بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٧٧
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

العصمة والمصنوع إليهم في السلامة أن يرحموا أهل الذنوب والمعصية ، ويكون الشكر هو الغالب عليهم ، والحاجز لهم عنهم ، فكيف بالعائب الذي عاب أخاه ، وعيره ببلواه ، أما ذكر موضع ستر الله عليه ومن ذنوبه ، ما هو أعظم من الذنب الذي عابه به ، كيف يذمه بذنب قد ركب مثله ، فان لم يكن ركب ذلك الذنب بعينه فقد عصى الله فيما سواه مما هو أعظم منه ، وأيم الله لئن لم يكن عصاه في الكبير وعصاه في الصغير لجرأته على عيب الناس أكبر.

يا عبدالله لا تعجل في عيب أحد بذنبه ، فلعله مغفور له ، ولا تأمن على نفسك صغير معصية ، فلعلك معذب عليه ، فليكفف من علم منكم عيب غيره لما يعلم من عيب نفسه ، وليكن الشكر شاغلا له على معافاته مما ابتلي غيره به (١).

٦٤ ـ نوادر الراوندى : باسناده ، عن موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من رد عن عرض أخيه المسلم وجبت له الجنة البتة.

وبهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أربعة ليست غيبتهم غيبة : الفاسق المعلن بفسقه ، والامام الكذاب إن أحسنت لم يشكر ، وإن أسأت لم يغفر ، والمتفكهون بالامهات ، والخارج عن الجماعة الطاعن على امتي الشاهر عليها بسيفه (٢).

٦٥ ـ الدرة الباهرة : قال علي بن الحسين عليهما‌السلام : وليقل عيب الناس على لسانك ، وقال عليه‌السلام : من رمى الناس بما فيهم رموه بما ليس فيه.

٦٦ ـ دعوات الراوندى : عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ترك الغيبة أحب إلى الله عزوجل من عشرة آلاف ركعة تطوعا ، وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : أمسك لسانك فانها صدقة تصدق بلسانك ، وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : ست خصال ما من مسلم يموت في واحدة منهن إلا كان ضامنا على الله أن يدخله الجنة : رجل نيته أن لا يغتاب مسلما فان مات على ذلك كان ضامنا على الله الخبر ، وروى ابن عباس : عذاب القبر ثلاثة أثلاث : ثلث للغيبة ، وثلث للنميمة ، وثلث للبول.

____________________

(١) نهج البلاغة ج ١ ص ٢٧٧.

(٢) نوادر الراوندى ص ١٨.

٢٦١

٦٧ ـ نهج : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : الغيبة جهد العاجز (١) وقال عليه‌السلام : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا يستقيم إيمان عبد حيت يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه ، فمن استطاع منكم أن يلقى الله سبحانه وهو نقي الراحة من دماء المسلمين وأموالهم ، سليم اللسان من أعراضهم فليفعل (٢).

٦٨ ـ كنز الكراجكى : قال الحسين بن علي عليهما‌السلام لا تقولن في أخيك المؤمن إذا توارى عنك إلا مثل ما تحب أن يقول فيك إذا تواريت عنه (٣).

٦٩ ـ عدة الداعى : فيما أوحى الله إلى داود عليه‌السلام : يا داود نح على خطيئتك كالمرأة الثكلى على ولدها ، لو رأيت الذين يأكلون الناس بألسنتهم وقد بسطتها بسط الاديم وضربت نواحي ألسنتهم بمقامع من نار ، ثم سلطت عليهم موبخا لهم يقول : يا أهل النار هذا فلان السليط فاعرفوه.

وعن إسماعيل بن عمار ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من اغتيب عنده أخوه المؤمن فنصره وأعانه نصره الله في الدنيا والاخرة ، ومن لم ينصره ولم يدفع عنه وهو يقدر خذله الله وحقره في الدنيا والاخرة.

٧٠ ـ اعلام الدين : قال عبدالمؤمن الانصاري : دخلت على موسى بن جعفر عليهما‌السلام وعنده محمد بن عبدالله الجعفري ، فتبسمت إليه فقال : أتحبه؟ فقلت : نعم ، وما أحببته إلا لكم ، فقال عليه‌السلام : هو أخوك ، والمؤمن أخو المؤمن لامه ولابيه ، وإن لم يلده أبوه ، ملعون من اتهم أخاه ، ملعون من غش أخاه ، ملعون من لم ينصح أخاه ، ملعون من اغتاب أخاه ، وقال الصادق عليه‌السلام : إياك والغيبة فانها إدام كلاب النار.

٧١ ـ كتاب زيد النرسى : قال : سمعته يقول : إياكم ومجالس اللعان فان الملائكة لتنفر عند اللعان ، وكذلك تنفر عند الرهان ، وإياكم والرهان إلا رهان الخف والحافر والريش ، فانه تحضر الملائكه ، فاذا سمعت اثنين يتلاعنان

____________________

(١) نهج البلاغة ، عبده ج ٢ ص ٢٥٢.

(٢) نهج البلاغة ، عبده ج ١ ص ٣٤٦. (٣) كنز الكراجى ١٩٤.

٢٦٢

فقل : اللهم بديع السماوات والارض صل على محمد وعلى آل محمد ، ولا تجعل ذلك إلينا واصلا ، ولا تجعل للعنك وسخطك ونقمتك إلى ولي الاسلام وأهله مساغا اللهم قدس الاسلام وأهله تقديسا لا يسيغ إليه سخطك ، واجعل لعنك على الظالمين الذين ظلموا أهل دينك وحاربوا رسولك ووليك ، وأعز الاسلام وأهله وزينهم بالتقوى وجنبهم الردى.

