بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٢٩
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

١٩ ـ شى : عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله «وقولوا للناس حسنا» قال : قولوا للناس أحسن ما تحبون أن يقال لكم فان الله يبغض اللعان السباب الطعان على المؤمنين ، المتفحش السائل الملحف ، ويحب الحيي الحليم العفيف المتعفف (١).

٢٠ ـ شى : عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال سمعته يقول : اتقوا الله ولا تحملوا الناس على اكتافكم إن الله يقول في كتابه «وقولوا للناس حسنا» قال : وعودوا مرضاهم ، واشهدوا جنائزهم ، وصلوا معهم في مساجدهم ، حتى [ ينقطع ] النفس وحتى يكون المباينة (٢).

٢١ ـ سر : في جامع البزنطي عن أبى الربيع الشامي قال : كنا عند أبي عبدالله عليه‌السلام والبيت غاص بأهله ، فقال إنه ليس منا من لم يحسن صحبة من صحبه ومرافقة من رافقه ، وممالحة من مالحه ، ومخالقة من خالقه (٣).

٢٢ ـ جا : أحمد بن الوليد ، عن أبيه ، عن الصفار ، عن ابن معروف ، عن

____________________

(١ ـ ٢) تفسير العياشى ج ١ ص ٤٨ والاية في البقرة : ٨٣.

(٣) ورواه الكلينى في الكافى ج ٢ ص ٦٣٧ ولفظه : عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن اسماعيل بن مهران ، عن محمد بن حفص ، عن أبى الربيع الشامى. قال : دخلت على أبى عبدالله عليه الصلاة والسلام ، والبيت غاص بأهله ، فيه الخراسانى والشامى ومن أهل الافاق ، فلم أجد موضعا أقعد فيه ، فجلس أبوعبدالله «ع» وكان متكئا ، ثم قال : يا شيعة آل محمد اعلموا أنه ليس منا من لم يملك نفسه عند غضبه ، ومن لم يحسن صحبة من صحبه ومخالقة من خالقه ، ومرافقة من رافقه ، ومجاورة من جاوره ، وممالحة من مالحه ، يا شيعة آل محمد! اتقوا الله ما استطعتم ولا حول ولا قوة الا بالله.

أقول : المخالقة : المعاشرة بالاخلاق الحسنة يقال : خالص المؤمن ، وخالق الفاجر والممالحة : المؤاكلة ، ان كان بمعنى أكل الملح ، كأنه أكل معه الخبز وفيه الملح ، أو مع الملح ، يقال : هو يحفظ حرمة الممالحة ، أو هو المكالمة بما فيه ملاحة ومطايبة ، من قولهم : أملح ; جاء بكلام مليح.

١٦١

ابن مهزيار ، عن ابن محبوب ، عن محمد بن سنان ، عن الحسين بن مصعب ; عن ابن طريف ، عن أبي جعفر عليه‌السلام أنه قال : صانع المنافق بلسانك ، واخلص ودك للمؤمن وإن جالسك يهودي فأحسن مجالسته (١).

ين : محمد بن سنان ، عن الحسن بن مصعب مثله.

٢٣ ـ جا : بهذا الاسناد ، عن ابن مهزيار ، عن فضالة ، عن أبان ، عن ابن سيابة ، عن النعمان ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : من تفقد تفقد ، ومن لا يعد الصبر لفواجع الدهر يعجز ، وإن قرضت الناس قرضوك ، وإن تركتهم لم يتركوك قال : فكيف أصنع؟ قال أقرضهم من عرضك ليوم فاقتك وفقرك (٢) ،

٢٤ ـ جا : بهذا الاسناد ، عن ابن مهزيار ، عن علي بن حديد ، عن مرازم قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : عليكم بالصلاة في المسجد ، وحسن الجوار للناس ، و إقامة الشهادة ، وحضور الجنائز ، إنه لابد لكم من الناس إن أحدا لا يستغني عن الناس حياته فأما نحن نأتي جنائزهم ، وإنما ينبغي لكم أن تصنعوا مثل ما يصنع من تأتمون به ، والناس لا بد لبعضهم من بعض ما داموا على هذه الحال ، حتى يكون ذلك ثم ينقطع كل قوم إلى أهل أهوائهم ، ثم قال : عليكم بحسن الصلاة واعملوا لآخرتكم واختاروا لانفسكم ، فان الرجل قد يكون كيسا في أمر الدنيا فيقال : ما أكيس فلانا وإنما الكيس كيس الاخرة (٣).

٢٥ ـ كتاب صفات الشيعة للصدوق ره : باسناده عن عبدالله بن زياد قال : سلمنا على أبي عبدالله عليه‌السلام بمنى ثم قلت : يا ابن رسول الله إنا قوم مجتازون ، لسنا نطيق هذا المجلس منك كلما أردناه فأوصنا ، قال : عليكم بتقوى الله ، وصدق الحديث ، وأداء الامانة ، وحسن الصحابة لمن صحبكم ، وإفشاء السلام ، وإطعام الطعام. صلوا في مساجدهم ، وعودوا مرضاهم ، واتبعوا جنائزهم ، فان أبي حدثني أن شيعتنا أهل البيت كانوا خيار من كانوا منهم إن كان فقيه كان منهم ، وإن كان

____________________

(١) مجالس المفيد ص ١١٧.

(٢ و ٣) مجالس المفيد ص ١١٨.

١٦٢

مؤذن كان منهم ، وإن كان إمام كان منهم ، وإن كان صاحب أمانة كان منهم ، وإن كان صاحب وديعة كان منهم ، وكذلك كونوا حببونا إلى الناس ولا تبغضونا إليهم (١).

