بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٢٩
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

ورفق بمملوكه (١).

ل : ما جيلويه ، عن عمه ، عن البرقي ، عن ابن محبوب ، عن عبدالله بن سنان مثله (٢).

٧ ـ سن ابن أسباط ، عن عبدالملك بن مسلمة ، عن السندي بن خالد ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ألا انبئكم بشر الناس؟ قالوا : بلى يا رسول الله فقال : من سافر وحده ، ومنع رفده ، وضرب عبده (٣).

٨ ـ سن : نوح بن شعيب ، عن ياسر الخادم ونادر قالا : قال لنا أبوالحسن عليه‌السلام إن قمت على رؤسكم وأنتم تأكلون ، فلا تقوموا حتى تفرغوا ، ولربما دعا بعضنا فيقال هم يأكلون فيقول : دعوهم حتى يفرغوا. (٤)

٩ ـ سن : نوح بن شعيب ، عن نادر الخادم قال كان أبو الحسن الرضا عليه‌السلام يضع جوز ينجة (٥) على الاخرى ويناولني (٦).

١٠ ـ سن : أبي ، عن إبراهيم بن محمد الاشعري ، عن ابن بكير ، عن زرارة قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : أصلحك الله ما ترى في ضرب المملوك؟ قال : ما أتى فيه على يديه فلا شئ عليه ، وأما ما عصاك فيه فلا بأس ، فقلت : كم أضربه؟ قال : ثلاثة أربعة خمسة (٧).

١١ ـ نبه : المعذور بن سويد دخلنا على أبي ذر بالربذة فاذا عليه برد وعلى غلامه مثله ، فقلنا لو أخذت برد غلامك إلى بردك كانت حلة وكسوته ثوبا غيره قال سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم ، فمن كان أخوه تحت

____________________

(١) ثواب الاعمال ص ١١٩.

(٢) الخصال ج ١ ض ١٠٦.

(٣ ـ ٤) المحاسن ص ٤٢٤.

(٥) الجوزينج : ضرب من الحلاوات يعمل من الجوز.

(٦) المحاسن ص ٦٢٤.

(٧) المحاسن ص ٦٢٥.

١٤١

يده فليطعمه مما يأكل وليكسه مما يلبس ، ولا يكلفه ما يغلبه ، فان كلفه ما يغلبه فليعنه.

أبومسعود الانصاري : كنت أضرب غلاما فسمعني من خلفي صوتا. اعلم أبا مسعود اعلم أبا مسعود إن الله أقدر عليك منك عليه ، فالتفت فاذا هو النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقلت يا رسول الله هو حر لوجه الله ، فقال : أما لو لم تفعل للفعتك النار.

مر بعضهم براع مملوك فاستباعه شاة فقال ليست لي فقال أين المالك؟ فقال أين الله؟ فاشتراه فأعتقه ، فقال : اللهم قد رزقتني العتق فارزقني العتق الاكبر.

أراد رجل بيع جارية فبكت فسألها فقالت : لو ملكت منك ما ملكت مني ما أخرجتك من يدي فأعتقها.

عنه عليه‌السلام عاتبوا أرقاكم على قدر عقولهم.

١٢ ـ ين : الجوهري ، عن البطائني ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إن أبي ضرب غلاما له قرعة واحدة بسوط ، وكان بعثه في حاجة فأبطأ عليه ، فبكى الغلام وقال : الله يا علي بن الحسين تبعثني في حاجتك ثم تضربني؟ قال : فبكى أبي وقال : يا بني اذهب إلى قبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فصل ركعتين ثم قل اللهم اغفر لعلي بن الحسين خطيئته يوم الدين ، ثم قال للغلام : اذهب فأنت حر لوجه الله ، قال أبوبصير : فقلت له : جعلت فداك كان العتق كفارة الضرب؟ فسكت.

١٣ ـ ين : فضالة ، عن ابن فرقد ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال : في كتاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا استعملتم ما ملكت أيمانكم في شئ يشق عليهم فاعملوا معهم فيه ، قال وإن كان أبي ليأمرهم فيقول كما أنتم ، فيأتي فينظر فان كان ثقيلا قال بسم الله ثم عمل معهم وإن كان خفيفا تنحى عنهم.

١٤ ـ ين : فضالة ، عن أبان بن عثمان ، عن زياد بن أبي رجاء ، عن أبي عبيد الله عن أبي سخيلة ، عن سلمان قال : بينا أنا جالس عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا قصد له رجل فقال : يا رسول الله المملوك فقال رسول الله ابتلى بك وبليت به لينظر الله كيف تشكر وينظر كيف يصبر.

١٤٢

١٥ ـ ين : فضالة ، عن أبان عن عبدالله بن طلحة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال استقبل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله رجل من بني فهد وهو يضرب عبدا له والعبد يقول : أعوذ بالله فلم يقلع الرجل عنه ، فلما أبصر العبد برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : أعوذ بمحمد فأقلع الرجل عنه الضرب ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يتعوذ بالله فلا تعيذه ويتعوذ بمحمد فتعيذه؟ والله أحق أن يجار عائذه من محمد ، فقال الرجل : هو حر لوجه الله ، فقال رسول الله : والذي بعثني بالحق نبيا لو لم تفعل لواقع وجهك حر النار.

١٦ ـ ين : الحسن بن علي قال قال أبوالحسن عليه‌السلام إن علي بن الحسين عليه‌السلام ضرب مملوكا ثم دخل إلى منزله فأخرج السوط ثم تجرد له قال : اجلد علي بن الحسين! فأبى عليه فأعطاه خمسين دينارا.

