بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٧٧
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

جاء إلى رسولك بكتابك ، فقرأته وفهمت جميع ما ذكرته وسألت عنه ، وزعمت انك بليت بولاية الاهواز فسرني ذلك وساءني وساخبرك بماساءني من ذلك وماسرني إن شاء الله تعالى.

فأما سروري بولايتك فقلت : عسى أن يغيث الله ملهوفا خائفا من أولياء آل محمد ويعز بك ذليلهم ، ويكسو بك عاريهم ، ويقوي بك ضعيفهم ، ويطفئ بك نار المخالفين عنهم ، وأما الذي ساءني من ذلك فان أدنى ما أخاف عليك تغيرك بولى لنا فلا تشيم حظيرة القدس ، فاني ملخص لك جميع ما سألت عنه إن أنت عملت به ولم تجاوزه رجوت أن تسلم إن شاء الله تعالى.

أخبرني أبي يا عبدالله عن آبائه ، عن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : من استشاره أخوه المؤمن فلم يمحضه النصحية سلبه الله لبه.

واعلم أني ساشير عليك برأي إن أنت عملت به تخلصت مما أنت متخوفه واعلم أن خلاصك ونجاتك من حقن الدماء ، وكف الاذى عن أولياء الله ، والرفق بالرعية والتأني وحسن المعاشرة مع لين في غير ضعف ، وشدة في غير عنف ، ومداراة صاحبك ، ومن يرد عليك من رسله ، وارتق فتق رعيتك بأن توقفهم على ما وافق الحق والعدل إنشاء الله. إياك والسعاة وأهل النمائم فلا يلتزقن منهم بك أحد ولا يراك الله يوم ولا ليلة وأنت تقبل منهم صرفا ولا عدلا فيسخط الله عليك ، ويهتك سترك ، واحذر ما لخوز الاهواز ، فان أبي أخبرني ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليه السلام انه قال : إن الايمان لا يثبت في قلب يهودي ولا خوزي أبدا.

فأما من تأنس به وتستريح إليه ، وتلجى ء امورك إليه ، فذلك الرجل الممتحن المتسبصر الامين ، الموافق لك على دينك ، وميز عوامك ، وجرب الفريقين فان رأيت هنالك رشدا فشأنك وإياه ، وإياك أن تعطي درهما أو تخلع ثوبا أو تحمل على دابة في غير ذات الله تعالى لشاعر أو مضحك أو متمزح إلا أعطيت مثله في ذات الله ، ولتكن جوائزك وعطاياك وخلعك للقواد والرسل والاجناد وأصحاب الرسايل وأصحاب الشرط والاخماس ، وما أردت أن تصرفه في وجوه

٣٦١

البر والنجاح ، والفتوة (١) والصدقة والحج والمشرب والكسوة التي تصلي فيها وتصل بها والهدية التي تهديها إلى الله تعالى وإلى رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله من أطيب كسبك ( ومن طرف الهدايا ).

يا عبدالله اجهد أن لا تكنز ذهبا ولا فضة فتكون من أهل هذه الاية التي قال الله عزوجل : «الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله» (٢) ولا تستصغرن شيئا من حلو أو فضل طعام تصرفه في بطون خالية تسكن بها غضب الله تبارك وتعالى ، واعلم أني سمعت أبي يحدث ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليهم‌السلام أنه سمع النبي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول لاصحابه يوما : ما آمن بالله واليوم الاخر من بات شبعان وجاره جائع ، فقلنا هلكنا يا رسول الله فقال : من فضل طعامكم ومن فضل تمركم ورزقكم وخرقكم ، تطفؤن بها غضب الرب. وسانبئك بهوان الدنيا ، وهوان شرفها على ما مضى من السلف والتابعين فقد حدثني أبي محمد بن علي بن الحسين قال : لما تجهز الحسين عليه‌السلام إلى الكوفة أتاه ابن عباس فناشده الله والرحم ان يكون هو المقتول بالطف فقال عليه‌السلام : أنا أعرف بمصرعي منك وما وكدي من الدنيا إلا فراقها ألا اخبرك يا ابن عباس بحديث أمير المؤمنين عليه‌السلام والدنيا؟ فقال له : بلى لعمري إني لاحب أن تحدثني بأمرها فقال أبي قال علي بن الحسين عليه‌السلام : سمعت أبا عبدالله الحسن عليه‌السلام يقول : حدثني أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال إني كنت بفدك في بعض حيطانها ، وقد صارت لفاطمة عليهما‌السلام قال : فاذا أنا بامرأة قد قحمت علي وفي يدي مسحاة وأنا أعمل بها ، فما نظرت إليها طار قلبي مما تداخلني من جمالها فشبهتها ببثينة بنت عامر الجمحي وكانت من أجمل نساء قريش فقالت : يا ابن أبي طالب هل لك أن تتزوج بي فاغنيك عن هذه المسحاة ، وأدلك على خزائن الارض فيكون لك الملك ما بقيت ولعقبك من بعدك؟ فقال لها عليه‌السلام : من انت حتى أخطبك من أهلك؟ فقالت : أنا الدنيا ، قال قلت لها : فارجعي واطلبي زوجا غيري وأقبلت على

____________________

(١) والعتق خ. (٢) براءة : ٣٤ وفى نسخة ذكرت الاية بتمامها.

٣٦٢

مسحاتي وأنشأت أقول :

لقد خاب من غرته دنيا دنية

وما هي إن غرت قرونا بنائل

أتتنا على زي العزيز بثينة

وزينتها في مثل تلك الشمائل

فقلت لها غري سواي فانني

عزوف عن الدنيا ولست بجاهل

وما انا والدنيا فان محمدا

احل صريعا بين تلك الجنادل

وهبها أتتني بالكنوز ودرها

وأموال قارون وملك القبائل

أليس جميعا للفناء مصيرها

ويطلب من خزانها بالطوائل

فغري سواي إنني غير راغب

بما فيك من ملك وعز ونائل

فقد قنعت نفسي بما قد رزقته

فشأنك يا دنيا وأهل الغوائل

فاني أخاف الله يوم لقائه

واخشى عذابا دائما غير زائل

فخرج من الدنيا وليس في عنقه تبعة لاحد حتى لقي الله محمود غير ملوم ولا مذموم ، ثم اقتدت به الائمة من بعده بما قد بلغكم لم يتلطخوا بشئ من بوائقها عليهم‌السلام أجمعين وأحسن مثواهم.

