بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٧٧
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

سفلة فهي طالق ، فقال : إن كنت ممن يتبع القصاص ويمشي في غير حاجة ويأتي أبواب السلاطين فقد بانت منك ، فقال له أمير المؤمنين عليه‌السلام : ليس كما قال ( فأتى عمر ) فقال له عمر : ايته فاسمع ما يفتيك به فأتاه فقال له أمير المؤمنين عليه‌السلام : إن كنت ممن لا يبالي بما قال ولا ما قيل لك ، فانت سفلة وإلا فلا شئ عليك (١).

١٣ ـ سر : من جامع البزنطي قال : سئل أبوالحسن عليه‌السلام عن السفلة فقال : السفلة الذي يأكل في الاسواق (٢).

٧٥

*(باب الجبن)*

١ ـ ل : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن أبي الخطاب ، عن النضر بن شعيب عن الجازي ، عن أبي عبدالله ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : لا يؤمن رجل فيه الشح والحسد والجبن ، ولا يكون المؤمن جبانا ولا حريصا ولا شحيحا (٣).

أقول : قد مضى بعضها في باب الحرص أو باب البخل.

٧٦

*(باب)*

*«(من باع دينه بدنيا غيره)»*

١ ـ ما ، مع ، لى : في خبر الشيخ الشامي ، سئل أمير المؤمنين عليه‌السلام أي الخلق أشقى؟ قال : من باع دينه بدنيا غيره (٤).

____________________

(١) السرائر ص ٤٧٥. (٢) السرائر ص ٤٧٦.

(٣) الخصال ج ١ ص ٤١.

(٤) أمالى الطوسى ج ٢ ص ٥٠ ، معانى الاخبار ١٩٨ ، أمالى الصدوق ص ٢٣٧.

٣٠١

٧٧

*(باب)*

*«(الاسراف والتبذير ، وحدهما)»*

الايات : الانعام : ولاتسرفوا إنه لا يحب المسرفين (١).

الاعراف : وكلوا واشربوا ولا تسرفوا (٢).

أسرى : ولا تبذر تبذيرا * إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا إلى قوله تعالى ـ : ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا (٣).

١ ـ شى : عن عبدالرحمان بن الحجاج قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام «ولا تبذر تبذيرا» قال : من أنفق شيئا في غير طاعة الله فهو مبذر ، ومن أنفق في سبيل الخير فهو مقتصد (٤).

٢ ـ شى : عن أبي بصير قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن قوله «لا تبذر تبذيرا» قال : بذر الرجل ماله ويقعد ليس له مال قال : فيكون تبذير في حلال؟ قال : نعم (٥).

٣ ـ شى : عن علي بن جذاعة قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : اتق الله ولا تسرف ولا تقتر ، وكن بين ذلك قواما ، إن التبذير من الاسراف ، وقال الله : «لا تبذر تبذيرا» إن الله لا يعذب على القصد (٦).

٤ ـ شى : عن عامر بن جذاعة قال : دخل على أبي عبدالله عليه‌السلام رجل فقال : يا باعبدالله قرضا إلى ميسرة ، فقال أبوعبدالله عليه‌السلام : إلى غلة تدرك؟ فقال : لا والله فقال : إلى تجارة تودي؟ فقال لا والله قال : فالى عقدة تباع؟ فقال : لا والله فقال : فأنت إذا ممن جعل الله له في أموالنا حقا فدعا أبوعبدالله بكيس فيه دراهم فأدخل يده فناوله قبضة ، ثم قال : اتق الله ولا تسرف ولاتقتر ، وكن بين ذلك قواما

____________________

(١) الانعام : ١٤١. (٢) الاعراف : ٣١.

(٣) أسرى : ٢٦ ٢٩. (٦٤) تفسير العياشى ج ٢ ص ٢٨٨.

٣٠٢

إن التبذير من الاسراف ، قال الله : «ولا تبذر تبذيرا» وقال : إن الله لا يعذب على القصد (١).

٥ ـ شى : عن بشر بن مروان قال : دخلنا على أبي عبدالله عليه‌السلام فدعا برطب فأقبل بعضهم يرمي بالنوى ، قال : وأمسك أبوعبدالله عليه‌السلام يده فقال : لا تفعل إن هذه من التبذير ، والله لا يحب الفساد (٢).

٦ ـ مكا : من كتاب اللباس المنسوب إلى العياشي ، عن أبي السفاتج ، عن بعض أصحابه أنه سأل أبا عبدالله عليه‌السلام فقال : إنا نكون في طريق مكة فنريد الاحرام فلا يكون معنا نخالة نتدلك بها من النورة ، فندلك بالدقيق ، فيدخلني من ذلك ما الله به أعلم ، قال مخافة الاسراف؟ قلت : نعم ، قال : ليس فيما أصلح البدن إسراف أنا ربما أمرت بالنقي فيلت بالزيت فأتدلك به ، إنما الاسراف فيما أتلف المال ، وأضر بالبدن ، قلت : فما الاقتار؟ قال : أكل الخبز والملح وأنت تقدر على غيره ، قلت : فالقصد؟ قال : الخبز واللحم واللبن والزيت والسمن مره ذا ومرة ذا (٣).

٧ ـ مكا : عن إسحاق بن عمار ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : أدنى الاسراف هراقة فضل الاناء ، وابتذال ثوب الصون ، وإلقاء النوى ، وعنه عليه‌السلام قال : إنما السرف أن تجعل ثوب صونك ثوب بذلك (٤).