١٧ ـ نوادر الراوندى : باسناده عن موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول اله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أربعة لا عذر لهم : رجل عليه دين محارف في بلاده لا عذر له حتى يهاجر في الارض يلتمس ما يقضي به دينه ، ورجل أصاب على بطن امرأته رجلا لا عذر له حتى يطلق لئلا يشركه في الولد غيره ، ورجل له مملوك سوء فهو يعذبه لا عذر له إلا أن يبيع وإما أن يعتق ، ورجلان اصطحبا في السفر هما يتلاعنان لا عذر لهما حتى يفترقا (١).

وبهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : عليكم بقصار الخدم فانه أقوى لكم فيما تريدون (٢).

١٨ ـ نهج : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام في وصيته لابنه الحسن عليه‌السلام : واجعل لكل إنسان من خدمك عملا تأخذه به ، فانه أحرى أن لا يتواكلوا في خدمتك (٣).

١٩ ـ كتاب الغارات : لابراهيم بن محمد الثقفي باسناده عن مختار التمار قال أتى أمير المؤمنين عليه‌السلام سوق الكرابيس فاشترى ثوبين أحدهما بثلاثة دراهم ، والاخر

____________________

(١) نوادر الراوندى ص ٢٧.

(٢) المصدر ص ٣٨.

(٣) نهج البلاغة ج ٢ ص ٣٨ ط عبده.

١٤٣

بدرهمين ، فقال : يا قنبر خذ الذي بثلاثة قال : أنت أولى به يا أمير المؤمنين تصعد المنبر وتخطب الناس ، قال : يا قنبر أنت شاب ولك شره الشباب ، وأنا أستحيى من ربي أن أتفضل عليك لاني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : البسوهم مما تلبسون وأطعموهم مما تأكلون.

٥

* ( باب ) *

* «وجوب طاعة المملوك للمولى وعقاب عصيانه» *

١ ـ ل : ما جيلويه عن عمه ، عن البرقي ، عن محمد بن علي ، عن ابن بقاح عن زكريا بن محمد ، عن عبدالملك بن عمير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : أربعة لا تقبل لهم صلاة : الامام الجائر ، والرجل يؤم القوم وهم له كارهون ، والعبد الابق من مواليه من غير ضرورة ، والمرءة تخرج من بيت زوجها بغير إذنه (١).

٢ ـ ن : بالاسانيد الثلاثة عن الرضا عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أول من يدخل الجنة شهيد وعبد مملوك أحسن عبادة ربه ونصح لسيده ورجل عفيف متعفف ذو عبادة (٢).

٣ ـ ما : المفيد ، عن الجعابي ، عن ابن عقدة ، عن محمد بن عبدالله بن غالب عن الحسين بن رباح ، عن ابن عميرة ، عن محمد بن مروان ، عن ابن أبي يعفور ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : ثلاثة لا يقبل الله لهم صلاة عبد أبق من مواليه ، حتى يرجع إليهم فيضع يده في أيديهم ، ورجل أم قوما وهم له كارهون ، وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط (٣).

٤ ـ مع : ابن المتوكل ، عن محمد العطار وأحمد بن إدريس معا ، عن الاشعري

____________________

(١) الخصال ج ١ ص ١١٥.

(٢) عيون الاخبار ج ٢ ص ٢٨.

(٣) أمالى الطوسى ج ١ ص ١٩٦.

١٤٤

عن أحمد بن محمد رفعه إلى أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ثمانيه لا تقبل لهم صلاة : العبد الابق حتى يرجع إلى مواليه (١)

أقول سيأتي الخبر بتمامه مع غيره في كتاب الصلاة.

٥ ـ من خط الشهيد ره عن موسى بن بكر ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : ثلاثة لا يرفع الله لهم عملا : عبد آبق وامرأة زوجها عليها ساخط والمذيل إزاره.

٦ ـ عدة الداعى : روى شعيب الانصاري وهارون بن خارجة قالا : قال أبوعبدالله عليه‌السلام إن موسى عليه‌السلام انطلق ينظر في أعمال العباد ، فأتى رجلا من أعبد الناس فلما مسى حرك الرجل شجرة إلى جنبه فاذا فيها رمانتان قال : فقال يا عبدالله من أنت؟ إنك عبد صالح أنا ههنا منذ ما شاء الله ما أجد في هذه الشجرة إلا رمانة واحدة ، ولولا أنك عبد صالح ما وجدت رمانتين ، قال أنا رجل أسكن أرض موسى بن عمران.

قال : فلما أصبح قال : تعلم أحدا أعبد منك؟ قال «نعم فلان الفلاني قال : فانطلق إليه فاذا هو أعبد منه كثيرا فلما أمسى اتي برغيفين وماء فقال : يا عبدالله من أنت؟ إنك عبد صالح أنا هيهنا منذ ما شاء الله وما اوتي إلا برغيف واحد ، ولولا أنك عبد صالح ما اوتيت برغيفين فمن أنت؟ قال : أنا رجل أسكن أرض موسى ابن عمران.

ثم قال موسى : هل تعلم أحدا أعبد منك؟ قال : نعم فلان الحداد في مدينة كذا وكذا ، قال : فأتاه فنظر إلى رجل ليس بصاحب عبادة بل إنما هو ذاكر لله تعالى وإذا دخل وقت الصلاة قام فصلى ، فلما أمسى نظر إلى غلته فوجدها قد اضعفت قال : يا عبدالله من أنت إنك عبد صالح أنا ههنا منذ ما شاء الله غلتي قريب بعضها من بعض والليلة قد اضعفت فمن أنت؟ قال أنا رجل أسكن أرض موسى بن عمران قال : فأخذ ثلث غلته فتصدق بها وثلثا أعطى مولى له ، وثلثا امترى به طعاما فأكل هو وموسى.

