بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤١٥
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

ذلك ذنبا فيقول الله للملك الموكل بحاجته : لا تنجز له حاجته واحرمه إياها فانه تعرض لسخطي واستوجب الحرمان مني (١).

٨٧ ـ ختص : عن الصدوق ، عن أبيه ، عن ابن عامر ، عن عمه ، عن محمد بن زياد ، عن ابن عميرة قال : قال الصادق عليه‌السلام : إن لله تبارك وتعالى على عبده المؤمن أربعين جنة ، فمتى اذنب ذنبا [ كبيرا ] رفع عنه جنة ، فاذا عاب أخاه المؤمن بشئ يعلمه منه انكشفت تلك الجنن عنه ، ويبقى مهتوك الستر ، فيفتضح في السماء على ألسنة الملائكة ، وفي الارض على ألسنة الناس ، ولا يرتكب ذنبا إلا ذكروه ، ويقول الملائكة الموكلون به : يا ربنا قد بقي عبدك مهتوك الستر ، وقد أمرتنا بحفظه فيقول عزوجل : ملائكتي لو اردت بهذا العبد خيرا ما فضحته ، فارفعوا أجنحتكم عنه ، فوعزتي لا يؤل بعدها إلى خير أبدا (٢).

٨٨ ـ ختص : عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : ما من عبد مؤمن إلا وفي قلبه نكتة بيضاء ، فان اذنب وثنى خرج من تلك النكتة سواد ، فان تمادي في الذنوب اتسع ذلك السواد حتى يغطي البياض فاذا غطى البياض لم يرجع صاحبه إلى خير أبدا وهو قول الله «كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون» (٣).

٨٩ ـ ين : عن بعض أصحابنا ، عن حنان بن سدير ، عن رجل يقال له روز به وكان من الزيدية ، عن الثمالي قال : قال أبوجعفر عليه‌السلام : ما من عبد يعمل عملا لا يرضاه الهل إلا ستره الله عليه أولا ، فاذا ثنى ستره الله عليه ، فاذا ثلث أهبط الله ملكا في صورة آدمي يقول للناس : فعل كذا وكذا.

٩٠ ـ ين : عن ابن محبوب ، عن الثمالي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إن الله تبارك وتعالى أوحى إلى داود النبي عليه‌السلام أن ائت عبدي دانيال فقل له : إنك عصيتني فغفرت لك ، وعصيتني فغفرت لك ، وعصيتني فغفرت لك ، فان أنت

____________________

(١) الاختصاص : ٣١.

(٢) الاختصاص : ٢٢٠.

(٣) الاختصاص : ٢٤٣ والاية في سورة المطففين : ١٤.

٣٦١

عصيتني الرابعة لم أغفر لك ، قال : فأتاه داود عليه‌السلام فقال له : يا دانيال إني رسول الله إليك ، وهو يقول لك : إنك عصيتني فغفرت لك ، وعصيتني فغفرت لك ، وعصيتني فغفرت لك ، فانأنت عصيتني الرابعة لم أغفر لك ، فقال له دانيال : قد بلغت يا نبي الله.

قال : فلما كان في السحر قام دانيال وناجي ربه فقال : يا رب إن داود نبيك أخبرني عنك أني قد عصيتك فغفرت لي ، وعصيتك فغفرت لي ، وعصيتك فغفرت لي وأخبرني عنك أني إن عصيتك الرابعة لم تغفر لي ، فوعزتك لاعصينك ثم لاعصينك ثم لاعصينك إن لم تعصمني.

٩١ ـ محص : عن معاوية بن عمار قال : دخلت على أبي عبدالله عليه‌السلام وقد كانت الريح حملت العمامة عن رأسي في البدو ، فقال : يا معاوية! فقلت : لبيك جعلت فداك يا ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : حملت الريح العمامة عن رأسك؟ قلت : نعم قال : هذا جزاء من أطعم الاعراب.

٩٢ ـ محص : عن ابي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام توقوا الذنوب ، فما من بلية ولا نقص رزق إلا بذنب حتى الخدش والنكبة والمصيبة ، فان الله يقول : «ومن أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير» (١).

٩٣ ـ نوادر الراوندي : باسناده عن موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الرجل ليجلس على باب الجنة مقدار عام بذنب واحد وإنه لينظر إلى أكوابه وأزواجه (٢).

وبهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : للمؤمن اثنان وسبعون سترا فاذا أذنب ذنبا انهتكت عنه ستر ، فان تاب رده الله إليه وسبعة معه ، وإن أبى إلا قدما قدما في المعاصي تهتكت عنه أستاره ، فان تاب ردها الله إليه ومع كل ستر منها سبعة فان ابى إلا قدما قدما في المعاصي تهتكت أستاره وبقي بلا ستر وأوحى الله تعالى إلى

____________________

(١) الشورى : ٣٠.

(٢) نوادر الراندي ص ٤.

٣٦٢

ملائكته أن استروا عبدي بأجنحتكم فان بني آدم يغيرون ولا يغيرون ، وأنا أغير ولا أغير ، فان ابى إلا قدما في المعاصي شكت الملائكة إلى ربها ورفعت أجنحتها وقالت : يا رب إن عبدك هذا قد أقذرنا مما يأتي من الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، قال : فيقول الله تعالى لهم : كفوا عنه أجنحتكم ، فلوعمل الخطيئة في سواد الليل أو في ضوء النهار أو في مفازة أوقعر بحر لاجراها الله تعالى على ألسنة الناس فاسألوا الله تعالى أن لا يهتك أستاركم (١).

وبهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن إبليس رضي منكم بالمحقرات والذنب الذي لا يغفر قول الرجل : لا أواخذ بهذا الذنب استصغارا له (٢).

٩٤ ـ ما : عن جماعة ، عن أبي المفضل ، عن علي بن الحسين بن حمزة العلوي ، عن عمه علي بن حمزة ، عن علي بن جعفر ، عن أخيه موسى ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما اختلج عرق ولا عثرت قدم إلا بما قدمت ايديكم وما يعفو الله عنه أكثر (٣).

٩٥ ـ ما : عن الغضايري ، عن التلعكبري ، عن محمد بن هما ، عن محمد بن علي بن الحسين الهمداني ، عن محمد بن خالد البرقي ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن الله تعالى لم يجعل للمؤمن أجلا في الموت يبقيه ما أحب البقاء ، فاذا علم أنه سيأتي بما فيه بوار دينه قبضه إليه مكرها.

قال محمد بن همام : فذكرت هذا الحديث لاحمد بن علي بن حمزة مولى الطالبيين وكان راوية للحديث ، فحدثني عن الحسين بن أسد الطفاوي ، عن محمد ابن القاسم بن فضيل بن يسار ، عن رجل ، عن ابي عبدالله عليه‌السلام قال : من يموت بالذنوب أكثر ممن يموت بالآجال ، ومن يعيش بالاحسان أكثر ممن يعيش

____________________

(١) نوادر الراوندي ص ٦.

(٢) نوادر الراوندي ص ١٧.

(٣) أمالى الطوسى ج ٢ ص ١٨٣.

٣٦٣

بالاعمار (١).

٩٦ ـ نهج : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : لو لم يتوعد الله على معصيته لكان يجب أن لا يعصى شكرا لنعمه (٢).

وقال عليه‌السلام : ترك الذنب أهون من طلب التوبة (٣).

وقال عليه‌السلام : اتقوا معاصي الله في الخلوات ، فان الشاهد هوالحاكم (٤).

وقال عليه‌السلام : أقل ما يلزمكم لله ألا تستعينوا بنعمه على معاصيه (٥).

وقال عليه‌السلام : من العصمة تعذر المعاصي (٦).

وقال عليه‌السلام : اذكروا انقطاع اللذات ، وبقاء التبعات (٧).

وقال عليه‌السلام : أشد الذنوب ما استخف به صاحبه (٨).

وقال عليه‌السلام : ايها الناس إن الدنيا تغر المؤمل لها ، والمخلد إليها ، ولا تنفس بمن نافس فيها ، وتغلب من غلب عليها ، وأيم الله ما كان قوم قط في غض نعمة من عيش فزال عنهم إلا بذنوب اجترحوها ، لان الله تعالى ليس بظلام للعبيد ولو أن الناس حين تنزل بهم النقم ، وتزول عنهم النعم ، فزعوا إلى ربهم بصدق من نياتهم ، ووله من قلوبهم ، لرد عليهم كل شارد ، وأصلح لهم كل فاسد (٩).

وقال عليه‌السلام : إن الله سبحانه لا يخفى عليه ما العباد مقترفون في ليلهم

____________________

(١) أمالى الطوسى ج ١ ص ٣١١ ، وقد مر في ص ٣٥٤ ايضا.

(٢) نهج البلاغة الرقم ٢٩٠ من الحكم.

(٣) نهج البلاغة الرقم ١٧٠ من الحكم.

(٤) نهج البلاغة الرقم ٣٢٤ من الحكم.

(٥) نهج البلاغة الرقم ٣٣٠ من الحكم.

(٦) نهج البلاغة الرقم ٣٤٥ من الحكم.

(٧) نهج البلاغة الرقم ٤٣٣ من الحكم.

(٨) نهج البلاغة الرقم ٤٧٧ من الحكم.

(٩) نهج البلاغة الرقم ١٧٦ من الخطب.

٣٦٤

ونهارهم ، لطف به خبرا ، وأحاط به علما ، أعضاؤكم شهوده ، وجوارحكم جنوده وضمائركم عيونه ، وخلواتكم عيانه (١).

٩٧ ـ كنز الكراجكى : عن المفيد ، عن عمر بن محمد المعروف بابن الزيات عن علي بن مهرويه القزويني ، ز عن داود بن سليمان ، عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يقول الله عزوجل : يا ابن آدم ما تنصفني أتحبب إليك بالنعم ، وتتبغض إلي بالمعاصي ، خيري إليك نازل ، وشرك إلي صاعد ، أفي كل يوم يأتيني عنك ملك كريم بعمل غير صالح ، يا ابن آدم لو سمعت وصفك من غيرك ، وأنت لا تتدري من الموصوف لسارعت إلى مقته (٢).

ومنه : قال الصادق عليه‌السلام : تأخير التوبة اغترار ، وطول التسويف حيرة والاعتلال على الله هلكة ، والاصرار على الذنب أمن لمكر الله ، ولا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون.

٩٨ ـ عدة الداعى : روي في زبور داود عليه‌السلام : يقول الله تعالى : يا ابن آدم تسألني وأمنعك لعلمي بما ينفعك ، ثم تلح علي بالمسألة فأعطيك ما سألت ، فتستعين به على معصيتي ، فأهم بهتك سترك فتدعوني فاستر عليك ، فكم من جميل أصنع معك ، وكم من قبيح تصنع معي ، يوشك أن أغضب عليك غضبة لا ارضى بعدها ابدا.