٧٨

( باب آخر )

*«(في ذم الاسراف والتبذير زائدا على ما تقدم)»*

«( في الباب السابق )»

١ ـ ل : العطار ، عن أبيه ، عن الاشعرى ، عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن خالد ، عن إبراهيم بن محمد الاشعرى ، عن أبي إسحاق رفعه إلى علي بن الحسين

____________________

(١ و ٢) تفسير العياشى ج ٢ ص ٢٨٨. (٣) مكارم الاخلاق ص ٦٣.

(٤) مكارم الاخلاق ص ١١٨.

٣٠٣

عليهما‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام للمسرف ثلاث علامات : يأكل ما ليس له ، ويلبس ما ليس له ، ويشتري ما ليس له (١).

٢ ـ ل : ابن إدريس ، عن أبيه ، عن الاشعري رفعه إلى أبي عبدالله عليه‌السلام قال : السرف في ثلاث : ابتذالك ثوب صونك ، وإلقاؤك النوى يمينا وشمالا وإهراقك فضلة الماء ، وقال : ليس في الطعام سرف (٢).

٣ ـ ل : أبي ، عن سعد ، عن الاصبهاني ، عن المنقري ، عن حماد ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال لقمان لابنه : للمسرف ثلاث علامات : يشري ما ليس له ، ويلبس ما ليس له ، ويأكل ما ليس له (٣).

٤ ـ مع : محمد بن هارون الزنجاني ، عن علي بن عبدالعزيز ، عن أبي عبيد رفعه قال نهى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عن قيل وقال ، وكثرة السؤال ، وإضاعة المال.

يقال : إن قوله : إضاعة المال يكون في وجهين أما أحدهما وهو الاصل فما أنفق في معاصي الله عزوجل من قليل أو كثير ، وهو السرف الذي عابه الله تعالى ونهى عنه ، والوجه الاخر دفع المال إلى ربه ، وليس له بموضع ، قال الله عز وجل : «وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فان آنستم منهم رشدا» (٤) وهو العقل «فادفعوا إليهم أموالهم» وقد قيل : إن الرشد هو صلاح في الدين وحفظ المال (٥).

٥ ـ مل : أبوسمينة ، عن محمد بن أسلم ، عن علي ، عن أبان بن تغلب ، عن ابي عبدالله عليه‌السلام قال : قلت : جعلت فداك نسافر فلا يكون معنا نخالة فنتدلك بالدقيق؟ قال : لا بأس بذلك إنما يكون الفساد فيما أضر بالبدن وأتلف المال فأما ما أصلح البدن فانه ليس بفساد ، وإني ربما أمرت غلامي يلت لي النقى

____________________

(١) الخصال ج ١ ص ٤٨. (٢) الخصال ج ١ ص ٤٦.

(٣) الخصال ج ١ ص ٦٠. (٤) النساء : ٥.

(٥) معانى الاخبار ٢٧٩ و ٢٨٠.

٣٠٤

بالزيت ثم أتدلك به.

٦ ـ شى : عن أبان بن تغلب قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : أترى الله أعطى من أعطى من كرامته عليه ومنع من منع من هوان به عليه؟ لا ، ولكن المال مال الله يضعه عند الرجل ودايع ، وجوز لهم أن يأكلوا قصدا ويشربوا قصدا ويلبسوا قصدا وينكحوا قصدا ويركبوا قصدا ويعودوا بما سوى ذلك على فقراء المؤمنين ويلموا به شعثهم ، فمن فعل ذلك كان ما يأكل حلالا ويشرب حلالا ويركب وينكح حلالا ، ومن عدا ذلك كان عليه حراما ، ثم قال : لا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ، أترى الله ائتمن رجلا على مال خول له أن يشتري فرسا بعشرة آلاف درهم ، ويجزيه فرس بعشرين درهما ، ويشتري جارية بألف دينار ، ويجزيه بعشرين دينارا ، وقال : ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين (١).

٧٩

*(باب)*

*«(الظلم وأنواعه ، ومظالم العباد ، ومن أخذ المال من غير حله فجعله في غير حقه ، والفساد في الارض)»*

الايات : البقرة : والفتنة أشد من القتل ، وقال تعالى : فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ، وقال تعالى : وإذا تولى سعى في الارض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد ، وقال تعالى : والفتنة أكبر من القتل ، وقال : والله لا يهدي القوم الظالمين (٢).

آل عمران : والله لا يحب الظالمين (٣).

المائدة : إن الله لا يهدي القوم الظالمين وقال تعالى : ويسعون في الارض

____________________

(١) تفسير العياشى ج ٢ ص ١٣.

(٢) البقرة : ١٩١ ، ١٩٤ ، ٢٠٥ ، ٢١٧. (٣) آل عمران : ٥٧.

٣٠٥

فسادا والله لا يحب المفسدين (١).

الانعام : إنه لا يفلح الظالمون ، وقال تعالى : فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين وقال : هل يهلك إلا القوم الظالمون وقال : وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون وقال : إنه لا يفلح الظالمون وقال تعالى : إن الله لا يهدي القوم الظالمين (٢).

الاعراف : وكذلك نجزي الظالمين. وقال : ولا تفسدوا في الارض بعد إصلاحها. وقال : ولا تعثوا في الارض مفسدين ، وقال : ولا تفسدوا في الارض بعد إصلاحها إلى قوله تعالى : وانظر كيف كان عاقبة المفسدين. وقال : فانظر كيف كان عاقبة المفسدين. وقال : وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين (٣).

يونس : ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا. وقال : فانظر كيف كان عاقبة الظالمين. وقال : وربك أعلم بالمفسدين. وقال : إن الله لا يظلم الناس ولكن الناس أنفسهم يظلمون. وقال تعالى : ولو أن لكل نفس ظلمت ما في الارض لا فتدت به وأسروا الندامة لما رأوا العذاب وقضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون. وقال تعالى : إن الله لا يصلح عمل المفسدين (٤).