٢٦ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ; عن جعفر بن محمد الموسوي ، عن عبيد الله ابن أحمد بن نهيك ، عن عبدالله بن جبلة ، عن حميد بن شعيب الهمداني ، عن جابر ابن يزيد ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : لما احتضر أمير المؤمنين عليه‌السلام جمع بنيه حسنا وحسينا وابن الحنفية والاصاغر من ولده ، فوصاهم وكان في آخر وصيته : يا بني عاشروا الناس عشرة إن غبتم حنوا إليكم ، وإن فقدتم بكوا عليكم ، يا بني إن القلوب جنود مجندة تتلاحظ بالمودة ، وتتناجى بها ، وكذلك هي في البغض ، فإذا أحببتم الرجل من غير خير سبق منه إليكم فارجوه ، وإذا أبغضتم الرجل من غير سوء سبق منه إليكم فاحذروه (٢).

٢٧ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن علي بن إسماعيل الموصلي ، عن علي بن الحسن العبدي ، عن الحسن بن بشر ، عن قيس بن الربيع ، عن الاعمش عن شقيق ، عن أبي عبدالله قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أجيبوا الداعي ، وعودوا المريض واقبلوا الهدية ولا تظلموا المسلمين (٣).

٢٨ ـ نهج : قال عليه‌السلام : لا يكون الصديق صديقا حتى يحفظ أخاه في ثلاث : في نكبته ، وغيبته ، ووفاته (٤).

وقال عليه‌السلام : من قضى حق من لا يقضي حقه فقد عبده (٥).

وقال عليه‌السلام : في تقلب الاحوال علم جواهر الرجال. وقال عليه‌السلام : حسد الصديق

____________________

(١) صفات الشيعة ص ١٧٧.

(٢) أمالى الطوسى ج ٢ ص ٢٠٨.

(٣) أمالى الطوسى ج ٢ ص ٢٥٢.

(٤) نهج البلاغة ج ٢ ص ١٧٥.

(٥) المصدر ج ٢ ص ١٨٤.

١٦٣

من سقم المودة. وقال عليه‌السلام : ليس من العدل القضاء على الثقة بالظن (١).

وقال عليه‌السلام : من أطاع الواشي ضيع الصديق (٢).

وقال عليه‌السلام : أصدقاؤك ثلاثة وأعداؤك ثلاثة فأصدقاؤك : صديقك ، وصديق صديقك ، وعدو عدوك ، وأعداؤك : عدوك ، وعدو صديقك ، وصديق عدوك (٣).

وقال عليه‌السلام : القرابة إلى المودة أحوج من المودة إلى القرابة (٤).

وقال عليه‌السلام : الاستغناء عن العذر أعز من الصدق به (٥).

وقال عليه‌السلام : اخبر تقله ، ومن الناس من روى هذا لرسول الله ومما يقوي أنه من كلام أمير المؤمنين عليه‌السلام ما حكاه تغلب عن ابن الاعرابي قال : قال المأمون لولا أن عليا عليه‌السلام قال : «اخبر تقله» لقلت أنا : اقله تخبر (٦).

وقال عليه‌السلام : أولى الناس بالكرم من عرقت فيه الكرام (٧).

وقال عليه‌السلام. زهدك في راغب فيك نقصان عقل ، ورغبتك في زاهد فيك ذل نفس (٨).

____________________

(١) نهج البلاغة ج ٢ ص ١٩٣.

(٢) المصدر ج ٢ ص ١٩٧.

(٣) المصدر ج ٢ ص ٢١٧.

(٤) المصدر ج ٢ ص ٢١٨.

(٥) المصدر ج ٢ ص ٢٢٣. وقال ابن أبى الحديد : والمعنى لا تفعل شيئا تعتذر عنه وان كنت صادقا فأن لا تفعل خير لك وأعز لك من أن تفعل ثم تعتذر وان كنت صادقا.

(٦) المصدر ج ٢ ص ٢٤٧. وقوله «اخبر تقله» اخبر بضم الباء امر من خبرته من باب قتل اى علمته ، و «تقله» مضارع مجزوم بعد الامر ، وهاؤه للوقف من قلاه يقليه كرماه يرميه بمعنى ابغضه ، اى : اذا اعجبك ظاهر الشخص فاختبره فربما وجدت فيه ما لا يسرك فتبغضه ، ووجه ما اختاره المأمون ان المحبة ستر للعيوب فاذا ابغضت شخصا امكنك ان تعلم حاله كما هو ، قاله عبده.

(٧) لا يوجد في ط مصر ، ويوجد في نهج الحديدى ج ٤ ص ٤٧٥.

(٨) نهج البلاغة ج ٢ : ٢٥٠ ، وفى بعض النسخ : «نقصان حظ».

١٦٤

وقال عليه‌السلام : شر الاخوان من تكلف له.

وقال عليه‌السلام : إذا احتشم الرجل أخاه فقد فارقه (١).

وقال عليه‌السلام : الصاحب مناسب والصديق من صدق غيبه ، رب بعيد أقرب من قريب وقريب أبعد من بعيد ، والغريب من لم يكن له حبيب وقطيعة الجاهل تعدل صلة العاقل ، ومن لم يبالك فهو عدوك ، لا خير في معين مهين ، ولا في صديق ظنين (٢).

٢٩ ـ كنز الكراجكى : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : الناس إخوان فمن كانت اخوته في غير ذات الله ، فهي عداوة ، وذلك قوله عزوجل «الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين» (٣).

وقال عليه‌السلام : امحض أخاك النصيحة ، حسنة كانت أم قبيحة ، وزل معه حيث ما زال ، ولا تطلبن منه المجازاة فانها من شيم الدناة (٤).

وقال عليه‌السلام : ابذل لصديقك كل المودة ، ولا تبذل له كل الطمأنينة ، وأعطه كل المواساة ، ولا تفض إليه بكل الاسرار توفي الحكمة حقها ، والصديق واجبه.

وقال عليه‌السلام : لا يكون أخوك أقوى منك على مودته ، وقال عليه‌السلام : البشاشة مخ المودة ، وقال عليه‌السلام : المودة قرابة مستفادة ، وقال عليه‌السلام : لا يفسدك الظن على صديق أصلحه لك اليقين ، وقال عليه‌السلام : كفى بك أدبا لنفسك ما كرهته لغيرك وقال عليه‌السلام : لاخيك عليك مثل الذي لك عليه.

