بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٧٧
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

بسم الله الرحمن الرحيم

٣١

(باب)

*(العشرة مع اليتامى ، وأكل أموالهم ، وثواب ايوائهم والرحم عليهم ، وعقاب ايذائهم)*

الايات : البقرة : وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لاتعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا وذي القربى واليتامى والمساكين (١) وقال تعالى : وآتى المال على حبه ذوي القربي واليتامى (٢) وقال تعالى : ويسئلونك عن اليتامى قل أصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فاخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح ولو شاء الله لاعنتكم إن الله عزيز حكيم (٣).

النساء : وآتوا اليتامى أموالهم ولاتتبدلوا الخبيث بالطيب ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم إنه كان حوبا كبيرا * فان خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ماطاب لكم من النساء الاية (٤).

وقال تعالى : وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم ولا تأكلوها إسرافا وبدارا أن يكبروا ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف فإذا دفعتم إليهم أموالهم فأشهدوا عليهم وكفى بالله حسيبا (٥).

____________________

(١) البقرة : ٨٣.

(٢) البقرة : ١٧٧

(٣) البقرة : ٢٢٠.

(٤) النساء : ٢ و ٣.

(٥) النساء ٦.

١

وقال تعالى : وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا * إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا (١).

الانعام : ولاتقربوا مال اليتيم إلا بالتى هى أحسن حتى يبلغ أشده (٢).

اسرى : مثله (٣).

الفجر : كلا بل لا تكرمون اليتيم * ولاتحاضون على طعام المسكين (٤).

الماعون : فذلك الذى يدع اليتيم (٥).

١ ـ لى : العطار ، عن أبيه ، عن محمد بن عبدالجبار ، عن ابن البطائني ، عن علي بن ميمون قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : من أراد أن يدخله الله عزوجل في رحمته ، ويسكنه جنته ، فليحسن خلقه ، وليعطى النصفة من نفسه ، وليرحم اليتيم وليعن الضعيف ، وليتواضع لله الذي خلقه (٦).

ما : الغضائري ، عن الصدوق [ مثله ] (٧).

٢ ـ لى : العطار ، عن ابيه ، عن البرقى ، عن محمد بن علي الكوفي عن التفليسي ، عن إبراهيم بن محمد ، عن الصادق ، عن ابائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : مر عيسى بن مريم بقبر يعذب صاحبه ، ثم مر به من قابل فإذا هو ليس يعذب ، فقال : يارب مررت بهذا القبر عام أول فكان صاحبه يعذب ثم مررت به العام فإذا هو ليس يعذب؟ فأوحى الله عزوجل إليه : ياروح الله إنه أدرك له ولد صالح فأصلح طريقا وآوى يتيما فغفرت له بما عمل ابنه (٨).

٣ ـ فس : أبي ، عن صفوان عن ابن مسكان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال :

____________________

(١) : النساء ٩ و ١٠. (٢) : ١٥٢.

(٣) أسرى : ٣٤. (٤) الفجر : ١٧ و ١٨.

(٥) الماعون : ٢. (٦) أمالى الصدوق : ٢٣٤.

٢

لما نزل إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا (١) أخرج كل من كان عنده يتيم وسألوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في إخراجهم ، فانزل الله تبارك وتعالى يسئلونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فاخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح (٢) وقال الصادق عليه‌السلام : لا بأس أن تخلط طعامك بطعام اليتيم ، فان الصغير يوشك أن يأكل كما يأكل الكبير وأما الكسوة وغيرها فيحسب على كل رأس صغير وكبير ، كم يحتاج إليه (٣).

٤ ـ ب : ابن طريف ، عن ابن علوان ، عن الصادق ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : قال النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله : من كفل يتيما نفقته كنت أنا وهو في الجنة كهاتين ، وقرن بين أصبعيه المسبحة والوسطى (٤).

٥ ـ ب : عنهما (٥) ، عن حنان قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : سألني عيسى بن موسى عن الغنم للايتام وعن الابل المؤبلة (٦) مايحل منهن؟ فقلت له : إن ابن عباس كان يقول : إذا لاط بحضوها وطلب ضالتها ودهن جرباها (٧) فله أن

____________________

(١) النساء : ١٠. (٢) البقرة : ٢٢٠.

(٣) تفسير القمى : ٦٢. (٤) قرب الاسناد ص ٤٥.

(٥) يعنى محمد بن عبد الحميد وعبدالصمد بن محمد عن حنان بن سدير كما هو نص المصدر في طبعة النجف ص ٦٥ ، ورواه في الكافى ج ٥ ص ١٣٠ عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن اسماعيل عن حنان بن سدير قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : سألنى عيسى بن موسى عن القيم ليتامى في الابل وما يحل له منها ، قلت : اذا لاط حوضها وطلب ضالتها وهنأ جرباها فله أن يصب من لبنها من غير نهك بضرع ، ولا فساد لنسل ، وقول ابن عباس هذا منقول عنه في الدر المنثور ص ١٢٢ مجمع البيان ج ٣ ص ١٠ ، وقوله هنأ جرباها : أى طلاها بالهناء ، وهو القطران.

(٦) يقال : أبل الابل : اقتناها واتخذها ، ليكثرها والابل المؤبلة : الكثيرة المتخذة للقنية والتسمين والحلب.

(٧) جنباها خ ل ، وقوله : «لاط بحوضها» الصحيح كما في سائر

٣

يصيب من لبنها في غير نهك ولافساد لنسل (١).

