بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٢٩
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

قال الصادق عليه‌السلام «قولوا للناس حسنا» أي للناس كلهم مؤمنهم ومخالفهم أما المؤمنون فيبسط لهم وجهه ، وأما المخالفون فيكلمهم بالمداراة لاجتذابهم إلى الايمان ، فان بأيسر من ذلك يكف شرورهم عن نفسه وعن إخوانه المؤمنين.

«ولا تقولوا إلا خيرا» الخ قيل يعني لا تقولوا لهم إلا خيرا ما تعلموا فيهم الخير وما لم تعلموا فيهم الخير فأما إذا علمتم أنه لا خير فيهم ، وانكشف لكم عن سوء ضمائرهم ، بحيث لا تبقى لكم مرية ، فلا عليكم أن لا تقولوا خيرا و «ما» تحتمل الموصولية ، والاستفهام ، والنفي ، وقيل «حتى تعلموا» متعلق بمجموع المستثنى والمستثنى منه أي من اعتاد بقول الخير وترك القبيح ، يظهر له فوائده.

أقول : ويحتمل أن يكون حتى تعلموا بدلا أو بيانا للاستثناء أي إلا خيرا تعلموا خيريته ، إذ كثيرا ما يتوهم الانسان خيرية قول ، وهو ليس بخير.

١٢٥ ـ كا : عن العدة ، عن البرقي ، عن ابن أبي نجران ، عن أبي جميلة ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال في قول الله عزوجل «وقولوا للناس حسنا» قال : قولوا للناس أحسن ما تحبون أن يقال فيكم (١).

بيان : يومي إلى أن المراد بقوله «قولوا للناس» قولوا في حق الناس لا مخاطبتهم بذلك ، والحديث السابق يحتمل الوجهين.

١٢٦ ـ كا : عن العدة ، عن سهل ، عن يحيى بن المبارك ، عن عبدالله بن جبلة عن رجل ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال في قول الله عزوجل «وجعلني مباركا أينما كنت» قال : نفاعا (٢).

بيان : «وجعلني مباركا» قال البيضاوي : نفاعا معلم الخير ، وقال الطبرسي ره : أي جعلني معلما للخير ، عن مجاهد وقيل : نفاعا حثميا توجهت ، والبركة نماء الخير ، والمبارك الذي ينمى الخير به ، وقيل : ثابتا دائما على الايمان والطاعة وأصل البركة الثبوت عن الجبائي.

____________________

(١) الكافى ج ٢ ص ١٦٥ ، والاية في سورة البقرة : ٨٣.

(٢) الكافى ج ٢ ص ١٦٥ ، والاية في مريم : ٣١.

٣٤١

٢١

* ( باب ) *

* «(تزاور الاخوان ، وتلاقيهم ، ومجالستهم ، في احياء أمر أئمتهم عليهم‌السلام)» *

١ ـ كا : عن محمد بن يحيى ، عن ابن عيسى ، عن ابن فضال ، عن علي بن عقبة ، عن أبي حمزة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من زار أخاه لله لا لغيره التماس موعد الله وتنجز ما عند الله ، وكل الله به سبعين ألف ينادونه : ألا طبت وطابت لك الجنة (١).

بيان : «لا لغيره» كحسن صورة أو صوت أو مال أو رئاه أو جاه وغير ذلك من الاغراض الدنيوية وأما إذا كان لجهة دينية كحق تعليم أو هداية أو علم أو صلاح أو زهد أو عبادة فلا ينافي ذلك ، وقوله «التماس» مفعول لاجله ، والموعد مصدر أي طلب ما وعده الله ، والتنجز طلب الوفاء بالوعد ، ويدل على أن طلب الثواب الاخروى لا ينافي الاخلاص كما مر في بابه ، فانه أيضا بأمر الله ، والمطلوب منه هو الله لا غيره والغاية قسمان قسم هو علة والمقدم في الخارج نحو قعدت عن الحرب جبنا. وقسم آخر هو متأخر في الخارج ومترتب على الفعل نحو ضربته تأديبا فقوله عليه‌السلام «لله» من قبيل الاول أي لطاعة أمر الله ، وقوله «التماس موعد الله» من قبيل الثاني فلا تنافي بينهما.

قوله «طبت وطابت لك الجنة» أي طهرت من الذنوب والادناس الروحانية وحلت لك الجنة ، ونعيمها ، أو دعاء له بالطهارة من الذنوب وتيسر الجنة له سالما من الافات والعقوبات المتقدمة عليها ، قال في النهاية : قد يرد الطيب بمعنى الطاهر ومنه حديث علي عليه‌السلام لما مات رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : بأبي أنت وامي طبت حيا وميتا أي

____________________

(١) الكافى ج ٢ ص ١٧٥.

٣٤٢

طهرت انتهى وقال الطيبي في شرح المشكوة في قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله «طبت وطاب ممشاك» أصل الطيب ما تستلذه الحواس والنفس ، والطيب من الانسان من تزكى عن نجاسة الجهل والفسق ، وتحلى بالعلم ومحاسن الافعال ، وطبت إما دعاء له بأن يطيب عيشه في الدنيا ، وطاب ممشاك كناية عن سلوك طريق الاخرة بالتعري عن الرذائل أو خبره بذلك.

٢ ـ كا : عن محمد بن يحيى ، عن ابن عيسى ، عن علي النعمان ، عن ابن مسكان عن خيثمة قال : دخلت على أبي جعفر عليه‌السلام أودعه فقال : يا خيثمة أبلغ من ترى من موالينا السلام ، وأوصهم بتقوى الله العظيم ، وأن يعود غنيهم على فقيرهم وقويهم على ضعيفهم ، وأن يشهد حيهم جنازة ميتهم ، وأن يتلاقوا في بيوتهم ، فان لقيا بعضهم بعضا حياة لامرنا (١) رحم الله عبدا أحيى أمرنا ، يا خيثمة أبلغ موالينا أنا لا نغني عنهم من الله شيئا إلا. بعمل ، وأنهم لن ينالوا ولايتنا إلا بالوع ، وإن أشد الناس حسرة يوم القيامة من وصف عدلا ثم خالفه إلى غيره (٢).

