الذريّة الطاهرة

أبي بشر محمّد بن أحمد الرازي الدولابي

الذريّة الطاهرة

المؤلف:

أبي بشر محمّد بن أحمد الرازي الدولابي


المحقق: السيد محمّد جواد الحسيني الجلالي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي
الطبعة: ٠
الصفحات: ١٨٤

شيئا يكرهه [ من رد عليه ] وتكذيب له فيحزنه ذلك ، الا فرج الله عنه بها ، اذا رجع إليها ، [ تثبته ] وتخفف عليه وتصدقه وتهوّن عليه أمر الناس حتى ماتت رحمها الله تعالى. (١).

[٢٤ ] ـ قال ابن اسحاق : فحدثني هشام بن عروة ، عن ابيه عروة ، عن عبد الله بن جعفر بن ابي طالب ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أمرت أن أبشر خديجة ببيت من قصب ، لا صخب فيه ولا نصب. (٢)

قال ابن هشام : والقصب ـ هنا ـ : اللؤلؤ المجوّف (٣).

[٢٥ ] ـ قال ابن هشام : وحدثني من أثق به : ان جبريل اتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : اقرأ خديجة السلام من ربّها (٤).

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا خديجة هذا جبريل يقرئك السلام من ربك (٥).

قالت خديجة : الله السلام ومنه السلام وعلى جبريل السلام (٦)

[٢٦] ـ حدثنا ابراهيم بن سعيد ، ثنا ابو اسامة ، وحدثنا أحمد بن عبد الجبار ، قال :

__________________

واما الدرع : فهو القميص او ما تلبسه المرأة فوق القميص ( هامش كشف الغمة ).

وما جعلناها بين المعقوفات فهي غير واضحة في نسختنا وقد اخذناها من السيرة النبوية لابن هشام ج ١ ص ١٥٨.

(١) وقد اورد هذا الحديث العلامة المجلسي في بحار الانوار ج ١٦ ص ١٠ ـ أيضا ـ ومضى معناه في الاحاديث ١٤ و ١٦ وسيأتي مثله بالرقم ٢٩.

(٢) رواه احمد بن حنبل في المسند ج ١ ص ٢٠٥ وروى معناه في ج ٢ ص ٢٣٠ وج ٤ ص ٣٥٦ و ٣٨١ وسيأتي مثله برقم ٣٢ و ٣٣ و ٣٦ و ٣٧.

(٣) ذكره ابن هشام في السيرة النبوية ج ١ ص ١٥٩.

(٤) في كشف الغمة : اقرأ خديجة من ربها السلام.

(٥) في كشف الغمة : يقرئك من ربك السلام.

(٦) رواه الاربلي في كشف الغمة ج ١ ص ٥١٢ وعنه المجلسي في البحار ج ١٦ ص ١١ ورواه ابن هشام في السيرة النبوية ج ١ ص ١٥٩.

٦١

ثنا يونس ؛ جميعا (١) عن هشام بن عروة ، عن ابيه ، قال : سمعت عبد الله بن جعفر بن ابي طالب يقول : سمعت عليا بالكوفة يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : خير نسائها مريم بنت عمران وخير نسائها خديجة بنت خويلد (٢).

[٢٧ ] ـ حدثنا احمد بن عبد الجبار ، ثنا يونس بن بكير ، عن هشام بن عروة ، عن ابيه ، عن خديجة انها قالت : لما أبطأ على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الوحي ، جزع من ذلك جزعا شديدا ، فقلت له ـ مما رأيت من جزعه ـ : لقد قلاك ربّك مما يرى من جزعك.

فانزل الله عز وجل : « ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى » (٣).

[٢٨ ] ـ حدثنا يونس بن عبد الاعلى ، ثنا عبد الله بن وهب ، حدثني عبد الرحمن بن زيد قال : قال آدم عليه‌السلام : اني لسيد البشر ـ يوم القيامة ـ الا رجل من ذريتي ، نبيّ من الأنبياء يقال له : « أحمد » ، فضّل عليّ باثنتين ، زوجته عاونته فكانت له عونا ، وكانت زوجتي ( عليّ ) (٤) عونا ، وان الله اعانه على شيطانه فأسلم ، وكفر شيطاني (٥).

__________________

(١) ورد في هامش نسختنا : في نسخة : وحدثنا يونس عن هشام.

(٢) رواه احمد بن حنبل باسناده عن ابن نمير ، عن هشام في المسند ج ١ ص ٨٤ و ١١٦ ، ١٣٢ و ١٤٣.

(٣) سورة الضحى : ٩٣ الآية ٣.

وقد نزلت هذه السورة تسلية لرسول الله (ص) حيث ان المنافقين لما رأوا ابطاء الوحي عن الرسول (ص) اخذوا يتهجمون عليه فاغتم لشماتة الأعداء ، فنزلت السورة تسلية لقلبه ، وذكره الطبرسي في مجمع البيان : ج ٢ ص ٦٠٥ قيل ان أم جميل بنت حرب امرأة ابي لهب قالت له : يا محمد ما ارى شيطانك الا قد تركك ، لم اره قربك منذ ليلتين او ثلاث ، فنزلت السورة. ، واما سيدتنا خديجة رضي‌الله‌عنها فهي اجل شأنا من ان تتشمّت برسول الله (ص) عند انقطاع الوحي ، كيف وهي من عرفت بمؤازرتها له (ص) على اداء الرسالة وحمايتها للرسول ومسارعتها الى تصديقه.