٦٧

*(باب)*

*«(النميمة والسعاية)»*

الايات : النساء : ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها (١).

القلم : ولا تطع كل حلاف مهين * هماز مشاء بنميم (٢).

أقول : قد مضت الاخبار في باب شرار الناس ، وبعضها في باب الغيبة وبعضها في باب جوامع مساوي الاخلاق.

١ ـ لى : ابن إدريس ، عن أبيه ، عن ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن معاوية بن وهب ، عن أبي سعيد هاشم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : أربعة لا يدخلون الجنة : الكاهن ، والمنافق ، ومدمن الخمر ، والقتات وهو النمام (٣).

٢ ـ لى : ابن الوليد ، عن محمد بن أبي القاسم ، عن محمد بن علي القرشي عن محمد بن سنان ، عن المفضل ، عن ابن ظبيان ، عن الصادق عليه‌السلام قال : بينا منسى بن عمران عليه‌السلام يناجي ربه عزوجل إذ رأى رجلا تحت ظل عرش الله عزوجل ، فقال : يا رب من هذا الذي قد أظله عرشك؟ فقال : هذا كان بارا بوالديه ولم يمش بالنميمة (٤).

٣ ـ لى : ابن البرقي ، عن أبيه ، عن جده ، عن جعفر بن عبدالله ، عن

____________________

(١) النساء : ٨٥. (٢) القلم : ١٠ ١١.

(٣) أمالى الصدوق ص ٢٤٣. (٤) أمالى الصدوق ص ١٠٨.

٢٦٣

عبدالجبار بن محمد ، عن داود الشعيري ، عن الربيع صاحب المنصور قال : قال الصادق عليه‌السلام للمنصور : لا تقبل في ذي رحمك وأهل الرعاية من أهل بيتك قول من حرم الله عليه الجنة ، وجعل مأواه النار ، فان النمام شاهد زور ، وشريك إبليس في الاغراء بين الناس ، فقد قال الله تعالى : «يا أيها الذين آمنوا إن جائكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين» (١).

٤ ـ لى : في مناهي النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه نهى عن النميمة والاستماع إليها ، وقال : لا يدخل الجنة قتات ، يعني نماما. وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : يقول الله عزوجل : حرمت الجنة على المنان والبخيل والقتات وهو النمام (٢).

٥ ـ ل : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن محمد بن سنان ، عن بعض رجاله ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : ثلاثة لا يدخلون الجنة : السفاك للدم وشارب الخمر ، ومشاء بالنميمة (٣).

٦ ـ ل : في خبر وصية النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي عليه‌السلام أنه قال لاصحابه : ألا اخبركم بشراركم؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : المشاؤن بالنميمة المفرقون بين الاحبة ، الباغون للبراء العيب (٤).

ين : النضر ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ألا اخبركم وذكر مثله.

٧ ـ ن : الوراق ، عن الاسدي ، عن سهل ، عن عبدالعظيم الحسني ، عن أبي جعفر الثانى ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : لما اسري بي رأيت امراة رأسها رأس خنزير ، وبدنها بدن الحمار ، وعليها ألف ألف لون من العذاب فسئل ما كان عملها؟ فقال : إنها كانت نمامة كذابة (٥).

____________________

(١) الحجرات : ٧. (٢) أمالى الصدوق ص ٢٥٤.

(٣) الخصال ج ١ ص ٨٥. (٤) الخصال ج ١ ص ٨٦.

(٥) عيون الاخبار ج ٢ ص ١٠.

٢٦٤

أقول : قد مر الخبر بتمامه في باب المعراج (١).

٨ ـ ما : ابن مخلد ، عن أبي الحسين ، عن محمد بن عيسى بن حنان ، عن سفيان ابن عيينة ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن همام ، عن حذيفة قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا يدخل الجنة قتات (٢).

٩ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن جعفر بن محمد العلوي ، عن علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين ، عن الحسين بن زيد ، عن الصادق عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : المؤمن غر كريم ، والفاجر خب لئيم وخير المؤمنين من كان مألفة للمؤمنين ، ولا خير فيمن لا يؤلف ولا يألف. قال : وسمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : شرار الناس من يبغض المؤمنين وتبغضه قلوبهم : المشاؤن بالنميمة ، والمفرقون بين الاحبة ، الباغون للبراء العيب ، اولئك لاينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ، ثم تلا صلى‌الله‌عليه‌وآله (٣) «هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنينن وألف بين قلوبهم» (٤).

١٠ ـ ع : علي بن حاتم ، عن أحمد الهمداني ، عن المنذر بن محمد ، عن الحسين بن محمد ، عن علي بن القاسم ، عن أبي خالد ، عن زيد بن علي ، عن آبائه عليهم‌السلام ، عن علي عليه‌السلام قال : عذاب القبر يكون من النميمة والبول وعزب الرجل عن أهله (٥).

١١ ـ ثو : ما جيلويه ، عن عمه ، عن الكوفي ، عن عثمان بن عفان ، عن علي بن غالب ، عن رجل ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال لا يدخل الجنة سفاك الدم ولا مدمن الخمر ، ولا مشاء بنميم (٦).

١٢ ـ ثو : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن البرقي ، عن عدة من أصحابنا

____________________

(١) راجع ج ١٨ ص ٣٥١ من هذه الطبعة.

(٢) أمالى الطوسى ج ١ ص ٣٩٢. (٣) الانفال : ٦٢.