قال : فتبسم موسى عليه‌السلام فقال : من أي شئ تبسمت ، قال : دلني نبي

____________________

(١) معانى الاخبار ص ٤٠٤.

١٤٥

بني إسرائيل على فلان فوجدته من أعبد الخلق فدلني على فلان فوجدته أعبد منه فدلني فلان عليك وزعم أنك أعبد منه ولست أراك شبه القوم ، قال : أنا رجل مملوك أليس تراني ذاكر الله أو ليس تراني اصلي الصلاة لوقتها ، وإن أقبلت على الصلاة أضررت بغلة مولاي ، وأضررت بعمل الناس ، أتريد أن تأتي بلادك؟ قال : نعم قال فمرت به سحابة فقال الحداد يا سحابة تعالي! قال. فجاءت قال أين تريدين؟ قالت اريد أرض كذا وكذا ، قال : انصرفي ثم مرت به اخرى فقال : يا سحابة تعالي فجاءته فقال أين تريدين؟ قالت : اريد أرض كذا وكذا قال : انصرفي ثم مرت به اخرى فقال يا سحابة تعالي فجاءته فقال : أين تريدين؟ قالت : اريد أرض موسى بن عمران قال : فقال : احملي هذا حمل رفيق وضعيه في أرض موسى بن عمران وضعا رفيقا.

قال : فلما بلغ موسى بلاده قال : يا رب بما بلغت هذا ما أرى؟ قال : إن عبدي هذا يصبر على بلائي ، ويرضى بقضائي ، ويشكر نعمائي.

٦

* ( باب ) *

*« ( ما ينبغى حمله على الخدم وغيرهم من الخدمات ) » *

١ ـ ير : محمد بن علي ، عن عمه محمد بن عمر ، عن عمر بن يزيد قال : كنت عند أبي عبدالله عليه‌السلام ليلة من الليالي ولم يكن عنده أحد غيري فمد رجله في حجري فقال اغمزها يا عمر ، قال : فغمزت رجله ، فنظرت إلى اضطراب في عضلة ساقيه فأردت أن أسأله إلى من الامر من بعده؟ فأشار إلي فقال لا تسألني في هذه الليلة عن شئ فإني لست اجيبك (١).

ير : أحمد بن محمد ، عن بكر ، عمن رواه ، عن عمر بن يزيد مثله (٢).

٢ ـ ير : أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن الحسين بن بردة ، عن أبي

____________________

(١) بصائر الدرجات ص ٢٣٥.

(٢) بصائر الدرجات ص ٢٣٦.

١٤٦

عبدالله عليه‌السلام وعن جعفر بن بشير ، عن إسماعيل بن عبدالعزيز قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : يا إسماعيل ضع لي في المتوضأ ماء قال : فقمت فوضعت له ماء الخبر (١).

٧

* ( باب ) *

* «( حمل المتاع للاهل )» *

١ ـ ل : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن معاوية بن وهب قال : رآني أبوعبدالله عليه‌السلام بالمدينة وأنا أحمل بقلا فقال : إنه يكره للرجل السري أن يحمل الشئ الدني فيجترئ عليه (٢).

٢ ـ ل : أبي ، عن سعد ، عن ابن يزيد ، عن ابن أبي نجران ، رفعه إلى أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من رقع جيبه ، وخصف نعله ، وحمل سلعته ، فقد أمن من الكبر (٣).

ثو : أبي ، عن أحمد بن إدريس ، عن الاشعري ، عن ابن يزيد مثله (٤).

٣ ـ ختص : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : من اشترى لعياله كمأ (٥) بدرهم كان كمن أعتق نسمة من ولد إسماعيل (٦).

____________________

(١) بصائر الدرجات ص ٢٣٦.

(٢) الخصال ج ١ ص ٩.

(٣) الخصال ج ١ ص ٥٤.

(٤) ثواب الاعمال : ١٦٢.

(٥) في المصدر المطبوع : لحما بدرهم. والكمء : نبات يقال له شحم الارض فارسيته (قارج ، دنبلان) والعرب تسميه جدرى الارض قيل هو اصل مستدير كالقلقاس لا ساق له ولا عرق ، لونه إلى الغبرة ، يوجد في الربيع تحت الارض ، وهو عديم الطعم ، وهو أنواع كثيرة ، يؤكل نيا ومطبوخا ، وله فوائد وخواص طبية من شاء الاطلاع إلى ذلك فليراجع البحار ج ١٤ (من طبعة الكمبانى) ص ٨٦١ ، وفى الاحاديث أن أمير المؤمنين عليه‌السلام كان يحب الكمأة ، وأن ماءها شفاء للعين ، راجع الكافى ج ٦ ص ٣٧٠.

(٦) الاختصاص : ١٨٩.

١٤٧

٤ ـ من كتاب صفات الشيعة للصدوق رحمه‌الله : عن الحسن بن أحمد ، عن أبيه ، عن محمد بن أحمد ، عن عبدالله بن خالد الكناني قال : استقبلني أبو الحسن موسى عليه‌السلام وقد علقت سمكة بيدي فقال : اقذفها إني لاكره للرجل أن يحمل الشئ الدني بنفسه ، ثم قال : إنكم قوم أعداؤكم كثير يا معشر الشيعة إنكم قوم عاداكم الخلق فتزينوا لهم ما قدرتم عليه (١).

