بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٤٩
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

قال : قال علي عليه‌السلام : خطبنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : أيها الناس الموتة الموتة الوحية الوحية (١) لا ردة ، سعادة أو شقاوة ، جاء الموت بما فيه : بالروح والراحة ، لاهل دار الحيوان ، الذين كان لها سعيهم ، وفيها رغبتهم ، جاء الموت بما فيه : بالويل والكرة الخاسرة لاهل دار الغرور الذين كان لها سعيهم وفيها رغبتهم.

بئس العبد عبد له وجهان : يقبل بوجه ويدبر بوجه إن اوتى أخوه المسلم خيرا حسده ، وإن ابتلى خذله ، بئس العبد عبد أوله نطفة ، ثم يعود جيفة ، ثم لا يدري ما يفعل به فيما بين ذلك ، بئس العبد عبد خلق للعبادة ، فألهته العاجلة عن الاجلة (٢) ، وشقي بالعاقبة ، بئس العبد عبد تجبر واختال ، ونسى الكبير المتعال ، بئس العبد عبد عتا وبغى ، ونسي الجبار الاعلى ، بئس العبد عبد له هوى يضله ، ونفس تذله ، بئس العبد عبد له طمع يقوده إلى طبع (٣).

____________________

(١) الموتة : الموت ، وهي أخص منه و «الموتة» الثانية تكرار للاول تأكيدا ونصبهما بتقدير «اتقوا» ونحوه ، وهكذا في «الوحية الوحية» وهما صفتان للموتة ، يقال : موت وحي : أي سريع.

وقوله «لا ردة» أي لا رجعة بعدها حتى يستدرك الشقي السعادة ويستزيد السعيد من السعادة ، بل أذا جاء الموت فبعده إما سعادة أو شقاوة ، وقوله بعد ذلك «جاء الموت بما فيه بالروح والراحة الخ تفصيل بيان السعادة وقوله بعد ذلك» جاء الموت بما فيه : بالويل والكرة الخاسرة «الخ تفصيل بيان الشقاوة وقوله» بالكرة الخاسرة «إشارة إلى الحشر الذي يخسر فيه المبطلون ، كما في قوله تعالى« تلك إذا كرة خاسرة »النازعات : ١٢.

(٢) زاد في المصدر : فاز بالرغبة العاجلة.

(٣) نوادر الراوندي ص ٢٢ ، وقوله» طبع «بالتحريك : الدنس ومنه قولهم» رب طمع يهدى إلى طبع «، وقيل : الوسخ الشديد من الصداء والشين والعيب والرين ، والوصف منه على كتف ، يقال :« هو طبع طمع » أي دنس لا يستحي من سوءة.

٢٠١

١٠٦

( باب )

* «( شرار الناس ، وصفات المنافق والمرائي والكسلان والظالم ومن يستحق اللعن )» *

الايات : الاعراف : ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والانس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها اولئك كالانعام بل هم أضل اولئك هم الغافلون (١).

الحج : إن الله لا يحب كل خوان كفور (٢).

السجدة : وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكوة وهم بالاخرة هم كافرون (٣).

الجاثية : ويل لكل أفاك أثيم * يسمع آيات الله تتلى عليه ثم يصر مستكبرا كأن لم يسمعها فبشره بعذاب أليم * وإذا علم من آياتنا شيئا اتخذها هزوا اولئك لهم عذاب مهين * من ورائهم جهنم ولا يغنى عنهم ما كسبوا شيئا ولا ما اتخذوا من دون الله أولياء ولهم عذاب عظيم (٤).

القلم : ولا تطع كل حلاف مهين * هماز مشاء بنميم * مناع للخير معتد أثيم * عتل بعد ذلك زنيم * أن كان ذا مال وبنين * إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الاولين (٥).

الحاقة : وأما من اوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم اوت كتابيه * ولم أدر ما حسابيه * يا ليتها كانت القاضية * ما أغنى عني ماليه * هلك عني سلطانية * خذوه فغلوه * ثم الجحيم صلوه * ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه *

____________________

(١) الاعراف : ١٧٩.

(٢) الحج : ٣٨. (٣) السجدة : ٧.

(٤) الجاثية : ٧ ١٠. (٥) القلم : ١٠ ١٥.

٢٠٢

إنه كان لا يؤمن بالله العظيم * ولا يحض على طعام المسكين * فليس له اليوم ههنا حميم * ولا طعام إلا من غسلين * لا يأكله إلا الخاطئون (١).

المعارج : كلا إنها لظى * نزاعة للشوى * تدعو من أدبر وتولى * وجمع فأوعى * إن الانسان خلق هلوعا * إذا مسه الشر جزوعا * وإذا مسه الخير منوعا (٢).

المدثر : يتسائلون * عن المجرمين ما سلككم في سقر * قالوا لم نك من المصلين * ولم نك نطعم المسكين * وكنا نخوض مع الخائضين * وكنا نكذب بيوم الدين * حتى أتانا اليقين (٣).

