بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٧٧
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

بقوله : «ولا تميلوا عليهم» على بناء المجرد ، والتعدية بعلى للضرر أي لا تعارضوهم إرادة للغلبة ، قال في المصباح : مال الحاكم في حكمه ميلا جار وظلم فهو مائل ، ومال عليهم الدهر أصابهم بجوائحه ، وفي النهاية فيه : لا يهلك امتي حتى يكون بينهم التمايل والتمايز ، أي لا يكون لهم سلطان يكف الناس عن التظالم فيميل بعضهم على بعض بالاذى والحيف انتهى.

وقيل : هو على بناء الافعال أو التفيعل ، أي لا تعارضوهم لتميلوهم من مذهب إلى مذهب آخر ، وهو تكلف ، وإن كان أنسب بما بعده ، وفي القاموس رجل أبله بين البله والبلاهة ، غافل أو عن الشر ، أو أحمق لا تمييز له ، والميت الداء أي من شره ميت ، والحسن الخلق القليل الفطنة لمداق الامور أو من غلبته سلامة الصدر (١) وفي المصباح : صبرت صبرا من باب ضرب حبست النفس عن الجزع وصبرت زيدا يستعمل لازما ومتعديا وصبرته بالتثقيل حملته على الصبر بوعد الاجر ، أو قلت له : اصبر انتهى ، والحاصل أنه لفساد الزمان وغلبة أهل الباطل يختار العزلة والخمول ، ولا يعارض الناس ولا يتعرض لهم ، ويتحمل منهم أنواع الاذى ، حتى يظن الناس أن ذلك لبلاهته وقلة عقله.

١٠٩ ـ كا : عن علي ، عن بعض أصحابه ذكره ، عن محمد بن سنان ، عن حذيفة ابن منصور قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : إن قوما من الناس قلت مداراتهم للناس فانفوا من قريش ، وأيم الله ما كان بأحسابهم بأس ، وإن قوما من غير قريش حسنت مداراتهم فالحقوا بالبيت الرفيع ، قال : ثم قال : من كف يده عن الناس فانما يكف عنهم يدا واحدة ، ويكفون عنه أيدي كثيرة (٢).

بيان : قوله عليه‌السلام : «فانفوا من قريش» كذا في أكثر النسخ وكأنه على بناء الافعال مشتقا من النفي بمعني الانتفاء ، فان النفي يكون لازما ومتعديا لكن هذا البناء لم يأت في اللغة ، أو هو على بناء المفعول من أنف من قولهم أنفه يأنفه ضرب أنفه فيدل على النفي مع مبالغة فيه ، وهو أظهر

____________________

(١) القاموس ج ٤ ص ٢٨١. (٢) الكافى ج ٢ ص ١١٧.

٤٤١

وأبلغ ، وقيل : كأنه صيغة مجهول من الانفة بمعنى الاستنكاف إذ لم يأت الانفاء بمعنى النفي انتهى.

وأقول : هذا أيضا لا يستقيم لان الفساد مشترك ، إذ لم يأت أنف بهذا المعنى على بناء المجهول ، فان يقال : أنف منه كفرح أنفا وأنفة أي استنكف ، وفي كثير من النسخ فالقوا أي اخرجوا واطرحوا منهم ، وفي الخصال فنفوا (١) وهو أظهر ثم أشار عليه‌السلام مؤكدا بالقسم إلى أن ذلك الالقاء كان باعتبار سوء معاشرتهم وفوات حسب أنفسهم ومآثرها ، لا باعتبار قدح في نسبهم أو في حسب آبائهم ومآثر أسلافهم بقوله : «وايم الله ما كان بأحسابهم بأس».

قال الجوهري : اليمين القسم والجمع أيمن وأيمان ثم قال : وأيمن الله اسم وضع للقسم هكذا بضم ألميم والنون وألفه ألف وصل عند أكثر النحويين ولم يجئ في الاسماعء ألف الوصل مفتوحة غيرها ، وقد تدخل عليه اللام لتأكيد الابتداء ، تقول : ليمن الله فتذهب الالف في الوصل ، وهو مرفوع بالابتداء وخبره محذوف ، والتقدير ليمن الله قسمي ، وليمن الله ما اقسم به ، وإذا خاطبت قلت ليمنك ، وربما حذفوا منه النون قالوا : أيم الله وإيم الله بكسر الهمزة وربما حذفوا منه الياء قالوا : أم الله وربما أبقوا الميم وحدها [مضمومة] قالوا : م الله ثم يكسرونها لانها صارت حرفا واحد فيشبهونها بالباء ، فيقولون : م الله وربما قالوا من الله بضم الميم والنون ومن الله بفتحهما ومن الله بكسرهما. قال أبوعبيد : وكانوا يحلفون باليمين يقولون : يمين الله لا أفعل ثم يجمع اليمين على ايمن ثم حلفوا به فقالوا : أيمن الله لافلعن كذا ، قال : فهذا هو الاصل في أيمن الله ، ثم كثر هذا في كلامهم وخف على ألسنتهم حتى حذفوا منه النون كما حذفوا في قوله لم يكن فقالوا : لم يك ، قال وفيها لغات كثيرة سوى هذه وإلى هذا ذهب ابن كيسان وابن درستويه فقالا : ألف أيمن ألف قطع وهو جمع يمين ، وإنما خففت [همزتها] وطرحت في الوصل لكثرة استعمالهم لها (٢).

وقال : الحسب ما يعده الانسان من مفاخر آبائه ويقال حسبه دينه ، ويقال :

____________________

(١) مر تحت الرقم : ٧٣ ص ٤١٩. (٢) الصحاح ص ٢ / ٢٢٢١.