(٤) كذا ورد في كشف الغمة وبحار الانوار ، ولكنه في نسختنا : وكانت زوجتي كونا عونا.

(٥) رواه الاربلي في كشف الغمة ج ١ ص ٥١٢ وعنه العلامة المجلسي في بحار الانوار ج ١٦ ص ١١.

٦٢

[٢٩] ـ حدثني ابو بكر ـ أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم ـ ، ثنا ابو حفص ـ عمرو بن ابي سلمة ، عن سعيد بن عبد العزيز ، قال ؛ ما جاءنا ابو حنيفة بشيء أعجب إلينا من هذا (١) ، قال : ان أوّل من آمن من النساء خديجة ، وأوّل من أسلم من الرجال أبو بكر ، وأول من أسلم من الغلمان علي بن ابي طالب رضي‌الله‌عنهم.

__________________

(١) ان هذا التقسيم المبتدع في تعيين اوائل المسلمين هو عجيب حقا فان الغلمان ليسوا قسما مستقلا في مقابل الرجال والنساء وانما افتعل النواصب ذلك غمطا لفضل امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه‌السلام وانكارا لأسبقيته الى الايمان من جميع الصحابة وقد اطبق الحفاظ على ان اول من اسلم وسبق جميع الصحابة الى الايمان بالله ورسوله هو امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه‌السلام وقد ذكر محمد بن ابي بكر التلسماني في كتابه « الجوهرة في نسب الامام علي (ع) وآله » ما نصه :

وحدّث عبد العزيز بن محمد الدراوردي ، قال : حدثني مولى غفرة ، قال : سئل محمد بن كعب القرظي عن أوّل من أسلم علي أو أبو بكر؟! قال : سبحان الله ، علي اولهما اسلاما.

وروى عن معاذة بنت عبد الله العدوية ، قالت : سمعت علي بن ابي طالب على منبر البصرة وهو يقول : انا الصديق الاكبر ، آمنت قبل أن يؤمن أبو بكر ، وأسلمت قبل ان يسلم. ( الجوهرة ص ٩٥ ) وروى عن سلمة بن كهيل ، عن حبة بن جوين ، قال : سمعت عليا رضي‌الله‌عنه يقول : لقد عبدت الله قبل ان يعبده أحد من هذه الامة خمس سنين. وذكر نظير ذلك احمد بن حنبل في مسنده ج ١ ص ٩٩ ، وفيه : لقد صليت قبل ان يصلي الناس سبعا. وروى باسناده عن حبة العرني قال : سمعت عليا يقول : انا اول رجل صلى مع رسول الله. ( المسند ج ١ ص ٣٧٣ ) ونقل ابن عباس في حديثه عن الفضائل العشرة لامير المؤمنين (ع) فقال : وكان اول من اسلم من الناس بعد خديجة. ( مسند احمد ج ١ ص ٣٣٠ ـ ٣٣١ ) وذكر ابن المغازلي في مناقب على بن ابي طالب (ع) باسناده عن حبة العرني عن علي (ع) انه قال : انا أوّل من اسلم. المناقب ص ١٥ ح ٢٠ و ٢١ وروى مثله الخطيب البغدادي في تاريخه ج ٤ ص ٢٣٣.

وسيأتي ـ أيضا ـ قول رسول الله (ص) : « علي اعلم الناس وأولهم سلما وأفضلهم حلما » انظر الحديث ٨٣ و ١٨١.

٦٣

وفاة خديجة رضي‌الله‌عنها

[٣٠] ـ حدثنا أبو الاشعث ـ أحمد بن المقدام العجلي ـ ، ثنا زهير بن العلاء ، ثنا سعيد بن ابي عروبة ، عن قتادة ، قال : توفيت خديجة بمكة قبل الهجرة بثلاث سنين ، وهي أوّل من آمن بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

[٣١ ] ـ حدثنا ابراهيم بن يعقوب ، ثنا عبد الله بن يوسف ، ان الليث حدثه قال : حدثني عقيل بن خالد ، قال : قال ابن شهاب : توفيت خديجة بمكة قبل الهجرة.

[٣٢ ] ـ حدثنا يونس بن عبد الأعلى ، ثنا ابن وهب ، اخبرني يونس بن يزيد ، عن ابن شهاب ، اخبرني عروة بن الزبير ، قال : كانت خديجة توفيت قبل ان تفرض الصلاة ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أريت لخديجة بيتا من قصب ، لا صخب فيه ولا نصب (١).

وهو قصب اللؤلؤ.

[٣٣ ] ـ حدثني أبو أسامة ـ عبد الله (٢) بن ابي اسامة الحلبي ، ثنا حجاج بن ابي منيع ، ثنا جدي ، عن الزهري ، عن عروة ، قال : توفيت خديجة قبل ان تفرض الصلاة ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أريت لخديجة بيتا من قصب لا صخب فيه ولا نصب. وهو قصب اللؤلؤ. (٣)

[٣٤ ] ـ حدثنا أحمد بن عبد الجبار ، حدثني يونس بن بكير ، عن ابن اسحاق ، قال :

__________________

(١) رواه الاربلي في كشف الغمة ج ١ ص ٥١١ ، ومضى مثله برقم ٢٤ وسيأتي ـ أيضا ـ برقم ، ٣٦ و ٣٧.

(٢) هو عبد الله بن محمد بن ابي اسامة وينسب الى جده غالبا.

(٣) مضى مثله برقم ٢٤ و ٣٢ وسيأتي ـ أيضا ـ برقم ٣٦ و ٣٧.

