بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٢٩
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

وقال الصادق عليه‌السلام : من أحب أن يخفف الله عزوجل عنه سكرات الموت فليكن لقرابته وصولا وبوالديه بارا ، فاذا كان كذلك ، هون الله عليه سكرات الموت ، ولم يصبه في حياته فقر أبدا.

وقال عليه‌السلام : جاء رجل إلى رسول الله فقال : يا رسول الله إني راغب في الجهاد نشيط قال فجاهد في سبيل الله فانك إن تقتل كنت حيا عند الله ترزق ، وإن مت فقد وقع أجرك على الله ، وإن رجعت خرجت من الذنوب كما ولدت ، فقال : يا رسول الله إن لي والدين كبيرين يزعمان أنهما يأنسان بي ويكرهان خروجي ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أقم مع والديك ، فوالذي نفسي بيده لانسهما بك يوما وليلة خير من جهاد سنة (١).

٨٣ ـ ين : صفوان ، عن إسحاق بن غالب ، عن أبيه ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : البر وصدقة السر ينفيان الفقر ، ويزيدان في العمر ويدفعان عن سبعين ميتة سوء (٢).

٨٤ ـ ين : النضر وفضالة عن عبدالله بن سنان ، عن حفص ، عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إن العبد ليكون بارا بوالديه في حياتهما ثم يموتان فلا يقضي عنهما الدين ، ولا يستغفر لهما ، فيكتبه الله عاقا وإنه ليكون في حياتهما غير بار لهما فاذا ماتا قضى عنهما الدين واستغفر الله لهما فيكتبه الله تبارك وتعالى بارا.

قال أبوعبدالله عليه‌السلام : وإن أحببت أن يزيد الله في عمرك فسر أبويك. قال : وسمعته يقول : إن البر يزيد في الرزق.

٨٥ ـ ين : فضالة ، عن ابن عميرة ، عن ابن مسكان ، عن حماد بن حيان (٣) قال : أخبرني أبو عبدالله عليه‌السلام ببر ابنه إسماعيل له (٤) وقال لقد كنت احبه وقد ازداد

____________________

(١) روضة الواعظين ص ٤٢٩ ـ ٤٣١.

(٢) مخطوط.

(٣) لعل الصحيح عمار بن جناب أبى معاوية الدهنى العجلى الكوفى من أصحاب الصادق عليه‌السلام.

(٤) مر الحديث بهذا السند عن الكافى تحت الرقم ١٢ ، وفيه : خبرت أبا عبدالله «ع» ببر اسماعيل ابنى بى فقال الخ.

٨١

إلى حبا ، إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أتته اخت له من الرضاعة ، فلمان أن نظر إليها سر بها وبسط رداءه لها فأجلسها عليه ، ثم أقبل يحدثها ويضحك في وجهها ، ثم قامت فذهبت ، ثم جاء أخوها فلم يصنع به ماصنع بها ، فقيل يا رسول الله صنعت باخته مالم تصنع به وهو رجل؟ فقال لانها كانت أبر بأبيها منه.

٨٦ ـ ين : ابن أبي عمير ، عن أبي محمد الفزاري ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن أهل بيت ليكونون بررة فتنمو أموالهم وإنه لفجار.

٨٧ ـ ين : فضالة ، عن ابن عميرة ، عن ابن مسكان ، عن إبراهيم بن شعيب قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : إن أبي قد كبر جدا وضعف ، فنحن نحمله إذا أراد الحاجة ، فقال : إن استطعت أن تلي ذلك منه فافعل ، ولقمه بيدك ، فانه جنة لك غدا.

٨٨ ـ ين : فضالة ، عن ابن عميرة ، عن محمد بن مروان ، عن حكم بن حسين عن علي بن الحسين عليه‌السلام قال : جاء رجل إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا رسول الله ما من عمل قبيح إلا قد عملته فهل لي من توبة؟ فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : فهل من والديك أحد حي؟ قال : أبي ، قال : فاذهب فبره ، قال : فلما ولي قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لو كانت امه (١).

دعوت الراوندى : عنه عليه‌السلام مثله.

٨٩ ـ ين : فضالة ، عن ابن عميرة ، عن أبي الصباح ، عن جابر قال : سمعت رجلا يقول لابي عبدالله عليه‌السلام : إن لي أبوين مخالفين ، فقال له : برهما كما تبر المسلمين ; ممن يتوالانا (٢).

وبهذا الاسناد ، عن جابر ، عن الوصافي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : صدقة

____________________

(١) «لو» في قوله «ص» : «لو كانت أمه» للتمنى ، والمراد الحسرة عليه ، فانه لو كان أمه حيا فبرها لكان أدنى أن يقبل توبته.

(٢) في نسخة الكمبانى « يسمى هو الاباء [ كذا ] وهو تصحيف وقد صححناه طبقا لما مر عن نسخة الكافى تحت الرقم ١٤ ، ص ٥٦.

٨٢

السر تطفى ء غضب الرب ، وبر الوالدين وصلة الرحم يزيدان في الاجل.

٩٠ ـ ين : ابن أبي البلاد ، عن أبيه رفعه قال : رأى موسى بن عمران عليه‌السلام رجلا تحت ظل العرش فقال : يا رب من هذا الذي أدنيته؟ حتى جعلته تحت ظل العرش؟ فقال الله تبارك وتعالى : يا موسى هذا لم يكن يعق والديه ولا يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله ، فقال : يا رب فان من خلقك من يعق والديه؟ فقال : إن [ من ] العقوق لهما أن يستسب لهما.