ولقد وجهت إليك بمكارم الدنيا والاخرة ، وعن الصادق المصدق رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فان أنت عملت بما نصحت لك في كتابي هذا ثم كانت عليك من الذنوب والخطايا كمثل اوزان الجبال ، وأمواج البحار ، رجوت الله أن يتحامى عنك جل وعز بقدرته (١).

يا عبدالله إياك أن تخيف مؤمنا فان أبي محمد بن علي حدثني ، عن أبيه ، عن جده علي بن أبي طالب عليهم‌السلام أنه كان يقول : من نظر إلى مؤمن نظرة ليخيفه بها أخافه الله يوم لا ظل إلا ظله ، وحشره في صورة الذر لحمه وجسده وجميع أعضائه حتى يورده مورده ، وحدثني أبي ، عن آبائه ، عن علي عليهم‌السلام عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : من أغاث لهفانا من المؤمنين أغاثه الله يوم لا ظل إلا ظله ، وآمنه يوم الفزع الاكبر ، وآمنه من سوء المنقلب ، ومن قضى لاخيه المؤمن حاجة قضى الله

____________________

(١) ذكر القصة الكيدرى في أنوار العقول مع أشعاره عليه‌السلام في قافية اللام وفى الابيات اختلاف يسير.

٣٦٣

له حوائج كثيرة إحداها الجنة ، ومن كسا أخاه المؤمن من عري كساه الله من سندس الجنة وإستبرقها وحريرها ، ولم يزل يخوض في رضوان الله مادام على المكسو منها سلك ، ومن أطعم أخاه من جوع أطعمه الله من طيبات الجنة ، ومن سقاه من ظلمأ سقاه الله من الرحيق المختوم ، ومن أخدم أخاه المؤمن أخدمه الله من الوالدان المخلدين ، وأسكنه مع أوليائه الطاهرين ، ومن حمل أخاه المؤمن على راحلة حمله الله على ناقة من نوق الجنة ، وباهى به الملائكة المقربين يومن القيامة ومن زوج أخاه المؤمن امرأة يأنس بها وتشد عضده ويستريح إليها زوجه الله من الحور العين ، وآنسه بمن أحب من الصديقين من أهل بيت نبيه وإخوانه وآنسهم به ، ومن أعان أخاه المؤمن على سلطان جائر أعانه على إجازة الصراط عند زلزلة الاقدام ، ومن زار أخاه المؤمن إلى منزله لا لجاجة منه إليه كتب من زوار الله ، وكان حقيقا على الله أن يكرم زائره.

يا عبدالله! وحدثني أبي ، عن آبائه ، عن علي عليهم‌السلام أنه سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو يقول لاصحابه يوما : معاشر الناس إنه ليس بمؤمن من آمن بلسانه ولم يؤمن بقلبه ، فلا تتبعوا عثرات المؤمنين ، فانه من اتبع عثرة مؤمن اتبع الله عثراته يوم القيامة وفضحه في جوف بيته ، وحدثني أبي عن آبائه ، عن علي عليهم‌السلام أنه قال : أخذ الله ميثاق المؤمن أن لا يصدق في مقالته ولا ينتصف من عدوه ، وعلى أن لا يشفي غيظه إلا بفضيحة نفسه ، لان كل مؤمن ملجم وذلك لغاية قصيرة ، وراحة طويلة. أخذ الله ميثاق المؤمن على أشياء أيسرها مؤمن مثله يقول بمقالته يبغيه ويحسده ، والشيطان يغويه ويمقته والسلطان يقفو أثره ويتبع عثراته ، وكافر بالذي هو به مؤمن يرى سفك دمه دينا ، وإباحة حريمه غنما ، فما بقاء المؤمن بعد هذا؟

يا عبدالله! وحدثني أبي ، عن آبائه ، عن على عليهم‌السلام عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : نزل جبرئيل عليه‌السلام فقال : يا محمد إن الله يقرأ عليك السلام ويقول : اشتققت للمؤمن اسما من اسمائي سميته مؤمنا فالمؤمن مني وأنا منه ، من استهان بمؤمن

٣٦٤

فقد استقبلني بالمحاربة ، يا عبدالله وحدثني أبي ، عن آبائه ، عن علي عليهم‌السلام عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال يوما : يا علي لا تناظر رجلا حتى تنظر في سريرته فان كانت سريرته حسنة فان الله عزوجل لم يكن ليخذل وليه وإن كانت سريرته رديئة فقد يكفيه مساويه ، فلو جهدت أن تعمل به أكثر مما علم من معاصي الله عزوجل ما قدرت عليه يا عبدالله وحدثني أبي ، عن آبائه ، عن على عليهم‌السلام عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : أدنى الكفر أن يسمع الرجل عن أخيه الكلمة فيحفظها عليه يريد أن يفضحه بها ، اولئك لا خلاق لهم ، يا عبدالله وحدثني أبي ، عن آبائه ، عن علي عليه‌السلام أنه قال : من قال في مؤمن ما رأت عيناه وسمعت اذناه ما يشينه ويهدم مروته فهو من الذين قال الله عزوجل : «إن الذن يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم» (١).

يا عبدالله وحدثني أبي ، عن آبائه ، عن علي عليهم‌السلام أنه قال : من روى عن أخيه المؤمن رواية يريد بها هدم مروته وثلبه أو بقه الله بخطيئته حتى يأتي بمخرج مما قال ، ولن يأتي بالمخرج منه أبدا ، ومن أدخل على أخيه المؤمن سرورا فقد أدخل على أهل البيت عليهم‌السلام سرورا ، ومن أدخل على أهل البيت سرورا فقد أدخل على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله سرورا ، ومن أدخل على رسول الله (ص) سرورا فقد سر الله ، ومن سر الله فحقيق عليه أن يدخله الجنة. ثم إني اوصيك بتقوى الله وإيثار طاعته والاعتصام بحبله ، فانه من اعتصم بحبل الله فقد هدي إلى صراط مستقيم ، فاتق الله ولا تؤثر أحدا على رضاه وهواه ، فانه وصية الله عزوجل إلى خلقه لا يقبل منهم غيرها ، ولا يعظم سواها. واعلم أن الخلائق لم يوكلوا بشئ أعظم من التقوى فانه وصيتنا أهل البيت ، فان استطعت أن لا تنال من الدنيا شيئا تسأل عنه غدا فافعل.

