بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤١٥
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

شهودا * ومهدت له تمهيدا * ثم يطمع أن أزيد * كلا إنه كان لآياتنا عنيدا (١).

المرسلات : كلوا وتمتعوا قليلا إنكم مجرمون (٢).

الطارق : إنهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا فمهل الكافرين أمهلهم رويدا (٣).

١ ـ لى : عن ماجيلويه ، عن عمه ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن محمد بن سنان عن إبراهيم بن زياد ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن الله تبارك وتعالى أهبط ملكا إلى الارض فلبث فيها دهرا طويلا ثم عرج إلى السماء فقيل له : ما رأيت؟ قال : رأيت عجايب كثيرة ، وأعجب ما رأيت أني رأيت عبدا متقلبا في نعمتك ، يأكل رزقك ، ويدعي الربوبية ، فعجبت من جرئته عليك ومن حلمك عنه : فقال الله جل جلاله : فمن حلمي عجبت؟ قال : نعم ، قال : قد أمهلته أربعمائة سنة لا يضرب عليه عرق ، ولا يريد من الدنيا شيئا إلا ناله ، ولا يتغير عليه فيها مطعم ولا مشرب (٤).

٢ ـ ل : عن ابن الوليد ، عن محمد العطار وأحمد بن إدريس معا ، عن ابن عيسى عن ابن أبي عمير ، عن الحسين بن مصعب قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : إن لله عز وجل في كل يوم وليلة ملكا ينادي : مهلا مهلا عباد الله عن معاصي الله فلولا بهائم رتع ، وصبية ، رضع ، وشيوخ ركع ، لصب عليكم العذاب صبا ترضون به رضا (٥).

٣ ـ ع : الفامي ، عن محمد الحميري ، عن أبيه ، عن هارون ، عن ابن صدقة عن الصادق عليه‌السلام عن آبائه عليهم‌السلام أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : إن الله عزوجل إذا رأى أهل قرية قد اسرفوا في المعاصي ، وفيهاثلاث نفر من المؤمنين ناداهم جل جلاله

____________________

(١) المدثر : ١٦١١.

(٢) المرسلات : ٤٦.

(٣) الطارق : ١٧١٥.

(٤) لا يوجد في الامالى.

(٥) الخصال ج ١ ص ٦٤.

٣٨١

وتقدست أسماؤه : يا أهل معصيتي لولا ما فيكم من المؤمنين المتحابين بجلالي العامرين بصلاتهم ارضي ومساجدي ، المستغفرين بالاسحار خوفا مني ، لانزلت بكم عذابي ثم لا أبالي (١).

ع : عن أبيه ، عن الحميري مثله (٢).

٤ ـ ع : أبي ، عن محمد العطار ، عن العمركي. عن علي بن جعفر عن أخيه ، عن أبيه ، عن علي عليهم‌السلام قال : إن الله عزوجل إذا أراد أن يصيب أهل الارض بعذاب قال : لولا الذين يتحابون بجلالي ، ويعمرون مساجدي ويستغفرون بالاسحار لانزلت عذابي (٣).

ثو : عن أبيه ، عن علي بن الحسن الكوفي ، عن أبيه ، عن ابن المغيرة ، عن السكوني ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم‌السلام مثله (٤).

٥ ـ ع : ابن المتوكل ، عن اسعد آبادي ، عن البرقي ، عن علي بن الحكم عن ابن عميرة ، عن ابن طريف ، عن ابن نباتة قال : قال امير المؤمنين عليه‌السلام : إن الله عزوجل ليهم بعذاب أهل الارض جميعا حتى لا يريد أن يحاشى منهم أحدا إذا عملوا بالمعاصي ، واجترحوا السيئات ، فاذا نظر إلى الشيب ناقلي أقدامهم إلى الصلوات والولدان يتعلمون القرآن رحمهم وأخر عنهم ذلك (٥).

٦ ـ شى : عن يونس بن ظبيان ، عن ابي عبدالله عليه‌السلام قال : إن الله يدفع بمن يصلي من شيعتنا عمن لا يصلي من شيعتنا ، ولو أجمعوا على ترك الصلاة لهلكوا وإن الله يدفع بمن يصوم منهم عمن لا يصوم من شيعتنا ، ولو أجمعوا على ترك الصيام لهلكوا ، وإن الله يدفع بمن يزكي من شيعتنا عمن لا يزكي منهم ، ولو اجتمعوا

____________________

(١) علل الشرائع ج ١ ص ٢٣٤.

(٢) علل الشرائع ج ٢ ص ٢٠٩.

(٣) علل الشرائع ج ١ ص ٢٠٨.

(٤) ثواب الاعمال : ١٦١.

(٥) علل الشرائع ج ٢ ص ٢٠٨.

٣٨٢

على ترك الزكاة لهلكوا ، وإن الله ليدفع بمن يحج من شيعتنا عمن لا يحج منهم ولو اجتمعوا على ترك الحج لهلكوا ، وهو قول الله تعالى : «ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الارض ولكن الله ذو فضل على العالمين» (١) فوالله ما أنزلت إلا فيكم ، ولا عني بها غيركم (٢).

٧ ـ ختص : عن ربعي ، عن عمر بن يزيد قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : ما عذب الله قرية فيها سبعة من المؤمنين (٣).

٨ ـ نهج : قال عليه‌السلام : يا ابن آدم إذا رأيت ربك سبحانه يتابع عليك نعمه وأنت تعصيه فاحذره (٤).