٦ ـ ل : ماجيلويه ، عن عمه ، عن البرقي ، عن ابن محبوب ، عن عبدالله ابن سنان ، عن الثمالي ، عن أبى جعفر عليه‌السلام قال : أربع من كن فيه بنى الله له بيتا في الجنة : من آوى اليتيم ، ورحم الضعيف ، وأشفق على والديه ، ورفق بمملوكه (٢).

سن : أبى ، عن ابن محبوب [ مثله ] (٣).

ثو : أبى ، عن سعد ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسن بن علي ، عن علي بن عقبة ، عن ابن سنان ، عن الثمالي مثله (٤).

أقول : قد مضى بعض الاخبار في باب بر الوالدين وفي باب جوامع المكارم.

٧ ـ ما : ابن مخلد ، عن أبي عمرو ، عن بشر بن موسى ، عن أبى عبدالرحمن المقري ، عن سعيد بن أبى أيوب ، عن عبيد الله بن أبي جعفر القرشي ، عن سالم الجيشاني ، عن أبيه ، عن أبي ذر أن النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ياباذر إني احب لك ما احب لنفسي إني أراك ضعيفا فلا تأمرن على اثنين ، ولاتولين مال يتيم (٥).

٨ ـ ما : بأسانيد المجاشعي ، عن الصادق ، عن ابائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من عال يتيما حتى يستغني عنه أوجب الله عزوجل له بذلك الجنة ، كما أوجب لاكل مال اليتيم النار (٦).

٩ ـ ثو : أبي ، عن سعد ، عن سلمة بن الحطاب ، عن إسماعيل بن إسحاق عن إسماعيل بن أبان ، عن غياث بن إبراهيم ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : ما من مؤمن ولامؤمنة يضع يده على رأس يتيم ترحما له

____________________

بقية ص ٣ المصادر «لاط حوضها» أى مدره لئلا ينشف الماء ، وقوله «من غير نهك لضرع» النهك استيفاء جميع مافى الضرع من اللبن فلم يبق فيه شئ.

(١) قرب الاسناد ص ٤٧. (٢) الخصال ج ١ ص ١٠٦

(٢) المحاسن ص ٨. (٤) ثواب الاعمال ١١٩.

(٥) أمالى الطوسى ج ١ ص ٣٩٤. (٦) أمالى الطوسى ج ٢ ص ١٣٥.

٤

إلا كتب الله له بكل شعرة مرت يده عليها حسنة (١).

١٠ ـ ثو : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن سلمة بن الخطاب ، عن علي بن الحسن ، عن محسن بن أحمد ، عن أبان بن عثمان ، عن الحسن بن السري ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : مامن عبد يمسح يده على رأس يتيم رحمة له إلا أعطاه الله بكل شعرة نورا يوم القيامة (٢).

١١ ـ ثو : ابن المتوكل ، عن السعد آبادي ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن أحمد بن النضر ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من أنكر منكم قساوة قلبه فليدن يتيما فيلاطفه وليمسح رأسه يلين قلبه باذن الله إن لليتيم حقا ، وقال في حديث آخر : يقعده على خوانه ، ويمسح رأسه يلين قلبه فانه إذا فعل ذلك لان قلبه باذن الله عزوجل (٣).

١٢ ـ ثو : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن أيوب بن نوح ، عن ابن أبي عمير عن ابن سنان ، عن عبيد الله بن الضحاك ، عن أبي خالد الاحمر ، عن أبي مريم الانصاري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن اليتيم إذا بكى اهتز له العرش فيقول الرب تبارك وتعالى : من هذا الذي أبكى عبدي الذي سلبته أبويه في صغره؟ فوعزتي وجلالي لا يسكته أحد إلا أوجبت له الجنة (٤).

١٣ ـ ضا : أروي عن العالم عليه‌السلام أنه قال : من أكل من مال اليتيم درهما واحدا ظلما من غير حق يخلده الله في النار ، وروي أن أكل مال اليتيم من الكبائر التي وعد الله عليها النار ، فان الله عزوجل من قائل يقول : «إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا».

وروي : من اتجر بمال اليتيم فربح كان لليتيم ، والخسران على التاجر ، ومن حول مال اليتيم أو أقرض شيئا منه كان ضامنا بجيمعه ، وكان عليه زكاته دون اليتيم وروي إياكم وأموال اليتامى لا تعرضوا لها وتلبسوا بها ، فمن تعرض لمال اليتيم فأكل منه شيئا كأنما أكل جذوة من النار ، وروي اتقوا الله ولايعرض أحدكم

____________________

(١ ـ ٤) ثواب الاعمال ص ١٨١.

٥

لما اليتيم ، فإن الله جل ثناؤه يلى حسابه بنفسه مغفورا له أو معذبا.

وآخر حدود اليتيم الاحتلام ، وأروي عن العالم عليه‌السلام : لايتم بعد احتلام فإذا احتلم امتحن في أمر الصغير والوسط والكبير ، فإن اونس منه رشدا دفع إليه ماله وإلا كان على حالته إلى أن يؤنس منه الرشد ، وروي أن لايسر القبيلة وهو فقيهها وعالمها أن يتصرف لليتيم في ماله فيما يراه خطاء وصلاحا وليس عليه خسران ولا له ربح ، والربح والخسران لليتيم ، وعليه وبالله التوفيق.

