمد الخزاز ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من أذاع علينا حديثنا فهو بمنزلة من جحدنا حقنا ، قال : وقال للمعلى بن خنيس : المذيع حديثنا كالجاحد له (١).

بيان : يدل على أن المذيع والجاحد متشاركون في عدم الايمان ، وبراءة الامام منهم ، وفعل ما يوجب لحوق الضرر ، بل ضرر الاذاعة أقوى ، لان ضرر الجحد يعود إلى الجاحد ، وضرر الاذاعة يعود إلى المذيع وإلى المعصوم وإلى المؤمنين ولعل مخاطبة المعلى بذلك لانه كان قليل التحمل لاسرارهم ، وصار ذلك سببا لقتله ، وروى الكشي باسناده عن المفضل قال : دخلت على أبي عبدالله عليه‌السلام يوم قتل فيه المعلى فقلت له : يا ابن رسول الله ألا ترى إلى هذا الخطب الجليل الذي نزل بالشيعة في هذا اليوم؟ قال : وما هو؟ قلت : قتل المعلى بن خنيس ، قال : رحم الله المعلى ، قد كنت أتوقع ذلك ، إنه أذاع سرنا ، وليس الناصب لنا حربا بأعظم مؤنة علينا من المذيع علينا سرنا ، فمن أذاع سرنا إلى غير أهله لم يفارق الدنيا حتى يعضه السلاح أو يموت بحبل.

٣٦ ـ كا : عن يونس ، عن ابن مسكان ، عن ابن أبي يعفور قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : من أذاع علينا حديثا سلبه الله الايمان (٢).

بيان : «سلبه الله الايمان» أي يمنع منه لطفه ، فلا يبقى على الايمان.

٣٧ ـ كا : عن يونس بن يعقوب ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : ماقتلنا من أذاع حديثنا قتل خطأ ولكن قتلنا قتل عند (٣).

بيان : كأن المعنى أنه مثل قتل العمد في الوزر كما سيأتي في خبر آخر كمن قتلنا ، لا أن حكمه حكم العمد في القصاص وغيره.

٣٨ ـ كا : عن يونس ، عن العلا ، عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : يحشر العبد بوم القيامة وماندي دما فيدفع إليه شبه المحجمة أو فوق ذلك فيقال له : هذا سهمك من دم فلان ، فيقول يارب إنك لتعلم أنك قبضتنى وما

____________________

(١ و ٣) الكافي ج ٢ ص ٣٧٠.

٨٥

سفكت دما؟ فيقول : بلى سمعت من فلان رولية كذا وكذا فرويتها عليه ، فنقلت حتى صارت إلى فلان الجبار فقتله عليها ، وهذا سهمك من دمه (١).

بيان : «وماندي دما» في بعض النسخ مكتوب بالياء ، وفي بعضها بالالف وكأن الثاني تصحيف ولعله ندي بكسر الدال مخففا ودما إما تميز أو منصوب بنزع الخافض أي ما ابتل بدم ، وهو مجاز شايع بين العرب والعجم ، قال في النهاية فيه : من لقي الله ولم يتند من الدم الحرام بشئ دخل الجنة أي لم يصب منه شيئا ولم ينله منه شئ كأنه نالته نداوة الدم وبلله ، يقال مانديني من فلان شئ أكرهه ولا نديت كفي له بشئ ، وقال الجوهري : المنديات المخزيات يقال : مانديت بشئ تكرهه ، وقال الراغب : مانديت بشئ من فلان أي مانلت منه ندى ومنديات الكلم المخزيات التي تعرق ، وأقول : يمكن أن يقرأ على بناء التفعيل فيكون دما منصوبا بنزع الخافض أي مابل أحدا بدم أخرجه منه ، ويحتمل إسناد التندية إلى الدم على المجاز ، وماذكرنا أولا أظهر ، وقرأ بعض الفضلاء بدا بالباء الموحدة أي ما أظهر دما وأخرجه ، وهو تصحيف.

٣٩ ـ كا : عن يونس ، عن ابن سنان ، عن إسحاق بن عمار ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام وتلا هذه الاية «ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك لما عصوا وكانوا يعتدون» (٢) قال : والله ماقتلوهم بأيديهم ولا ضربوهم بأسيافهم ، ولكنهم سمعوا أحاديثهم فأذاعوها فاخذوا عليها فقتلوا ، فصار قتلا واعتداء ومعصية (٣).