وقال عليه‌السلام : في كلام له : الحذر الحذر فوالله لقد ستر حتى كأنه غفر (٥).

وقال عليه‌السلام : كم من مستدرج بالاحسان إليه ، ومغرور بالستر عليه ، ومفتون بحسن القول فيه ، وما ابتلى الله أحدا بمثل الاملاء له (٦).

وقال عليه‌السلام : أيها الناس ليراكم الله من النعمة وجلين كما يراكم من النقمة فرقين ، إنه من وسع عليه في ذات يده ، فلم يرذلك استدراجا فقد أمن مخوفا ومن ضيق عليه في ذات يده فلم ير ذلك اختبارا فقد ضيع مأمولا (٧).

____________________

(١) البقرة : ٢٥١.

(٢) تفسير العياشي ج ١ ص ١٣٥.

(٣) الاختصاص : ٣٠.

(٤) نهج البلاغة الرقم ٢٤ من الحكم.

(٥) نهج البلاغة الرقم ٢٩ من الحكم.

(٦) نهج البلاغة الرقم ١١٦ من الحكم.

(٧) نهج البلاغة الرقم ٣٥٨ من الحكم.

٣٨٣

١٤٠

( باب )

* «( النهى عن التعيير بالذنب أو العيب ، والامر بالهجرة عن بلاد أهل المعاصى )» *

الايات : النساء : إن الذين توفيهم الملئكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالواكنا مستضعفين في الارض قالوا ألم تكن ارض الله واسعة فتهاجروا فيها (١).

العنكبوت : يا عبادي الذين آمنوا إن ارضي واسعة فاياي فاعبدون (٢).

الزمر : ارض الله واسعة (٣).

١ ـ كا : عن علي ، عن أبيه ، عن ابن ابي عمير ، عن حسين بن عثمان عن رجل ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من أنب مؤمنا أنبه الله في الدنيا والآخرة (٤) بيان : قال الجوهري : أنبه تأنيبا عنفه ولامه ، وتأنيبه عزوجل إما على الحقيقة ففي الآخر ظاهر ، وفي الدنيا وإن لم يستمع لكن يفتضح عند الملاء الاعلى ، ويعلمه باخبار المخبر الصادق وأمثال ذلك من نداء الله تعالى مع عدم سماعه كثيرة ، والكل محمول على ذلك.

وإما المراد به إفشاء عيوبه وابتلاؤه بمثله في الدنيا وعقابه على التأنيب في الآخرة على المشاكلة ، أوتسمية المسبب باسم السبب.

٢ ـ كا : عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن إسماعيل بن عمار ، عن إسحاق عن عمار ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من أذاع فاحشة كان كمبتدئها ، ومن عير مؤمنا بشئ لم يمت حتى يركبه (٥).

بيان : الفاحشة كل ما نهى الله عزوجل عنه ، وربما يخص بما يشتد قبحه من الذنوب «كان كمبتدئها» اي فاعلها ، وإنماعبر عنه بالمبتدئ لان المذيع كالفاعل ، فهو بالنسبة إليه مبتدئ ، ويحتمل أن يكون المراد بالفاحشة

____________________

(١) النساء : ٩٧. (٢) العنكبوت : ٥٦.

(٣) الزمر : ١٠.

(٥٤) الكافي ج ٢ ص ٣٥٦.

٣٨٤

البدعة القبيحة ، والمعنى من عمل بها وأفشاها بين الناس كان عليه كوزر من ابتدعها أولا ، وهذا بالنظر إلى الابتداء أظهر ، كالاول بالنسبة إلى الاذاعة. في القاموس بدأبه كمنع ابتدء ، والشئ فعله ابتداء كأبداه وابتداه.

وقد يقال : هذا الوعيد إنما هو في ذوي الهيئات الحسنة ، وفيمن لم يعرف بأذية ولا فساد في الارض ، وأما المولعبن بذلك ، الذين ستروا غير مرة فلم يكفوا فلا يبعد القول بكشفهم ، لان الستر عليهم من المعاونة على المعاصي وستر من يندب إلى ستره ، إنما هو في معصية مضت ، وأما في معصية هو متلبس بها ، فلا يبعد القول بوجوب المبادرة إلى إنكارها ، والمنع منها لمن قدر عليه ، فان لم يقدر رفع إلى والي الامر ، ما لم يؤد إلى مفسدة أشد.

وأما جرح الشاهد والراوي والامناء على الاوقاف والصدقات وأموال الايتام فيجب الجرح عند الحاجة إليه ، لانه تترتب عليه أحكام شرعية ، ولو رفع إلى الامام مايندب الستر فيه لم يأثم ، إذا كانت نيته رفع معصية الله لا كشف ستره وجرح الشاهد إنما هو عند طلب ذلك منه ، أو يرى حاكما يحكم بشهادته ، وقد علم منه ما يبطلها ، فلا يبعد القول بحسن رفعه.

٣ ـ كا : عن العدة ، عن البرقي ، عن ابن فضال ، عن حسين بن عمر بن سليمان ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من لقي أخاه بما يؤنبه أنبه الله في الدنيا والآخرة (١).

بيان : «بما يؤنبه» كأن كلمة «ما» مصدرية فالمستتر في «يؤنبه» راجع إلى «من» ويحتمل أن تكون موصولة فيحتمل إرجاع المستتر إلى «من» أيضا بتقدير العائد اي بما يؤنبه به ، أو إلى ما نفي ، والاسناد تجوزة ٤ ما : المفيد ، عن ابي غالب الزراري ، عن جده محمد بن سليمان ، عن محمد بن خالد ، عن ابن حميد ، عن الحذاء ، عن الباقر عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : كفى بالمرء عيبا أن يبصر من الناس ما يعمى عنه من

____________________

(١) الكافي ج ٢ ص ٣٥٦.