وفيما أوحى الله إلى عيسى عليه‌السلام لا يغرنك المتمرد علي بالعصيان ، يأكل رزقي ، ويعبد غيري ، ثم يدعوني عند الكرب فأجيبه ، ثم يرجع إلى ما كان عليه فعلي يتمرد؟ أم لسخطي يتعرض؟ فبي حلفت لآخذنه أخذة ليس له منها منجا ، ولا دوني ملجأ ، أين يهرب من سمائي وأرضي (٣).

____________________

(١) نهج البلاغة الرقم ١٩٧ من الخطب.

(٢) تراه في أمالي الطوسى ج ١ ص ١٢٦.

(٣) عدة الداعى ص ١٥٢.

٣٦٥

١٣٨

( باب )

* «( علل المصايب والمحن والامراض والذنوب التي توجب غضب الله وسرعة العقوبة )» *

الايات : آل عمران : أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند انفسكم إن الله على كل شئ قدير * وما اصابكم يوم التقى الجمعان فباذن الله وليعلم المؤمنين وليعلم الذين نافقوا (١).

الاعراف : ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم يذكرون (٢).

وقال : وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون (٣).

التوبة : أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون (٤).

الرعد : ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قريبا من دارهم حتى يأتي وعد الله إن الله لا يخلف الميعاد (٥).

الكهف : أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أنأعيبها وكان ورائهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا * وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكوة وأقرب رحما (٦).

الانبياء : ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون (٧).

____________________

(١) نلعمران : ١٦٦١٦٥. (٢) الاعراف : ١٣٠.

(٣) الاعراف : ١٦٨. (٤) براءة : ١٢٦.

(٥) الرعد : ٣١.

(٦) الكهف : ٨٠٧٩.

(٧) الانبياء : ٣٥.

٣٦٦

وقال تعالى : أفلا يرون أنانأتي الارض ننقصها من أطرافها أفهم الغالبون (١).

الروم : وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون (٢).

وقال تعالى : ظهر الفساد في البر والبحر بماكسبت ايدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون (٣).

التنزيل : ولنذيقنهم من العذاب الادنى دون العذاب الادنى دون العذاب الاكبر لعلهم يرجعون (٤).

حمعسق : وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير * وما أنتم بمعجزين في الارض وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير (٥).

وقال : وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم فان الانسان كفور (٦).

١ ـ دعائم الاسلام : روينا عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه نزل في بعض أسفاره بأرض لا نبات بها فقال : اطلبوا لنا حطبا قالوا : يا رسول الله نحن كما ترى بأرض قرعاء ، فقال : افترقوا واطلبوا على ذلك ، فافترق الناس فجعل الرجل يأتي بالعودين والثلاثة وأكثر من ذلك كالخلال ونحوه مما تسفيه الريح حتى صار بين يدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من ذلك كوم عظيم ، فقال : أردت أن أشرب لكم بهذا مثلا : هكذا تجتمع الحسنات وهكذا تجتمع السيئات فرحم الله امرءا نظر لنفسه.

٢ ـ كا : عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، وعن العدة ، عن أحمد بن محمد جميعا ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن أبان ، عن رجل ، عن ابي جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : خمس إن أدركتموهن فتعوذوا بالله منهن : لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوها إلا ظهر فيهم الطاعون والاوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا ، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان ، ولم يمنعوا الزكاة إلا منعوا القطر من السماء ، ولولا

____________________

(١) الانبياء : ٤٤. (٢) الروم : ٣٦.

(٣) الروم : ٤١. (٤) التنزيل : ٢١.

(٥) الشورى : ٣١٣٠. (٦) الشورى : ٤٨.

٣٦٧

البهايم لم يمطروا ، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوهم وأخذوا بعض ما في أيديهم ، ولم يحكموا بغير ما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم (١).

بيان : «خمس» مبتدأ مع تنكيره مثل كوكب انقض الساعة ، والجملة الشرطية خبره أو خمس فاعل فعل محذوف أي تكون خمس ، والفاحشة الزنا ، وفي القاموس السنة الجدب والقحط والارض المجدبة ، والجمع سنون ، وفي النهاية السنة الجدب ، يقال : أخذتهم السنة إذا أجدبوا وأقحطوا ، والمؤنة القوت ، وشدة المؤنة ضيقها ، وعسر تحصيلها.

وقيل : يترتب على كل واحد منها عقوبة تناسبه ، فان الاول لما كان فيه تضييع آلة النسل ، ناسبه الطاعون الموجب لانقطاعه ، والثاني لما كان القصد فيه زيادة المعيشة ناسبه القحط وشدة المؤنة وجور السلطان بأخذ المال وغيره ، والثالث لما كان فيه منع ما أعطاه الله بتوسط الماء ناسبه منع نزول المطر من السماء ، والرابع لما كان فيه ترك العدل والحاكم العادل ناسبه تسلط العدو وأخذ الاموال ، والخامس لما كان فيه رفض الشريعة وترك القوانين العدلية ناسبه وقوع الظلم بينهم وغلبة بعضهم على بعض.

