بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٧٧
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

يعرض عليه (١).

٣ ـ مع ، ن : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ، عن ابن فضال عن علي بن الجهم قال : سمعت الرضا عليه‌السلام : يقول لا يأبى الكرامة إلا حمار قلت : أي شئ الكرامة؟ قال : مثل الطيب وما يكرم به الرجل الرجل (٢).

٤ ـ ن ، مع : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن علي بن ميسر ، عن أبي زيد المكي قال : سمعت الرضا عليه‌السلام يقول : لا يأبى الكرامة إلا حمار ، يعني بذلك في الطيب والتوسعة في المجلس والوسادة (٣).

٥ ـ مع : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن البزنطي عن الرضا عليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : لا يأبى الكرامة إلا حمار ، قلت : ما معنى ذلك؟ قال : ذلك في الطيب يعرض عليه ، والتوسعة في المجلس من أباهما كان كما قال (٤).

٦ ـ مع : أبي ، عن الحميري ، عن أحمد بن محمد ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سألته عن الرجل يرد الطيب ، قال : لا ينبغي له أن يرد الكرامة (٥).

ف : عن أبي محمد العسكري عليه‌السلام قال : لاتكرم الرجل بما يشق عليه (٦).

____________________

(١ و ٢) معانى الاخبار ص ٢٦٨ ، عيون الاخبار ج ١ ص ٣١١.

(٣) عيون الاخبار ج ١ ص ٣١١ ، معانى الاخبار ص ٢٦٨.

(٤) معانى الاخبار ص ١٦٣.

(٥) معانى الاخبار ٢٦٨.

(٦) تحف العقول ٥٢٠.

١٤١

٥٦

*(باب)*

*«(من أذل مؤمنا أو اهانه أو حقره أو استهزءبه ، أو طعن عليه أو رد قوله والنهى عن التنابز بالالقاب)»*

الايات : المؤمنون : فاتخذتموهم سخريا حتى أنسوكم ذكري وكنتم منهم تضحكون * إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون (١).

الاحزاب : والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا (٢).

الحجرات : ولا تنابزوا بالالقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان (٣).

١ ـ ما : الغضائري ، عن التلعكبري ، عن محمد بن همام ، عن الحسين بن أحمد المالكي ، عن اليقطيني ، عن يحيى بن زكريا بن بشر ، عن داود الرقي عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله عزوجل خلق المؤمن من عظمة جلاله وقدرته ، فمن طعن عليه أو رد عليه قوله ، فقد رد على الله (٤).

٢ ـ مع ، لى : عن الصادق عليه‌السلام ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : أذل الناس من أهان الناس (٥).

٣ ـ ما : عن أبي قلابة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من أذل مؤمنا أذله الله (٦).

٤ ـ ن : بالاسانيد الثلاثة ، عن الرضا ، عن ابائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من استذل مؤمنا أو حقره لفقره وقلة ذات يده ، شهره الله

____________________

(١) المؤمنون : ١١٠ ١١١.

(٢) الاحزاب : ٥٨. (٣) الحجرات : ١١

(٤) أمالى الطوسى ج ١ ص ٣١٢.

(٥) معانى الاخبار ١٩٥ ، أمالى الصدوق ص ١٤.

(٦) امالى الطوسى ج ١ ص ١٨٥.

١٤٢

يوم القيامة ثم يفضحه (١).

٥ ـ ن : بالاسناد إلى دارم ، عن الرضا ، عن ابائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من أذل مؤمنا أو حقره لفقره وقلة ذات يده شهره الله على جسر جهنم يوم القيامة (٢).

٦ ـ ل : الاربعمائة قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : لا تحقروا ضعفاء إخوانكم فانه من احتقر مؤمنا لم يجمع الله عزوجل بينهما في الجنة إلا أن يتوب وقال عليه‌السلام : المؤمن لا يغش أخاه ولا يخونه ولا يخذله ولا يتهمه ولا يقول له : أنا منك برئ (٣).

٧ ـ ما : الغضائري ، عن الصدوق ، عن العسكري ، عن عبدالله بن محمد بن عبدالكريم ، عن محمد بن عبدالرحمن ، عن عمروبن أبي سلمة ، عن أبي عمر الصنعاني عن العلا ، عن عبدالرحمن ، عن أبيه ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : رب أشعث أغبر ذي طمرين مدقع بالابواب لو أقسم على الله لابره (٤).

٨ ـ ن : البيهقي ، عن الصولي ، عن محمد بن يحيى بن أبي عباد ، عن عمه قال : سمعت الرضا عليه‌السلام يوما ينشد شعرا (٥) فقلت : لمن هاذ أعز الله الامير؟ فقال : لعراقي لكم ، قلت : أنشدنيه أبوالعتاهية (٦) لنفسه ، فقال : هات اسمه

____________________

(١) عيون اخبار الرضا ج ٢ ص ٣٣.

(٢) عيون أخبار الرضا ج ٢ ص ٧٠. (٣) الخصال ج ٢ ص ١٥٧ و ١٦١.

(٤) أمالى الطوسى ج ٢ ص ٤٣.

(٥) والاشعار كما في المصدر ج ٢ ص ١٧٧ :

كلنا نأمل مدا في الاجل

والمنايا هن افات الامل

لا تغرنك أبا طيل المنى

والزم القصد ودع عنك العلل

انما الدنيا كظل زائل

حل فيه راكب ثم رحل

(٦) قال في الاغانى ج ٤ ص ١ : أبوالعتاهية لقب غلب عليه ، واسمه اسماعيل بن القاسم بن سويد بن كيسان مولى عنزة وكنيته أبواسحاق وأمه أم زيد بنت زياد المحاربى مولى

١٤٣

ودع عنك هذا إن الله سبحانه وتعالى يقول : «ولا تنابزوا بالالقاب» ولعل الرجل يكره هذا.