٩١ ـ ين : ابن أبي البلاد ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : لو علم الله شيئا أدنى من اف لنهي عنه ، وهو من العقوق ، وهو أدنى العقوق ، ومن العقوق أن ينظر الرجل إلى أبويه يحد إليهما النظر.

٩٢ ـ ين : ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : جاء رجل إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا رسول الله من أبر؟ قال : امك ، قال : ثم من؟ قال : امك ، قال : ثم من؟ قال : [ امك ، قال : ثم من؟ قال : ] (١) أباك.

٩٣ ـ نوادر الراوندى : باسناده ، عن موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : سر سنتين بر والديك ، سر سنة صل رحمك ، سرميلا عد مريضا سر ميلين شيع جنازة ، سر ثلاثة أميال أجب دعوة ، سر أربعة أميال أغث ملهوفا ، و عليك بالاستغفار فانها المنجاة (٢).

٩٤ ـ كتاب الامامة والتبصرة لعلى بن بابويه : عن سهل بن أحمد ، عن محمد بن محمد بن الاشعث ، عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر مثله إلا أن فيه «فانها ممحاة».

وبهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن فوق كل بر برا حتى يقتل الرجل شهيدا في سبيل الله ، وفوق كل عقوق عقوقا حتى يقتل الرجل أحد والديه.

وبهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إياكم ودعوة الوالد ، فانها ترفع

____________________

(١) صححناه طبقا لما مر عن نسخة الكافى تحت الرقم ٩ ص ٤٩.

(٢) نوادر الراوندى ط نجف الحروفية ص ٥.

٨٣

فوق السحاب حتى ينظر الله تعالى إليها ، فيقول الله تعالى ارفعوها إلي حتى أستجيب له ، فاياكم ودعوة الوالد فانها أحد من السيف.

وبهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ثلاثة لا ينظر الله تعالى إليهم : المنان بالفعل ، والعاق والديه ، ومدمن خمر.

وبهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن دعوة المظلوم ، ودعوة المسافر ، ودعوة الوالد على ولده.

وبهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله نظر الولد إلى والديه حبا لهما عبادة.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : من أحزن والديه فقد عقهما.

وبهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من نعمة الله على الرجل أن يشبه والده.

وبهذا الاسناد قال : قال علي عليه‌السلام أبصر رسول الله رجلا له ولدان فقبل أحدهما وترك الآخر فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : فهلا واسيت بينهما.

٩٥ ـ الدرة الباهرة : قال أبوالحسن الثالث عليه‌السلام العقوق ثكل من لم يثكل.

وقال عليه‌السلام : العقوق يعثب القلة ويؤدي إلى الذلة.

٩٦ ـ دعوات الراوندى : عن حنان بن سدير قال : كنا عند أبي عبدالله عليه‌السلام وفينا ميسر فذكر واصلة القرابة فقال أبوعبدالله عليه‌السلام : يا ميسر قد حضر أجلك غير مرة ولا مرتين ، كل ذلك يؤخر الله أجلك ، لصلتك قرابتك ، وإن كنت تريد أن يزاد في عمرك فبر شيخيك يعني أبويه.

وعن الصادق عليه‌السلام قال : يكون الرجل عاقا لوالديه في حياتهما ، فيصوم عنهما بعد موتهما ، ويصلي ويقضي عنهما الدين ، فلا يزال كذلك حتى يكتب بارا [ بهما وإنه ليكون بارا بهما ] (١) في حياتهما فاذا مات لا يقضي دينهما ولا يبرهما بوجه من وجوه البر فلا يزال كذلك حتى يكتب عاقا.

____________________

(١) صححناه طبقا لما في سائر الاحاديث.

٨٤

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : من سره أن يمد له في عمره ، ويبسط في رزقه ، فليصل أبويه فان صلتهما طاعة الله ، وليصل ذا رحمه.

وقال : بر الوالدين ، وصلة الرحم ، تهو نان الحساب ثم تلا هذه الآية «الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب» (١) صلوا أرحامكم ولو بسلام (٢).

وقال أبو جعفر عليه‌السلام : الحج ينفي الفقر ، والصدقة تدفع البلية ، والبر يزيد في العمر.

٩٧ ـ نهج : قال عليه‌السلام : لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق (٣).

٩٨ ـ كنز الكراجكى : باسناد مذكور في المناهي ، عن يونس بن يعقوب عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : ملعون ملعون من ضرب والده أو والدته ، ملعون ملعون من عق والديه ، ملعون ملعون قاطع رحم.

٩٩ ـ عدة الداعى : قال الصادق عليه‌السلام : أفضل الاعمال الصلاة لوقتها ، وبر الوالدين ، والجهاد في سبيل الله.

وروي أن موسى عليه‌السلام لما ناجى ربه أرى رجلا تحت ساق العرش قائما يصلي فغبطه بمكانه فقال : يا رب بم بلغت عبدك هذا ما أرى؟ قال : يا موسى إنه كان بارا بوالديه ، ولم يمش بالنميمة.