تبيان : «أن يعود غنيهم على فقيرهم» أي ينفعهم ، قال في القاموس : العائدة المعروف والصلة والمنفعة ، وهذا أعود أنفع ، وفي المصباح عاد بمعروفه أفضل والاسم العائدة ، وفي القاموس لقيه كرضيه لقاء ولقاءة ولقاية ولقيا ولقيا رآه «حياة لامرنا» أي سبب لاحياء ديننا وعلومنا ورواياتنا والقول بامامتنا ، «لا نغني عنهم من الله شيئا» أي لا ننفعهم شيئا من الاغناء والنفع أو لا ندفع عنهم من عذاب الله شيئا.

قال البيضاوي في قوله تعالى «لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا» (٣) أي من رحمته أو طاعته على معنى البدلية أو من عذابه ، وقال في قوله عزوجل «ولا يغني عنهم ما كسبوا شيئا (٤)» لا يدفع ما كسبوا من الاموال والاولاد شيئا

____________________

(١) اللقيا ـ بالضم ـ اسم من اللقاء. وهو المراد هنا ، لا المفهوم المصدرى.

(٢) الكافى ج ٢ ص ١٧٥

(٣) آل عمران : ١٠.

(٤) الحاثية : ١٠.

٣٤٣

من عذاب الله ، وفي قوله سبحانه : «وما اغني عنكم من الله من شئ (١)» أي مما قضى عليكم وفي قوله تعالى «فهل أنتم مغنون عنا» أي دافعون عنا «من عذاب الله من شئ» (٢) وفي المغرب الغناء بالفتح والمد الاجزاء والكفاية ، يقال أغنيت عنه إذا أجزأت عنه ، وكفيت كفايته ، وفي الصحاح أغنيت عنك مغنى فلان أي أجزأت عنك مجزاه ، وقال : ما يغني عنك هذا أي مايجدي عنك وما ينفعك ، قوله عليه‌السلام : «وصف عدلا» أي أظهر مذهبا حقا ولم يعمل بمقتضاه كمن أظهر موالاة الائمة عليهم‌السلام ولم يتابعهم أو وصف عملا صالحا للناس ولم يعمل به.

٣ ـ كا : عن علي ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر اليماني ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حدثني جبرئيل أن الله عزوجل أهبط إلى الارض ملكا فأقبل ذلك الملك يمشي حتى دفع إلى باب عليه رجل يستأذن على رب الدار فقال له الملك : ما حاجتك إلى رب هذه الدار؟ قال : آخ لي مسلم زرته في الله تبارك وتعالى قال له الملك : ما جاء بك إلا ذاك؟ فقال : ما جاء بي إلا ذاك قال : فاني رسول الله إليك وهو يقرئك السلام ويقول : وجبت لك الجنة ، وقال الملك : إن الله عزوجل يقول : أيما مسلم زار مسلما فليس إياه زار ، [ بل ] إياي زار وثوابه علي الجنة (٣).

بيان : «حتى دفع إلى باب» على بناء المفعول أي انتهى وفي بعض النسخ «وقع» وهو قريب من الاول ، قال في المصباح : دفعت إلى كذا بالبناء للمفعول انتهيت إليه ، وقال : وقع في أرض فلاة صار فيها ووقع الصيد في الشرك حصل فيه و يدل على جواز رؤية الملك لغير الانبياء والاوصياء عليهم‌السلام وربما ينافي ظاهرا بعض الاخبار السابقة في الفرق بين النبي والمحدث.

والجواب أنه يحتمل أن يكون الزائر نبيا أو محدثا ، وغاب عنه عند إلقاء

____________________

(١) يوسف : ٦٧.

(٢) ابراهيم : ٢١.

(٣) الكافى ج ٢ ص ١٧٦.

٣٤٤

الكلام وإظهار أنه ملك ، ولما كانت زيارته خالصة لوجه الله ، نسب الله سبحانه زيارته إلى ذاته المقدسة.

٤ ـ كا : عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن علي النهدي ، عن الحصين عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من زار أخاه في الله قال الله عزوجل : إياي زرت وثوابك علي ، ولست أرضى لك ثوابا دون الجنة (١).

بيان : «إياي زرت» الحصر على المبالغة أي لما كان غرضك إطاعتي وتحصيل رضاي فكأنك لم تزر غيري «ولست أرضى لك ثوابا» أي المثوبات الدنيويه منقطعة فانية ، ولا أرضى لك إلا الثواب الدائم الاخروي وهو الجنة.

٥ ـ كا : عن العدة ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن سيف بن عميرة ، عن يعقوب بن شعيب قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : من زار أخاه في جانب المصر ابتغاء وجه الله ، فهو زوره ، وحق على الله أن يكرم زوره (٢).

ايضاح : «في جانب المصر» أي ناحية من البلد داخلا أو خارجا ، وهو كناية عن بعد المسافة بينهما «ابتغاء وجه الله» أي ذاته وثوابه ، أو جهة الله كناية عن رضاه وقربه «فهو زوره» أي زائره ، وقد يكون جمع زائر والمفرد هنا أنسب وإن أمكن أن يكون المراد هو من زوره.

قال في النهاية : الزور الزائر ، وهو في الاصل مصدر وضع موضع الاسم كصوم ونوم بمعنى صائم ونائم ، وقد يكون الزور جمع زائر كراكب وركب.

٦ ـ كا : بالاسناد عن علي بن الحكم ، عن ابن عميرة ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من زار أخاه في بيته قال الله عزوجل له : أنت ضيفي وزائري علي قراك وقد أوجبت لك الجنة بحبك إياه (٣).