٩ ـ ل : العطار ، عن أبيه ، عن الاشعري ، عن أبي عبدالله الرازي ، عن ابن أبي عثمان ، عن أحمد بن عمر ، عن يحيى الحلبي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : لا يطمعن المستهزئ بالناس في صدق المودة (١).

أقول : قد مضى في باب جوامع المساوي.

١٠ ـ فس : «يا أيها الذين امنوا لايسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولانساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن» فانها نزلت في صفية بنت حيي بن أخطب وكانت زوجة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وذلك أن عائشة وحفصة كانتا تؤذيانها وتشتمان وتقولان لها : يا بنت اليهودية ، فشكت ذلك إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال لها : ألا تجيبينهما؟ فقالت : ماذا يا رسول الله؟ قال : قولي أبي هارون نبي الله وعمي موسى كليم الله ، وزوجي محمد رسول الله ، فما تنكران مني؟ فقالت لهما.

____________________

بنى زهرة ، كان غزير البحر ، لطيف المعانى ، سهل الالفاظ ، قليل التكلف وأكثر شعره في الزهد والامثال ، ولاشعاره أوزان طريفة قالها ممالم يتقدمه الاوائل فيها ، ثم نقل عن الصولى في تلقيبه بأنه قال المهدى يوما لابى العتاهية : أنت انسان متحذلق معته ، فاستوت له من ذلك كنية غلبت عليه دون اسمه وكنيته ، وسارت له في الناس قال : ويقال للرجل المتحذلق وهو المتكيس المتنطرف عتاهية ، كما يقال للرجل الطويل شناحيه ، وقيل أنه كنى بابى العتاهية أن كان يحب الشهرة والمجون والتعته.

أقول : قال الجوهرى ، قال الاخفش : رجل عتاهية ، وهو الاحمق ، وقال الفيروز ابادى : العتاهية ضلال الناس كالعتاهة والاحمق ، وقال في اللسان : وأبوالعتاهية : الشاعر المعروف .. لقب بذلك لان المهدى قال له : أراك متخلطا متعتها وكان قد تعته بجارية للمهدى ، وكيف كان هذا اللقب من الالقاب الذميمة ولذلك نهى عليه السلام عن تسمية الرجل بذلك وقال : هات اسمه لا لقبه.

(١) الخصال ج ٢ ص ٥٣ في حديث.

١٤٤

فقالتا : هذا علمك رسول الله؟ فأنزل الله في ذلك «يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم إلى قوله ولا تنابزوا بالالقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان» (١).

١١ ـ مشكوة الانوار : وقال الصادق عليه‌السلام : من حقر مؤمنا لقلة ماله حقره الله فلم يزل عندالله محقورا حتى يتوب مما صنع ، وقال عليه‌السلام : إنهم مباهون بأكفائهم يوم القيامة (٢).

١٢ ـ ثو : ابن المتوكل ، عن الحميري ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب عن هشام بن سالم ، عن المعلى بن خنيس ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال الله عزوجل : ليأذن بحرب مني من أذل عبدي المؤمن ، وليأمن غضبي من أكرم عبدي المؤمن (٣).

سن : علي بن عبدالله ، عن ابن محبوب مثله (٤).

١٣ ـ ثو : ما جيلويه ، عن عمه ، عن الكوفي ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : إن الله عزوجل خلق المؤمنين من نور عظمته وجلال كبريائه ، فمن طعن عليهم أو رد عليهم قولهم ، فقد رد عليه الله في عرشه ، وليس من الله في شئ ، إنما هو شرك شيطان (٥).

سن : في رواية المفضل مثله (٦).

١٤ ـ ثو : أبي ، عن سعد ، عن أبي الخطاب ، عن حماد ، عن ربعي عن الفضيل قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : ما من إنسان يطعن في عين مؤمن إلا مات بشر ميتة ، وكان يتمنى أن يرجع إلى خير (٧).

____________________

(١) تفسير القمى : ٦٤٢ ، والاية في الحجرات ١٠ ، ١١.

(٢) مشكوة الانوار : ٥٩. (٣) ثواب الاعمال ص ٢١٣.

(٤) المحاسن : ٩٧. (٥) ثواب الاعمال : ٢١٤.

(٦) المحاسن ص ١٠٠. (٧) ثواب الاعمال ص ٢١٤.

١٤٥

سن : محمد بن علي ، عن ابن سنان ، عن حماد مثله (١).

١٥ ـ ثو : ابن المتوكل ، عن الحميري ، عن ابن أبي الخطاب ، عن ابن محبوب ، عن المثنى ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : لاتحقروا مؤمنا فقيرا فانه من حقر مؤمنا أو استخف به حقره الله ، ولم يزل ماقتا له حتى يرجع عن حقرته أو يتوب ، وقال عليه‌السلام : من استذل مؤمنا أو حقره لقلة ذات يده ولفقره شهره الله يوم القيامة على رؤوس الخلايق (٢).

سن : محمد بن علي ، عن ابن محبوب مثله (٣).

١٦ ـ سن : محمد بن علي ، عن محمد بن الفضيل ، عن الثمالي قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : إذا قال المؤمن لاخيه : أف خرج من ولايته ، وإذا قال أنت : عدوي كفر أحدهما ، ولا يقبل الله من مؤمن عملا وهو يضمر على المؤمن سوءا » (٤).

١٧ ـ سن : أبي ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن الله تبارك وتعالى خلق المؤمن من نور عظمته وجلال كبريائه ، فمن طعن على المؤمن أو رد عليه فقد رد على الله في عرشه ، وليس هو من الله في ولاية ، وإنما هو شرك شيطان (٥).