(٤) أمالى الطوسى ج ٢ ص ٧٧. (٥) علل الشرايع ج ١ ص ٢٩١.

(٦) ثواب الاعمال ص ٢٤١.

٢٦٥

عن ابن أسباط ، عن علي بن جعفر ، عن أخيه موسى عليه‌السلام قال : حرمت الجنة على ثلاثة : النمام ، ومدمن الخمر ، والديوث وهو الفاجر (١).

١٣ ـ ختص : رفع رجل إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام كتابا فيه سعاية فنظر إليه أمير المؤمنين ثم قال : يا هذا إن كنت صادقا مقتناك ، وإن كنت كاذبا عاقبناك وإن أحسنت القليلة أقلناك ، قال : بل تقليني يا أمير المؤمنين.

١٤ ـ ختص : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن شر الناس يوم القيامة المثلث قيل : وما المثلث يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله؟ قال : الرجل يسعى بأخيه إلى إمامه فيقتله ، فيهلك نفسه وأخاه وإمامه (٢).

١٥ ـ ين : عثمان بن عيسى ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن الله تبارك وتعالى أوحى إلى موسى عليه‌السلام أن بعض أصحابك ينم عليك فاحذره فقال : يا رب لا أعرفه فأخبرني به حتى أعرفه ، فقال : يا موسى عبت عليه النميمة وتكلفني أن أكون نماما ، فقال : يا رب وكيف أصنع؟ قال الله تعالى : فرق أصحابك عشرة عشرة ، ثم تقرع بينهم ، فان السهم يقع على العشرة التي هو فيهم ثم تفرقهم وتقرع بينهم فان السهم يقع عليه ، قال : فلما رأى الرجل أن السهام تقرع ، قام فقال : يا رسول الله أنا صاحبك لا والله لا أعود أبدا.

١٦ ـ كتاب الامامة والتبصرة : عن هارون بن موسى ، عن محمد بن علي ، عن محمد بن الحسين ، عن علي بن أسباط ، عن ابن فضال ، عن الصادق ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : شر الناس المثلث ، قيل : يا رسول الله وما المثلث؟ قال : الذي يسعى بأخيه إلى السلطان فيهلك نفسه ويهلك أخاه ويهلك السلطان.

١٧ ـ كا : عن العدة ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسن بن محبوب ، عن عبدالله ابن سنان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ألا انبئكم بشراركم؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : المشاؤن بالنميمة ، المفرقون بين الاحبة ، الباغون

____________________

(١) ثواب الاعمال ص ٢٤١.

(٢) الاختصاص ص ٢٢٨.

٢٦٦

للبراء المعايب (١).

بيان : المشاؤن بالنميمة ، إشارة إلى قوله تعالى : «ولا تطع كل حلاف مهين * هماز مشاء بنميم * مناع للخير معتد أثيم * عتل بعد ذلك زنيم» (٢) قال البيضاوي : «هماز» أي عياب «مشاء بنميم» أي نقال للحديث على وجه السعاية «عتل» جاف غليظ «بعد ذلك» أي بعد ما عد من مثالبه «زنيم» دعى. (٣) وفي المصباح : نم الرجل الحديث نما من بابي قتل وضرب : سعى به ليوقع فتنة أو وحشة ، والرجل نم تسمية بالمصدر ومبالغة والاسم النميمة والنميم أيضا وفي النهاية النميمة نقل الحديث من قوم إلى قوم على جهة الافساد والشر.

«المفرقون بين الاحبة» بالنميمة وغيرها ، والبغي الطلب والبراء ككرام وكفقهاء جمع البرئ وهنا يحتملها ، وأكثر النسخ على الاول ، ويقال : أنا براء منه بالفتح لا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث أي برئ كل ذلك ذكره الفيروز آبادي والاخير هنا بعيد ، والظاهر أن المراد به من يثبت لمن لا عيب له عيبا ليسقطه من أعين الناس ، ويحتمل شموله لمن يتجسس عيوب المستورين ليفشيها عند الناس وإن كانت فيهم فالمراد البراء عند الناس.

١٨ ـ كا : عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن عيسى ، عن سيف ابن عقيل ، عن محمد بن قيس ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : محرمة الجنة على القتاتين المشائين بالنميمة (٤).

بيان : في القاموس : القت نم الحديث والكذب ، واتباعك الرجل سرا لتعلم ما يريد ، وفي النهاية : فيه لا يدخل الجنة قتات ، وهو النمام ، يقال : قت الحديث يقته إذا زوره وهياه وسواه ، وقيل : النمام الذي يكون مع القوم يتحدثون فينم عليهم ، والقتات الذي يتسمع على القوم وهم لا يعلمون ثم ينم والقساس الذي

____________________

(١) الكافى ج ٢ ص ٣٦٩.

(٢) القلم : ١٣ ١٠. (٣) انوار التنزيل ص ٤٣٨.

(٤) الكافى ج ٢ ص ٣٦٩.

٢٦٧

يسأل عن الاخبار ثم ينمها انتهى ، وربما يأول الحديث بالحمل على المستحل أو على أن الجنة محرمة عليه ابتداء ولا يدخلها إلا بعد انقضاء مدة العقوبة أو على أن المراد بالجنة جنة معينة لا يدخلها القتات أبدا.

١٩ ـ كا : عن علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن أبي الحسن الاصفهاني ذكره ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : شراركم المشاؤن بالنميمة ، المفرقون بين الاحبة ، المبتغون للبراء المعايب (١).