٤٤٢

ماله ، والرجل حسيب ، قال : ابن السكيت الحسب والكرم يكونان في الرجل وإن لم يكن له آباء لهم شرف ، قال والشرف والمجد لا يكونان إلا بالاباء انتهى (١).

والحاصل أن الكلام يحتمل وجهين أحدهما انه لابد من حسن المعاشرة والمداراة مع المخالفين في دولاتهم مع المخالفة لهم باطنا في أديانهم وأعمالهم ، فان قوما قلت مداراتهم لمخالفين فنفاهم خلفاء الجور والضلالة من قبيلة قريش وضيعوا أنسابهم وأحسابهم ، مع أنه لم يكن في أحساب أنفسهم شئ إلا ترك المداراة والتقية أو لم يكن في شرف آبائهم نقص ، وإن قوما من قريش لم يكن فيهم حسب أو في أبائهم شرف فألحقهم خلفاء الضلالة وقضاة الجور في الشرف والعطاء والكرم بالبيت الرفيع من قريش ، وهم بنو هاشم.

وثانيهما أن المعنى أن القوم الاول بتركهم متابعة الائمة عليهم‌السلام في أوامرهم التي منها المداراة مع المخالفين في دولاتهم ، ومع سائر الناس نفاهم الائمة عليهم‌السلام عن أنفسهم فذهب فضلهم وكأنهم خرجوا من قريش ولم ينفعهم شرف آبائهم ، وإن قوما من غير قريش بسبب متابعة الائمة عليهم‌السلام الحقوا بالبيت الرفيع ، وهم أهل البيت عليهم‌السلام كقوله (ص) : سلمان منا أهل البيت وكأصحاب سائر الائمة عليهم‌السلام من الموالي ، فانهم كانوا أقرب إلى الائمة من كثير من بني هاشم ، بل من كثير من أولاد الائمة عليهم‌السلام.

والمراد بالبيت هنا الشرف والكرامة ، قال في المصباح : بيت العرب شرفها ، يقال : بيت تميم في حنظلة أي شرفها ، أو المراد أهل البيت الرفيع وهم آل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.

«من كف يده» هذا مثل ما قال أمير المؤمنين عليه‌السلام «ومن يقبض يده عن عشيرته فانما يقبض عنهم يدا واحدة ويقبض منهم عنه أيدي كثيرة» كما سيأتي في باب صلة الرحم (٢).

____________________

(١) الصحاح ص ١١٠. (٢) مر في ج ٧٤ ص ١٢٣.

٤٤٣

٨٨

*(باب)*

*«(من مشى إلى طعام لم يدع اليه ومن يجوز الاكل من بيته بغير اذنه)»*

الايات : النور : ليس على الاعمى حرج ولا على الاعرج حرج ولا على المريض حرج ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت آبائكم أو بيوت امهاتكم أو بيوت إخوانكم أو بيوت أخوتكم أو بيوت أعمامكم أو بيوت عماتكم أو بيوت أخوالكم أو بيوت خالاتكم أو ما ملكتم مفاتحه أو صديقكم ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا (١).

١ ـ ل : في وصايا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي عليه‌السلام : يا علي ثمانية إن اهينوا فلا يلوموا إلا أنفسهم : الذاهب إلى مائدة لم يدع إليها ، والمتأمر على رب البيت وطالب الخير من أعدئه ، وطالب الفضل من اللئام ، والداخل بين اثنين في سر لم يدخلاه فيه ، والمستخف بالسلطان ، والجالس في مجلس ليس له باهل ، والمقبل بالحديث على من لا يسمع منه (٢).

٢ ـ فس : قال علي بن إبراهيم في قوله «أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت آبائكم أو بيوت امهاتكم أو بيوت إخوانكم أو بيوت أخواتكم أو بيوت أعمامكم أو يوت عماتكم أو بيوت أخوالكم أو بيوت خالاتكم أو ماملكتم مفاتحه أو صديقكم ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا» فانها نزلت لما هاجر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى المدينة وآخى بين المهاجرين والانصار : آخى بين أبي بكر وعمر ، وبين عثمان وعبدالرحمن بن عوف ، وبنى طلحة والزبير ، وبين سلمان وأبي ذر ، وبين المقداد وعمار ، وترك أمير المؤمنين عليه‌السلام فاغتم من ذلك غما شديا وقال : يا رسول الله بأبي أنت وامي لم تواخ بيني وبين أحد؟ فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : والله يا

____________________

(١) النور : ٦١. (٢) الخصال ج ٢ ص ٤٠.

٤٤٤

علي ما حسبتك الا لنفسي ، أما ترضى أن تكون أخي وأنا أخوك وأنت وصيي ووزيري وخليفتي في اتي تقضي ديني وتنجز عداتي وتتولى غسلي ، ولا يليه غيرك ، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبي بعدي؟ فاستبشر أمير المؤمنين عليه‌السلام بذلك. فكان بعد ذلك إذا بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في غزاة أو سرية يدفع الرجل مفتاح بيته إلى أخيه في الدين ، ويقول : خذ ماشئت وكل ماشئت ، وكانوا يمتنعون من ذلك حتى ربما فسد الطعام في البيت فأنزل الله «ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا» يعني إذا حضر صاحبه أو لم يحضر إذا ملكتم مفاتحه (١).

٣ ـ سن : النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا دعي أحدكم إلى طعام فلا يستتبعن ولده ، فانه إن فعل ذلك كان حراما ، ودخل غاصبا (٢).

٤ ـ سن : أبي ، ن حماد بن عيسى ، عن سين بن المختار ، عن أبي اسامة عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قوله عزوجل : «ليس عليكم جناح» الاية قال : باذن وبغير إذن (٣).