قال عبدالله بن سليمان : فلما وصل كتاب الصادق عليه‌السلام إلى النجاشي نظر فيه فقال : صدق والله الذي لا إله إلا هو مولاي قلما عمل أحد بما في هذا الكتاب

____________________

(١) النور : ١٩.

٣٦٥

إلا نجا ، فلم يزل عبدالله يعمل به أيام حياته (١).

أقول : ووجدت في كراس بخط الشهيد الثاني قدس الله روحه بعض هذه الرواية وكأنه كتبها لبعض إخوانه ، وهذا لفظه : يقول كاتب هذه الاحرف الفقير إلى عفو الله تعالى ورحمته ، زين الدين ابن علي بن أحمد الشامي عامله الله تعالى برحمته وتجاوز عن سيئاته بمغفرته : أخبرنا شيخنا السعيد المبرور المغفور النبيل نور الدين علي بن عبد العالي الميسي قدس الله تعالى روحه ونور ضريحه يوم الخميس خامس شهر شعبان سنة ثلاثين وتسعمائة بداره ، قال : أخبرنا شيخنا المرحوم الصالح الفاضل شمس الدين محمد بن محمد بن محمد بن داود الشهير بابن المؤذن الجزيني حادي عشر شهر المحرم سنة أربع وثمانين وثمانمائة قال : أخبرنا الشيخ الصالح الاصيل الجليل ضياء الدين أبوالقاسم علي ابن الشيخ الامام السعيد شمس الدين أبوعبدالله الشهيد محمد بن مكي أعلى الله درجته كما شرف خاتمته قال : أخبرني والدي السعيد الشهيد قال : أخبرني الامامان الاعظمان عميد الملة والدين عبدالمطلب ابن الاعرج الحسيني والشيخ الامام فخر الدين أبوطالب محمد ابن الشيخ الامام شيخ الاسلام أفضل المتقدمين والمتأخرين وآية الله في العالمين محيي سنن سيد المرسلين الشيخ جمال الدين حسن ابن الشيخ السعيد أبوالمظفر يوسف بن علي بن المطهر الحلي قدس الله تعالى روحه الطاهرة وجمع بينه وبين أئمته في الاخرة كلاهما عن شيخنا السعيد جمال الدين الحسن بن المطهر عن والده السعيد سديد الدين يوسف ابن المطهر قال : أخبرنا السيد العلامة النسابة فخار بن معد الموسوي عن الفقيه سديد الدين شاذان بن جبرئيل القمي نزيل المدينة المشرفة عن الشيخ الفقيه عماد الدين محمد بن القاسم الطبري ، عن الشيخ الفقيه أبي علي الحسن ابن الشيخ الجليل السعيد محيي المذهب محمد بن الحسن الطوسي ، عن والده السعيد قدس الله روحه عن الشيخ المفيد محمد بن النعمان عن الشيخ أبي عبدالله جعفر بن قولويه إلى آخر ما ذكره من الرواية.

____________________

(١) رسالة الغيبة للشهيد المطبوعة مع كشف الفوائد ص ٢٦٤. وسيأتي في ج ٧٧ : ١٨٩ ، ج ٧٨ : ٢٧١.

٣٦٦

٧٨ ـ كتاب زيد النرسى : قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : إياكم وغشيان الملوك ، وأبناء الدنيا ، فان ذلك يصغر نعمة الله في أعينكم ويعقبكم كفرا وإياكم ومجالسة الملوك وأبناء الدنيا ، ففي ذلك ذهاب دينكم ويعقبكم نفاقا وذلك داء دوي لا شفاء له ، ويورث قساوة القلب ، ويسلبكم الخشوع ، وعليكم بالاشكال من الناس ، والاوساط من الناس ، فعندهم تجدون معادن الجوهر ، وإياكم أن تمدوا أطرافكم إلى ما في أيدي أبناء الدنيا فمن مد طرفه إلى ذلك طال حزنه ولم يشف غيظه واستصغر نعمة الله عنده ، فيقل شكره الله ، وانظر إلى من هو دونك فتكون لانعم الله شاكرا ، ولمزيده مستوجبا ولجوده ساكبا.

٧٩ ـ اعلام الدين : روي عن اويس القرني رحمة الله عليه قال لرجل سأله كيف حالك؟ فقال : كيف يكون حال من يصبح يقول : لا أمسي ، ويمسي يقول : لا أصبح ، يبشر بالجنة ولا يعمل عملها ، ويحذر النار ولا يترك ما يوجبها ، والله إن الموت وغصصه وكرباته وذكر هول المطلع وأهوال يوم القيامة لم تدع للمؤمن في الدنيا فرحا ، وإن حقوق الله لم تبق لنا ذهبا ولا فضة ، وإن قيام المؤمن بالحق في الناس لم يدع له صديقا ، نأمرهم بالمعروف وننهاهم عن المنكر فيشتمون أعراضنا ويرموننا بالجرائم والمعايب والعظائم ، ويجدون على ذلك أعوانا من الفاسقين ، إنه والله لا يمنعنا ذلك أن نقوم فيهم بحق الله.

٨٢

(باب)

( الركون إلى الظالمين وحبهم وطاعتهم )

الايات : الانعام : وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين (١).

هود : واتبعوا أمر كل جبار عنيد ، وقال تعالى : فاتبعوا أمر فرعون

____________________

(١) الانعام : ٦٨.

٣٦٧

وما أمر فرعون برشيد ، وقال سبحانه : ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون (١).

الكهف : وما كنت متخذ المضلين عضدا (٢).