بيان : قال الشهيد الثاني قدس الله روحه في رسالة الغيبة في عد ما يلحق بالغيبة : أحدها النميمة وهي نقل قول الغير إلى المقول فيه ، كما تقول : فلان تكلم فيك بكذا وكذا ، سواء نقل ذلك بالقول أم بالكتابة ، أم بالاشارة والرمز فان تضمن ذلك نقصا أو عيبا في المحكي عنه كان ذلك راجعا إلى الغيبة أيضا ، فجمع بين معصية الغيبة والنميمة ، والنميمة إحدى المعاصي الكبائر قال الله تعالى : «هماز مشاء بنميم» ثم قال : «عتل بعد ذلك زنيم» قال : بعض العلماء دلت هذه الاية على أن من لم يكتم الحديث ومشى بالنميمة ولد زنا لان الزنيم هو الدعي ، وقال تعالى : «ويل لكل همزة لمزة» قيل : الهمزة النمام ، وقال تعالى عن امرأة نوح وامرأة لوط : «فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين» (٢) قيل : كانت امرأة لوط تخبر بالضيفان وامرأة نوح تخبر بأنه مجنون ، وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا يدخل الجنة نمام ، وفي حديث آخر : لا يدخل الجنة قتات ، والقتات هو النمام.

وروي أن موسى عليه‌السلام استسقى لبني إسرائيل حين أصابهم قحط فأوحى الله تعالى إليه أني لا أستجيب لك ولا لمن معك ، وفيك نمام قد أصر على النميمة فقال موسى عليه‌السلام : يا رب من هو حتى نخرجه من بيننا ، فقال يا موسى أنهاكم عن النميمة وأكون نماما؟ فتابوا بأجمعهم فسقوا.

أقول : وذكر رفع الله درجته أخبارا كثيرة من طريق الخاصة والعامة

____________________

(١) الكافى ج ٢ ص ٣٦٩. (٢) التحريم : ١٠.

٢٦٨

ثم قال : واعلم أن النميمة تطلق في الاكثر على من ينم قول الغير إلى المقول فيه ، كأن يقول : فلان كان يتكلم فيك بكذا وكذا ، وليست مخصوصة بالقول فيه بل يطلق على ما هو أعم من القول كما مر في الغيبة ، وحدها بالمعنى الاعم كشف ما يكره كشفه ، سواء كرهه المنقول عنه أم المنقول إليه أم كرهه ثالث وسواء كان الكشف بالقول أم بالكتابة أم الرمز أم الايماء ، وسواء كان المنقول من الاعمال أم من الاقوال ، وسواء كان ذلك عيبا ونقصانا على المنقول عنه أم لم يكن ، بل حقيقة النميمة إفشاء السر وهتك الستر عما يكره كشفه ، بل كل ما رآه الانسان من أحوال الناس فينبغي أن يسكت عنه الا ما في حكايته فائدة لمسلم أو دفع لمعصيته ، كما إذا رأى من يتناول مال غيره فعليه أن يشهد به مراعاة لحق المشهود عليه فأما إذا رآه يخفي مالا لنفسه فذكره نميمة وإفشاء للسر ، فان كان ما ينم به نقصانا أو عيبا في المحكي عنه كان جمع بين الغيبة والنميمة.

والسبب الباعث على النميمة إما إرادة السوء بالمحكي عنه أو إظهار الحب للمحكى له ، أو التفرج بالحديث ، أو الخوض في الفضول وكل من حملت إليه النميمة وقيل له إن فلانا قال فيك كذا وكذا ، وفعل فيك كذا وكذا ، وهو يدبر في إفساد أمرك أو في ممالاة عدوك ، أو تقبيح حالك ، أو ما يجري مجراه ، فعليه ستة امور : الاول أن لا يصدقه لان النمام فاسق ، وهو مردود الشهادة ، قال الله تعالى : «إن جائكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة» (١) الثاني أن ينهاه عن ذلك وينصحه ويقبح له فعله ، قال الله تعالى : «وأمر بالمعروف وانه عن المنكر» (٢) الثالث أن يبغضه في الله تعالى فانه بغيض عند الله ويجب بغض من يبغضه الله ، الرابع أن لا تظن بأخيك السوء بمجرد قوله لقوله تعالى : «اجتبنوا كثيرا من الظن» (٣) بل تثبت حتى تتحقق الحال ، الخامس أن لا يحملك ما حكي لك على التجسس والبحث للتحقيق لقوله تعالى : «ولا تجسسوا» (٤) السادس أن لا ترضى

____________________

(١) الحجرات : ٧. (٢) لقمان : ١٧.

(٣ و ٤) الحجرات : ١٣.

٢٦٩

لنفسك ما نهيت النمام عنه ، فلا تحكي نميمه ، فتقول : فلان قد حكى لي كذا و كذا فتون به نماما ومغتابا فتكون قد أتيت بما نهيت عنه ، وقد روي عن على عليه‌السلام أن رجلا أتاه يسعى إليه برجل فقال : يا هذا نحن نسأل عما قلت ، فان كنت صادقا مقتناك ، وإن كنت كاذبا عاقبناك ، وإن شئت أن نقيلك أقلناك ، قال اقلنى يا أمير المؤمنين ، وقال الحسن : من نم إليك نم عليك ، وهذه إشارة إلى أن النمام ينبغي أن يبغض ولا يوثق بصداقته ، وكيف لا يبغض وهو لا ينفك من الكذب والغيبة والغدر والخيانة والغل والحسد والنفاق والافساد بين الناس والخديعة ، وهو ممن سعى في قطع ما أمر الله تعالى به أن يوصل ، قال الله تعالى «ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الارض» (١) وقال تعالى «إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الارض بغير الحق» (٢) والنمام منهم.