١٨ ـ سن : أبي ، عن سعدان بن مسلم ، عن معاوية ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لقد اسري بي فأوحى الله إلي من وراء الحجاب ما أوحى وشافهني من دونه بما شافهني ، فكان فيما شافهن ، أن قال : يا محمد من آذى لي وليا فقد أرصدني بالمحاربة ، ومن حاربني حاربته ، قال : فقلت : يا رب ومن وليك هما؟ فقد علمت أنه من حاربك حاربته ، فقال : ذاك من أخذت ميثاقه لك ولوصيك ولورثتكما بالولاية (٦).

١٩ ـ ين : ابن مخبوب ، عن الثمالي ، عن أبي جعفر وأبي عبدالله

____________________

(١) المحاسن ص ١٠٠. (٢) ثواب الاعمال ص ٢٢٤.

(٣) المحاسن ص ٩٧. (٤) المحاسن ص ٩٩.

(٥) المحاسن ص ١٠٠. (٦) المحاسن ص ١٣٦.

١٤٦

عليهما‌السلام قالا : إن أباذر عير رجلا على عهد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بامه فقال له : يا ابن السوداء! وكانت امه سوداء ، فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : تعيره بامه يا باذر؟ قال : فلم يزل أبوذر يمرغ وجهه في التراب ورأسه حتى رضي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عنه.

٢٠ ـ الدرة الباهرة : الهزؤ فكاهة السفهاء وصناعة الجهال.

٢١ ـ كنز الكراجكى : روي ، عن أحد الائمة أنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله عزوجل كتم ثلاثة في ثلاثة : كتم رضاه في طاعته ، وكتم سخطه في معصيته وكتم وليه في خلقه ، فلا يستخفن أحدكم شيئا من الطاعات فانه لايدري في أيها رضا الله ، ولا يستقلن أحدكم شيئا من المعاصي فانه لا يدري في أيها سخط الله ولا يزرأن أحدكم بأحد من خلق الله فانه لا يدري أيهم ولي الله.

٥٧

*(باب)*

*«(من أخاف مؤمنا ، أو ضربه أو آذاه ، أو لطمه ، أو أعان عليه أو سبه ، وذم الرواية على المؤمن)»*

١ ـ ن : أحمد بن الحسين بن يوسف ، عن علي بن محمد بن عنبسة ، عن بكر ابن أحمد بن محمد بن إبراهيم ، عن فاطمة بنت الرضا ، عن أبيها ، عن آبائه عن الصادق عليهم‌السلام ، عن أبيه وعمه زيد ، عن أبيهما ، عن أبيه وعمه ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : لايحل لمسلم أن يروع مسلما (١).

٢ ـ لى : عن الصادق عليه‌السلام قال : أعتى الناس من قتل غير قاتله ، أو ضرب غير ضاربه (٢).

أقول : قد مضى مثله بأسانيد في باب من أحدث حدثا وسيأتي في باب مواعظ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.

____________________

(١) عيون الاخبار ج ٢ ص ٧٠.

(٢) أمالي الصدوق ص ١٤ في حديث عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

١٤٧

٣ ـ ما : المفيد ، عن الشريف محمد بن طاهر ، عن ابن عقدة ، عن عبدالله بن أحمد بن المستورد ، عن الكاهلي ، عن محمد بن عبيد بن مدرك قال : دخلت مع عمي عامر بن مدرك على أبي عبدالله عليه‌السلام فسمعته يقول من أعان على مؤمن بشطر كلمة لقي الله عزوجل وبين عينيه مكتوب : آيس من رحمة الله (١).

٤ ـ ع : أبي ، عن الحميري ، عن هارون ، عن ابن صدقة ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من أكرم أخاه المؤمن بكلمة يلطفه بها أو قضى له حاجة ، أو فرج عنه كربة ، لم تزل الرحمة ظلا عليه مجدولا ما كان في ذلك من النظر في حاجته ، ثم قال : ألا انبئكم لم سمي المؤمن مؤمنا؟ لايمانه الناس على أنفسهم وأموالهم ، ألا انبئكم من المسلم؟ من سلم الناس من يده ولسانه ألا انبئكم بالمهاجر؟ من هجر السيئات وما حرم الله عليه ، ومن دفع مؤمنا دفعة ليذله بها أو لطمه لطمة أو أتى إليه أمرا يكرهه لعنته الملائكة حتى يرضيه من حقه ويتوب ويستغفر ، فاياكم والعجلة إلى أحد فلعله مؤمن وأنتم لا تعلمون وعليكم بالاناءة واللين ، والتسرع من سلاح الشياطين ، وما من شئ أحب إلى الله من الاناة واللين (٢).

٥ ـ لى : في مناهي النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ألا ومن لطم خد مسلم أو وجهه بدد الله عظامه يوم القيامة ، وحشر مغلولا حتى يدخل جهنم إلا أن يتوب (٣).

٦ ـ ثو : ابن الوليد ، عن ابن أبان ، عن الاهوازي ، عن فضالة ، عن ابن بكير ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : سباب المؤمن فسوق ، وقتاله كفر ، وأكل لحمه من معصية الله (٤).

٧ ـ ثو : أبي ، عن أحمد بن إدريس ، عن الاشعري ، عن ابن هاشم ، عن

____________________

(١) أمالى الطوسى ج ١ ص ٢٠١.

(٢) علل الشرائع ج ٢ ص ٢١٠.

(٣) أمالى الصدوق ص ٢٥٠ ، وفى نسخة الكمبانى رمز الخصال وهو تصحيف.

(٤) ثواب الاعمال ٢١٥.

١٤٨

إسحاق الخفاف ، عن بعض الكوفيين ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من روع مؤمنا بسلطان ليصيب منه مكروها فأصابه فهو مع فرعون وآل فرعون في النار (١).