بيان : قال الجوهري : قريت الضيف قرى مثال قليته قلى وقراء أحسنت إليه إذا كسرت القاف قصرت ، وإذا فتحت مددت.

٧ ـ كا : بالاسناد ، عن علي بن الحكم ، عن إسحاق بن عمار ، عن أبي عزة

____________________

(١ ـ ٣) الكافى ج ٢ ص ١٧٦.

٣٤٥

قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : من زار أخاه في الله في مرض أو صحة لا يأتيه خداعا ولا استبدالا وكل الله به سبعين ألف ملك ينادون في قفاه أن : طبت وطابت لك الجنة فأنتم زوار الله وأنتم وفد الرحمن ، حتى يأتي منزله ; فقال له يسير : جعلت فداك وإن كان المكان بعيدا؟ قال : نعم يا يسير وإن كان المكان مسيرة سنة ، فان الله جواد والملائكة كثيرة ، يشيعونه حتى يرجع إلى منزله (١).

تبيان : «لا يأتيه خداعا» بكسر الخاء بأن لا يحبه ويأتيه ليخدعه ، ويلبس عليه أنه يحبه «ولا استبدالا» أي لا يطلب بذلك بدلا وعوضا دنيويا ومكافاة بزيارة أو غرها أو عازما على إدامة محبته ولا يستبدل مكانه في الاخوة غيره ، وهذا مما خطر بالبال (٢) وإن اختار الاكثر الاول ، قال في القاموس : بدل الشئ محركة وبالكسر وكأمير الخلف منه ، وتبدله وبه واستبدله وبه وأبدله منه وبدله اتخذه منه بدلا انتهى (٣).

وفي قوله عليه‌السلام «في قفاه» إشعار بأنهم يعظمونه ويقدمونه ولا يتقدمون عليه ولا يساوونه «وأن» في «أن طبت» مفسرة لتضمن النداء معنى القول ، والوفد بالفتح جمع وافد ، قال في النهاية : الوفد هم الذين يقصدون الامراء لزيارة أو استرفاد وانتجاع وغير ذلك ، قوله «فأنتم» أي أنت ومن فعل مثلك فعلك «وإن كان المكان» أي ينادون ويشيعونه إلى منزله وإن كان المكان بعيدا وفي بعض النسخ «فان كان» فان شرطية والجزاء محذوف أي يفعلون ذلك أيضا ، وكأن السائل استبعد نداء الملائكة وتشييعهم إياه في المسافة البعيدة ، إن كان المراد النداء والتشييع معا ، أو من المسافة البعيدة ، إن كان المراد النداء فقط ، و «يسير» كأنه الدهان الذي قد يعبر عنه ببشر.

____________________

(١) الكافى ج ٢ ص ١٧٧.

(٢) والذى يخطر ببالى أن الاستبذال بالمعجمة ، يعنى طلبا لبذله ونواله. قال في التاج واللسان : استبذله : طلب منه البذل وفلانا شيئا » سأله أن يبذله له.

(٣) القاموس ج ٣ ص ٣٣٣.

٣٤٦

٨ ـ كا : عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن علي النهدي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من زار أخاه في الله ولله جاء يوم القيامة يخطر بين قباطي من نور لا يمر بشئ إلا أضاء له حتى يقف بين يدي الله عزوجل فيقول الله عزوجل : مرحبا وإذا قال الله له مرحبا أجزل الله عزوجل له العطية (١).

بيان : «في الله» إما متعلق بزار ; و «في» للتعليل فقوله «ولله» عطف تفسير و تأكيد له أو المراد به في سبيل الله أي على النحو الذي أمره الله «ولله» أي خالصا أو متعلق بالاخ أي الاخ الذي اخوته في الله ولله على الوجهين وقيل «في الله» متعلق بالاخ «ولله» بقوله «زار» والواو للعطف على محذوف بتقدير لحبه إياه ولله كما قيل في قوله تعالى في الانعام «وليكون من الموقنين» (٢) وأقول : يمكن تقدير فعل أي وزاره لله ، ويحتمل أن تكون زائدة كما قيل في قوله تعالى «حتى إذا جاؤها وفتحت أبوابها» (٣) ولا يبعد زيادتها من النساخ كما روي في قرب الاسناد بدون الواو (٤).

وفي القاموس : خطر الرجل بسيفه ورمحه يخطر خطرا رفعه مرة ووضعه اخرى ، وفي مشيته : رفع يديه ووضعهما وفي النهاية إنه كان يخطر في مشيته أي يتمايل ويمشي مشية المعجب ، وفي المصباح القبط بالكسر نصارى مصر الواحد قبطي على القياس ، والقبطي بالضم ثياب من كتان رقيق يعمل بمصر نسبة إلى القبط على غير قياس فرقا بين الانسان والثوب ، وثياب قبطية بالضم أيضا والجمع قباطي انتهى وكأن المراد يمشي مسرورا معجبا بنفسه بين نور أبيض في غاية البياض كالقباطى ، ويحتمل أن يكون المعنى يخطر بين ثياب من نور قد لبسها تشبه القباطي ولذا يضيى ء له كل شئ كالقباطى كذا خطر ببالي.

____________________

(١) الكافى ج ٢ ص ١٧٧.

(٢) الاية ٧٥.

(٣) الزمر : ٧٣.

(٤) قرب الاسناد : ١٨ وسيأتى تحت الرقم ١٧ ولكن مع الواو.

٣٤٧

وقيل : المراد هنا أغشية رقيقة تأخذها الملائكة أطرافه لئلا يقربه أحد بسوء أدب وأضاء هنا لازم ، وفي النهاية فيه أنه قال لخزيمة مرحبا أي لقيت مرحبا وسعة وقيل : معناه رحب الله بك مرحبا فجعل المرحب موضع الترحيب.