الشعراء : فاتقوا الله وأطيعون ولا تطيعوا أمر المسرفين * الذين يفسدون في الارض ولا يصلحون (٣).

القصص : قال رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين (٤).

الصافات : احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم (٥).

الزمر : والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى (٦).

الجاثية : وأن الظالمين بعضهم أولياء بعض (٧).

نوح : قال نوح رب إنهم عصوني واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارا (٨).

الدهر : فاصبر لحكم ربك ولا تطع منهم آثما أو كفورا (٩).

١ ـ لى : ممد بن علي بن بشار ، عن علي بن إبراهيم القطان ، عن محمد بن عبدالله الحضرمي ، عن أحمد بن بكر ، عن محمد بن مصعب ، عن حماد بن سلمة عن ثابت ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : طاعة السلطان واجبة ، ومن ترك طاعة السلطان فقد ترك طاعة الله عزوجل ، ودخل في نهيه ، إن الله عزوجل يقول : «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة» (١٠).

____________________

(١) هود : ٥٩ ، ٩٧ ، ١١٣. (٢) الكهف : ٥١.

(٣) الشعراء : ١٥٠ ١٥٢. (٤) القصص : ١٧.

(٥) الصافات : ٢٢ و ٢٣ (٦) الزمر : ١٧.

(٧) الجاثية : ١٩. (٨) نوح : ٢١.

(٩) الدهر : ٢٤.

(١٠) أمالي الصدوق ص ٢٠٣ ، والاية في البقرة : ١٩٥.

٣٦٨

٢ ـ لى : الهمداني ، عن علي ، عن أبيه ، عن موسى بن إسماعيل بن موسى عن أبيه ، عن جده موسى بن جعفر عليهما‌السلام أنه قال لشيعته : يا معشر الشيعة لا تذلوا رقابكم بترك طاعة سلطانكم ، فان كان عادلا فاسألوا الله إبقاءه ، وإن كان جائرا فاسألوا الله إصلاحه ، فان صلاحكم في صلاح سلطانكم ، وإن السلطان العادل بمنزلة الوالد الرحيم ، فأحبوا له ما تحبون لانفسكم ، واكرهوا له ما تكرهون لانفسكم (١).

٣ ـ لى : في مناهي النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من مدح سلطانا جائرا وتخفف وتضعضع له طمعا فيه ، كان قرينه إلى النار ، وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : قال الله عزوجل : «ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار» وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : من دل جائرا على جور كان قرين هامان في جهنم ، وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : من تولى خصومة ظالم أو أعان عليها ثم نزل به ملك الموت قال له : أبشر بلعنة الله ونار جهنم وبئس المصير ، وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : ألا ومن علق سوطا بين يدي سلطان جائر جعل الله ذلك السوط يوم القيامة ثعبانا من النار طوله سبعون ذراعا يسلط عليه في نار جهنم وبئس المصير ، ونهى صلى‌الله‌عليه‌وآله عن إجابة الفاسقين إلى طعامهم (٢).

٤ ـ جا ، ما : فيما أوصى به أمير المؤمنين عليه‌السلام عند وفاته : أحب الصالح لصلاحه ، ودار الفاسقين عن دينك ، وابغضه بقلبك (٣).

٥ ـ فس : «احشروا الذين ظلموا وأزواجهم» قال : الذين ظلموا آل محمد حقهم «وأزاجهم» قال : وأشباههم (٤).

٦ ـ مع : أبي ، عن سعد ، عن الاصبهاني ، عن المنقري ، عن فضيل بن عياض

____________________

(١) أمالى الصدوق ص ٢٠٣.

(٢) أمالى الصدوق ص ٢٥٦.

(٣) مجالس المفيد ١٢٩ ، أمالى الطوسى ج ١ ص ٦.

(٤) تفسير القمى ص ٥٥٥ ، والاية في الصافات : ٢٢.

٣٦٩

عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قلت له : من الورع من الناس؟ فقال : الذي يتورع عن محارم الله ويجتنب هؤلاء الشبهات ، وإذا لم يتق الشبهات وقع في الحرام وهو لا يعرفه ، وإذا رأى المنكر ولم ينكره وهو يقوى عليه فقد أحب أن يعصى الله ومن أحب أن يعصى الله فقد بارز الله بالعداوة ، ومن أحب بقاء الظالمين فقد أحب أن يعصى الله ، إن الله تبارك وتعالى حمد نفسه على هلاك الظلمة فقال « فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين (١).

فس : أبي عن الاصبهاني [ مثله ] (٢).

٦ ـ مع : الوارق ، عن سعد ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه علي ، عن الحسن ابن سعيد ، عن الحارث بن محمد بن النعمان ، عن جميل بن صالح ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال عيسى بن مريم لبني إسرائيل : لا تعينوا الظالم على ظلمه فيبطل فضلكم الخبر (٣).

٨ ـ ب : ممد بن عيسى ، عن علي بن يقطين أو عن زيد ، عن علي بن يقطين أنه كتب إلى أبي الحسن موسى عليه‌السلام أن قلبي يضيق مما أنا عليه من عمل السلطان وكان وزيرا لهارون فان أذنت لي جعلني الله فداك هربت منه ، فرجع الجواب : لا آذن لك بالخروج من عملهم ، واتق الله أو كما قال (٤).

٩ ـ ل : فيما أوصى به النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى علي عليه‌السلام : يا علي ثلاث يقسين القلب : استماع اللهو ، وطلب الصيد ، وإيتان باب السلطان (٥).

١٠ ـ ل : أبي ، عن أحمد بن إدريس ، عن الاشعري قال : روي عن ابن أبي عثمان ، عن موسى المروزي ، عن أبي الحسن الاول قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أربع يفسدن القلب وينبتن النفاق في القلب كما ينبت الماء

____________________

(١) معانى الاخبار ص ٢٥٣ ، والاية في الانعام : ٤٥.

(٢) تفسير القمى ص ١٨٨. (٣) لم نجده والظاهر : أبى عن سعد

(٤) قرب الاسناد ص ١٢٦. (٦) الخصال ج ١ ص ٦٢.