١٤ ـ شى : عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سألته عن قول الله : «ولاتؤتوا السفهاء أموالكم» قال : هم اليتامى لا تعطوهم أموالهم حتى تعرفوا منهم الرشد ، فكيف يكون أموالهم أموالنا؟ فقال : إذا كنت أنت الوارث لهم : وفي رواية عبدالله بن سنان عنه عليه‌السلام قال : لا تؤتوا شراب الخمر والنساء (١).

١٥ ـ شى : عن عبدالله بن أسباط ، عن أبى عبدالله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : إن نجدة اسم الحروري كتب إلى ابن عباس يسأله عن اليتيم متى ينقضي يتمه ، فكتب إليه : أما اليتيم فانقطاع يتمه أشده ، وهو الاحتلام ، إلا أن يؤنس منه رشد بعد ذلك ، فيكون سفيها أو ضعيفا فليسند عليه (٢).

١٦ ـ شى : عن يونس بن يعقوب قال : قلت لابى عبدالله عليه‌السلام : قول الله «فان آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم» أي شئ الرشد الذي يؤنس منهم؟ قال : حفظ ماله (٣).

١٧ ـ شى : عن عبدالله بن المعبد ، عن جعفر بن محمد عليهما‌السلام في قول الله «فان آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم» قال : فقال : إذا رأيتموهم يحبون آل محمد فارفعوهم درجة (٤).

____________________

(١) تفسير العياشى ج ١ ص ٢٢٠. (٢) المصدر : ٢٢١ ، وقوله فليسند عليه ، في المصدر : فليشد عليه ، ولعله مصحف «فليشهد عليه» يعنى يشهد عليه أنه بعد بلوغه واحتلامه ليس له رشد ، ولذلك حجر عليه بعد «أو فليسد عليه» من الاسداء.

(٣) المصدر ص ٢٢١. (٤) المصدر نفسه وفيه عن عبدالله بن المغيرة.

٦

١٨ ـ شى : عن محمد بن مسلم قال : سألته عن رجل بيده ماشية لابن أخ يتيم في حجره مايخلط أمرها بأمر ماشيته ، فقال : أن كان يليط حياضها ، ويقوم على هنائها ويرد نادتها (١) فليشرب من ألبانها غير مجهد للحلاب ، ولا مضر بالولد ثم قال : «ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف» (٢).

١٩ ـ شى : أبواسامة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قوله : «فليأكل بالمعروف» فقال : ذاك رجل يحبس نفسه على أموال اليتامى ، فيقوم لهم فيها ، ويقوم لهم عليها ، فقد شغل نفسه عن طلب المعيشة ، فلا بأس أن يأكل بالمعروف إذا كان يصلح أموالهم ، وإن كان المال قليلا فلا يأكل منه شيئا (٣).

٢٠ ـ شى : عن سماعة ، عن أبي عبدالله أو أبي الحسن عليهما‌السلام قال : سألته عن قوله : «ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف» قال : بلى من كان يلي شيئا لليتامى وهو محتاج ، وليس له شئ وهو يتقاضى أموالهم (٤) ويقوم في ضيعتهم فليأكل بقدر ، ولا يسرف ، وإن كان ضيعتهم لايشغله مما يعالج لنفسه فلا يرزأن من أموالهم شيئا (٥).

٢١ ـ شى : عن إسحاق بن عمار ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قول الله : «ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف» فقال : هذا رجل يحبس نفسه لليتيم على حرث أو ماشية ، ويشغل فيها نفسه ، فليأكل منه

____________________

(١) الناد من البعير : النافر الذاهب على وجهه شاردا وفى بعض النسخ «شاردها» كما في المصدر المطبوع ، وفى نسخة الكمبانى «باردها» ، وهو تصحيف ، وقوله «غير مجتهد للحلاب» في المجمر ج ٣ ص ٩ وهكذا نسخة الوسائل «غير منهك للحلبات».

(٢ و ٣) تفسير العياشى ج ١ ص ٢٢١.

(٤) أى يقبض أموالهم من الديان ويطالبهم بذلك.

(٥) المصدر ج ١ ص ٢٢١ ، وتراه في الكافى ج ٥ ص ١٢٩ ، وقوله «لايرزأن» أى لايصبن من أموالهم شيئا ولاينقصها.

٧

بالمعروف وليس ذلك له في الدنانير والدراهم التي عنده موضوعة (١).

٢٢ ـ شى : عن زرارة ، عن أبى جعفر عليه‌السلام قال : سألته عن قول الله : «ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف» قال : ذلك إذا حبس نفسه في أموالهم فلا يحترث لنفسه فليأكل بالمعروف من مالهم (٢).

٢٣ ـ شى : عن رفاعة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قوله : «فليأكل بالمعروف» قال : كان أبى يقول : إنها منسوخة (٣).

٢٤ ـ شى : عن سماعة ، عن أبى عبدالله أو أبي الحسن عليهما‌السلام : إن الله أوعد في مال اليتيم عقوبتين اثنين : أما أحدهما فعقوبة الاخرة النار ، وأما الاخرى فعقوبة الدنيا قوله «وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا» قال : يعني بذلك ليخش إن أخلفه في ذريته كما صنع هو بهؤلاء اليتامى (٤).

٢٥ ـ شى : عن الحلبي ، عن أبى عبدالله عليه‌السلام أن في كتاب على بن أبي طالب عليه‌السلام : أن آكل مال اليتيم ظلما سيدركه وبال ذلك في عقبه من بعده ويلحقه ، فقال : ذلك إما في الدنيا فان الله قال : «وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم» وإما في الاخرة ، فإن الله يقول : «إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا (٥).