٨ ـ ثو : ابن الوليد ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن موسى بن عمران عن ابن محبوب ، عن المفضل قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : إذا كان يوم القيامة نادى مناد : أين الصدود لاوليائي؟ قال : فيقوم قوم ليس على وجوههم لحم ، قال : فيقول : هؤلاء الذين آذوا المؤمنين ونصبوا لهم ، وعاندوهم وعنفوهم في دينهم ، قال : ثم يؤمر بهم إلى جهنم ، قال أبوعبدالله عليه‌السلام : كانوا والله الذين يقولون بقولهم ولكنهم حبسوا حقوقهم ، وأذاعوا عليهم سرهم (٢).

أقول : سيأتي بعض الاخبار في باب من أعان على القتل في كتاب القصاص.

٩ ـ ثو : ابن مسرور ، عن ابن عامر ، عن عمه ، عن ابن أبي عمير ، عن حماد عن الحلبي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن أعتى الناس على الله عزوجل من قتل غير قاتله ، ومن ضرب من لم يضربه (٣).

١٠ ـ سن : محمد بن علي ، عن محمد بن سنان ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : من أعان على مسلم بشطر كلمة كتب بين عينيه يوم القيامة : آيس من رحمة الله (٤).

١١ ـ صح : عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال علي عليه‌السلام : ورثت عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كتابين كتاب الله عزوجل وكتابا في قراب سيفي ، قيل : يا أمير المؤمنين وما الكتاب الذي في قراب سيفك؟ من قتل غير قاتله أو ضرب غير ضاربه فعليه لعنة الله (٥).

١٢ ـ جا : المراغي ، عن علي بن سليمان ، عن محمد بن الحسن النهاوندي ، عن

____________________

(١) ثواب الاعمال : ٢٢٩.

(٢) ثواب الاعمال ص ٢٢٩. (٣) ثواب الاعمال ١٤٧.

(٤) المحاسن ١٠٣. (٥) صحيفة الرضا عليه‌السلام ص ١٤.

١٤٩

أبي الخزرج الاسدي ، عن محمد بن الفضيل ، عن أبان بن أبي عياش ، عن جعفر بن أياس ، عن أبي سعيد الخدري قال : وجد قتيل على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فخرج مغضبا حتى رقى المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : يقتل رجل من المسلمين لايدرى من قتله؟ والذي نفسي بيده لو أن أهل السماوات والارض اجتمعوا على قتل مؤمن أو رضوا به لادخلهم الله في النار ، والذي نفسي بيده لا يجلد أحد أحدا ظلما إلا جلد غدا في نار جهنم مثله ، والذي نفسيي بيده لا يبغضنا أهل البيت أحد إلا أكبه الله على وجهه في نار جهنم.

١٣ ـ جع : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من آذى مؤمنا فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله ، ومن آذى الله فهو ملعون في التوراة والانجيل ، والزبور والفرقان ، وفي خبر آخر : فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : من نظر إلى مؤمن نظرة يخيفه بها أخافه الله تعالى يوم لاظل إلا ظله ، وحشره في صورة الذر بلحمه وجسمه ، وجميع أعضائه وروحه ، حتى يورده مورده ، وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : من أحزن مؤمنا ثم أعطاه الدنيا لم يكن ذلك كفارته ولم يوجر عليه (١).

١٤ ـ ختص : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : من بالغ في الخصومة ظلم ، ومن قصر ظلم ، ولا يستطيع أن يتقي الله من يخاصم (٢).

١٥ ـ ين : حماد ، عن الحسين بن المختار ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : كفى بالمرء عيبا أن يبصر من عيوب الناس ما يعمى عنه من أمر نفسه ، أو يعيب على الناس أمرا هو فيه لا يستطيع التحول عنه إلى غيره ، وأن يؤذى جليسه بما لا يعنيه.

١٦ ـ من كتاب قضاء الحقوق : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : سباب المؤمن فسوق ، وقتاله كفر ، وأكل لحمه معصية الله ، وحرمة ماله كحرمة الله ، عدة المؤمن الاخذ باليد

____________________

(١) جامع الاخبار ص ١٢٧. (٢٩ الاختصاص ٢٣٩.

١٥٠

يحث صلى‌الله‌عليه‌وآله على الوفاء بالمواعيد والصدق فيها ، يريد أن المؤمن إذا وعد كان الثقة بموعده كالثقة بالشئ إذا صار باليد.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : من عارض أخاه المؤمن في حديثه فكأنما خدش في وجهه وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تحقروا ضعفاء إخوانكم ، فانه من احتقر مؤمنا لم يجمع الله بينهما في الجنة إلا أن يتوب.

١٧ ـ نهج : قال عليه‌السلام : من أسرع إلى الناس بما يكرهون ، قالوا فيه ما لا يعلمون (١).

١٨ ـ كتاب الامامة والتبصرة : عن هارون بن موسى ، عن محمد بن موسى عن محمد بن علي بن خلف ، عن موسى بن إبراهيم ، عن موسى بن جعفر ، عن أبيه عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ظهر المؤمن حمى إلا من حد (٢).

١٩ ـ كا : عن العدة ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن محمد بن عيسى ، عن الانصاري ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من نظر إلى مؤمن نظرة ليخيفه بها أخافه الله عزوجل يوم لا ظل إلا ظله (٣).

بيان : يوم لا ظل إلا ظله أي إلا ظل عرشه ، أو المراد بالظل الكنف أي لا ملجأ ولا مفزع إلا إليه ، قال الراغب : الظل ضد الضح ، وهو أعم من الفئ ويعبر بالظل عن العزة والمناعة وعن الرفاهة ، قال تعالى : «إن المتقين في ظلال وعيون» (٤) أي في عزة ومناعة ، وأظلني فلان أي حرسني وجعلني في ظله أي في عزه ومناعته «وندخلهم ظلا ظليلا» (٥) كناية عن غضارة العيش (٦).