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : من سره أن يمد له في عمره ، ويبسط له في رزقه ، فليصل أبويه ، فان صلتهما من طاعة الله.

وقال رجل لابي عبدالله عليه‌السلام : إن أبي قد كبر فنحن نحمله إذا أراد الحاجة فقال : إن استطعت أن تلي ذلك منه فافعل فانه جنة لك غدا.

وقال رجل : يا رسول الله ما حق ابني هذا؟ قال : تحسن اسمه وأدبه ، وتضعه موضعا حسنا.

____________________

(١) الرعد : ٢١.

(٢) سيأتى عن قريب أن الصحيح من لفظ الحديث «بلوا أرحامكم».

(٣) نهج البلاغة ط عبده مصر ج ٢ ص ١٨٤.

٨٥

١٠٠ ـ كتاب الامامة والتبصرة لعلي بن بابويه : عن سهل بن أحمد ، عن محمد بن محمد بن الاشعث ، عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : رحم الله من أعان ولده على بره.

ومنه : بهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي ، رغم أنف رجل أدرك أبويه عند الكبر فلم يدخلاه الجنة ، رغم أنف رجل دخل عليه شهر رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له.

ومنه : عن أحمد بن علي ، عن محمد بن الحسن ، عن محمد بن الحسن الصفار عن إبراهيم بن هاشم ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : سيد الابرار يوم القيامة رجل بر والديه بعد موتهما.

١٠١ ـ كا : عن محمد بن يحيى ، عن ابن عيسى ، عن علي بن النعمان ، عن ابن مسكان ، عن سليمان بن خالد قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : إن لي أهل بيت وهم يسمعون مني أفأدعوهم إلى هذا الامر؟ فقال : نعم إن الله عزوجل يقول في كتابه «يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة (١)».

بيان : «قوا» أي احفظوا واحرسوا وامنعوا «أنفسكم وأهليكم نارا» أي قوا أنفسكم النار بالصبر على طاعة الله وعن معصيته ، وعن تباع الشهوات ، وقوا أهليكم النار بدعائهم إلى طاعة الله ، وتعليمهم الفرائض ، ونهيهم عن القبايح ، وحثهم على أفعال الخير ، «وقودها الناس والحجارة» قيل : أي حجارة الكبريت لانها تزيد في قوة النار ، وقيل : الاحجار المعبودة.

وتدل الاية (٢) والخبر على وجوب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وعلى أن الاقارب من الزوجة والمماليك ، والوالدين والاولاد وسائر القرابات مقدمون في ذلك على الاجانب.

____________________

(١) الكافى ج ٢ ص ٢١١.

(٢) التحريم : ٦.

٨٦

٣

* ( باب ) *

* «صلة الرحم ، واعانتهم ، والاحسان اليهم ، والمنع من قطع» *

* «صلة الارحام ، وما يناسبه.» *

الايات : البقرة : وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا وذي القربى (١).

وقال تعالى وآتى المال على حبه ذوي القربى (٢).

الرعد : والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب.

إلى قوله تعالى : والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الارض اولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار (٣).

النحل : إن الله يأمر بالعدل والاحسان وإيتاء ذي القربى (٤).

____________________

(١) البقرة : ٨٣. وقوله «وبالوالدين احسانا» أى أحسنوا بالوالدين ، وعلى هذا يكون قوله «لا تعبدون» لفظه الخبر ، ومعناه الامر ، أى لا تعبدوا الا الله ، أى اعبدوا الله وأحسنوا بالوالدين واقيموا الخ.

(٢) البقرة : ١٧٧ :

(٣) الرعد : ٥ ـ ٢١.

(٤) النحل : ٩٠.

٨٧

الاسراء : وآت ذا القرب حقه (١).

الروم : فآت ذا القربى حقه (٢).

محمد : فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الارض وتقطعوا أرحامكم (٣)

١ ـ ب : ابن عيسى ، عن البزنطي ، عن الرضا عليه‌السلام قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام صل رحمك ولو بشربة من ماء ، وأفضل ما يوصل به الرحم كف الاذى عنها.

وقال : صلة الرحم منسأة في الاجل ، مثراة في المال ، محبة في الاهل (٤).

٢ ـ ب : هارون ، عن ابن صدقة ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم‌السلام أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : إن المعروف يمنع مصارع السوء وإن الصدقة تطفئ غضب الرب وصلة الرحم تزيد في العمر وتنفي الفقر ، وقول لا حول ولا قوة إلا بالله فيها شفاء

____________________

(١) أسرى : ٢٦. قال الطبرسى في المجمع ج ٦ ص ٤١١ : معناه وأعط القرابات حقوقهم التى أوجبها الله لهم في أموالكم عن ابن عباس والحسن ، وقيل : ان المراد قرابة الرسول عن السدى ، وهو الذى رواه أصحابنا عن الصادقين عليهما‌السلام أقول : وهذا هو المتعين من حيث التفسير ، فان الاية خطاب له صلى‌الله‌عليه‌وآله فيكون الالف واللام في «القربى» عوضا عن ضميره ، والتقدير : وآت ذاقرباك حقه ، قالوا : والمراد مطلق القراباب وفيه أنه لو كان المراد الجمع لقال : «وآت ذوى القربى» أو «أولى القربى حقهم» قال : «وآتى المال على حبه ذوى القربى الخ» وقال : «ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا اولى القربى» بل المراد الفرد الواحد من ذى قرباه ، وليس هو الا فاطمة سلام الله عليها ، ولانها أقرب القرابات منه صلى‌الله‌عليه‌وآله.