٥ ـ سن : ابن سنان وصفوان بن يحيى ، عن بعدالله بن سنان أو ابن مسكان عن محمد الحلبي قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن هذه الاية «ليس عليكم جناح أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت آبائكم» إلى آخر الاية قلت : ما يعني بقوله : «أو صديقكم»؟ قال : هو والله الرل يدخل بيت صديقه ويأكل بغير إذنه (٤).

٦ ـ سن : ابن البزنطي ، عن حماد بن عثمان ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قالك سألته عما يحل للرجل من بيت أخيه من الطعام ، قالك المأدوم والتمر ، وكذلك يحل للمرأة من بيت زوجها (٥).

٧ ـ سن : أحمد بن محمد ، عن جميل ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : للمرأة أن تأكل وتصدق وللصديق أن يأكل من منزل أخيه ويتصدق (٦).

____________________

(١) تفسير القمى ص ٤٦١. (٢) عاصيا خ ل ، راجع المحاسن ص ٤١١.

(٣) المحاسن ص ٤١٥. (٦٤) المحاسن ص ٤١٦.

٤٤٥

٨ ـ سن : أبي ، عن صفوان ، عن موسى بن بكر ، عن زرارة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قول الله تبارك وتعالى : «أو صديقكم أو ما ملكتم مفاتحه» فقال : هؤلاء الذين سمى الله في هذه الاية يؤكل بغير إذنهم من التمر والمأدوم ، وكذلك [الذى] تطعم المرأة بغير إذن زوجها ، فأما ما خلا ذلك من الطعام فلا (١).

٩ ـ سن : أبي ، عن القاسم بن عروه ، عن ابن بكير ، عن زرارة قال : سألت أحدهما عليه‌السلام عن هذه الاية : ليس عليكم جناح أن تأكلوا من بيوتكم! الاية قال : ليس عليك فيما طعمت أو أكلت مما ملكت مفاتحه ما لم تفسد (٢).

١٠ ـ سن : أبي ، عن ابن أبي عمير ، عمن ذكره ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قوله : «أو ما ملكتم مفاتحه» قال : الرجل يكون له وكيل يقوم في ماله فيأكل بغير إذنه (٣).

١١ ـ ضا : لا بأس للرجل أن يأكل من بيت أبيه وأخيه وامه واخته وصديقه ما لم يخش عليه الفساد من يومه بغير إذنه ، مثل البقول والفاكهة وأشباه ذلك (٤).

٨٩

*(باب)*

*«(الحث على اجابة دعوة المؤمن ، والحث على الاكل من طعام أخيه)»*

١ ـ ن : أبي ، عن علي بن إبراهيم ، عن ياسر الخادم ، عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام قال : السخي يأكل من طعام الناس ليأكلوا من طعامه ، والبخيل لا يأكل من طعام الناس لئلا يأكلوا من طعامه (٥).

٢ ـ ل : الخليل بن أحمد ، عن أبي العباس الثقفي ، عن محمد بن الصباح ، عن

____________________

(١ ـ ٣) المحاسن ص ٤١٦. (٤) فقه الرضا عليه‌السلام : ٣٣.

(٥) عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ج ١ ص ١٢.

٤٤٦

جرير ، عن أبي إسحاق الشيباني ، عن أشعث بن أبي الشعثاء ، عن معاوية بن سويد عن البراء بن عازب قال : أمرنا رسول الله صلى الله على وآله بسبع إلى أن قال : وإجابة الداعي (١).

ب : هارون ، عن ابن صدقة ، عن جعفر ، عن أبيه ، عن النبي صلوات الله عليهم مثله (٢).

٣ ـ ب : أبوالبختري ، عن أبي عبدالله ، عن أبيه عليهما‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ثلاثة من الجفاء : أن يصحب الرجل الرجل فلا يسأله عن اسمه وكنيته ، وأن يدعى الرجل إلى طعام فلا يجيب ، أو يجيب فلا يأكل ، ومواقعة الرجل أهله قبل الملاعبة (٣).

٤ ـ سن : ابن مهران ، عن ابن عميرة ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يجيب الدعوة (٤).

٥ ـ سن : علي بن الحكم ، عن المثنى الحناط ، عن إسحاق بن يزيد ومعاوية بن أبي زياد ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من حق المسلم أن يجبيه إذا دعاه (٥).

٦ ـ سن : ابن فضال ، عن ثعلبة ، عن عبدالاعلى ، عن ابن خنيس ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال من الحقوق الواجبات للمؤمن على المؤمن أن يجيب دعوته (٦).

سن : محمد بن علي ، عن إسماعيل بن بشار ، عن ابن عميرة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام مثله (٧).

٧ ـ سن : ابن محبوب ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : اوصي الشاهد من امتي والغائب أن يجيب دعوة المسلم ولو على خسمة أميال ، فان ذلك من الدين (٨).

____________________

(١) الخصال ج ٢ ص ١. (٢) قرب الاسناد ص ٤٨.

(٣) قرب الاسناد ص ٧٤. (٧٤) المحاسن ص ٤١٠.

(٨) المحاسن ص ٤١١.

٤٤٧

٨ ـ سن : ابن محبوب ، عن إبراهيم الكرخي قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لو أن مؤمنا دعاني إلى ذراع شاة لاجبته ، وكان ذلك من الدين ، أبى الله لي زي المشركين والمنافقين وطعامهم (١).

٩ ـ سن : بهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لو دعيت إلى ذراع شاة لاجبت (٢).

١٠ ـ سن : بعض أصحابنا رفعه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من أعجز العجز رجل دعاه أخوه إلى طعام فتركه [من غير عله] (٣).

١١ ـ دعوات الراوندى : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من لم يجب الدعوة فقد عصى الله ورسوله ، ويكره إجابة من يشهد وليمته الاغنياء دون الفقراء.

