بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤١٥
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

النار من جمعه ولم ينفقه في طاعه الله أورثه النار ، فقال اليهودي صدقت : يا أمير المؤمنين (١).

١٥ ـ مع : عن أبيه ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن علي بن إسماعيل عن صفوان ، عن ابن الحجاج عمن سمعه ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سألته عن الزكاة ما يأخذ منها الرجل؟ وقلتت له : إنه بلغنا أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : أيما رجل ترك دينارين فهماكي بين عينيه ، قال : فقال : أولئك قوم كانوا اضيافا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فاذا أمسى قال : يا فلان اذهب فعش هذا ، وإذا اصبح قال : يا فلان اذهب فغد هذا ، فلم يكونوا يخافون أن يصبحوا بغير غداء ، ولا بغير عشاء فجمع الرجل منهم دينارين ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فيه هذه المقالة وإن الناس إنما يعطون من السنة إلى السنة ، فللرجل أن يأخذ ما يكفيه ، ويكفي عياله من السنة إلى السنة (٢).

١٦ ـ مع : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن فضالة ، عن أبان قال : ذكر بعضهم عند أبي الحسن عليه‌السلام فقال : بلغنا أن رجلا هلك على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وترك دينارين ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ترك كثيرا ، قال : إن ذاك كان رجلا يأتي أهل الصفة فيسألهم فمات ، وترك دينارين (٣).

١٧ ـ مع : الحسن بن حمزة العلوي ، عن محمد بن أوميدوار ، عن الصفار عن ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : لعن الله الذهب والفضة ، لا يحبهما إلا من كان من جنسهما ، قلت : جعلت فداك الذهب والفضة؟ قال : ليس حيث تذهب إليه إنما الذهب الذي ذهب بالدين والفضة الذي أفاض الكفر.

قال الصدوق رحمه الله : هذا حديث لم أسمعه إلا منه الحسن بن حمزة العلوي ولم

____________________

(١) علل الشرايع ج ١ ص ٤.

(٢) معاني الاخبار : ١٥٢.

(٣) معاني الاخبار : ١٥٣.

١٤١

أروه عن شيخنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ولكنه صحيح عندي يؤيده الخبر المنقول عن أمير المؤمنين عليه‌السلام أنه قال : أنا يعسوب المؤمنين ، والمال يعسوب الظلمة والمال لا يدوس إنما يداس به ، فهو كناية عمن ذهب بالدين وأفاض الكفر ، وإنما وقعت الكناية بهما لانهما أثمان كل شئ كما أن الذين كنى عنهم اصول كل كفر وظلم (١).

١٨ ـ ل (٢) مع : الاربعمائة قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : السكر اربع سكرات : سكر الشراب ، وسكر المال ، وسكر النوم ، وسكر الملك (٣).

١٩ ـ ص : بالاسناد إلى الصدوق عن أبيه ، عن سعد ، عن أحمد بن محمد ، عن الاهوازي ، عن فضالة ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : أوحى الله تعالى إلى موسى عليه‌السلام لا تفرح بكثرة المال ، ولا تدع ذكري على حال ، فان كثرة المال تنسي الذنوب ، وترك ذكري يقسي القلوب.

٢٠ ـ شى : عن عثمان بن عيسى ، عمن حدثه ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قول الله «كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم» (٤) قال : هو الرجل يدع المال لا ينفقه في طاعة الله بخلا ، ثم يموت فيدعه لمن يعمل به في طاعة الله أو في معصيته فان عمل به في طاعة الله رآه في ميزان غيره فزاده حسرة ، وقد كان المال له أو عمل به في معصية الله [ فهو ] قواه بذلك المال حتى عمل به في معاصي الله (٥).

٢١ ـ م : سئل أمير المؤمنين عليه‌السلام من أعظم الناس حسرة؟ قال : من رأى ماله في ميزان غيره ، وادخله الله به النار ، وأدخل وارثه به الجنة.

٢٢ ـ شى : عن سعدان ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول الله « الذين يكنزون الذهب

____________________

(١) معانى الاخبار : ٣١٣ و ٣١٤.

(٢) الخصال ج ١ ص ١٧٠.

(٣) معاني الاخبار : ٣٦٥.

(٤) البقرة : ١٦٧.

(٥) تفسير العياشى ج ١ ص ٧٢.

١٤٢

والفضة » إنما عنى بذلك ما جاوز ألفي درهم (١).

٢٣ ـ شى : عن معاذ بن كثير صاحب الاكسية قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام قال : موسع على شيعتنا أن ينفقوا مما في أيديهم بالمعروف ، فاذا قام قائمنا حرم على كل ذي كنز كنزه ، حتى يأتيه فيستعين به على عدوه ، وذلك قول الله «الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم» (٢).

٢٤ ـ شى : عن الحسين بن علوان ، عمن ذكره ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن المؤمن إذا كان عنده من ذلك شئ ينفقه على عياله ما شاء ، ثم إذا قام القائم فيحمل إليه ما عنده ، وما بقي من ذلك يستعين به على أمره ، فقد ادى ما يجب عليه (٣).