٩ ـ كا : عن محمد بن يحيى ، عن ابن عيسى ، عن محمد بن خالد والحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى بن عمران الحلبي ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إن العبد المسلم إذا خرج من بيته زائرا أخاه لله لا لغيره التماس وجه الله رغبة فيما عنده ، وكل الله عزوجل به سبعين ألف ملك ينادونه من خلفه إلى أن يرجع إلى منزله : ألا طبت وطابت لك الجنه (١).

بيان : «زائرا» حال مقدرة عن المستتر في «خرج» وكأن قوله «لله» متعلق بالاخ ، والتماس مفعول له لخرج أو زائرا ، أو لله أيضا متعلق بأحدهما و التماس بيان له ، وكذا قوله رغبة تأكيد وتوضيح لسابقه.

١٠ ـ كا : عن الحسين بن محمد ، عن أحمد بن إسحاق ، عن بكر بن محمد ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : ما زار مسلم أخاه المسلم في الله والله إلا ناداه الله عزوجل : أيها الزائر طبت وطابت لك الجنة (٢).

١١ ـ كا : عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ; وعن العدة ، عن سهل جميعا عن ابن محبوب ، عن أبي أيوب ، عن محمد بن قيس ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إن الله عزوجل جنة لا يدخلها إلا ثلاثة : رجل حكم على نفسه بالحق ، ورجل زار أخاه المؤمن في الله ، ورجل آثر أخاه المؤمن في الله (٢).

توضيح : «حكم على نفسه» أي إذا علم أن الحق مع خصمه أقر له به «آثر» أي اختاره على نفسه فيما احتاج إليه و «في الله» متعلق بآثر أو بالاخ كما مر.

١٢ ـ كا : عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن إسماعيل بن

____________________

(١ ـ ٢) الكافى ج ٢ ص ١٧٧.

(٣) الكافى ج ٢ ص ١٧٨.

٣٤٨

بزيع ، عن صالح بن عقبة ، عن عبدالله بن محمد الجعفي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إن المؤمن ليخرج إلى أخيه يزوره فيوكل الله عزوجل به ملكا فيضع جناحا في الارض وجناحا في السماء يظله ، فاذا دخل إلى منزله نادى الجبار تبارك و تعالى : أيها العبد المعظم لحقي المتبع لآثار نبيي حق علي إعظامك ، سلني اعطك ادعني احبك اسكت أبتدئك ، فاذا انصرف شيعه الملك يظله بجناحه ، حتى يدخل إلى منزله ثم يناديه تبارك وتعالى : آيها العبد المعظم لحقي حق علي إكرامك ، قد أوجبت لك جنتي وشفعتك في عبادي (١).

بيان : قوله «فيضع جناحا في الارض» ليطأ عليه وليحيطه ويحفظه بجناحيه وقيل هو كناية عن التعظيم والتواضع له ، وقيل الامر في «سلني وادعني واسكت» ليس على الحقيقة ، بل لمحض الشرطية «وشفعتك» على بناء التفعيل أي قبلت شفاعتك.

١٣ ـ كا : بالاسناد المتقدم عن صالح بن عقبة ، عن عقبة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : لزيارة مؤمن في الله خير من عتق عشر رقاب مؤمنات ، ومن أعتق رقبة مؤمنة وقى [ الله عزوجل ب ] كل عضو عضوا من النار حتى أن الفرج يقى الفرج (٢).

بيان : «وقى كل عضو» وزيد في بعض النسخ الجلالة في البين وكأنه من تحريف النساخ وفي بعضها وقى الله بكل وهو أيضا صحيح ، لكن الاول أنسب بهذا الخبر.

١٤ ـ كا : بالاسناد ، عن صالح بن عقبة ، عن صفوان الجمال ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : أيما ثلاثة مؤمنين اجتمعوا عند أخ لهم يؤمنون بوائقه ، ولا يخافون غوائله ، ويرجون ما عنده ، إن دعوا الله أجابهم ، وإن سألوا أعطاهم ، وإن استزادوا زادهم ، وإن سكتوا أبتدأهم (٣).

بيان : في المصباح البائقة النازلة وهي الداهية والشر الشديد ، والجمع البوائق ، وقال : الغائلة الفساد والشر والجمع الغوائل ; وقال الكسائي : الغوائل الدواهي انتهى «ويرجون ما عنده» أي من الفوائد الدينية كرواية الحديث واستفادة

____________________

(١ ـ ٣) الكافى ج ٢ ص ١٧٨.

٣٤٩

العلوم الدينية أو الاعم منها ومن المنافع المحللة الدنيوية وإرجاع الضمير إلى الله عزوجل بعيد.

١٥ ـ كا : عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي أيوب قال : سمعت أبا حمزة يقول : سمعت العبد الصالح عليه‌السلام يقول : من زار أخاه المؤمن لله لا لغيره يطلب به ثواب الله ، وتنجز ما وعده الله عزوجل ، وكل الله عزوجل به سبعين ألف ملك من حين يخرج من منزله حتى يعود إليه ينادونه : ألا طبت وطابت لك الجنة تبوأت من الجنة منزلا (١).

بيان : لو كان العبد الصالح الكاظم عليه‌السلام كما هو الظاهر يدل على أن أبا حمزة الثمالي أدرك أيام إمامته عليه‌السلام واختلف علماء الرجال في ذلك ، والظاهر أنه أدرك ذلك لان بدو إمامته عليه‌السلام في سنة ثمان وأربعين ومائة ، والمشهور أن وفات أبي حمزة في سنة خمسين ومائة ، لكن قد مر مثله عن أبي حمزة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام فيمكن أن يكون هو المراد بالعبد الصالح ، أو يكون الاشتباه من الرواة وفي النهاية : بوأه الله منزلا أي أسكنه إياه ، وتبوأت منزلا اتخذته انتهى ، والتنوين في «منزلا» كأنه للتعظيم.