وبالجملة فشر النمام عظيم ، ينبغي أن يتوقى ، قيل : باع بعضهم عبدا و قال للمشتري ما فيه عيب إلا النميمة ، قال : رضيت به ، فاشتراه فمكث الغلام أياما ثم قال لزوجة مولاه : إن زوجك لا يحبك ، وهو يريد أن يتسرى (٣) عليك فخذي الموسى واحلقي من قفاه شعرات حتى أسحر عليها فيحبك ، ثم قال للزوج : إن امرأتك اتخذت خليلا وتريد أن تقتلك ، فتناوم لها حتى تعرف ، فتناوم فجاءته المرأة بالموسى فظن أنها تقتله ، فقام وقتلها. فجاء أهل المرءة وقتلوا الزوج ، فوقع القتال بين القبيلتين وطال الامر.

____________________

(١) البقرة : ٢٧.

(٢) الشورى : ٤٢.

(٣) التسرى : اخذ السرية كالذرية وهى المرأة التى تتخذها لعبة لك سرا عن زوجتك.

٢٧٠

٦٨

*(باب)*

المكافاة على السوء ، وما يتعلق بذلك

الايات البقرة : فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم (١)

النحل : وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين (٢).

الحج : ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغي عليه لينصرنه الله إن الله لعفو غفور (٣).

الشعراء : إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا (٤).

حمعسق : والذين إذا أصابهم البغي هم يتنصرون * وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفى وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين * ولمن انتصر بعد ظلمه اولئك ما عليهم من سبيل * إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الارض بغير الحق اولئك لهم عذاب أليم * ولمن صبر وعفر إن ذلك من عزم الامور (٥).

١ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن إبراهيم بن جعفر العسكري ، عن عبيد بن الهيثم الانماطي ، عن حسين بن علوان ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال علي عليه‌السلام : ثلاثة لا ينتصفون من ثلاثة : شريف من وضيع ، وحليم من سفيه ، ومؤمن من فاجر (٦).

____________________

(١) البقرة : ١٤٩.

(٢) النحل : ١٢٦. (٣) الحج : ٦٠.

(٤) الشعراء : ٢٢٧. (٥) الشورى : ٣٩ ٤٣.

(٦) أملاى الطوسى ج ٢ ص ٢٢٧.

٢٧١

٦٩

*(باب)*

*«(المعاقبة على الذنب ومداقة المؤمنين)»*

١ ـ مع : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن محمد بن يحيى ، عن حماد بن عثمان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام أنه قال لرجل : يا فلان مالك ولاخيك؟ قال : جعلت فداك كان لي عليه شئ فاستقصيت عليه في حقي ، فقال أبوعبدالله عليه‌السلام : أخبرني عن قول الله عزوجل : «ويخافون سوء الحساب» أتراهم خافوا أن يجور عليهم أو يظلمهم؟ لا ، ولكنهم خافوا الاستقصاء والمداقة (١).

٢ ـ ل : عن الصادق عليه‌السلام قال : لا يطمعن المعاقب على الذنب الصغير في السودد (٢).

٧٠

(باب)

*«(البغى والطغيان)»*

الايات : الانعام : ذلك جزيناهم ببغيهم وإنا لصادقون (٣).

الاعراف : قل إنما حرم ربي الفواحش إلى قوله : والبغي بغير الحق (٤).

يونس : فلما أنجيهم إذا هم يبغون في الارض بغير الحق يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم متاع الحيوة الدنيا ثم إلينا مرجعكم فننبئكم بما كنتم تعملون وقال تعالى : فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا (٥).

النحل : إن الله يأمر بالعدل والاحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء

____________________

(١) معانى الاخبار ٢٤٦ ، والاية في الرعد : ٢١.

(٢) الخصال ج ٢ ص ٥٣. (٣) الانعام : ١٤٦.

(٤) الاعراف : ٣٣. (٥) يونس : ٢٣ ، ٩٠.

٢٧٢

والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون (١).

طه : إذهب إلى فرعون إنه طغى. وقال تعالى : كلوا من طيبات ما رزقناكم ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى (٢).

القصص : إن فرعون علا في الارض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبنائهم ويتسحيي نسائهم إنه كان من المفسدين. وقال تعالى : إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم. وقال تعالى : تلك الدار الاخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض ولافسادا والعاقبة للمتقين (٣).

ص : وإن للطاغين لشر ماب * جهنم يصلونها فبئس المهاد (٤).

الدخان : من فرعون إنه كان عاليا من المسرفين (٥).

النبأ : إن جهنم كانت مرصادا * للطاغين مآبا (٦).

النازعات : فأما من طغى وآثر الحيوة الدنيا فان الجحيم هي المأوى (٧).

١ ـ ل : العطار ، عن سعد ، عن البرقي ، عن بكر بن صالح ، عن ابن فضال عن عبدالله بن إبراهيم ، عن الحسين بن زيد ، عن أبيه ، عن الصادق ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن أسرع الخير ثوابا البر ، وإن أسرع الشر عقابا البغي الخبر (٨).

ثو : أبي ، عن علي بن موسى ، عن أحمد بن محمد ، عن بكر بن صالح مثله (٩).

ما : المفيد ، عن أبي غالب الزراري ، عن جده محمد بن سليمان ، عن محمد ابن خالد ، عن ابن حميد ، عن الحذاء ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، عن النبي

____________________

(١) النحل : ٩٠. (٢) طه : ٢٤ ، ٨١.