٢٥ ـ جا : عن أحمد بن الوليد ، عن أبيه ، عن الصفار ، عن ابن معروف ، عن ابن مهزيار ، عن القاسم بن عروة ، عن رجل ، عن أحدهما عليه‌السلام في معنى قوله عز وجل : «كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم» (٤) قال : الرجل يكسب مالا فيحرم أن يعمل خيرا فيموت ، فيرثه غيره ، فيعمل عملا صالحا ، فيرى الرجل ما كسب حسنات في ميزان غيره (٥).

٢٦ ـ ضه : قال الصادق عليه‌السلام : إن عيسى بن مريم توجه في بعض حوائجه ومعه ثلاثة نفر من أصحابه ، فمر بلبنات من ذهب على ظهر الطريق ، فقال عليه‌السلام لاصحابه : إن هذا يقتل الناس ثم مضى ، فقال أحدهم : إن لي حاجة فانصرف ثم قال الآ؟ خر : لي حاجة فانصرف ، ثم قال الآخر : لي حاجة فانصرف ، فوافوا عند الذهب ثلاثتهم فقال اثنان لواحد ، اشتر لنا طعاما فذهب يشتري لهما طعاما فجعل فيه سما ليقتلهما ، كيلا يشاركاه في الذهب ، وقال الاثنان : إذا جاء قتلناه كيلا يشاركنا ، فلما جاء قاما إليه فقتلاه ، ثم تغديا فماتا.

____________________

(١ ـ ٣) تفسير العياشي ج ٢ ص ٨٧ ، والاية في براءة : ٣٤.

(٤) البقرة : ١٦٧.

(٥) مجالس المفيد : ١٢٧.

١٤٣

فرجع إليهم عيسى عليه‌السلام وهم موتى حوله ، فأحياهم باذن الله عزوجل وقال : ألم اقل لكم أن هذا يقتل الناس؟.

٢٧ ـ ين : فضالة عن ابن عميرة ، عن علي بن المغيرة ، عن أخ له قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما ذئبان جائعان في غنم قد فرقها راعيها أحدهما في أولها والآخر في آخرها بأفسد فيها من حب المال والشرف في دين المرء المسلم.

٢٨ ـ نهج : قال عليه‌السلام : يا ابن آدم ما كسبت فوق قوتك فأنت فيه خازن لغيرك (١).

وقال عليه‌السلام وقد مر بقذر على مزبلة : هذا ما بخل به الباخلون ، وروي أنه قال : هذا ما كنتم تتنافسون فيه بالامس (٢).

وقال عليه‌السلام : لم يذهب من مالك ما وعظك (٣).

وقال عليه‌السلام لكل امرئ في ماله شريكان : الوارث والحوادث (٤).

وقال عليه‌السلام لابنه الحسن عليه‌السلام : يا بني لا تخلفن وراءك شيئا من الدنيا فانك تخلفه لاحد رجلين : إما رجل عمل فيه بطاعة الله فسعد بما شقيت به ، وإما رجل عمل فيه بمعصية الله فكنت عونا له على معصيته ، وليس أحد هذين حقيقا أن تؤثره على نفسك.

ويروي هذا الكلام على وجه آخر وهو : أما بعد فان الذي في يديك من الدنيا قد كان له أهل قبلك ، وهو صائر إلى أهل بعدك ، وإنما أنت جامع لاحد رجلين : رجل عمل فيما جمعته بطاعة الله فسعد بما شقيت به ، أو رجل عمل

____________________

(١) نهج البلاغة الرقم ١٩٢ من الحكم.

(٢) نهج البلاغة الرقم ١٩٥ من الحكم.

(٣) نهج البلاغة الرقم ١٩٦ من الحكم.

(٤) نهج البلاغة الرقم ٣٣٥ من الحكم.

١٤٤

فيه بمعصية الله ، فشقي بما جمعت له ، وليس أحد هذين أهلا أن تؤثره على نفسك ، وتحمل له على ظهرك ، فارج لمن مضى رحمة الله ، ولمن بقي رزق الله عزوجل (١).

١٢٤

( باب )

«( حب الرياسة )»

الايات : القصص : تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا والعاقبة للمتقين (٢).

١ ـ كا : عن محمد ، عن أحمد ، عن معمر بن خلاد ، عن أبي الحسن عليه‌السلام أنه ذكر رجلا فقال إنه يحب الرياسة ، فقال : ما ذئببان ضاريان في غنم قد تفرق رعاؤها بأضر في دين المسلم من طلب الرياسة (٣).

بيان : «إنه ذكر رجلا» ضماير «إنه» و «ذكر» و «فقال» أولا ، راجعة إلى معمر ، ويحتمل رجوعها إلى الامام عليه‌السلام ، والرياسة الشرف والعلو على الناس من رأس الرجل يراس مهموزا بفتحتين رياسة شرف وعلا قدره ، فهو رئيس والجمع رؤساء مثل شريف وشرفاء ، والضاري السبع الذي اعتاد بالصيد وإهلاكه ، والرعاء بالكسر والمد جمع راع اسم فاعل وبالضم اسم جمع صرح بالاول صاحب المصباح وبالثاني القاضي ، وتفرق الرعاء لبيان شدة الضرر ، فان الراعي إذا كالن حاضرا يمنع الذئب عن الضرر ويحمي القطيع.