٣٨٥

نفسه ، وأن يعير الناس بما لا يستطيع تركه ، وأن يوذي جليسه بما لا يعنيه (١).

ل ـ العطار ، عن سعد ، عن البرقي ، عن بكر بن صالح ، عن ابن فضال عن عبدالله بن إبراهيم ، عن الحسين بن زيد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مثله (٢).

٥ ـ فس : في رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله : «يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة» (٣) يقول : لا تطيعوا أهل الفسق من الملوك فان خفتموهم أن يفتنوكم على دينكم فان أرضي واسعة ، وهو يقول : «فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الارض» فقال «ألم تكن ارض الله واسعة فتهاجروا فيها» (٤).

٦ ـ ل : عن سعد ، عن الاصبهاني ، عن المنقري ، عن ابن عيينة ، عن الزهري عن علي بن الحسين عليه‌السلام قال : كان آخر ما أوصى به الخضر موسى بن عمران عليهما‌السلام أن قال له : لا تعيرن أحدا بذنب ، وإن أحب الامور إلى الله عزوجل ثلاثة : القصد في الجدة ، والعفو في المقدرة ، والرفق بعباد الله ، وما رفق أحد بأحد في الدنيا إلا رفق الله عزوجل به يوم القيامة ، ورأس الحكم مخافة الله تبارك وتعالى (٥).

أقول : قد مضى في باب جوامع مساوي الاخلاق ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام أنه قال : سبعة يفسدون أعمالهم ، وذكر منهم السريع إلى لائمة إخوانه (٦).

٧ ـ ص : عن الصدوق ، عن محمد العطار ، عن الحسين بن إسحاق ، عن علي بن مهزيار ، وعن الحسين بن سعيد ، عن عثمان بن عيسى ، عن ابن مسكان ، عن سدير عن ابي جعفر عليه‌السلام قال : لما فارق موسى الخضر عليه‌السلام قال موسى : أوصني! فقال

____________________

(١) أمالى الطوسى ج ١ ص ١٠٥.

(٢) الخصال ج ١ ص ٥٤.

(٣) العنكبوت : ٥٦.

(٤) تفسير القمى : ٤٩٧ والاية في النساء : ٩٧.

(٥) الخصال ج ١ ص ٥٤.

(٦) راجع ج ٧٢ ص ١٩٥ ، نقله عن الخصال ج ٢ ص ٥.

٣٨٦

الخضر : الزم مالا يضرك معه شئ ، كما لا ينفعك من غيره شئ ، إياك واللجاجة والمشي إى غير حاجة ، والضحك في غير تعجب ، يا ابن عمران! لا تعيرن أحدا بخطيئة ، وابك على خطيئتك.

٨ ـ نهج : ليس بلد أحق بك من بلد ، خير البلاد ما حملك (١).

١٤١

( باب )

* «( وقت ما يغلظ على العبد في المعاصي واستدراج الله تعالى )» *

الايات : فاطر : وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجائكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير (٢).

أقول : قد مضى بعض أخبار الاستدراج في باب الاملاء والامهال على الكفار والفجار والاستدراج فلا تغفل.

١ ـ ع : عن ابن الوليد ، عن الصفار ، عن البرقي ، عن علي بن الحكم ، عن عبدالله بن جندب ، عن سفيان بن السمط قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : إذا أراد الله عزوجل بعبد خيرا فأذنب تبعه بنقمة ويذكره الاستغفار ، وإذا أراد الله بعبد شرا فأذنب ذنبا تبعه بنعمة لينسيه الاستغفار ، ويتمادى به ، وهو قول الله عزوجل «سنستدرجهم من حيث لا يعلمون» (٣) بالنعم عند المعاصي (٤).

____________________

(١) نهج البلاغة الرقم ٤٤٢ ، من الحكم.

(٢) فاطر : ٣٧.

(٣) الاعراف : ١٨٢.

(٤) علل الشرائع ج ٢ ص ٢٤٨ ، وفي الكافي ج ٢ ص ٤٥٢ ، باب الاستدراج مثل ذلك وشرحه في مرآت العقول ج ٢ ص ٤٢٣.

٣٨٧

٢ ـ ل : أبي ، عن سعد ، عن البرقي رفعه إلى ابي عبدالله عليه‌السلام في قول الله عزوجل : «أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر» (١) قال : توبيخ لابن ثمان عشرة سنة (٢).

٣ ـ ثو (٣) ل : أبي ، عن سعد ، عن سلمة بن الخطاب ، عن أحمد بن عبدالرحمان عن إسماعيل بن عبدالخالق ، عن محمد بن طلحة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن الله ليكرم ابن السبعين ويستحيي من ابن الثمانين (٤).

٤ ـ ل : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن هاشم ، عن محمد بن علي المنقري ، عن يحيى بن المبارك ، عن عبدالله بن جبلة ، عن إسحاق بن عمار ، عن ابي عبدالله ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن علي عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من عمر أربعين سنة سلم من الادواء الثلاثة : من الجنون ، والجذام ، والبرص ، ومن عمر خمسين سنة رزقه الله الانابة إليه ، ومنعمر ستين سنة هون الله حسابه يوم القيامة ، ومن عمر سبعين سنة كتبت حسناته ولم تكتب سيئاته ، ومن عمر ثمانين سنة غفر الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، ومشى على الارض مغفورا له ، وشفع في أهل بيته (٥).