٢٦ ـ شى : عن محمد بن مسلم ، عن أحدهما قال : قلت : في كم تجب لاكل مال اليتيم؟ قال : في درهمين (٦).

٢٧ ـ شى : عن سماعة ، عن أبي عبدالله أو أبي الحسن عليهما‌السلام قال : سألته عن رجل أكل مال اليتيم هل له توبة؟ قال : يرد به إلى أهله ، قال : ذلك بأن الله يقول : « إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا

____________________

(١ ـ ٣) تفسير العياشى ج ١ ص ٢٢٢.

(٤ ـ ٦) تفسير العياشى ج ١ ص ٢٢٣ ، وروى الاول في الكافى ج ٥ ص ١٢٨.

٨

وسيصلون سعيرا » (١).

٢٨ ـ شى : عن أحمد بن محمد قال : سألت أبا الحسن عليه‌السلام عن الرجل يكون في يده مال لايتام فيحتاج فيمد يده فينفق منه عليه وعلى عياله ، وهو ينوي أن يرده إليهم ، أهو ممن قال الله : « إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما » الاية؟ قال : لا ، ولكن ينبغي له أن لا يأكل إلا بقصد (٢) ولا يسرف ، قلت له : كم أدنى مايكون من مال اليتيم إذا هو أكله وهو لاينوي رده حتى يكون يأكل في بطنه نارا؟ قال : قليله وكثيره واحد ، إذا كان من نفسه نيته ألا يرده إليهم (٣).

٢٩ ـ شى : عن زرارة ومحمد بن مسلم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام أنه قال : مال اليتيم إن عمل به من وضع على يديه ضمنه ، ولليتيم ربحه قال : قلنا له : قوله : « ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف » قال : إنما ذلك إذا حبس نفسه عليهم في أموالهم ، فلم يتخذ لنفسه فليأكل بالمعروف من مالهم (٤).

٣٠ ـ شى : عن عجلان قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : من أكل مال اليتيم؟ فقال : هو كما قال الله : « إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا » قال هو من غير أن أسأله : من عال يتيما حتى ينقضي يتمه أو يستغني بنفسه ، أوجب الله له الجنة كما أوجب لاكل مال اليتيم النار (٥).

٣١ ـ شى : عن أبي إبراهيم قال : سألته عن الرجل يكون للرجل عنده المال إما يبيع أو يقرض ، فيموت ولم يقضه إياه فيترك أيتاما صغارا فيبقى لهم عليه ، فلا يقضيهم ، أيكون ممن يأكل مال اليتيم ظلما؟ قال : إذا كان ينوي إن يؤدئ إليهم

____________________

(١) تفسير العياشى ج ١ ص ٢٢٤.

(٢) في نسخة الكمبانى «بعضه» وهو تصحيف ، وقد روى الحديث في الكافى ج ٥ ص ١٢٨. وفيه أيضا : فقال : لاينبغى له أن يأكل الا بالقصد ولايسرف ، فان كان من نيته أن لايرده عليهم فهو بالمنزل الذى قال الله عزوجل : «ان الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما».

(٣ ـ ٥) المصدر ج ١ ص ٢٢٤ ، وروى الاخير في الكافى ج ٥ ص ٢٢٨.

٩

فلا ، قال الاحول : سألت أبا الحسن موسى عليه‌السلام إنما هو الذي يأكله ولا يريد أداءه من الذين يأكلون أموال اليتامى؟ قال : نعم (١).

٣٢ ـ شى : عن عبيد بن زرارة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سألته عن الكبائر فقال : منها أكل مال اليتيم ظلما ، وليس في هذا بين أصحابنا اختلاف والحمد لله (٢).

٣٣ ـ شى : عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يبعث ناس عن قبورهم يوم القيامة تأجج أفواههم نارا فقيل له : يارسول الله من هؤلاء؟ قال : الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا (٣).

٣٤ ـ شى : عن أبي بصير قال : قلت لابي جعفر عليه‌السلام : اصلحك الله ما أيسر مايدخل به العبد النار؟ قال : من أكل من مال اليتيم درهما ونحن اليتيم (٤).

٣٥ ـ شى : عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : سألته عن قول الله تبارك وتعالى «وإن تخالطوهم فاخوانكم» قال : أن تخرج من أموالهم قدر مايكفيهم وتخرج من مالك قدر ما يكفيك ، قال : قلت : أرأيت أينام صغار وكبار ، وبعضهم أعلى في الكسوة من بعض ، قال أما الكسوة فعلى كل إنسان من كسوته ، وأما الطعام فاجعله جميعا فأما الصغير فانه أوشك أن يأكل كما يأكل الكبير (٥)

٣٦ ـ شى : عن سماعة ، عن أبي عبدالله أو أبي الحسن عليهما‌السلام قال : سألته عن قول الله «وإن تخالطوهم» قال : يعني اليتامى يقول : إذا كان الرجل يلي يتامى وهو في حجره ، فليخرج من ماله على قدر مايخرج لكل إنسان منهم ، فيخالطهم فيأكلون جميعا ولايزرأ من أموالهم شيئا ، فانما هو نار (٦).