والظاهر أن قوله : «في دين المسلم» صلة للضرر المقدر أي ليس ضرر الذئبين في الغنم بأشد من ضرر الرياسة في دين المسلم ، ففي الكلام تقديم وتأخير.

____________________

(١) نهج البلاغة الرقم ٤١٦ من الحكم.

(٢) القصص : ٨٣.

(٣) الكافي ج ٢ ص ٢٩٧.

١٤٥

ويؤيده ما سيأتي في باب حب الدنيا مثله (١) هكذا «بأفسد فيها من حب المال والشرف في دين المسلم».

وقيل : في دين المسلم حال عن الرياسة قدم عليه ، ولا يخفى ما فيه ، وفيه تحذير عن طلب الرياسة ، وللرياسة أنواع شتى ، منها ممدوحة ، ومنها مذمومة ، فالممدوحة منها الرياسة التي أعطاها الله تعالى خواص خلقه من الانبياء والاوصياء عليهم‌السلام لهداية الخلق وإرشادهم ، ودفع الفساد عنهم ، ولما كانوا معصومين مؤيدين بالعنايات الربانية ، فهم مأمونون من أن يكون غرضهم من ذلك تحصيل الاغراض الدنية والاغراض الدنيوية ، فاذا طلبوا ذلك ليس غرضهم إلا الشفقة على خلق الله وإنقاذهم من المهالك الدنيوية والاخروية ، كما قال يوسف عليه‌السلام : «اجعلني على خزائن الارض إني حفيظ عليم» (٢).

وأما ساير الخلق فلهم رياسات حقة ، ورياسات باطلة ، وهي مشتبهة بحسب نياتهم ، واختلاف حالاتهم ، فمنها القضاء والحكم بين الناس وهذا أمر خطير وللشيطان فيه تسويلات ، ولذا وقع التحذير عنه في كثير من الاخبار وأما من يأمن ذلك من نفسه ، ويظن أنه لا ينخدع من الشيطان ، فاذا كان في زمان حضور الامام عليه‌السلام وبسط يده عليه‌السلام وكلفه ذلك يجب عليه قبوله ، وأما في زمان الغيبة فالمشهور أنه يجب على الفقيه الجامع لشرايط الحكم والفتوى ارتكاب ذلك ، إما عينا وإما كفاية.

فان كان غرضه من ارتكاب ذلك إطاعة امامه والشفقة على عباد الله ، وإحقاق حقوقهم ، وحفظ فروجهم وأموالهم وأعراضهم عن التلف ، ولم يكن غرضه الترفع على الناس ، والتسلط عليهم ، ولا جلب قلوبهم ، وكسب المحمدة منهم ، فليست رياسته رياسة باطلة ، بل رياسة حقة أطاع الله تعالى فيهاونصح إمامه.

____________________

(١) يعني باب حب الدنيا من الكافي ج ٢ ص ٣١٥ ، وقد مر في الباب ١٢٢ تحت الرقم : ١٤.

(٢) يوسف : ٥٥.

١٤٦

وإن كان غرضه كسب المال الحرام ، وجلب قلوب الخواص والعوام وأمثال ذلك فهي الرياسة الباطلة التي حذر عنها ، وأشد منها من ادعى ما ليس له بحق كالامامة والخلافة ، ومعارضة ائمة الحق فانه على حد الشرك بالله وقريب منه ما فعله الكذابون المتصنعون [ الذين كانوا في أعصار الائمة عليهم‌السلام وكانوا يصدون الناس عن الرجوع إليهم كالحسن البصري وسفيان الثوري ] (١) وأبي حنيفة وأضرابهم.

ومن الرياسات المنقسمة إلى الحق والباطل ارتكاب الفتوى والتدريس والوعظ فمن كان أهلا لتلك الامور ، عالما بما يقول : متبعا للكتاب والسنة ، وكان غرضه هداية الخلق ، وتعليمهم مسائل دينهم ، فهو من الرياسة الحقة ، ويحتمل وجوبه إما عينا أو كفاية ، ومن لم يكن أهلا لذلك ، ويفسر الآيات برأيه ، والاخبار مع عدم فهمها ، ويفتي الناس بغير علم فهو ممن قال الله سبحانه فيهم «قل هل ننبئكم بالاخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحيوة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا» (٢).

وكذلك من هو أهل لتلك الامور من جهة العلم ، لكنه مراء متصنع ، يحرف الكلم عن مواضعه ويفتي الناس بخلاف ما يعلم ، أو كان غرضه محض الشهرة ، وجلب القلوب أو تحصيل الاموال والمناصب فهو ايضا من الهالكين ومنها أيضا إمامة الجمعة والجماعة ، فهذا أيضا إن كان أهله وصحت نيته فهو من الرياسات الحقة وإلا فهو ايضا من أهل الفساد.

والحاصل أن الرياسة إن كانت بجهة شرعية ولغرض صحيح ، فهي ممدوحة ولن كانت على غير الجهات الشرعية أو مقرونة بالاغراض الفاسدة ، فهي مذمومة فهذه الاخبار محمولة على أحد هذه الوجوه الباطلة ، أو على ما إذا كان المقصود نفس الرياسة والتسلط.