وقال عليه‌السلام : لا تضيعن حق أخيك اتكالا على ما بينك وبينه فانه ليس لك بأخ من ضيعت حقه ، ولا يكن أهلك أشقى الناس بك ، اقبل عذر أخيك ، وإن لم

____________________

(١) نهج البلاغة ج ٢ ص ٢٥٦.

(٢) نهج البلاغة ج ٢ ص ٥٦ قسم الرسائل والكتب.

(٣) الزخرف : ٦٧.

(٤) الدناة ـ جمع الدانى ، كرماة ورامى ، ولكن الدانى بمعنى القريب ، ولعله تصحيف الدناء ـ كفضلاء جمع الدنئ بمعنى الخسيس الدون الذى لا خير فيه.

١٦٥

يكن له عذر فالتمس له عذرا ، لا يكلف أحدكم أخاه الطلب إذا عرف حاجته ، لا ترغبن فيمن زهد فيك ، ولا تزهدن فيمن رغب فيك ، إذا كان للمحافظة موضعا ، لا تكثرن العتاب فانه يورث الضغينة ، ويجر إلى البغضة ، وكثرته من سوء الادب.

وقال عليه‌السلام : ارحم أخاك وإن عصاك ، وصله وإن جفاك ، وقال عليه‌السلام : احتمل زلة وليك لوقت وثبة عدوك ، وقال : من وعظ أخاه سرا فقد زانه ، ومن وعظه علانية فقد شانه.

٣٠ ـ ومنه : روي أن الصادق عليه‌السلام كان يتمثل كثيرا بهذين البيتين :

أخوك الذي لو جئت بالسيف عامدا

لتضربه لم يستغشك في الود

ولو جئته تدعوه للموت لم يكن

يردك إبقاء عليك من الرد

وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا آخا أحدكم رجلا فليسأله عن اسمه واسم أبيه و قبيلته ومنزله ، فانه من واجب الحق وصافي الاخاء ، وإلا فهي مودة حمقاء.

وعن أمير المؤمنين عليه‌السلام : احذر العاقل إذا أغضبته ، والكريم إذا أهنته ، والنذل (١) إذا أكرمته ، والجاهل إذا صاحبته ، ومن كف عنك شره فاصنع ما سره ، ومن أمنت من أذيته فارغب في اخوته.

٣١ ـ اعلام الدين : روت ام هانى ء بنت أبي طالب عليه‌السلام ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : يأتي على الناس زمان إذا سمعت باسم رجل خير من أن تلقاه ، فاذا لقيته خير من أن تجر به ، ولو جربته أظهر لك أحوالا ، دينهم دراهمهم ، وهمتهم بطونهم ، و قبلتهم نساؤهم ، يركعون للرغيف ، ويسجدون للدرهم ، حيارى سكارى لا مسلمين ولا نصارى.

وقال الصادق عليه‌السلام : لا تتبع أخاك بعد القطيعة وقيعة فيه ، فيسد عليه طريق الرجوع إليك ، فلعل التجارب ترده عليك.

٣٢ ـ كتاب الامامة والتبصرة : عن سهل بن أحمد ، عن محمد بن محمد بن

____________________

(١) النذل : الخسيس من الناس ، والساقط في دين أوحسب ، والمحتقر في جميع أحواله.

١٦٦

الاشعث ، عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : راحة النفس ترك ما لا يعنيها ، وأوحش الوحشة قرين السوء.

٣٣ ـ ما : الحسين بن إبراهيم ، عن محمد بن وهبان ، عن علي بن حبشي ; عن العباس بن محمد بن الحسين ، عن أبيه ، عن صفوان بن يحيى وجعفر بن عيسى ، عن الحسين بن أبي غندر ، عن أبي بصير ، قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : اتقوا الله وعليكم بالطاعة لائمتكم قولوا ما يقولون واصمتوا عما صمتوا ، فانكم في سلطان من قال الله تعالى «وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال» (١) يعني بذلك ولد العباس فاتقوا الله فانكم في هدنة ، صلوا في عشائرهم ، واشهدوا جنائزهم ، وأدوا الامانة إليهم ، وعليكم بحج هذا البيت ، فأدمنوه ، فان في إدمانكم الحج دفع مكاره الدنيا عنكم ، وأهوال يوم القيامة (٢).

٣٤ ـ الدرة الباهرة : قال الباقر عليه‌السلام : صلاح شأن الناس التعايش والتعاشر ملء مكيال : ثلثاه فطن ، وثلث تغافل.

وقال الصادق عليه‌السلام : من أكرمك فأكرمه ، ومن استخف بك فأكرم نفسك عنه.

وقال الرضا عليه‌السلام : اصحب السلطان بالحذر ، والصديق بالتواضع ، والعدو بالتحرز ، والعامة بالبشر.

٣٥ ـ نهج : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : البشاشة حبالة المودة ، والاحتمال قبر العيوب ، وفي رواية اخرى والمسالمة خبء العيوب (٣).

وقال عليه‌السلام : خالطوا الناس مخالطة إن متم معها بكوا عليكم ، وإن عشتم حنوا إليكم (٤).

____________________

(١) ابراهيم : ٤٦.

(٢) أمالى الطوسى ج ٢ ص ٢٨٠.

(٣) نهج البلاغة ج ٢ ص ١٤٤.

(٤) المصدر ج ٢ ص ١٤٥.

١٦٧

وقال عليه‌السلام. التودد نصف العقل (١).

وقال عليه‌السلام : من لان عوده كثف أغصانه (٢).

وقال عليه‌السلام : مقاربة الناس في أخلاقهم أمن من غوائلهم (٣).

وقال عليه‌السلام : ليتأس صغيركم بكبيركم ، وليرؤف كبيركم بصغيركم ، ولا تكونوا كجفاة الجاهلية لا في الدين تفقهون ولا عن الله تعقلون (٤).