٢٠ ـ كا : عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن أبي إسحاق الخفاف ، عن بعض الكوفيين ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من روع مؤمنا بسلطان ليصيبه منه مكروه فلم يصبه فهو في النار ، ومن روع مؤمنا بسلطان ليصيبه منه مكروه فأصابه

____________________

(١) نهج البلاغة ج ٢ ص ١٥١. (٢) يعنى أنه لا يجوز ضربه الا عند اقامة الحد.

(٣) الكافى ج ٢ ص ٣٦٨. (٤) المرسلات : ٤١.

(٥) النساء : ٥٧. (٦) مفردات غريب القرآن : ٣١٤.

١٥١

فهو مع فرعون وآل فرعون في النار (١).

بيان : «ليصيبه منه» أي من السلطان «مكروه» أي ضرر يكرهه «فلم يصبه» أي المكروه «فهو في النار» أي يستحقها إن لم يعف عنه ، والروع الفزع والترويع التخويف «في النار» قيل : أي في نار البرزخ ، حيث قال : «النار يعرضون عليها غدوا وعشيا يوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب» (٢).

٢١ ـ كا : عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من أعان على مؤمن بشطر كلمة لقي الله عزوجل يوم القيامة مكتوب بين عينيه «آيس من رحمتي» (٣).

بيان : قال في النهاية : الشطر النصف ، ومنه الحديث من أعان على قتل مؤمن بشطر كلمة قيل : هو أن يقول : «اق» في اقتل كما قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «كفى بالسيف شا» يريد شاهدا ، وفي القاموس : الشطر نصف الشئ وجزؤه ، وأقول : يحتمل أن يكون كناية عن قلة الكلام أو كأن يقول : نعم مثلا في جواب من قال : أقتل زيدا ، وكأن بين العينين كناية عن الجبهة.

٢٢ ـ كا : عن محمد ، عن أحمد ، عن ابن محبوب ، عن هشام بن سالم قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : قال الله عزوجل : ليأذن بحرب مني من آذى عبدي المؤمن ، وليأمن عضبي من أكرم عبدي المؤمن ، ولو لم يكن من خلقي في الارض فيما بين المشرق والمغرب إلا مؤمن واحد مع إمام عادل ، لاستغنيت بعبادتهما عن جميع ما خلقت في أرضي ، ولقامت سبع سماوات وأرضين بهما ، ولجعلت لهما إيمانهما انسا لا يحتاجان إلى انس سواهما (٤).

بيان : ليأذن أي ليعلم كما قال تعالى في ترك ما بقي من الربا : «فان لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله» (٥) قال البيضاوي : أي فاعلموا بها من

____________________

(١) الكافى ج ٢ ص ٣٦٨. (٢) المؤمن : ٤٦.

(٣) الكافى ج ٢ ص ٣٦٨. (٤) الكافى ج ٢ ص ٣٥٠.

(٥) البقرة : ٢٧٩.

١٥٢

أذن بالشئ إذا علم به ، وتنكير حرب للتعظيم ، وذلك يقتضي أن يقاتل المربي بعد الاستتابة حتى يفئ إلى أمر الله كالباغي ، ولا يقتضي كفره (١) وفي المجمع : أي فأيقنوا واعلموا بقتال من الله ورسوله ، ومعنى الحرب عداوة لله ورسوله ، وهذا إخبار بعظم المعصية ، وقال ابن عباس وغيره : إن من عامل بالربا استتابه فان تاب وإلا قتله انتهى (٢).

وأقول : في الخبر يحتمل أن يكون كناية عن شدة الغضب بقرينة المقابلة أو المعنى أن الله يحاربه أي ينتقم منه في الدنيا والاخرة ، أو من فعل ذلك فليعلم أنه محارب لله كما سيأتي «فقد بارزني بالمحاربة» (٣) وقيل : الامر بالعلم ليس على الحقيقة ، بل هو خبر عن وقوع المخبر به ، على التأكيد ، وكذا «وليأمن» إخبار عن عدم وقوع ما يحذر منه على التأكيد ، والمراد بالمؤمن مطلق الشيعة ، أو الكامل منهم كما يومئ إليه «عبدي» وعلى الاول المراد بالايذاء الذي لم يأمر به الشارع كالامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والمراد بالاكرام الرعاية والتعظيم خلقا وقولا وفعلا ، منه جلب النفع له ، ودفع الضرر عنه.

«ولولم يكن» [كان] تامة ، والمراد بالخلق سوى الملائكة والجن وقوله مع إمام إما متعلق بلم يكن ، أو حال عن المؤمن ، وعلى الاخير يدل على ملازمته للامام ، والمراد بالاستغناء بعبادة مؤمن واحد مع أنه سبحانه غني مطلق لاحاجة له إلى عبادة أحد ، قبول عبادتهما والاكتفاء بهما ، لقيام نظام العالم ، وكأن كون المؤمن مع الامام أعم من كونه بالفعل أو بالقوة القريبة منه ، فانه يمكن أن يبعث نبي ولم يؤمن به أحد إلا بعد زمان كمامر في باب قلة عدد المؤمنين أن إبراهيم عليه‌السلام كان يعبد الله ولم يكن معه غيره ، حتى آنسه الله باسماعيل وإسحاق وقد مر الكلام فيه ، وقيل : المقصود هنا بيان حال هذه الامة ، فلا ينافي الوحدة في الامم السابقة ، وأرضين بتقدير سبع أرضين وانس إما مضاف إلى سواهما ، أو منون ، وسواهما للاستثناء.

____________________

(١) أنوار التنزيل : ٦٦.

(٢) مجمع البيان ج ٢ ص ٣٩٢. (٣) تحت الرقم ٣١.