٣٧ ـ شى : عن الكاهلي قال : كنت عند أبي عبدالله عليه‌السلام فسأله رجل ضرير البصر فقال : إنا ندخل على أخ لنا في بيت أيتام ، معهم خادم لهم ، فنقعد على بساطهم ونشرب من مائهم ويخدمنا خادمهم ، وربما اطعمنا فيه طعام من عند صاحبنا وفيه من طعامهم ، فما ترى أصلحك الله؟ فقال : قد قال الله « بل الانسان على

____________________

(١ ـ ٤) المصدر ج ١ ص ٢٢٥. (٥ و ٦) تفسير العياشى ج ١ ص ١٠٧.

١٠

نفسه بصيرة » * فأنتم لايخفى عليكم وقد قال الله : « وإن تخالطوهم فاخوانكم ـ إلى ـ لاعنتكم » ثم قال : وإن كان دخولكم عليهم فيه منفعة لهم فلا بأ س ، وإن كان فيه ضرر فلا (١).

٣٨ ـ شى : عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : جاء رجل إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يارسول الله إن أخى هلك وترك أيتاما ولهم ماشية فما يحل لي منه؟ فقال رسول الله : إن كنت تليط حوضها ، وترد نادتها ، وتقوم على رعيتها فاشرب من ألبانها غير مجتهد ولا ضار بالولد» والله يعلم المفسد من المصلح » (٢).

٣٩ ـ شى : عن محمد بن مسلم قال : سألته عن الرجل بيده الماشية لابن أخ له يتيم في حجره أيخلط أمرها بأمر ماشيته؟ قال : فان كان يليط حوضها ، ويقوم على هنائها ويرد نادتها فيشرب من ألبانها غير مجتهد للحلاب ، ولا مضر بالولد ، ثم قال : « من كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف » « والله يعلم المفسد من المصلح» (٣).

٤٠ ـ شى : عن محمد الحلبي قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : قول الله : «وإن تخالطوهم فاخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح» قال : تخرج من أموالهم قدر مايكفيهم ، وتخرج من مالك قدر مايكفيك ، ثم تنفقه (٤).

شى : عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه‌السلام مثله (٥).

٤١ ـ شى : عن علي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سألته عن قول الله في اليتامى «وان تخالطوهم فاخوانكم» قال : يكون لهم التمر واللبن ، ويكون لك مثله على قدر مايكفيك ويكفيهم ، ولايخفى على الله المفسد من المصلح (٦).

٤٢ ـ شى (٧) عن عبدالرحمن بن الحجاج : عن أبي الحسن موسى عليه‌السلام قال : قلت له : يكون لليتيم عندي الشئ وهو في حجري انفق عليه منه ، وربما أصبت

____________________

(١ و ٢) تفسير العياشى ج ١ ص ١٠٧.

(٣ ـ ٧) المصدر ج ١ ص ١٠٨ ، وقد روى بعضها في الكافى ج ٥ ص ١٢٩ فراجع.

١١

مما يكون له من الطعام ، ومايكون مني إليه أكثر ، فقال : لابأس بذلك ، إن الله يعلم المفسد من المصلح.

٤٣ ـ شى : عن بعض بني عطية ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في مال اليتيم يعمل به الرجل : قال : ينيله من الربح شيئا ، إن الله يقول : «ولا تنسوا الفضل بينكم» (١).

٤٤ ـ م : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : حث الله عزوجل على بر اليتامى لا نقطاعهم عن آبائهم فمن صانهم صانه الله ، ومن أكرمهم أكرمه الله ، ومن مسح يده برأس يتيم رفقا به جعل الله له في الجنة بكل شعرة مرت تحت يده قصرا أوسع من الدنيا بما فيها ، وفيها ماتشتهي الانفس وتلذ الاعين ، وهم فيها خالدون (٢).

٤٥ ـ غو : روى محمد بن مسلم ، عن احدهما عليهما‌السلام قال : سألته عن رجل بيده ماشية لابن أخ له يتيم في حجره أيخلط أمرها بأمر ماشيته؟ فقال : إن كان يلوط حياضها ، ويقوم على مهنتها ويرد نادتها فليشرب من ألبانها غير منهك للحلاب ولا مضر بالولد (٣).

وروي أن رجلا كان عنده مال كثير لابن أخ له يتيم فلما بلغ اليتيم طلب المال فمنعه منه فترافعا إلى النبي فأمره بدفع ماله إليه ، فقال : أطعنا الله وأطعنا الرسول ، ونعوذ بالله من الحوب الكبير ، ودفع إليه ماله ، وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : من يوق شح نفسه ، ويطع ربه هكذا ، فانه يحل دراءه أي خبثه (٤) ، فلما أخذ الفتى ماله انفقه في سبيل الله ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ثبت الاجر وبقي الوزر ، فقيل : كيف

____________________

(١) تفسير العياشى ج ١ ص ١٢٦ ، والاية في البقرة ٢٣٧. (٢) تفسير الامام : ١٣٥.

(٣) تراه في الوسائل الباب ٧٢ من أبواب مايكتسب به الحديث ٦. وقوله.

«مهنتها» أى خدمتها ، وفى سائر الاحاديث هنائها ، وهو تدهينها وطلاؤها بالقطران.

(٤) كذا في نسخة الكمبانى ، والظاهر كما نقله الفاضل المقداد في كنز العرفان ج ٢ ص ١٠٧ «يحل داره اى جنته».

١٢

يارسول الله؟ فقال : ثبت للغلام الاجر ويبقى الوزر على والده (١).

وجاء في حديث آخر : الرضا لغيره والتعب على ظهره.

وسئل الرضا عليه‌السلام : كم أدنى مايدخل به النار من أكل من مال اليتيم؟ فقال : كثيره وقليله واحد ، إذا كان من نيته أن لايرده.