والمراد من «حقه» هو الذى نص عليه في قوله تعالى : واعلموا أن ما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول ولذى القربى » وهكذا في قوله تعالى :« ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذى القربى « فلها سلام الله عليها سهم من الخمس وسهم من الفئ وحدها.

(٢) الروم : ٣٨.

(٣) القتال : ٢٢.

(٤) قرب الاسناد ص ١٥٦. ط حجر.

٨٨

من تسعة وتسعين داء أدناهم الهم (١).

٣ ـ فس : «والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل» حدثني أبي عن محمد بن الفضيل ، عن أبي الحسن عليه‌السلام قال إن رحم آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله معلقة بالعرش ، يقول : اللهم صل من وصلني ، واقطع من قطعني ، وهي تجري في كل رحم (٢).

٤ ـ لى : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام لنوف البكالي : يانوف صل رحمك يزيد الله في عمرك (٣).

أقول : قد مضى بعض الاخبار في باب جوامع المكارم ، وبعضها في باب بر الوالدين.

٥ ـ ل : ابن بندار ، عن محمد بن محمد بن جمهور ، عن محمد بن علي بن زيد ، عن أحمد بن شبيب ، عن أبيه ، عن يونس ، عن ابن شهاب ، عن أنس ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من سره أن يبسط له في رزقه ، وينسأ له في أجله فليصل رحمه (٤).

٦ ـ لى : في مناهي النبي قال : من مشى إلى ذي قرابة بنفسه وماله ، ليصل رحمه ، أعطاه الله عزوجل أجر مائة شهيد ، وله بكل خطوة أربعون ألف حسنة ويمحى عنه أربعون ألف سيئة ، ويرفع له من الدرجات مثل ذلك ، وكأنما عبدالله مائة سنة صابرا محتسبا (٥).

٧ ـ لى : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير ، عن منصور بن يونس ، عن الثمالي؟ عن علي بن الحسين عليهما‌السلام قال : ما من خطوة أحب إلى الله عزوجل من حطوتين : خطوة يسد بها المؤمن صفا في الله

____________________

(١) قرب الاسناد ص ٥١ ط نجف الحروفية.

(٢) تفسير القمى ص ٢٠٨.

(٣) أمالى الصدوق ص ١٢٦.

(٤) الخصال ج ١ ص ١٨.

(٥) أمالى الصدوق ص ٢٥٣.

٨٩

وخطوة إلى ذي رحم قاطع الخبر (١).

٨ ـ م : وأما قوله تعالى : «وذي القربى» فهم من قراباتك من أبيك وامك قيل لك اعرف حقهم كما اخذ العهد به من بني إسرائيل واخذ عليكم معاشر امة محمد بمعرفة حق قرابات محمد ، الذين هم الائمة بعده ، ومن يليهم بعد من خيار ذريتهم.

قال الامام عليه‌السلام : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من رعى حق قرابات أبويه اعطي في الجنة ألف ألف درجة ، بعد ما بين كل درجتين حضر الفرس الجواد المضمر مائة سنة ، إحدى الدرجات من فضة ، واخرى من ذهب ، واخرى من لؤلؤ واخرى من زمرد ، واخرى من زبر جد ، واخرى من مسك ، واخرى من عنبر واخرى من كافور ، فتلك الدرجات من هذه الاصناف ، ومن رعى حق قربى محمد وعلي اوتي من فضائل الدرجات وزيادة المثوبات ، على قدر زيادة فضل محمد وعلي صلوات الله عليهما على أبوي نسبه.

٩ ـ ل : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن النضر ، عن زرعة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن في الجنة درجة لا يبلغها إلا إمام عادل ، أو ذو رحم وصول ، أو ذو عيال صبور (٢).

أقول : قد مضى في باب الخمر عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : ثلاثة لا يدخلون الجنة : مدمن خمر ، ومؤمن سحر (٣) وقاطع رحم.

١٠ ـ ل : العطار ، عن سعد ، عن أحمد بن الحسين بن سعيد ، عن الحسن بن الحصين ، عن موسى بن القاسم ، عن صفوان ، عن ابن بكير ، عن أبيه ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : أربعة أسرع شئ عقوبة : رجل أحسنت إليه ويكافيك بالاحسان إليه إساءة ، ورجل لا تبغي عليه وهو يبغي عليك ، ورجل عاهدته على أمر فمن أمرك

____________________

(١) الخصال ج ١ ص ٢٦.

(٢) الخصال ج ١ ص ٤٦. (٣) مدمن سحر؟ خ.

٩٠

الوفاء له ومن أمره الغدر بك ، ورجل يصل قرابته ويقطعونه (١).

ل : فيما أوصى به النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عليا عليه‌السلام مثله (٢) وقد مر مرارا.

١١ ـ ل : في وصايا أبي ذر بأسانيد قال : أوصاني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أن أصل رحمي وإن أدبرت (٣).

وقد مضى في باب مساوي الاخلاق وغيره بأسانيد عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : لا يدخل الجنة قاطع رحم.