٦٤

.. ثم ان خديجة بنت خويلد وأبا طالب ماتا في عام واحد ، فتتابع (١) على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هلاك خديجة وابي طالب ، وكانت خديجة وزيرة صدق على الاسلام ، فكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يسكن إليها (٢).

[٣٥ ] ـ .. وقال زياد بن عبد الله البكائي ، عن ابن اسحاق : ان خديجة وأبا طالب هلكا في عام واحد ، وكان هلاكهما بعد عشر سنين مضين من بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وذلك قبل مهاجر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الى المدينة بثلاث سنين.

[٣٦ ] ـ حدثنا احمد بن عبد الجبار ، حدثنا يونس بن بكير ، عن هشام بن عروة ، عن عائشة ، قالت : ما غرت على امرأة لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما غرت على خديجة ، مما كنت اسمع من ذكره لها ، وما تزوجني الا بعد موتها بثلاث سنين ، ولقد أمره ربّه ان يبشرها ببيت في الجنة من قصب ، لا نصب فيه ولا صخب (٣).

[٣٧ ] ـ حدثنا ابراهيم بن سعيد الجوهري ، ثنا أبو أسامة ، ثنا هشام بن عروة ، عن ابيه ، عن عائشة ، قالت : ما غرت على امرأة ما غرت على خديجة ، ـ ولقد هلكت قبل ان يتزوجني بثلاث سنين ـ ، لما كنت اسمعه يذكرها ، ولقد أمره ربّه ان يبشرها ببيت من قصب في الجنة ، وان كان ليذبح الشاة ثم

__________________

(١) كذا في كشف الغمة ، ولكنه في نسختنا : تتابعت.

(٢) رواه الاربلي في كشف الغمة ج ١ ص ٥١١ ، ورواه ابن هشام في السيرة النبوية ج ٢ ص ٢٨٢ بلفظ قريب منه.

(٣) روى احمد بن حنبل باسناده عن عبد الله بن اسامة عن هشام ... ما يقرب منه لفظا في المسند ج ٦ ص ٢٠٢ ، وانظر الحديث الآتي.

٦٥

يهدي في خلائلها منه. (١)

[٣٨ ] ـ حدثنا ابراهيم بن يعقوب الجوزجاني ، ثنا سعيد بن سليمان ، ثنا مالك بن فضالة ، عن ثابت ، عن انس بن مالك ، قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اذا اتي بالشيء يقول : اذهبوا به الى بيت فلانة فانها كانت تحبّ خديجة. (٢)

ذكر أولاد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من خديجة رضي‌الله‌عنها

[٣٩] ـ اخبرنا الحسن بن رشيق ، قال : حدثنا أبو بشر ، قال : حدثنا أحمد بن المقدام ـ أبو الاشعث العجلي ـ ، ثنا زهير بن العلاء العبدي ، ثنا سعيد بن ابي عروبة ، عن قتادة بن دعامة ، قال : تزوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الجاهلية خديجة بنت خويلد ، بن أسد ، بن عبد العزّى ، بن قصي ، وهي أول من تزوجها ، (٣) فولدت له في الجاهلية « عبد مناف » ، وولدت له في الاسلام غلامين واربع بنات ؛ « القاسم » ـ وبه كان يكنّى ـ ، فعاش حتى مشى ، و « عبد الله » ، فمات صغيرا ، ومن النساء : « فاطمة » و « رقية » و « أمّ كلثوم » و « زينب ». (٤)

__________________

(١) روى معناه احمد بن حنبل في المسند ج ٦ ص ٢٠٢ ، وراجع الحديث السابق.

(٢) روى احمد بن حنبل باسناده عن عائشة ، قالت : انا كنا نذبح الشاة فيبعث رسول الله (ص) باعضائها الى صدائق خديجة. ( المسند ج ٦ ص ٢٧٩ )

(٣) مضى معنى هذا الحديث في الاحاديث رقم ١ و ١٠ و ١١.

(٤) ذكر الدولابي اسماء أولاد الرسول (ص) من خديجة في الاحاديث ٤٠ ، ٤١ ، ٤٤ ، ٤٥ ، ٤٦ ، ٤٧ ، ٤٨.

٦٦

[٤٠] ـ أخبرنا يونس بن عبد الاعلى ، ثنا عبد الله بن وهب ، اخبرني يونس بن يزيد ، عن الزهري ، قال : كان لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من خديجة : « القاسم » و « الطاهر » و « فاطمة » و « رقية » و « أمّ كلثوم » و « زينب ». (١)

[٤١ ] ـ حدثنا احمد بن عبد الجبار ، ثنا يونس بن بكير ، عن محمد بن اسحاق ، قال : ولدت خديجة لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولده كلهم قبل ان ينزل عليه الوحي ؛ « زينب » ، و « أمّ كلثوم » و « رقية » و « فاطمة » و « القاسم » و « الطاهر » و « الطيب ».

فأمّا « القاسم » و « الطاهر » و « الطيب » ؛ فهلكوا قبل الاسلام جميعا وهم يرضعون ، وبالقاسم كان يكنى.

وامّا بناته ؛ فادركن الاسلام ، وهاجرن معه ، واتبعنه ، وآمنّ به. (٢)

[٤٢ ] ـ حدثنا احمد بن عبد الجبار ، ثنا يونس بن بكير ، عن ابي عبد الله الجعفي ، عن جابر عن محمد بن علي ، قال : كان القاسم بن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد بلغ ان يركب الدابّة ، ويسير على النجيب (٣) ، فلما قبضه الله قال : (٤) قد اصبح محمد أبترا من ابنه!!.