وعنه عليه‌السلام أنه قال : إن في مال اليتيم عقوبتين بينتين : أما إحداهما فعقوبة الدنيا في قوله تعالى «وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا» الاية وأما الثانية فعقوبة الاخرة في قوله تعالى : «إن الذين يأكلون أموال اليتامى الاية» وروي عن الصادق عليه‌السلام قال : في كتاب علي عليه‌السلام : أن آكل مال اليتيم سيدركه وبال ذلك في عقبه ، ويلحقه وبال ذلك في الاخرة (٢).

دعوات الراوندى : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : أحسنوا في عقب غيركم تحسنوا في عقبكم.

____________________

(١) قيل : هذا الخبر يحمل على أن والده يكن يحترز في تحصيل المال من الشبهات ، أو لم يخرج الحقوق المالية من أمواله ، قال الفاضل المقداد : وعندى فيه نظر اذ مقتضاه أن في المال حقوقا يجب ايصالها إلى أربابها فكان يجب على النبي صلى الله عليه وآله الامر بتسليمها إلى مستحقها فلا يدع الغلام يتصرف فيها ، اذ لايجوز له أن يقرر على الباطل ، فالاولى ان يقال ان الوزر قد يراد به الثقل ـ كما ورد التعبير عن مثل ذلك بالعبء ، كما في حديث آخر : الهناء لغيره والعبء على طهره ، وحينئذ يكفى في الثقل ندم الميت وأسفه على فوات ثوابه بصرفه في وجوه القرب ، وعدم انتفاعه به في آخرته أقول : مر ماورد من أن في حلالها حساب وفى حرامها عقاب ، ولو كان ارثه حلالا كان حسابه على الوالد ، وثوابه لولده.

(٢) مر هذه الروايات المنقولة عن غوالي اللئالى مسندا عن سائر المجاميع.

١٣

نهج : مثله وفيه تحفظوا في عقبكم (١).

وقال عليه‌السلام في وصيته عند وفاته : الله الله في الايتام فلا تغبوا أفواههم ولايضيعوا بحضرتكم (٢).

٣٢

*(باب)*

*«(آداب معاشرة العميان والزمنى وأصحاب العاهات المسرية)»*

الايات : النور : ليس على الاعمى حرج ولا على الاعرج حرج ولا على المريض حرج (٣).

١ ـ لى : ابن المتوكل ، عن سعد ، عن ابن هاشم ، عن الحسين بن الحسن القرشي ، عن سلمان بن جعفر البصري ، عن عبدالله بن الحسين بن زيد ، عن أبيه عن الصادق ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله كره لكم أيها الامة أربعا وعشرين خصله ، ونهاكم عنها ـ وساق الحديث إلى أن قال : ـ كره أن يكلم الرجل مجذوما إلا أن يكون بينه وبينه قدر ذراع وقال : فر من المجذوم فرارك من الاسد (٤).

٢ ـ ل : أبي ، عن سعد مثله (٥).

أقول : أوردنا الخبر بتمامه في باب مناهي النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله.

٣ ـ فس : في رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله : «ليس على» الاعمى حرج ولا على الاعرج حرج ولا على المريض حرج « وذلك أن أهل

____________________

(١) نهج البلاغة ج ٢ ص ٢٠٨ تحت الرقم ٦٦٤ من الحكم.

(٢) نهج البلاغة ج ٢ ص ٧٨ تحت الرقم ٤٧ من الحكم.

(٣) النور : ٦١. (٤) أمالي الصدوق ص ١٨١.

(٥) الخصال ج ٢ : ١٠٢.

١٤

المدينة قبل أن يسلموا كانوا يعتزلون الاعمى والاعرج والمريض ، كانوا لا يأكلون معهم ، وكانت الانصار فيهم تيه وتكرم ، فقالوا : إن الاعمى لايبصر الطعام والاعرج لا يتسطيع الزحام على الطعام ، والمريض لا يأكل كما يأكل الصحيح فعزلوا لهم طعامهم على ناحية ، وكانوا يرون أن عليهم في مواكلتهم جناحا ، وكان الاعمى والمريض يقولون لعلنا نؤذيهم في مؤاكلتهم ، فلما قدم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله سألوه عن ذلك ، فأنزل الله « ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا » (١).

٤ ـ ل : ماجيلويه ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن سهل ، عن محمد بن سنان ، عن الدهقان ، عن درست ، عن أبي إبراهيم قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : خمسة يجتنبون على كل حال : المجذوم ، والابرص ، والمجنون ، وولد الزنا والاعرابى (٢).

٥ ـ طب : محمد بن جعفر البرسي ، عن محمد بن يحى الارمني ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إذا رأيتم المجذومين فاسألوا ربكم العافية ، ولاتغفلوا عنه.

٦ ـ طب : طاهر بن حرب الصيرفي ، عن موسى بن عيسى ، عن محمد بن سنان السعيدي ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لاتديموا النظر إلى أهل البلاء والمجذومين فانه يحزنهم.

٧ ـ طب : عن أبي عبد الله الصادق ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أقلوا من النظر إلى أهل البلاء ، ولاتدخلوا عليهم ، وإذا مررتم بهم فاسرعوا المشي لا يصيبكم ما أصابهم.

٨ ـ م : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من قاد ضريرا أربعين خطوة على ارض سهلة ، لا يفي بقدر أبرة من جمعيه طلاع الارض ذهبا فان كان فيما قاده مهلكة جوزه عنها وجد ذلك في ميزان حسناته يوم القيامة أوسع

____________________

(١) تفسير القمى في سورة النور الاية ٦١.