٣٧٠

الشجر : استماع اللهو ، والبذاء ، وإتيان باب السلطان ، وطلب الصيد (١).

١١ ـ ل : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن أبي أيوب عن عمار بن مروان قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : السحت أنواع كثيرة منها ما اصيب من أعمال الولاة الظلمة ، ومنها اجور القضاء ، واجور الفواجر ، وثمن الخمر والنبيذ المسكر ، والربا بعد البينة فأما الرشايا عمار في الاحكام فان ذلك الكفر بالله العظيم وبرسوله (٢).

١٢ ـ ل : فيما أوصى به النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى علي عليه‌السلام : ثمانية إن اهينوا فلا يلوموا إلا أنفسهم : الذاهب إلى مائدة لم يدع إليها ، والمتأمر على رب البيت وطالب الخير من أعدائه ، وطالب الفضل من اللئام ، والداخل بين اثنين في سر لم يدخلاه فيه ، والمستخف بالسلطان ، والجالس في مجلس ليس له بأهل ، والمقبل بالحديث على من لا يسمع منه (٣).

١٣ ـ ما : عن أبي هريرة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من بذا جفا ومن تبع الصيد غفل ، ومن لزم السلطان افتتن ، وما يزداد من السلطان قربا إلا ازداد من الله بعدا (٤).

١٤ ـ ثو : ابن الوليد ، عن الحميري ، عن هارون ، عن ابن زياد ، عن الصادق عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : رحم الله رجلا أعان سلطانه على بره (٥).

أقول : تمامه في باب بر الوالدين.

١٥ ـ ثو : ابن المتوكل ، عن الحميري ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب عن حديد المدائني ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : صونوا دينكم بالورع ، وقووه بالتقية والاستغناء بالله عن طلب الحوائج من السلطان ، واعلموا أنه أيما مؤمن خضع لصاحب سلطان أو من يخالطه على دينه طلبا لما في يديه من دنياه أخمله الله

____________________

(١) الخصال ج ١ ص ١٠٨. (٢) الخصال ج ١ ص ١٦٠.

(٣) الخصال ج ٢ ص ٤٠. (٤) أمالى الطوسى ج ١ ص ٢٧٠.

(٥) ثواب الاعمال ص ١٦٩.

٣٧١

ومقته عليه ووكله إليه ، فان هو غلب على شئ من دنياه وصار في يده منه شئ نزع الله البركة منه ، ولم يأجره على شئ ينفقه في حج ولا عمرة ولا عتق (١).

جا : أحمد بن الوليد ، عن أبيه ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب مثله.

١٦ ـ ثو : ما جيلويه ، عن عمه ، عن الكوفي ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل قال : قال لي أبوعبدالله عليه‌السلام : يا مفضل إنه من تعرض لسلطان جائر فأصابته منه بلية لم يؤجر عليها ولم يرزق الصبر عليها (٢).

١٧ ـ ثو : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن معروف ، عن ابن المغيرة ، عن السكوني ، عن الصادق ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا كان يوم القيامة نادى مناد أين الظلمة وأعوانهم!؟ من لاق لهم دواة أو ربط لهم كيسا أو مد لهم مدة قلم ، فاحشروهم معهم (٣).

١٨ ـ ثو : بهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما اقترب عبد من سلطان إلا تباعد من الله ، ولا كثر ماله إلا اشتد حسابه ، ولا كثر تبعه إلا كثرت شياطينه (٤).

١٩ ـ ثو : بهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إياكم وأبواب السلطان وحواشيها ، فان أقربكم من أبواب السلطان وحواشيها أبعدكم من الله عزوجل ومن آثر السلطان على الله عزوجل أذهب الله عنه الورع وجعله حيران (٥).

٢٠ ـ ثو : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن يزيد ، عن ابن بنت الوليد بن صبيح الباهلي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من سود اسمه في ديوان ولد فلان حشره الله عزوجل يوم القيامة خنزيرا (٦).

٢١ ـ ثو : أبي ، عن محمد العطار ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن أبي نهشل عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من عذر ظالما بظلمه سلط الله عليه

____________________

(١) ثواب الاعمال ص ٢٢٠. (٢) ثواب الاعمال ص ٢٢٢.

(٣) ثواب الاعمال ص ٢٣٢.

(٤ و ٦) ثواب الاعمال ص ٢٣٣

٣٧٢

من يظلمه ، فان دعا لم يستجب له ولم يأجره الله على ظلامته (١).

٢٢ ـ ثو : أبي ، عن سعد ، عن محمد بن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن عبدالله ابن سنان قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : من أعان ظالما على مظلوم لم يزل الله عزوجل عليه ساخطا حتى ينزع عن معونته (٢).

٢٣ ـ ص : بالاسناد إلى الصدوق ، عن أبيه ، عن سعد ، عن أبن أبي الخطاب عن محمد بن سنان ، عن مقرن إمام بني فتيان ، عمن روى عن أبي عبدالله صلوات الله عليه قال : كان في زمن موسى صلوات الله عليه ملك جبار قضى حاجة مؤمن بشفاعة عبد صالح فتوفي في يوم الملك الجبار والعبد الصالح ، فقام على الملك الناس وأغلقوا أبواب السوق لموته ثلاثة أيام ، وبقي ذلك العبد الصالح في بيته ، وتناولت دواب الارض من وجهه ، فرآه موسى بعد ثلاث فقال : يا رب هو عدوك وهذا وليك ، فأوحى الله إليه يا موسى : إن وليي سأل هذا الجبار حاجة فقضاها فكافأته عن المؤمن ، وسلطت دواب الارض على محاسن وجه المؤمن لسؤاله ذلك الجبار.