هود : وقيل بعدا للقوم الظالمين. وقال تعالى : وأخذ الذين ظلموا الصيحة وقال : فلو لا كان من القرون من قبلكم اولوا بقية ينهون عن الفساد في الارض إلا قليلا ممن أنجينا منهم واتبع الذين ظلموا ما اترفوا فيه وكانوا مجرمين (٥).

يوسف : إنه لا يفلح الظالمون (٦).

الرعد : ويفسدون في الارض (٧).

____________________

(١) المائدة : ٥١ ، ٦٤. (٢) الانعام : ٢١ ، ٤٥ ، ٤٧ ، ١٢٩ ، ١٣٥.

(٣) الاعراف : ٤١ ، ٥٦ ، ٧٤ ، ١٠٣ ، ١٤٢.

(٤) يونس : ١٣ ، ٤٩ ، ٤٠ ، ٤٤ ، ٥٤ ، ٨١.

(٥) هود : ٤٤ ، ٦٧ ، ١١٦. (٦) يوسف : ٢٣.

(٧) الرعد : ٢٥.

٣٠٦

ابراهيم : فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين * ولنسكننكم الارض من بعدهم ، وقال تعالى : إن الظالمين لهم عذاب أليم (١).

الحج : وإن الظالمين لفي شقاق بعيد ، وقال تعالى : وما للظالمين من نصير (٢).

المؤمنون : فبعدا للقوم الظالمين (٣).

الفرقان : ومن يظلم منكم نذقه عذابا كبيرا وقال تعالى : وأعتدنا للظالمين عذابا أليما (٤).

الشعراء : ولا تطيعوا المسرفين * الذين يفسدون في الارض ولا يصلحون وقال تعالى : وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون (٥).

النمل : فانظر كيف كان عاقبة المفسدين. وقال تعالى : وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الارض ولا يصلحون ، إلى قوله تعالى : فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن في ذلك لاية لقوم يعلمون وقال تعالى : ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لاينطقون (٦).

القصص : فانظر كيف كان عاقبة الظالمين وقال تعالى : ولا تبغ الفساد في الارض إن الله لا يحب المفسدين (٧).

الروم : فيومئذ لا ينفع الذين ظلموا معذرتهم ولا هم يستعتبون (٨).

لقمان : بل الظالمون في ضلال مبين (٩).

ض : قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه وإن كثير من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعلموا الصالحات وقليل ما هم (١٠).

____________________

(١) ابراهيم : ١٣ ١٤ ، ٢٢.

(٢) الحج : ٥٣ ، ٧١. (٣) المؤمنون : ٤١.

(٤) الفرقان : ١٩ ، ٣٧. (٥) الشعراء : ١٥١ ١٥٢ ، ٢٢٧.

(٦) النمل : ١٤ ، ٤٨ ، ٥٢ ، ٨٥. (٧) القصص : ٤٠ ، ٧٧.

(٨) الروم : ٥٧. (٩) لقمان : ١١.

(١٠) ص : ٢٤.

٣٠٧

المؤمن : ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع (١).

حمعسق : والظالمون ما لهم من ولي ولا نصير وقال تعالى : وإن الظالمين لهم عذاب أليم * ترى الظالمين مشفقين مما كسبوا وهو واقع بهم وقال تعالى : إنه لا يحب الظالمين * ولمن انتصر بعد ظلمه فاولئك ما عليهم من سبيل إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الارض بغير الحق اولئك لهم عذاب أليم إلى قوله تعالى : وترى الظالمين لما رأوا العذاب يقولون هل إلى مرد من سبيل إلى قوله : ألا إن الظالمين في عذاب مقيم (٢).

الزخرف : فويل للذين ظلموا من عذاب يوم أليم (٣).

الجاثية : وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله وفى المتقين (٤).

الجن : وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا (٥).

البروج : إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق (٦).

١ ـ لى : الهمداني ، عن علي ، عن أبيه ، عن إسماعيل بن مهران ، عن درست ، عن عيسى بن بشير ، عن الثمالي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : لما حضرت علي بن الحسين عليهما‌السلام الوفاة ضمني إلى صدره ثم قال : يا بني اوصيك بما أوصاني به أبي عليه‌السلام حين حضرته الوفاة ، وبما ذكره أن أباه أوصاه به ، فقال : يا بني إياك وظلم من لا يجد عليك ناصر إلا الله (٧).

٢ ـ ل : أبي ، عن السعد آبادي ، عن البرقي ، عن إسماعيل بن مهران [مثله] (٨).

____________________

(١) المؤمن : ١٨.

(٢) الشورى : ٨ ، ٢١ ، ٢٢ ، ٤٠ ، ٤٥.

(٣) الزخرف : ٦٥. (٤) الجاثية : ١٩.

(٥) الجن : ١٥. (٦) البروج : ١٠.

(٧) أمالى الصدوق ص ١١٠. (٨) الخصال ج ١ ص ١١ و ١٢.

٣٠٨

٣ ـ لى : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : من خاف ربه كف ظلمه.

٤ ـ لى : ابن موسى ، عن الصوفي ، عن الرؤياني ، عن عبدالعظيم ، عن أبي جعفر ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : بئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد (١).

ن : الدقاق ، عن الصوفي [مثله] (٢).