القيمة : فلا صدق ولا صلى * ولكن كذب وتولى * ثم ذهب إلى أهله يتمطى * أولى لك فأولى * ثم أولى لك فأولى (٤).

الماعون : أرأيت الذي يكذب بالدين * فذلك الذي يدع اليتيم * ولا يحض على طعام المسكين * فويل للمصلين * الذين هم عن صلوتهم ساهون * الذينهم يراعون ويمنعون الماعون.

١ ـ مع (٥) لي : الوراق ، عن سعد ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه عن الحارث بن محمد بن النعمان ، عن جميل بن صالح ، عن أبي عبدالله ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من أحب أن يكون أكرم الناس فليتق الله ، ومن أحب أن يكون أتقى الناس فليتوكل على الله ، ومن أحب أن يكون أغنى الناس فليكن بما عندالله عزوجل أوثق منه بما في يده.

ثم قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : ألا أنبئكم بشرالناس؟ قالوا : بلى يا رسول الله قال : من أبغض الناس وأبغضه الناس ، ثم قال : ألا أنبئكم بشر من هذا؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : الذي لا يقيل عثرة ، ولا يقبل معذرة ، ولا

____________________

(١) الحاقة : ٢٥ ٣٧. (٢) المعارج : ١٥ ٢١.

(٣) المدثر : ٤٠ ٤٧.

(٤) القيامة : ٣١ ٣٥.

(٥) معاني الاخبار ص ١٩٦.

٢٠٣

يغفر ذنبا ، ثم قال : ألا انبئكم بشر من هذا؟ قالوا : بلى يا رسول الله قال : من لا يؤمن شره ، ولا يرجى خيره.

إن عيسى بن مريم عليه‌السلام قام في بني إسرائيل فقال : يا بني إسرائيل لا تحدثوا بالحكمة الجهال فتظلموها ، ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم ، ولا تعينوا الظالم على ظلمه فيبطل فضلكم.

الامور ثلاثة : أمر تبين لك رشده فاتبعه ، وأمر تبين لك غيه فاجتنبه ، وأمر اختلف فيه فرده إلى الله عزوجل (١).

٢ ـ ل : حمزة العلوي ، عن أحمد الهمداني ، عن يحيى بن الحسن ، عن محمد بن ميمون الخزاز ، عن القداح ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ستة لعنهم الله وكل نبي مجاب (٢) الزائد في كتاب الله ، والمكذب بقدر الله ، والتارك لسنتي ، والمستحل من عترتي ما حرم الله والمتسلط بالجبروت ليذل من أعزه الله ، ويعز من أذله الله ، والمستأثر بفئ المسلمين المستحل له (٣).

٣ ـ ل : ابن المتوكل ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن أحمد بن محمد ، عن أبي القاسم الكوفي ، عن عبدالمؤمن الانصاري ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام

____________________

(١) أمالي الصدوق ص ١٨٣.

(٢) قد مر في الباب ٩٩ ص ١١٥ هذا الحديث وكان لفظه «سبعة لعنتهم وكل نبي مجاب» والمعنى أن هذه السبعة لعنتهم أنا والحال أن كل نبي مجاب الدعوة يتحقق دعاؤه على الناس ولهم باذن الله تعالى ، فكيف دعائي وأنا أفضل النبيين وأوجههم عند الله عزوجل.

وأما على ما في هذا الحديث وما يأتي بعده فالمعنى إن هذه السبعة ملعونون على لسان الله ولسان أنبيائه قبلي ، لكنه لا يناسب الاوصاف السبعة المذكورة ، فانها من خصائص شرعه ودينه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، خصوصا قوله «والمستحل من عترتي ما حرم الله وهكذا قوله» المستأثر بفي المسلمين « والمغانم إنما أحل في هذه الشريعة. والظاهر عندي أن تغيير العبارة من الرواة توهما منهم أن هذا هو الصحيح.

(٣) الخصال ج ١ ص ١٦٤.

٢٠٤

قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إني لعنت سبعة لعنهم الله وكل نبي مجاب قبلي ، ققيل : ومن هم يا رسول الله؟ فقال : الزايد في كتاب الله ، والمكذب بقدر الله ، والمخالف لسنتي ، والمستحل من عترتي ما حرم الله ، والمتسلط بالجبرية ليعز من أذل الله ويذل من أعز الله ، المستأثر على المسلمين بفيئهم مستحلا له ، والمحرم ما أحل الله عزوجل (١).

سن : أبي ، عن عبدالرحمن بن حماد ، عمن ذكره ، عن عبدالمؤمن الانصاري مثله (٢).

