بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٧٧
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

في أمر قط فأعطى أحدهما النصف صاحبه ، فلم يقبل منه إلا اديل منه (١).

بيان : في القاموس : تداروا تدافعوا في الخصومة و «اديل منه» أي جعلت الغلبة والنصرة له عليه ، يقال أدالنا الله على عدونا أي نصرنا عليه ، وجعل الغلبة لنا وفي الصحيفة «أدل ولا تدل منا» وفي الفائق : أدال زيدا من عمرو : نزع الله الدولة من عمرو وآتاها زيدا.

٤١ ـ كا : عن محمد ، عن أحمد ، عن ابن محبوب ، عن أبي أيوب ، عن محمد بن قيس ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : أن لله جنة لا يدخلها إلا ثلاثة : أحدكم من حكم في نفسه بالحق (٢).

٣٦

*(باب)*

*«المكافات على الصنائع ، وذم مكافات الاحسان بالاساءة وأن المؤمن مكفر»*

الايات : الروم : وما آتيتم من ربوا ليربو في أموال الناس فلا يربو عند الله (٣).

الرحمن : هل جزاء الاحسان إلا الاحسان (٤).

المدثر : ولا تمنن تستكثر (٥).

١ ـ ع : أبي ، عن علي ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن الصادق عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يد الله عزوجل فوق رؤوس المكفرين ترفرف بالرحمة (٦).

____________________

(١) الكافي ج ٢ ص ١٤٧. (٢) الكافي ج ٢ ص ١٤٨.

(٣) الروم : ٣٩. (٤) الرحمن : ٦٠.

(٥) المدثر : ٦. (٦) علل الشرائع ج ٢ ص ٢٤٧.

٤١

٢ ـ ع : ابن المتوكل ، عن السعد آبادي ، عن البرقي رفعه إلى أبي عبدالله عليه‌السلام أنه قال : المؤمن مكفر ، وذلك أن معروفه يصعد إلى الله عزوجل فلا ينتشر في الناس ، والكافر مشهور ، وذلك أن معروفه للناس ، ينتشر في الناس ولايصعد إلى السماء (١).

٣ ـ ع : علي بن حاتم ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن إسماعيل ، عن الحسين عن أبيه موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مكفرا لا يشكر معروفه ، ولقد كان معروفه على القرشي والعربي والعجمي ، ومن كان أعظم معروفا من رسول الله على هذا الخلق؟ وكذلك نحن أهل البيت مكفرون ، لا يشكر معروفنا وخيار المؤمنين مكفرون لا يشكر معروفهم (٢).

٤ ـ مع ، ل : أبي ، عن أحمد بن إدريس ، عن سهل ، عن محمد بن بشار ، عن الدهقان ، عن درست ، عن ابن اذنية ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام ، من صنع مثل ماصنع إليه فقد كافأ ، ومن أضعف كان شكورا ومن شكر كان كريما ، ومن علم أن ما صنع إنما صنع لنفسه لم يستبطئ الناس في برهم ولم يستزدهم في مودتهم ، فلا تطلبن من غيرك شكر ما آتيته إلى نفسك ، ووقيت به عرضك ، واعلم أن طالب الحاجة إليك لم يكرم وجهه عن وجهك فأكرم وجهك عن رده (٣).

٥ ـ ل : العطار ، عن سعد ، عن أحمد بن الحسن بن سعيد ، عن سعيد ، عن الحسن ابن الحصين ، عن موسى بن القاسم ، عن صفوان بن يحيى ، عن عبدالله بن بكير ، عن أبيه ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : أربعة أسرع شئ عقوبة : رجل أحسنت إليه ويكافيك بالاحسان إليه إساءة ورجل لا تبغي عليه وهو يبغي عليك ، ورجل عاهدته على أمر فمن أمرك الوفاء له ومن أمره الغدر بك ، ورجل يصل قرابته ويقطعونه (٤).

____________________

(١ و ٢) علل الشرائع ج ٢ ص ٢٤٧.

٤٢

٦ ـ ل : في وصية النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى علي عليه‌السلام مثله (١).

أقول : قد مضى المكافاة على الصنائع في باب جوامع المكارم بأسانيد (٢).

٧ ـ ين : عثمان بن عيسى ، عن علي بن سالم قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : آية في كتاب الله مسجلة قلت : ماهي؟ قال : قول الله تبارك وتعالى في كتابه : «هل جزاء الاحسان إلا الاحسان؟» (٣) جرت في الكافر والمؤمن ، والبر والفاجر ، من صنع إليه معروف فعليه أن يكافئ به ، وليست المكافاة أن يصنع كما صنع به بل حتى يرى مع فعله لذلك أن له الفضل المبتدا.

٨ ـ ين : ابن أبي البلاد ، عن أبيه رفعه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من سألكم بالله فأعطوه ، ومن آتاكم معروفا فكافؤه ، وإن لم تجدوا ماتكافؤنه فادعوا الله له حتى تظنوا أنكم قد كافيتموه.

٩ ـ ين : بعض أصحابنا ، عن القاسم بن محمد ، عن إسحاق بن إبراهيم قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : إن الله خلق خلقا من عباده فانتجبهم لفقراء شيعتنا ليثيبهم لذلك ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : كفاك بثنائك على أخيك إذا أسدى إليك معروفا أن تقول له : جزاك الله خيرا ، وإذا ذكر وليس هو في المجلس أن تقول : جزاه الله خيرا ، فاذا أنت قد كافيته.