٨

( باب )

* «( حمل النائبة عن القوم وحسن العشرة معهم )» *

١ ـ جا ، ما : المفيد ، عن ابن قولويه ، عن محمد بن همام ، عن عبدالله بن العلا عن ابن شمون ، عن حماد بن عيسى ، عن إسماعيل بن خالد ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال جمعنا أبوجعفر عليه‌السلام فقال يا بني إياكم والتعرض للحقوق ، واصبروا على النوائب (٢) وإن دعاكم بعض قومكم إلى أمر ضرره عليكم أكثر من نفعه لكم فلا تجيبوه (٣).

٢ ـ ما : ابن الصلت ، عن ابن عقدة ، عن عباد بن أحمد القزويني ، عن عمه عن أبيه ، عن مطرف ، عن الشعبي ، عن صعصعة بن صوحان قال : عادني أمير المؤمنين عليه‌السلام في مرض ثم قال : انظر فلا تجعلن عيادتي إياك فخرا على قومك ، وإذا رأيتهم في أمر فلا تخرج منه ، فانه ليس بالرجل غنى عن قومه إذا خلع منهم يدا واحدة يخلعون منه أيدي كثيرة ، فاذا رأيتهم في خير فأعنهم عليه وإذا رأيتم في شر

____________________

(١) صفات الشيعة ص ١٧١.

(٢) النوائب جمع النائبة : المصيبة والنازلة ، وما يؤخذ عليهم من الحوائج كاصلاح القناطر والطرق وسد البثوق واعطاء الغرامة والدية ، وقولهم : احتاطوا لاهل الاموال في النائبة والواطئة : أى الاضياف الذين ينوبونهم.

(٣) أمالى الطوسى ج ١ ص ٧١.

١٤٨

فلا تخذلنهم ، وليكن تعاونكم على طاعة الله فانكم لن تزالوا بخير ما تعاونتم على طاعة الله تعالى ، وتناهيتم عن معاصيه (١).

٣ ـ مع : ما جيلويه ، عن عمه ، عن الكوفي ، عن أبي جميلة ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ليس البخيل من يؤدي ـ أو الذي يؤدي ـ الزكاة المفروضة من ماله ، ويعطي النائبة في قومه ، وإنما البخيل حق البخيل الذي يمنع الزكاة المفروضة في ماله ، ويمنع النائبة في قومه ، وهو فيما سوى ذلك يبذر (٢).

٤ ـ سن : محمد بن علي ، عن الحسن بن علي ، عن ابن عميرة ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : كان علي عليه‌السلام يقول : إنا أهل بيت امرنا أن نطعم الطعام ، ونؤدي في النائبة ، ونصلي إذا نام الناس (٣).

٥ ـ سن : محمد بن علي ، عن حسين بن أبي سعيد ، عن رجل ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : اتي رسول الله باسارى ، فقدم منهم رجلا ليضرب عنقه فقال له جبرئيل : يا محمد ربك يقرئك السلام ، ويقول : إن أسيرك هذا يطعم الطعام ، ويقري الضيف ، ويصبر على النائبة ويحتمل الحمالات (٤) فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إن جبرئيل أخبرني عنك بكذا وكذا وقد أعتقتك ، فقال له : إن ربك ليحب هذا؟ فقال : نعم فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ، والذي بعثك بالحق لارددت عن مالي أحدا أبدا (٥).

____________________

(١) أمالى الطوسى ج ١ ص ٣٥٧.

(٢) معانى الاخبار ص ٢٤٥.

(٣) المحاسن ص ٣٨٧.

(٤) الحمالات جمع الحمالة بالفتح ، قال الجوهرى هى : ما تتحمله عن القوم من الدية أو الغرامة.

(٥) المحاسن ص ٣٨٨.

١٤٩

٩

* ( باب ) *

* «( حق الجار )» *

أقول : قد مضى بعض الاخبار في باب جوامع المكارم ، وبعضها في باب حسن المعاشرة.

١ ـ لى : ما جيلويه ، عن عمه ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : عليكم بحسن الجوار فان الله عزوجل أمر بذلك. الخبر (١).

٢ ـ لى : في مناهي النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : من خان جاره شبرا من الارض جعلها الله طوقا في عنقه من تخوم الارضين السابعة حتى يلقى الله يوم القيامة مطوقا إلا أن يتوب ويرجع ، وقال : من آذى جاره حرم الله عليه ريح الجنة ، ومأواه جهنم وبئس المصير ، ومن ضيع حق جاره فليس منا ، وما زال جبرئيل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه (٢).

٣ ـ لى : ابن إدريس ، عن أبيه ، عن محمد بن عبدالجبار ، عن ابن البطائني عن إسماعيل بن عبدالخالق والكناني معا عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : من كف أذاه عن جاره أقاله الله عزوجل عثرته يوم القيامة ، ومن عف بطنه وفرجه كان في الجنة ملكا محبورا ، ومن أعتق نسمة مؤمنة بنى الله له بيتا في الجنة (٣).

٤ ـ فس : أبي رفعه إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من آذى جاره طمعا في مسكنه ورثه الله داره.

٥ ـ ل : في ما أوصى به النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى علي عليه‌السلام : يا علي أربعة من قواصم

____________________

(١) أمالى الصدوق ص ٢١٦.

(٢) أمالى الصدوق ص ٢٥٦.

(٣) أمالى الصدوق ص ٣٣٠.

١٥٠

الظهر : إمام يعصي الله ويطاع أمره ، وزوجة يحفظها زوجها وهي تخونه ، وفقر لا يجد صاحبه له مداويا ، وجار سوء في دار مقام (١).