١٢ ـ نهج : من كتاب له عليه‌السلام إلى عثمان بن حنيف الانصاري وهو عامله على البصرة ، وقد بلغه أنه دعي إلى وليمة قوم من أهلها فمضى إليها : أما بعد يا ابن حنيف فقد بلغني أن رجلا من فتية أهل البصرة دعاك إلى مأدبة فأسرعت إليها تستطاب لك الالوان ، وتنقل إليك الجفان ، وما ظننت أنك تجيب إلى طعام قوم عائلهم مجفو وغنيهم مدعو ، فانظر إلى من تقضمه من هذا المقضم ، فما اشتبه عليك علمه فالفظه ، وما أيقنت بطيب وجوهه فنل منه إلى آخر مامر (٤).

٩٠

(باب)

*«(جودة الاكل في منزل الاخ المؤمن)»*

١ ـ سن : أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام وهو يقول لرجل كان يأكل : أما علمت أنه يعرف حب الرجل أخاه بكثرة أكله عنده (٥).

٢ ـ سن : أبي ، عن محمد بن سنان ، عن هشام بن سالم قال : سمعت أبا عبدالله

____________________

(٣١) المحاسن ص ٤١١. (٤) نهج البلاغة ج ١ ص ٧٢ ط عبده.

(٥) المحاسن ص ٤١٢.

٤٤٨

عليه‌السلام يقول : يعرف حب الرجل بأكله من طعام أخيه (١).

٣ ـ سن : ابن فضال ، عن يونس بن يعقوب قال : أكلت مع أبي عبدالله عليه‌السلام شواء فجعل يلقي بين يدى ثم قال : إنه يقال : اعتبر حب الرجل بأكله من طعام اخيه (٢).

٤ ـ سن : عدة من أصحابنا ، عن يونس بن يعقوب ، عن عبدالله بن سليمان الصير في قال : كنت عند أبي عبدالله عليه‌السلام فقدم إلينا طعاما فيه شواء وأشياء بعده ثم جاء بقصعة من ارز فأكلت معه ، فقال : كل! قلت : قد أكلت ، فقال : كل فانه يعتبر حب الرجل لاخيه بانبساطه في طعامه ، ثم أحاز لي حوزا بأصبعه من القصعة وقال لي : لتأكلن بعد ما قد أكلته ، فأكلته (٣).

٥ ـ سن : محمد بن علي ، عن يونس بن يعقوب ، عن الحارث بن المغيرة قال : دخلت على أبي عبدالله عليه‌السلام فدعا بالخوان فاتي بقصعة فيها ارز فأكلت منها حتى امتلات فخط بيده في القصعة ثم قال : أقسمت عليك لما أكلت دون الخط (٤).

٦ ـ سن : ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم قال : دخلت مع عبدالله بن أبي يعفور على أبي عبدالله عليه‌السلام ونحن جماعة فدعا بالغداء فتغدينا وتغدى معنا ، وكنت أحدث القوم سنا فجعلت أقصر وأنا آكل ، فقال لي : كل أما علمت أنه تعرف مودة الرجل لاخيه بأكله من طعامه (٥).

٧ ـ سن : إسماعيل بن مهران ، عن سيف بن عميرة ، عن أبي المغرا قال : حدثني خالي عنبسة بن مصعب قال : أتينا أبا عبدالله عليه‌السلام وهو يريد الخروج إلى مكة فأمر بسفرته فوضعت بين أيدينا ، فقال : كلوا فأكلنا وجعلنا نقصر في الاكل فقال : كلوا فأكلنا ، فقال : أبيتم أبيتم إنه كان يقال : اعتبر حب القوم بأكلهم قال : فأكلنا وذهبت الحشمة (٦).

____________________

(١ ـ ٦) المحاسن ص ٤١٣.

٤٤٩

٨ ـ سن : الوشاء ، عن يونس بن ربيع قال : دعا أبو عبدالله عليه‌السلام بطعام فاتي بهريسة ، فقال لنا : ادنوا فكلوا ، قال : فأقبل القوم يقصرون ، فقال : كلوا إنما تستبين مودة الرجل لاخيه في أكله ، قال : فأقبلنا نصعر أنفسنا كما يصعر الابل (١).

٩ ـ سن : ابن عيسى ، عن عمر بن عبدالعزيز الملقب بزحل ، عن عبدالرحمن ابن الحجاج قال : أكلنا مع أبي عبدالله عليه‌السلام فاتينا بقصعة من ارز فجعلنا نعذر فقال : ما صنعتم شيئا إن أشدكم حبا لنا أحسنكم أكلا عندنا ، قال عبدالرحمن : فرفعت [كسحت] ما به فأكلت فقال : الان ثم أنشأ يحدثنا أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله اهديت له قصعة ارز من ناحية الانصار ، فدعا سلمان والمقداد وأباذر رحمهم‌الله فجعلوا يعذرون في الاكل ، فقال : ما صنعتم شيئا إن أشدكم حبا لنا أحسنكم أكلا عندنا ، فجعلوا يأكلون جيدا ثم قال أبوعبدالله عليه‌السلام : رحمهم الله وصلى عليهم (٢).

١٠ ـ سن : ياسر الخادم ، عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام قال : الخير يأكل من طعام الناس ليأكلوا من طعامه (٣).

٩١

*(باب)*

*«(آداب الضيف ، وصاحب المنزل ، ومن ينبغى ضيافته)»*

الايات : الاحزاب : يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فاذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلك كان يؤذى النبي فيستحيي منكم والله لا يستحيي

____________________

(١) المحاسن ص ٤١٤ وقوله «نصعر» أى نميل بوجهنا ونمد عنقنا إلى جوانب الخوان هل بقى شئ لم نأكله؟.

(٢) المحاسن ص ٤١٤. (٣) المحاسن ص ٤٤٩.