فأنزل الله على نبيّه : « إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ ». ـ عوضا ... (٥) من مصيبتك في القاسم ـ ، « فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ». (٦)

__________________

(١) ذكر معنى هذه الرواية ابن شهرآشوب في المناقب ج ١ ص ١٦١.

(٢) روى معناه المجلسي في بحار الانوار ج ٢٢ ص ١٦٦ عن كتاب المنتقى ، ورواه ابن هشام في السيرة النبوية ج ١ ص ١٢٣ عن ابن اسحاق ، وانظر الاحاديث رقم ٣٩ ، ٤٠ ، ٤٤ ، ٤٥ ، ٤٦ ، ٤٧ ، ٤٨ من هذا الكتاب.

(٣) النجيب : عتاق الابل التي يسابق عليها ( قاله الازهري ).

(٤) والقائل هو العاص بن وائل السلمي كما في البحار ج ٢٢ ص ١٦٦.

(٥) كلمة غير واضحة في نسختنا ولعلها ؛ « تأخذ ».

(٦) سورة الكوثر (١٠٨) الآيات ١ ـ ٣.

٦٧

[٤٣] حدثني محمد بن عمرو الكلبي ، حدثنا بقية بن الوليد ، عن صفوان بن عمرو ، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير ، عن ابيه ، وراشد بن سعيد المقرئيّ قالا : قالت خديجة : يا رسول الله أولادي منك في الاسلام؟!.

قال : في الجنة.

قالت : بلا عمل؟!. قال : الله اعلم بما كانوا عاملين.

قالت : يا رسول الله فأولادي من غيرك؟!. قال : في النار.

قالت : بلا عمل؟!. قال : الله اعلم بما كانوا عاملين. (١)

[٤٤ ] ـ حدثني ابراهيم بن يعقوب ، ثنا عبد الله بن يوسف ، ان الليث حدثهم : حدثني عقيل ، عن ابن شهاب : ان خديجة بنت خويلد أوّل محصنة تزوجها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فولدت له « زينب » فكانت أكبر بنات رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، و « فاطمة » و « رقية » و « أمّ كلثوم » و « القاسم » و « الطاهر ». (٢)

[٤٥ ] ـ حدثنا أحمد بن عبد الجبار ، ثنا يونس بن بكير ، عن ابراهيم بن عثمان ، عن الحكم ، عن مقسم ، عن ابن عباس قال : ولدت خديجة لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم غلامين واربع نسوة : « القاسم » و « عبد الله » و « فاطمة » و « أمّ كلثوم » و « زينب » و « رقية ». (٣)

[٤٦ ] ـ اخبرني يونس بن عبد الأعلى ، انبأنا عبد الله بن وهب ، حدثني ابن زيد ،

__________________

(١) روى احمد بن حنبل في المسند ج ١ ص ١٣٤ باسناده عن زاذان عن علي قال : سألت خديجة النبي (ص) عن ولدين ماتا لها في الجاهلية؟ فقال رسول الله (ص) : هما في النار ... الى ان قال : ثم قال رسول الله (ص) : ان المؤمنين واولادهم في الجنة ، وان المشركين واولادهم في النار ثم قرأ رسول الله (ص) « وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ. »

(٢) انظر الاحاديث ٣٩ ، ٤٠ ، ٤١ ، ٤٦ ، ٤٧ ، ٤٨ من هذا الكتاب.

(٣) رواه ابن الأثير في السيرة النبوية ج ١ ص ٢٦٤ باسناده عن يونس بن بكير باسناده.

٦٨

قال : ولد لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثلاثة من خديجة ؛ « القاسم » و « الطاهر » و « مطهّر » ، وولدت له : « فاطمة » و « رقية » و « زينب » و « أمّ كلثوم ». (١)

[٤٧ ] ـ حدثني أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم ، سمت عبد الملك بن هشام يقول : كان أكبر بنيه « القاسم » ، ثم « الطيب » ، ثم « الطاهر ». وأكبر بناته « رقية » ثم « زينب » ثم « أمّ كلثوم » ثم « فاطمة ». (٢)

[ زينب بنت رسول الله (ص) ]

زينب رحمها الله تعالى

[٤٨] ـ حدثنا عبد الله بن محمد ـ ابو اسامة الحلبي ـ ، ثنا حجاج بن ابي منيع ، حدثني جدي عبيد الله بن ابي زياد ، عن الزهري ، قال : ولدت خديجة لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم « القاسم » ـ وبه كان يكنّى ـ ، و « الطاهر » و « الطيب » و « زينب » و « رقية » و « أمّ كلثوم » و « فاطمة » (٣).

فاما زينب بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تزوجها ابو العاص (٤) بن الربيع ، بن عبد العزى ، بن عبد شمس ، بن عبد مناف

__________________

(١) نظر معنى هذا الحديث والحديث الآتي في الاحاديث المرقمة ٣٩ ، ٤٠ ، ٤١ ، ٤٤ ، ٤٥ ، ٤٨ من هذا الكتاب.

(٢) رواه ابن هشام في السيرة النبوية ج ١ ص ١٢٢ وابن الأثير في السيرة ج ١ ص ٢٦٤.

(٣) سبق رواية هذا المقطع من الحديث عن الزهري برقم «٤٠ » وليس فيه « الطيب ».

(٤) كتب في هامش نسختنا ما يلي : ابو العاص اسمه : هشيم ، وقيل : مهشم ، وقيل : لقيط ، وقيل غير لك.