١٢ ـ ل : عن سعيد بن علاقة ، عن أمير المؤمنين قال : قطيعة الرحم تورث الفقر (٤) ١٣ ـ ن (٥) ل : أبي ، عن الحميري ، عن ابن عيسى ، عن الوشاء ، عن الرضا عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لما اسري بي إلى السماء رأيت رحما متعلقة بالعرش تشكو رحما إلى ربها ; فقلت لها : كم بينك وبينها من أب؟ فقال : نلتقي في أربعين أبا (٦).

١٤ ـ ل : الاربعمائة قال أمير المؤمنين عليه‌السلام صلوا أرحامكم ولو بالسلام يقول الله تبارك وتعالى : «واتقوا الله الذي تسائلون به والارحام إن الله كان عليكم رقيبا» (٧).

١٥ ـ ن : بالاسانيد الثلاثة عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام : قال : قال الحسين عليه‌السلام : من سره أن ينسأ في أجله ، ويزاد في رزقه فليصل رحمه (٨).

____________________

(١) الخصال ج ١ ص ٨٥.

(٢) الخصال ج ١ ص ١١٠.

(٣) الخصال ج ٢ ص ٤.

(٤) الخصال ج ٢ ص ٩٣.

(٥) عيون الاخبار ج ٢ ص ٢٥٤.

(٦) الخصال ج ٢ ص ١١١.

(٧) الخصال ج ٢ ص ١٥٧ ، والاية في النساء : ١.

(٨) عيون الاخبار ج ٢ ص ٤٤.

٩١

١٦ ـ ن : بهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من ضمن لي واحدة ضمت له أربعة يصل رحمه ، فيحبه الله تعالى ويوسع عليه رزقه ، ويزيد في عمره ويدخله الجنة التي وعده (١).

صح : عنه ، عن آبائه عليهم‌السلام مثله (٢).

١٧ ـ ن : بهذا الاسناد قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إني أخاف عليكم استخفافا بالدين. وبيع الحكم (٣) وقطيعة الرحم ، وأن تتخذوا القرآن مزامير ، تقدمون أحدكم وليس بأفضلكم في الدين (٤).

صح : عنه عليه‌السلام مثله (٥).

١٨ ـ ن : العسكري ، عن أحمد بن محمد بن الفضل ، عن إبراهيم بن أحمد الكاتب ، عن أحمد بن الحسين ، عن أبيه قال : احضرنا مجلس الرضا عليه‌السلام فشكا رجل أخاه فأنشأ يقول :

اعذر أخاك على ذنوبه

واستر وغط على عيوبه

واصبر على بهت السفيه

وللزمان على خطوبه

ودع الجواب تفضلا

وكل الظلوم إلى حسيبه (٦)

١٩ ـ ما : المفيد ، عن الجعابي. عن ابن عقدة ، عن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم ، عن عم أبيه الحسين بن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليهم‌السلام قال : صلوا أرحامكم وإن قطعوكم الخبر (٧).

____________________

(١) عيون الاخبار ج ٢ ص ٣٧.

(٢) صحيفة الرضا ص ٢١.

(٣) ومنع الحكم خ ل.

(٤) عيون الاخبار ج ٢ ص ٤٢.

(٥) صحيفة الرضا ص ٢٨.

(٦) عيون الاخبار ج ٢ ص ١٧٦.

(٧) أمالى الطوسى ج ١ ص ٢١١.

٩٢

أقول : قد مضى بأسانيد عنه صلوا أرحام من قطعكم.

٢٠ ـ ما : المفيد ، عن علي بن بلال ، عن علي بن سليمان ، عن أحمد بن القاسم ، عن أحمد السياري ، عن محمد بن خالد ، عن سعيد بن مسلم ، عن داود الرقي قال : كنت جالسا عند أبي عبدالله عليه‌السلام إذ قال لي مبتدئا من قبل نفسه : يا داود لقد عرضت علي أعمالكم يوم الخميس ، فرأيت فيما عرض علي من عملك صلتك لابن عمك فلان ، فسرني ذلك ، إني علمت أن صلتك له أسرع لفناء عمره وقطع أجله.

قال داود : وكان لي ابن عم معاندا خبيثا بلغني عنه وعن عياله سوء حال فصككت (١) له نفقة قبل خروجي إلى مكة ، فلما صرت بالمدينة خبرني أبوعبدالله عليه‌السلام بذلك (٢).

٢١ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن إبراهيم بن عبد الصمد ، عن أبيه عبدالصمد بن موسى ، عن عمه عبدالوهاب بن محمد بن إبراهيم ، عن أبيه محمد بن إبراهيم قال : بعث أبوجعفر المنصور إلى أبي عبدالله جعفر بن محمد عليهما‌السلام وأمر بفرش فطرحت له إلى جانبه ، فأجلسه عليها ، ثم قال : علي بمحمد علي بالمهدي ، يقول ذلك مرارا فقيل له : الساعة الساعة يأتي يا أمير المؤمنين ما يحبسه إلا أنه يتبخر.

فما لبث أن وافي وقد سبقته رائحته ، فأقبل المنصور على جعفر عليه‌السلام فقال : يا أبا عبدالله حديث حدثته في صلة الرحم اذكره يسمعه المهدي قال : نعم حدثني أبي عن أبيه ، عن جده ، عن علي عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الرجل ليصل رحمه وقد بقي من عمره ثلاث سنين فيصيرها الله عزوجل ثلاثين سنة ، ويقطعها وقد بقي من عمره ثلاثون سنة فيصيرها الله ثلاث سنين ثم تلا عليه‌السلام «يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب» الاية (٣).