٤٥٠

من الحق (١).

الذاريات : هل أتيك حديث ضيف إبراهيم المكرمين * إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال سلام قوم منكرون * فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين * فقربه إليهم فقال ألا تأكلون (٢).

١ ـ ن : محمد بن أحمد بن الحسين البغدادي ، عن محمد بن عنبسة ، عن دارم ونعيم بن صالح الطبري ، عن الرضا ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليهم‌السلام أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من حق الضيف أن تمشي معه فتخرجه من حريمك إلى الباب (٣).

٢ ـ ب : هارون ، عن ابن صدقة ، عن الصادق ، عن أبيه عليهما‌السلام ، قال : إذا دخل أحدكم على أخيه في رحله فليقعد حيث يأمر صاحب الرحل فان صاحب الرحل أعرف بعورة بيته من الداخل عليه (٤).

٣ ـ ل : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن خلف بن حماد ، عن موسى ابن بكر ، عن زرارة ، عن حمران ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : سمعته يقول : لكل شئ ثمرة وثمرة المعروف تعجيل السراج (٥).

٤ ـ ن : بالاسانيد الثلاثة ، عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام ، قال دعا رجل أمير المؤمنين عليه‌السلام فقال له : قد أجبتك على أن تضمن لي ثلاث خصال ، قال : وما هن يا أمير المؤمنين؟ قال : لا تدخل على شيئا من خارج ، ولا تدخر علي شيئا في البيت ، ولا تجحف بالعيال ، قال ذلك لك ، فأجابه أمير المؤمنين عليه‌السلام (٦).

صح : عنه عليه‌السلام مثله (٧).

٥ ـ لى : العطار ، عن أبيه ، عن ابن عيسى ، عن ابن معروف ، عن حماد بن عيسى ، عن حريز أو غيره قال : نزل على أبي عبدالله الصادق عليه‌السلام قوم من جهينة

____________________

(١) الاحزاب : ٥٣. (٢) الذاريات : ٢٤ ٢٧.

(٣) عيون الاخبار ج ٢ ص ٧٠. (٤) قرب الاسناد ص ٣٣.

(٥) الخصال ج ١ ص ٨. (٦) عيون الاخبار ج ١ ص ٢٥٩.

(٧) صحيفة الرضا عليه‌السلام ص ٢٦.

٤٥١

فأضافهم فلما أرادوا الرحلة زودهم ووصلهم وأعطاهم ، ثم قال لغلمانه : تنحوا لا تعينوهم ، فلما فرغوا جاؤوا ليودعوه ، فقالوا له : يا ابن رسول الله فقد أضفت فأحسنت الضيافة وأعطيت فأجزلت العطية ثم أمرت غلمانك أن لا يعينونا على الرحلة؟ فقال : عليه‌السلام : إنا أهل بيت لا نعين أضيافنا على الرحلة من عندنا (١).

٦ ـ ل : في وصايا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لامير المؤمنين عليه‌السلام يا علي ثمانية إن اهينوا فلا يلوموا إلا أنفسهم : الذاهب إلى مائدة لم يدع إليها ، والمتأمر على رب البيت الخبر (٢).

٧ ـ ما : ابن مخلد ، عن محمد بن عبدالواحد النحوي ، عن إبراهيم بن إسحاق الخيبري ، عن أبي نعيم ، عن أبي الاحوص ، عن عبدالعزيز بن رفيع ، عن مجاهد قال : نزل ضيف برجل من الانصار فأبطأ الانصاري على أهله ، فجاء فقال : ما عشيتم ضيفي؟ والله لا أطعم عشاءكم ، وقالت المرأة : وأنا والله لا اطعم الليلة قال الضيف : وأنا والله لا أطعم الليلة ، فقال الانصاري : يبيت الليلة ضيفي بغير عشاء؟! قربوا طعامكم فأكل وأكلوا معه ، فلما أصبح غدا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فأخبره بأمره فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الله أطعت عزوجل وعصيت الشيطان (٣).

٨ ـ ثو : أبي ، عن أحمد بن إدريس ، عن الاشعري ، عن أحمد بن محمد رفعه إلى بشير الدهان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من دهن مسلما كرامة له كتب الله عزوجل له بكل شعرة نورا يوم القيامة (٤).

٩ ـ سن : النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أضف بطعامك من تحب في الله (٥).

١٠ ـ سن : ابن فضال ، عن علي بن عقبة ، عن الوصافي قال : قال أبوجعفر عليه‌السلام لان أشبع أخالي في الله أحب إلي من أن أشبع عشرة مساكين (٦).

____________________

(١) أمالى الصدوق ص ٣٢٣. (٢) الخصال ج ٢ ص ٤٠.

(٣) أمالى الطوسى ج ١ ص ٣٩٣. (٤) ثواب الاعمال ص ١٣٧.

(٥) المحاسن ص ٣٩١. (٦) المحاسن ص ٣٩٢.

٤٥٢

١١ ـ سن : أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن الحكم ، عن شهاب بن عبد ربه قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : اعمل طعاما وتنوق فيه وادع عليه أصحابك (١).

١٢ ـ سن : أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إذا أتاك أخوك فآته بما عندك ، وإذا دعوته فتكلف له (٢).

١٣ ـ سن : أبي عن ابن أبي عمير ، عن جميل بن دراج ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : المؤمن لا يحتشم من أخيه وما أدري أيهما أعجب الذي يكلف أخاه ـ إذا دخل عليه ـ أن يتكلف له أو المتكلف لاخيه (٣).