(٣) القصص : ٤ ، ٧٦ ، ٨٣. (٤) ص : ٥٥.

(٥) الدخان : ٣١. (٦) النبأ : ٢١ ، ٢٢.

(٧) النازعات : ٣٧ ، ٣٩. (٨) الخصال ج ١ ص ٥٤.

(٩) ثواب الاعمال ٢٤٥.

٢٧٣

صلى‌الله‌عليه‌وآله مثله (١).

٢ ـ ل : ابن المتوكل ، عن الحميري ، عن البرقي ، عن ابن محبوب عن ابن عطية ، عن الحذاء ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : في كتاب علي عليه‌السلام : ثلاث خصال لا يموت صاحبهن أبدا حتى يرى وبالهن : البغي ، وقطيعة الرحم واليمين الكاذبة يبارز الله بها ، وإن أعجل الطاعة ثوابا لصلة الرحم ، وإن القوم ليكونون فجارا فيتواصلون فتنمى أموالهم ، ويبرون فتزداد أعمارهم ، وإن اليمين الكاذبة وقطيعة الرحم ليذران الديار بلاقع من أهلها ويثقلان الرحم وإن تثقل الرحم انقطاع النسل (٢).

ثو : مثله إلى قوله : يبارز الله بها (٣).

جا : أحمد بن الوليد ، عن أبيه ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ، عن ابن مبوب مثله إلى قوله : من أهلها (٤).

٣ ـ ل : فيما أوصى به النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أمير المؤمنين عليه‌السلام : يا علي أربعة أسرع شئ عقوبة : رجل أحسنت إليه فكافأك بالاحسان إليه إساءة ، ورجل لا تبغي عليه وهو يبغي عليك ، ورجل عاهدته على أمر فوفيت له وغدر بك ، ورجل وصل قرابته فقطعوه (٥).

٤ ـ ل : أبي ، عن أحمد بن إدريس ، عن الاشعري ، عن موسى بن جعفر البغدادي ، عن ابن معبد ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن ابن سنان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يتعوذ في كل يوم من ست : من الشك

____________________

(١) أمالى الطوسى ج ١ ص ١٠٥.

(٢) الخصال ج ١ ص ٦١ ، وفى بعض النسخ ينقلان وتنقل ، وقد مر مثله بأسانيد مختلفة عن مصادر غير هذه مع شرحه مستوفى فراجع ج ٧٤ ص ٩٤ و ٩٩ و ١٣٤ باب صلة الرحم.

(٣) ثواب الاعمال ١٩٩. (٤) أمالى المفيد ص ٦٦.

(٥) الخصال ج ١ ص ١٠٩ ومثله ص ٨٥.

٢٧٤

والشرك والحمية والغضب والبغي والحسد (١).

٥ ـ ما : عن أبي إسحاق الهمداني ، عن أبيه ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ثلاثة من الذنوب تعجل عقوبتها ولا تؤخر إلى الاخرة : عقوق الوالدين ، والبغي على الناس ، وكفر الاحسان (٢).

٦ ـ ما : عن ابن عباس قال : ما ظهر البغي قط في قوم إلا ظهر فيهم الموتان (٣).

٧ ـ ع : عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من الذنوب التي تغير النعم البغي (٤).

أقول : قد مضت بأسانيدها في باب ما يوجب غضب الله من الذنوب.

٨ ـ مع : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن بعض أصحابه رفعه قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : الاغلب من غلب بالخير ، والمغلوب من غلب بالشر ، والمؤمن ملجم (٥).

٩ ـ ثو : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن البرقي ، عن أبيه رفعه إلى عمر بن أبان ، عن الثمالي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إن أسرع الشر عقوبة البغي (٦)

١٠ ـ ثو : أبي ، عن علي ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لو بغى جبل على جبل لجعل الله عزوجل الباغي منهما دكاء (٧).

١١ ـ ثو : أبي ، عن علي ، عن أبيه ، عن القداح ، عن الصادق ، عن أبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن أعجل الشر عقوبة البغي (٨).

١٢ ـ ثو : بهذا الاسناد قال : دعا رجل بعض بني هاشم إلى البراز فأبى أن يبارزوه ، فقال له علي عليه‌السلام : ما منعك أن تبارزه؟ فقال : كان فارس العرب وخشيت أن يغلبني ، له : إنه بغى عليك ولو بارزته لغلبته ، ولو بغى جبل على جبل

____________________

(١) الخصال ج ١ ص ١٦٠. (٢) أمالى الطوسى ج ٢ ص ١٣.

(٣) أمالى الطوسى ج ٢ ص ١٧. (٤) علل الشرائع ج ٢ ص ٢٧١.

(٥) معاني الاخبار ص ١٧٠. (٦ ٨) ثواب الاعمال ص ٢٤٥.

٢٧٥

لهلك الباغي (١).

١٣ ـ نوادر الراوندى : باسناده ، عن موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لو بغى جبل على جبل لجعل الله الباغي منهما دكاء (٢).

١٤ ـ نهج : من سل سيف البغي قتل به (٣).

وقال عليه‌السلام في القاصعة : فالله الله في عاجل البغي وآجل وخامة الظلم ، وسوء عاقبة الكبر ، فانها مصيدة إبليس العظمى ، ومكيدته الكبرى ، التي تساور قلوب الرجال مساورة السموم القاتلة ، فما تكدى أبدا ولا تشوى أحدا لا عالما لعلمه ولا مقلا في طمره (٤).