١٦ ـ كا : عن علي ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : لقاء الاخوان مغنم جسيم وإن قلوا. (٢)

ايضاح : «المغنم» الغنيمة ، وهي الفائدة قوله «وإن قلوا» أي وإن كان الاخوان الذين يستحقون الاخوة قليلين ، أو وإن لاقى قليلا منهم والاول أظهر.

١٧ ـ ب : ابن سعد ، عن الازدي قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : ما زار مسلم أخاه المسلم في الله ولله إلا ناداه الله تبارك وتعالى أيها الزائر طبت وطابت لك الجنة (٣).

ثو : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن سعد مثله (٤).

____________________

(١ و ٢) الكافى ج ٢ ص ١٧٨ و ١٧٩.

(٣) قرب الاسناد ص ١٨. (٤) ثواب الاعمال : ١٦٨.

٣٥٠

١٨ ـ ب : ابن سعد ، عن الازدي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال لفضيل : تجلسون وتحدثون؟ قال : نعم جعلت فداك ، قال : إن تلك المجالس احبها ، فأحيوا أمرنا يا فضيل فرحم الله من أحيا أمرنا يا فضيل ، من ذكرنا أو ذكرنا عنده فخرج من عينه مثل جناح الذباب غفر الله له ذنوبه ، ولو كانت أكثر من زبد البحر (١).

ثو : ابوالوليد ، عن الصفار ، عن ابن سعد مثله (٢).

١٩ ـ لي : أبي ، عن سعد ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن أبي جميلة عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إن ملكا من الملائكة مر برجل قائم على باب دار فقال له الملك : يا عبدالله ما يقيمك على باب هذه الدار؟ قال : فقال : أخ لي فيها أردت أن اسلم عليه ، فقال الملك : هل بينك وبينه رحم ماسة؟ أو هل نزعتك إليه حاجة؟ قال : فقال : لا ، ما بيني وبينه قرابة ، ولا نزعتني إليه حاجة إلا اخوة الاسلام وحرمته ، وأنا أتعاهده واسلم عليه في الله رب العالمين ، فقال الملك : إني رسول الله إليك وهو يقرئك السلام ، ويقول : إنما إياي أردت ولي تعاهدت ، و قد أوجبت لك الجنة ، وأعفيتك من غضبي ، وآجرتك من النار (٣).

ختص : عن عمرو بن شمر ، عن جابر مثله (٤).

ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن محمد بن جعفر الرزاز ، عن اليقطيني ، عن أحمد الميثمي ، عن أبي جميلة مثله بأدنى تغيير (٥) وقد أوردتهما في باب صفات الملائكة.

٢٠ ـ ما : المفيد ، عن ابن قولويه ، عن أبيه ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن

____________________

(١) قرب الاسناد ص ١٨.

(٢) ثواب الاعمال ص ١٧٠.

(٣) امالى الصدوق ص ١١٩.

(٤) الاختصاص ص ٢٢٤ بتفاوت.

(٥) امالى الطوسى ج ٢ ص ٢٠٩.

٣٥١

ابن محبوب ، عن العقر قوفي قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول لاصحابه وأنا حاضر اتقوا الله وكونوا إخوة بررة متحابين في الله ، متواصلين متراحمين ، تزاوروا وتلاقوا ، وتذاكروا وأحيوا أمرنا (١).

أقول : قد مضت الاخبار في باب حقوق المؤمن.

٢١ ـ ل : أبي ، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن محمد بن حمران عن خيثمة قال : قال لي أبوجعفر عليه‌السلام : تزاوروا في بيوتكم فان ذلك حياة لامرنا رحم الله عبدا أحيا أمرنا (٢).

٢٢ ـ ل : أبي ، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن مرار ، عن يونس رفعه إلى أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كان فيما أوصى به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليا : يا علي ثلاث فرحات للمؤمن لقى الاخوان ، والافطار من الصيام ، والتهجد من آخر الليل (٣).

٢٣ ـ ل : ما جيلويه ، عن عمه ، عن البرقي ، عن ابن محبوب ، عن عمار بن صهيب قال : سمعت جعفر بن محمد عليه‌السلام يحدث قال : إن ضيفان الله عزوجل رجل حج و اعتمر فهو ضيف الله حتى يرجع إلى منزله ، ورجل كان في صلاته فهو في كنف الله حتى ينصرف ، ورجل زار أخاه المؤمن في الله عزوجل فهو زائر الله ، في ثوابه وخزائن رحمته (٤).

٢٤ ـ ل : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن أبي أيوب عن محمد بن قيس ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : لله عزوجل جنة لا يدخلها إلا ثلاثة رجل حكم في نفسه بالحق ، ورجل زار أخاه المؤمن في الله ، ورجل آثر أخاه المؤمن في الله عزوجل (٥).

____________________

(١) أمالى الطوسى ج ١ ص ٥٩.

(٢) الخصال ج ١ ص ١٤.

(٣) الخصال ج ١ ص ٦٢.

(٤) الخصال ج ١ ص ٦٣.

(٥) الخصال ج ١ ص ٦٥.

٣٥٢

٢٥ ـ ل : أبي ، عن سعد ، عن محمد بن عبدالحميد ، عن محمد بن راشد ، عن عمر ابن سهل ، عن سهيل بن غزوان قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : إن امرأة من الجن كان يقال لها : عفراء ، وكانت تنتاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فتسمع من كلامه ، فتأتي صالحي الجن فيسلمون على يديها ، وإنها فقدها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فسأل عنها جبرئيل فقال : إنها زارت اختا لها تحبها في الله ، فقال النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله : طوبى للمتحابين في الله ، إن الله تبارك وتعالى خلق في الجنة عمودا من ياقوتة حمراء ، عليه سبعون ألف قصر ، في كل قصر سبعون ألف غرفة ، خلقها الله عزوجل للمتحابين والمتزاورين في الله (١).