٥ ـ فس : أبي ، عن ابن محبوب ، عن ابن أبي يعفور قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : من زرع حنطة في أرض فلم يزك أرضه وزرعه ، وخرج زرعه كثير الشعير ، فبظلم عمله في ملك رقبة الارض أو بظلم لمزارعه وأكرته لان الله يقول (٣) «فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات احلت لهم» (٤).

٦ ـ ل : ابن المتوكل ، عن الحميري ، عن الفضل بن عامر ، عن موسى ابن القاسم ، عن المحاربي ، عن أبي عبدالله ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ثلاثة إن لم تظلمهم ظلموك : السفلة ، وزوجتك ، وخادمك (٥).

سن : أبي ، عن موسى بن القاسم [مثله] (٦).

٧ ـ ل : الخليل بن أحمد ، عن أبي العباس السراج ، عن قتيبة ، عن بكربن عجلان ، عن سعيد المقبري ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : إياكم والفحش! فان الله عزوجل لا يحب الفاحش المتفحش ، وإياكم والظلم ، فان الظلم عندالله هو الظلمات يوم القيامة وإياكم والشح فانه دعا الذين من قبلكم حتى سفكوا دماءهم ودعاهم حتى قطعوا أرحامهم ، ودعاهم حتى انتهكوا واستحلوا محارمهم (٧).

____________________

(١) أمالى الصدوق ص ٢٦٧. (٢) عيون الاخبار ج ٢ ص ٥٤.

(٣) النساء : ١٦٠ (٤) تفسير القمى ١٤٦.

(٥) الخصال ج ١ ص ٤٣. (٦) المحاسن ص ٦.

(٧) الخصال ج ١ ص ٨٣.

٣٠٩

٨ ـ ل : أبي ، عن سعد ، عن الاصبهاني ، عن المنقري ، عن حماد ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال لقمان لابنه : يا بنى للظالم ثلاث علامات : يظلم من فوقه بالمعصية ، ومن دونه بالغلبة ، ويعين الظلمة الخبر (١).

أقول : قد مر بعض الاخبار في باب العدالة ، وبعضها في باب ما يوجب غضب الله من الذنوب.

٩ ـ ن : ابن المتوكل ، عن علي ، عن أبيه ، عن الريان بن الصلت قال :

أنشدني ، الرضا عليه‌السلام لعبد المطلب :

يعيب الناس كلهم زمانا

وما لزماننا عيب سوانا

نعيب زماننا والعيب فينا

ولو نطق الزمان بنا هجانا

وإن الذئب يترك لحم ذئب

ويأكل بعضنا بعضا عيانا (٢)

١٠ ـ ما : الفحام ، عن المنصوري ، عن عم أبيه ، عن أبي الحسن الثالث عن آبائه ، عن الصادق صلوات الله عليهم قال : ثلاث دعوات لا يحجبن عن الله تعالى : دعاء الوالد لولده إذا بره ، ودعوته عليه إذا عقه ، ودعاء المظلوم على ظالمه ، ودعاؤه لمن انتصر له منه ، ورجل مؤمن دعا لاخ له مؤمن واساه فينا ودعاؤه عليه إذا لم يواسه مع القدرة عليه واضطرار أخيه إليه (٣).

١١ ـ ما : محمد بن عبدالغني بن سعيد ، عن عثمان بن محمد السمرقندي ، عن محمد بن حماد الطهراني ، عن عبدالرزاق ، عن سفيان الثوري ، عن أبي معشر عن سعيد المقبري ، عن أبي هريرة ، عن النبي ، صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : دعوة المظلوم مستجابة ، وإن كانت من فاجر محوب على نفسه ، قال عبدالرزاق : فلقيت أبا معشر فحدثني به (٤).

____________________

(١) الخصال ج ١ ص ٦٠.

(٢) عيون الاخبار ج ١ ص ١٧٧ ، وبعده :

لبسنا للخداع مسوك طيب

وويل للغريب اذا أتانا

(٣) أمالى الطوسى ج ١ ص ٢٨٧. (٤) أمالى الطوسى ج ١ ص ٣١٧.

٣١٠

١٢ ـ ما : حمويه ، عن أبي الحسين ، عن ابن مقبل ، عن أحمد بن محمد النخعي ، عن مسعر بن يحيى ، عن شريك ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، عن علي عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يقول الله عزوجل : اشتد غضبي على من ظلم من لا يجد ناصر غيري (١).

١٣ ـ مع ، لى : الطالقاني ، عن أحمد الهمداني ، عن الحسن بن القاسم عن علي بن إبراهيم بن المعلى ، عن محمد بن خالد ، عن عبدالله بن البكر المرادي عن موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : سئل أمير المؤمنين عليه‌السلام أي الخلق أشح؟ قال : من أخذ المال من غير حله ، فجعله في غير حقه (٢).

ما : الغضائري ، عن الصدوق [مثله] (٣).

١٤ ـ ل : أبي ، عن سعد ، عن أيوب بن نوح ، عن الربيع بن محمد ، عن عبد الاعلى ، عن نوف ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : إن الله أوحى إلى عيسى بن مريم : قل للملاء من بني إسرائيل لا يدخلوا بيتا من بيوتي إلا بقلوب طاهرة ، وأبصار خاشعة ، وأكف نقية ، وقل لهم : اعلموا أني غير مستجيب لاحد منكم دعوة ولاحد من خلقي قبله مظلمة الخبر (٤).