٥ ـ لى : عن أبيه ، عن سعد ، عن ابنعيسى ، عن علي بن الحكم ، عن داود بن النعمان ، عن سيف التمار ، عن أبي بصير قال : قال الصادق عليه‌السلام : إن العبد لفي فسحة من أمره ما بينه وبين أربعين سنة ، فاذا بلغ أربعين سنة أوحى الله عوجل إلى ملكيه : إني قد عمرت عبدي عمرا فغلظا وشددا وتحفظا ، واكتبا عليه قليل عمله وكثيره ، وصغيره وكبيره (٦).

ل : عن ابن الوليد ، عن أحمد بن إدريس ، عن الاشعري ، عن محمد بن السندي ، عن علي بن الحكم مثله (٧).

____________________

(١) فاطر : ٣٧. (٢) الخصال ج ٢ ص ٩٦.

(٣) ثواب الاعمال : ١٧١.

(٤) الخصال ج ٢ ص ١١٥.

(٥) الخصال ج ٢ ص ١١٤.

(٦) أمالى الصدوق : ٢٣.

(٧) الخصال ج ٢ ص ١١٥.

٣٨٨

٦ ـ ل : بهذا الاسناد ، عن أبي بصير قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : إذا بلغ العبد ثلاثا وثلاثين سنة ، فقد بلغ اشده ، وإذا بلغ أربعين سنة فقد بلغ منتهاه فاذا طعن في إحدى وأربعين فهو في النقصان وينبغي لصاحب الخمسين أن يكون كمن كان في النزع (١).

٧ ـ ل : بهذا الاسناد ، عن أبي بصير قال : قال أبوجعفر عليه‌السلام : إذا أتت على العبد أربعون سنة قيل له : خذ حذرك ، فانك غير معذور ، وليس ابن أربعين سنة أحق بالعذر من ابن عشرين سنة ، فان الذي يطلبهما واحد ، وليس عنهما براقد فاعمل لما أمامك من الهول ، ودع عنك فضول القول (٢).

٨ ـ ل : عن ابيه ، عن العطار ، عن أبيه ، عن الاشعري ، عن ابن معروف عن ابن أبي نجران ، عن محمد بن القاسم ، عنعلي بن المغيرة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : إذا بلغ المرء أربعين سنة آمنه الله عزوجل من الادواء الثلاثة الجنون والجذام والبرص ، فإذا بلغ الخمسين خفف الله حسابه ، فاذا بلغ الستين رزقه الله الانابة إليه ، فاذا بلغ السبعين أحبه أهل السماء ، فاذا بلغ الثمانين أمر الله باثبات حسناته وإلقاء سيئاته ، فاذا بلغ التسعين غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وكتب اسير الله في ارضه (٣).

ثو : عن ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن معروف مثله (٤).

٩ ـ ل : وفي حديث آخر فاذا بلغ المائة فذلك أرذل العمر ، وروي أن أرذل العمر أن يكون عقله عقل ابن سبع سنين (٥).

١٠ ـ ل : عن محمد بن الفضل ، عن محمد بن إسحاق المذكر ، عن محمد بن يعقوب الاصم ، عن بكر بن سهل ، عن عبدالله بن المهاجر ، عن ابن وهب ، عن حفص بن ميسرة ، عن زيد بن أسلم ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما من معمر يعمر

____________________

(١ ـ ٣) الخصال ج ٢ ص ١١٥.

(٤) ثواب الاعمال : ١٧١.

(٥) الخصال ج ١ ص ١١٥.

٣٨٩

أربعين سنة إلا صرف الله عنه ثلاثة أنواع من البلاء : الجنون والجذام والبرص ، فاذا بلغ الخمسين لين الله عليه حسابه ، فاذا بلغ الستين رزقه الله الانابة إليه بما يحب ويرضى ، فاذا بلغ السبعين أحبه الله وأحبه أهل السماء ، فاذا بلغ الثمانين قبل الله حسناته وتجاوز عن سيئاته ، فاذا بلغ التسعين غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وسمي اسير الله في أرضه ، وشفع في أهل بيته (١).

ل : عن ابن بندار ، عن أبي العباس الحمادي ، عن محمد بن علي الصائغ عن إبراهيم بن المنذر ، عن عبدالله بن محمد بن حسين ، عن محمد بن عبدالله بن عمر بن عثمان ، عن أنس ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مثله (٢).

١١ ـ ل : عن أبيه ، عن سعد ، عن سلمة بن الخطاب ، عن علي بن الحسين عن أحمد بن محمد المؤدب ، عن عاصم بن حميد ، عن خالد القلانسي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن الله يستحيي من أبناء الثمانين أن يعذبهم.

وقال عليه‌السلام : يؤتى بشيخ يوم القيامة فيدفع إليه كتابه ظاهره مما يلي الناس لا يرى إلا مساوي فيطول ذلك عليه ، فيقول : يا رب أتأمر بي إلى النار فيقول الجبار جل جلاله : يا شيخ إني أستحيي أن أعذبك وقد كنت تصلي لي في دار الدنيا ، اذهبوا بعبدي إلى الجنة (٣).