١٥

من الدنيا مائة ألف مرة ، ورجح بسيئاته كلها ومحقها ، وأنزله في أعلا الجنان وغرفها (١).

٩ ـ ما : أحمد بن عبدون ، عن علي بن محمد بن الزبير ، عن علي بن فضال عن العباس بن عامر ، عن أحمد بن رزق الغمشاني ، عن أبي اسامة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : لقد مر علي بن الحسين عليهما‌السلام بمجذومين فسلم عليهم وهم يأكلون فمضى ثم قال. إن الله لا يحب المتكبرين ، فرجع إليهم فقال : إني صائم وقال : ائتوني بهم في المنزل ، قال : فأتوه فأطعمهم ثم اعطاهم (٢).

١٠ ـ دعوات الراوندى : سئل زين العابدين عليه‌السلام عن الطاعون أنبرء ممن يلحقه فانه معذب قال : أن كان عاصيا فابرأ منه طعن أو لم يطعن ، وإن كان لله عزوجل مطيعا فان الطاعون مما تمحص به ذنوبه ، إن الله عزوجل عذب به قوما ويرحم به آخرين ، واسعة قدرته لما يشاء ، ألا ترون أنه جعل الشمس ضياء لعباده ، ومنضجا لثمارهم ، ومبلغا لاقواتهم ، وقد يعذب بها قوما يبتليهم بحرها يوم القيامة بذنوبهم ، وفي الدنيا بسوء أعمالهم.

١١ ـ مشكوة الانوار نقلا من المحاسن عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : لاتنظروا إلى أهل البلاء فان ذلك يحزنهم ، وعن الباقر عليه‌السلام أنه كان يكره أن يسمع من المبتلى التعوذ من البلاء (٣).

____________________

(١) تفسير الامام : ٢٩.

(٢) أمالى الطوسى ج ٢ : ٢٨٥ ، في حديث.

(٣) مشكوة الانوار ص ٢٨.

١٦

٣٣

*(باب)*

*«(نصر الضعفاء والمظلومين ، واغاثتهم وتفريج كرب المؤمنين ورد العادية عنهم ، وستر عيوبهم)»*

أقول : قد مضى بعضها في باب قضاء حاجة المؤمن ، وباب حقوقه وباب أطعامه

١ ـ لى : ابن إدريس ، عن أبيه ، عن ابن عيسى ، عن ابن فضال ، عن حماد ابن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر اليماني ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : مامن مؤمن يخذل أخاه وهو يقدر على نصرته إلا خذله الله في الدنيا والاخرة (١).

ثو : أبي عن أحمد بن إدريس مثله (٢).

٢ ـ ب : هارون ، عن ابن صدقة ، عن الصادق ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : لا يحضرن أحدكم رجلا يضربه سلطان جائر ظلما وعدوانا ، ولا مقتولا ولا مظلوما إذا لم ينصره ، لان نصرة المؤمن على المؤمن فريضة واجبة ، إذا هو حضره ، والعافية أوسع مالم يلزمك الحجة الظاهرة (٣).

ثو : ابن الوليد ، عن محمد بن أبي القاسم ، عن هارون [ مثله ] (٤).

٣ ـ ب : بهذا الاسناد أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أمر بسبر : عياده المرضى ، واتباع الجنائز ، وإبرار القسم ، وتسميت العاطس ، ونصر المظلوم ، وإفشاء السلام ، وإجابة الداعي (٦).

أقول : قد أوردناه باسانيد في أبواب المناهى.

٤ ـ ثو ، ع : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن السندي بن محمد ، عن صفوان بن

____________________

(١) أمالى الصدوق ص ٢٩١. (٢) ثواب الاعمال ص ٢١٤.

(٣) قرب الاسناد : ص ٢٦. (٤) ثواب الاعمال : ص ٢٣٤.

(٥) قرب الاسناد ص ٣٤.

١٧

يحيى ، عن صفوان بن مهران ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : اقعد رجل من الاخيار في قبره فقيل له : إنا جالدوك مائة جلدة من عذاب الله ، فقال : لا اطيقها فلم يزالوا به حتى انتهوا إلى جلدة واحدة فقالوا : ليس منها بد ، فقال : فيما تجلدونيها؟ قالوا نجلدك لانك صليت يوما بغير وضوء ، ومررت على ضعيف فلم تنصره قال : فجلدوه جلدة من عذاب الله عزوجل فامتلى قبره نارا (١).

سن : محمد بن علي ، بن ابن أبي نجران ، عن صفوان الجمال مثله (٢).

٥ ـ ل : حمزة العلوي ، عن علي ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد الاشعري عن القداح ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : كل معروف صدقة ، والدال على الخير كفاعله ، والله يحب إغاثة اللهفان (٣).

٦ ـ لى : العطار ، عن أبيه ، عن محمد بن عبدالجبار ، عن ابن البطائني ، عن علي بن ميمون الصائغ ، عن الصادق عليه‌السلام قال : من أراد أن يدخله الله عزوجل في رحمته ، ويسكنه جنته ، فليحسن خلقه ، وليعطي النصفة من نفسه ، وليرحم اليتيم وليعن الضعيف ، وليتواضع لله الذي خلقه (٤).

٧ ـ ما : الغضائري ، عن الصدوق مثله (٥).

أقول : قد مضى بعض الاخبار في باب بر الوالدين.