____________________

(١) ما بين العلامتين أضفناه من شرح الكافي ج ٢ ص ٢٧٧.

(٢) الكهف : ١٠٣ و ١٠٤.

١٤٧

قال بعض المحققين : معنى الجاه ملك القلوب ، والقدرة عليها ، فحكمها حكم ملك الاموال ، فانه غرض من أغراض الحياة الدنيا ، وينقطع بالموت كالمال ، والدنيا مرزعة الآخرة ، فكلما خلق الله في الدنيا فيمكن أن يتزود منه إلى الآخرة ، وكما أنه لا بد من أدنى مال لضرورة المطعم والملبس ، فلا بد من أدنى جاه ، لضرورة المعيشة مع الخلق ، والانسان كما لا يستغني عن طعام يتناوله فيجوز أن يحب الطعام والمال الذي يبتاع به الطعام ، فكذلك لا يخلو عن الحاجة إلى خادم يخدمه ، ورفيق يعينه ، واستاد يعلمه ، وسلطان يحرسه ، ويدفع عنه ظلم الاشرار.

فحبه أن يكون له في قلب خادمه من المحل ما يدعوه إلى الخدمة ليس بمذموم ، وحبه لان يكون في قلب رفيقه من المحل ما يحسن به مرافقته ومعاونته ليس بمذموم ، وحبه لان يكون في قلب أستاذه من المحل ما يحسن به إرشاده وتعليمه والعناية به ليس بمذموم ، وحبه لان يكون له من المحل في قلب سلطانه ما يحثه ذلك على دفع الشر عنه ليس بمذموم ، فان الجاه وسيلة إلى الاغراض كالمال.

فلا فرق بينهما إلا أن التحقيق في هذا يفضي إلى أن يكون المال والجاه في أعيانهما محبوبين ، بل ينزل ذلك منزلة حب الانسان أن يكون في داره بيت ماء لانه يضطر إليه لقضاء حاجته وبوده لو استغنى عن قضاء الحاجة حتى يستغني عن بيت الماء ، وهذا على التحقيق ليس بحب لبيت الماء ، فكل ما يراد به التوصل إلى محبوب ، فالمحبوب هو المقصود المتوصل إليه.

وتدرك التفرقة بمثال ، وهو أن الرجل قد يحب زوجته من حيث إنه يدفع بها فضلة الشهوة ، كما يدفع ببيت الماء فضلة الطعام ، ولو كفي مؤنة الشهوة لكان يهجر زوجته ، كما لو كفي قضاء الحاجة لكان لا يدخل بيت الماء ، ولا يدور به ، وقد يحب زوجته لذاتها حب العشاق ، ولو كفي الشهوة لبقي مستصحبا لنكاحها.

١٤٨

فهذا هو الحب دون الاول ، فكذلك الجاه والمال قد يحب كل واحد منهما من هذين الوجهين ، فحبهما لاجل التوسل إلى مهمات البدن غير مذموم ، وحبهما لاعيانهما فيما يجاوز ضرورة البدن وحاجته مذموم ، ولكنه لا يوصف صاحبه بالفسق والعصيان ، ما لم يحمله الحب على مباشرة معصية ، وما لم يتوصل إلى اكتسابه بعبادة فان التوصل إلى المال والجاه بالعبادة خيانة على الدين ، وهو حرام ، وإليه يرجع معنى الرياء المحظور كما مر.

فان قلت : طلب الجاه والمنزلة في قلب استاذه وخادمه ورفيقه وسلطانه ومن يرتبط به أمره مباح على الاطلاق ، كيف ما كان؟ أو مباح إلى حد مخصوص أو على وجه مخصوص؟ فأقول : يطلب ذلك على ثلاثة أوجه : وجهان منها مباح ووجه منها محظور.

أما المحظور ، فهو أن يطلب قيام المنزلة في قلوبهم باعتقادهم فيه صفة هو منفك عنها ، مثل العلم والورع والنسب ، فيظهر لهم أنه علوي أو عالم أوورع ، ولا يكون كذلك ، فهذا حرام لانه تلبيس وكذب ، إما بالقول وإما بالفعل.

وأما المباح فهو أن يطلب المنزلة بصفة وهو متصف بها كقول يوسف عليه‌السلام : «اجعلني على خزائن الارض إني حفيظ عليم» (١) فانه طلب المنزلة في قلبه بكونه حفيظا عليما ، وكان محتاجا إليه ، وكان صادقا فيه.

والثاني أن يطلب إخفاء عيب من عيوبه ، ومعصية من معاصيه ، حتى لا يعلمه فلا تزول منزلته به ، فهذا أيضا مباح لان حفظ الستر على القبايح جايز ، ولا يجوز هتك الستر ، وإظهار القبح ، فهذا ليس فيه تلبيس ، بل هو سد لطريق العلم بما لا فائدة في العلم به ، كالذي يخفي عن السلطان أنه يشرب الخمر ، ولا يلقى إليه أنه ورع ، فان قوله : «إني ورع» تلبيس ، وعدم إقراره بالشرب لا يوجب اعتقاده الورع ، بل يمنع العلم بالشرب.