١٢ ـ جع : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله تعالى ينظر في وجه الشيخ المؤمن صباحا ومساء فيقول : يا عبدي كبر سنك ، ودق عظمك ، ورق جلدك ، وقرب أجلك وحان قدومك علي فاستح مني فأنا استحي من شيبتك أن أعذبك بالنار.

وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن الله جل جلاله : الشيبة نوري فلا أحرق نوري بناري.

وعن حازم بن حبيب الجعفي قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : إذا بلغت ستين

____________________

(١ و ٢) الخصال ج ٢ ص ١١٦.

(٣) الخصال ج ٢ ص ١١٥.

(٤) جامع الاخبار : ١٠٧.

٣٩٠

سنة فاحسب نفسك في الموتى.

قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أبناء الاربعين زرع قد دنى حصاده ، أبناء الخمسين ماذا قدمتم وماذا أخرتم؟ أبناء الستين هلموا إلى الحساب لا عذر لكم ، أبناء السبعين عدوا أنفسكم من الموتى.

عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن الله ليكرم أبناء السبعين ، ويستحيي من أبناء الثمانين أن يعذبهم (١).

١٤٢

* ( باب ) *

* «( من أطاع المخلوق في معصية الخالق )» *

١ ـ كا : عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من طلب رضى الناس بسخط الله جعل الله حامده من الناس ذاما (٢).

بيان : «من طلب رضى الناس بسخط الله» هذا النوع في الخلق كثير ، بل أكثرهم كذلك كالذين تركوا متابعة أئمة الحق لرضا ائمة الجور وطلب ما عندهم ، وكأعوان السلاطين الجائرين وعمالهم والمتقربين إليهم بالباطل ، والمادحين لهم على قبائح أعمالهم ، وكالذين يتعصبون للاهل والعشائر بالباطل ، وكشاهد الزور والحاكم بالجور بين المتخاصمين طلبا لرضا أهل العزة والغلبة ، والذين يساعدون المتغابين ولا ينزجرون عنها طلبا لرضاهم ، ولئلا يتقروا من صحيته وأمثال ذلك كثيرة.

«وجعل حامده من الناس ذاما» اي بعد ذلك الحمد أو يحمدونه بحضرته ويذمونه في غيبته أو يكون المراد بالحامد من يتوقع منهم المدح.

____________________

(١) جامع الاخبار ص ١٤٠.

(٢) الكافي ج ٢ ص ٣٧٢.

٣٩١

٢ ـ كا : عن العدة ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن إسماعيل بن مهران عن يوسف بن عميرة ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من طلب مرضاة الناس بما يسخط الله كان حامده من الناس ذاما ، ومن آثر طاعة الله بغضب الناس كفاه الله عداوة كل عدو ، وحسد كل حاسد ، وبغي كل باغ ، وكان الله عزوجل له ناصرا وظهيرا (١).

بيان : المرضاة مصدر ميمي «ومن آثر طاعة الله» اي في موضع غير التقية فانها طاعة الله في هذا الموضع ، والظهير المعين.

٣ ـ كا : عنه ، عن شريف بن سابق ، عن الفضل بن ابي قرة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كتب رجل إلى حسين صلوات الله عليه : عظني بحرفين؟ فكتب إليه : من حاول أمرا بمعصية الله كان أفوت لما يرجو ، واسرع لمجئ ما يحذر (٢).

بيان : «بحرفين» اي بجملتين ، وما ذكره عليه‌السلام مع العطف في حكم جملتين ويحتمل أن يكون الحرفان كناية عن الاختصار في الكلام ، «من حاول» اي رام وقصد واللام في قوله : «لما يرجو» و «لمجئ» للتعدية.

٤ ـ كا : عن ابي علي الاشعري ، عن محمد بن عبدالجبار ، عن صفوان ، عن العلاء ، عن محمد بن مسلم قال : قال أبوجعفر عليه‌السلام : لا دين لمن دان بطاعة من عصى الله ، ولا دين لمن دان بفرية باطل على الله ، ولا دين لمن دان بجحود شئ من آيات الله (٣).

بيان : «لادين» اي لا إيمان أو لا عبادة «لمن دان» أي عبدالله «بطاعة من عصى الله» اي غير المعصوم ، فانه لا يجوز طاعة غير المعصوم في جميع الامور وقيل : من عصى الله من يكون حكمه معصية ولم يكن أهلا للفتوى «لمن دان» اي اعتقد ، اي عبدالله بافتراء الباطل على الله ، اي جعل هذا الافتراء عبادة أو جعل عبادته مبنية على الافتراء.

____________________

(١) الكافي ج ٢ ص ٣٧٢.

(٣٢) الكافي ج ٢ ص ٣٧٣.

٣٩٢

«بجحود شئ من آيات الله» اي أنكر شيئا من محكمات القرآن ، ويحتمل أن يكون المراد بالآيات الائمة عليهم‌السلام.

٥ ـ كا : عن علي بن إبراهيم ، عن ابيه ، عن النوفلي ، عن السكوني عن ابي عبدالله ، عن أبيه عليهما‌السلام عن جابر بن عبدالله [ الانصاري ] قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من أرضى سلطانا جائرا بسخط الله خرج من دين الله (١).

بيان : يمكن حمله على من ارضى خلفاء الجور بانكار ائمة الحق أو شئ من ضروريات الدين.

٦ ـ ن : بالاسانيد الثلاثة عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال امير المؤمنين عليه‌السلام : لا دين لمن دان بطاعة المخلوق في معصية الخالق (٢).

صح : عنه عليه‌السلام مثله (٣).