بيان : قوله : «وتلا» الواو للاستيناف ، أو حال عن فاعل قال المذكور بعدها أو عن فاعل روى المقدر ، أو للعطف على جملة اخرى تركها الراوي «ذلك» إشارة إلى ماسبق من ضرب الذلة والمسكنة والبوء بالغضب «بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله» أي بالمعجزات أو بآيات الكتب المنزلة «ويقتلون النبيين» كشعيا ويحيى

____________________

(١) الكافى ج ٢ ص ٣٧٠. (٢) البقرة : ٦١.

(٣) الكافى ج ٢ ص ٣٧١.

٨٦

وزكريا وغيرهم «ذلك بما عصوا» قيل : أي جرهم العصيان والتمادي والاعتداء فيه إلى الكفر بالايات وقتل النبيين ، فان صغار المعاصي سبب يؤدي إلى ارتكاب كبارها.

«قال : والله ما قتلوهم» هذا يحتمل وجوها : الاول أن قتل الانبياء لم يصدر من اليهود بل من غيرهم من الفراعنة ، ولكن اليهود لما تسببوا إلى ذلك بافشاء أسرارهم نسب ذلك إليهم ، الثاني أنه تعالى نسب إلى جميع اليهود أو آباء المخاطبين القتل ولم يصدر ذلك من جميعهم وإنما صدر من بعضهم ، وإنما نسب إلى الجميع لذلك ، فقوله : ماقتلوهم أي جميعا ، الثالث أن يكون المراد في هذه الاية غير القاتلين ، وعلى التقادير يمكن أن يكون المراد بغير الحق أي بسبب أمر غير حق وهو ذكرهم الاحاديث في غير موضعها ، فالباء للالة وقوله تعالى : «ذلك بما عصوا» يمكن أن يراد به أن ذلك القتل أو نسبته إليهم بسبب أنهم عصوا واعتدوا في ترك التقية كما قال عليه‌السلام : «فصار» أي الاذاعة «قتلا واعتداء ومعصية» وهذا التفسير أشد انطباقا على الاية من تفسير سائر المفسرين.

٤٠ ـ كا : عن العدة ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قول الله عزوجل «ويقتلون الانبياء بغير حق» (١) فقال : أما والله ماقتلوهم بأسيافهم ، ولكن أذاعوا سرهم وأفشوا عليهم فقتلوا (٢).

بيان : مضمونه موافق للخبر السابق وهذه الاية في آل عمران ، والسابقة في البقرة.

٤١ ـ كا : عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حسين بن عثمان ، عمن أخبره ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من أذاع علينا شيئا من أمرنا فهو كمن قتلنا عمدا ولم يقتلنا خطأ (٣).

____________________

(١) آل عمران ١١٢.

(٢ و ٣) الكافي ج ٢ ص ٣٧١.

٨٧

بيان : قوله : «ولم يقتلنا خطأ» إما تأكيد أو لاخراج شبه العمد ، فانه عمد من جهة وخطأ من اخرى.

٤٢ ـ كا : عن الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن أحمد بن محمد ، عن نصر بن صاعد مولى أبي عبدالله عليه‌السلام عن أبيه ، قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : مذيع السر شاك وقائله عند غير أهله كافر ، ومن تمسك بالعروة الوثقى فهو ناج قلت : ماهو؟ قال : التسليم (١).

بيان : «مذيع السر شاك» كأن المعنى مذيع السر عند من لايعتمد عليه من الشيعة شاك ، أي غير موقن فان صاحب اليقين لا يخالف الامام في شئ ، ويحتاط في عدم ايصال الضرر إليه ، أو أنه إنما يذكره له غالبا لتزلزله فيه وعدم التسليم التام ، ويمكن حمله على الاسرار التي لا تقبلها عقول عامة الخلق ، وما سيأتي على مايخالف أقوال المخالفين ، وقيل : الاول مذيع السر عند مجهول الحال والثاني عند من يعلم أنه مخالف «قلت : ماهو» أي ما المراد بالتمسك بالعروة الوثقى؟ قال : التسليم للامام في كل مايصدر عنه مما تقبله ظواهر العقول أو لا تقبله ومما كان موافقا للعامة أو مخالفا لهم وإطاعتهم في التقية وحفظ الاسرار وغيرهما.

٤٣ ـ كا عن علي بن محمد ، عن صالح بن أبي حماد ، عن رجل من الكوفيين عن أبي خالد الكابلي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام أنه قال : إن الله عزوجل جعل الدين دولتين : دولة آدم ، وهي دولة الله ، ودولة إبليس ، فإذا أراد الله أن يعبد علانية كانت دولة آدم ، وإذا أراد أن يعبد في السر كانت دولة إبليس ، والمذيع لما أراد الله ستره مارق من الدين (٢).