____________________

(١) أى دفعت اليه صكا ، والصك معرب جك بالفارسية ، كتاب الحوالة ، ليأخذ المحتال المال عن المحال عليه.

(٢) أمالى الطوسى ج ٢ ص ٢٧.

(٣) الرعد : ٣٩.

٩٣

قال : هذا حسن يا أبا عبدالله وليس إياه أردت قال أبوعبدالله نعم حدثني أبي عن أبيه عن جده ، عن علي عليهم‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : صلة الرحم تعمر الديار ، وتزيد في الاعمار ، وإن كان أهلها غير أخيار.

قال : هذا حسن يا أبا عبدالله وليس هذا أردت فقال أبوعبدالله عليه‌السلام : نعم حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي عليهم‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : صلة الرحم تهون الحساب وتقي ميتة السوء قال المنصور نعم هذا أردت (١).

٢٢ ـ ما : بإسناد المجاشعي عن الصادق ، عن آبائه ، عن علي عليهم‌السلام قال : قيل يا نبي الله أفي المال حق سوى الزكاة؟ قال : نعم بر الرحم إذا أدبرت ، وصلة الجار المسلم فما آمن بي من بات شبعانا وجاره المسلم جائع ، ثم قال : مازال جبرئيل عليه‌السلام يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه (٢).

٢٣ ـ ع : في خطبة فاطمة صلوات الله عليها : فرض الله صلاة الارحام منماة للعدد (٣).

أقول : قد مر في باب الذنوب التي توجب غضب الله عن أبي جعفر عليه‌السلام إذا قطعت الارحام جعلت الاموال في أيدي الاشرار وعن أبي عبدالله عليه‌السلام الذنوب التي تعجل الفناء قطيعة الرحم.

٢٤ ـ مع : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن أبي الخطاب ، عن ابن أسباط عن البطائني ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : صلة الرحم تزيد في العمر ، وصدقة السر تطفئ غضب الرب ، وإن قطيعة الرحم واليمين الكاذبة لتذران الديار بلاقع من أهلها ، ويثقلان الرحم (٤) وإن [ في ] تثقل الرحم انقطاع

____________________

(١) أمالى الطوسى ج ٢ ص ٩٤.

(٢) أمالى الطوسى ج ٢ ص ١٣٤.

(٣) علل الشرائع ج ١ ص ٢٣٦.

(٤) كذا في المصدر المطبوع ، وهكذا نسخة الكمبانى ، والمراد بالثقل المرض

٩٤

النسل (١).

٢٥ ـ مع : ابن البرقي ، عن أبيه ، عن جده ، عن أبيه ، عن محمد بن خلف عن يونس ، عن عمرو بن جميع قال : كنت عند أبي عبدالله عليه‌السلام مع نفر من أصحابه فسمعته وهو يقول : إن رحم الائمة عليهم‌السلام من آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ليتعلق بالعرش يوم القيامة وتتعلق بها أرحام المؤمنين تقول يا رب صل من وصلنا واقطع من قطعنا قال : فيقول الله تبارك وتعالى : أنا الرحمن وأنت الرحم ، شققت اسمك من اسمي ، فمن ولك وصلته ، ومن قطعك قطعته ، ولذلك قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الرحم شجنة من الله تعالى عزوجل.

أخبرنا محمد بن هارون الزنجاني ، عن علي بن عبدالعزيز ، عن القاسم بن سلام قال : في معنى قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : «الرحم شجنة من الله عزوجل» يعني قرابة مشتبكة كاشتباك العروق ، وقول القائل «الحديث ذو شجون» إنما هو تمسك بعضه ببعض.

وقال بعض أهل العلم : يقال : شجر متشجن : إذا التف بعضه ببعض ، ويقال : شجنة وشجنة والشجنة كالغصن يكون من الشجرة ، وقد قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن فاطمة شجنة مني يؤذيني ما آذاها ويسرني ماسرها (٢).

٢٦ ـ مع : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن أحمد بن النضر ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أخبرني جبرئيل أن ريح الجنة توجد من ميسرة ألف عام ، ما يجدها عاق ، ولا قاطع رحم

____________________

والكسل والفتور : يقال : وجدت ثقلة في جسدى : أى ثقلا وفتورا ، حكاه الجوهرى عن الكسائى. وسيأتى عن نسخة الكافى «ينقلان» و «ينقل» واستظهر المصنف في شرحه مرآت العقول أنه بالغين من النغل وأصله فساد الاديم فراجع.

(١) معانى الاخبار ص ٢٦٤.

(٢) معانى الاخبار ص ٣٠٢.

٩٥

ولا شيخ زان الخبر (١).

٢٧ ـ ثو : أبي ، عن علي ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن الصادق عليه‌السلام ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا ظهر العلم ، واحترز العمل ، وائتلفت الالسن ، واختلف القلوب ، وتقاطعت الارحام ، هنالك لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم (٢).

٢٨ ـ ير : ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن الحكم ، عن ميسر قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : يا ميسر لقد زيد في عمرك فأي شئ تعمل؟ قلت : كنت أجيرا وأنا غلام بخمسة دراهم فكنت اجريها على خالي (٣).