١٥٣

٢٣ ـ كا : عن محمد ، عن أحمد ، عن ابن سنان ، عن منذر بن يزيد ، عن المفضل ابن عمر قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : إذا كان يوم القيامة نادى مناد أين الصدود لاوليائي؟ فيقوم قوم ليس على وجوههم لحم ، فيقال : هؤلاء الذين آذوا المؤمنين ونصبوا لهم ، وعاندوهم ، وعنفوهم في دينهم ، ثم يؤمر بهم إلى جهنم (١).

بيان «أين الصدود لاوليائي» كذا في أكثر نسخ الكتاب وثواب الاعمال (٢) وغيرهما ، وتطبيقه على ما يناسب المقام لا يخلو من تكلف (٣) في القاموس صدعنه صدودا أعرض ، وفلانا عن كذا صدا منعه وصرفه ، وصد يصد ويصد صديدا ضج والتصدد التعرض ، وفي النهاية : الصد الصرف والمنع ، يقال صده وأصده وصد عنه ، والصد الهجران ومنه الحديث فيصد هذا ، أي يعرض بوجهه عنه وفي المصباح صد من كذا من باب ضرب ضحك.

وأقول : أكثر المعاني مناسبة لكن بتضمين معنى التعرض ونحوه للتعدية باللام ، فالصدود بالضم جمع صاد وفي بعض النسخ : المؤذون لاوليائي فلا يحتاج إلى تكلف وقال الجوهري : نصبت لفلان نصبا إذا عاديته وناصبته الحرب مناصبة وقال : التعنيف التعبير واللوم وقيل : لعل خلو وجوههم من اللحم لاجل أنه ذاب من الغم وخوف العقوبة أو من خدشة بأيديهم تحسرا وتأسفا ، ويؤيده ما رواه العامة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : مررت ليلة اسري بي بقوم لهم أظفار من نحاس يخدشون وجوههم وصدورهم ، فقلت : من هؤلاء يا جبرئيل؟ قال : هم الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم وقيل : إنما سقط لحم وجوههم لانهم كاشفوهم بوجوههم الشديدة من غير استحياء من الله ومنهم.

وأقول : أو لانهم لما أرادوا أن يقبحوهم عند الناس في الدنيا قبحهم الله في الاخرة عند الناس أظهر أعضائهم وأحسنها.

____________________

(١) الكافى ج ٢ ص ٣٥١. (٢) مر تحت الرقم ٨.

(٣) وقد روى في معنى قوله تعالى «ولما ضرب ابن مريم مثلا اذا قومك منه يصدون» أن معنى يصدون : يضحكون أى ضحك السخرية كما يضحك المجادل الممارى اذا ظفر من خصمه على فلتة ، وهذا المعنى هو المناسب.

١٥٤

٢٤ ـ كا : عن الاشعري ، عن محمد بن عبدالجبار ، عن ابن فضال ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن حماد بن بشير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال الله تبارك وتعالى : من أهان لي وليا فقد أرصد لمحاربتي (١).

بيان : المراد بالولي المحب البالغ بجهده في عبادة مولاه ، المعرض عما سواه «فقد أرصد» أي هيأ نفسه أو أدوات الحرب ، ويمكن أن يقرأ على بناء المفعول قال في النهاية : يقال : رصدته إذا قعدت له على طريقه تترقبه ، وأرصدت له العقوبة ، إذا أعددتها ، وحقيقته جعلتها على طريقه كالمترقبة له ، والاضافة في قوله «لمحاربتي» إلى المفعول ، ومن فوائد هذا الخبر التحذير التام لاذى كل من المؤمنين ، لا حتمال أن يكون من أوليائه تعالى كما روى الصدوق باسناده عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : إن الله أخفى وليه في عباده ، فلا تستصغروا شيئا من عباده فربما كان وليه وأنت لاتعلم.

٢٥ ـ كا : عن محمد بن يحيى ، عن أحمد ، عن ابن عيسى والاشعري ، عن محمد بن عبدالجبار جميعا ، عن ابن فضال ، عن علي بن عقبة ، عن حماد بن بشير قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : قال الله عزوجل : من أهان لي وليا فقد أرصد لمحاربتي ، وما تقرب إلي عبد بشئ أحب إلي مما افترضت عليه ، وإنه ليتقرب إلي بالنافلة حتى احبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصربه ، ولسانه الذي ينطق به ، ويده التي يبطش بها ، إن دعاني أحببته وإن سألني أعطيته ، وما ترددت عن شئ أنا فاعله كترددي عن موت عبدي المؤمن : يكره الموت وأكره مساءته (٢).

بيان : «وما تقرب» لما قدم سبحانه ذكر اختصاص الاولياء لديه ، أشار إجمالا إلى طريق الوصول إلى درجة الولاية من بداية السلوك إلى النهاية أي ما تحبب ولا طلب القرب لدي بمثل أداء ما افترضت عليه أي أصالة أو أعم منه ومما أوجبه على نفسه بنذر وشبهه ، لعموم الموصل ، ويدل على أن الفرائض أفضل من

____________________

(١) الكافى ج ٢ ص ٣٥١. (٢) الكافى ج ٢ ص ٣٥٢.

١٥٥

المندوبات مطلقا ، وهذا ظاهر بحسب الاعتبار أيضا فانه سبحانه أعلم بالاسباب التي توجب القرب إلى محبته وكرامته ، فلما أكد في الفرائض وأوعد على تركها علمنا أنها أفضل مما خيرنا في فعله وتركه ، ووعد على فعله ولم يتوعد على تركه.