بيان : «جعل الدين دولتين» قيل : المراد بالدين العبادة ، ودولتين منصوب بنيابة ظرف الزمان ، والظرف مفعول ثان لجعل ، والدولة نوبة ظهور حكومة حاكم عادلا كان أو جائرا ، والمراد بدولة آدم دولة الحق الظاهر الغالب كما كان لادم عليه‌السلام في زمانه فانه غلب على الشيطان وأظهر الحق علانية ، فكل

____________________

(١) الكافي ج ٢ ص ٣٧١. (٢) الكافى ج ٢ ص ٣٧٢.

٨٨

دولة الحق غالب ظاهر ، فهو آدم ، وهي دولة الحكومة التي رضي الله لعباده «وكانت» في الموضعين تامة فإذا علم الله صلاح العباد في أن يعبدوه ظاهرا سبب أسباب ظهور دولة الحق فكانت كدولة آدم ، وإذا علم صلاحهم في أن يعبدوه سرا وتقية وكلهم إلى أنفسهم فاختاروا الدنيا ، وغلب الباطل على الحق فمن أظهر الحق وترك التقية في دولة الباطل لم يرض بقضاء الله ، وخالف أمر الله ، وضيع مصلحة الله التي اختارها لعباده فهو «مارق» أي خارج عن الدين غير عامل بمقتضاه ، أو خارج عن العبادة غير عامل بها ، قال في القاموس : مرق السهم من الرمية مروقا خرج من الجانب الاخر ، والخوارج مارقة لخروجهم عن الدين.

٤٤ ـ كا : عن أبي علي الاشعري ، عن محمد بن عبدالجبار ، عن صفوان ، عن عبدالرحمن بن الحجاج ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من استفتح نهاره باذاعة سرنا سلط الله عليه حر الحديد وضيق المحابس (١).

بيان : كأن استفتاح النهار على المثال ، أو لكونه أشد أو كناية عن كون هذا منه على العمد والقصد ، لا على الغفلة والسهو ، ويحتمل أن يكون الاستفتاح بمعنى الاستنصار وطلب النصرة كما قال تعالى : «وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا» (٢) وقال : إن تستفتحوا فقد جائكم الفتح » (٣) أي يظهر الفتح ويهدد المخالفين بذكر الاسرار التي ذكرها الائمة عليهم‌السلام تسلية للشيعة كانقراض دولة بني امية أو بنى العباس في وقت كذا ، فقوله : « نهاره » أي في جميع نهاره لبيان المداومة عليه « حر الحديد » أي ألمه وشدته من سيف أو شبهه ، والعرب تعبر عن الراحة بالبرد ، وعن الشدة والالم بالحر ، قال في النهاية في حديث علي عليه‌السلام إنه قال لفاطمة عليها‌السلام : لو أتيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فسألته خادما يقيك حر ما أنت فيه من العمل ، وفي رواية : حار ما أنت فيه ، يعنى التعب والمشقة من خدمة البيت ، لان الحرارة مقرونة بهما ، كما أن البرد مقرون بالراحة

____________________

(١) الكافى ج ٢ ص ٣٧٢. (٢) البقرة : ٨٩

(٣) الانفال : ١٩.

٨٩

والسكون ، والحار الشاق المتعب ، ومنه حديث عيينة بن حصن حتى اذيق نساءه من الحر مثل ما أذاق نسائي ، يريد حرقة القلب من الوجع والغيظ والمشقة «وضيق المحابس» أي السجون ، وفي بعض النسخ المجلس والمهنى واحد.

٤٦

*(باب)*

*«(التحرز عن مواضع التهمة ، ومجالسة أهلها)»*

١ ـ ل : القاسم بن محمد السراج ، عن محمد بن أحمد الضبى ، عن محمد بن عبد العزيز ، عن عبيد الله بن موسى ، عن سفيان الثوري ، عن الصادق عليه‌السلام قال : قال لي أبي : يابني من يصحب صاحب السوء لا يسلم ، ومن يدخل مداخل السوء يتهم ومن لا يملك لسانه يندم (١).

٢ ـ ما : فيما أوصى به أمير المؤمنين عليه‌السلام عند وفاته : إياك ومواطن التهمة والمجلس المظنون به السوء يغر جليسه (٢).

٣ ـ مع : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن أيوب بن نوح ، عن ابن أبي عمير عن ابن عميرة ، عن الثمالي ، عن الصادق عليه‌السلام قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أولى الناس بالتهمة من جالس أهل التهمة (٣).

لى : السناني ، عن الاسدي ، عن النخعي ، عن النوفلي ، عن محمد بن سنان عن المفضل ، عن ابن ظبيان ، عن الصادق عليه‌السلام مثله (٤).