واقول : يمكن أن يقال : لما كان في الاول مظنة تكثير النسل ، عاملهم الله بخلافه ، وفي الثالث لما كان غرضهم توفير المال منع الله القطر ليضيق عليهم ، واشار بقوله : «ولولا البهائم لم يمطروا» إلى أن البهايم لعدم صدور المعصية منهم وعدم تكليفهم استحقاقهم للرحمة أكثر من الكفرة ، وأرباب الذنوب والمعاصي ، كما دلت عليه قصة النملة ، واستسقاؤها وقولها : اللهم لا تؤاخذنا بذنوب بني آدم ، ويؤمي إليه قوله تعالى : «بل هم أضل سبيلا» (٢).

والمراد بنقض عهد الله وعهد رسوله نقض الامان والذمة التي أمر الله برعايتها والوفاء بها ، وإذا خفرت الذمة أديل لاهل الشرك من أهل الاسلام ، وهو الظاهر

____________________

(١) الكافي ج ٢ ص ٣٧٣. (٢) الفرقان : ٤٤.

٣٦٨

من الخبر الآتي أيضا ، وقيل : هو نقض العهد بنصرة الامام الحق واتباعه في جميع الامور ، والاول اظهر.

ولما كان هذا الغدر للغلبة على الخصم بالحيلة والمكر يعاملهم الله بما يخالف غرضهم ، فيجعل بأسهم بينهم ، في القاموس البأس العذاب والشدة في الحرب ، اي جعل عذابهم وحربهم بينهم يتسلط بعضهم على بعض ، ويتغالبون ويتحاربون ، ولا ينتصف بعضهم من بعض ، وترتب هذا على الجور في الحكم ظاهر ، ويحتمل أن يكون السبب أنهم إذا جاروا في الحكم وحكموا للظالم على المظلوم يسلط الله على الظالم ظالما آخر يغلبه ، فيصير بأسهم وحربهم بينهم ، وهاذ ايضا مجرب.

٣ ـ كا : عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، والعدة ، عن أحمد بن محمد جميعا عن ابن محبوب ، عن مالك بن عطية ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : وجدنا في كتاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا ظهر الزنا من بعدي كثرت موت الفجأة ، وإذا طفف المكيال والميزان أخذهم الله بالسنين والنقص ، وإذا منعوا الزكاة منعت الارض بركتها من الزرع والثمار والمعادن كلها ، وإذا جاروا في الاحكام تعاونوا على الظلم والعدوان ، وإذا نقضوا العهد سلط الله عليهم عدوهم ، وإذا قطعوا الارحام جعلت الاموال في أيدي الاشرار ، وإذا لم يأمروا بالمعروف ولم ينهوا عن المنكر ، ولم يتبعوا الاخيارمن أهل بيتي ، سلط الله عليهم شرارهم ، فيدعو خيارهم فلا يستجاب لهم (١).

بيان : «في كتاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله» صدر هذا الحديث في كتاب نكاح الكافي (٢) وفيه «في كتاب علي عليه‌السلام» وهو اظهر ، ولا تنافي بينهما لان مملي الكتاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله والكاتب علي عليه‌السلام ، فيجوز نسبته إلى كل منهما ، وعلى تقدير المغايرة يمكن وجدانه فيهما ، وفي المصباح فجأت الرجل أفجاؤه مهموز من باب تعب وفي لغة بفتحتين جئته بغتة والاسم الفجاءة بالضم والمدو في لغة وزان تمرة وفجأه

____________________

(١) الكافي ج ٢ ص ٣٧٤.

(٢) الكافي ج ٥ ص ٥٤١ وسيأتي ما يؤيده تحت الرقم ٦.

٣٦٩

الامر مهموز من بابي تعب ونفع ايضا وفاجأه مفاجأة اي عاجله ، وقال : الطفيف مثل القليل وزنا ومعنى ، ومنه قيل تطفيف المكيال والميزان ، وقد طففه ، وهو مطفف ، إذا كال أو وزن ولم يوف انتهى.

واقول : قال تعالى : «ويل للمطففين * الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون * وإذا كالوهم أووزنوهم يخسرون» قال البيضاوي : التطفيف البخس في الكيل والوزن لان ما يبخس طفيف ، أي حقير ، وفي الحديث خمس بخمس : ما نقض العهد قوم إلا سلط الله عليهم عدوهم ، وما حكموا بغير ما أنزل الله إلا فشا فيهم الفقر ، وما ظهر فيهم الفاحشة إلا فشا فيهم الموت ، ولا طففوا الكيل إلا منعوا النبات وأخذوا بالسنين ، ولا منعوا الزكاة إلا حبس عنهم القطر ، وقال : «على الناس» أي منهم «يستوفون» أي يأخذون حقوقهم وافية «وإذا كالوهم أو وزنوهم» اي كالوا للناس ووزنوا لهم (١).

والمراد بالنقص نقص ريع الارض من الثمرات والحبوب كما قال سبحانه : «ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم يذكرون» (٢) «منعت الارض» على بناء المعلوم ، فيكون المفعول الاول محذوفا اي منعت الارض الناس بركتها ، أو المجهول ، فيكون الفاعل هو الله تعالى والجور نقيض العدل وهذه الفقرة تحتمل وجهين : الاول أن الجور في الحكم وترك العدل هو معاونة للظالم على المظلوم فلا يكون على سياق سائر الفقرات ، وكأن النكتة فيه أن سوء اثره وهو الاختلال في نظام العالم لما كان ظاهرا اكتفى بتوضيح أصل الفعل ، وإظهار قبحه.