١٥ ـ لى : أبي ، عن سعد ، عن البرقى ، عن أبيه ، عن هارون بن الجهم عن المفضل بن صالح ، عن سعد بن طريف ، عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام قال : الظلم ثلاثة : ظلم يغفره الله ، وظلم لا يغفره الله ، وظلم لا يدعه ، فأما الظلم الذي لا يغفره الله عزوجل فالشرك بالله ، وأما الظلم الذي يغفره الله عزوجل فظلم الرجل نفسه فيما بينه وبين الله عزوجل ، وأما الظلم الذي لا يدعه الله عزوجل فالمداينة بين العباد ، وقال عليه‌السلام : ما يأخذ المظلوم من دين الظالم أكثر مما يأخذ الظالم من دنيا المظلوم (٥).

____________________

(١) أمالى الطوسى ج ٢ ص ١٩.

(٢) معان الاخبار ص ٢٤٥ ، أمالى الصدوق ص ٢٣٧.

(٣) أمالى الطوسى ج ٢ ص ٥٠.

(٤) الخصال ج ١ ص ١٦٤. (٥) أمالى الصدوق ص ١٥٣.

٣١١

ل : ما جيلويه ، عن عمه ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن هارون بن الجهم إلى قوله : بين العباد (١).

١٦ ـ ل : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن معروف ، عن محمد بن سنان عن طلحة بن زيد ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : كان على عليه‌السلام يقول : العامل بالظلم ، والمعين عليه ، والراضي به شركاء ثلاثة (٢).

١٧ ـ ب : هارون ، عن ابن صدقة ، عن جعفر ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : إن الله تبارك وتعالى يبغض الشيخ الجاهل ، والغني ، المظلوم ، والفقير المختال (٣).

١٨ ـ ثو : أبي ، عن سعد ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضال ، عن علي بن عقبة ، عن سماعة ، عن عبدالله بن سليمان ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : الظلم في الدنيا هو الظلمات في الاخرة (٤).

١٩ ـ ثو : أبي ، عن سعد ، عن أحمد بن محمد ، عن عبدالله الحجال ، عن غالب ابن محمد ، عمن ذكره ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قول الله عزوجل : «إن ربك لبالمرصاد» (٥) قال : قنطرة على الصراط لا يجوزها عبد بمظلمة (٦).

٢٠ ـ ثو : أبي ، عن سعد ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن عيسي ، عن علي ابن سالم قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : إن الله عزوجل يقول : وعزتي وجلالي لا اجيب دعوة مظلوم دعاني في مظلمة ظلمها ، ولاحد عنده مثل تلك المظلمة (٧).

٢١ ـ ثو : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن أبي الخطاب ، عن ابن أسباط عن ابن سنان ، عن أبي خالد القماط ، عن زيد بن علي ، عن أبيه عليه‌السلام قال : يأخذ المظلوم من دين الظالم أكثر مما يأخذ الظالم من دنيا المظلوم (٨).

____________________

(١) الخصال ج ١ ص ٥٨. (٢) الخصال ج ١ ص ٥٣.

(٣) قرب الاسناد ص ٤٠. (٤) ثواب الاعمال ص ٢٤٢.

(٥) الفجر : ١٤. (٦ و ٧) ثواب الاعمال ص ٢٤٢.

(٨) ثواب الاعمال ص ٢٤٣.

٣١٢

٢٢ ـ ثو : أبي ، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي ، عمير ، عن ابن اذينة ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : ما أحد يظلم بمظلمة إلا أخذه الله بها في نفسه وماله فأما الظلم الذي بينه وبين الله عزوجل فاذا تاب غفر الله له (١).

٢٣ ـ ثو : أبي ، عن سعد ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن أبي القاسم ، عن عثمان بن عبدالله ، عن محمد بن عبدالله الارقظ ، عن جعفر بن محمد عليهما‌السلام قال : من ارتكب أحدا بظلم بعث الله عزوجل عليه من يظلمه بمثله ، أو عليه ولده أو على عقبه من بعده (٢).

٢٤ ـ ثو : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن يزيد ، عن حماد ، عن ربعي عن الفضيل قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : من أكل من مال أخيه ظلما ولم يرده عليه ، أكل جذوة من النار يوم القيامة (٣).

٢٥ ـ ثو : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن هارون بن الجهم ، عن حفص بن عمر ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال علي صلوات الله عليه : إنما خاف القصاص من كف عن ظلم الناس (٤).

٢٦ ـ ثو : أبي ، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حسين بن عثمان ومحمد بن أبي حمزة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن الله عزوجل يبغض الغني الظلوم (٥).

٢٧ ـ ثو : أبي ، عن علي ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من ظلم أحدا ففاته فليستغفر الله عزوجل له ، فانه كفارة له (٦).

٢٨ ـ ثو : أبي ، عن سعد ، عن اليقطيني ، عن إبراهيم بن عبدالحميد ، عن البطايني ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : ما انتصر الله من ظالم إلا بظالم ، وذلك قوله عزوجل : «وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا» (٧).

____________________

(٣١) ثواب الاعمال ص ٢٤٣.

(٧٤) ثواب الاعمال ص ٢٤٤ ، والاية في الانعام : ١٢٩.