ومن جملة المحظورات تحسين الصلاة بين يديه لان تحسن فيه اعتقاده ، فان

____________________

(١) يوسف : ٥٥.

١٤٩

ذلك رياء وهو ملبس ، إذ يخيل إليه أنه من المخلصين الخاشعين لله وهو مراء بما يفعله ، فكيف يكون مخلصا ، فطلب الجاه بهذا الطريق حرام ، وكذا بكل معصية ، وذلك يجري اكتساب المال من غير فرق ، وكما لا يجوز له أن يتملك مال غيره بتلبيس في عوض أو غيره ، فلا يجوز له أن يتملك قلبه بتزوير وخداع ، فان ملك القلوب أعظم من ملك الاموال.

٢ ـ كا : عن محمد ، عن أحمد ، عن سعيد بن جناح ، عن أخيه أبي عامر ، عن رجل ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من طلب الرياسة هلك (١).

٣ ـ كا : عن العدة ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن عبدالله بن المغيرة ، عن عبدالله بن مسكان قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : إياكم وهؤلاء الرؤساء الذين يتراسون ، فوالله ما خفقت النعال خلف رجل إلا هلك وأهلك (٢).

بيان : قال الجوهري : رأس فلان القوم يرأس بالفتح رياسة ، وهو رئيسهم وراسته أناترئيسا فترأس هو ، وارتأس عليهم ، وقال : خفق الارض بنعله ، وكل ضرب بشئ [ عريض خفق ، أقول : وهذا أيضا محمول على الجماعة الذين كانوا في أعصار الائمة عليهم‌السلام ويدعون الرياسة ] (٣) من غير استحقاق أو تحذير عن تسويل النفس وتكبر واستعلائها باتباع العوام ورجوعهم إليه ، فيهلك بذلك ويهلكهم باضلالهم ، وإفتائهم بغير علم ، مع أن زلات علمآء الجور مسرية إلى غيرهم ، لان كل ما يرون منهم يزعمون أنه حسن فيتبعونهم في ذلك كما قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أخاف على أمتي زلة عالم.

٤ ـ كا : عن محمد ، عن أحمد ، عن ابن أيوب : عن أبي عقيلة الصيرفي قال : حدثنا كرام ، عن أبي حمزة الثمالي قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : إياك والرياسة ، وإياك أنتطأ أعقاب الرجال ، [ قال : قلت : جعلت فداك

____________________

(١ و ٢) الكافي ج ٢ ص ٢٩٧.

(٣) ما بين العلامتين أضفناه من شرح الكافي ج ٢ ص ٢٧٨.

١٥٠

أما الرئاسة فقد عرفتها ، وأما أن أطأ أعقاب الرجال ] (١) فما ثلثا ما في يدي إلا مما وطئت أعقاب الرجال فقال لي : ليس حيث تذهب إياك أن تنصب رجلا دون الحجة ، فتصدقه في كل ما قال (٢).

بيان : في بعض النسخ أبي عقيل ، وفي بعضها أبي عقيلة ، والظاهر أنه كان أيوب بن ابي عقيلة ، لان الشيخ ذكر في الفهرست الحسن بن ايوب بن ابي عقيلة (٣) وقال النجاشي : له كتاب أصل ، وكون كتابه أصلا عندي مدح عظيم «إلا مما وطئت أعقاب الرجال» أي مشيت خلفهم لاخذ الرواية عنهم فأجاب عليه‌السلام بأنه ليس الغرض النهي عن ذلك ، بل الغرض النهي عن جعل غير الامام المنصوب من قبل الله تعالى ، بحيث تصدقه في كل ما يقول ، وقيل : وطئ العقب كناية عن الاتباع في الفعال وتصديق المقال واكتفى في تتفسيره بأحدهما لاستلزامه الآخر غالبا.

٥ ـ كا : عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع وغيره رفعوه قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : ملعون من ترأس ، ملعون من هم بها ، ملعون كل من حدث بها نفسه (٤).

بيان : من تراس اي ادعا الرياسة بغير حق ، فان التفعل غالبا يكون للتكلف.

٦ ـ كا : عن علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن أبي الربيع الشامي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال لي : ويحك يا أبا الربيع لا تطلبن الرياسة ، ولا تكن ذنبا ، ولا تأكل بنا الناس فيفقرك الله ، ولا تقل فينا ما لا نقول في أنفسنا فانك موقوف ومسؤل لا محالة ، فان كنت صادقا صدقناك ، وإن كنت كاذبا كذبناك (٥).

____________________

(١) ما بين العلامتين ساقط من نسخة الكمباني ، أضفناه من المصدر.

(٢) الكافى ج ٢ ص ٢٩٧.

(٣) وهو الصحيح قطعا كما سيأتي تحت الرقم ١٠ من معاني الاخبار للصدوق.

(٥٤) الكافي ج ٢ ص ٢٩٨.