وقال عليه‌السلام في وصيته لابنه الحسن عليه‌السلام : احمل نفسك من أخيك عند صرمه على الصلة ، وعن صدوده على اللطف والمقاربة ، وعند جموده على البذل ; وعند تباعده على الدنو ، وعن شدته على اللين ، وعند جرمه على العذر حتى كأنك له عبد وكأنه ذو نعمة عليك ، وإياك أن تضع ذلك في غير موضعه ، أو أن تفعله بغير أهله.

لا تتخذن عدو صديقك صديقا فتعادي صديقك ، وامحض أخاك النصيحة حسنة كانت أم قبيحة ، وتجرع الغيظ فاني لم أر جرعة أحلى منها عاقبة ولا ألذ مغبة (٥).

ولن لمن غالظك ، فانه يوشك أن يلين لك ، وخذ على عدوك بالفضل فانه أحلى الظفرين (٦) ، وإن أردت قطيعة أخيك فاستبق له من نفسك بقية يرجع إليها إن بدا له ذلك يوما ما ، ومن ظن بك خيرا فصدق ظنه ، ولا تضيعن حق أخيك اتكالا على ما بينك وبينه ، فانه ليس لك بأخ من أضعت حقه.

ولا يكن أهلك أشقى الخلق بك ، ولا ترغبن فيمن زهد فيك ، ولا يكونن أخوك أقوى على قطيعتك منك على صلته ، ولا يكونن على الاساءة أقوى منك على

____________________

(١) لا يوجد في ط مصر وفى ط بيروت : ٩٣.

(٢) المصدر ج ٢ ص ١٩٣.

(٣) المصدر ج ٢ ص ٢٤٠.

(٤) المصدر ج ٢ ص ٣٣٢.

(٥) المغبة ـ بالفتح ـ عاقبة الشئ ، يقال للامر غب ومغبة : أى عاقبة (٦) أحد الظفرين ، خ ل.

١٦٨

الاحسان ; ولا يكبرن عليك ظلم من ظلمك ، فانه يسعى في مضرته ويغفل وليس جزاء من سرك أن تسوءه ، إلى قوله عليه‌السلام : ما أقبح الخضوع عند الحاجة ، والجفاء عند الغناء (١).

٣٦ ـ كا : عن العدة ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن الحسن ابن الحسين قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا بني عبدالمطلب إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فالقوهم بطلاقة الوجه وحسن البشر ، ورواه عن القاسم بن يحيى ، عن جده الحسن بن راشد ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام إلا أنه قال : يا بني هاشم (٢).

بيان : في النهاية يقال : وسعه الشئ يسعه سعة فهو واسع ، ووسع بالضم وساعة فهو وسيع ، والوسع والسعة الجدة والطاقة ، ومنه الحديث : إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم أي لا تتسع أموالكم لعطائهم ، فوسعوا أخلاقكم لصحبتهم وقال : فيه : أن تلقاه بوجه طلق ، يقال : طلق الرجل بالضم يلطق طلاقه فهو طلق وطليق أي منبسط الوجه ، متهلله ، وفي القاموس هو طلق الوجه مثلثة وككتف وأمير ضاحكة مشرقة ، والبشر بالكسر طلاقة الوجه وبشاشته ، وقيل حسن البشر تنبيه على أن زيادة البشر وكثرة الضحك مذمومة ، بل الممدوح الوسط من ذلك.

وأقول : يحتمل أن يكون للمبالغة في ذلك أو يكون إشارة إلى أن البشر إنما يكون حسنا إذا كان عن صفاء الطوية والمحبة القلبية ، لا ما يكن على وجه الخداع والحيلة ، وبنو هاشم وبنو عبدالمطلب مصداقهما واحد لانه لم يبق لهاشم ولد إلا من عبدالمطلب.

٣٧ ـ كا : عن العدة ، عن أحمد ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة بن مهران عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : ثلاث من أتى الله بواحدة منهن أوجب الله له الجنة : الانفاق

____________________

(١) نهج البلاغة ج ٢ ص ٥١.

(٤) الكافى ج ٢ ص ١٠٣.

١٦٩

من إقتار ، والبشر بجميع العالم ، والانصاف من نفسه (١).

بيان : الاقتار التضييق على الانسان في الرزق ، يقال : أقتر الله رزقه : أي ضيقه وقلله ، والانفاق أعم من الواجب والمستحب وكأن المراد بالاقتار عدم الغنى والتوسعة في الرزق ، وإن كان له ـ زائدا على رزقه ورزق عياله ـ ما ينفقه ، ويحتمل شموله للايثار أيضا بناء على كونه حسنا مطلقا أو لبعض الناس ، فان الاخبار في ذلك مختلفة ظاهرا فبعضها يدل على حسنه ، وبعضها يدل على ذمه وأنه كان ممدوحا في صدر الاسلام ، فنسخ.

وربما يجمع بينهما باختلاف ذلك بحسب الاشخاص ، فيكون حسنا لمن يمكنه تحمل المشقة في ذلك ويكمل توكله ، ولا يضطرب عند شدة الفاقة ، ومذموما لمن لم يكن كذلك ، وعسى أن نفصل ذلك في موضع آخر إنشاء الله (٢) وربما يحمل ذلك على من ينقص من كفافه شيئا ويعطيه من هو أحوج منه ، أو من لا شئ له.

«والبشر بجميع العالم» هذا إما على عمومه ، بأن يكون البشر للمؤمنين لايمانهم وحبه لهم ، وللمنافقين والفساق تقية منهم ومداراة لهم كما قيل : دارهم مادمت في دارهم ، وارضهم ما كنت في أرضهم ، أو مخصوص بالمؤمنين كما يعشر به الخبر الاتي وعلى التقدير لابد من تخصيصه بغير الفساق الذين يعلم من حالهم أنهم يتركون المعصية إذا لقيتهم بوجه مكفهر ، ولا يتركونها بغير ذلك ، ولا يتضرر منهم في ذلك فان ذلك أحد مراتب النهي عن المنكر الواجب على المؤمنين.