٧ ـ ن : بالاسناد إلى دارم ، عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من أرضى سلطانا بما يسخط الله خرج من دين الله عزوجل (٤).

٨ ـ ل : عن العطار ، عن أبيه ، عن عبدالله بن محمد بن عيسى ، عن أبيه ، عن ابن المغيرة ، عن السكوني ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من طلب رضى الناس بسخط الله جعل الله حامده من الناس ذاما (٥).

٩ ـ ما : عن المفيد ، عن ابي غالب الزراري ، عن عمه علي بن سليمان عن الطيالسي ، عن العلا ، عن محمد ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : لا دين لمن دان بطاعة من عصى الله ، ولا دين لمن دان بفرية باطل على الله ، ولا دين لمن دان

____________________

(١) الكافي ج ٢ ص ٣٧٣.

(٢) عيون الاخبار ج ٢ ص ٤٣.

(٣) صحيفة الرضا عليه‌السلام : ٣٤.

(٤) عيون الاخبار ج ٢ ص ٦٩.

(٥) الخصال ج ١ ص ٥.

٣٩٣

بجحود شئ من آيات الله (١).

١٠ ـ لى : عن أبيه ، عن علي ، عن أبيه ، عن صفوان ، عن الكناني ، عن الصادق عليه‌السلام قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تسخطوا الله برضا أحد من خلقه ، ولا تتقربوا إلى أحد من الخلق بتباعد من الله عزوجل ، فان الله ليس بينه وبين أحد من الخلق شئ يعطيه به خيرا أو يصرف به عنه سوءا ، إلا بطاعته وابتغاء مرضاته إن طاعة الله نجاح كل خير يبتغى ، ونجاة من كل شر يتقى ، وإن الله يعصم من اطاعه ولا يعتصم منه من عصاه ، ولا يجد الهارب من الله مهربا فان أمر الله نازل باذلاله ، ولو كره الخلائق ، وكل ما هوآت قريب ، ما شاء الله كان ، وما لم يشأ لم يكن (٢).

١٤٣

( باب )

* «( التكلف والدعوى )» *

الايات : ص : وما أنا من المتكلفين (٣).

١ ـ مص : قال الصادق عليه‌السلام : المتكلف مخطئ وإن أصاب ، والمتطوع مصيب وإن أخطأ ، والمتكلف لا يستجلب في عاقبة أمره إلا الهوان ، وفي الوقت إلا التعب والعنا والشقاء ، والمتكلف ظاهره رياء ، وباطنه نفاق ، فهما جناحان يطير بهما المتكلف.

وليس في الجملة من أخلاق الصالحين ولا من شعار المتقين التكلف في اي باب كان ، قال الله عزوجل لنبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله : «قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين» وقال عليه‌السلام : نحن معاشر الانبياء والاولياء براء من التكلف.

____________________

(١) أمالى الطوسى ج ١ ص ٧٦.

(٢) أمالى الصدوق : ٢٩٣.

(٣) سورة ص : ٨٦.

٣٩٤

فاتق الله واستقم نفسك يغنك عن التكلف ، ويطبعك بطباع الايمان ، ولا تشتغل بطعام آخره الخلا ، ولباس آخره البلا ، ودار آخرها الخراب ، ومال آخره الميراث ، وإخوان آخرهم الفراق ، وعز آخره الذل ، ووقار آخره الجفا وعيش آخره الحسرة (١).

٢ ـ مص : قال الصادق عليه‌السلام : الدعوى بالحقيقة للانبياء والائمة والصديقين والائمة عليهم‌السلام وأما المدعي بغير واجب فهو كابليس اللعين ، ادعى النسك وهو على الحقيقة منازع لربه ، مخالف لامره ، فمن ادعى اظهر الكذب ، والكاذب لا يكون أمينا ، ومن ادعى فيما لا يحل له فتح عليه ابواب البلوى ، والمدعي يطالب بالبينة لا محالة ، وهو مفلس فيفتضح ، والصادق لا يقال له : لم.

قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : الصادق لا يراه أحد إلا هابه (٢).

٣ ـ نهج : من كابد الامور عطب ومن اقتحم اللجج غرق (٣).

١٤٤

«( باب الفساد ) *

١ ـ مص : قال الصادق عليه‌السلام : فساد الظاهر من فساد الباطن ، ومن اصلح سريرته اصلح الله علانيته ، ومن خاف الله في السر لم يهتك ستره في العلانية وأعظم الفساد أن يرضى العبد بالغفلة عن الله ، وهذا الفساد يتولد من طول الامل والحرص والكبر كما أخبر الله عزوجل في قصة قارون في قوله :« ولا تبغ الفساد في الارض إن الله لا يحب المفسدين » (٤) وكانت هذه الخصال من صنع قارون واعتقاده. واصلها من حب الدنيا وجمعها ، ومتابعة النفس وهواها ، وإقامة

____________________

(١) مصباح الشريعة : ٢٤.

(٢) مصباح الشريعة : ٦٣.

(٣) نهج البلاغة الرقم ٣٤٩ من الحكم.

(٤) القصص ، ٧٧.

٣٩٥

شهواتها ، وحب المحمدة ، وموافقة الشيطان ، واتباع خطواته ، وكل ذلك يجتمع بحسب الغفلة عن الله ونسيان مننه.