٤ ـ لى : العطار ، عن أبيه ، عن ابن أبي الخطاب ، عن محمد بن سنان ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن جده عليهم‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام من وقف نفسه موقف التهمة فلا يلومن من أساء به الظن (٥).

____________________

(١) الخصال ج ١ ص ٨٠. (٢) أمالى الطوسى ج ١ ص ٦.

(٣) معانى الاخبار ص ١٩٥. (٤) امالى الصدوق ص ١٤.

(٥) امالى الصدوق ص ١٨٢.

٩٠

٥ ـ لى : بهذا الاسناد ، عن محمد بن سنان ، عن الحسين بن زيد ، عن الصادق عليه‌السلام قال : من دخل موضعا من مواضع التهمة فاتهم فلا يلومن إلا نفسه (١).

٦ ـ صح : عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : من عرض نفسه للتهمة فلا يلومن من أساء الظن به (٢).

٧ ـ سر : في جوامع البزنطي قال : قال أبوالحسن عليه‌السلام : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : اتقوا مواضع الريب ، وريقفن أحدكم مع امه في الطريق ، فانه ليس كل أحد يعرفها.

٨ ـ نهج : من وضع نفسه مواضع التهمة فلا يلومن من أساء به الظن (٣).

وقال عليه‌السلام من دخل مداخل السوء اتهم (٤).

٤٧

*(باب)*

*«(لزوم الوفاء بالوعد والعهد ، وذم خلفهما)»*

الايات : البقرة : أو كلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم بل أكثرهم لا يؤمنون (٥) وقال : الموفون بعهدهم إذا عاهدوا (٦).

أسرى : وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤلا (٧).

مريم : واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد (٨).

المؤمنون : والذينهم لامانتهم وعهدهم راعون (٩).

____________________

(١) أمالى الصدوق ص ٢٩٧. (٢) صحيفة الرضا ص ١٥.

(٢) نهج البلاغة ج ٢ ص ١٨٤. (٤) نهج البلاغة ج ٢ ص ٢٢٧.

(٥) البقرة : ١٠٠. (٦) البقرة : ١٧٧.

(٧) أسرى : ٣٤. (٨) مريم : ٥٤.

(٩) المؤمنون : ٨.

٩١

الصف : يا أيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون * كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالا تفعلون (١).

المعارج : والذينهم لاماناتهم وعهدهم راعون (٢).

١ ـ ل : جعفر بن علي بن الحسن بن علي بن عبدالله بن المغيرة ، عن جده الحسن ، عن عمرو بن عثمان ، عن سعيد بن شرحبيل ، عن ابن لهيعة ، عن أبي مالك قال : قلت لعلي بن الحسين عليهما‌السلام : أخبرني بجميع شرايع الدين ، قال : قول الحق والحكم بالعدل والوفاء بالعهد (٣).

٢ ـ ل : أبي ، عن الكمنداني ، عن ابن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن الحسين بن مصعب قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : ثلاثة لا عذر لاحد فيها : أداء الامانة إلى البر والفاجر ، والوفاء بالعهد للبر والفاجر ، وبر الوالدين برين كانا أو فاجرين (٤).

٣ ـ ل : أبي ، عن الحميري ، عن ابن أبي الخطاب ، عن ابن محبوب ، عن ابن عطية عن عنبسة بن مصعب ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : ثلاث لم يجعل الله لاحد من الناس فيهن رخصة : بر الوالدين برين كانا أو فاجرين ، ووفاء بالعهد بالبر والفاجر وأداء الامانة إلى البر والفاجر (٥).

٤ ـ ل : أحمد بن إبراهيم بن بكر ، عن زيد بن محمد البغدادي ، عن عبدالله ابن أحمد بن عامر ، عن أبيه ، عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من عامل الناس فلم يظلمهم ، وحدثهم فلم يكذبهم ، ووعدهم فلم يخلفهم ، فهو ممن كملت مروءته ، وظهرت عدالته ، ووجبت اخوته ، وحرمت غيبته (٦).

ن : بالاسانيد الثلاثه مثله (٧).

____________________

(١) الصف : ٢ ـ ٣. (٢) المعارج : ٣٢.

(٣) الخصال ج ١ ص ٥٥. (٤) الخصال ج ١ ص ٦٦.

(٥) الخصال ج ١ ص ٦٣ (٦) الخصال ج ١ ص ٩٧.

(٧) عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ج ٢ ص ٣٠.

٩٢

صح : عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام مثله (١).