والانصاف من نفسه : هو أن يرجع إلى نفسه ، ويحكم لهم عليها فيما ينبغي أن يأتي به إليهم من غير أن يحكم عليه حاكم ، وسيأتي في باب الانصاف «هو أن يرضى لهم ما يرضى لنفسه ، ويكره لهم ما يكره لنفسه» قال الرغب : الانصاف في المعاملة العدالة وهو أن لا يأخذ من صاحبه من المنافع إلا مثل ما يعطيه ، ولا ينيله من المضار إلا مثل ما يناله منه ، وقال الجوهري : أنصف أي عدل ، يقال : أنصفه من نفسه ، وانتصفت

____________________

(١) الكافى ج ٢ ص ١٠٣.

(٢) سيجئ تفصيل ذلك تحت الرقم ٤٦ من الباب ١٥.

١٧٠

أنا منه ، وتناصفوا : أي أنصف بعضهم بعضا من نفسه.

٣٨ ـ كا : عن علي ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : أتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله رجل فقال : يا رسول الله أوصني فكان فيما أوصاه أن قال : الق أخاك بوجه منبسط (١).

بيان : التخصيص بالاخ لشدة الاهتمام ، أو المراد به انبساط الوجه ، مع حب القلب.

٣٩ ـ كا : بالاسناد عن ابن محبوب ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قلت : ما حد حسن الخلق؟ قال : تلين جناحك ، وتطيب كلامك ، وتلقى أخاك ببشر حسن (٢).

بيان : تليين الجناح كناية عن عدم تأذي من يجاوره ويجالسه ويحاوره من خشونته ، بأن يكون سلس الانقياد لهم ، ويكف أذاه عنهم ، أو كناية عن شفقته عليهم كما أن الطائر يبسط جناحه عل أولاده ليحفظهم ويكنفهم كقوله تعالى : «واخفض لهما جناح الذل من الرحمة» قال الراغب : الجناح جناح الطائر ، وسمي جانبا الشئ جناحاه ، فقيل جناحا السفينة ، وجناحا العسكر ، وجناحا الانسان لجانبيه وقوله تعالى «واخفض لهما جناح الذل» (٣) فاستعارة ، وذلك أنه لما كان الذل ضربين : ضرب يضع الانسان ، وضرب يرفعه ، وقصد في هذا المكان إلى ما يرفع الانسان لا إلى مايضعه ، استعار لفظ الجناح فكأنه قيل : استعمل الذل الذي يرفعك عندالله من أجل اكتسابك الرحمة ، أو من أجل رحمتك لهم ، وقال : الخفض ضد الرفع والخفض الدعة والسير اللين ، فهو حث على تليين الجانب والانقياد ، فكأنه ضد قوله : «أن لا تعلوا علي» (٤).

وقال البيضاوي في قوله تعالى «واخفض لهما جناح الذل» تذلل لهما وتواضع

____________________

(١ و ٢) الكافى ج ٢ ص ١٠٣.

(٣) أسرى : ٢٤.

(٤) النمل : ٣١.

١٧١

فيهما ، جعل للذل جناحا وأمره بخفضهما للمبالغة ، وأراد جناحه كقوله «واخفض جناحك للمؤمنين» (١) وإضافته إلى الذل للبيان والمبالغة كما اضيف حاتم إلى الجود والمعنى واخفض لهما جناحك الذليل.

٤٠ ـ كا : عن علي ، عن أبيه ، عن حماد ، عن ربعي ، عن الفضيل قال : صنايع المعروف ، وحسن البشر يكسبان المحبة ، ويدخلان الجنة ، والبخل وعبوس الوجه يبعدان من الله ، ويدخلان النار (٢).

ايضاح : «صنايع المعروف» الاحسان إلى الغير بما يعرف حسنه شرعا وعقلا وكأن الاضافة للبيان ، قال في النهاية : الاصطناع افتعال من الصنيعة ، وهي العطية والكرامة والاحسان وقال : المعروف اسم جامع لكل ما عرف من طاعة الله تعالى والتقرب إليه والاحسان إلى الناس وكل ما ندب إليه الشرع ونهى عنه من المحسنات والمقبحات ، وهو من الصفات الغالبة أي أمر معروف بين الناس إذا رأوه لا ينكرونه والمعروف النصفة وحسن الصحبة مع الاهل وغيرهم من الناس ، والمنكر ضد ذلك جميع «يكسبان المحبة» أي محبته تعالى بمعنى إفاضة الرحمات والهدايات أو محبة الخلق ، ويؤيد الاول قوله «ويبعدان من الله» لان الظاهر أن يترتب على أحد الضدين نقيض ما يترتب على الضد الاخر.

٤١ ـ كا : عن العدة ، عن أحمد بن محمد ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة ، عن أبي الحسن موسى عليه‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : حسن البشر يذهب بالسخيمة (٣).

بيان : السخيمة الحقد في النفس.

____________________

(١) الحجر : ٨٨.

(٢) الكافى ج ٢ ص ١٠٣.

(٣) الكافى ج ٢ ص ١٠٣ و ١٠٤.

١٧٢

١١

* باب *

* «( فضل الصديق ، وحد الصداقة ، وآدابها ، وحقوقها ) *»

* «( وأنواع الاصدقاء والنهى عن زيادة الاسترسال )» *

* «( والاستيناس بهم )» *

أقول : سنورد بعض الاخبار في باب من ينبغي مصادقته (١).