١٤ ـ سن : بعض أصحابنا ، عن ابن عميرة ، عن سليمان بن عمر الثقفي ، عن عبدالله بن محمد بن عقيل ، عن جابر بن عبدالله ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : كفى بالمرء إثما أن يستقل ما يقرب إلى إخوانه ، وكفى بالقوم إثما أن يستقلوا ما يقربه إليهم أخوهم ، وقال في حديث آخر : قال إثم بالمرء (٤).

سن : إسماعيل بن مهران ، عن ابن عميرة ، عن عبدالله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب ، عن جابر ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مثله إلا أنه قال إثم بالمرء (٥).

١٥ ـ سن : نوح النيسابوري ، عن صفوان قال : جاءني عبدالله بن سنان قال : هل عندك شئ؟ قلت : نعم ، بعثت ابني وأعطيته درهما يشتري به لحما وبيضا فقال : أين أرسلت ابنك؟ فخبرته فقال رده رده ، عندك خل؟ عندك زيت؟ قلت : نعم ، قال : فهاته فاني سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : هلك لامرئ احتقر لاخيه ماحضره ، هلك لامرئ احتقر من أخيه ما قدم إليه (٦).

١٦ ـ سن : ابن محبوب ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : هلك بالمرء المسلم أن يخرج إليه أخوه ما عنده فيستقله ، وهلك بالمرء المسلم أن يستقل ما عنده للضعيف (٧).

____________________

(٢١) المحاسن ص ٤١٠. (٦٣) المحاسن ص ٤١٤.

(٧) المحاسن ص ٤١٥.

٤٥٣

١٧ ـ سن : النوفلي ، عن السكوني ، باسناده قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من مكرمة الرجل لاخيه أن يقبل تحفته ، وأن يتحفه بما عنده ، ولا يتكلف له شيئا وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا احب المتكلفين (١).

١٨ ـ سن : علي بن الحكم ، عن مرازم بن حكيم عمن رفعه قال : إن الحارث الاعور أتى أمير المؤمنين عليه‌السلام فقال : يا أمير المؤمنين جعلني الله فداك احب أن تكرمني بأن تأكل عندي ، فقال علي أمير المؤمنين عليه‌السلام على أن لا تتكلف شيئا ودخل فأتاه الحارث بكسر فجعل أمير المؤمنين عليه‌السلام يأكل ، فقال له الحارث : إن معي دراهم وأظهرها فاذ هي في كمه ، فقال : إن أذنت لي اشتريت ، فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : هذه مما في بيتك (٢).

١٩ ـ سن : أبي ، عن محمد بن سنان ، عن أبي الجارود ، عمن ذكره ، عن الحارث الاعور فقال : أتاني أمير المؤمنين عليه‌السلام فقلت له : يا أمير المؤمنين ادخل منزلي ، فقال : على شرط أن لا تدخر عني شيئا مما في بيتك ، ولا تتكلف شيئا مما وراء بابك (٣).

٢٠ ـ سن : النوفلي باسناده قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا طعم عند أهل بيت قال : طعم عندكم الصائمون ، وأكل معكم الابرار ، وصلت عليكم الملائكة الاخيار (٤).

٢١ ـ سن : ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي عبدالله السمان أنه حمل إلى أبي عبدالله عليه‌السلام لطفا فأكل معه منه ، فلما فرغ قال : الحمد لله ، وقال له : أكل طعامك الابرار ، وصلت عليك الملائكة الاخيار (٥).

٢٢ ـ سن : عفر بن محمد ، عن ابن القداح ، عن أبي عبدالله ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا أكل مع القوم كان أول من يضع يده مع القوم ، وآخر من يرفعها ، لان يأكل القوم (٦).

____________________

(٣١) المحاسن ص ٤١٥.

(٤ ٥) المحاسن ص ٤٣٩. (٦) المحاسن ص ٤٤٩.

٤٥٤

٢٣ ـ سن : النوفلي باسناده قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : صاحب الرحل يشرب أول القوم ويتوضأ آخرهم (١).

٢٤ ـ سن : جعفر ، عن ابن القداح ، عن أبي عبدالله ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ليشرب ساقي القوم آخرهم (٢).

٢٥ ـ سن : أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن حفص ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في الرجل يقسم على الرجل في الطعام أو نحوه قال : ليس عليه شئ إنما أراد إكرامه (٣).

٢٦ ـ سن : إبراهيم بن هاشم ، عن الحسن بن الحسين الفارسى ، عن سليمان ابن جعفر البصري قال : قال رسول الله عليه‌السلام : إن من حق الضيف أن يعد له الخلال (٤).

٢٧ ـ سر : السياري قال : نزل بأبي الحسن موسى عليه‌السلام أضياف فلما أرادوا الرحل قعد عني غلمانه ، فقالوا له يا ابن رسول الله لو أمرت الغلمان فأعانونا على؟؟؟؟ : أما وأنتم راحلون عنا فلا (٥).

٢٨ ـ سر : من جامع البزنطي ، عن جميل بن دراج ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن من الحشمة عند الاخ إذا أكل على خوان عند أخيه أن يرفع يده قبل يديه وقال : لا تقل لاخيك إذا دخل عليك : أكلت اليوم شيئا ، ولكن قرب إليه ما عندك ، فان الجواد كل الجواد من بذل ما عنده (٦).

٢٩ ـ مكا : عن الصادق عليه‌السلام قال : وأن رجلا أنفق على طعام ألف درهم وأكل منه مؤمن لم يعد مسرفا (٧).

٣٠ ـ كش : جعفر بن معروف ، عن محمد بن الحسين عن جعفر بن بشير ، عن أبان بن عثمان ، عن محمد بن زياد ، عن ميمون بن مهران عن علي عليه‌السلام

____________________

(٣١) المحاسن ص ٤٥٢. (٤) المحاسن ص ٥٦٤.

(٥) السرائر ص ٤٧٥. (٦) السرائر ص ٤٧٧.