٥ ـ ل : أبي ، عن الكمنداني ، عن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : ثلاث من كن فيه أوجبن له أربعا على الناس : من إذا حدثهم لم يكذبهم ، وإذا خالطهم لم يظلمهم ، وإذا وعدهم لم يخلفهم ، وجب أن تظهر في الناس عدالته ، وتظهر فيهم مروءته ، وأن تحرم عليهم غيبته وأن تجب عليهم اخوته (٢).

٦ ـ ل : ابن مسرور عن ابن عامر ، عن عمه ، عن ابن محبوب ، عن أبي أيوب عن الثمالي ، عن أبي جعفر ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : أربع من كن فيه كمل إسلامه ومحصت عنه ذنوبه ، ولقي ربه عزوجل وهو عنه راض : من وفى لله عزوجل بما يجعل على نفسه للناس ، وصدق لسانه مر الناس ، واستحيا من كل قبيح عند الله وعند الناس ، وحسن خلقه مع أهله (٣).

سن : أبي ، عن ابن محبوب مثله (٤).

٧ ـ ل : العطار ، عن سعد ، عن أحمد بن الحسين بن سعيد ، عن سعيد بن الحسن بن الحصين ، عن موسى بن القاسم ، عن صفوان بن يحيى ، عن عبدالله بن بكير ، عن أبيه ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : أربعة أسرع شئ عقوبة : رجل أحسنت إليه ويكافيك بالاحسان إليه إساءة ، ورجل لاتبغي عليه وهو يبغي عليك ، ورجل عاهدته على أمر فمن أمرك الوفاء له ومن أمره الغدر بك ، ورجل يصل قرابته ويقطعونه (٥).

٨ ـ ل : في وصية النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى علي عليه‌السلام مثله وزاد في آخره : ثم قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا علي من استولى عليه الضجر رحلت عنه الراحة (٦).

____________________

(١) صحيفة الرضا عليه‌السلام ص ٧. (٢) الخصال ج ١ ص ٩٨.

(٣) الخصال ج ١ ص ١٠٦. (٤) المحاسن ص ٨.

(٥) الخصال ج ١ ص ١٠٩. (٦) الخصال ج ١ ص ١١٠.

٩٣

٩ ـ ل : العسكري ، عن محمد بن موسى بن الوليد ، عن يحيى بن حاتم ، عن يزيد بن هارون ، عن شعبة ، عن الاعمش ، عن عبدالله بن مرة ، عن مسروق ، عن عبدالله بن مسعود ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : أربع من كن فيه فهو منافق ، وإن كانت فيه واحدة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها : من إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف ، وإذاعاهد غدر ، وإذا خاصم فجر (١).

أقول : قد مضى بعض الاخبار في باب الوفاء ، وبعضها في باب جوامع المكارم وقد مضى في باب جوامع المكارم (٢) عن أنس عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : تقبلوا لي بست أتقبل لكم بالجنة إذا حدثتم فلا تكذبوا ، وإذا وعدتم فلا تخلفوا ، وإذا ائتمنتم فلا تخونوا ، وغضوا أبصاركم ، واحفظوا فروجكم ، وكفوا أيديكم وألسنتكم ، ومضى فيه عن أمير المؤمنين عليه‌السلام : الوفاء كيل.

١٠ ـ ع ، ن : أبي ، عن سعد ، عن ابن يزيد ، عن ابن أشيم ، عن الجعفري عن الرضا عليه‌السلام قال : تدري لم سمي إسماعيل صادق الوعد؟ قال : قلت : لا ادري قال : وعد رجلا فجلس له حولا ينتظره (٣).

١١ ـ ما : المفيد ، عن الجعابي ، عن ابن عقدة ، عن محمد بن إسماعيل ، عن عم أبيه الحسين بن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليهم‌السلام قال : أوفوا بعهد من عاهدتم ، الخبر (٤).

١٢ ـ ما المفيد ، عن ابن قولويه ، عن أبيه ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن بكر بن صالح ، عن الحسين بن علي ، عن عبدالله بن إبراهيم ، عن الحسن بن زيد ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أقربكم غدا مني في الموقف أصدقكم للحديث ، وأداكم للامانة ، وأوفاكم بالعهد ، وأحسنكم خلقا وأقربكم من الناس (٥).

____________________

(١) الخصال ج ١ ص ١٢١. (٢) راجع ج ٦٩ الباب ٣٨ ، تحت الرقم ١٤.

(٣) علل الشرايع ج ١ ص ٧٢. عيون الاخبار ج ٢ ص ٧٩.

(٤) أمالي الطوسى ج ١ ص ٢١١. (٥) أمالى الطوسى ج ١ ص ٢٣٣.