٣١٣

٢٩ ـ سن : ابي رفعه قال : إن أمير المؤمنين عليه‌السلام صعد المنبر فحمد الله فأثنى عليه ثم قال : يا أيها الناس إن الذنوب ثلاثة ثم أمسك ، فقال له حبة العرني : يا أمير المؤمنين قلت : الذنوب ثلاثة ثم أمسكت؟ فقال هل : ما ذكرتها إلا وأنا اريد أن افسرها ولكنه عرض لي بهر (١) حال بيني ، وبين الكلام ، نعم الذنوب ثلاثة : فذنب مغفور ، وذنب غير مغفور ، وذنب نرجو لصاحبه ونخاف عليه ، قيل : يا أمير المؤمنين فبينها لنا قال : نعم ، أما الذنب المغفور فعبد عاقبه الله تعالى على ذنبه في الدنيا ، فالله أحكم وأكرم أن يعاقب عبده مرتين ، وأما الذنب الذي لا يغفر فظلم العباد بعضهم لبعض ، إن الله تبارك وتعالى إذا برز لخلقه أقسم قسما على نفسه فقال : وعزتي وجلالي لا يجوزني ظلم ظالم ولو كف بكف ، ولو مسحة بكف ، ونطحة مابين الشاة القرناء إلى الشاة الجماء ، فيقتص الله للعباد بعضهم من بعض ، حتى لا يبقى لاحد عند أحد مظلمة ، ثم يبعثهم الله إلى الحساب وأما الذنب الثالث فذنب ستره الله على عبده ورزقه التوبة ، فأصبح خاشعا من ذنبه راجيا لربه ، فنحن له كما هو لنفسه ، نرجو له الرحمة ، ونخاف عليه العقال (٢).

٣٠ ـ سن : محمد بن علي ، عن ابن سنان ، عن يونس بن ظبيان قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : يا يونس من حبس حق المؤمن أقامه الله يوم القيامة خمسمائة عام على رجليه ، حتى يسيل من عرقه أودية ، وينادي مناد من عند الله : هذا الظالم الذي حبس عن الله حقه ، قال فيوبخ أربعين يوما ثم يؤمر به إلى النار (٣).

٣١ ـ سن : في رواية المفضل قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : أيما مؤمن حبس مؤمنا عن ماله وهو يحتاج إليه لم يذق والله من طعام الجنة ، ولايشرب من الرحيق المختوم (٤).

٣٢ ـ سن : النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أفضل الجهاد من أصبح لا يهم بظلم أحد (٥).

____________________

(١) البهر بالضم ما يعترى الانسان عند السعى الشديد والعدو من تتابع النفس.

(٢) المحاسن ص ٧. (٣ و ٤) المحاسن ص ١٠٠.

(٥) المحاسن ٢٩٢.

٣١٤

٣٣ ـ كتاب الغايات : عن السكوني ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن علي عليه‌السلام وذكر مثله إلا أن فيه أعظم مكان أفضل وبعده هذه التتمة : ومن أصبح لا يهم بظلم أحد غفر له ما اجترم.

٣٤ ـ صح : عن الرضا عليه‌السلام عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إياكم والظلم فانه يخرب قلوبكم (١).

٣٥ ـ شى : عن عبدالاعلى مولى آل سام قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام مبتدئا : من ظلم سلط الله عليه من يظلمه ، أو على عقبه ، أو على عقب عقبه ، قال : فذكرت في نفسي ، فقلت : يظلم هو فيسبط الله على عقبه أو عقب عقبه؟ فقال لي قبل أن أتكلم : إن الله يقول : «وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا» (٢).

٣٦ ـ شى : عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام وأبي عبدالله عليه‌السلام قال : سألتهما عن قوله «وإذا تولى سعى في الارض» إلى آخر الاية فقال : النسل الولد والحرث الارض ، وقال أبوعبدالله : الحرث الذرية (٣).

٣٧ ـ شى : عن أبي إسحاق السبيعي ، عن أمير المؤمنين علي عليه‌السلام في قوله «وإذا تولى سعى في الارض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل» بظلمه لسوء سيرته ، والله لا يحب الفساد (٤).

٣٨ ـ شى : عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : ما انتصر الله من ظالم إلا بظالم ، وذلك قول الله «وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون» (٥).

٣٩ ـ م : قال : قال علي بن أبي طالب عليه‌السلام في قوله تعالى : « اتقوا النار

____________________

(١) صحيفة الرضا عليه‌السلام ص ٧.

(٢) تفسير العياشى ج ١ ص ٢٢٣ ، والاية في النساء : ٩.

(٣ و ٤) تفسير العياشى ج ١ ص ١٠١ ، والاية في البقرة : ٢٠٥.

(٥) تفسير العياشى ج ١ ص ٣٧٦ ، والاية في الانعام : ١٢٩.

٣١٥

التي وقودها الناس والحجارة » (١) يا معاشر شيعتنا اتقوا الله واحذروا أن تكونوا لتلك النار حطبا وإن لم تكونوا بالله كافرين ، فتوقوها بتوقي ظلم إخوانكم المؤمنين ، وإنه ليس من مؤمن ظلم أخاه المؤمن المشارك له في موالاتنا إلا ثقل الله في تلك النار سلاسله وأغلاله ، ولن يكفه منها إلا شفاعتنا ، ولم نشفع إلى الله تعالى إلا بعد أن نشفع له في أخيه المؤمن فان عفا شفعنا ، وإلا طال في النار مكثه (٢).

٤٠ ـ م : قوله عزوجل : «وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دمائكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم أنتم تشهدون * ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا من ديارهم تظاهرون عليهم بالاثم والعدوان وإن يأتوكم اسارى تفادوهم وهو محرم عليكم إخراجهم أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحيوة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون * واولئك الذين اشتروا الحيوة الدنيا بالاخرة فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون» (٣) قال الامام عليه‌السلام : « وإذ أخذنا ميثاقكم » واذكروا يا بني إسرائيل حين أخذنا ميثاقكم على أسلافكم ، وعلى كل من يصل إليه الخبر بذلك من أخلافهم الذين أنتم منهم» لا تسفكون دمائكم «لا يسفك بعضكم دماء بعض» ولا تخرجون أنفسكم من دياركم «لا يخرج بعضكم بعضا من ديارهم» ثم أقررتم «بذلك الميثاق كما أقر به أسلافكم والتزمتموه كما التزموه « وأنتم تشهدون» بذلك على أسلافكم وأنفسكم «ثم أنتم» معاشر اليهود «تقتلون أنفسكم» يقتل بعضكم بعضا «وتخرجون فريقا منكم من ديارهم» غضبا وقهرا عليهم «تظاهرون عليهم» تظاهر بعضكم بعضا على إخراج من تخرجونه من ديارهم وقتل من تقتلونه منهم بغير حق «بالاثم والعدوان» بالتعدى تتعاونون وتتظاهرون «وإن يأتوكم» يعني هولاء الذين تخرجونهم أي ترومون إخراجهم وقتلهم ظلما إن يأتوكم «اسارى» قد أسرهم أعداؤهم وأعداؤكم «تفادوهم» من الاعداء