٦ ـ ل : ابن إدريس ، عن أبيه ، عن محمد بن علي بن محبوب ، عن محمد بن الحسين ، عن ابن فضال ، عن علي بن عقبة بن خالد ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : حريم المسجد أربعون ذراعا والجوار أربعون دارا من أربعة جوانبها (٢).

٧ ـ ن : الدقاق والسناني والمكتب جميعا عن الاسدي ، عن سهل ، عن عبد العظيم الحسني ، عن إبراهيم بن أبي محمود قال : قال الرضا عليه‌السلام : ليس منا من لم يأمن جاره بوائقه (٣).

٨ ـ ما : باسناد المجاشعي عن الصادق عليه‌السلام عن آبائه عن علي صلوات الله عليهم قال : قيل للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يا نبي الله أفي المال حق سوى الزكاة؟ قال : نعم بر الرحم إذا أدبرت ، وصلة الجار المسلم ، فما آمن بي من بات شبعانا وجاره المسلم جائع ثم قال عليه‌السلام : ما زال جبرئيل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه (٤).

٩ ـ مع : أبي عن سعد ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن معاوية ابن عمار ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قلت له : جعلت فداك ما حد الجار؟ قال : أربعين دارا من كل جانب (٥).

١٠ ـ ب : هارون ، عن ابن زياد ; عن جعفر ، عن أبيه عليه‌السلام أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ثلاثة هن ام الفواقر (٦) : سلطان إن أحسنت إليه لم

____________________

(١) الخصال ج ١ ص ٩٦.

(٢) الخصال ج ٢ ص ١١٣.

(٣) عيون الاخبار ج ٢ ص ٢٤.

(٤) أمالى الطوسى ج ٢ ص ١٣٤.

(٥) معانى الاخبار ص ١٦٥.

(٦) الفواقر جمع الفاقرة : الداهية التى تكسر الفقار.

١٥١

يشكر ، وإن أسأت إليه لم يغفر ، وجار عينه ترعاك وقلبه ينعاك ، إن رأى حسنة دفنها ولم يفشها وإن رأى سيئة أظهرها وأذاعها ، وزوجة إن شهدت لم تقر عينك بها وإن غبت لم تطمئن إليها (١).

١١ ـ ختص : قال الصادق عليه‌السلام لاسحاق بن عمار : صانع المنافق بلسانك واخلص ودك للمؤمن ، وإن جالسك يهودي فأحسن مجالسته (٢).

١٢ ـ ين : فضالة ، عن معاوية بن عمار ، عن عمرو بن عكرمة قال : دخلت على أبي عبدالله عليه‌السلام فقلت له : إن لي جارا يؤذيني فقال : ارحمه ، قال قلت : لارحمه الله ، فصرف وجهه عني ، قال : فكرهت أن أدعه : فقلت جعلت فداك إنه يفعل بي ويفعل ويؤذيني فقال : أرأيت إن كاشفته انتصفت منه؟ قال قلت بلى اولى عليه فقال عليه‌السلام : إن ذا ممن يحسد الله على ما آتاهم الله من فضله ، فاذا رأى نعمة على أحد وكان له أهل جعل بلاءه عليهم ، وإن لم يكن له أهل جعل بلاءه على خادمه ، وإن لم يكن له خادم سهر ليله ، واغتاظ نهاره ، إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أتاه رجل من الانصار فقال : يا رسول الله إني اشتريت دارا في بني فلان ، وإن أقرب جيراني مني جوارا من لا أرجو خيره ، ولا آمن شره ، قال : فأمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليا وسلمان وأبا ذر قال : ونسيت واحدا وأظنه المقداد فأمرهم أن ينادوا في المسجد بأعلى أصواتهم أنه لا إيمان لمن لم يأمن جاره بوائقه فنادوا ثلاثا ثم أمر فنودي إن كل أربعين دارا من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله يكون ساكنها جارا له (٣).

١٣ ـ ين : محمد بن الحسين ، عن محمد بن الفضيل ، عن إسحاق بن عمار قال : قال أبوعبدالله قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أعوذ بالله من جار سوء في دار إقامة تراك عيناه ويرعاك

____________________

(١) قرب الاسناد : ٤٠.

(٢) الاختصاص : ٢٣٠.

(٣) مخطوط ; ترى مثله في الكافى ج ٢ ص ٦٦٦ باب حق الجوار.

١٥٢

قلبه ، إن رآك بخير ساءه وإن رآك بشر سره (١).

١٤ ـ ين : عبدالله بن محمد ، عن علي بن إسحاق ، عن إبراهيم بن أبي رجاء قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : حسن الجوار يزيد في الرزق.

١٥ ـ دعوات الراوندى : روي أنه جاء رجل إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال : إن فلانا جاري يؤذيني قال : اصبر على أذاه كف أذاك عنه فما لبث أن جاء وقال : يا نبي الله إن جاري قد مات فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : كفى بالدهر واعظا وكفى بالموت مفرقا.

١٦ ـ نهج : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام في وصيته عند وفاته : الله الله في جيرانكم فانه وصية نبيكم ما زال يوصي بهم حتى ظننا أنه سيورثهم (٢).

١٧ ـ كنز الكراجكى : بسند مذكور في المناهي عن يونس بن يعقوب ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : معلون معلون من آذى جاره.

____________________

(١) راجع الكافى ج ٢ ص ٦٦٩.

(٢) نهج البلاغة ج ٢ ص ٧٨ تحت الرقم ٤٧ من الرسائل.