٩٤

١٣ ـ ع : أبي ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن محمد بن الحسين ، عن موسى بن سعدان ، عن عبدالله بن القاسم ، عن عبدالله بن سنان قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : إن رسول الله وعد رجلا إلى صخرة فقال : أنا لك ههنا حتى تأتي ، قال : فاشتدت الشمس عليه فقال أصحابه : يارسول الله لو أنك تحولت إلى الظل ، قال : قد وعدته ههنا وإن لم يجئ كان منه المحشر (١).

مكا : عن أبي عبدالله عليه‌السلام مثله بتغيير يسير في اللفظ.

١٤ ـ ص : بالاسناد إلى الصدوق ، عن ماجيلويه ، عن محمد العطار ، عن ابن أبان ، عن ابن اورمة ، عن موسى بن سعدان ، عن عبدالله بن القاسم ، عن شعيب العقرقوفي قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : إن إسماعيل نبي الله وعد رجلا بالصفاح فمكث به سنة مقيما وأهل مكة يطلبونه لا يدرون أين هو؟ حتى وقع عليه رجل فقال : يانبي الله ضعفنا بعدك وهلكنا ، فقال : إن فلان الظاهر وعدني أن أكن هاهنا ولم أبرح حتى يجئ ، فقال : فخرجوا إليه حتى قالوا له : ياعدو الله وعدت النبي فأخلفته؟ فجاء وهو يقول لاسماعيل عليه‌السلام : يانبي الله ماذكرت ولقد نسيت ميعادك ، فقال : أما والله لو لم يجئني لكان منه المحشر فأنزل الله «واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد» (٢).

أقول : قد مضى باسناد آخر في كتاب النبوة.

١٥ ـ شى : عن النضر بن سويد ، عن بعض أصحابنا ، عن عبدالله بن سنان قال : سألت أبا عبدالله عن قول الله «يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود» قال : العهود (٣).

١٦ ـ جا : بالاسناد ، عن الاصمعي ، عن عيسى بن عمر قال : سأل رجل أبا عمرو بن العلا حاجة فوعده ، ثم إن الحاجة تعذرت على أبي عمرو فلقيه الرجل بعد ذلك فقال له : ياباعمرو وعدتنى وعدا فلم تنجزه؟ قال أبوعمرو : فمن أولى بالغم أنا أو أنت؟ فقال الرجل : أنا ، فقال أبوعمرو : لا والله بل أنا ، فقال له

____________________

(١) علل الشرائع ج ١ ص ٧٤. (٢) مريم : ٥٥

(٣) تفسير العياشى ج ١ ص ٢٨٩.

٩٥

الرجل : وكيف ذاك؟ فقال : لاننى وعدتك وعد افابت بفرح الوعد ، وابت بهم الانجاز ، وبت فرحا مسرورا ، وبت ليلتى مفكرا مغموما ، ثم عاق القدر عن بلوغ الارادة : فلقيتني مذلا ، ولقيتك محتشما.

١٧ ـ كشف : قال الحافظ عبدالعزيز : روى داود بن سليمان : عن الرضا : عن آبائه ، عن علي عليه‌السلام قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : عدة المؤمن نذر لاكفارة له (١).

١٨ ـ من كتاب قضاء الحقوق للصوري : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : عدة المؤمن أخذ باليد ، يحث على الوفاء بالمواعيد والصدق فيها ، يريد أن المؤمن إذا وعد كان الثقة بموعده كالثقة بالشئ إذا صار باليد ، وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : المؤمنون عند شروطهم.

٩ ـ ص : الصدوق ، عن أبيه ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن سيف ابن حاتم ، عن رجل من ولد عمار يقال له أبولؤلؤة ، عن آبائه قال : قال عمار كنت أرعى غنيمة أهلي وكان محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله يرعى أيضا فقلت : يامحمد هل لك في فج (٢) فاني تركتها روضة برق؟ قال : نعم فجئتها من الغد وقد سبقني محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو قائم يذود غنمه عن الروضة قال إني كنت واعدتك فكرهت أن أرعى قبلك.

٢٠ ـ نوادر الراوندى : باسناده عن موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لادين لمن لاعهد له (٣).

٢١ ـ ف نهج : في وصته عليه‌السلام للاشتر : وإياك والمن على رعيتك باحسانك ، أو التزيد فيما كان من فعلك ، أو أن تعدهم فتتبع موعدك بخلفك ، فان المن يبطل الاحسان ، والتزيد يذهب بنور الحق ، والخلف يوجب الموقت عند الله وعند الناس ، وقال الله سبحانه : «كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالا تفعلون» (٤).