٦٩

ـ في الجاهلية ـ ، فولدت لابي العاص جارية اسمها : « أمامة » تزوجها علي بن ابي طالب بعد ما توفيت فاطمة بنت رسول الله ، فقتل علي وعنده امامة (١) ، فخلف على امامة بعد علي بن ابي طالب ، المغيرة بن نوفل ، بن الحارث ، بن عبد المطلب ، بن هاشم ، فتوفيت عنده.

وأم أبي العاص بن الربيع ؛ هالة بنت خويلد ، بن أسد ، وخديجة خالته ـ اخت امّه ـ (٢).

[٤٩ ] ـ حدثنا ابراهيم بن يعقوب ، ثنا محمد بن الصباح ، ثنا هشيم ، اخبرنا داود بنت ابي هند ، عن الشعبي : ان امامة بنت ابي العاص كانت عند علي بن ابي طالب ، فلمّا أصيب ولت امرها المغيرة بن نوفل بن الحارث ، فقال المغيرة : اشهدوا انه قد تزوجها وأصدقها كذا وكذا.

[٥٠ ] ـ حدثنا عثمان بن عبد الله بن خرزاذ ، حدثني عبد الرحمن بن صالح الازدي ، ثنا يونس بن بكير ، عن محمد بن اسحاق ، حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير ، عن ابيه ، عن عائشة قالت : كان ابو العاص بن الربيع ، بن عبد العزى ، بن عبد شمس ، من رجال مكة المعدودين مالا وتجارة وأمانة ، وكان لهالة بنت خويلد ، ـ فخديجة خالته ـ. فقالت خديجة لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : زوّجه.

وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا يخالفها ـ وذلك قبل ان ينزل عليه (٣) ـ فزوّجه زينب.

فلما اكرم الله نبيه بنبوته آمنت به خديجة وبناته ، وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد زوج عتبة بن أبي لهب رقية أو أم كلثوم ،

__________________

(١) ذكر الدولابي امامة بنت زينب في الاحاديث ٤٩ ، ٥٧ ، ٦١ ، ٦٢ ـ أيضا ـ

(٢) روى ابن الأثير معنى هذا الحديث في السيرة النبوية ج ٤ ص ٥٨١.

(٣) اي : الوحي.

٧٠

فلما بدأ (١) قريشا بأمر الله ، قالوا : انكم قد فرغتم محمدا من بناته ، فردّوهن عليه ، فاشغلوه بهنّ.

فمشوا الى ابي العاص بن الربيع ، فقالوا : فارق صاحبتك ، ونحن نزوّجك بأي امرأة شئت من قريش.

فقال : لا ... (٢) والله لا افارق صاحبتي وما يسرني ان لي بامرأتي أفضل امرأة من قريش (٣).

[٥١ ] ـ حدثنا ابو خالد يزيد بن سنان ، وابو بكر احمد بن عبد الرحيم ، قالا : ثنا سعيد بن ابي مريم ، قال : انبأنا يحيى بن أيوب ، حدثني يزيد بن الهاد ، حدثني عمر بن عبد الله بن عروة بن الزبير ، عن عروة الزبير ، عن عائشة ـ زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لمّا قدم المدينة خرجت زينب ـ ابنته ـ من مكة مع كنانة ، او ابن كنانة ، فخرجوا في أثرها ، في أثرها ، فأدركها هبّار بن الاسود فلم يزل يطعن بعيرها برمحه حتى صرعها ، والقت ما في بطنها ، واهريقت دما ، فاشتجر فيها بنو هاشم وبنو أمية ، فقالت بنو أميّة : نحن أحق بها ـ وكانت تحت ابن عمهم ابي العاص ـ.

وكانت عند هند (٤) ، فكانت تقول : هذا في سبب أبيك.

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لزيد بن حارثة : الا تنطلق

__________________

(١) في نسختنا : بادأ. وما اثبتناه هو الأصح.

(٢) كلمة لا تقرأ في نسختنا.

(٣) روى معنى هذا الحديث ابن هشام في السيرة النبوية ج ٢ ص ٤٧٨. ولهذا الحديث تتمة ستأتي برقم ٦٥.

(٤) هند ، هي : « أمّ جميل » زوجة « ابي لهب » التي مثّلت بسيد الشهداء حمزة ، في أحد ونزل فيها وفي زوجها سورة اللهب.

٧١

فتجيئني بزينب؟!.

قال : بلى يا رسول الله.

قال : فخذ خاتمي فاعطها.

فانطلق زيد ، فلم يزل يتلطف حتى لقى راعيا ، فقال : لمن ترعي؟! قال : لابي العاص.

قال : فلمن هذه الغنم؟! ، قال : لزينب بنت محمد.

فسار معه شيئا ثم قال له : هل لك أن أعطيك شيئا تعطيها إيّاه ، ولا تذكره لأحد؟!.

قال : نعم. ، فاعطاه الخاتم ، فانطلق الراعي فادخل غنمه واعطاها الخاتم فعرفته ، فقالت : من اعطاك هذا؟!.

قال : رجل.

قالت : واين تركته؟ قال : في مكان كذا وكذا.

فسكتت ، حتى اذا كان الليل خرجت إليه ، فلما جاءته قال لها زيد : اركبي بين يديّ على بعيري (١).

قالت : لا ، ولكن اركب أنت بين يديّ ، فركب وركبت خلفه ، حتى اتت المدينة.

وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : هي أفضل بناتي أصيبت بي.

فبلغ ذلك علي بن حسين ، فانطلق الى عروة فقال : ما حديث بلغني عنك تحدثه تنتقص فيه حق فاطمة؟!.