وعلاج ذلك الفرار من الناس ، ورفض الدنيا ، وطلاق الراحة والانقطاع عن العادات ، وقلع عروق منابت الشهوات ، بدوام الذكر لله ، ولزوم الطاعة له واحتمال جفاء الخلق. وملازمة القربى ، وشماتة العدو من الاهل والقرابة فاذا فعلت ذلك فقد فتحت عليك باب عطف الله ، وحسن نظره إليك بالمغفرة والرحمة وخرجت من جملة الغافلين ، وفككت قلبك من أسر الشيطان ، وقدمت باب الله في معشر الواردين إليه ، وسلكت مسلكا رجوت الاذن بالدخول على الكريم ، الجواد الملك الرحيم ، واستيطاء بساطه على شرط الادب ، ولا تحرم سلامته وكرامته لانه الملك الكريم الجواد الرحيم (١).

١٤٥

* ( باب ) *

* «( القسوة والخرق والمراء والخصومة والعداوة )» *

أقول : قد مر كثير من أخبار هذا الباب في مطاوي أبواب الكفر ومساوي الاخلاق كما لا يخفى.

١ ـ كا : عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمد بن حفص ، عن إسماعيل ابن دبيس (٢) عمن ذكره ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إذا خلق الله العبد في أصل الخلقة كافرا لم يمت حتى يحبب الله إليه الشر فيقرب منه ، فابتلاه بالكبر والجبرية فقسا قلبه ، وساء خلقه ، وغلظ وجهه ، وظهر فحشه ، وقل حياؤه وكشف الله ستره ، وركب المحارم ، فلم ينزع عنها ، ثم ركب معاصي الله وأبغض طاعته ، ووثب على النسا لا يشبع من الخصومات ، فاسألوا الله العافية واطلبوها منه (٣).

____________________

(١) مصباح الشريعة : ٥٦. (٢) خنيس خ ل.

(٣) الكافي ج ٢ ص ٣٣٠.

٣٩٦

بيان : قيل : قوله «كافرا» حال عن العبد ، فلا يلزم أن يكون كفره مخلوقا لله تعالى.

أقول : كأنه على المجاز ، فانه تعالى لما خلقه عالما بأنه سيكفر فكأنه خلقه كافرا ، أو الخلق بمعنى التقدير ، والمعاصي يتعلق بها التقدير ببعض المعاني كما مر تحقيقه ، وكذا تحبيب الشر إليه مجاز فانه لما سلب عنه التوفيق لسوء أعماله وخلى بينه وبين نفسه وبين الشيطان ، فأحب الشر ، فكأن الله حببه إليه قال سبحانه «حبب إليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان» (١) وإن كان الظاهر أن الخطاب لخلص المؤمنين.

«فيقرب منه» اي العبد من الشر أو الشر من العبد وعلى التقديرين كأنه كناية عن ارتكابه ، وقال الجوهري : يقال فيه جبرية وجبروة وجبروت وجبورة مثال فروجه أي كبر (٢) وغلظ الوجه كناية عن العبوس أو الخشونة وقلة الحياء «وكشف الله ستره» كناية عن ظهور عيوبه للناس ، وقيل : المراد كشف ستره الحاجز بينه وبين القبايح ، وهو الحياء ، فيكون تأكيدا لما قبله ، واقول : الاول اظهر كما ورد في الخبر.

«وركب المحارم» اي الصغائر مصرا عليها لقوله «فلم ينزع عنها» أي لم يتركها «ثم ركب معاصي الله» أي الكبائر ، وقيل : المراد بالاول الذنوب مطلقا ، وبالثاني حبها أو استحلالها بقرينة قوله «وأبغض طاعته» لان بغض الطاعة يستلزم حب المعصية ، أو المراد بها ذنوبه بالنسبة إلى الخلق ، والوثوب على الناس كناية عن المجادلات والمعارضات.

٢ ـ كا : عن علي ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن ابي عبدالله عليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : لمتان : لمة من الشيطان ، ولمة من الملك

____________________

(١) الحجرات : ٧.

(٢) الصحاح ص ٦٠٨.

٣٩٧

فلمة الملك الرقة والفهم ، ولمة الشيطان السهو والقسوة (١).

بيان : قال الجزري : في حديث ابن مسعود لابن آدم لمتان لمة من الملك ولمة من الشيطان : اللمة الهمة والخطرة تقع في القلب اراد إلمام الملك أو الشيطان به والقرب منه ، فما كان من خطرات الخير فهو من الملك ، وما كان من خطرات الشر فهو من الشيطان انتهى.

«فلمة الملك الرقة والفهم» اي هما ثمرتها أو علامتها ، والحمل على المجاز لان لمة الملك إلقاء الخير ، والتصديق بالحق في القلب ، وثمرتها رقة القلب وصفاؤها وميله إلى الخير ، وكذا لمة الشيطان إلقاء الوساوس والشكوك والميل إلى الشهوات في القلب ، وثمرتها السهو عن الحق والغفلة عن ذكر الله وقساوة القلب.

٣ ـ كا : عن العدة عن أحمد بن محمد ، عن عمرو بن عثمان ، عن علي بن عيسى رفعه قال : فيما ناجى الله عزوجل به موسى صلوات الله عليه : يا موسى لا تطول في الدنيا أملك ، فيقسو قلبك ، والقاسي القلب مني بعيد (٢).