____________________

(١) كشف الغمة ج ٣ ص ٩٢ ط الاسلامية.

(٢) الفج الوادي الواسع بين الجبلين. (٣) نوادر الراوندى ص ٥.

(٤) تحف العقول ص ١٤٢ ، نهج البلاغة ج ٢ ص ١٠٩ تحت الرقم ٥٣ من الكتب والرسائل.

٩٦

وقال عليه‌السلام : الوفاء لاهل الغدر عند الله ، والغدر بأهل الغدر وفاء عند الله (١).

ومن خطبة له عليه‌السلام : إن الوفاء توأم الصدق ، ولا أعلم جنة أوقى منه وما يغدر من علم كيف المرجع ، ولقد أصبحنا في زمان قد اتخذ أكثر أهله الغدر كيسا ، ونسبهم أهل الجهل فيه إلى حسن الحيلة ، مالهم قاتلهم الله ، قد يرى الحول القلب وجه الحيلة ، ودونه مانع من أمر الله ونهيه ، فيدعها رأي عين بعد القدرة عليها وينتهز فرصتها من لاحريجة له في الدين (٢).

٢٠ ـ مشكوة الانوار : عن الرضا عليه‌السلام قال : إنا أهل بيت نرى ما وعدنا علينا دينا كما صنع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (٣).

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : تقبلوا لي ست خصال أتقبل لكم الجنة : إذا حدثتم فلا تكذبوا ، وإذا وعدتم فلا تخلفوا ، وإذا ائتمنتم فلا تخونوا ، وغضوا أبصاركم واحفظوا فروجكم ، وكفوا أيديكم وألسنتكم (٤).

٤٨

*(باب)*

*«(المشورة وقبولها ومن ينبغى استشارته ، ونصح المستشير ، والنهى عن الاستبداد بالرأى)»*

الايات : آل عمران : وشاورهم في الامر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين (٥).

حمعسق : وماعند الله خير وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون ـ إلى قوله ـ وأمرهم شورى بينهم (٦).

____________________

(١) نهج البلاغة الرقم ٢٥٩ من الحكم لا (٢) نهج البلاغة الرقم ٤١ من الخطب.

(٣) مشكاة الانوار. (٤) المصدر ٨٨.

(٥) آل عمران : ١٥٩ (٦) الشورى ٣٦ ـ ٣٨.

٩٧

١ ـ ن ، لى : ابن موسى ، عن الصوفي ، عن الرؤياني ، عن عبدالعظيم الحسني عن أبي جعفر الثاني ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : خاطر بنفسه من استغنى برأيه (١).

٢ ـ ل : عن الصادق عليه‌السلام قال : لايطمعن القليل التجربة المعجب برأيه في رياسة (٢).

٣ ـ مع : أبي ، عن سعد ، عن محمد بن عبدالحميد ، عن عامر بن رياح ، عن عمر بن الوليد ، عن سعد الاسكاف ، عن الصادق عليه‌السلام قال : ثلاث هن قاصمات الظهر : رجل استكثر عمله ، ونسي ذنوبه ، وأعجب برأيه (٣).

٤ ـ لى : العطار ، عن أبيه ، عن ابن أبي الخطاب ، عن محمد بن سنان ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : شاور في حديثك الذين يخافون الله وأحبب الاخوان على قدر التقوى ، واتقوا شرار النساء ، وكونوا من خيارهن على حذر ، وإن أمرنكم بالمعروف فخالفوهن كيلا يطمعن منكم في المنكر (٤).

٥ ـ ل : فيما أوصى به الصادق عليه‌السلام سفيان الثوري : وشاور في أمرك الذين يخشون الله عزوجل (٥).

٦ ـ ل : فيما أوصى به النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى علي عليه‌السلام : ليس على النساء جمعة ولا جماعة ـ إلى قوله ولاتستشار (٦) وسيأتي في باب خواص النساء بسند آخر عن الباقر عليه‌السلام.

٧ ـ ن : بالاسانيد الثلاثة عن الرضا عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما من قوم كانت لهم مشورة فحضر من اسمه محمد أو حامد أو محمود أو أحمد فأدخلوه

____________________

(١) عيون الاخبار ج ٢ ص ٥٤ ، أمالى الصدوق ص ٢٦٨.

(٢) الخصال ج ٢ ص ٥٣ ، في حديث. (٣) معاني الاخبار ص ٣٤٣.

(٤) أمالى الصدوق ص ١٨٢. (٥) الخصال ج ١ ص ٨٠.

(٦) الخصال ج ٢ ص ٩٧.

٩٨

في مشورتهم إلا خير لهم (١).