٢٩ ـ غط : جماعة ، عن البزوفري ، عن أحمد بن إدريس ، عن ابن عيسى عن ابن محبوب ، عن جميل بن صالح ، عن هشام بن أحمر ، عن سالمة مولاة أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كنت عند أبي عبدالله جعفر بن محمد عليه‌السلام حين حضرته الوفاة واغمي عليه ، فلما أفاق قال : أعطوا الحسن بن علي بن علي بن الحسين وهو الافطس سبعين دينارا ، وأعط فلانا كذا ، وفلانا كذا ، فقلت : أتعطي رجلا حمل عليك بالشفرة يريد أن يقتلك؟ قال : تريدين أن لا أكون من الذين قال الله عزوجل «والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب» (٤) نعم يا سالمة إن الله خلق الجنة فطيبها وطيب ريحها ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة ألفي عام ، فلا يجد ريحها عاق ولا قاطع رحم (٥).

٣٠ ـ سن : أبي ، عن محمد بن سنان وعبدالله بن المغيرة ، عن طلحة بن زيد عن أبي عبدالله عليه‌السلام أن رجلا من خثعم جاء إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال له : أخبرني

____________________

(١) معانى الاخبار ص ٣٣٠.

(٢) ثواب الاعمال ص ٢١٧.

(٣) بصائر الدرجات ص ٣٦٥.

(٤) الرعد : ٢١.

(٥) غيبة الطوسى ج ١٢٨.

٩٦

ما أفضل الاسلام؟ فقال : الايمان بالله ، قال : ثم ماذا؟ قال : صلة الرحم ، قال : ثم ماذا؟ فقال : الامر بالمعروف والنهي عن المنكر (١).

٣١ ـ صح : عن الرضا ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : صلة الارحام وحسن الخلق زيادة في الاعمار (٢).

٣٢ ـ ص : عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال محمد بن علي عليه‌السلام : صلة الارحام وحسن الجوار زيادة في الاموال (٣).

٣٣ ـ ضا : روي أن الرحم إذا بعدت عبطت ، وإذا تماست عبطت ، وروي سر سنتين بر والديك ، سر سنة صل رحمك ، وأروي الاخ الكبير بمنزلة الاب.

٣٤ ـ شى : عن الاصبغ بن نباتة قال : سمعت أمير المؤمنين عليه‌السلام يقول : إن أحدكم ليغضب فما يرضى حتى يدخل به النار ، فأيما رجل منكم غضب على ذي رحمه فليدن منه ، فان الرحم إذا مستها الرحم استقرت ، وإنها متعلقة بالعرش ينتقضه انتقاض الحديد ، فينادي اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني ، وذلك قول الله في كتابه «واتقوا الله الذي تسائلون به والارحام إن الله كان عليكم رقيبا» (٤) وأيما رجل غضب وهو قائم فليلزم الارض من فوره ، فانه يذهب رجز الشيطان (٥).

٣٥ ـ شى : عن عمر بن حنظلة ، عنه عن قول الله «اتقوا الله الذي تسائلون به والارحام» قال : هي أرحام الناس ، إن الله أمر بصلتها وعظمها ، ألا ترى أنه جعلها معه (٦).

٣٦ ـ شى : عن جميل بن دراج ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سألته عن قول الله « اتقوا

____________________

(١) المحاسن ص ٢٩١.

(٢) في نسخة الكمبانى : زيادة في الايمان.

(٣) صحيفة الرضا : ٤٢.

(٤) النساء : ١.

(٥ و ٦) تفسير العياشى ج ١ ص ٢١٧.

٩٧

الله الذي تسائلون به والارحام » قال : هي أرحام الناس أمر الله تبارك وتعالى بصلتها وعظمها ، ألا ترى أنه جعلها معه (١).

ين : ابن أبي عمير ، عن جميل مثله.

٣٧ ـ شى : عن العلا بن الفضيل ، عن أبي عبدالله قال : سمعته يقول : الرحم معلقة بالعرش ، تقول اللهم صل من وصلني ، واقطع من قطعني ، وهي رحم آل محمد و رحم كل مؤمن ، وهو قول الله» والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل » (٢).

٣٨ ـ شى : عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : بر الوالدين وصلة الرحم يهو نان الحساب ثم تلا هذه الاية» والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب «(٣).

٣٩ ـ شى : عن محمد بن الفضل قال : سمعت العبد الصالح يقول :« والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل » قال : هي رحم آل محمد ، معلقة بالعرش ، يقول : اللهم صل من وصلني ، واقطع من قطعني وهي تجري في كل رحم (٤).

٤٠ ـ شى : عن عمر بن مريم قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن قول الله» الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل «قال : من ذلك صلة الرحم ، وغاية تأويلها صلتك إيانا (٥).