الثاني أن يكون المراد أنه تعالى بسبب هذا الفعل يمنع اللطف عنهم فيتعاونون على الظلم والعدوان ، حتى يصل ضرره إلى الحاكم والظالم ايضا كما قال عليه‌السلام في الخبر السابق : «جعل الله بأسهم بينهم» والظاهر أن المراد بالعهد

____________________

(١) أنوار التنزيل : ٤٥٧.

(٢) الاعراف : ١٣٠.

٣٧٠

المعاهدة مع الكفار كما عرفت ، ويحتمل التعميم ، وكون قطع الارحام سببا لجعل الاموال في أيدي الاشرار مجرب وله أسباب باطنة وظاهرة ، فعمدة الباطنة قطع لطف الله تعالى عنهم ، ومن الظاهرة أنهم لا يتعاونون في دفع الظلم ، فيتسلط عليهم الاشرار ، ويأخذون الاموال منهم ، ومنها أنهم يدلون بأموالهم إلى الحكام الجائرين لغلبة بعضهم على بعض ، فينتقل أموالهم إليهم.

«وإذا لم يأمروا بالمعروف» قيل : يحتمل ترتب التسليط على ترك كل واحد منهما أوتركهما معا ، وأقول : الثاني اظهر مع أنكلا منهما يستلزم الآخر فان ترك كل معروف منكر ، وترك كل منكر معروف ، والمراد بالخيار الفاعلون للمعروف الآمرون به ، والتاركون للمنكر الناهون عنه ، وعدم استجابة دعائهم لاستحكام الغضب وبلوغه حد الحتم والابرام ، الا يرى أنه لم تقبل شفاعة خليل الرحمن عليه‌السلام لقوم لوط؟ ويحتمل أن يكون المراد بالخيار الذين لم يتركوا المعروف ولم يرتكبوا المنكر لكنهم لم يأمروا ولم ينهوا. فعدم استجابة دعائهم لذلك كأصحاب السبت فان العذاب نزل على المعتدين والذين لم ينهوا معا ، وعدم استجابة دعاء المؤمنين لظهور القائم عليه‌السلام يحتمل الوجهين.

واعلم أن عمدة ترك النهي عن المنكر في هذه الامة ما صدر عنهم بعد الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله في مداهنة خلفاء الجور ، وعدم اتباع أئمة الحق عليهم فتسلط عليهم خلفاء الجور من التيمي والعدوي وبني أميه وبني العباس ، وسائر الملوك الجائرين ، فكانوا يدعون ويتضرعون فلا يستجاب لهم ، وربما يخص الخبر بذلك لقوله : «ولم يتبعوا الاخيار من أهل بيتي» والتعميم أولى.

٤ ـ ب : عن هارون ، عن ابن زياد ، عن جعفر ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : إن الله تبارك وتعالى أنزل كتابا من كتبه على نبي من أنبيائه ، وفيه أنه سيكون خلق من خلقي يلحسون الدنيا بالدين ، يلبسون مسوك الضأن على قلوب كقلوب الذئاب أشد مرارة من الصبر ، ألسنتهم أحلا من العسل ، وأعمالهم الباطنة أنتن من الجيف أفبي يغترون؟ أم إياي يخدعون؟ أم علي يتجبرون؟ فبعزتي حلفت لابتعثن

٣٧١

لهم الفتنة تطأ في خطامها حتى تبلغ أطراف الارض يترك الحكيم فيها حيران (١).

٥ ـ لى : عن أبيه ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن مالك ابن عطية ، عن الثمالي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : أما إنه ليس من سنة أقل مطرا من سنة ، ولكن الله يضعه حيث يشاء ، إن الله جل جلاله إذا عمل قوم بالمعاصي صرف عنهم ما كان قدر لهم من المطر في تلك السنة إلى غيرهم ، وإلى الفيافي والبحار والجبال ، وإن الله ليعذب الجعل في جحرها بحبس المطر عن الارض التي هي بمحلتها لخطايا من بحضرتها وقد جعل الله لها السبيل إلى مسلك سوى محلة أهل المعاصي قال : ثم قال أبوجعفر عليه‌السلام : فاعتبروا يا أولي الابصار.

ثم قال : وجدنا في كتاب علي عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا ظهر الزنا كثر موت الفجأة ، وإذا طفف المكيال أخذهم الله بالسنين والنقص ، وإذا منعوا الزكاة منعت الارض بركتها من الزرع والثمار والمعادن كلها ، وإذا جاروا في الاحكام تعاونوا على الظلم والعدوان ، وإذا نقضوا العهد سلط الله عليهم عدوهم وإذا قطعوا الارحام جعلت الاموال في أيدي الاشرار ، وإذا لم يأمروا بمعروف ولم ينهوا عن منكر ولم يتبعوا الاخيار من أهل بيتي سلط الله عليهم شرارهم فيدعو عند ذلك خيارهم فلا يستجاب لهم (٢).

٦ ـ ما : عن المفيد ، عن أحمد بن الوليد ، عن ابيه ، عن الصفار ، عن محمد ابن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن عطية ، عن الثمالي قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : وجدت في كتاب علي بن ابي طالب عليه‌السلام إلى آخر ما مر (٣)

ع : عن ابن المتوكل ، عن السعد آبادي ، عن البرقي ، عن ابن محبور عن ابن عطية ، عن الثمالي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام من قوله : وجدنا في كتاب علي

____________________

(١) قرب الاسناد : ٢٢.