١٥٣

* ( ( أبواب ) ) *

( ( آداب العشرة مع اللاصدقاء وفضلهم وأنواعهم ) )

( ( وغير ذلك مما يتعلق بهم ) )

١٠

* ( باب ) *

* «( حسن المعاشرة ، وحسن الصحبة ، وحسن الجوار )» *

* «( وطلاقة الوجه ، وحسن اللقاء ، وحسن البشر )» *

الايات : البقرة : وقولوا للناس حسنا. (١)

النساء : «واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى

____________________

(١) البقرة ص ٨٣. قال الطرسى في مجمع البيان ج ١ ص ١٤٩ : قرأ حمزة و الكسائى» حسنا «بفتح الحاء والسين فهو صفة وتقديره : قولوا للناس قولا حسنا ، كقوله تعالى : فأمتعه قليلا ، أى متاعا قليلا ، وقرأ الباقون» حسنا «بالضم ـ فاما صفة كالحلو والمر أو مصدر كالشكر والكفر وتقديره : قولا ذا حسن.

واختلف في معنى قوله» حسنا «فقيل هو القول الحسن الجميل والخلق الكريم وهو مما ارتضاه الله وأحبه ، وقيل هو الامر بالمعروف والنهى عن المنكر.

وروى جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام أنه قال : قولوا للناس أحسن ما تحبون أن يقال لكم فان الله يبغض اللعان السباب الطعان على المؤمنين الفاحش المتفحش السائل المحلف ويحب الحليم العفيف المتعفف.

١٥٤

واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا» (١).

١ ـ ج : بالاسناد إلى أبي محمد العسكري ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : دخل محمد بن مسلم بن شهاب الزهري (٢) على علي بن الحسين عليه‌السلام وهو كئيب حزين فقال له زين

____________________

(١) النساء : ٣٦ ، وقال الطبرسى في المجمع ج ٣ ص ٤٥ : الجار : أصله من العدول يقال : جاوره مجاورة وجوارا فهو مجاور وجار له بعدوله إلى ناحيته في مسكنه من قولهم جار عن الطريق وجار السهم اذا عدل عن القصد ، والجار ذى القربى : القريب والجار الجنب : الغريب قال أبوعلى : الجنب صفة على فعل مثل ناقة أجد (أى قوية) ومشى سجح (أى سهلة) فالجنب : المتباعد عن أهله ، واصل المختال من التخيل لانه يتخيل بحاله مرح البطر ، والمختال : الصلف التياه ، ومنه الخيل لانها تختال في مشيها أى تتبختر والفخور : الذى يعد مناقبه كبرا وتطاولا وأما الذى يعددها اعترافا بالنعمة فهو شكور.

وقال في قوله تعالى : بالوالدين احسانا : أى استوصوا بهما برا وانعاما واحسانا و اكراما ، وقيل ان فيه اضمار فعل : أى وأوصاكم الله بالوالدين احسانا.

وقال في قوله تعالى : والجار ذى القربى والجار الجنب : قيل معناه : الجار القريب في النسب والجار الاجنبى الذى ليس بنيك وبينه قرابة ، وقيل : المراد به الجار ذى القربى منك بالاسلام. والجار الجنب : المشرك البعيد في الدين ، وروى عن النبى صلى الله عليه و آله أنه قال : الجيران ثلاثة : جار له ثلاثة حقوق : حق الجوار ، وحق القرابة ، وحق الاسلام ، وجار له حقان : حق الجوار وحق الاسلام ، وجار له حق الجوار : المشرك من أهل الكتاب.

وقال في قوله تعالى «والصاحب بالجنب» : في معناه أربعة أقوال : أحدها أنه الرفيق في السفر والاحسان اليه بالمواساة وحسن العشرة ، وثانيها أنه الزوجة ، وثالثها أنه المنقطع اليك يرجو نفعك ، ورابعها أنه الخادم الذى يخدمك ، والاولى حمله على الجميع.

(٢) بضم الزاى وسكون الهاء : أبوبكر محمد بن مسلم بن عبيد الله بن الحارث بن شهاب بن زهرة بن كلاب ، المدنى التابعى المعروف ، قيل انه قد حفظ علم الفقهاء السبعة ولقى عشرة من الصحابة.

١٥٥

العابدين عليه‌السلام : ما بالك مغموما؟ قال : يا ابن رسول الله غموم وهموم تتوالى علي لما امتحنت به من جهة حساد نعمي ، والطامعين في ، وممن أرجوه ، وممن أحسنت إليه فيخلف ظني فقال له علي بن الحسين عليه‌السلام : احفظ عليك لسانك تملك به إخوانك.

قال الزهري : يا ابن رسول الله إني أحسن إليهم بما يبدر من كلامي ، قال علي بن الحسين عليه‌السلام : هيهات هيهات إياك وأن تعجب من نفسك ، وإياك أن تتكلم بما يسبق إلى القلوب إنكاره ، وإن كان عندك اعتذاره ; فليس كل من تسمعه شرا يمكنك أن توسعه عذرا.