١٠ ـ ختص : قال الصادق عليه‌السلام : لعن الله قاطعي سبيل المعروف وهو الرجل يصنع إليه المعروف فتكفره فيمنع صاحبه من أن يصنع ذلك إلى غيره (٤).

الدرة الباهرة : قال الكاظم عليه‌السلام : المعروف غل لايفكه إلا مكافاة أو شكر.

١١ ـ مجمع البيان : قال : روي العياشي باسناده عن الحسين بن سعيد عن عثمان بن عيسى ، عن علي بن سالم قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : آية في كتاب الله مسجلة؟ قلت : ماهي؟ قال : قول الله تعالى : « هل جزاء الاحسان إلا

____________________

(١) الخصال ج ١ ص ١١٠. (٢) راجع ج ٦٩ ص ٣٣٢

(٣) الرحمن : ٦٠. (٤) الاختصاص : ٢٤١.

٤٣

الاحسان » جرت في الكافر والمؤمن والبر والفاجر ، ومن صنع اليه معروف فعليه أن يكافئ به ، وليست المكافأة أن تصنع حتى تربى ، فان صنعت كما صنع كان له الفضل بالابتداء (١).

١٢ ـ نهج : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : ازجر المسئ بثواب المحسن (٢).

٣٧

*(باب آخر)*

*«(في ان المؤمن مكفر لايشكر معروفه)»*

أقول : قد مضى أخبار كثيرة في باب مفرد أيضا بهذا العنوان في كتاب الايمان والكفر (٣).

١ ـ نوادر الراوندى : بإسناده عن جعفر بن محمد ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : المحسن المذموم المرجوم ، وبهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : افضل الناس عند الله منزلة وأقربهم من الله وسيلة المحسن يكفر إحسانه ، وبهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يد الله فوق رؤوس المكفرين ترفرف بالرحمة (٤).

٣٨

*(باب الهدية)*

الايات : النمل : وإني مرسلة إليهم بهدية (٥).

١ ـ ل : العطار ، عن ابيه ، عن سهل عن محمد بن سعيد ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : نعم الشئ الهديه أمام الحاجة ، وقال : تهادوا تحابوا فإن الهدية تذهب بالضغائن (٦).

____________________

(١) مجمع البيان ج ٩ ص : ٢٠٨. (٢) نهج البلاغة ج ٢ ص ١٨٦.

(٣) راجع ج ٦٧ ص ٢٦١ ـ ٢٥٩. (٤) نوادر الراوندي ص ٩.

(٥) النمل : ٣٥. (٦) الخصال ج ١ ص ١٦.

٤٤

٢ ـ ل : ماجيلويه ، عن عمه ، عن البرقي ، عن منصور بن العباس ، عن ابن أسباط ، عن أحمد بن عبدالجبار ، عن جده ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : الهدية على ثلاثة وجوه : هدية مكافاة ، وهدية مصانعة ، وهدية لله عزوجل (١).

٣ ـ ن محمد بن أحمد بن الحسين ، عن علي بن محمد بن عنبسة ، عن نعيم بن صالح ، عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قار رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : نعم الشئ الهدية مفتاح الحوائج (٢).

٤ ـ ن : بهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : نعم الشئ الهدية تذهب الضغائن من الصدور (٣).

٥ ـ ما : بالاسناد إلى أبي قتادة قال : قال أبو عبدالله عليه‌السلام أتتهادون؟ قال : : نعم يا ابن رسول الله : قال : فاستديموا الهدايا برد الظروف إلى أهلها (٤).

٦ ـ نوادر الراوندي : بإسناده ، عن موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من تكرمة الرجل لاخيه المسلم أن يقبل تحفته ، أو يتحفه مما عنده ولا يتكلف شيئا (٥).

٧ ـ نهج : قال عليه‌السلام قال النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله عند ذكر أهل الفتنة : فيستحلون الخمر بالنبيذ والسحت بالهدية ، والربا بالبيع (٦).

٣٩

*(باب الماعون)*

الايات : الماعون : ويمنعون الماعون.

١ ـ فس : «ويمنعون الماعون» مثل السراج والنار والخمير وأشباه ذلك من الذي يحتاج إليه الناس ، وفي رواية اخرى الخمير والركوة.

____________________

(١) الخصال ج ١ ص ٤٤. (٢ و ٣) عيون أخبار الرضا ج ٢ ص ٧٤

(٤) أمالى الطوسى ج ١ ص ٣١١. (٥) نوادر الراوندى ص ١١.

(٦) نهج البلاغة ج ١ ص ٣٠١ تحت الرقم ١٥٤ من الخطب.

٤٥

٢ ـ ب : أبوالبختري ، عن جعفر ، عن أبيه ، عن علي عليه‌السلام قال ، لا يحل منع الملح والنار (١).

٣ ـ لى : في مناهي النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه نهى أن يمنع أحد الماعون ، وقال : من منع الماعون جاره منعه الله خيره يوم القيامة ، ووكله إلى نفسه. ومن وكله إلى نفسه فما أسوء حاله (٢).