٢٤ ـ ص : بالاسناد إلى الصدوق ، عن ما جيلويه ، عن عمه ، عن الكوفي عن التفليسي ، عن السمندي ، عن الصادق ، عن آبائه صلوات الله عليهم قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن أفضل الصدقة صدقة اللسان تحقن به الدماء ، وتدفع به الكريهة ، وتجر المنفعة إلى أخيك المسلم ، ثم قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن عابد بني إسرائيل الذي كان أعبدهم ، كان يسعى في حوائج الناس عند الملك ، وإنه لقي إسماعيل بن حزقيل فقال : لا تبرح حتى أرجع إليك يا إسماعيل ، فسها عنه عند الملك فبقي إسماعيل إلى الحول هناك ، فأنبت الله لا سماعيل عشبا فكان يأكل منه ، وأجرى له عينا وأظله بغمام. فخرج الملك بعد ذلك إلى التنزه ومعه العابد فرأى إسماعيل فقال : إنك لههنا يا إسماعيل؟ فقال له : قلت : لا تبرح فلم أبرح فسمي صادق الوعد ، قال : وكان جبار مع الملك فقال : أيها الملك كذب هذا العبد ، قد مررت بهذه البرية فلم أره ههنا ، فقال له إسماعيل : إن كنت كاذبا نزع الله

____________________

(١ ٢) ثواب الاعمال ص ٢٢٤.

٣٧٣

صالح ما أعطاك قال : فتناثرت أسنان الجبار ، فقال الجبار : إني كذبت على هذا العبد الصالح فاطلب يدعو الله أن يرد علي أسناني فاني شيخ كبير ، فطلب إليه الملك فقال : إني أفعل ، قال : الساعة؟ قال : لا وأخره إلى السحر ، ثم دعا.

ثم قال : يا فضل إن أفضل ما دعوتم الله بالاسحار ، قال الله تعالى : «وبالاسحار هم يستغفرون» (١).

أقول : قد مضى بعض الاحكام في باب أحوال الملوك والامراء ، وسيأتي بعضها في باب جوامع المكاسب في كتاب التجارات.

٢٥ ـ شى : عن سليمان بن جعفر الجعفري قال : قلت لابي الحسن الرضا عليه‌السلام : ما تقول في أعمال السلطان؟ فقال : يا سليمان الدخول في أعمالهم والعون لهم والسعي في حوائجهم عديل الكفر ، والنظر إليهم على العمد من الكباير التي يستحق به النار (٢).

٢٦ ـ شى : عن عمرو بن جميع ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : من أتى غنيا فتواضع لغنائه ذهب الله بثلثي دينه.

٢٧ ـ شى : عن علي بن دراج الاسدي قال : دخلت على أبي جعفر عليه‌السلام فقلت له : إني كنت عاملا لبني أمية فأصبت مالا كثيرا فظننت أن ذلك لا يحل لي ، قال : فسألت عن ذلك غيري؟ قال : قلت : قد سألت فقيل لي : إن أهلك ومالك وكل شئ لك حرام ، قال : ليس كما قالوا لك ، قلت : جعلت فداك فلي توبة؟ قال : نعم توبتك في كتاب الله «قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف» (٣).

٢٨ ـ شى : عن بعض أصحابنا قال أحدهم : أنه سئل عن قول الله : «ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار» قال : هو الرجل من شيعتنا يعول على

____________________

(١) الذاريات : ١٨.

(٢) تفسير العياشى ج ١ ص ٢٣٨.

تفسير العياشي ج ٢ ص ٥٥ والاية في الانفال : ٣٨.

٣٧٤

هؤلاء الجائرين (١).

٢٩ ـ شى : عن عثمان بن عيسى ، عن رجل ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام «ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار» قال : أما إنه لم يجعلها خلودا ولكن تمسكم النار فلا تركنوا إليهم (٢).

٣٠ ـ سر : من كتاب أبي القاسم بن قولويه روى جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : من مشى إلى سلطان جائر فأمره بتقوى الله ، وخوفه ووعظه ، كان له مثل أجر الثقلين من الجن والانس ومثل أعمالهم (٣).

٣١ ـ قب : علي بن أبي حمزة قال : كان لي صديق من كتاب بني أمية فقال لي : استأذن لي على أبي عبدالله فأستأذنت له فلما دخل سلم وجلس ثم قال : جعلت فداك إني كنت في ديوان هؤلاء القوم ، فأصبت من دنياهم مالا كثيرا وأغمضت في مطالبه ، فقال أبوعبدالله : لو لا أن بني أمية وجدوا من يكتب لهم ويجبى لهم الفئ ، ويقاتل عنهم ويشهد جماعتهم ، لما سلبونا حقنا ، ولو تركهم الناس وما في أيديهم ما وجدوا شيئا إلا ما وقع في أيديهم ، فقال الفتى : جعلت فداك فهل لي من مخرج منه؟ قال : إن قلت لك تفعل؟ قال : أفعل ، قال : اخرج من جميع ما كسبت في دواوينهم ، فمن عرفت منهم رددت عليه ماله ، ومن لم تعرف تصدقت به ، وأنا أضمن لك على الله الجنة ، قال : فأطرق الفتى طويلا فقال : قد فعلت جعلت فداك. قال ابن أبي حمزة : فرجع الفتى معنا إلى الكوفة فما ترك شيئا على وجه الارض إلا خرج منه حتى ثيابه التي كانت على بدنه ، قال : فقسمنا له قسمة واشترينا له ثيابا وبعثنا له بنفقة ، قال : فما أتى عليه أشهر قلائل حتى مرض فكنا نعوده ، قال : فدخلت عليه يوما وهو في السياق (٤) ففتح عينيه ثم قال : يا علي وفى لي والله صاحبك ، قال : ثم مات فولينا أمره فخرجت حتى دخلت على أبي عبدالله عليه‌السلام فلما نظر إلي قال : يا علي وفينا والله لصاحبك ، قال : فقلت :

____________________

(١ و ٢) تفسير العياشى ج ٢ ص ١٦١.

(٣) السرائر ص ٤٩٨. (٤) السياق للمريض : الشروع في نزع الروح.

٣٧٥

صدقت جعلت فداك ، هكذا قال لي والله عند موته (١).