١٥١

بيان : «ولا تكن ذنبا» أي تابعا للجهال والمترئسين وعلماء السوء قال في النهاية : الاذناب الاتباع ، جمع ذنب ، كأنهم في مقابل الرؤوس ، وهم القدمون وفي بعض النسخ ذئبا بالهمزة فيكون تأكيدا للفقرة السابقة ، فان رؤساء الباطل ذئاب يفترسون الناس ، ويهلكونهم من حيث لا يعلمون «ولا تأكل بنا الناس» اي لا تجعل انتسابك إلينا بالتشيع أو العلم أوالنسب مثلا وسيلة لاخذ أموال الناس أو إضرارهم ، أو لا تجعل وضع الاخبار فينا وسيلة لاخذ أموال الشيعة «فيفقرك الله» على خلاف مقصودك.

«ما لا نقول في أنفسنا» كالربوبية والحلول والاتحاد ونسبة خلق العالم إليهم أو كونهم أفضل من نبينا صلى‌الله‌عليه‌وآله أو الاعم منها ومن التقصير في حقهم «فانك موقوف» أي يوم القيامة ، «ومسؤل» عما قلت فينا ، لقوله تعالى : «وقفوهم إنهم مسؤلون» (١) وفي القاموس : لا محالة منه بالفتح لا بد.

٧ ـ كا : عن العدة ، عن سهل بن زياد ، عن منصور بن العباس ، عن ابن مياح ، عن ابيه قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : من أراد الرياسة هلك (٢).

٨ ـ كا : عن علي ، عن ممد بن عيسى ، عن يونس ، عن العلا ، عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : أتراني لا أعرف خياركم من شراركم؟ بلى والله وإن شراركم من أحب أن يوطأ عقبه ، إنه لا بد من كذاب أو عاجز الرأي (٣).

بيان : «أترى» على المعلوم أو المجهول استفهام إنكار «إنه لا بد» قيل الضمير اسم لن وراجع إلى أن يوطأ «ولا بد» جملة معترضة و «من كذاب» خبر «إن» و «من» للابتداء أو الضمير للشأن و «من كذاب» ظرف لغو

____________________

(١) الصافات : ٢٤.

(٢) الكافي ج ٢ ص ٢٩٨.

(٣) الكافي ج ٢ ص ٢٩٩.

١٥٢

متعلق بلا بد تقديره لا بد لنا من كذاب وقيل أي لا بد في الارض من كذاب يطلب الرياسة ، ومن عاجز الرأي يتبعه.

أقول : ويحتمل أن يكون الضمير راجعا إلى الموصول والتقدير لا بد من أن يكون كذابا أو عاجز الرأي الناس يرجعون إليه في المسائل والامور المشكلة ، فان أجابهم كان كذابا غالبا وإن لم يجبهم كان ضعيف العقل عندهم أو واقفا لانه لا يتم ما أراد بذلك.

٩ ـ ل : عن ابيه ، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن معبد ، عن عبدالله بن القاسم عن ابن سنان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أول ما عصي الله تبارك وتعالى بست خصال : حب الدنيا ، وحب الرياسة ، وحب الطعام ، وحب النساء ، وحب النوم ، وحب الراحة (١).

١٠ ـ مع : عن ماجيلويه ، عن عمه ، عن الكوفي ، عن حسن بن أيوب ابن أبي عقيلة ، عن كرام الخثعمي ، عن الثمالي قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : إياك والرياسة وإياك أن تطأ أعقاب الرجال ، فقلت : جعلت فداك أما الرياسة فقد عرفتها وأما أن أطأ أعقاب الرجال فما ثلثا ما في يدي إلا مما وطئت أعقاب الرجال فقال : ليس حيث تذهب ، إياك أن تنصب رجلا دون الحجة فتصدقه في كل ما قال (٢).

١١ ـ مع : عن أبيه ، عن سعد ، عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن خالد ، عن أخيه سفيان بن خالد قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : إياك والرياسة ، فما طلبها أحد إلا هلك ، فقلت له : جعلت فداك قد هلكنا إذا ليس أحد منا إلا وهو يحب أن يذكر ويقصد ويؤخذ عنه ، فقال : ليس حيث تذهب إليه إنما ذلك أن تنصب رجلا دون الحجة فتصدقه في كل ما قال ، وتدعو الناس إلى قوله (٣).

____________________

(١) الخصال ج ١ ص ١٠٦.

(٢) معانى الاخبار : ١٦٩.

(٣) معانى الاخبار : ١٨٠.

١٥٣

١٢ ـ ضا : نروي : من طلب الرياسة لنفسه هلك ، فان الرياسة لا تصلح إلا لاهلها.

١٣ ـ كش : عن ابن قولويه ، عن سعد ، عن أحمد بن محمد ، عن الاهوازي عن معمر بن خلاد قال : قال أبوالحسن عليه‌السلام : ما ذئبان ضاريان في غنم قد غاب عنها رعاؤها بأضر في دين المسلم من حب الرياسة ، ثم قال : لكن صفوان لا يحب الرياسة (١).

١٢٥

( باب )

* «( الغفلة ، واللهو ، وكثرة الفرح ، والاتراف بالنعم )» *

الايات : الاعراف : ولا تكن من الغافلين (٢).

يونس : والذين هم عن آياتنا غافلون * أولئك مأويهم النار بما كانوا يكسبون (٣).