٤٠

*(باب)*

*«( الاغضاء عن عيوب الناس وثواب من مقت نفسه دون الناس)»*

١ ـ فس : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس.

٢ ـ ل : العطار ، عن سعد ، عن ابن أبي الخطاب ، عن محمد بن سنان ، عن الخضر بن مسلم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : ثلاثة في ظل عرش الله عزوجل يوم لا ظل إلا ظله : رجل أنصف الناس من نفسه ، ورجل لم يقدم رجلا ولم يؤخر رجلا اخرى حتى يعلم أن ذلك لله عز جل رضى أو سخط ، ورجل لم يعب أخاه بعيب حتى ينفي ذلك العيب من نفسه فانه لاينفي منها عيبا إلا بدا له عيب آخر وكفى بالمرء شغلا بنفسه عن الناس (٣).

سن : أبي ، عن محمد بن سنان ، عن خضر ، عمن سمع أبا عبدالله عليه‌السلام مثله بتغيير ما وقد أوردناه في باب جوامع المكارم (٤).

____________________

(١) قرب الاسناد : ص ٨٥.

(٢) أمالى الصدوق ص ٢٥٧.

(٣) الخصال ج ١ ص ٤٠. (٤) المحاسن ص ٥.

٤٦

٣ ـ ف : في وصية أمير المؤمنين لابنه الحسين عليهما‌السلام : أي بني من أبصر عيب نفسه شغل عن عيب غيره (١).

٤ ـ ل : العطار ، عن سعد ، عن البرقي ، عن بكر بن صالح ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن عبدالله بن إبراهيم ، عن الحسين بن زيد ، عن أبيه ، عن الصادق ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : كفى بالمرء عيبا أن ينظر من الناس إلى مايعمى عنه نفسه ، ويعير الناس بما لايستطيع تركه ، ويؤذي جليسه بما لايعنيه (٢).

٥ ـ ل : في وصية أبي ذر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ليحجزك عن الناس ماتعلم من نفسك ، ولاتجد (٣) عليهم فيما تأتي ، وقال : كفى بالمرء عيبا أن يعرف من الناس مايجهل من نفسه ويستحيى لهم مما هو فيه ، ويؤذي جليسه بما لا يعنيه (٤) ٦ ـ ما : المفيد ، عن أبي غالب الزرارى ، عن جده محمد بن سليمان ، عن محمد ابن خالد ، عن ابن حميد ، عن ابن قيس ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إن أسرع الخير ثوابا البر ، وأسرع الشر عقابا البغى ، وكفى بالمرء عيبا أن يبصر من الناس مايعمى عنه من نفسه ، وأن يعير الناس بما لايستطيع تركه ، وأن يؤذي جليسه بما لايعنيه (٥).

ثو : أبي ، عن علي بن موسى ، عن أحمد بن محمد ، عن بكر بن صالح ، عن ابن فضال ، عن عبدالله بن إبراهيم : عن الحسين بن زيد ، عن الصادق ، عن أبيه عليهما‌السلام عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله مثله (٦).

٧ ـ جا الصدوق ، عن ابن المتوكل ، عن السعد آبادي ، عن البرقي

____________________

(١) تحف العقول ص ٨٣. (٢) الخصال ج ص ٥٤.

(٣) من الوجد : أي الغضب والمقت (٤) الخصال ج ١ ص ١.

(٥) أمالى الصدوق ج ١ ص ١٠٥.

(٦) ثواب الاعمال : ص ٢٤٥.

٤٧

عن ابن أبي نجران ، عن ابن حميد ، عن الثمالي عنه عليه‌السلام مثله.

ين : النضر ، عن ابن حميد مثله.

٧ ـ ع : الحسن بن أحمد ، عن أبيه ، عن محمد بن حميم قال : قيل له : لا تذم الناس ، قال : ما أنا براض عن نفسي فأتفرغ من ذمها إلى ذم غيرها ، فان الناس خافوا الله في ذنوب الناس وائتمنوه على ذنوب أنفسهم.

٨ ـ مع : ابن مسرور ، عن ابن عامر ، عن عمه ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن عميرة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : أدنى ما يخرج به الرجل من الايمان أن يواخى الرجل على دينه فيحصى عليه عثراته وزلاته ليعنفه بها بوما ما (١).

٩ ـ ع : أحمد بن محمد ، عن أبيه ، عن محمد بن أحمد ، عن موسى بن عمر ، عن ابوسنان ، عن أبي سعيد القماط ، عن حمران قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : إذا كان الرجل على يمينك على رأي ثم تحول إلى يسارك فلا تقل إلا خيرا ولا تبرأ منه حتى تسمع منه ماسمعت وهو على يمينك ، فأن القلوب بين أصبعين من أصابع الله يقلبها كيف يشاء ساعة كذا وساعة كذا ، وإن العبد ربما وفق للخير.

قال الصدوق رحمه‌الله : قوله : بين أصبعين من أصابع الله تعالى : يعنى بين طريقين من طرق الله يعنى بالطريقين طريق الخير وطريق الشر إن الله عزوجل لايوصف بالاصابع ولايشبه بخلقه ، تعالى عن ذلك علوا كبيرا (٢).

١٠ ـ ل : أبي ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن حمزة بن يعلى رفعه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من مقت نفسه دون مقت الناس آمنه الله من فزع يوم القيامة (٣).