٣٢ ـ كش : محمد بن مسعود ، عن أحمد بن منصور ، عن أحمد بن الفضل ، عن محمد بن زياد ، عن المفضل بن مزيد أخي شعيب الكاتب قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : انظر ما أصبت فعد به على إخوانك ، فان الله عزوجل يقول : «إن الحسنات» (٢) قال المفضل : كنت خليفة أخي على الديوان قال : وقد قلت : ترى مكاني من هؤلاء القوم فما ترى؟ قال : لو لم يكن كيت (٣).

٣٣ ـ كش : محمد بن مسعود ، عن أحمد بن جعفر بن أحمد ، عن العمر كي عن محمد بن علي وغيره ، عن ابن أبي عمير ، عن مفضل بن مزيد أخي شعيب الكاتب قال : دخلت على أبي عبدالله وقد أمرت أن أخرج لبني هاشم جوائز فلا أعلم إلا وهو على رأسي وأنا مستخل فوثبت إليه ، فسألني عما أمر لهم ، فناولته الكتاب قال : ما أرى لا سماعيل ههنا شيئا ، فقلت : هذا الذي خرج إلينا ثم قلت له : جعلت فداك قد ترى مكاني من هؤلاء القوم ، فقال لي : انظر ما أصبت فعد به على أصحابك فان الله عزوجل يقول «إن الحسنات يذهبن السيئات (٤)».

٣٤ ـ كش : حمدويه ، عن محمد بن إسماعيل الرازي ، عن ابن فضال ، عن صفوان بن مهران الجمال قال : دخلت على أبي الحسن الاول عليه‌السلام فقال لي : يا صفوان كل شئ منك حسن جميل ما خلا شيئا واحدا ، قلت : جعلت فداك أي شئ قال إكراءك جمالك من هذا الرجل يعني هارون قلت : والله ما أكريته أشرا ولا بطرا ولا للصيد ولا للهو ، ولكن أكريته لهذا الطريق ، يعني طريق مكة ، ولا أتولاه بنفسي ، ولكنى أبعث معه غلماني ، فقال لي : يا صفوان أيقع كراك عليهم؟ قلت نعم جعلت فداك ، قال : فقال لي أتحب بقاءهم حتى يخرج كراك؟ قلت : نعم ، قال : فمن أحب بقاءهم فهو منهم ، ومن كان منهم فهو ورد النار ، قال صفوان : فذهبت وبعت جمالي عن آخرها ، فبلغ ذلك إلى هارون فدعاني ، فقال لي : يا صفوان بلغني

____________________

(١) مناقب آل أبى طالب ج ٤ ص ٢٤٠.

(٢) ان الحسنات يذهبن السيئات ، هود : ١١٤.

رجال الكشي ص ٣٢٠. (٤) رجال الكشي ٣٢١.

٣٧٦

أنك بعت جمالك؟ قلت : نعم ، فقال ولم؟ فقلت : أنا شيخ كبير وإن الغلمان لا يقوون بالاعمال فقال : هيهات هيهات إني لاعلم من أشار عليك بهذا ، أشار عليك بهذا موسى بن جعفر ، قلت : مالي ولموسى بن جعفر؟ فقال : دع هذا عنك ، فو الله لولا حسن صحبتك لقتلتك (١).

٣١ ـ جع : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : من مشى مع ظالم ليعينه وهو يعلم أنه ظالم فقد خرج من الاسلام ، وقال الباقر عليه‌السلام : العامل بالظلم والمعين له والراضي به شركاء ثلاث ، وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : شر الناس المثلث قيل : يا رسول الله وما المثلث؟ قال : الذي يسعى بأخيه إلى السلطان فيهلك نفسه ، ويهلك أخاه ، ويهلك السلطان ، وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : من مشى مع ظالم فقد أجرم (٢).

٣٢ ـ نص : علي بن الحسن ، عن محمد بن الحسين الكوفي ، عن أحمد بن هوذة ، عن النهاوندي ، عن عبدالله بن حماد ، عن عبدالغفار بن القاسم ، عن الباقر عليه‌السلام قال : قلت له : يا سيدي ما تقول في الدخول على السلطان؟ قال : لا أرى لك ذلك قلت : إني ربما سافرت إلى الشام فأدخل على إبراهيم بن الوليد قال : يا عبدالغفار إن دخولك على السلطان يدعو إلى ثلاثة أشياء : محبة الدنيا ، ونسيان الموت وقلة الرضا بما قسم الله ، قلت : يا ابن رسول الله فاني ذوعلية وأتجر إلى ذلك المكان لجر المنفعة ، فما ترى في ذلك؟ قال : يا عبدالله إني لست آمرك بترك الدنيا بل آمرك بترك الذنوب ، فترك الدنيا فضيلة ، وترك الذنوب فريضة ، وأنت إلى إقامة الفريضة أحوج منك إلى اكتساب الفضيلة ، قال : فقبلت يده ورجله ، وقلت : بأبي أنت وأمي يا ابن رسول الله ما نجد العلم الصحيح إلا عندكم.

اقول تمامه في أبواب النصوص.

٣٣ ـ نبه : محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : كان علي عليه‌السلام يقول إنما هو الرضا والسخط ، وإنما عقر الناقة رجل واحد ، فلما رضوا أصابهم العذاب فاذا ظهر إمام عدل فمن رضي بحكمه وأعانه على عدله فهو وليه ، وإذا ظهر إمام جور فمن رضي بحكمه وأعانه على جوره فهو وليه.

____________________

(١) رجال الكشى ص ٣٧٣. (٢) جامع الاخبار ص ١٨٠.

٣٧٧

طلحة بن زيد ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، قال : العامل بالظلم ، والمعين له والراضي به شركاء فيه.

٣٤ ـ ختص : إبراهيم بن إسحاق ، عن عبدالله بن حماد ، عن سدير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال : ألا أبشرك؟ قلت : بلى جعلني الله فداك ، قال : أما إنه ما كان من سلطان جور فيما مضى ولا يأتي بعد إلا ومعه ظهير من الله يدفع عن أوليائه شرهم (١).

٣٥ ـ ختص : محمد بن عيسى ، عن أخيه جعفر بن عسى ، عن إسحاق بن عمار قال : سأل رجل أبا عبدالله عليه‌السلام عن الدخول في عمل السلطان ، فقال : هم الداخلون عليكم أم أنتم الداخلون عليهم؟ فقال : لا ، بل هم الداخلون علينا ، قال : فما بأس بذلك (٢).