٢٦ ـ جا ، ما : المفيد ، عن الحسن بن حمزة العلوي ، عن علي بن الفضيل عن عبيد الله بن موسى ، عن عبدالعظيم الحسني ، عن أبي جعفر الثاني عليه‌السلام قال : ملاقاة الاخوان نشرة وتلقيح العقل ، وإن كان نزرا قليلا (٢).

٢٧ ـ ما : المفيد ، عن أحمد بن الوليد ، عن أبيه ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن أبان بن عثمان ، عن بحر السقاء ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن من روح الله تعالى ثلاثة : التهجد بالليل ، وإفطار الصائم ، ولقاء الاخوان (٣).

٢٨ ـ ل : المظفر العلوي ، عن ابن العياشي ، عن أبيه ، عن الحسن بن اشكيب عن محمد بن علي الكوفي ، عن أبي جميلة ، عن أبي بكر الحضرمي ، عن سلمة بن كهيل رفعه عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله سبعة في ظل عرش الله عزوجل يوم لا ظل إلا ظله : إمام عادل ، وشاب نشأ في عبادة الله عزوجل ، ورجل تصدق بيمينه فأخفاه عن شماله ، ورجل ذكر الله عزوجل خاليا ففاضت عيناه من خشية الله ، ورجل لقي أخاه المؤمن فقال : إني لاحبك في الله عزوجل ورجل خرج من المسجد و في نيته أن يرجع إليه ، ورجل دعته امرأة ذات جمال إلى نفسها فقال : إني أخاف

____________________

(١) الخصال ج ٢ ص ١٧١.

(٢) مجالس المفيد ص ٢٠٢ ، أمالى الطوسى ج ١ ص ٩٢.

(٣) امالى الطوسى ج ١ ص ١٧٥.

٣٥٣

الله رب العالمين (١).

أقول : قد مضى باسناد آخر ، عن أبي سعيد الخدري أو عن أبي هريرة وفيه ورجلان كانا في طاعة الله فاجتمعا على ذلك وتفرقا (٢).

٢٩ ـ ثو : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن عيسى رفعه ، عن الصادق عليه‌السلام قال : من لم يقدر على صلتنا فليصل صالحي موالينا ، ومن لم يقدر على زيارتنا فليزر صالحي موالينا ; يكتب له ثواب زيارتنا (٣).

٣٠ ـ ثو : أبي ، عن سعد ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن أبي جميلة عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إن ملكا من الملائكه مر برجل قائما على باب دار فقال له الملك : يا عبدالله ما يقيمك على باب هذه الدار ، قال : فقال له : أخ لي فيها أردت أن اسلم عليه. فقال له الملك : هل بينك وبينه رحم ماسة؟ أو هل نزعتك إليه حاجة؟ قال : فقال : لا ما بيني وبينه قرابة ، ولا نزعتني إليه حاجة إلا اخوة الاسلام وحرمته فانما أتعهده واسلم عليه في الله رب العالمين فقال له الملك : إني رسول الله إليك وهو يقرئك السلام وهو يقول : إنما إياي أردت ، ولي تعاهدت وقد أوجبت لك الجنة ، وأعفيتك من غضبي ، وآجرتك من النار (٤).

٣١ ـ بشا : ابن شيخ الطائفة ، عن أبيه ، عن المفيد ، عن ابن قولويه ، عن القاسم بن محمد ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن جده ، عن عبدالله بن حماد الانصاري ، عن جميل بن دراج ، عن معتب مولى أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سمعته يقول لداود بن سرحان : يا داود أبلغ موالي مني السلام وأني أقول : رحم الله عبدا اجتمع مع آخر ، فتذاكر أمرنا ، فان ثالثهما ملك يستغفر لهما ، وما اجتمعتم فاشتغلوا بالذكر ، فان في اجتماعكم ومذاكرتكم إحياء لامرنا ، وخير الناس من بعدنا من ذاكر بأمرنا ، وعاد إلى ذكرنا (٥).

____________________

(١ و ٢) الخصال ج ٢ ص ٢.

(٣) ثواب الاعمال ص ٩٠.

(٤) ثواب الاعمال ص ١٥٥.

(٥) بشارة المصطفى ص ١٣٣.

٣٥٤

٣٢ ـ ختص : باسناده عن جابر ، عن أبي جعفر ، عن علي بن الحسين ، عن الحسين بن علي صلوات الله عليهم ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : حدثني جبرئيل أن الله عزوجل أهبط ملكا إلى الارض فأقبل ذلك الملك يمشي حتى دفع إلى باب دار رجل فإذا رجل يستأذن على باب الدار فقال له الملك : ما حاجتك إلى رب هذه الدار؟ قال : أخ لي مسلم زرته في الله تعالى قال : تالله ما جاء بك إلا ذاك؟ قال : ما جاء بي إلا ذاك ، قال : فاني رسول الله إليك ، وهو يقرئك السلام ، ويقول وجبت لك الجنة ، قال : فقال : إن الله تعالى يقول : ما من مسلم زار مسلما فليس إياه يزور بل إياي يزور وثوابه الجنة (١).

٣٣ ـ ختص : عن عمر بن يزيد قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : لكل شئ شئ يستريح إليه وإن المؤمن يستريح إلى أخيه المؤمن كما يستريح الطائر إلى شكله أو ما رأيت ذلك؟! (٢).

٣٤ ـ ختص : قال أمير المومنين عليه‌السلام : من زار أخاه المؤمن في الله ناداه الله : أيها الزائر طبت وطابت لك الجنة (٣).