١ ـ لى : أبي ، عن سعد ، عن النهدي ، عن أبيه ، عن يزيد بن مخلد ، عمن سمع الصادق عليه‌السلام يقول : الصداقة محدودة ، ومن لم تكن فيه تلك الحدود فلا تنسبه إلى كمال الصداقة ومن لم يكن فيه شئ من تلك الحدود ، فلا تنسبه إلى شئ من الصداقة أولها أن تكون سريرته وعلانيته لك واحدة ، والثانية أن يرى زينك زينه ، وشينك شينه ، والثالثة لا يغيره عليك مال ولا ولاية ، والرابعة أن لا يمنعك شيئا مما تصل إليه مقدرته ، والخامسة أن لا يسلمك عند النكبات (٢).

ل : أبي ، عن سعد ، عن النهدي ، عن عبدالعزيز بن عمر ، عن أبي خالد السجستاني عن يزيد بن مجالد ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام مثله (٣).

٢ ـ لى : قال الصادق عليه‌السلام لبعض أصحابه : من غضب عليك من إخوانك ثلاث مرات فلم يقل فيك شرا ، فاتخذه لنفسك صديقا (٤).

٣ ـ لى (٥) : قال الصادق عليه‌السلام : لا تثقن بأخيك كل الثقه ، فان

____________________

(١) يعنى الباب الثالث عشر.

(٢) أمالى الصدوق ص ٣٩٧.

(٣) الخصال ج ١ ص ١٣٣.

(٤ و ٥) أمالى الصدوق ص ٣٩٧.

١٧٣

صرعة الاسترسال (١) لا يستقال.

٤ ـ لى : قال الصادق عليه‌السلام : حدثني أبي عن جدي أن أمير المؤمنين عليهم‌السلام قال : من لك يوما بأخيك كله (٢) وأي الرجال المهذب (٣).

٥ ـ ب : أبوالبختري ، عن أبي عبدالله ، عن أبيه عليهما‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ثلاثة من الجفاء : أن يصحب الرجل الرجل فلا يسأله عن اسمه وكنيته ، وأن يدعى الرجل إلى طعام فلا يجيب أو يجيب فلا يأكل ، ومواقعة الرجل أهله قبل المداعبة (٤).

٦ ـ ل : أبي ، عن علي ، عن أبيه ، عن حماد ، عمن ذكره عن أبي عبدالله عليه‌السلام

____________________

(١) سرعة الاسترسال خ ، والصرعة : اسم من صرعه : اذا طرحه على الارض والاسترسال : الاستيناس والطمانينة والانبساط من قولهم استرسل اليه : استأنس به وانبسط والمراد كثرة الانقياد والثقة بالاخر.

فاذا وثق الرجل بأخيه كل الثقة ، وأرخى اليه زمام أمره ، وأفشى اليه بأسراره وانقلب الرجل يوما منافقا وعدوا غشوما ، صرعه صرعة مهلكة لا يرجى فيها الاقالة ولا يقدر حينئذ أن يدفع عن نفسه ، وقد نبذ السلاح إلى عدوه ، ومن هذا قوله عليه السلام : احبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوماما.

وأما على النسخة الاخر «سرعة الاسترسال» فالاسترسال : طلب الرسل ، وهو انطلاق الخيل في الغارة أو ميدان السباق ، فاذا أطلق الفارس عنان خيله حتى أسرع وأسرع ، لا يتمكن أن يستقيله من سرعته ، الا بالكبوة والهلاك والمراد واحد.

(٢) وفى نسخة الكافى ج ٢ ص ٦٥١ «وأنى لك بأخيك كله» (٣) أمال الصدوق ص ٣٩٧ ، وقوله «أى الرجال المهذب» عجز بيت وأوله :

ولست بمستبق أخا لا تلمه

على شعث ، أى الرجال المهذب

والمعنى أن الاخ الصادق الاخاء تام الوفاء لا يحصل الا نادرا وأنى لك بالنادر الفريد فارض عن الناس بالقليل ، وراعهم في معاشرتك.

(٤) قرب الاسناد ص ٧٤.

١٧٤

قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام في وصيته لابنه محمد بن الحنفية : إياك والعجب وسوء الخلق ، وقلة الصبر ، فانه لا تستقيم لك على هذه الخصال الثلاث صاحب ، ولا يزال لك عليها من الناس مجانب ، والزم نفسك التودد ، وصبر على مؤنات الناس نفسك وابذل لصديقك نفسك ومالك ، ولمعرفتك رفدك ومحضرك ، وللعامة بشرك ومحبتك ولعدوك عدلك وإنصافك ، وافتتن بدينك وعرضك عن كل أحد ، فانه أسلم لدينك ودنياك (١).

٧ ـ ل : أبي ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن أبي عبدالله الرازي ، عن سجادة (٢) ، عن درست ، عن أبي خالد السجستاني ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : خمس خصال من لم تكن فيه خصلة منها فليس فيه كثير مستمتع أولها الوفاء ، والثانية التدبير والثالثة الحياء ، والرابعة حسن الخلق ، والخامسة وهي تجمع هذه الخصال : الحرية (٣).

٨ ـ ن : البيهقي ، عن الصولي ، عن أبي ذكوان ، عن إبراهيم بن العباس قال : سمعت الرضا عليه‌السلام يقول : مودة عشرين سنة قرابة ، والعلم أجمع لاهله من الاباء (٤).

٩ ـ ل : أبي ، عن أحمد بن إدريس ، عن الاشعري ، عن أبي عبدالله الرازي ، عن ابن أبي عثمان ، عن أحمد بن نوح ، عن رجل ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال قال الحارث الاعور لامير المؤمنين عليه‌السلام : يا أمير المؤمنين أنا والله احبك فقال له يا حارث أما إذا أحببتني

____________________

(١) الخصال ج ١ ص ٧٢.

(٢) هو أبومحمد الحسن بن على بن أبى عثمان الملقب بسجادة عنونه النجاشى ص ٤٨ وقال : له كتاب نوادر أخبرناه اجازة الحسين بن عبيد الله ، عن أحمد بن جعفر بن سفيان ، عن أحمد بن ادريس قال : حدثنا الحسين بن عبيد الله بن سهل في حال استقامته عنه.