قال عروة : ما أحب ان لي ما بين المشرق والمغرب واني انتقص

__________________

(١) كذا صحح في هامش النسخة وفي الاصل : بعيره.

٧٢

فاطمة حقا هو لها ، واما بعد ذلك عليّ ان لا أحدث به أحدا (١).

[٥٢ ] ـ حدثني يونس بن عبد الاعلى ، أنبأنا عبد الله بن وهب ، اخبرني ابن لهيعة ، عن موسى بن جبير الانصاري ، عن عراك بن مالك الغفاري ، عن ابي بكر بن عبد الرحمن ، عن أمّ سلمة ـ زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ : ان زينب بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أرسل إليها زوجها ابو العاص بن الربيع ، أن خذي لي أمانا من أبيك ، فخرجت ، فاطلعت رأسها من باب حجرتها ، والنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يصلي بالناس ، فقالت : أيها الناس انا زينب بنت رسول الله ، واني قد أجرت ابا العاص.

فلما فرغ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من الصلاة ، قال : أيها الناس ، اني لم أعلم بهذا حتى سمعتموه ، ألا وانه يجير على المسلمين أدناهم (٢).

[٥٣ ] ـ حدثنا ابو الحسين محمد بن خالد بن على (٣) الحمصي ، ثنا بشر بن شعيب ، عن ابيه ، وأخبرنا ابو بشر (٤) بن يعقوب ، ثنا ابو اليمان ، أنبأنا شعيب ، عن الزهري ، قال : اخبرني علي بن الحسين : ان المسوّر بن محرمة أخبره : ان علي بن ابي طالب خطب بنت أبي جهل وعنده فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فلما سمعت فاطمة اتت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقالت له : ان قومك يتحدثون إنك لا تغضب لبناتك ، وهذا علي ناكح (٥) بنت أبي جهل.

__________________

(١) روى هذا الحديث الحاكم في المستدرك ج ٤ ص ٤٥ وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.

(٢) وسيأتي اجارة زينب لابي العاص في الحديث ٥٦.

(٣ ، ٤) كذا ظاهر الكلمة ، وهي غير واضحة في نسختنا.

(٥) في نسخة الاصل كما في الفضائل : ناكحا.

٧٣

قال المسوّر بن مخرمة : فقام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فسمعته حين تشهّد قال : أمّا بعد ، فاني أنكحت أبا العاص فحدثني فصدقني ، وان فاطمة بنت محمد بضعة مني وانا أكره ان يفتنوها (١) ، وانها والله لا تجمع بنت رسول الله وبنت عدوّ الله عند رجل واحد أبدا.

فترك عليّ الخطبة. (٢)

__________________

(١) كتب في هامش نسختنا : في حاشية الاصل ما يلي : في الاصل : يسؤها.

(٢) ورواه احمد بن حنبل في الفضائل ح ١٣٢٩ وباسناده عن ابي اليمان في المسند ج ٤ ص ٣٢٦ وباسناده عن وهب في ص ٣٢٦ بلفظ يقرب منه وكذا في الحديث ١٣٣٤ من فضائل الصحابة. ، واخرجه البخاري في صحيحه ج ٧ ص ٨٥ ومسلم في صحيحه ٤ / ١٩٠٣ عن ابي اليمان ، وابو داود في سننه ج ٢ ص ٢٢٥ عن الزهري.

وهذا الحديث ـ وان كثرنا قلوه من العامة ـ فهو منحصر بهم ولم نر فيه ولا طريقا صحيحا واحدا من الخاصة ، وهو بظاهره مناف لما كان عليه امير المؤمنين (ع) من طاعته للرسول وعدم مخالفته له حتى في أبسط الامور فكيف يعمل ما يوجب اذى الرسول (ص)؟!

والمشهور بين المحدثين ان الرسول (ص) قال : « فاطمة بضعة مني » على ما رواه اكثر المحدثين ـ بعبارات مختلفة ـ الآن ان دمج هذا القول بقصة مفتعلة للحط من كرامة امير المؤمنين عليه‌السلام قد جنّد الغيارى على التراث للدفاع عن الامام (ع) ومنهم السيد المرتضى علم الهدى (ره) في كتابه : « تنزيه الأنبياء » وخلاصة ما قاله (ره) : ان هذا الخبر موضوع قد تفرد به راو واحد هو الكرابيسي طاعنا به على أمير المؤمنين (ع) وفيه ما يشهد العقل بكذبه وبطلانه وهو امور.

منها : ان النبيّ (ص) لا ينكر ما اباحه الاسلام ، فللرجل ان يتزوج أربعا فكيف ينكر الرسول هذا المباح ويعلن بذلك على المنابر.

ومنها : ان هذا الخبر يتضمّن الطعن على النبي (ص) لانه انما زوّج فاطمة (ع) من امير المؤمنين بعد ان اختار الله لها ذلك ، ومن المعلوم ان الله لا يختار لها من بين الخلائق من يؤذيها ويغمّها ، وهذا أدل دليل على كذب القصة.

ومنها : انه لم يعهد من أمير المؤمنين (ع) خلاف على الرسول (ص) ولا كان ـ قطّ ـ بحيث يكره الرسول (ص) ـ على طول الصحبة ـ ، فكيف يتصور منه المخالفة له في هذا الموضوع.