قال الشيخ البهائي قدس‌سره : فان قلت : مدلول هذا الكلام هو أن غير الواجب ليس أحب إلى الله سبحانه من الواجب ، لا أن الواجب أحب إليه من غيره ، فلعلهما متساويان ، قلت : الذي يستفيده أهل اللسان من مثل هذا الكلام هو تفضيل الواجب على غيره ، كما تقول ليس في البلد أحسن من زيد ، لا تريد محجرد نفي وجود من هو أحسن منه فيه ، بل تريد نفي من يساوية في الحسن وإثبات أنه أحسن أهل البلد ، وإرادة هذا المعنى من مثل هذا الكلام شايع متعارف في أكثر اللغات انتهى.

وقال الشهيد رحمه‌الله في القواعد : الواجب أفضل من الندب غالبا لاختصاصه بمصلحة زائدة ، ولقوله تعالى في الحديث القدسي ما تقرب إلى عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه ، وقد تخلف ذلك في صور كالابراء من الدين الندب وإنظار المعسر الواجب وإعادة المنفرد صلاته جماعة ، فان الجماعة مطلقا تفضل صلاة المنفرد بسبع وعشرين درجة ، فصلاة الجماعة مستحبة ، وهي أفضل من الصلاة التي سبقت وهي واجبة ، وكذلك الصلاة في البقاع الشريفة فانها مستحبة وهي أفضل من غيرها مائة ألف إلى اثنتي عشرة صلاة ، والصلاة بالسواك والخشوع في الصلاة مستحب ويترك لاجله سرعة المبادرة إلى الجمعة ، وإن فات بعضها مع أنها واجبة لانه إذا اشتد سيعه شغله الانبهار عن الخشوع ، وكل ذلك في الحقيقة غير معارض لاصل الواجب وزيادته ، لاشتماله على مصلحة أزيد من فعل الواجب ، لا بذلك القيد انتهي.

وأقول : ما ذكره قدس‌سره لا يصلح جوابا للجميع ويمكن الجواب عن الاول بأن الواجب أحد الامرين والابراء أفضل الفردين ، وعن الثاني بأنا لانسلم كون هذه الجماعة أفضل من المنفرد ، ولو سلم فيمكن أن يكون الفضل لكون أصلها واجبة وانضمت إلى تلك الفضيلة مع أنه قد ورد أنه تعالى يقبل أفضلهما واحتمل

١٥٦

بعض الاصحاب نية الوجوب فيها أيضا وكان بعض مشايخنا يحتمل هنا عدول نية الصلاة إلى الاستحباب بناء على جواز عدول النية بعد الفعل كما يظهر من بعض الاخبار.

ومما ذكروه نقضا على تلك القاعدة الابتداء بالتسليم ورده فان الاول أفضل مع وجوب الثاني ، والاشكال فيه أصعب ويمكن الجواب بأن الابتداء بالسلام أفضل من الترك ، وانتظار تسليم الغير ، ولا نسلم أنه أفضل من الرد الواجب ، بل يمكن أن يقال إن إكرام المؤمن وترك إهانته واجب ، وهو يتحقق في امور شتى منها ابتداء التسليم أورده ، فلو تركهما عصى ، وفي الاتيان بكل منهما يتحقق ترك الاهانة ، لكن اختيار الابتداء أفضل ، فظهر أنه يمكن إجراء جوابه رحمه‌الله في الجميع.

وأقول : يمكن تخصيص الاخبار وكلام الاصحاب بكون الواجب أفضل من المستحب من نوعه وصنفه ، كصلاة الفريضة والنافلة ، فلا يلزم كون رد السلام أفضل من الحج المندوب ، ولا من صلاة جعفر رضي‌الله‌عنه ، ولا من بناء قنطرة عظيمة أو مدرسة كبيرة ، وبالجمله فروع هذه المسألة كثيرة ، ولم أر من تعرض لتحقيقها كما ينبغي ، والخوض فيها يوجب بسطا من الكلام ، لا يناسب المقام ، وسيأتي شرح باقي الخبر في الخبر الاتى.

٢٦ ـ كا : عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن الحسين بن عثمان ، عن محمد بن أبي حمزة عمن ذكره ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من حقر مؤمنا مسكينا لم يزل الله عزوجل حاقرا له ماقتا حتى يرجع عن حقرته إياه (١).

بيان : في القاموس الحقر لذله كالحقرية بالضم والحقارة مثلثة ، والمحقرة والفعل كضرب وكرم ، والاذلال كالتحقير والاحتقار والاستحقار ، والفعل كضرب وقال : مقته مقتا ومقاتة أبغضه كمقته ، والتحقير يكون بالقلب فقط وإظهاره أشد وهو إما بقول كرهه أو بالاستهزاء به ، أو بشتمه أو بضربه ، أو بفعل يستلزم إهانته أو بترك قول أو فعل يستلزمها وأمثال ذلك.

____________________

(١) الكافى ج ٢ ص ٣٥١ ، وفيه «عن محقرته».

١٥٧

٢٧ ـ كا : عن محمد ، عن أحمد ، عن علي بن النعمان ، عن ابن مسكان ، عن المعلى قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : إن الله تبارك وتعالى يقول : من أهان لي وليا فقد أرصد لمحاربتي ، وأنا أسرع شئ إلى نصرة أوليائي (١).

بيان : يدل على أن عقوبة إذلال المؤمن تصل إلى المذل في الدنيا أيضا بل بعد الاذلال بلا مهلة ، ولو بمنع اللطف والخذلان.

٢٨ ـ كا : عن العدة ، عن سهل بن زياد ، عن ابن محبوب ، عن هشام بن سالم عن المعلى ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : قال الله عزوجل : قد نابذني من أذل عبدي المؤمن (٢).

بيان : نابذتهم خالفتهم ، ونابذتهم الحرب كاشفتهم إياها وجاهرتهم بها.

٢٩ ـ كا : عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال من استذل مؤمنا أو احتقره لقلة ذات يده ولفقره شهره الله يوم القيامة على رؤوس الخلايق (٣).