أقول : الحسين بن عبيد الله هو أبوعبدالله الرازى في هذا الحديث (٣) الخصال ج ٢ ص ١٣٦.

(٤) عيون الاخبار ج ٢ ص ١٣١.

١٧٥

فلا تخاصمني ولا تلاعبني ولا تجاريني ولا تمازحني ولا تواضعني ولا ترافعني (١).

١٠ ـ ما : الفحام ، عن المنصوري ، عن عم أبيه ، عن أبي الحسن الثالث ، عن آبائه ، عن الصادق عليهم‌السلام قال : إذا كان لك صديق فولي ولاية فأصبته على العشر مما كان لك عليه قبل ولايته ، فليس بصديق سوء (٢).

١١ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن محمد بن يونس القاضي ، عن أحمد بن الخليل النوفلي؟ عن عثمان بن سعيد ، عن الحسين بن صالح قال : سمعت جعفر بن محمد عليهما‌السلام يقول : لقد عظمت منزلة الصديق حتى أن أهل النار يستغيثون به ، ويدعون به في النار قبل القريب الحميم قال الله مخبرا عنهم «فما لنا من شافعين ولا صديق حميم» (٣).

١٢ ـ مع : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن بعض أصحابنا رفعه قال : قال لقمان لابنه : يا بني صاحب مائة ولا تعادوا حدا يا بني إنما هو خلاقك وخلقك ، فخلاقك دينك ، وخلقك بينك وبين الناس فلا تبتغض إليهم ، وتعلم محاسن الاخلاق ، يا بني كن عبدا للاخيار ، ولا تكن ولدا للاشرار ، يا بني أد الامانة تسلم لك دنياك وآخرتك وكن أمينا تكن غنيا (٤).

١٣ ـ ن : ابن المتوكل وابن عصام والمكتب والوراق والدقاق جميعا عن الكليني عن علي بن إبراهيم العلوي ، عن موسى بن محمد المحاربي ، عن رجل ذكر اسمه قال : قال المأمون للرضا عليه‌السلام : أنشدني أحسن ما رويته في السكوت عن الجاهل وترك عتاب الصديق فقال عليه‌السلام :

إني ليهجرني الصديق تجنبا

فاريه أن لهجره أسبابا

وأراه إن عاتبته أغريته

فأرى له ترك العتاب عتابا

وإذا بليت بجاهل متحكم

يجد المحال من الامور صوابا

____________________

(١) الخصال ج ٢ ص ١٦٢.

(٢) أمالى الطوسى ج ١ ص ٢٨٥.

(٣) أمالى الطوسى ج ٢ ص ١٣١.

(٤) معانى الاخبار ص ٢٥٣.

١٧٦

أوليته مني السكوت وربما

كان السكوت عن الجواب جوابا

فقال له المأمون : ما أحسن هذا ، هذا من قاله؟ فقال عليه‌السلام : بعض فتياننا ، قال : فأنشدني أحسن ما وريته في استجلاب العدو حتى يكون صديقا فقال عليه‌السلام :

وذي غلة سالمته فقهرته

فأوقرته مني لعفو التجمل

ومن لا يدافع سيئات عدوه

باحسانه لم يأخذ الطول من عل

ولم أر في الاشياء أسرع مهلكا

لغمر قديم من وداد مجعل

فقال المأمون : ما أحسن هذا؟ هذا من قال؟ فقال : بعض فتياننا (١).

١٤ ـ ما : باسناد أخي دعبل ، عن الرضا عن آبائه عليه‌السلام قال قال أمير المؤمنين احبب حبيبك هونا ما فعسى أن يكون بغيضك يوما ما ، وابغض بغيضك هونا ما فعسى أن يكون حبيبك يوماما (٢).

نهج : عن أمير المؤمنين عليه‌السلام مثله (٣).

ما : عن المفيد ، عن إبراهيم بن الحسن بن جمهور ، عن أبي بكر المفيد الجرجرائي عن المعمر أبي الدنيا ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مثله (٤).

١٥ ـ لى : قال الصادق عليه‌السلام لبعض أصحابه : لا تطلع صديقك من سرك إلا على مالو اطلع عليه عدوك لم يضرك ، فان الصديق قد يكون عدوك يوما ما (٥).

١٦ ـ ين : سعد بن جناح ، عن غير واحد أن أبا الحسن عليه‌السلام سئل عن أفضل عيش الدنيا فقال : سعة المنزل وكثرة المحبين (٦).

____________________

(١) عيون أخبار الرضا ج ٢ ص ١٧٤ قوله الغل بالكسر : الحقد والضعن ، ويقال : أتيته من عل : أى من موضع عال ، والغمر بالكسر : الحقد والغل.

(٢) أمالى الطوسى ج ١ ص ٣٧٤.

(٣) نهج البلاغة ج ٢ ص ٢٠٩.

(٤) أمالى الطوسى ج ٢ ص ٢٣٥ راجعه.

(٥) أمالى الصدوق ص ٣٩٧.

(٦) مخطوط.

١٧٧

١٧ ـ ختص : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : جمع خير الدنيا والاخرة في كتمان السر ومصادقة الاخيار ، وجمع الشر في الاداعة ومواخاة الاشرار.

١٨ ـ ما : ابن الصلت ، عن ابن عقدة ، عن محمد بن عيسى الضرير ، عن محمد بن زكريا المكي ، عن كثير بن طارق ، عن زيد ، عن أبيه علي بن الحسن عليه‌السلام قال : قال علي عليه‌السلام : لا يكن حبك كلفا ، ولا بغضك تلفا ، احبب حبيبك هونا ما ، وابغض بغيضك هونا ما (١).

١٩ ـ نهج : قال عليه‌السلام : احذروا صولة الكريم إذا جاع ، واللئيم إذا شبع.

وقال عليه‌السلام : قلوب الرجال وحشية فمن تألفها أقبلت إليه (٢).

وقال عليه‌السلام : من حذرك كمن بشرك ، وقال عليه‌السلام : فقد الاحبة غربة (٣).