وقال تعالى : وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون (٤).

هود : واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين (٥).

أسرى : وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا (٦).

مريم : وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الامر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون (٧).

الانبياء : اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون * ما يأتيهم من

____________________

(١) رجال الكشي : ٤٢٤.

(٢) الاعراف : ٢٠٥.

(٣) يونس : ٨٧.

(٤) يونس : ٩٢. (٥) هود : ١١٦.

(٦) أسرى : ١٦. (٧) مريم : ٣٩.

١٥٤

ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون * لاهية قلوبهم (١).

وقال تعالى : لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسئلون (٢).

وقال : يا ويلنا قد كنا في غفلة من هذا بل كنا ظالمين (٣).

المؤمنون : حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب إذا هم يجأرون * لا تجأروا اليوم إنكم منا لا تنصرون (٤).

القصص : وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلا وكنا نحن الوارثين (٥).

وقال تعالى : إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين * وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا (٦).

الروم : وإذا أذقنا الناس منا رحمة فرحوا بها (٧).

سبا : وما ارسلنا في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا بما أرسلتم به كافرون *» وقالوا نحن أكثر أموالا وأولادا وما نحن بمعذبين إلى قوله تعالى : وكذب الذين من قبلهم وما بلغوا معشار ما آتيناهم بكذبوا رسلي فكيف كان نكير (٨).

المؤمن : ذلكم بماكنتم تفرحون في الارض بغير الحق وبما كنتم تمرحون (٩).

حمعسق : وإنا إذا أذقنا الانسان منا رحمة فرح بها ، وإن تصبهم سيئة

____________________

(١) الانبياء : ٢١.

(٢) الانبياء : ١٤١٣.

(٣) الانبياء : ٩٧.

(٤) المؤمنون : ٦٥٦٤. (٥) القصص : ٥٨.

(٦) القصص : ٧٧٧٦. (٧) الروم : ٣٦.

(٨) سبأ : ٣٥٣٤. (٩) المؤمن : ٧٥.

١٥٥

بما قدمت أيديهم فان الانسان كفور (١).

الزخرف : وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آبائنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون (٢).

وقال تعالى : ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين * وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون * حتى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين * ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون (٣).

وقال تعالى : فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون (٤).

الذاريات : قتل الخراصون * الذينهم في غمرة ساهون (٥).

الواقعة : إنهم كانوا قبل ذلك مترفين (٦).

الحديد : لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم (٧).

المجادلة : استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان الا إن حزب الشيطان هم الخاسرون (٨).

الحشر : ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم القاسقون (٩).

المنافقون : يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون (١٠).

المزمل : وذرني والمكذبين أولي النعمة ومهلهم قليلا (١١).

____________________

(١) الشورى : ٤٨. (٢) الزخرف : ٢٣.

(٣) الزخرف : ٣٩٣٦. (٤) الزخرف : ٨٣.

(٥) الذاريات : ١١١٠. (٦) الواقعة : ٤٥.

(٧) الحديد : ٢٣. (٨) المجادلة : ١٩.

(٩) الحشر : ١٩.

(١٠) المنافقون : ٩.

(١١) المزمل : ١١.

١٥٦

١ ـ ل (١) لى : قال الصادق عليه‌السلام : إن كان الشيطان عدوا فالغفلة لماذا؟ وإن كان الموت حقا فالفرح لماذا؟ (٢).

٢ ـ ما : عن ابن الصلت ، عن ابن عقدة ، عن علي بن محمد بن علي الحسني عن جعفر بن محمد بن عيسى ، عن عبدالله بن علي ، عن الرضا عليه‌السلام عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليهم‌السلام قال : كلما ألهى عن ذكر الله فهو من الميسر (٣).

٣ ـ دعوات الراوندي : عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إن من الذنوب ذنوبا لا يكفرها صلاة ولا صدقة ، قيل : يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فما يكفرها؟ قال : الهموم في طلب المعيشة.

وروي أن داود عليه‌السلام قال : إلهي أمرتني أن أطهر وجهي وبدني ورجلي بالماء ، فبماذا أطهر لك قلبي؟ قال : بالهموم والغموم.

وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : انه ليأتي على الرجل منكم زمان لا يكتب عليه سيئة ، وذلك أنه مبتلى بهم المعاش ، وقال : إن الله يحب كل قلب حزين.

وسئل أين الله؟ فقال : عند المنكسرة قلوبهم.

وقال أبوعبدالله عليه‌السلام : إن الهم ليذهب بذنوب المسلم.

وقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : ما اكتحل أحد بمثل مكحول الحزن.

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا كثرت ذنوب المؤمن ، ولم يكن له من العمل ما يكفرها ، ابتلاه الله بالحزن ليكفرها به عنه.

٤ ـ نهج : [ قال عليه‌السلام : ] بينكم وبين الموعظة حجاب من الغرة (٤).

[ وقال عليه‌السلام : ] جاهلكم مزداد ، وعالمكم مسوف (٥).

____________________

(١) الخصال ج ٢ ص ٦١.

(٢) أمالى الصدوق : ٦.