____________________

(١) البقرة : ٢٤. (٢) تفسير الامام ص ٨٠.

(٣) البقرة : ٨٤ ٨٦.

٣١٦

بأموالكم «وهو محرم عليكم إخراجهم» أعاد قوله عزوجل «إخراجهم» ولم يقتصر على أن يقول «وهو محرم عليكم» لانه لو قال لرأى أن المحرم إنما هو مفاداتهم. ثم قال عزوجل «أفتؤمنون ببعض الكتاب» وهو الذي أوجب عليكم المفاداة «وتكفرون ببعض» وهو الذي حرم عليكم قتلهم وإخراجهم؟ فقال : فاذا كان قد حرم الكتاب قتل النفوس والاخراج من الديار كما فرض فداء الاسراء ، فما بالكم تطيعون في بعض وتعصون في بعض ( كأنكم ببعض كافرون وببعض مؤمنون ثم قال عزوجل «فما جزاء من يفعل ذلك منكم» يا معشر اليهود «إلا ) خزي» ذل «في الحيوة الدنيا» جزية تضرب عليه ويذل بها ، «ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب» إلى جنس أشد العذاب يتفاوت ذلك على قدر تفاوت معاصيهم «وما الله بغافل عما تعلمون» يعمل هؤلاء اليهود.

ثم وصفهم فقال عزوجل «اولئك الذين اشتروا الحيوة الدنيا بالاخرة» رضوا بالدنيا وحطامها بدلا من نعيم الجنان المستحق بطاعات الله «فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون» لا ينصرهم أحد يرفع عنهم العذاب (١).

٤١ ـ م : قوله عزوجل : «ومن الناس من يعجبك قوله في الحيوة الدنيا» إلى قوله : «ولبئس المهاد» (٢) قال الامام عليه‌السلام : فلما أمر الله عزوجل في الاية المتقدمة لهذه الايات بالتقوى سرا وعلانية أخبر محمد أن في الناس من يظهرها ويسر خلافها وينطوي على معاصي الله فقال : يا محمد «ومن الناس من يعجبك قوله في الحيوة الدنيا» وباظهاره لك الدين والاسلام ويزينه بحضرتك بالورع والاحسان «ويشهد الله على ما في قلبه» بأن يحلف لك بأنه مؤمن مخلص مصدق لقوله بعمله «وإذا تولى» عنك أدبر «سعى في الارض ليفسد فيها» ويعصي بالكفر المخالف لما أظهر لك ، والظلم المباين لما وعد من نفسه ، بحضرتك «ويهلك الحرث» بأن يحرقه أو يفسده ، والنسل بأن يقتل الحيوانات فينقطع نسله «والله لا يحب الفساد» لا يرضى به ولا يترك أن يعاقب عليه.

____________________

(١) تفسير الامام ص ١٤٧. (٢) البقرة : ٢٠٤ ٢٠٦.

٣١٧

«وإذا قيل له اتق الله» لهذا الذي يعجبك قوله اتق الله ودع سوء صنيعك «أخذته العزة بالاثم» الذي هو محتقبه فيزداد إلى شره شرا ، ويضيف إلى ظلمه ظلما «فحسبه جهنم» جزاء له على سوء له على سوء فعله وعذابا «ولبئس المهاد» تمهيدها ويكون دائما فيها.

قال علي بن الحسين عليهما‌السلام : ذم الله تعالى هذا الظالم المعتدي من المخالفين وهو على خلاف ما يقول منطوي ، والاساءة إلى المؤمنين مضمر ، فاتقوا الله عبادالله وإياكم والذنوب التي قل ما أصر عليها صاحبها إلا أداه إلى الخذلان المؤدي إلى الخروج عن ولاية محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وا لطيبين من آلهما ، والدخول في موالاة اعدائهما ، فان من أصر على ذلك فأداه خذلانه إلى الشقاء الاشقى من مفارقة ولاية سيد اولي النهى ، فهو من أخسر الخاسرين.

قالوا : يا ابن رسول الله وما الذنوب المؤدية إلى الخذلان العظيم؟ قال : ظلمكم لاخوانكم ، الذين هم لكم في تفضيل علي عليه‌السلام والقول بامامته وإمامة من انتجبه من ذريته موافقون ومعاونتكم الناصبين عليهم ، ولا تغتروا بحلم الله عنكم وطول إمهاله لكم فتكونوا كمن قال الله تعالى : «كمثل الشيطان إذ قال للانسان اكفر فلما كفر قال إني برئ منك إني أخاف الله رب العالمين» (١) كان هذا رجل فيمن كان قبلكم في زمان بني إسرائيل يتعاطى الزهد والعبادة ، وقد كان قيل له : أفضل الزهد الزهد في ظلم إخوانك المؤمنين بمحمد وعلي صلوات الله عليهما والطيبين من آلهما ، وإن اشرف العبادة خدمتك إخوانك المؤمنين ، الموافقين لك على تفضيل سادة الورى محمد المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلي المرتضى عليه‌السلام والمنتجبين المختارين للقيام بسياسة الورى ، فعرف الرجل بما كان يظهر من الزهد ، فكان إخوانه المؤمنون يودعونه فيدعي فيها أنها سرقت ، ويفوز بها ، وإذا لم يمكنه دعوى السرقة جحدها وذهب بها.