ثو : ابن الوليد ، عن أحمد بن إدريس ، عن الاشعري ، عن حمزة بن يعلى عن عبيد الله بن الحسن رفعه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مثله (٤).

____________________

(١) معانى الاخبار ص ٣٩٤.

(٢) علل الشرايع باب نوادر العلل الرقم ٧٥.

(٣) الخصال ج ١ ص ١١ (٤) ثواب الاعمال ص ١٦٥.

٤٨

دعوات الراوندى : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : أشرف خصال الكرم غفلتك عما تعلم.

١٢ ـ نهج : من أشرف أفعال الكريم غفلته عما يعلم.

وقال عليه‌السلام : من نظر في عيب نفسه اشتغل عن عيب غيره.

وقال عليه‌السلام : من نظر في عيوب الناس فأنكرها ثم رضيها لنفسه ، فذلك الاحمق بعينه.

وقال عليه‌السلام أكبر العيب أن تعيب مافيك مثله.

وقال عليه‌السلام : يا أيها الناس طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس ، وطوبى لمن لزم بيته ، وأكل قوته ، واشتغل بطاعة ربه ، وبكى على خطيئته فكان نفسه منه في شغل ، والناس منه في راحة (١).

٤١

*(باب)*

*«( ثواب اماطة الاذى عن الطريق واصلاحه والدلالة على الطريق)»*

١ ـ ل : الخليل ، عن ابن معاذ ، عن الحسين المروزي ، عن عبدالله ، عن يحيى بن عبيد الله ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : دخل عبد الجنة بغصن من شوك كان على طريق المسلمين فأماطه عنه (٢).

٢ ـ لى : العطار ، عن أبيه ، عن البرقي ، عن محمد بن الكوفي ، عن التفليسي عن إبراهيم بن محمد ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : مر عيسى بن مريم بقبر يعذب صاحبه ثم مر به من قابل فإذا هو ليس يعذب فقال : يارب مررت بهذا القبر عام أول فكان صاحبه يعذب ثم مررت به العام فإذا هو ليس يعذب؟ فأوحى الله عزوجل إليه ياروح الله إنه أدرك له ولد صالح فأصلح طريقا وآوى يتيما فغفرت له بما عمل ابنه (٣).

____________________

(١) نهج البلاغة تحت الرقم ٢٢٢ و ٣٤٩ و ٣٥٣ و ١٧٤ من الحكم على الترتيب.

(٢) الخصال ج ١ ص ١٨. (٣) أمالى الصدوق ص ٣٠٦.

٤٩

٣ ـ ما : عن أبي قلابة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من أماط عن طريق المسلمين مايؤذيهم كتب الله له أجر قراءة أربعمائة آية كل حرف منه بعشر حسنات (١).

أقول : قد مضى بإسناده في باب جوامع المكارم (٢).

٤ ـ ما : أحمد بن عبدون ، عن علي بن محمد بن الزبير ، عن علي بن فضال عن العباس بن عامر ، عن أحمد بن رزق الغمشاني ، عن أبي اسامة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : لقد كان علي بن الحسين عليهما‌السلام يمر على المدرة في وسط الطريق فينزل عن دابته حتى ينحيها بيده عن الطريق تمام الخبر (٣).

دعوات الراوندى : روي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : إن على كل مسلم في كل يوم صدقة ، قيل : من يطيق ذلك؟ قال صلى‌الله‌عليه‌وآله أماطتك الاذى عن الطريق صدقة ، وإرشادك الرجل إلى الطريق صدقة ، وعيادتك المريض صدقة ، وأمرك بالمعروف صدقة ، ونهيك عن المنكر صدقة ، وردك السلام صدقة.

٤٢

*(باب)*

*«( الرفق واللين وكف الاذى والمعاونة على البر والتقوى)»*

الايات : آل عمران : فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم (٤).

المائدة : وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان (٥).

الحجر : واخفض جناحك للمؤمنين (٦).

أسرى : وقل لعبادي يقولوا التى هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للانسان عدوا مبينا (٧).

____________________

(١) أمالى الطوسى ج ١ ص ١٨٥ (٢) راجع ج ٦٩ ص ٣٨٢.

(٣) أمالى الطوسى ج ٢ ص ٢٨٥. (٤) آل عمران : ١٥٩

(٥) المائدة : ٢. (٦) الحجر : ٨٨.

(٧) أسرى : ٥٣.

٥٠

الفرقان : وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما (١).

الشعراء : واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين (٢).

١ ـ نهج : إذا كان الرفق خرقا كان الخرق رفقا ، ربما كان الدواء داء والداء دواء.

٢ ـ كتاب الامامة والتبصرة : عن سهل بن أحمد ، عن محمد بن محمد بن الاشعث عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن أبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الرفق يمن والخرق شوم.

ومنه بهذا الاسناد قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الرفق لم يوضع على شئ إلا زانه ، ولا ينزع من شئ إلا شانه.

٣ ـ مع : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام أنه قال : المسلم من سلم الناس من يده ولسانه والمؤمن من ائتمنه الناس على أموالهم وأنفسهم. وروي في حديث آخر أن المؤمن من آمن جاره ئوايقه (٤).