(٢) أمالى الصدوق : ١٨٥.

(٣) أمالى الطوسى ج ١ ص ٢١٤.

٣٧٢

عليه‌السلام إلى آخر الخبر (١).

ثو : عن ابن المتوكل ، عن الحميري ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب مثله (٢).

٧ ـ جا (٣) ما : المفيد : عن عمر بن محمد الزيات ، عن عبدالله بن جعفر عن مسعر بن يحيى ، عن شريك بن عبيدالله ، عن أبي إسحاق الهمداني ، عن أبيه عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ثلاثة من الذنوب تعجل عقوبتها ولا تؤخر إلى الآخرة : عقوق الوالدين ، والبغي على الناس ، وكفر الاحسان (٤).

٨ ـ جا (٥) ما : المفيد ، عن ابن قولويه ، عن أبيه ، عن سعد ، عن ابن عيسى عن الحسين بن سعيد ، عن ياسر ، عن الرضا عليه‌السلام قال : إذا كذب الولاة حبس المطر ، وإذا جار السلطان هانت الدولة ، وإذا حبست الزكاة ماتت المواشي (٦).

٩ ـ ما : عن حمويه ، عن أبي الحسين ، عن أبي خليفة ، عن أبي الوليد وأبي كثير معا ، عن شعبة ، عن الحكم ، عن الحسن بن مسلم ، عن ابن عباس قال : ما ظهر البغي قط في قوم إلا ظهر فيهم الموتان ، ولا ظهر البخس في الميزان [ إلا وظهر فيهم الخسران ] والفقر قال أبوخليفة : عن ابي كثير إلا ابتلوا بالسنة ولا ظهر نقض العهد في قوم إلا اديل عليهم عدوهم (٧).

١٠ ـ ل : عن العطار ، عن سعد ، عن أحمد بن الحسين بن سعيد ، عن الحسن ابن الحصين ، عن موسى بن القاسم ، عن صفوان بن يحيى ، عن عبدالله بن بكير

____________________

(١) علل الشرائع ج ٢ ص ٢٧١.

(٢) ثواب الاعمال : ٢٢٥.

(٣) مجالس المفيد : ١٤٨.

(٤) أمالى الطوسى ج ١ ص ١٣.

(٥) مجالس المفيد : ١٩١.

(٦) أمالى الطوسى ج ١ ص ٧٧.

(٧) أمالى الطوسى ج ٢ ص ١٧.

٣٧٣

عن أبيه ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : أربعة أسرع شئ عقوبة : رجل أحسنت إليه ويكافيك بالاحسان إليه إساءة ، ورجل لا تبغي عليه وهو يبغي عليك ، ورجل عاهدته على أمر فمن أمرك الوفاء له ومن أمره الغدر بك ، ورجل يصل قرابته ويقطعونه (١).

جا : عن الجعابي ، عن الحسن بن عمر بن الحسن ، عن جعفر بن محمد بن مروان ، عن محمد بن إسماعيل الهاشمي ، عن عبدالمؤمن ، عن محمد بن علي بن الحسين عليهم‌السلام عن جابر الانصاري ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مثله وفيه : ورجل تصل قرابته فيقطعك (٢).

كتاب الغايات : عن أبي عبدالله ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : أربع هن أسرع الاشياء عقوبة وذكر مثله مع ادنى تغيير في بعض الفاظه.

ل : في وصية النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى علي عليه‌السلام مثله وزاد في آخره ثم قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا علي من استولى عليه الضجر رحلت عنه الراحة (٣).

١١ ـ ع : ابن مسرور ، عن ابن عامر ، عن المعلى ، عن العباس بن العلا عن مجاهد ، عن ابيه ، عن ابي عبدالله عليه‌السلام قال : الذنوب التي تغير النعم البغي والذنوب التي تورث الندم القتل ، والتي تنزل النقم الظلم ، والتي تهتك الستور شرب الخمر ، والتي تحبس الرزق الزنا ، والتي تعجل الفناء قطيعة الرحم ، والتي ترد الدعاء وتظلم الهواء عقوق الوالدين (٤).

مع : عن أبيه ، عن سعد ، عن المعلى مثله (٥).

____________________

(١) الخصال ج ١ ص ١٠٩.

(٢) مجالس المفيد : ١٠٦.

(٣) الخصال ج ١ ص ١١٠.

(٤) علل الشرايع ج ٢ ص ٢٧١.

(٥) معانى الاخبار : ٢٦٩.

٣٧٤

ختص : عنه عليه‌السلام مثله (١).

١٢ ـ مع : عن القطان ، عن ابن زكريا ، عن ابن حبيب ، عن ابن بهلول عن أبيه ، عن عبدالله بن الفضل ، عن أبيه ، عن ابي خالد الكابلي قال : سمعت علي بن الحسين عليه‌السلام يقول : الذنوب التي تغير النعم البغي على الناس ، والزوال عن العادة في الخير واصطناع المعروف ، وكفران النعم ، وترك الشكر ، قال الله عزوجل «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم» (٢) والذنوب التي تورث الندم قتل النفس التي حرم الله قال الله تعالى (٣) في قصة قابيل حين قتل أخاه هابيل فعجز عن دفنه «فأصبح من النادمين» (٤) وترك صلة القرابة حتى يستغنوا ، وترك الصلاة حتى يخرج وقتها ، وترك الوصية ، ورد المظالم ، ومنع الزكاة ، حتى يحضر الموت ، وينغلق اللسان.