١٥ ـ كا : عن العدة ، عن سهل بن زياد ، عن جعفر بن محمد الاشعري ، عن ابن القداح ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن أعجل الشر عقوبة البغي (٥).

بيان : البغي مجاوزة الحد وطلب الرفعة والاستطالة على الغير ، في القاموس بغى عليه يبغي بغيا علا وظلم وعد عن الحق واستطال وكذب وفي مشيته اختال والبغي الكثير من البطر ، وفئة باغية خارجة عن طاعة الامام العادل.

وقال الراغب : البغي طلب تجاوز الاقتصاد فيما يتحرى ، تجاوزه أو لم يتجاوزه ، فتارة يعتبر في الكمية وتارة في الكيفية ، يقال : بغيت الشئ إذا طلبت أكثر مما يجب ، وابتغيت كذلك ، والبغي على ضربين محمود وهو تجاوز العدل إلى الاحسان ، والفرض إلى التطوع ، ومذموم وهو تجاوز الحق إلى الباطل وبغى تكبر وذلك لتجاوز منزلته إلى ما ليس له ويستعمل ذلك في أي أمر كان قال تعالى : «يبغون في الارض بغير الحق» وقال : «إنما بغيكم على أنفسكم»

____________________

(١) ثواب الاعمال ص ٢٤٥.

(٢) نوادر الراوندى. (٣) نهج البلاغة ط عبده ج ٢ ص ٢٢٧.

(٤) الخطبة القاصعة تحت الرقم ١٩٠ ج ١ ص ٤٠٥.

(٥) الكافى ج ٢ ص ٣٢٧.

٢٧٦

«ومن بغي عليه لينصرنه الله» «إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم» وقال تعالى : «فان بغت إحداهما على الاخرى فقاتلوا التي تبغي» فالبغي في أكثر المواضع مذموم انتهى (١) والمراد بتعجيل عقوبته أنها تصل إليه في الدنيا أيضا بل تصل إليه فيها سريعا ، وروي عن أبي عبدالله عليه‌السلام أنه قال : ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الاخرة ، من البغي وقطيعة الرحم ، إن الباطل كان زهوقا ، وقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : من سل سيف البغي قتل به ، والظاهر أن ذلك من قبل الله تعالى عقوبة على البغي وزجرا عنه وعبرة ، لا لما قيل : سر ذلك أن الناس لا يتركونه بل ينالونه بمثل مانالهم أو بأشد ، وتلك عقوبة حاضرة جلبها إلى نفسه من وجوه متكثرة انتهى.

وأقول : مما يضعف ذلك أنا نرى أن الباغي يبتلى غالبا بغير من بغي عليه.

١٦ ـ كا : عن علي ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ويعقوب السراح جميعا عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : إن البغي يقود أصحابه إلى النار ، وإن أول من بغي على الله عناق بنت آدم فأول قتيل قتله الله عناق ، وكان مجلسها جريبا في جريب وكان لها عشرون أصبعا في كل أصبع ظفران مثل المنجلين ، فسلط الله عليها أسدا كالفيل ، وذئبا كالبعير ، ونسرا مثل البغل فقتلنها وقد قتل الله الجبابرة على أفضل أحوالهم وآمن ما كانوا (٢).

بيان : كان مجلسها جريبا قال في المصباح : الجريب الوادي ثم استعير للقطعة المميزة من الارض ، فقيل : فيها جريب ، ويختلف مقدارها بحسب اصطلاح أهل الاقاليم كاختلافهم في مقدار الرطل والكيل والذراع. وفي كتاب المساحة اعلم أن مجموع عرض كل ست شعيرات معتدلات يسمى أصبعا ، والقبضة أربع أصابع والذراع ست قبضات وكل عشرة أذرع يسمى قصبة ، وكل عشر قصبات يسمى أشلا ، وقد يسمى مضروب الاشل في نفسه جريبا ومضروب الاشل في القصبة قفيزا ومضروب الاشل في الذراع عشيرا ، فحصل من هذا أن الجريب عشرة آلاف ذراع

____________________

(١) مفردات غريب القرآن : ٥٥. (٢) الكافى ج ٢ ص ٣٢٨.

٢٧٧

ونقل عن قدامة أن الاشل ستون ذراعا ، وضرب الاشل في نفسه يسمى جريبا فكيون ثلاثة آلاف وستمائة انتهى.

فقوله عليه‌السلام : في جريب كأن المعنى مع جريب ، فيكون جريبين ، أو أطلق الجريب على أحد أضلاعه مجازا للاشعار بانها كانت تملا الجريب طولا وعرضا أو يكون الجريب في عرف زمانه عليه‌السلام مقدارا من امتداد المسافة كالفرسخ ، وفي تفسير علي بن إبراهيم : وكان مجلسها في الارض موضع جريب ، والمنجل كمنبر حديدة يحصد بها الزرع ، والنسر طائر معروف له قوة في الصيد ، ويقال : لا مخلب له ، وإنما له ظفر كظفر الدجاجة ، وفي تفسير علي بن إبراهيم ونسرا كالحمار.

«وكان ذلك في الخلق الاول» أي كانت تلك الحيوانات كذلك في أول الخلق في الكبر والعظم ، ثم صارت صغيرة كالانسان «وآمن» أفعل تفضيل وما مصدرية ، وكانوا تامة ، والمصدر إما بمعناه ، أو استعمل في ظرف الزمان نحو رأيته مجئ الحاج ، وعلى التقديرين نسبة الامن إليه على التوسع والمجاز.