صح : عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام مثله (٢).

٨ ـ ن : بإسناد التميمي ، عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : من غش المسلمين في مشورة فقد برئت منه (٣).

٩ ـ ع : أبي ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن موسى بن عمر ، عن محمد بن سنان ، عن عمار الساباطي قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : ياعمار إن كنت تحب أن تستتب لك النعمة ، وتكمل لك المروة ، وتصلح لك المعيشة ، فلا تستشر العبد والسفلة في أمرك ، فانك إن ائتمنتهم خانوك ، وإن حدثوك كذبوك ، وإن نكبت خذولك ، وإن وعدوك موعدا لم يصدقوك (٤).

١٠ ـ ع : بهذا الاسناد ، عن الاشعري ، عن محمد بن الحسين ، عن ابن محبوب عن معاوية بن وهب ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : قم بالحق ولا تعرض لمافاتك ، واعتزل مالا يعنيك وتجنب عدوك ، واحذر صديقك من الاقوام إلا الامين (٥) ، والامين من خشي الله ، ولا تصحب الفاجر ، ولا تطلعه على سرك ، ولا تأمنه على أمانتك ، واستشر في امورك الذين يخشون ربهم (٦).

١١ ـ ع : بالاسناد عن الاشعري ، عن محمد بن آدم ، عن أبيه ، رفعه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ياعلي لا تشاور جبانا فانه يضيق عليك المخرج ، ولا تشاور البخيل فانه يقصر بك عن غايتك ، ولا تشاور حريصا فانه يزين لك شرهما ، واعلم ياعلي أن الجبن والبخل والحرص غريزة واحدة يجمعها سوء الظن (٧).

١٢ ـ ما : فيما كتب أمير المؤمنين عليه‌السلام لمحمد بن أبي بكر : وانصح المرء إذا استشارك (٨).

____________________

(١) عيون أخبار الرضا ج ٢ ص ٢٩. (٢) صحيفة الرضا : ص ٤.

(٣) عيون الاخبار ج ٢ ص ٦٦. (٤) علل الشرايع ج ٢ ص ٢٤٥.

(٥) الامنين خ ل. (٦) علل الشرايع ج ٢ ص ٢٤٥.

(٧) علل الشرايع ج ٢ ص ٢٤٦. (٨) امالى الطوسى ج ١ ص ٣٠.

٩٩

١٣ ـ ما : المفيد ، عن المراغي ، عن محمد بن الفيض ، عن أبيه ، عن عبد العظيم الحسني ، عن أبي جعفر الثاني ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليهم‌السلام قال : بعثنى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال وهو يوصيني : ياعلي ماحار من استخار ، ولا ندم من استشار ، ياعلي عليك بالدلجة (١) فان الارض تطوى بالليل مالا تطوى بالنهار ، ياعلي اغد على اسم الله ، فان الله تعالى بارك لامتي في بكورها (٢).

١٤ ـ ما : المفيد ، عن التمار ، عن علي بن ماهان ، عن الحارث بن محمد بن داهر ، عن داود بن المخبر ، عن عباد بن كثير ، عن سهيل بن عبدالله ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : استرشدوا العاقل ولاتعصوه فتندموا (٣).

١٥ ـ ل : الاربعمائة قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : ماعطب امرؤ استشار (٤).

١٦ ـ سن : جعفر بن محمد ، عن ابن القداح ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : قيل لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : مالحزم؟ قال : مشاورة ذوي الرأي واتباعهم (٥).

١٧ ـ سن : عدة من أصحابنا ، عن ابن أسباط ، عن عبدالملك بن سلمة ، عن السري بن خالد ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : فيما أوصى به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليا عليه‌السلام أن قال : لامظاهرة أوثق من المشاورة ، ولاعقل كالتدبير (٦).

١٨ ـ سن : أبي ، عن محمد بن سنان ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : في التوارة أربعة أسطر : من لايستشير يندم ، والفقر الموت الاكبر ، وكما تدين تدان ، ومن ملك استأثر (٧).

١٩ ـ سن : موسى بن القاسم ، عن جده معاوية بن وهب ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام

____________________

(١) يقال : ادلج القوم ـ من باب افتعل ـ ادلاجا : ساروا من آخر الليل ، والاسم : الدلجة والدلجة بالفتح والضم.

(٢) أمالى الطوسى ج ١ ص ١٣٥. (٣) أمالى الطوسى ج ١ ص ١٥٢.

(٤) الخصال ج ٢ ص ١٦١ السطر الثالث (٥) المحاسن ص ٦٠٠.

(٦ و ٧) المحاسن ص ٦٠١.

١٠٠