٤ ـ لى : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن معروف ، عن علي بن مهزيار عن الحسن بن سعيد ، عن فضالة ، عن ابن مسكان ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ألا اخبركم بمن تحرم عليه النار غدا؟ قالوا : بلى يا رسول الله قال : الهين القريب اللين السهل (٥).

ل : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن معروف ، عن سعدان بن مسلم ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وذكر مثله (٦).

____________________

(١) الفرقان : ٦٣. (٢) الشعراء : ٢١٥.

(٣) نهج البلاغة ج ٢ ص ٥١. (٤) معانى الاخبار ص ٢٣٩

(٥) أمالى الصدوق ص ١٩٢. (٦) الخصال ج ١ ص ١١٣.

٥١

ثو : أبي ، عن سعد ، عن أبي الخطاب ، عن ابن المعروف ، عن سعدان مثله (١).

٥ ـ لى : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أعقل الناس أشدهم مداراة للناس ، وأذل الناس من أهان الناس (٢).

٦ ـ لى : علي بن أحمد ، عن الاسدي ، عن سهل ، عن عبدالعظيم الحسني عن أبي الحسن الثالث عليه‌السلام قال : كان فيما ناجى الله موسى بن عمران أن قال : إلهى ماجزاء من كف أذاه عن الناس ، وبذل معروفه لهم؟ قال : يا موسى تناديه النار يوم القيامة : لا سبيل لي عليك (٣).

٧ ـ لى : ابن موسى ، عن محمد بن هارون ، عن الروياني ، عن عبدالعظيم الحسني عن أبي جعفر الثاني ، عن آبائه قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : من رضي بالعافية ممن دونه رزق السلامة ممن فوقه ، الخبر (٤).

٨ ـ ل : أبي ، عن الكمنداني ومحمد العطار ، عن ابن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : شرف المؤمن صلاته بالليل ، وعزه كف الاذى عن الناس (٥).

ل : أبي ، عن الكمنداني ، عن أحمد بن محمد ، عن أبيه ، عن ابن جبلة ، عن ابن سنان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال جبرئيل للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : وذكر مثله مع زيادة (٦).

ل : محمد بن أحمد بن علي الاسدي ، عن محمد بن جرير والحسن بن عروة وعبدالله بن محمد الوهبي جميعا ، عن محمد بن حميد ، عن زافر بن سليمان ، عن محمد بن عيينة ، عن أبي حازم ، عن سهل بن سعد ، عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله مثله (٧).

____________________

(١) ثواب الاعمال ص ١٥٦. (٢) أمالى الصدوق ص ١٤.

(٣) أمالى الصدوق ص ١٢٥. (٤) أمالى الصدوق ٢٦٨.

(٥ ـ ٧) الخصال ج ١ ص ٧.

٥٢

٩ ـ ل : أبي ، عن محمد العطار ، عن سهل ، عن الؤلوئى ، عن محمد بن سنان عن حذيفة بن منصور قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : إن قوما من قريش قلت مداراتهم للناس ، فنفوا من قريش ، وأيم الله ما كان بأحسابهم بأس ، وإن قوما من غيرهم حسنت مداراتهم ، فالحقوا بالبيت الرفيع ، قال : ثم قال : من كف يده عن الناس فانما يكف عنهم يدا واحدة ، ويكفون عنه أيادي كثيرة (١).

أقول : قد مضى بعض الاخبار في باب جوامع المكارم.

١٠ ـ ل : الاربعمائة قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : المؤمن نفسه منه في تعب والناس منه في راحة (٢).

١١ ـ ب : هارون ، عن ابن صدقة ، عن جعفر ، عن أبيه أن النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : نعم وزير الايمان العلم ، ونعم وزير العلم الحلم ، ونعم وزير الحلم الرفق ، ونعم وزير الرفق اللين (٣).

١٢ ـ ما : ابوعمر ، عن ابن عقدة ، عن أحمد بن يحيى بن زكريا ، عن حسين بن علي الجعفي ، عن زائدة ، عن هشام بن حسان ، عن الحسن ، عن جابر قال : قيل يارسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أي الاسلام أفضل؟ قال : من سلم المسلمون من يده ولسانه (٤).

١٣ ـ ما : باسناد المجاشعي ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنا امرنا معاشر الانبياء بمداراة الناس كما امرنا بأداء الفرائض (٥).

١٤ ـ مع : عن الصادق ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أعقل الناس أشدهم مداراة للناس (٦).

١٥ ـ مع : الوراق ، عن سعد ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه علي ، عن الحسن بن سعيد ، عن الحارث بن محمد بن النعمان ، عن جميل بن صالح ، عن أبي

____________________

(١) الخصال ج ١ ص ١٢. (٢) الخصال ج ٢ ص ١٥٥ في حديث.

(٣) قرب الاسناد ص ٣٣. (٤) امالى الطوسى ج ١ ص ٢٧٧.

(٥) أمالى الطوسى ج ٢ ص ١٣٥. (٦) معانى الاخبار ص ١٩٥.

٥٣

عبدالله ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ألا أنبئكم بشر الناس؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : من أبغض الناس وأبغضه الناس ، ثم قال : ألا انبئكم بشر من هذا؟ قالوا : بلى يارسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال : الذي لا يقيل عثرة ، ولا يقبل معذرة ، ولا يغفر ذنبا ، ثم قال : ألا انبئكم بشر من هذا؟ قالوا : بلى يارسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال من لا يؤمن شره ، ولا يرجى خيره ، الخبر (١).