والحاصل أن الله عزوجل تقل الجبارين الذين جبروا خلق الله على ما أرادت نفوسهم الخبيثة ، من الاوامر والنواهي ، وبغوا عليهم ولم يرفقوا بهم ، على أحسن الاحوال والشوكة والقدرة ، لفسادهم ، فلا يغتر الظالم بأمنه واجتماع أسباب عزته ، فان الله هو القوي العزيز.

١٧ ـ كا : عن علي ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : يقول إبليس لجنوده : ألقوا بينهم الحسد والبغي ، فانهما يعدلان عندالله الشرك (١).

بيان : «فانهما يعدلان» الخ أي في الاخراج من الدين والعقوبة والتأثير في فساد نظام العالم ، إذ أكثر المفاسد التي نشأت في العالم ، من مخالفة الانبياء والاوصياء عليهم‌السلام وترك طاعتهم ، وشيوع المعاصي إنما نشأت من هاتين الخصلتين كما حسد إبليس على آدم عليه‌السلام وبغى عليه ، وحسد الطغاة من كل امة على

____________________

(١) الكافى ج ٢ ص ٣٢٧.

٢٧٨

حجج الله فيها ، فطغوا وبغوا فجعلوا حجج الله مغلوبين ، وسرى الكفر والمعاصي في الخلق.

١٨ ـ كا : عن علي ، عن أبيه ، عن حماد ، عن حريز ، عن مسمع أبي سيار أن أبا عبدالله عليه‌السلام كتب إليه في كتاب : انظر أن لا تكلم بكلمة بغي أبدا ، وإن أعجبتك نفسك وعشيرتك (١).

بيان : «أن لا تكلم» وفي بعض النسخ «أن لا تكلمن» وهما إما على بناء التفعيل أي أحدا فانه متعد أو على بناء التفعل بحذف إحدى التائين «بكلمة بغي» أي بكلام مشتمل على بغي أي جور أو تطاول «وإن أعجبتك نفسك وعشيرتك» الظاهر أن فاعل «أعجبتك» الضمير الراجع إلى الكلمة ، ونفسك وبالنصب تأكيد للضمير ، وعشيرتك عطف عليه ، وقيل : نفسك فاعل أعجبت والاول أظهر.

٧١

*(باب)*

*«(سوء المحضر ومن يكرمه الناس اتقاء شره ، ومن لا يؤمن شره ولا يرجى خيره)»*

١ ـ ل : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ، عن بكر بن صالح ، عن الحسين بن علي ، عن عبدالله ، عن النوفلي عن السكوني ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم‌السلام ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : ألا إن شرار امتي الذين يكرمون مخافة شرهم ، ألا ومن أكرمه الناس اتقاء شره فليس مني (٢).

أقول : قد مضى بعض الاخبار في باب أصناف الناس.

٢ ـ مع ، ل : ابن مسرور ، عن ابن عامر ، عن عمه ، عن محمد بن زياد ، عن ابن عميرة ، عن الصادق عليه‌السلام قال : إن لولد الزنا علامات أحدها بغضنا أهل البيت وثانيها أنه يحنن إلى الحرام الذي خلق منه ، وثالثها الاستخفاف بالدين ، ورابعها

____________________

(١) الكافى ج ٢ ص ٣٢٧. (٢) الخصال ج ١ ص ١٠.

٢٧٩

سوء المحضر للناس ، ولا يسيئ محضر إخوانه إلا من ولد على غير فراش أبيه ، أو حملت به امه في حيضها (١).

ختص : الصدوق ، عن أبيه ، عن ابن عامر مثله (٢).

٣ ـ لى : بهذا الاسناد ، عن محمد بن زياد ، عن إبراهيم بن زياد الكرخي عن الصادق عليه‌السلام قال : علامات ولد الزنا ثلاث : سوء المحضر ، والحنين إلى الزنا وبغضنا أهل البيت (٣).

٤ ـ ما : المفيد ، عن أبي غالب الزراري ، عن جده محمد بن سليمان ، عن محمد بن خالد ، عن ابن حميد ، عن الحذاء ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن أسرع الخير ثوابا البر ، وأسرع الشر عقابا البغي ، وكفى بالمرء عيبا أن يبصر من الناس ما يعمى عنه نفسه وأن يعير الناس بما لا يستطيع تركه وأن يؤذي جليسه بما لا يعنيه (٤).

٥ ـ مع : الوارق ، عن سعد ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه ، عن الحسن بن سعيد ، عن الحارث بن محمد بن النعمان ، عن جميل بن صالح ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ألا انبئكم بشر الناس؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : من أبغض الناس وأبغضه الناس ، ثم قال : ألا انبئكم بشر من هذا؟ قالوا : بلى يا رسول الله قال : الذي لا يقيل عثرة ، ولا يقبل معذرة ، ولا يغفر ذنبا ، ثم قال : ألا انبئكم بشر من هذا؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : من لا يومن شره ولا يرجى خيره (٥).

٦ ـ سر : السياري قال : سمعت الرضا عليه‌السلام يقول : جاء رجل إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو في منزل عائشة فأعلم بمكانه ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : بئس [ابن] العشيرة ثم خرج إليه فصافحه وضحك في وجهه ، فلما دخل قالت له عائشة : قلت فيه

____________________

(١) معانى الاخبار ص ٤٠٠. الخصال ج ١ ص ١٠٢.

(٢) الاختصاص ص ٢٢٠. (٣) أمالى الصدوق ص ٢٠٣.

(٤) أمالى الطوسى ج ١ ص ١٠٥. (٥) معانى الاخبار ١٩٦.

٢٨٠