بيان : «لقلة ذات يده» أي ما في يده من المال كناية عن فقره ، وشهره الله على بناء المجرد أو التفعيل أي جعل له علامة سوء يعرفه جميع الخلايق بها أنه من أهل العقوبة فيفتضح بذلك في المحشر ويذل كما أذل المؤمن في الدنيا في القاموس استذله رآه ذليلا وقال : الشهرة بالضم ظهور الشئ في شنعة شهره كمنعه وشهره واشتهره فاشتهر «على رؤوس الخلايق» أي على وجه يطلع عليه جميع الخلائق كأنه فوق رؤوسهم.

٣٠ ـ كا : عن علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن معاوية عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لقد أسرى بي فأوحى إلي من وراء الحجاب ما أوحى ، وشافهني [إلى] أن قال لي : يا محمد من أذل لي وليا فقد أرصدني بالمحاربة ، ومن حاربني حاربته ، قلت : يا رب ومن وليك هذا؟ فقد علمت أن من حاربك حاربته؟ قال : ذاك من أخذت ميثاقه لك ولوصيك ولذريتكما بالولاية (٤).

____________________

(١ و ٢) الكافى ج ٩ ص ٣٥١. (٣ و ٤) الكافى ج ٢ ص ٣٥٣.

١٥٨

بان : «من وراء الحجاب» كان المراد بالحجاب الحجاب المعنوي وهو إمكان العبد المانع لان يصل العبد إلى حقيقة الربوبية أو كان خلق الصوت أولا من وراء حجاب ثم ظهر الصوت في الجانب الذي هو صلى‌الله‌عليه‌وآله فيه ، وهو المراد بالمشافهة وفي بعض النسخ فشافهني فيمكن أن يكون الفاء للتفسير وللترتيب المعنوي فكلا هما كان بالمشافهة ، والمراد بها عدم توسط الملك.

وقيل : المراد بالحجاب الملك ، وبالمشافهة ما كان بدون توسط الملك ، في القاموس شافهه : أدنى شفته من شفته ، وفي الصحاح المشافهة المخاطبة من فيك إلى فيه ، قوله : «أن قال» في بعض النسخ «فشافهني أن قال» فكلمة أن مصدرية والتقدير بأن قال : «فقد علمت» الفاء للبيان «من أخذت» كأن المراد به الاخذ مع القبول.

٣١ ـ كا : عن علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن ابن مسكان ، عن المعلى ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : قال الله عزوجل : من استذل عبدي فقد بارزني بالمحاربة ، وما ترددت في شئ أنا فاعله كترددي في عبدي المؤمن إني احب لقاءه فيكره الموت فأصرفه عنه ، وإنه ليدعوني في الامر فأستجيب له بما هو خير له (١).

بيان : «فأصرفه عنه» أي فأصرف الموت عنه بتأخير أجله ، وقيل : أصرف كراهة الموت عنه باظهار اللطف والكرامة ، والبشارة بالجنة «فأستجيب له بما هو خير له» أي بفعل ما خير له من الذي طلبه ، وإنما سماه استجابة لانه يطلب الامر لزعمه أنه خير له ، فهو في الحقيقة يطلب الخير ، ويخطأ في تعيينه ، وفي الاخرة يعلم أن ما أعطاه خير له مما طلبه ، كما إذا طلب الصبي المريض ما هو سبب لهلاكه فيمنعه والده ويعطيه دنانير ، فاذا كبر وعقل علم أن ما أعطاه خير مما منعه فكأنه استجاب له على أحسن الوجوه.

ويحتمل أن يكون المعنى أستجيب له بما أعلم أنه خير له ، إما باعطاء المسؤول

____________________

(١) الكافى ج ٢ ص ٣٥٤.

١٥٩

أو بدله في الدنيا أو في الاخرة أو فيهما.

٣٢ ـ كا : عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : سباب المؤمن كالمشرف على الهلكة (١).

بيان : السباب إما بكسرالسين وتخفيف الباء مصدرا ، أو بفتح السين وتشديد الباء صيغة مبالغة ، وعلى الاول كان في المشرف تقدير مضاف أي كفعل المشرف وربما يقرأ المشرف بفتح الراء مصدرا ميميا ، وفي بعض النسخ كالشرف ، والسب الشتم وهو بحسب اللغة يشمل القذف أيضا ، ولا يبعد شمول أكثر هذه الاخبار أيضا له ، وفي اصطلاح الفقهاء هو السب الذي لم يكن قذفا بالزنا ونحوه ، كقولك يا شارب الخمر أو يا آكل الربا ، أو يا معلون ، أو يا خائن أو يا حمار ، أو يا كلب ، أو يا خنزير ، أو يا فاسق ، أو يا فاجر ، وأمثال ذلك مما يتضمن استخفافا وإهانة.

وفي المصابح نسبه سبا فهو سباب ، ومنه يقال للاصبع التي تلي الابهام : سبابة ، لانه يشار بها عند السب والسبة العار ، وسابه مسابة وسبابا أي بالكسر واسم الفاعل منه مسب وقال : الهلكة مثال القصبة الهلاك ، ولعل المراد بها هنا الكفر والخروج من الدين ، وبالمشرف عليها من قرب وقوعه فيها بفعل الكبائر العظيمة ، والساب شبيه بالمشرف وقريب منه ، ويحتمل أن تكون الكاف زائدة.

٣٣ ـ كا : عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيوب ، عن عبدالله بن بكير ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : سباب المؤمن فسوق ، وقتاله كفر ، وأكل لحمه معصية وحرمة ماله كحرمة دمه (٢).

بيان : السباب هنا بالكسر مصدر باب المفاعلة ، وهو إما بمعنى السب أو المبالغة في السب ، أو على بابه من الطرفين ، والاضافة إلى المفعول أو الفاعل

____________________

(١ و ٢) الكافى ج ٢ ص ٣٥٩.

١٦٠