١٦ ـ ثو : أبي ، عن سعد عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سيف ، عن أخيه عن أبيه ، عن عاصم ، عن الثمالي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : من كف نفسه عن أعراض الناس ، كف الله عنه عذاب يوم القيامة ، ومن كف غضبه عن الناس أقاله نفسه يوم القيامة (٢).

١٧ ـ ين : علي بن النعمان ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله رفيق يعطي الثواب ، ويحب كل رفيق ، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف.

١٨ ـ ين : بعض أصحابنا ، عن جابر بن سمير ، عن معاذ بن مسلم قال : دخلت على أبي عبدالله عليه‌السلام وعنده رجل فقال له أبوعبدالله عليه‌السلام : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الرفق يمن والخرق شوم.

١٩ ـ نوادر الراوندى : باسناده ، عن موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لابي ذر الغفاري : كف أذاك عن الناس فانه صدقة تصدق بها على نفسك (٣).

وبهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما من عمل أحب إلى الله تعالى وإلى رسوله من الايمان بالله والرفق بعباده ، وما من عمل أبغض إلى الله تعالى من الاشراك بالله تعالى والعنف على عباده (٤).

وبهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما اصطحب اثنان إلا كان أعظمهما

____________________

(١) معانى الاخبار ص ١٩٦. (٢) ثواب الاعمال ص ١٢٠.

(٣) نوادر الراوندى ص ٣. (٤) لايوجد في المصدر المطبوع.

٥٤

أجرا عند الله تعالى وأحبهما عند الله تعالى أرفقهما بصاحبه (١).

وبهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ماوضع الرفق على شئ إلا زانه ولا وضع الخرق على شئ إلا شانه ، فمن اعطي الرفق اعطي خير الدنيا والاخرة ومن حرمه حرم خير الدنيا والاخرة (٢) ، وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : من مات مداريا مات شهيدا (٣).

٢٠ ـ كا : عن العدة ، عن البرقي ، عن أبيه ، عمن ذكره ، عن محمد بن عبدالرحمن ابن أبي ليلى ، عن أبيه ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إن لكل شئ قفلا وقفل الايمان الرفق (٤).

بيان : قال في النهاية : الرفق لين الجانب ، وهو خلاف العنف ، تقول منه رفق يرفق ويرفق ومنه الحديث ما كان الرفق في شئ إلا زانه أي اللطف والحديث الاخر أنت رفيق والله الطبيب أي أنت ترفق بالمريض وتتلطفه ، وهو الذي يبرئه ويعافيه ، ومنه الحديث «في إرفاق ضعيفهم وسد خلتهم» أي إيصال الرفق إليهم انتهى.

« إن لكل شئ قفلا » أي حافظا له من ورود أمر فاسد عليه ، وخروج أمر صالح منه ، على الاستعارة وتشبيه المعقول بالمحسوس « وقفل الايمان الرفق » وهو لين الجانب ، والرأفة ، وترك العنف والغلظة في الافعال والاقوال على الخلق في جميع الاحوال ، سواء صدر عنهم بالنسبة إليه خلاف الاداب أو لم يصدر ، ففيه تشبيه الايمان بالجوهر النفيس الذي يعتنى بحفظه ، والقلب بخزانته ، والرفق بالقفل لانه يحفظه عن خروجه وطريان المفاسد عليه ، فان الشيطان سارق الايمان ، ومع فتح القفل وترك الرفق يبعث الانسان على امور من الخشونة والفحش والقهر والضرب ، وأنواع الفساد وغيرها من الامور التي توجب نقص الايمان أو زواله وقال بعض الافاضل : وذلك لان من لم يرفق يعنف فيعنف عليه ، فيغضب فيحمله

___________________

(١ و ٢) المصدر ص ٤. (٣) لا يوجد في المصدر المطبوع.

(٤) الكافي ج ٢ ص ١١٨.

٥٥

الغضب على قول أو فعل به يخرج الايمان من قلبه ، فالرفق قفل الايمان يحفظه.

٢١ ـ كا : بالاسناد المتقدم قال : قال أبوجعفر عليه‌السلام : من قسم له الرفق قسم له الايمان (١)

بيان : «من قسم له الرفق» أي قدر له قسط منه في علم الله «قسم له الايمان» أي الكامل منه.

٢٢ ـ كا : عن علي ، عن أبيه ، عن صفوان بن يحيى ، عن يحيى الازرق عن حماد بن بشير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن الله تعالى رفيق يحب الرفق فمن رفقه بعباده تسليله أضغانهم ومضادتهم (٢) لهواهم وقلوبهم ، ومن رفقه بهم أنه يدعهم على الامر يريد إزالتهم عنه رفقا بهم ، لكيلا تلقى عليهم عرى الايمان ومثاقلته جملة واحدة فيضعفوا ، فاذا أراد ذلك نسخ الامر بالاخر فصار منسوخا (٣).