٨ ـ لى : في خبر مناهي النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : ألا ومن فرج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه اثنين وسبعين كربة من كرب الاخرة ، واثنين وسبعين كربة من كرب الدنيا أهونها المغص (٦).

____________________

(١) ثواب الاعمال ص ٢٠٢ علل الشرائع ج ٢ ص ٣٠٩ ط النجف الباب ٢٦٢ تحت الرقم ١ وفى بعض المجاميع كالمحاسن والفقيه ج ١ ص ٣٥ وهكذا علل الشرايع ط النجف «اقعد رجل من الاحبار» (٢) المحاسن : ٧٨.

(٣) الخصال ج ١ ص ٦٦.

(٤) أمالى الصدوق ص ٢٣٤.

(٥) أمالى الطوسى ج ٢ ص ٤٦. (٦) أمالى الصدوق ج ٢ ص ٢٥٩

١٨

ل : أحمد بن علي بن ابراهيم ، عن أبيه ، عن جده ، عن القداح ، عن الصادق ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أربع من كن فيه نشر الله عليه كنفه وأدخله الجنة في رحمته : حسن خلق يعيش به في الناس ، ورفق بالمكروب وشفقز على الوالدين ، وإحسان إلى المملوك (١).

١٠ ـ مع ، ن : ماجيلويه ، عن علي ، عن أبيه ، عن داود بن سليمان ، عن الرضا ، عن أبيه ، عن الصادق عليهم‌السلام قال : أوحى الله عزوجل إلى داود : أن العبد من عبادي ليأتيني بالحسنة فادخله الجنة ، قال : يارب وما تلك الحسنة؟ قال : يفرج عن المؤمن كربته ولو بتمرة ، قال : فقال داود عليه‌السلام : حق لمن عرفك أن لاينقطع رجاؤه منك (٢).

١١ ـ ب : ابن طريف ، عن ابن علوان ، عن الصادق ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أوحى الله تبارك وتعالى إلى داود النبي عليه‌السلام أن : يا داود إن العبد من عبادي ليأتيني بالحسنة يوم القيامة فاحكمه في الجنة ، وقال داود : وما تلك الحسنة؟ قال : كربة ينفسها عن مؤمن بقدر تمرة أو بشق تمرة ، فقال داود : يارب حق لمن عرفك أن لا يقطع رجاءه منك (٣).

١٢ ـ ما : عن وهب بن منبه قال : قرأت في الزبور اسمع مني ما أقول ـ والحق أقول : من أتاني بحسنة واحدة أدخلته الجنة ، قال داود : يارب وما هذه الحسنة؟ قال : من فرج عن عبد مسلم ، فقال داود إلهي لذلك لا ينبعي لمن عرفك أن يقطع رجاءه منك (٤).

١٣ ـ ل : حمزة العلوي ، عن على ، عن أبيه ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : أربعة ينظر الله عزوجل إليهم يوم القيامة : من أقال نادما ، أو أغاث لهفان ، أو أعتق نسمة ، أو زوج عزبا (٥).

____________________

(١) الخصال ج ١ ص ١٠٧.

(٢) معانى الاخبار ص ٣٧٤ ، عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ج ١ ص ٣١٣.

(٣) قرب الاسناد ص ٥٦. (٤) امالى الطوسى ج ١ ص ١٠٥

(٥) الخصال ج ١ ص ١٦.

١٩

ب : أبوالبختري ، عن جعفر ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : من رد عن المسلمين عادية ماء أو عادية عدو مكابر للمسلمين غفر الله له ذنبه (١).

١٥ ـ ثو أبي ، عن سعد ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسن بن علي ، عن علي ابن عقبة ، عن عبدالله بن سنان ، عن الثمالي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : أربع من كن فيه بنى الله له بيتا في الجنة : من آوى اليتيم ، ورحم الضعيف ، وأشفق على والديه ورفق بمملوكه (٢).

١٦ ـ ثو : أبي ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن جميل بن صالح ، عن ذريج ، عن أبى عبدالله عليه‌السلام قال : أيما مؤمن نفس عن مؤمن كربة نفس الله عنه سبعين كربة من كرب الدنيا وكرب يوم القيامة ، وقال : ومن يسر على مؤمن وهو معسر يسر الله له حوائجه في الدنيا والاخرة قال : ومن ستر على مؤمن عورة يخافها ستر الله عليه سبعين عورة من عوراته التي يخافها في الدنيا والاخرة ، قال : وإن الله عزوجل في عون المؤمن ما كان المؤمن في عون أخيه المؤمن ، فانتفعوا بالعظة ، وارغبوا في الخير (٣).

أقول : قد مضى بعض الاخبار في باب قضاء حاجة المؤمن.

١٧ ـ ثو : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : مامن مؤمن يعين مؤمنا مظلوما إلا كان أفضل من صيام شهر واعتكافه في المسجد الحرام ، وما من مؤمن ينصر أخاه وهو يقدر على نصرته إلا نصره الله في الدنيا والاخرة ، وما من مؤمن يخذل أخاه وهو يقدر على نصرته الا خذله في الدنيا والاخرة (٤).

١٨ ـ ثو : أبي ، عن سعد ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن ابن عميرة ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن شرحبيل بن سعد ، عن أسيد بن خضير

____________________

(١) قرب الاسناد ص ٦٢. (٢) ثواب الاعمال ص ١١٩.

(٣) ثواب الاعمال ص ١٢٢. (٤) ثواب الاعمال ص ١٣٣.

٢٠