والذنوب التي تنزل النقم عصيان العارف بالبغي ، والتطاول على الناس والاستهزاء بهم ، والسخرية منهم ، والذنوب التي تدفع القسم إظهار الافتقار ، والنوم عن العتمة ، وعن صلاة الغداة ، واستحقار النعم ، وشكوى المعبود عزوجل.

والذنوب التي تهتك العصم شرب الخمر ، واللعب بالقمار ، وتعاطي ما يضحك الناس من اللغو والمزاح ، وذكر عيوب الناس ، ومجالسة أهل الريب ، والذنوب التي تنزل البلاء ترك إغاثة الملهوف ، وترك معاونة المظلوم ، ، وتضييع الامر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، والذنوب التي تديل الاعداء المجاهرة بالظلم وإعلان الفجور ، وإباحة المحظور ، وعصيان الاخيار ، والانطباع (٥) للاشرار.

والذنوب التي تعجل الفناء ، قطيعة الرحم ، واليمين الفاجرة ، والاقوال الكاذبة ، والزنا ، وسد طريق المسلمين ، وادعاء الامامة بغير حق ، والذنوب التي

____________________

(١) الاختصاص : ٢٣٨.

(٢) الرعد : ١٢.

(٣) زاد في المصدر : قال الله تعالى : «ولا تقتلوا النفس التى حرم الله».

(٤) المائدة : ٣٤. (٥) يعنى الانقياد.

٣٧٥

تقطع الرجاء اليأس من روح الله ، والقنوط من رحمة الله ، والثقة بغير الله ، والتكذيب بوعد الله عزوجل.

والذنوب التي تظلم الهوا السحر والكهانة ، والايمان بالنجوم ، والتكذيب بالقدر ، وعقوق الوالدين ، والذنوب التي تكشف الغطاء الاستدانة بغير نية الاداء والاسراف في النفقة على الباطل ، والبخل على الاهل والولد وذوي الارحام ، وسوء الخلق ، وقلة الصبر ، واستعمال الضجر والكسل ، والاستهانة بأهل الدين.

والذنوب التي ترد الدعاء سوء النية ، وخبث السريرة ، والنفاق مع الاخوان وترك التصديق بالاجابة ، وتأخير الصلوات المفروضات حتى تذهب أوقاتها ، وترك التقرب إلى الله عزوجل بالبر والصدقة ، واستعمال البذاء والفحش في القول والذنوب التي تحبس غيث السماء جور الحكام في القضا ، وشهادة الزور ، وكتمان الشهادة ، ومنع الزكاة والقرض والماعون ، وقساوة القلب على أهل الفقر والفاقة وظلم اليتيم والارملة ، وانتهار السائل ورده بالليل (١).

١٣ ـ ثو : ابي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن البزنطي ، عن أبان الاحمر عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : خمس إذا أدركتموها فتعوذوا بالله عزوجل منهن : لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوها إلا ظهر فيهم الطاعون والاوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا ، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان ، ولم يمنعوا الزكاة إلا منعوا القطر من السماء ، ولولا البهائم لم يمطروا ، ولم ينقضوا عهد الله عزوجل وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوهم فأخذوا بعض ما في أيديهم ، ولم يحكموا بغير ما أنزل الله إلا جعل بأسهم بينهم (٢).

١٤ ـ دعوات الراوندي : سمع ابن الكوا أمير المؤمنين عليه‌السلام يقول : أعوذ بالله من الذنوب التي تعجل الفناء ، فقال : أيكون ذنب يعجل الفناء؟ فقال : نعم

____________________

(١) معانى الاخبار : ٢٧٠.

(٢) ثواب الاعمال : ٢٢٦.

٣٧٦

قطعية الرحم ، إن أهل بيت يكونون أتقياء ، فيقطع بعضهم بعضا فيحرمهم الله وإن أهل بيت يكونون فجرة فيتواسون فيرزقهم الله.

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : خمس إن أدركتموها فتعوذوا بالله منهن : لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوها إلا ظهر فيهم الطاعون والاوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذنى مضوا ، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان ، ولم يمنعوا الزكاة إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا ، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوهم فأخذوا بعض ما في أيديهم ، ولم يحكموا بغير ما أنزل الله إلا جعل بأسهم بينهم.

١٤ ـ عدة الداعى : روى ابن مسعود عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنه قال : اتقوا الذنوب فانها ممحقة للخيرات ، إن العبد ليذنب الذنب فينسى به العلم الذي كان قد علمه ، وإن العبد ليذنب الذنب فيمنع به من قيام الليل ، وإن العبد ليذنب الذنب فيحرم به الرزق ، وقد كان هنيئا له ، ثم تلا «إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة» إلى آخر الآيات (١).

١٣٩

* ( باب ) *

* «( الاملاء والامهال على الكفار والفجار ، والاستدراج والافتتان زائدا على ما مر في كتاب العدل ومن يرحم الله بهم على أهل المعاصى )» *

الايات : آل عمران : ولا تحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لانفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين * وما كان الله ليذر المؤمنين ؟ ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب (٢).