تبيان : «إن الله تعالى رفيق» أقول : روى مسلم في صحيحه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : إن الله رفيق يحب الرفق ، ويعطي على الرفق مالا يعطي على العنف قال القرطبي : الرفيق هو الكثير الرفق ، والرفق يجيئ بمعنى التسهيل وهو ضد العنف والتشديد والتعصيب ، وبمعنى الارفاق وهو إعطاء مايرتفق به ، وبمعنى التأني وضد العجلة ، وصحت نسبة هذه المعاني إلى الله تعالى لانه المسهل والمعطي وغير المعجل في عقوبة العصاة ، وقال الطيبي : الرفق اللطف وأخذ الامر بأحسن الوجوه وأيسرها «الله رفيق» أي لطيف بعباده يريد اليسر لا العسر ، ولا يجوز إطلاقه على الله لانه لم يتواتر ، ولم يستعمل هنا على التسمية ، بل تمهيدا لامر أي الرفق أنجح الاسباب وأنفعها فلا ينبغي الحرص في الرزق ، بل يكل إلى الله ، وقال النووي : يجوز تمسية الله بالرفيق وغيره مما ورد في خبر الواحد على الصحيح ، واختلف أهل الاصول في التسمية بخبر الواحد انتهى.

وقال في المصباح : رفقت العمل من باب قتل أحكمته انتهى فيجوز أن يكون إطلاقه الرفيق عليه سبحانه بهذا المعنى ، ومعنى يحب الرفق أنه يأمر به ويحث

____________________

(١ و ٣) الكافى ج ٢ ص ١١٨. (٢) مضادته خ ل.

٥٦

عليه ويثيب به ، والسل انتزاعك الشئ وإخراجه في رفق كالاستلال كذا في القاموس وكأن بناء التفعيل للمبالغة ، والضغن بالكسر والضغينة الحقد والاضغان جمع الضغن كالاحمال والحمل ، والمعنى أنه من رفقه بعباده ولطفه لهم أنه يخرج أضغانهم قليلا قليلا وتدريجا من قلبوهم وإلا لافنوا بعضهم بعضا ، وقيل : لم يكلفهم برفعها دفعة لصعوبتها عليهم ، بل كلفهم بأن يسعوا في ذلك ويخرجوها تدريجا وهو بعيد.

ويحتمل أن يكون المعنى أنه أمر أنبياءه وأوصياءهم بالرفق بعباده الكافرين والمنافقين ، والاحسان إليهم ، وتأليف قلوبهم ببذل الاموال وحسن العشرة ، فيسل بذلك أضغانهم لله وللرسول وللمؤمنين برفق ، ويمكن أن يكون المراد بالتسليل إظهار كفرهم ونفاقهم على المؤمنين لئلا ينخدعوا منهم كما قال سبحانه : «أم حسب الذين في قلبوهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم» (١) أي احقادهم على المؤمنين ثم قال : «ولو نشاء لاريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم أعمالكم * إنما الحيوة الدنيا لعب ولهو وإن تؤمنوا وتتقوا يؤتكم اجوركم ولا يسئلكم أموالكم * إن يسئلكموها فيحفكم تبخلوا ويخرج أضغانكم» قالوا : «إن يسألكموها فيحفكم» أي يجهدكم بمسألة جميعها أو أجرا على الرسالة فيبالغ فيه تبخلوا بها فلا تعطوها «ويخرج أضغانكم» أي بغضكم وعداوتكم لله والرسول ولكنه فرض عليكم ربع العشر أو لم يسألكم أجرا على الرسالة ، وهذا يؤيد المعنى السابق ايضا.

قوله : «ومضادتهم لهواهم وقلوبهم» هذا أيضا يحتمل وجوها الاول أن يكون معطوفا على الاضغان ، أي من لطفه بعباده رفع مضادة أهوية بعضهم لبعض وقلوب بعضهم لبعض ، فيكون قريبا من الفقرة السابقة على بعض الوجوه.

الثاني أن يكون عطفا على تسليله أي من لطفه بعباده المؤمنين أن جعل أهوية المخالفين والكافرين متضادة مختلفة ، فلو كانوا مجتمعين متفقين في الاهواء لافنوا

____________________

(١) القتال : ٢٩.

٥٧

المؤمنين ، واستأصلوهم كما قال تعالى : «لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون» (١).

الثالث ان يكون عطفا على تسليله أيضا والمعنى أنه من لطفه جعل المضادة بين هوى كل امرئ وقلبه أي روحه وعقله ، فلو لم يكن القلب معارضا للهوى لم يختر أحد الاخرة على الدنيا وفي بعض النسخ «ومضادته» وهو أنسب بهذا المعنى والمضادة بمعنى جعل الشئ ضد الشئ شائع كما قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : ضاد النور بالظلمة ، واليبس بالبلل.

الرابع أن يكون الواو بمعنى مر ، ويكون تتمة للفقرة السابقة ، أي أخرج أحقادهم مع وجود سببها ، وهو مضادة أهوائهم وقلوبهم.

الخامس أن يكون المعنى من رفقه أنه أوجب عليهم التكاليف المضادة لهواهم وقلوبهم. لكن برفق ولين ، بحيث لم يشق عليهم بل إنما كلف عباده بالاوامر والنواهي متدرجا كيلا ينفروا كما أنهم لما كانوا اعتادوا بشرب الخمر نزلت أولا آية تدل على مفاسدها ثم نهوا عن شربها قريبا من وقت الصلاة ، ثم عمم وشدد ولم ينزل عليهم الاحكام دفعة ليشد عليهم بل أنزلها تدريجا ، وكل ذلك ظاهر لمن تتبع موارد نزول الايات ، وتقرير الاحكام ، وفي لفظ المضادة إيماء إلى ذلك قال الفيروز آبادي : ضده في الخصومة غلبه وعنه صرفه ومنعه برفق وضاده خالفه.