(٧) مكارم الاخلاق ص ١٥٤.

٤٥٥

قال : قال الحارث : تدخل منزلي يا أمير المؤمنين؟ فقال عليه‌السلام : على شرط أن لا تدخرني شيئا مما في بيتك ، ولا تكلف لي شيئا مما وراء بابك ، قال : نعم فدخل يتحرق ويحب أن يشتري له ، وهو يظن أنه لا يجوز له ، حتى قال له أمير المؤمنين عليه‌السلام : ( مالك ) يا حارث؟ قال : هذه دارهم معي ولست أقدر على أن أشتري لك ما اريد ، قال : أو ليس قلت لك : لا تكلف ما وراء بابك ، فهذه مما في بيتك (١).

٣١ ـ نوادر الراوندى : باسناده قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من تكرمة الرجل لاخيه المسلم أن يقبل تحفته أو يتحفه مما عنده ، ولا يتكلف شيئا.

وبهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا احب المتكلفين (٢).

٣٢ ـ زهد النبى : للشيخ جعفر بن أحمد بن علي القمي باسناده إلى ابن عباس ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : من أطعم طعاما رئاء وسمعة أطعمه الله من صديد جهنم ، وجعل ذلك الطعام نارا في بطنه ، حتى يقضى بين الناس يوم القيامة.

٣٣ ـ دعوات الراوندى : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : من أطعم أخاه حلاوة أذهب الله عنه مرارة الموت.

وقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : قوت الاجساد الطعام ، وقوت الارواح الاطعام.

وقال الصادق عليه‌السلام : من أشبع جائعا أجرى الله له نهرا في الجنة ، وقال : كان سليمان عليه‌السلام يطعم أضيافه اللحم بالحواري ، وعياله الخشكار (٣).

ويأكل هو الشعير غير منخول.

وقال أبوعبدالله عليه‌السلام : عليك بالمساكين فأشبعهم ، فان الله تعالى يقول : «وما يبدئ الباطل وما يعيد» (٤).

____________________

(١) رجال الكشى ص ٨٢. (٢) نوادر الراوندى ص ١١.

(٣) الحوارى الخبز المصنوع من الدقيق الابيض وهو لباب الدقيق منخولا ، والخشكار الخبز المعمول من الدقيق الاسمر وهو الذي لم ينخل ، ويقا له له خبز السمراء.

(٤) سبأ : ٤٨.

٤٥٦

٩٢

*(باب)*

*«(العرض على أخيك)»*

١ ـ سن : علي بن محمد القاساني ، عن أبي أيوب سليمان بن مقبل المدائني عن داود بن عبدالله بن محمد الجعفري ، عن أبيه أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان في بعض مغازيه فمر به ركب وهو يصلي فوقفوا على أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فسألوهم عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ودعوا وأثنوا وقالوا : لولا أنا عجال لا نتظرنا رسول الله فأقرؤه السلام ومضوا ، فانفتل رسول الله صل الله عليه وآله مغضبا ثم قال لهم : يقف عليكم الركب ويسألونكم عني ويبلغونني السلام ، ولا تعرضون عليهم الغداء يعز على قوم فيهم خليلي جعفر أن يجوزوه حتى يتغدوا عنده (١).

٢ ـ سن : ابن عيسى ، عن عدة رفعوا إلى أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إذا دخل عليك أخوك فاعرض عليه الطعام ، فان لم يأكل فاعرض عليه الماء ، فان لم يشرب فاعرض عليه الوضوء (٢).

٣ ـ سن : ابن محبوب ، عن علي بن الخطاب الخلال ، عن رجل ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال أتاه مولى له فسلم عليه ومعه ابنه إسماعيل فسلم عليه وجلس فلما انصرف أبوعبدالله عليه‌السلام انصرف معه الرجل فلما انتهي أبوعبدالله عليه‌السلام إلى باب داره دخل وترك الرجل ، وقال له ابنه إسماعيل : يا أبه ألا كنت عرضت عليه الدخول ، فقال : لم يكن من شأني إدخاله ، قال : فهو لم يكن يدخل ، قال : يا بنى إني أكره أن يكتبني الله عراضا (٣).

____________________

(١) المحاسن ص ٤١٦.

(٣٢) المحاسن ص ٤١٧.

٤٥٧

٩٣

*(باب)*

*«(فضل اقراء الضيف واكرامه)»*

الايات : هود : فما لبث أن جاء بعجل حنيذ (١).

١ ـ ل : أبي ، عن الحميري ، عن الحسن بن موسى ، عن يزيد بن إسحاق عن الحسن بن عطية ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال المكارم عشر فان استطعت أن تكون فيك فلتكن أحدها إقراء الضيف الخبر (٢).

ما : المفيد ، عن ابن قولويه ، عن علي بن بابوية ، عن علي بن إبراهيم عن ابن عيسى ، عن النهدي ، عن يزيد بن إسحاق مثله (٣).

٢ ـ ما : فيما أوصى به أمير المؤمنين عليه‌السلام عند الوفاة اوصيك يا بنى بالصلاة عند وقتها إلى أن قال : وإكرام الضيف (٤).

٣ ـ ما : باسناد أبي قتادة قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام لداود بن سرحان : يا داود إن خصال المكارم بعضها مقيد ببعض يقسمها الله حيث شاء تكون في الرجل ولا تكون في ابنه ، وتكون في العبد ولا تكون في سيده : صدق الحديث ، وصدق اليأس ، وإعطاء السائل ، والمكافاة بالصنايع ، وأداء الامانة ، وصلة الرحم والتودد إلى الجار والصاحب ، وقرى الضيف ، ورأسهن الحياء (٥).