٣٥ ـ عدة الداعى : قال الصادق عليه‌السلام : أيما مؤمنين أو ثلاثة اجتمعوا عند أخ لهم يأمنون بوائقه ، ولا يخافون غوائله ، ويرجون ما عنده ، إن دعوا الله أجابهم وإن سألوا أعطاهم ، وإن استزادوا زادهم ، وإن سكتوا ابتدأهم ، وقال عليه‌السلام : من زار أخاه لله لا لشئ غيره ، بل لالتماس ما وعد الله وتنجز ما عنده ، وكل الله به سبعين ألف ملك ينادونه ألا طبت وطابت لك الجنة.

٣٦ ـ كتاب الامامة والتبصرة : عن محمد بن عبدالله ، عن محمد بن جعفر الرزاز ، عن خاله علي بن محمد ، عن عمرو بن عثمان الخزاز ; عن النوفلي ، عن السكوني ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الزيارة تنبت المودة ، وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : زر غبا تزدد حبا.

____________________

(١) الاختصاص ص ٢٦.

(٢) الاختصاص ص ٣٠.

(٣) الاختصاص : ١٨٨.

٣٥٥

٢٢

* ( باب ) *

««( تزويج المؤمن ، أو قضاء دينه )»»

* «أو اخدامه أو خدمته ونصيحته» *

١ ـ ب : محمد بن عبدالحميد ، عن عبد المسلم بن سالم ، عن الحسن بن سالم قال : بعثني أبوالحسن موسى عليه‌السلام إلى عمته يسألها شيئا كان لها تعين به محمد بن جعفر في صداقه ، فلما قرأت الكتاب ضحكت ثم قالت لي : قل له : بأبي أنت وامي الامر إليك ، فاصنع به ما تريد في ذلك ، فقلت لها : فديتك أيش كتب إليك؟ فقالت : يهدى إليك قدر برام (١) اخبرك به؟ قلت : نعم فأعطتني الكتاب فقرأته فإذا فيه : إن لله ظلا تحت يده يوم القيامة ، لا يستظل تحته إلا نبي أو وصي نبي أو مؤمن أعتق عبدا مؤمنا أو مؤمن قضا مغرم مؤمن ، أو مؤمن كف أيمة مؤمن (٢).

٢ ـ ل : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن النهيكي ، عن علي بن جعفر عن أخيه موسى عليه‌السلام قال : ثلاثة يستظلون بظل عرش الله يوم لا ظل إلا ظله : رجل زوج أخاه المسلم أو أخدمه أو كتم له سرا (٣).

[ أقول : ] قد مضى بعض الاخبار في باب قضاء حاجة المؤمن.

____________________

(١) في المطبوعة بالنجف الحروفية ص ١٦٧ : «قدر تراه» والقدر : اناء يطبخ فيه والبرام جمع برمة ـ بالضم ـ القدر المصنوع من الحجر. وليتحرر.

(٢) قرب الاسناد ص ١٢٣ ، والايمة للرجل كالعزوبة ، يقال آم الرجل من زوجته يئيم أيمة : فقدها ، وكذا المرءة من زوجها. ويقال : تأيم الرجل ، وتأيمت المرءة اذا مكثا طويلا لا يتزوجان.

(٣) الخصال ج ١ ص ٦٩.

٣٥٦

٣ ـ كا : عن محمد بن يحيى ، عن سلمة بن الخطاب ، عن إبراهيم بن محمد الثقفي ، عن إسماعيل بن أبان ، عن صالح بن أبي الاسود رفعه ، عن أبي المعتمر قال : سمعت أمير المؤمنين عليه‌السلام يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أيما مسلم خدم قوما من المسلمين إلا أعطاه الله مثل عددهم خداما في الجنة (١).

بيان : قوله عليه‌السلام : «إلا أعطاه الله» الاستثناء من مقدر أي ما فعل ذلك إلا أعطاه الله أو هي زائدة. قال في القاموس في معاني «إلا» أو زائدة ثم استشهد بقول الشاعر :

حراجيج ما تنفك إلا مناخة

على الخسف أو ترمى بها بلدا قفرا (٢)

٤ ـ كا : عن العدة ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن عمر بن أبان عن عيسى بن أبي منصور ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : يجب للمؤمن على المؤمن أن يناصحه (٣).

بيان : يقال نصحه وله كمنعه نصحا ونصاحة ونصاحية فهو ناصح ونصيح ونصاح ، والاسم النصيحة ، وهي فعل أو كلام يراد بهما الخير للمنصوح ، واشتقاقها من نصحت العسل إذا صفيته لان الناصح يصفي فعله وقوله من الغش ، أو من نصحت الثوب إذا خطته لان الناصح يلم خلل أخيه كما يلم الخياط خرق الثوب ، والمراد بنصيحة المؤمن للمؤمن إرشاده إلى مصالح دينه ودنياه وتعليمه إذا كان جاهلا ، و تنبيهه إذا كان غافلا والذب عنه وعن أعراضه إذا كان ضعيفا ، وتوقيره في صغره و كبره ، وترك حسده وغشه ، ودفع الضرر عنه ، وجلب النفع إليه ، ولو لم يقبل نصيحته سلك به طريق الرفق حتى يقبلها ، ولو كانت متعلقة بأمر الدين سلك به طريق الامر بالمعروف والنهي عن المنكر على الوجه المشروع.

ويمكن إدخال النصيحة للرسول والائمة عليهم‌السلام أيضا فيها ، لانهم أفضل المؤمنين ونصيحتهم الاقرار بالنبوة والامامة فيهم ، والانقياد لهم في أوامرهم ونواهيهم

____________________

(١) الكافى ج ٢ ص ٢٠٧.

(٢) القاموس ج ٣ ص ٣٣٠.

(٣) الكافى ج ٢ ص ٢٠٨.

٣٥٧

وآدابهم وأعمالهم ، وحفظ شرائعهم ، وإجراء أحكامهم على الامة ، وفي الحقيقة النصيحة للاخ المؤمن نصيحة لهم أيضا.