ومنها : انه لو صحّ ذلك لانتهزه الاعداء من بني أميّة واتباعهم للطعن به على امير المؤمنين (ع) في حين انا لم نعثر على من روى هذه القصّة غير الكرابيسي. الى غير ذلك مما هو مسطور في كتاب السيد

٧٤

[٥٤] ـ حدثنا أحمد بن عبد الجبّار ، ثنا يونس بن بكير ، عن زكريا بن ابي زائدة ، عن عامر الشعبي قال : خطب علي بنت ابي جهل الى عمّها الحارث واستأمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

فقال : عن اي شأنها تسألني ، عن حسنها؟ (١).

قال : لا .. ولكن تأمرني بها؟.

فقال : (٢) فاطمة بضعة (٣) مني ، ولا أحب ان تجزع.

فقال : لا آتي شيئا تكرهه. (٤)

قال ابن اسحاق : وحدثني من لا أتهمه : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يغار لبناته غيرة شديدة ، وكان لا ينكح بناته على ضرّة.

[٥٥ ] ـ حدثنا ابو عمرو عثمان بن عبد الله بن خرزاذ ، حدثني عبد الرحمن بن صالح الازدي ، ثنا يونس بن بكير ، عن محمد بن اسحاق ، قال : حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير ، عن ابيه ، عن عائشة ، قالت : وكان الاسلام قد فرّق بين زينب وبين ابي العاص حين اسلمت ، الا ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان لا يقدر ان يفرّق بينهما ، وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مغلوبا بمكة لا يحلّ ولا يحرّم. (٥)

[٥٦ ] ـ حدثنا النضر بن سلمة ، ثنا أيوب بن سليمان بن بلال ، ثنا ابو بكر بن أبي أويس ، عن سليمان بن بلال ، عن صالح بن كيسان ، عن الزهري ،

__________________

المرتضى رحمه الله ط / النجف ص ٢١٢.

(١) في هامش نسختنا ورد ما يلي : قال الشيخ [ اي : المؤتمن ] : الصواب : عن حسبها.

(٢) كذا ورد في هامش نسختنا واما المتن فهو : وقال.

(٣) في هامش نسختنا : في نسخة : مضغة.

(٤) رواه احمد بن حنبل في الفضائل حديث ١٣٢٣ واخرجه الحاكم في المستدرك ج ٣ ص ١٥٨. وانظر تعليقنا عليه بمراجعة الرقم السابق.

(٥) ذكر ابن هشام في السيرة ج ١ ص ٤٧٨ معنى هذا الحديث.

٧٥

عن أنس بن مالك : ان زينب هاجرت الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وزوجها كافر ، فأسر المسلمون ابا العاص بن الربيع ، فقالت زينب : اني قد أجرت ابا العاص.

فأجاز رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اجارتها اياه ، وقال : يجير على المسلمين أدناهم. (١)

[٥٧ ] ـ حدثني أحمد بن عبد الرحيم ، حدثنا ابو صالح ، حدثني الليث ، عن عقيل ، قال : قال ابن شهاب : كانت زينب أكبر بنات رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فتزوجها أبو العاص بن الربيع ، بن عبد شمس ، فولدت زينب من ابي العاص بنتا فسمّاها « أمامة » ، فبلغت فنكحها علي بن ابي طالب بعد وفاة فاطمة رضي‌الله‌عنهم. (٢)

[٥٨ ] ـ حدثنا ابراهيم بن يعقوب ، ثنا يزيد بن هارون ، انا محمد بن اسحاق ، عن داود بن حصين ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ردّ زينب على ابي العاص بعد سنتين بالنكاح الاول ولم يحدث صداقا (٣).

[٥٩ ] ـ حدثنا ابراهيم بن يعقوب ، ثنا يزيد بن هارون ، انبأنا حجاج بن ارطاة ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جدّه : ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ردّ زينب على ابي العاص بمهر جديد ونكاح جديد.

[٦٠ ] ـ حدثنا ابراهيم بن يعقوب ، ثنا علي بن الحسن الرافقي ، ثنا محمد بن سلمة ، عن ابي عبد الرحيم ، عن زيد بن ابي انيسة ، عن محمد بن عبد الله ، عن

__________________

(١) اخرجه الحاكم في المستدرك ج ٤ ص ٤٥ باسناده عن ابي علي الحافظ ، عن محمد بن صاعد ، عن عبد الله بن شبيب ، عن ايوب بن سليمان .. الى آخر السند. وقد مضى معنى هذا الحديث برقم (٥٢).

(٢) مضى معنى هذا الحديث برقم ٤٨. وسيأتي برقم ٦١ و ٦٢.

(٣) رواه الحاكم في المستدرك ج ٤ ص ٤٦ باسناده عن يزيد بن هارون ، ورواه ابن هشام في السيرة ج ٢ ص ٤٨٣ وفيه : ولم يحدث شيئا.

٧٦

عبد المطلب ، عن ابي هريرة ، قال : دخلت على أمّ كلثوم (١) بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقالت : دخل عليّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وخرجت ، أو خرج عني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ودخلت (٢) ، فقال : كيف تجدين ابا عبد الله؟. قلت : كخير [ الرجال ] (٣).

قال : اكرميه ، فانه من أشبه أصحابي بي خلقا.

قال علي : هو عثمان بن عفّان. (٤) (٥).

[٦١ ] ـ حدثنا أحمد بن عبد الجبار ، ثنا يونس بن بكير ، عن ابن اسحاق ، قال : وكانت زينب عند ابي العاص بن الربيع فولدت له « أمامة » و « عليا » ، فذهب علي وهو غلام ، وبقيت امامة حتى تزوجها علي بن ابي طالب ، بعد فاطمة ، وتزوجت بعد علي ؛ المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب فهلكت عنده.