٣٦ ـ ختص : إبراهيم بن إسحاق ، عن عبدالله بن حماد ، عن عمرو بن شمر عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : من مشى إلى سلطان جائر فأمره بتقوى الله ووعظه وخوفه كان له مثل أجر الثقلين من الجن والانس ومثل أعمالهم (٣).

٣٧ ـ ختص : أحمد ، عن أبيه ، عن عبدالله بن المغيرة ، عن محمد بن سنان عن طلحة بن زيد ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، أن أباه كان يقول : من دخل على إمام جائر فقرأ عليه القرآن يريد بذلك عرضا من عرض الدنيا ، لعن القاري بكل حرف عشر لعنات ، ولعن المستمع بكل حرف لعنة (٤).

٣٨ ـ ين : النضر ، عن محمد بن هاشم ، عن رجل ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن قوما ممن آمن بموسى صلوات الله عليه ، قالوا : لو أتينا عسكر فرعون و كنا فيه ونلنا من دنياه ، فاذا كان الذي نرجوه من ظهور موسى صرنا إليه ، ففعلوا فلما توجه موسى ومن معه هاربين ، ركبوا دوابهم وأسرعوا في السير ليوافوا موسى ومن معه فيكونوا معهم فبعث الله ملائكة فضربت وجوه دوابهم فردتم إلى عسكر

____________________

(١ ٣) الاختصاص : ٢٦١.

(٤) الاختصاص ٢٦٢.

٣٧٨

فرعون ، فكانوا فيمن غرق مع فرعون.

٤٠ ـ كتاب قضاء الحقوق للصورى : قال جعفر بن محمد عليهما‌السلام : ما من جبار إلا وعلى بابه ولي لنا يدفع الله به عن أوليائنا ، أولئك لهم أوفر حظ من الثواب يوم القيامة ، وقال استأذن علي بن يقطين مولانا الكاظم عليه‌السلام في ترك عمل السلطان فلم يأذن له ، وقال : لا تفعل ، فان لنا بك انسا ولاخوانك بك عزا ، و عسى أن يجبر الله بك كسرا ، ويكسر بك نائرة المخالفين عن أوليائه ، يا علي كفارة أعمالكم الاحسان إلى إخوانكم ، اضمن لي واحدة وأضمن لك ثلاثا اضمن لي أن لا تلقى أحدا من أوليائك إلا قضيت حاجته وأكرمته ، وأضمن لك أن لا يظلك سقف سجن أبدا ولا ينالك حد سيف أبدا ولا يدخل الفقر بيتك أبدا يا علي من سر مؤمنا فبالله بدأ وبالنبى صلى‌الله‌عليه‌وآله ثنى وبنا ثلث.

وباسناده عن أبي جعفر محمد بن الحسن بن الصباح عن محمد بن المرادي عن على ابن يقطين قال : استأذنت مولاي أبا إبراهيم موسى بن جعفر عليه‌السلام في خدمة القوم فيما لا يثلم ديني ، فقال : لا ولا نقطة قلم ، إلا باعزاز مؤمن وفكه من أسره ثم قال عليه‌السلام : إن خواتيم أعمالكم قضاء حوائج إخوانكم ، والاحسان إليهم ما قدرتم ، وإلا لم يقبل منكم عمل ، حنوا على إخوانكم وارحموهم تلحقوا بنا.

٤١ ـ نوادر الراوندى : باسناده ، عن موسى بن جعفر عليه‌السلام عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما قرب عبد من سلطان إلا تباعد من الله تعالى ، ولاكثر ماله إلا اشتد حسابه ، ولا كثر تبعه إلا كثر شياطينه (١).

وبهذا الاسناد قال : قال علي عليه‌السلام : ثلاث من حفظهن كان معصوما من الشيطان الرجيم ، ومن كل بلية : من لم يخل بامرأة ليس يملك منها شيئا ، ولم يدخل على سلطان ، ولم يعن صاحب بدعة ببدعته.

وبهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من نكث بيعة أو رفع لواء ضلالة أو كتم علما أو أعتقل مالا ظلما أو أعان ظالما على ظلمه وهو يعلم أنه ظالم فقد

____________________

(١) نوادر الراوندى ص ٤.

٣٧٩

برءى من الاسلام (١).

وبهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : شر البقاع دور الامراء الذين لا يقضون بالحق.

وبهذا الاسناد ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إياكم وأبواب السلطان وحواشيها وأبعدكم من الله تعالى من آثر سلطانا على الله تعالى ، ومن آثر سلطانا على الله تعالى جعل الله في قلبه [ الاثم ] ظاهرة وباطنة وأذهب عنه الورع وجعله حيران (٢).

وبهذا الاسناد : قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من أرضى سلطانا بما أسخط الله خرج من دين الاسلام.

وبهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا كان يوم القيامة نادى مناد أين الظلمة؟ والاعوان للظلمة؟ من لاق لهم دواة أو ربط لهم كيسا أو مد لهم مدة أحشروه معهم.

وبهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أفضل التابعين من أمتي من لا يقرب أبواب السلطان.

وبهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الفقهاء أمناء الرسل ما لم يدخلوا في الدنيا ، قيل : يا رسول الله فما دخولهم في الدنيا؟ قال : اتباع السلطان فاذا فعلوا ذلك فاحذروهم على أديانكم (٣).

٤٢ ـ الدرة الباهرة : قال الجواد عليه‌السلام : لا يضرك سخط من رضاه الجور وقال عليه‌السلام : كفى بالمرء خيانة أن يكون أمينا للخونة.

٤٣ ـ دعوات الراوندى : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أوحى الله إلى أيوب عليه‌السلام : هل تدري ما ذنبك إلي حين أصابك البلاء؟ قال : لا ، قال : إنك دخلت إلى فرعون فداهنت في كلمتين.

____________________

(١) نوادر الراوندى ١٤ (٢) نوادر الراوندى ص ١٩.

(٣) نوادر الراوندي ص ٢٧

٣٨٠