بيان : «لا تطول في الدنيا أملك» تطويل الامل هو أن ينسى الموت ، ويجعله بعيدا ويظن طول عمره أو يأمل أموالا كثيرة لا تحصل إلا في عمر طويل ، وذلك يوجب قساوة القلب ، وصلابته وشدته ، اي عدم خشوعه وتأثره من المخاوف وعدم قبوله للمواعظ كما أن تذكر الموت يوجب رقة القلب ووجله عند ذكر الله ، والموت والآخرة ، قال الجوهري : قسا قلبه قسوة وقساوة وقساء وهو غلظ القلب وشدته وأقساه الذنب ويقال : الذنب مقساة القلب.

٤ ـ كا : عن العدة ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن ابيه ، عمن حدثه عن محمد بن عبدالرحمن بن ابي ليلى ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : من قسم له الخرق يحجب عنه الايمان (٣).

____________________

(١) الكافي ج ٢ ص ٣٣٠.

(٢) الكافي ج ٢ ص ٣٢٩.

(٣) الكافي ج ٢ ص ٣٢١.

٣٩٨

بيان : الظاهر أن الخرق عدم الرفق في القول والفعل ، في القاموس الخرق بالضم وبالتحريك ضد الرفق وأن لا يحسن الرجل العمل ، والتصرف في الامور والحمق ، وفي النهاية : فيه الرفق يمن والخرق شؤم ، الخرق بالضم الجهل والحمق انتهى وإنما كان الخرق مجانبا للايمان لانه يؤذي المؤمنين ، والمؤمن من أمن المسلمون من يده ولسانه ، ولانه لا يتهيأ له طلب العلم الذي به كمال الايمان وهو مجانب لكثير من صفات المؤمنين كما مر ، ثم إنه إنما يكون مذموما إذا أمكن الرفق ، ولم ينته إلى حد المداهنة في الدين ، كما قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : وارفق ما كان الرفق ارفق ، واعتزم بالشدة حين لا يغني عنك اي الرفق إلا الشدة (١).

٥ ـ كا : عن علي بن إبراهيم ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة عن ابي عبدالله عليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : إياكم والمراء والخصومة فانهما يمرضان القلوب على الاخوان ، وينبت عليهما النفاق.

وبإسناده قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ثلاث من لقي الله عزوجل بهن دخل الجنة من اي باب شاء : من حسن خلقه ، وخشي الله في المغيب والمحضر ، وترك المراء وإن كان محقا (٢).

وبإسناده قال : من نصب الله غرضا للخصومات ، أوشك أن يكثر الانتقال (٣).

بيان : المراء بالكسر مصدر باب المفاعلة ، وقيل : هو الجدال والاعتراض على كلام الغير ، من غير غرض ديني ، وفي مفردات الراغب : الامتراء والممارات المحاجة فيما فيه مرية ، وهي التردد في الامر ، وفي النهاية فيه لا تماروا في القرآن فان المراء فيه كفر ، المراء الجدال والتماري والمماراة المجادلة على مذهب الشك والريبة ، ويقا للمناظرة مماراة لان كل واحد منهما يستخرج ما عند صاحبه

____________________

(١) نهج البلاغة الرقم ٤١ من الرسائل.

(٢) الكافي ج ٢ ص ٣٠٠.

(٣) الكافي ج ٢ ص ٣٠١.

٣٩٩

ويمتريه كما يمتري الحالب اللبن من الضرع ، قال أبوعبيد : ليس وجه الحديث عندنا على الاختلاف في التأويل ، ولكنه على الاختلاف في اللفظ ، وهو أن يقرأ الرجل على حرف فيقول الآخر ليس هو هكذا ، ولكنه على خلافه ، وكلاهما منزل مقروء بهما ، فاذا جحد كل واحد منهما قراءة صاحبه لم يؤمن أن يكون يخرجه ذلك إلى الكفر ، لانه نفى حرفا أنزله الله على نبيه.

وقيل : إنما جاء هذا في الجدال والمراء في الآيات التي فيها ذكر القدر ونحوه من المعاني ، على مذهب أهل الكلام ، وأحصاب الاهواء والآراء ، دون ما تضمنت من الاحكام ، وأبواب الحلال والحرام ، لان ذلك قد جرى بين الصحابة ومن بعدهم من العلماء ، وذلك فيما يكون الغرض والباعث عليه ظهور الحق ليتبع دون الغلبة والتعجيز ، والله أعلم.

وقال : فيه ما أوتي الجدل قوم إلا ضلوا ، الجدل مقابلة الحجة بالحجة والمجادلة المناظرة والمخاصمة ، والمراد به في الحديث الجدل على الباطل وطلب المغالبة به فأما المجادلة لاظهار الحق فان ذلك محمود لقوله تعالى : «وجادلهم بالتي هي أحسن» (١).

وقال الراغب : الخصم مصدر خصمته اي نازعته خصما يقال خصمته وخاصمته مخاصمة وخصاما ، وأصل المخاصمة أن يتعلق كل واحد بخصم الآخر اي جانبه وأن يجذب كل واحد خصم الجوالق من جانب (٢).

واقول : هذه الالفاظ الثلاثة متقاربة المعنى ، وقد ورد النهي عن الجميع في الآيات والاخبار ، وأكثر ما يستعمل المراء والجدال في المسائل العلمية والمخاصمة في الامور الدنيوية ، وقد يخص المراء بما إذا كان الغرض إظهار الفضل والكمال ، والجدال بما إذا كان الغرض تعجيز الخصم وذلته.

وقيل : الجدل في المسائل العلمية والمراء أعم ، وقيل : لا يكون المراء إلا

____________________

(١) النحل : ١٢٥.

(٢) مفردات غريب القرآن ص ١٤٩.

٤٠٠