وقال عليه‌السلام : رأي الشيخ أحب إلى من جلد الغلام ، وقد روي من مشهد الغلام (٤) وقال عليه‌السلام المودة قرابة مستفادة (٥).

٢٠ ـ ختص : قال الصادق عليه‌السلام : من قضى حق من لا يقضي حقه فكأنما عبده من دون الله ، وقال : اخدم أخاك فان استخدمك فلا ولا كرامة ، قال وقيل : أعرف لمن لا يعرف لي؟ فقال : ولا كرامة قال : ولا كرامتين (٦).

٢١ ـ ختص : قال لقمان : ثلاثة لا يعرفون إلا في ثلاثه مواضع : لا يعرف الحليم إلا عند الغضب ، ولا يعرف الشجاع إلا في الحرب ، ولا تعرف أخاك إلا عند حاجتك إليه (٧).

____________________

(١) أمالى الطوسى ج ٢ ص ٣١٤.

(٢) نهج البلاغة ج ٢ ص ١٥٥.

(٣) المصدر ج ٢ ص ١٥٦.

(٤) المصدر ج ٢ ص ١٦٠.

(٥) المصدر ج ٢ ص ١٩١.

(٦) الاختصاص ص ٢٤٣.

(٧) الاختصاص ص ٢٤٦.

١٧٨

٢٢ ـ ختص : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : إن الذين تراهم لك أصدقاء ، إذا بلوتهم وجدتهم على طبقات شتى : فمنهم كالاسد في عظم الاكل وشدة الصولة ، ومنهم كالذئب في المضرة ، ومنهم كالكلب في البصبصة ، ومنهم كالثعلب في الروغان والسرقة ، صورهم مختلفة ، والحرفة واحدة ما تصنع غدا إذا تركت فردا وحيدا لا أهل لك ولا ولد إلا الله رب العالمين (١).

٢٣ ـ نوادر الراوندى : باسناده عن موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا أحب أحدكم أخاه فليسأله عن اسم أبيه وعن قبيلته وعشيرته فانه من الحق الواجب ، وصدق الاخاء أن يسأله عن ذلك ، وإلا فإنها معرفة حمقاء (٢).

٢٤ ـ نقل من خط الشهيد : عن الصادق عليه‌السلام أنه قال للمفضل : من صحبك؟ قال : رجل من إخواني ، قال : فما فعل؟ قال : منذ دخلت المدينة لم أعرف مكانه ، فقال لي : أما علمت أن من صحب مؤمنا أربعين خطوة سأله الله عنه يوم القيامة.

٢٥ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن هاشم بن مالك الخزاعي ، عن العباس بن الفرج ، عن سعيد بن أوس قال : سمعت أبا عمرو بن العلا يقول : الصديق إنسان هو أنت فانظر صديقا يكون منك كنفسك ، قال : أنشدنا أبوعمرو بن العلا :

لكل امرئ شكل من الناس مثله

فأكثرهم شكلا أقلهم عقلا

لان الصحيح العقل لست بواجد

له في طريق حين يفقده شكلا (٣)

٢٦ ـ ما : جماعة عن أبي المفضل ، عن الحسن بن علي بن زكريا ، عن سليمان بن داود عن سفيان بن عيينة قال : سمعت جعفر بن محمد عليهما‌السلام يقول في مسجد الخيف : إنما سموا إخوانا لنزاهتهم عن الخيانة ، وسموا أصدقاء لانهم تصادقوا حقوق

____________________

(١) الاختصاص ص ٢٥٢.

(٢) نوادر الراوندى ص ٢٣.

(٣) أمالى الطوسى ج ٢ ص ٢٢١ راجعه.

١٧٩

المودة (١).

٢٧ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن إسحاق بن محمد بن مروان ، عن أبيه عن أبي حفص الاعشى قال : سمعت الحسن بن صالح بن حي قال : سمعت جعفر بن محمد عليه‌السلام يقول : لقد عظمت منزلة الصديق حتى أن أهل النار يستيغثون به ، و يدعونه قبل القريب الحميم ، قال الله سبحانه مخبرا عنهم «فما لنا من شافعين ولا صديق حميم» (٢).

٢٨ ـ ما : الحسين بن عبيد الله ، عن التلعكبري ، عن ابن معمر ، عن محمد بن الحسن بن الحسين الزيات ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن علي بن عقبة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : لا تسم الرجل صديقا سمة معروفة حتى تختبره بثلاث : تغضبه فتنظر غضبه يخرجه من الحق إلى الباطل؟ وعند الدينار والدرهم ، وحتى تسافر معه (٣).

الدرة الباهرة : قال علي بن الحسين عليه‌السلام لا تعادين أحدا وإن ظننت أنه لا يضرك (٤) ولا تزهدن في صداقة أحد وإن ظننت أنه لا ينفعك فانك لا تدري متى ترجو صديقك ، ولا تدري متى تخاف عدوك ، ولا يعتذر إليك أحد إلا قبلت عذره وإن علمت أنه كاذب.

وقال الصادق عليه‌السلام : حشمة الانقباض أبقى للعز من انس التلاقي وقال عليه‌السلام : من لم يرض من صديقه إلا بالايثار على نفسه دام سخطه ، ومن عاتب على ذنب كثر معتبته (٥).

____________________

(١) أمالى الطوسى ج ٢ ص ٢٢٢.

(٢) أمالى الطوسى ج ٢ ص ١٣١ ، والاية في الشعراء : ١٠١.

(٣) أمالى الطوسى ج ٢ ص ٢٦٠.

(٤) أى لا يضرك حين عاديته.

(٥) المعتبة : الموجدة والغضب يعنى من عاتب ولام أخاه على ذنبه كثر غضبه وموجدته على أخيه ، فانه يرى كل يوم أو كل حين ذنبا ، فاللازم له أن يغفر زلة أخيه ويغمض عن ذنوبه ، حتى لا يحتاج إلى العتاب والملامة.

١٨٠