(٣) أمالي الطوسى ج ١ ص ٣٤٦.

(٤ و ٥) نهج البلاغة الرقم ٢٨٢ من الحكم.

١٥٧

[ وقال عليه‌السلام : ] قطع العلم عذر المتعللين (١).

[ وقال عليه‌السلام : ] كل معاجل يسأل الانظار ، وكل مؤجل يتعلل بالتسويف (٢).

١٢٦

( باب )

* «( ذم العشق وعلته )» *

١ ـ لى : عن ابن الوليد ، عن الحسن بن متيل ، عن ابن أبي الخطاب عن محمد بن سنان ، عن المفضل قال : سالت أبا عبدالله عليه‌السلام عن العشق قال : قلوب خلت عن ذكر الله ، فأذاقها الله حب غيره (٣).

ع : عن ماجيلويه ، عن عمه ، عن الكوفي ، عن محمد بن سنان مثله (٤).

٢ ـ ن : باسناد التميمي ، عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : تعوذوا بالله من حب الحزن (٥).

٣ ـ نوادر الراوندي : باسناده ، عنموسى بن جعفر ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن أخوف ما أتخوف على امتي من بعدي هذه المكاسب المحرمة ، والشهوة الخفية ، والربا (٦).

____________________

(١ و ٢) نهج البلاغة الرقم ٢٨٤ و ٢٨٥ من الحكم.

(٣) أمالي الصدوق : ٣٩٦.

(٤) علل الشرايع ج ١ ص ١٣٣.

(٥) عيون الاخبار ج ٢ ص ٦١.

(٦) نوادر الراوندي : ١٧.

١٥٨

١٢٧

* ( باب ) *

* «( الكسل ، والضجر ، والعجز ، وطلب ما لا يدرك )» *

١ ـ ل (١) لى : قال الصادق عليه‌السلام : إن كان الثواب من الله فالكسل لماذا؟ (٢).

٢ ـ لى : عن أبيه ، عن سعد ، عن ابن هاشم ، عن الدهقان ، عن درست ، عن ابن سنان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إياتك وخصلتين : الضجر والكسل ، فانك إن ضجرت لم تصبر على حق ، وإن كسلت لم تؤد حقا (٣).

٣ ـ ل : أبي ، عن سعد ، عن الاصبهاني ، عن المنقري ، عن حماد ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال لقمان لابنه : للكسلان ثلاث علامات : يتوانى حتى يفرط ويفرط حتى يضيع ، ويضيع حتى يأثم (٤).

٤ ـ ل : الاربعمائة قال امير المؤمنين عليه‌السلام : إياكم والكسل ، فانه من كسل لم يؤد حق الله عزوجل (٥).

٥ ـ ل : عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : العجز مهانة (٦).

٦ ـ ل : عن العطار ، عن أبيه وسعد معا ، عن البرقي ، عن ابن أبي عثمان ، عن موسى بن بكر ، عن موسى بن جعفر ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : عشرة يفتنون أنفسهم إلى أن قال : والذي يطلب ما لا يدرك (٧).

____________________

(١) الخصال ج ٢ ص ٦١ ، وقد سقط عن المطبوعة.

(٢) أمالي الصدوق : ٦.

(٣) أمالي الصدوق : ٣٢٤.

(٤) الخصال ج ١ ص ٦٠.

(٥) الخصال ج ٢ ص ١٦٠.

(٦) الخصال ج ٢ ص ٩٤.

(٧) الخصال ج ٢ ص ٥٤.

١٥٩

٧ ـ نهج : قال عليه‌السلام : العجز آفة ، والصبر شجاعة (١).

وقال عليه‌السلام : من أطاع التواني ضيع الحقوق ، ومن اطاع الواشي ضيع الصديق (٢).

وقال عليه‌السلام : في وصيته للحسن عليه‌السلام : وإياك والاتكال على المنى ، فانها بضايع النوكى (٣).

١٢٨

* ( باب ) *

* «( الحرص ، وطول الامل )» *

الايات : المعارج : إن الانسان خلق هلوعا * إذا مسه الشر جزوعا (٤).

القيمة : بل يريد الانسان ليفجر أمامه * يسأل أيان يوم القيمة (٥).

١ ـ ل (٦) لى : عن الصادق عليه‌السلام إن كان الرزق مقسموما فالحرص لماذا؟ (٧).

٢ ـ لى : عن الصادق عليه‌السلام قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أغنى الناس من لم يكن للحرص أسيرا (٨).

٣ ـ ل (٩) لى : عن الصادق عليه‌السلام ناقلا عن حكيم : الحريص الجشع اشد

____________________

(١) نهج البلاغة الرقم ٣ من الحكم.

(٢) نهج البلاغة الرقم ٢٣٩ من الحكم.

(٣) نهج البلاغة الرقم ٣١ من الحكم.

(٤) المعارج : ١٩ و ٢٠.

(٥) القيامة : ٥ و ٦.

(٦) الخصال ج ٢ ص ٦١.

(٧) أمالى الصدوق : ٦.

(٨) أمالي الصدوق : ١٤.

(٩) الخصال ج ٢ ص ٥.

١٦٠