ثم قال : يا زهري من لم يكن عقله من أكمل ما فيه ، كان هلاكه من أيسر ما فيه ثم قال : يا زهري أما عليك أن تجعل المسلمين منك بمنزلة أهل بيتك فتجعل كبيرهم منك بمنزلة والدك ، وتجعل صغيرهم منك بمنزلة ولدك ، وتجعل تربك (١) بمنزلة أخيك فأي هؤلاء تحب أن تظلم؟ وأي هؤلاء تحب أن تدعو عليه ، وأي هؤلاء تحب أن تهتك ستره؟

وإن عرض لك إبليس لعنه الله أن لك فضلا على أحد من أهل القبلة فانظر إن كان أكبر منك فقل قد سبقني بالايمان والعمل الصالح فهو خير مني ، وإن كان أصغر منك فقل قد سبقته بالمعاصي والذنوب فهو خير مني ، وإن كان تربك فقل أنا على يقين من ذنبي وفي شك من أمره ، فمالي أدع يقيني لشكي ، وإن رأيت المسلين يعظمونك ويوقرونك ويبجلونك ، فقل هذا فضل أخذوا به ، وإن رأيت منهم جفاء وانقباضا عنك فقل هذا الذنب أحدثته فانك إذا فعلت ذلك سهل الله عليك عيشك وكثر أصدقاؤك وقل أعداؤك ، وفرحت بما يكون من برهم ، ولم تأسف على ما يكون من جفائهم.

واعلم أن أكرم الناس على الناس من كان خيره عليهم فائضا ، وكان عنهم مستغنيا متعففا ، وأكرم الناس بعده عليهم من كان متعففا وإن كان إليهم محتاجا فانما أهل الدنيا يعتقبون الاموال ، فمن لم يزد حمهم فيما يعتقبونه كرم عليهم ; ومن

____________________

(١) الترب ـ بالكسر ـ من ولد معك.

١٥٦

لم يزاحمهم فيها ومكنهم من بعضها كان أعز وأكرم (١).

٢ ـ لى : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن عبدالله بن الصلت ، عن يونس ، عن ابن حميد ، عن ابن قيس ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : ذكر علي عليه‌السلام أنه وجد في قائمة سيف من سيوف رسول الله صحيفة فيها ثلاثة أحرف : صل من قطعك ، وقل الحق ولو على نفسك ، وأحسن إلى من أساء إليك الخبر (٢).

٣ ـ لى : ابن مسرور ، عن محمد الحميري ، عن أبيه ، عن ابن أبي الخطاب عن ابن أسباط ، عن عمه عن الصادق عليه‌السلام قال : قال عيسى بن مريم لبعض أصحابه : ما لا تحب أن يفعل بك فلا تفعله بأحد وإن لطم أحد خدك الايمن فأعط الايسر (٣).

٤ ـ ب : هارون ، عن ابن صدقة عن جعفر عليه‌السلام ، عن أبيه عليه‌السلام قال : إن عليا عليه‌السلام صاحب رجلا ذميا فقال له الذمي : أين تريد يا عبدالله؟ قال : اريد الكوفة فلما عدل الطريق بالذمي عدل معه علي عليه‌السلام فقال له الذمي : أليس زعمت تريد الكوفة؟ قال : بلى فقال له الذمي : فقد تركت الطريق ، فقال له قد علمت فقال له فلم عدلت معي وقد علمت ذلك؟ فقال له علي : هذا من تمام حسن الصحبة أن يشيع الرجل صاحبه هنيهة إذا فارقه ، وكذلك أمرنا نبينا ، فقال له : هكذا قال؟ قال : نعم فقال له الذمي : لا جرم إنما تبعه من تبعة لافعاله الكريمة وأنا اشهدك أني على دينك فرجع الذمي مع علي فلما عرفه أسلم (٤).

٥ ـ ب : ابن طريف ، عن ابن علوان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : صحبة عشرين سنة قرابة (٥).

٦ ـ ل : سليمان بن أحمد اللخمي ، عن عبدالوهاب بن خراجة ، عن أبي ـ

____________________

(١) الاحتجاج ص ١٧٤.

(٢) امالى الصدوق ص ٤٤.

(٣) أمالى الصدوق ص ٢٢٠.

(٤) قرب الاسناد ص ٧ ورواه في الكافى ج ٢ ص ٦٧٠.

(٥) قرب الاسناد ص ٢٤.

١٥٧

كريب ، عن علي بن حفص العبسي ، عن الحسن بن الحسين العلوي ، عن أبيه ، عن الحسين بن زيد ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : رأس العقل بعد الايمان بالله عزوجل التحبب إلى الناس (١).

٧ ـ ل : ابن المغيرة ، عن جده الحسن ، عن العباس بن عامر ، عن صالح بن سعيد ، عن الثمالي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : الناس رجلان : مؤمن وجاهل ، فلا تؤذي المؤمن ولا تجهل الجاهل ، فتكون مثله (٢).

٨ ـ ل : في خبر الاعمش ، عن الصادق عليه‌السلام بعد ذكر الائمة : ودينهم الورع والعفة ، إلى أن قال : وحسن الصحبة وحسن الجوار.

٩ ـ مع : أبي ، عن سعد ، عن ابن هاشم ، عن ابن معبد ، عن أحمد بن عمر عن يحيى بن عمران ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كان أمير المؤمنين عليه‌السلام يقول : لتجمع في قلبك الافتقار إلى الناس والاستغناء عنهم ، يكون افتقارك إليهم في لين كلامك و حسن بشرك ويكون استغناؤك عنهم في نزاهة عرضك وبقاء عزك (٣).

أقول : قد مضى بأسانيد عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كفى بالمراء عيبا أن ينظر من الناس إلى ما يعمى عنه من نفسه ، ويعير الناس بما لا يستطيع تركه ، ويؤذي جليسه بما لا يعنيه.

١٠ ـ ل : عن الصادق عليه‌السلام : قال : أحسن مجاورة من جاورت تكن مسلما (٤).

أقول : قد مضى كثير من الاخبار في باب جوامع المكارم.