٥ ـ كا : عن العدة ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن معاوية بن وهب عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : يجب للمؤمن على المؤمن النصيحة له في المشهد والمغيب (١).

بيان : «في المشهد والمغيب» أي في وقت حضوره بنحو مامر وفي غيبته بالكتابة أو الرسالة ، وحفظ عرضه ، والدفع عن غيبته ، وبالجملة رعاية جميع المصالح له ودفع المفاسد عنه على أي وجه كان.

٦ ـ كا : بالاسناد ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن أبي عبيدة الحذاء عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : يجب للمؤمن على المؤمن النصيحة له (٢).

بيان : يحتمل أن يكون الوجوب في بعض الافراد محمولا على السنة المؤكدة وفقا للمشهور بين الاصحاب.

٧ ـ كا : بالاسناد عن ابن محبوب ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لينصح الرجل منكم أخاه كنصيحة لنفسه (٣).

بيان : هذا جامع لجميع أفراد النصيحة.

٨ ـ كا : عن علي ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن أعظم الناس منزلة عند الله يوم القيامة أمشاهم في أرضه بالنصيحة لخلقه (٤).

ايضاح : أمشاهم في الارض المراد إما المشي حقيقة أو كناية عن شدة الاهتمام والباء «في» قوله بالنصيحة للملابسة أو السببية.

٩ ـ كا : عن علي ، عن أبيه ، عن القاسم بن محمد ، عن المنقري ، عن سفيان بن عيينة قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : عليكم بالنصح الله في خلقه فلن تلقاه بعمل أفضل منه (٥).

بيان : «عليكم» اسم فعل بمعنى الزموا ، والباء في قوله «بالنصح» زائدة

____________________

(١ ـ ٥) الكافى ج ٢ ص ٢٠٨.

٣٥٨

للتقوية ، وفي للظرفية أو السببية والنصح يتعدى إلى المنصوح بنفسه ، وباللام ، و نسبة النصح إلى الله إشارة إلى أن نصح خلق الله نصح له ، فان نصحه تعالى إطاعة أو امره ، وقد أمر بالنصح لخلقه ، ويحتمل أن يكون المعنى النصح للخلق خالصا لله فيكون «في» بمعنى اللام ، ويحتمل أن يكون المعنى النصح لله بالايمان بالله وبرسله وحججه ، وإطاعة أو امره ، والاحتراز عن نواهيه في خلقه أي من بين خلقه ، وهو بعيد وقال في النهاية : أصل النصح في اللغة الخلوص ، يقال نصحته ونصحت له ، ومعنى نصيحة الله صحة الاعتقاد في وحدانيته وإخلاص النية في عبادته ، والنصيحة لكتاب الله هو التصديق به والعمل بما فيه ، ونصيحة رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله التصديق بنبوته ورسالته و الانقياد لما أمر به ونهى عنه ، ونصيحة الائمة أن يطيعهم في الحق ولا يرى الخروج عليهم ، ونصيحة عامة المسلمين إرشادهم إلى مصالحهم.

٢٣

( باب )

* «( اطعام المؤمن ، وسقيه ، وكسوته ، وقضاء دينه )» *

الايات : الحاقة : إنه كان لا يؤمن بالله العظيم * ولا يحض على طعام المسكين * فليس له اليوم ههنا حميم * ولا طعام إلا من غسلين (١).

المدثر : ولم نك نطعم المسكين (٢).

الدهر : ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا * إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا (٣).

الفجر : ولا تحاضون على طعام المسكين (٤).

البلد : أو إطعام في يوم ذي مسغبة * يتيما ذا مقربة * أو مسكينا ذا متربة (٥).

____________________

(١) الحاقة : ٣٣ ـ ٣٦. (٢) المدثر : ٤٤.

(٣) الدهر : ٨ ٩. (٤) الفجر : ١٨

(٥) البلد : ١٤ و ١٥.

٣٥٩

الماعون : فذلك الذي يدع اليتيم * ولا يحض على طعام المسكين (١).

١ ـ مل : الحسن بن علي بن يوسف ، عن أبي عبدالله البجلى ، عن بعض أصحابه عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : أربع من أتى بواحدة منهن دخل الجنة : من سقى هامة ظامئة أو أشبع كبدا جائعة أو كسا جلدة عارية ، أو أعتق رقبة عانية.

٢ ـ مل : محمد بن عيسى الارمني ، عن العرزمي ، عن الوصافي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أحب الاعمال إلى الله ثلاثة : إشباع جوعة المسلم ، وقضاء دينه ، وتنفيس كربته (٢).

٣ ـ سن : محمد بن علي ، عن الحسن بن علي بن يوسف ، عن ابن عميرة ، عن فيض بن المختار ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : المنجيات إطعام الطعام ، وإفشاء السلام والصلاة بالليل والناس نيام (٣).

٤ ـ سن : علي بن محمد القاساني ، عمن حدثه ، عن عبدالله بن القاسم الجعفري عن أبي عبدالله ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : خيركم من أطعم الطعام وأفشى السلام ، وصلى والناس نيام (٤).

٥ ـ سن : عثمان بن عيسى ، عن سماعة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : جمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بني عبدالمطلب فقال : يا بني عبدالمطلب أفشوا السلام ، وصلوا الارحام وتهجدوا والناس نيام ، وأطعموا الطعام ، وأطيبوا الكلام ; تدخلوا الجنة بسلام (٥).

٦ ـ سن : محمد بن علي ، عن الحسن بن علي ، عن ابن عميرة ، عن عمرو ابن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : كان على عليه‌السلام يقول : إنا أهل بيت امرنا أن نطعم الطعام ، ونودي في النائبة ، ونصلي إذا نام الناس (٦).

____________________

(١) الماعون : ٢ و ٣.

(٢) تراه في المحاسن ص ٢٩٤.

(٣ ـ ٦) المحاسن ص ٣٨٧.

٣٦٠