____________________

(١) عدة الداعى : ١٥١ ، والايات في سورة القلم : ١٩١٧.

(٢) آل عمران : ١٧٨ ١٧٩.

٣٧٧

وقال سبحانه : لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد * متاع قليل ثم مأويهم جهنم وبئس المهاد (١).

المائدة : وحسبوا أن لا تكون فتنة فعموا وصموا ثم تاب الله عليهم ثم عموا وصموا كثير منهم والله بصير بما يعملون (٢).

الانعام : فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شئ حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فاذا هم مبلسون (٣).

الاعراف : وما أرسلنا في قرية من نبي إلا أخذنا أهلها بالبأساء والضراء لعلهم يضرعون * ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة حتى عفوا وقالوا قد مس آبائنا الضراء والسراء فأخذناهم بغتة وهم لا يشعرون (٤).

التوبة : فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون (٥).

يونس : ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم فنذر الذين لا يرجون لقائنا في طغيانهم يعمهون (٦).

وقال تعالى : ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم فيما فيه يختلفون (٧).

هود : وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم (٨).

الرعد : ولقد استهزئ برسل من قبلك فأمليت للذين كفروا ثم أخذتهم فكيف كان عقاب (٩).

الحجر : ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الامل فسوف يعلمون (١٠).

النحل : ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ولكن

____________________

(١) آل عمران : ١٩٧١٩٦.

(٢) المائدة : ٧١. (٣) الانعام : ٤٤.

(٤) الاعراف : ٩٤ ٩٥. (٥) براءة : ٨٥.

(٦) يونس : ١١. (٧) يونس : ١٩.

(٨) هود : ٤٨. (٩) الرعد : ٣٢. (١٠) الحجر : ٣.

٣٧٨

يؤخرهم إلى أجل مسمى فاذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون (١).

الكهف : وربك الغفور ذوالرحمة لو يؤاخذهم بماكسبوا لعجل لهم العذاب بل لهم موعد لن يجدوا من دونه موئلا (٢).

مريم : فلا تعجل عليهم إنما نعد لهم عدا (٣).

طه : ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما وأجل مسمى (٤).

الانبياء : بل متعنا هؤلاء وآبائهم حتى طال عليهم العمر (٥).

وقال تعالى : وإن ادري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين (٦).

الحج : فأمليت للكافرين ثم أخذتهم فكيف كان نكير إلى قوله تعالى : وكأين من قرية أمليت لها وهي ظالمة ثم أخذتها وإلي المصير (٧).

المؤمنون : فذرهم في غمرتهم حتى حين * أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون (٨).

الفرقان : ولكن متعتهم وآبائهم حتى نسوا الذكر وكانوا قوما بورا (٩).

الشعراء : أتتركون فيماهيهنا آمنين * في جنات وعيون * وزروع ونخل طلعها هضيم * وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين * فاتقوا الله وأطيعون (١٠).

وقال تعالى : أفرأيت إن متعناهم سنين * ثم جائهم ما كانوا يوعدون * ما أعنى عنهم ما كانوا يمتعون (١١).

العنكبوت : ولولا أجل مسمى لجائهم العذاب ، وليأتينهم بغتة وهم

____________________

(١) النحل : ٦١.

(٢) الكهف : ٥٨. (٣) مريم : ٨٤.

(٤) طه : ١٢٩. (٥) الانبياء : ٤٤.

(٦) الانبياء : ١١١. (٧) الحج : ٤٨٤٤.

(٨) المؤمنون : ٥٥٥٤. (٩) الفرقان : ١٨.

(١٠) الشعراء : ١٤٦ ١٥٠. (١١) الشعراء : ٢٠٥٢٠٧.

٣٧٩

لا يشعرون (١).

لقمان : نمتعهم قليلا ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ (٢).

فاطر : ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فاذا جاء أجلهم فان الله كان بعباده بصيرا (٣).

يس : وإن نشأ نغرقهم فلا صريح لهم ولا هم ينقذون * إلا رحمة منا ومتاعا إلى حين (٤).

المؤمن : فلا يغررك تقلبهم في البلاد * كذبت قبلهم قوم نوح والاحزاب من بعدهم وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق فأخذتهم فكيف كان عقاب (٥).

السجدة : ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم (٦).

حمعسق : ولولا كلمة الفصل لقضي بينهم (٧).

الزخرف : بل متعت هؤلاء وآبائهم حتى جائهم الحق ورسول مبين (٨).

الفتح : لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما (٩).

الذاريات : وفي ثمود إذ قيل لهم تمتعوا حتى حين * فعتوا عن أمر ربهم فأخذتهم الصاعقة وهم ينظرون (١٠).

القلم : فذرني ومن يكذب بهذا الحديث * سنستدرجم من حيث لا يعلمون * وأملي لهم إن كيدي متين (١١).

المدثر : ذرني ومنخلقت وحيدا * وجعلت له مالا ممدودا * وبنين

____________________

(١) العنكبوت : ٥٣. (٢) لقمان : ٢٤.

(٣) فاطر : ٤٥. (٤) يس : ٤٤٤٣.

(٥) المؤمن : ٥٤. (٦) السجدة : ٤٥.

(٧) الشورى : ٢١. (٨) الزخرف : ٢٩.

(٩) الفتح : ٢٥. (١٠) الذاريات : ٤٣٤٤.

(١١) القلم : ٤٥٤٤.

٣٨٠