١١ ـ ما : المفيد ، عن علي بن بلال ، عن علي بن سليمان ، عن جعفر بن محمد بن مالك ، عن محمد بن المثنى ، عن أبيه ، عن عثمان بن زيد ، عن المفضل قال دخلت على أبي عبدالله عليه‌السلام فقال لي : من صحبك؟ فقلت له : رجل من إخواني ، قال فما فعل؟ فقلت منذ دخلت المدينة لم أعرف مكانه ، فقال لي : أما علمت أن من

____________________

(١) الخصال ج ١ ص ١١.

(٢) الخصال ج ١ ص ٢٦.

(٣) معانى الاخبار ص ٢٦٧.

(٤) الخصال ج ١ ص ٨٠.

١٥٨

صحب مؤمنا أربعين خطوة سأله الله عنه يوم القيامة (١).

١٣ ـ لى : أبي ، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن المغيرة ، عن السكوني ، عن الصادق عليه‌السلام عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : اعمل بفرائض الله تكن أتقى الناس ، وارض بقسم الله تكن أغنى الناس ، وكف عن محارم الله تكن أورع الناس وأحسن مجاورة من جاورك تكن مؤمنا ، وأحسن مصاحبة من صاحبك تكن مسلما (٢).

١٣ ـ لى (٣) ن : الدقاق ، عن الصوفي ، عن الروياني ، عن عبدالعظيم الحسني ، عن أبي جعفر الثاني ، عن آبائه ، عن أميرالمؤمنين صلوات الله عليهم قال : إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بطلاقة الوجه وحسن اللقاء (٤).

١٤ ـ سن : أبي ، عن ابن محبوب ، عن عبدالله بن سنان قال : سمعت ابا عبدالله عليه‌السلام يقول : اوصيكم بتقوى الله ولا تحملوا الناس على أكتافكم فتذلوا ، إن الله تبارك وتعالى يقول في كتابه «وقولوا للناس حسنا» (٥) عودوا مرضاهم ، واشهدوا جنائزهم واشهدوا لهم وعليهم ، وصلوا معهم في مساجدهم ، ثم قال : أي شئ أشد على قوم يزعمون أنهم يأتمون بقوم فيأمرونهم وينهونهم فلا يقبلون منهم ، ويذيعون حديثهم عند عدوهم ، فيأتي عدوهم إلينا فيقولون لنا : إن قوما يقولون ويروون عنكم كذا وكذا فنحن نقول : إنا برآء ممن يقول هذا فيقع عليهم البراءة (٦).

١٥ ـ سن : حماد ، عن حريز ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال :

____________________

(١) أمالى الطوسى ج ٢ ص ٢٧.

(٢) أمالى الصدوق ص ١٢١.

(٣) أمالى الصدوق ج ٢ ص ٥٣.

(٤) عيون الاخبار ج ٢ ص ٥٣.

(٥) البقرة : ٨٣.

(٦) المحاسن ص ١٨ ; وروى مثله في الكافى ج ٢ ص ٦٣٥ ثلاثة أحاديث.

١٥٩

من خالطت فان استطعت أن تكون يدك العليا (١) عليه فافعل (٢).

١٦ ـ سن : أبي ، عن محمد بن سنان ، عن عمار بن مروان الكلبي قال : أوصانا أبو عبدالله عليه‌السلام فقال : اوصيك بتقوى الله وأداء الامانة وصدق الحديث وحسن الصحابة لمن صحبت ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم (٣).

١٧ ـ مص : قال الصادق عليه‌السلام : حسن المعاشرة مع خلق الله تعالى في غير معصية من مزيد فضل الله عزوجل عند عبده ، ومن كان خاضعا في السر كان حسن المعاشرة في العلانية فعاشر الخلق لله ، ولا تعاشرهم لنصيبك من الدنيا ولطلب الجاه والرياء و السمعة ، ولا تستقطن بسببها عن حدود الشريعة ، من باب المماثلة والشهرة ، فانهم لا يغنون عنك شيئا وتفوتك الآخرة بلا فائدة ، واجعل من هو أكبر منك بمنزلة الاب والاصغر بمنزلة الولد ، والمثل بمنزلة الاخ ، ولا تدع ما تعمله يقينا من نفسك بما تشك فيه من غيرك وكن رفيقا في أمرك بالمعروف ، شفيقا في نهيك عن المنكر ، ولا تدع النصيحة في كل حال ، قال الله عزوجل «وقولوا للناس حسنا» (٤).

واقطع عمن تنسيك وصلته ذكر الله وتشغلك الفته عن طاعة الله ، فان ذلك من أولياء الشيطان وأعوانه ، ولا يحملنك رؤيتهم إلى المداهنة على الحق فان ذلك هو الخسران المبين العظيم ، ويفوتك الاخرة بلا فائدة (٥).

١٨ ـ شى : عن أبي صالح ، عن ابن عباس في قول الله «والجار ذي القربى» قال ذو القربى «والجار الجنب» قال الذين ليس بينك وبينه قرابة «والصاحب بالجنب» قال الصاحب في السفر (٦).

____________________

(١) تكون : مؤنث غائب ، ويدك اسمه ، والعليا عليه ، خبره ، والمعنى ان استطعت أن تكون أنت مفضيا عليهم محسنا منعمالهم فكن.

(٢ ـ ٣) المحاسن ص ٣٥٨ ومثلهما في الكافى ج ٢ ص ٦٦٩.

(٤) البقرة : ٨٣.

(٥) مصباح الشريعة ص ٣٠.

(٦) تفسير العياشى ج ١ ص ٢٤١ ، والاية في النساء : ٣٦.

١٦٠