وما زال هكذا والدعاوي لا تقبل فيه ، والظنون تحسن به ، ويقتصر منه على

____________________

(١) الحشر : ١٦.

٣١٨

أيمانه الفاجرة إلى أن خذله الله ، فوضعت عنده جارية من أجمل الناس قد جنت ليرقيها برقية فتبرأ أو يعالجها بدواء فحمله الخذلان عند غلبة الجنون عليها على وطيها ، فأحبلها فلما اقترب وضعها جاء الشيطان فأخطر بباله أنها تلد وتعرف بالزنا بها ، فتقتل ، فاقتلها وادفنها تحت مصلاك فقتلها ودفنها وطلبها أهلها فقال زاد بها جنونها فماتت ، فاتهموه وحفروا تحت مصلاه فوجدوها مقتولة مدفونة حبلى مقربة فأخذوه وانضاف إلى هذه الخطيئة دعاوي القوم الكثير الذين جحدهم فقويت عليه التهمة ، وضويق فاعترف على نفسه بالخطيئة بالزنا بها ، وقتلها فملئ ظهره وبطنه سياطا ، وصلب على شجرة.

فجاء بعض شياطين الانس وقال له : ما الذي أغنى عنك عبادة من كنت تعبده وموالاة من كنت تواليه من محمد وعلي والطيبين من آلهما عليهم‌السلام الذين زعموا أنهم في الشدائد أنصارك ، وفي الملمات أعوانك ، ذهب ما كنت تأمل هباء منثورا وانكشفت أحاديثهم لك وإطاعتك إياهم (١) من أعظم الغرور ، وأبطل الاباطيل ، وأنا الامام الذي كنت تدعى إليه ، وصاحب الحق الذي كنت تدل عليه ، وقد كنت باعتقاد إمامة غيري من قبل مغرورا فان أردت أن اخلصك من هؤلاء ، وأذهب بك إلى بلادنا ، وأجعلك هنالك رئيسا سيدا فاسجد لي على خشبتك هذه سجدة معترف بأني أنا المالك لانقاذك لا نقذك ، فغلب عليه الشقاء والخذلان ، فاعتقد قوله وسجد له ، ثم قال : أنقذني فقال له : إني برئ منك إني أخاف الله رب العالمين وجعل يسخر ويطنز ، وتحير المصلوب واضطرب عليه اعتقاده ، ومات بأسوء عاقبة ، فذلك الذي أداه إلى هذا الخذلان (٢).

٤٢ ـ جع : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من ظلم أحدا ففاته فليستغفر الله له فانه كفارة. وعن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : ما انتصر الله من ظالم إلا بظالم ، وذلك قوله تعالى : «وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون» (٣) وعن ابن عباس قال : أوحى الله عزوجل إلى داود عليه‌السلام : قل للظالمين لا يذكرونني فانه

____________________

(١) واطماعهم اياك خ ، (٢) تفسير الامام ص ٢٦٠. (٣) الانعام ١٢٩.

٣١٩

حقا على أن أذكر من ذكرني ، وإن ذكري إياهم أن ألعنهم (١).

٤٣ ـ ختص : سئل أمير المؤمنين عليه‌السلام أي ذنب اعجل عقوبة لصاحبه؟ فقال : من ظلم من لا ناصر له إلا الله ، وجاور النعمة بالتقصير ، واستطال بالبغي على الفقير (٢).

٤٤ ـ ختص : عن الصادق ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من ظلم أحد ففاته فليستغفر الله له فانه كفارة له (٣).

٤٥ ـ كتاب صفات الشيعة للصدوق باسناده ، عن زياد القندي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام : قال : كفى المؤمن من الله نصرة أن يرى عدوه يعمل بمعاصي الله (٤).

٤٦ ـ ين : فضالة ، عن ابن بكير ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول في خطبته : سباب المؤمن فسق ، وقتاله كفر ، وأكل لحمه معصية الله ، وحرمة ماله كحرمة دمه.

٤٧ ـ نوادر الراوندى : باسناده ، عن موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أفضل الجهاد من أصبح لا يهم بظلم أحد (٥).

٤٨ ـ دعوات الراوندى : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ألا اخبركم بخياركم؟ قالوا : بلى يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : هم الضعفاء المظلومون ، وقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : من ظلمك فقد نفعك وأضر بنفسه.

٤٩ ـ نهج : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : للظالم البادي غدا بكفه عضة (٦) وقال عليه‌السلام : بئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد (٧) ، وقال عليه‌السلام : يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم (٨)وقال عليه‌السلام : ما ظفر من ظفر الاثم به ، والغالب بالشر مغلوب (٩) ، وقال عليه‌السلام : يوم

____________________

(١) جامع الاخبار ص ١٨٢. (٢) الاختصاص : ٢٣٤.

(٣) الاختصاص : ٢٣٥. (٤) صفات الشيعة تحت الرقم ٥٨.

(٥) نوادر الراوندى ٢١. (٦) نهج البلاغة ، ج ٢ ص ١٨٦ ط عبده.

(٧ و ٨) المصدر ١٩٣ و ١٩٤. (٩) المصدر ٢٢٣.

٣٢٠