٤ ـ ب : هارون ، عن ابن صدقة ، عن جعفر بن محمد ، عن آبائه عليهم‌السلام أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مر بقبر يحفر وقد انبهر (٦) الذي يحفره ، فقال له : لمن تحفر هذا القبر؟ فقال : لفلان بن فلان ، فقال : وما للارض تشدد عليك إن كان ما علمت لسهلا حسن الخلق ، فلانت الارض عليه ، حتى كان ليحفرها بكفيه ، ثم قال :

____________________

(١) هود : ٦٩. (٢) الخصال ج ٢ ص ٩١.

(٣) أمالى الطوسى ج ١ ص ٩. (٤) أمالى الطوسى ج ١ ص ٦.

(٥) أمالى الطوسى ج ١ ص ٣٠٨. (٦) أى انقطع نفسه وتتابع من الاعياء.

٤٥٨

لقد كان يحب إقراء الضيف ولا يقري الضيف إلا مؤمن تقي (١).

٥ ـ ب : هارون ، عن ابن صدقة ، عن جعفر ، عن آبائه عليهم‌السلام أن رجلا أتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بأبي أنت وامي إني احسن الوضوء واقيم الصلاة واوتي الزكاة في وقتها ، وأقري الضيف طيب بها نفسي محتسب بذلك أرجو ما عندالله ، فقال : بخ بخ بخ ما لجهنم عليك سبيل إن الله قد برأك من الشح إن كنت كذلك ، ثم قال : نهى عن التكلف للضيف بما لا يقدر عليه إلا بمشقة وما من ضيف حل بقوم إلا ورزقه معه (٢).

٦ ـ ف : في خبر طويل ، عن الصادق عليه‌السلام قال أما الوجوه الاربعة التي يلزمه فيها النققه من وجوه اصطناع المعروف : فقضاء الدين ، والعارية ، والقرض وإقراء الضيف واجبات في السنة (٣).

٧ ـ سن : عثمان بن عيسى ، عن الحسين بن نعيم قال : قال لي أبوعبدالله عليه‌السلام : أتحب إخوانك يا حسين؟ قلت : نعم ، قال : تنفع فقراءهم؟ قلت : نعم ، قال : أما إنه يحق عليك أن تحب من يحب الله ، أما والله لا تنفع منهم أحدا حتى تحبه ، تدعوهم إلى منزلك؟ قلت : ما آكل إلا ومعي منهم الرجلان والثلاثة وأقل وأكثر ، فقال أبوعبدالله عليه‌السلام : فضلهم عليكم أعظم من فضلك عليهم ، فقلت : أدعوهم إلى منزلي واطعمهم طعامي وأسقيهم واوطئهم رجلي ويكونون علي أفضل منا؟ قال نعم ، إنهم إذا دخوا منزلك دخلوا بمغفرتك ومغفرة عيالك وإذا خرجو من منزلك خرجوا بذنوبك وذنوب عيالك (٤).

٨ ـ سن : [علي بن الحكم ، عن] أبان بن عثمان ، عن عبدالرحمن بن [أبي عبدالله ، عن] أبي عبدالله عليه‌السلام قال : لان آخذ خمسة دراهم فأدخل إلى سوقكم هذه فأبتاع بها الطعام ثم أجمع بها نفرا من المسلمين أحب إلى من أن

____________________

(١ و ٢) قرب الاسناد ص ٣٦ و ٥٠ في ط.

(٣) تحف العقول ٣٣ و ٣٣٦ في ط.

(٤) المحاسن ص ٣٩٠.

٤٥٩

أعتق نسمة (١).

٩ ـ سن : البزنطي ، عن صفوان الجمال ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : اكلة يأكلها أخي عندي أحب إلي من عتق رقبة (٢).

١٠ ـ سن : أبي ، عن حماد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : ما من مؤمن يدخل بيته مؤمنين فيطعمهما شبعهما إلا كان أفضل عن عتق نسمة (٣).

١١ ـ سن : علي بن الحكم ، عن ابن عميرة ، عن حسان ، عن صالح بن ميثم قال : سأل رجل أبا جعفر عليه‌السلام أي عمل يعمل به يعدل عتق نسمة؟ قال أبوجعفر عليه‌السلام : لان اطعم ثلاثة من المسلمين أحب إلى من نسمة ونسمة حتى بلغ سبعا ، وإطعام مسلم يعدل نسمة (٤).

١٢ ـ سن : أبي ، عن صفوان ، عن أبان بن عثمان ، عن الفضيل قال : قال أبوجعفر عليه‌السلام : شبع أربع من المسلمين يعدل عتق رقبة من ولد إسماعيل (٥).

١٣ ـ مكا : عن الصادق عليه‌السلام قال : المنجيات إطعام الطعام ، وإفشاء السلام والصلاة بالليل والناس نيام (٦).

١٤ ـ جع : علي بن موسى الرضا ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام ، عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لا تزال امتي بخير ما تحابوا وأدوا الامانة ، واجتنبوا الحرام وأقروا الضيف ، وأقاموا الصلاة ، وآتوا الزكاة ، فاذا لم يفعلوا ذلك ابتلوا بالقحط والسنين ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه ، والضيافة ، ثلاثة أيام ولياليهن فما فوق ذلك فهو صدقة وجايزة يوم وليلة ، ولا ينبغي للضيف إذا نزل بقوم أن يملهم فيخرجهم أو يخرجوه وعن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال ما من مؤمن يسمع بهمس الضيف وفرح بذلك إلا غفرت له خطاياه ، وإن كان مطبقة بين السماء والارض ، وعن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : الضيف

____________________

(١) المحاسن ص ٣٩٣. (٢ و ٣) المحاسن ص ٣٩٤.

(٤ و ٥) المحاسن ص ٣٩٥. (٦) مكارم الاخلاق ص ١٥٤.

٤٦٠