«ومن رفقه بهم أنه يدعهم على الامر» حاصله أنه يريد إزالتهم عن أمر من الامور لكن يعلم أنه لو بادر إلى ذلك يثقل عليهم فيؤخر ذلك إلى أن يسهل عليهم ثم يحولهم عنه إلى غيره ، فيصير الاول منسوخا كأمر القبلة فان الله تعالى كان يحب لنبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله التوجه إلى الكعبة ، وكان في أول وروده المدينة هذا الحكم شاقا عليهم لالفهم بالصلاة إلى بيت المقدس فتركهم عليها ، فلما كملوا وآنسوا

____________________

(١) الحشر : ١٤.

٥٨

بأحكام الاسلام ، وصار سهلا يسيرا عليهم ، حولهم إلى الكعبة.

وعرى الاسلام : أحكامه وشرائعه كأنها للاسلام بمنزلة العروة من جهة أن من أراد الشرب من الكوز يتمسك بعروته فكذا من أراد التمتع بالاسلام يستمسك بشرائعه وأحكامه ، والتعبير عن الثقل بالمثاقلة للمبالغة اللازمة للمفاعلة ، ولايبعد أن يكون في الاصل مثاقيله فقال : ألقى عليه مثاقيله أي مؤنته ، وقيل : المراد أنه تعالى يعلم أن صلاح العباد في أمرين وأنه لو كلفهم بهما دفعة وفي زمان واحد ثقل ذلك عليهم ، وضعفوا عن تحملهما فمن رفقه بهم أن يأمرهم بأحدهما ، ويدعهم عليه حينا ثم إذا أراد إزالتهم عنه نسخ الامر الاول بالامر الاخر ، ليفوزوا بالمصلحتين ، وهذا وجه آخر للنسخ غير ماهو المعروف من اختصاص كل أمر بوقت دون آخر انتهى ولا يخفى مافيه.

وقوله عليه‌السلام : «نسخ الامر بالاخر» إما من مؤيدات اليسر لان ترك الناس أمرا رأسا أشق عليهم من تبديله بأمر آخر ، أو لبيان أن النسخ يكون كذلك كما قال تعالى : «ماننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها» (١) وسيأتي ما يؤيد الاول.

٢٣ ـ كا : عن محمد بن يحيى ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن معاوية بن وهب ، عن معاذ بن مسلم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الرفق يمن والخرق شوم (٢).

بيان : اليمن بالضم البركة كالميمنة «يمن» كعلم وعنى وجعل وكرم فهو ميمون كذا في القاموس أي الرفق مبارك ميمون ، فاذا استعمل في أمر كان ذلك الامر مقرونا بخير الدنيا والاخرة ، والخرق بعكسه ، قال في القاموس : الخرق بالضم وبالتحريك ضد الرفق ، وأن لا يحسن الرجل العمل والتصرف في الامور والحمق.

____________________

(١) البقرة : ١٠٦. (٢) الكافي ج ٢ ص ١١٩

٥٩

كا : عن محمد بن يحيى ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إن الله عزوجل رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق مالا يعطي على العنف (١).

بيان : «يعطي على الرفق» أي من أجر الدنيا وثواب الاخرة.

٢٥ ـ كا : عن على ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عمر بن اذنية ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الرفق لم يوضع على شئ إلا زانه ولانزع من شئ إلا شانه (٢).

بيان : في المصباح زان الشئ صاحبه زينا من باب سار ، وأزانه مثله ، والاسم الزينة وزينه تزيينا مثله ، والزين ضد الشين ، وقال : شينا من باب باع عابه والشين خلاف الزين.

٢٦ ـ كا : عن علي ، عن أبيه ، عن عبدالله بن المغيرة ، عن عمرو بن أبي المقدام رفعه إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : إن في الرفق الزيادة والبركة ، ومن يحرم الرفق يحرم الخير. (٣).

بيان : «إن في الرفق الزيادة» أي الرزق أو في جميع الخيرات «والبركة» والثبات فيها «ومن يحرم الرفق» على بناء المجهول أي منع منه ولم يوفق له حرم خيرات الدنيا والاخرة ، في القاموس : حرمه الشئ كضربه وعلمه حريما وحرمانا بالكسر ، منعه وأحرمه لغية والمحروم الممنوع من الخير ، ومن لاينمى له مال ، والمحارف الذي لا يكاد يكتسب.

٢٧ ـ كا : عن علي ، عن أبيه ، عن عبدالله بن المغيرة ، عمن ذكره ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : مازوي الرفق عن أهل بيت إلا زوي عنهم الخير (٤).

بيان : «مازوي» على بناء المفعول أي نحى وأبعد ، في القاموس : زواه زيا وزويا نحاه فانزوى ، وسيره عنه : طواه والشئ جمعه وقبضه.

٢٨ ـ كا : عن العدة ، عن البرقي ، عن إبراهيم بن محمد الثقفي ، عن علي

____________________

(١ ـ ٤) الكافي ج ٢ ص ١١٩.

٦٠