٤١ ـ شى : عن صفوان بن مهران الجمال قال : وقع بين عبدالله بن الحسن وبين أبي عبدالله عليه‌السلام كلام حتى ارتفعت أصواتهما واجتمع الناس عليهما حتى افترقا تلك العشية ، فلما أصبحت غدوت في حاجة لي فاذا أبوعبدالله على باب عبدالله بن الحسن وهو يقول : قولي يا جارية لابي محمد هذا أبوعبدالله بالباب ، فخرج عبدالله بن الحسن وهو يقول : يا أبا عبدالله ما بكربك؟ قال : إنه مررت البارحة بآية من كتاب الله فأقلقني قال : وما هي؟ قال : قوله عزوجل :« الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب » قال : فاعتنقا وبكيا جميعا ثم قال عبدالله بن الحسن : صدقت والله يا أبا عبدالله كأني لم أقرأ هذه الاية قط (٦).

____________________

(١ و ٢) المصدر ج ١ ص ٢١٧.

(٣ ـ ٦) تفسير العياشى ج ٢ ص ٢٠٨ ، والاية في الرعد : ٢١.

٩٨

كنز الكراجكى : عن محمد بن عبدالله الحسيني ، عن عبدالواحد بن عبدالله الموصلي ، عن أحمد بن محمد بن رباح ، عن محمد بن العباس الحسيني ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن صفوان مثله.

٤٢ ـ شى : عن الحسين بن زيد ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن المرء ليصل رحمه وما بقي من عمره إلا ثلاث سنين فيمدها الله إلى ثلاث وثلاثين سنة ، وإن المرء ليقطع رحمه وقد بقي من عمره ثلاث وثلاثون سنة ، فيقصرها الله إلى ثلاث سنين أو أدنى.

قال الحسين : وكان جعفر يتلو هذه الاية» يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب » (١).

٤٣ ـ جا : أحمد بن الوليد ، عن أبيه ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن ابن عطية ، عن الحذاء ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : في كتاب أمير المؤمنين عليه‌السلام : ثلاث خصال لايموت صاحبهن حتى يرى وبالهن : البغي ، وقطيعة الرحم ، واليمن الكاذبة ; وأن أعجل الطاعة ثوابا لصلة الرحم إن القوم ليكونون فجارا فيتواصلون فتنمي أموالهم ويثرون ، وإن اليمن الكاذبة وقطيعة الرحم تدع الديار بلاقع عن أهلها (٢).

٤٤ ـ ين : ابن محبوب مثله وزاد في آخره وينقل الرحم وإن في انتقال الرحم انقطاع النسل (٣).

٤٥ ـ نجم : عبدالله بن جعفر الحميري في كتاب الدلائل باسناده إلى ميسر قال : قال لي أبو عبدالله عليه‌السلام يا ميسر قد حضر أجلك غير مرة كل ذلك يؤخرك الله

____________________

(١) تفسير العياشى ج ٢ ص ٢٢٠ ، والاية في الرعد : ٣٩.

(٢) مجالس المفيد ص ٦٦.

(٣) كذا في نسخة الكمبانى ، وقد مر عن معانى الاخبار تحت الرقم ٢٤ «ويثقلان الرحم وان تثقل الرحم انقطاع النسل وسيجئ تحت الرقم ١٠٤ عن الكافى« وتنقل الرحم وان نقل الرحم انقطاع النسل ».

٩٩

بصلتك رحمك ، وبرك قرابتك.

٤٦ ـ كش : ابن مسعود ، عن عبدالله بن محمد بن خالد ، عن الوشاء ، عن بعض أصحابنا ، عن ميسر ، عن أحدهما عليه‌السلام قال : قال لي : يا ميسر إني لاظنك وصولا لقرابتك ; قلت : نعم جعلت فداك ، لقد كنت في السوق وأنا غلام واجرتي درهمان وكنت اعطي واحدا عمتي ، وواحدا خالتي ، فقال : أما والله لقد حضر أجلك مرتين كل ذلك يؤخر (١).

٤٧ ـ كش : إبراهيم بن علي الكوفي ، عن إسحاق بن إبراهيم ، عن يونس عن حنان وابن مسكان ، عن ميسر قال : دخلنا على أبي جعفر عليه‌السلام ونحن جماعة فذكروا صلة الرحم والقرابة ، فقال أبوجعفر عليه‌السلام : يا ميسر أما إنه قد حضر أجلك غير مرة ولا مرتين ، كل ذلك يؤخر بصلتك قرابتك (٢).

٤٨ ـ ضه : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : أحسن يحسن إليك ، ارحم ترحم ، قل خيرا تذكر بخير ، صل رحمك يزد الله في عمرك.

وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : رأيت في المنام رجلا من امتي يكلم المؤمنين فلا يكلمونه فجاءه صلته للرحم فقال : يا معشر المؤمنين كلموه فانه كان واصلا لرحمه فكلمه المؤمنون وصافحوه ، وكان معهم (٣).

٤٩ ـ ين : ابن أبي عمير ، عن حسين بن عثمان ، عمن ذكره ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن صلة الرحم تزكي الاعمال ، وتنمي الاموال ، وتيسر الحساب وتدفع البلوى ، وتزيد في العمر (٤).

٥٠ ـ ين : علي بن إسماعيل التميمي ; عن عبدالله بن طلحة قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : إن رجلا أتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا رسول الله إن لي أهلا قد كنت أصلهم وهم يوذوني ، وقد أردت رفضهم ; فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذن يرفضكم

____________________

(١ و ٢) رجال الكشى : ٢١١.

(٣) روضة الواعظين ج ٢ ص ٤٣٢.

(٤) مخطوط.

١٠٠