[٦٢ ] ـ حدثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام ، ثنا زهير بن العلاء ، ثنا سعيد بن ابي عروبة ، عن قتادة قال : تزوج ابو العاص بن الربيع زينب بنت رسول الله

__________________

(١) كان في نسخة الاصل : زينب ، فشطب عليه وكتب فوقه : أم كلثوم ، وكتب في الهامش : قال : والصواب أمّ كلثوم.

(٢) في نسخة الاصل : فدخلت.

(٣) ما بين المعقوفتين غير موجود في نسختنا وانما اخذناه من الفضائل الحديث ٨٣٤ و ٨٤٠ ، وذكره فى الرياض النضرة ٣ / ١٤ ونسبه الى الدولابي.

(٤) في هامش نسخة الاصل زيادة : رضي‌الله‌عنه.

(٥) ورد في هامش نسخة الاصل ـ أيضا ـ ما يلي : قال شيخنا ، ونقلته من خطّه : قال الشيخ ابو نصر المؤتمن ، ونقلته من خطّه من حاشية نسخته ، وفيها سماعي ـ أيضا ـ : هذا وهم ما أدري من أين أتى ، وإنّما تزوج عثمان برقيّة ثم بأم كلثوم ، ورقية ماتت في وقعة بدر قبل اسلام ابي هريرة ومقدمه المدينة.

فينظر فيه ان شاء الله ما هذا الخطأ وممن وقع؟.

قال الشيخ : وقد روى الدولابي بهذا الاسناد من حديث محمد بن سلمة مثل هذا أيضا.

٧٧

صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فولدت له « أمامة » زوج علي بن ابي طالب (١) بعد فاطمة فلم تزل عنده حتى قتل عنها (٢).

__________________

اقول : وسيأتي مثل ذلك برقم ٧١ وانظر تعليقنا عليه عن الحاكم. ومضى معنى هذا الحديث برقم ٤٨.

(١) ورد في هامش نسختنا زيادة كلمة : امامة ، وكتب بعدها « صح ».

(٢) مضى معنى هذا الحديث برقم ٤٨ و ٥٧ و ٦١.

٧٨

[ رقيّة بنت رسول الله (ص) ]

رقية رضي‌الله‌عنها

[٦٣] ـ حدثنا عبد الله بن محمد أبي أسامة ، نا حجاج بن ابي منيع ، ناجدي ، عن الزهري ، قال : وأمّا رقيّة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فتزوجها عثمان بن عفّان في الجاهلية ، فولدت له عبد الله بن عثمان وبه كان يكنّى أوّل مرّة ، حتى كنّي بعد ذلك بعمرو بن عثمان ، ـ وبكل كان يكنّى ـ.

ثم توفيت رقية زمن بدر فتخلف عثمان على دفنها ، فذلك منعه ان يشهد بدرا (١) ، وقد كان عثمان هاجر الى ارض الحبشة ، وهاجر معه [ كذا ] برقية بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

وتوفيت رقية بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم قدم زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بشيرا بفتح

__________________

(١) ان تخلّف عثمان وغيبته عن بدر ثابت في كتب التاريخ ، وتعليل ذلك بما ورد هنا من تمريض رقية لا اصل له ، لانها مرضت بعد انتصار المسلمين في بدر ورجوعهم الى المدينة ، وقد فصل المجلسي سبب مرضها ووفاتها في المجلد ٢٢ من البحار ص ١٥٨ ـ ١٦٣.

٧٩

بدر. (١)

[٦٤ ] ـ حدثنا أحمد بن المقدام ـ أبو الأشعث ـ ، نا زهير بن العلاء ، نا سعيد بن ابي عروبة ، عن قتادة ، قال : كانت رقية عند عتبة بن عبد العزّى ـ ابي لهب ـ ، فلم يبن بها حتى بعث النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فلما انزل الله : « تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ » (٢) سأل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عتبة طلاق رقيّة ، وسألته طلاقها.

فقالت له امّه ، أم جميل بنت حرب بن أميّة ، ـ حمّالة الحطب ـ ، : طلّقها يا بني ، فانها قد صبت.

فطلّقها

[٦٥] ـ حدثنا عثمان بن عبد الله بن خرزاذ ، حدثني عبد الرحمن بن صالح الأزدي ، نا يونس بن بكير ، عن محمد بن اسحاق ، قال : حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير ، عن ابيه ، عن عائشة ، قالت : (٣) مشوا الى عتبة بن ابي لهب ، فقالوا له : طلّق ابنة محمد ونحن نزوّجك أية امرأة من قريش شئت.

قال : ان زوّجتموني ابنة ابان بن سعيد بن العاص ، او ابنة سعيد بن العاص ، فارقتها.

فزوّجوه ، وفارقها ، ولم يكن دخل بها ، فأخرجها الله من يديه كرامة لها وهوانا له ، وخلف عليها عثمان بن عفان (رض). (٤)

[٦٦ ] ـ حدثنا أحمد بن عبد الجبار ، نا يونس بن بكير ، عن ابن اسحاق ، قال :

__________________

(١) روى معناه ابن كثير في السيرة النبوية ج ٤ ص ٥٨٢.

(٢) سورة اللهب (١١١) الآية ١.

(٣) هذا الحديث تتمة للحديث رقم ٥٠ فراجع هناك.

(٤) روى هذا الحديث باكمله ابن هشام في السيرة النبوية ج ٢ ص ٤٧٨ وفيه زيادة : بعده.

٨٠