٤ ـ ل : الحافظ ، عن محمد بن الحسين الخثمعي ، عن ثابت بن عامر ، عن عبدالملك بن الوليد ، عن عمرو بن عبدالجبار ، عن عبدالله بن زياد ، عن زيد بن علي ، عن آبائه عليهم‌السلام ، قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : سبعة لعنهم الله وكل نبي مجاب المغير لكتاب الله والمكذب بقدر الله ، والمبدل سنة رسول الله ، والمستحل من عترتي ما حرم الله عزوجل ، والمتسلط في سلطانه ليعز من أذل الله ، ويذل من أعز الله ، والمستحل لحرم الله ، والمتكبر على عباد الله عزوجل (٣).

٥ ـ لي : ابن مسرور ، عن ابن عامر ، عن عمه ، عن ابن محبوب ، عن مالك ابن عطية ، عن الثمالي ، عن علي بن الحسين عليه‌السلام ، قال : المنافق ينهي ولا ينتهي ويأمر بما لا يأتي ، إذا قام في الصلاة اعترض ، إذا ركع ربض ، وإذا سجد نقر واذا جلس شغر ، يمسي وهمه الطعام وهو مفطر ، ويصبح وهمه النوم ولم يسهر إن حدثك كذبك ، وإن وعدك أخلفك ، وإن ائتمنته خانك ، وإن خالفته اغتابك (٤).

٦ ـ ب : عن هارون ، عن ابن زياد ، عن جعفر ، عن أبيه عليه‌السلام إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله

____________________

(١) الخصال ج ٢ ص ٦.

(٢) المحاسن : ١١.

(٣) الخصال ج ٢ ص ٦.

(٤) أمالي الصدوق ص ٢٩٥.

٢٠٥

قال : للمرائي ثلاث علامات : يكسل إذا كان وحده. وينشط إذا كان عنده أحد ويحب أن يحمد في جميع اموره ، وللظالم ثلاث علامات : يقهر من فوقه بالمعصية ومن هو دونه بالغلبة ، ويظاهر الظلمة ، وللكسلان ثلاث علامات : يتوانى حتى يفرط ، ويفرط حتى يضيع ، ويضيع حتى يأثم. وللمنافق ثلاث علامات إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا ائتمن خان (١).

٧ ـ ل : عن أبيه ، عن سعد ، عن الاصبهاني ، عن المنقري ، عن حماد بن عيسى ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال لقمان لابنه : يا بني لكل شئ علامة يعرف بها ويشهد عليها ، وان للدين ثلاث علامات العلم ، والايمان ، والعمل به ، وللايمان ثلاث علامات : الايمان بالله وكتبه ورسله ، وللعالم ثلاث علامات : العلم بالله وبما يحب وما يكره ، وللعامل ثلاث علامات : الصلاة والصيام والزكاة.

وللمتكلف ثلاث علامات : ينازع من فوقه ، ويقول ما لا يعلم ، ويتعاطا ما لا ينال وللظالم ثلاث علامات : يظلم من فوقه بالمعصية ، ومن دونه بالغلبة ، ويعين الظلمة وللمنافق ثلاث علامات : يخالف لسانه قلبه ، وقلبه فعله ، وعلانيته سريرته ، وللاثم ثلاث علامات : يخون ، ويكقب ، ويخالف ما يقول ، وللمرائي ثلاث علامات : يكسل إذا كان وحده وينشط إذا كان للناس عنده ، ويتعرض في كل أمر للمحمدة ، وللحاسد ثلاث علامات يغتاب إذا غاب ، ويتملق إذا شهد ، ويشمت بالمعصية ، وللمسرف ثلاث علامات يشتري ما ليس له ، ويلبس ما ليس له ، ويأكل ما ليس له ، وللكسلان ثلاث علامات : يتوانى حتى يفرط ، ويفرط حتى يضيع ، ويضيع حتى يأثم ، وللغافل ثلاث علامات : السهو اللهو والنسيان.

قال حماد بن عيسى : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : ولكل واحدة من هذه العلامات شعب يبلغ العلم بها اكثر من ألف باب ، وألف باب وألف باب ، فكن يا حماد طالبا للعلم في آناء الليل والنهار ، وإن أردت أن تقر عينك ، وتنال خير الدنيا والاخرة فاقطع الطمع مما في أيدي الناس ، وعد نفسك في الموتى ، ولا تحدثن نفسك

____________________

(١) قرب الاسناد ص ٢٢ ط النجف.

٢٠٦

أنك فوق أحد من الناس ، واخزن لسانك كما تخزن مالك (١).

أقول : قد مضى مثله في أبواب العقل.

٨ ـ مص : قال الصادق عليه‌السلام : المنافق قد رضي ببعده من رحمة الله تعالى لانه يأتي بأعماله الظاهرة شبيها بالشريعة ، وهو لاغ باغ لاه بالقلب عن حقها مستهزئ فيها ، وعلامة النفاق قلة المبالاة بالكذب والخيانة والوقاحة ، والدعوى بلا معنى ، وسخنة العين (٢) والسفه والغلط ، وقلة الحياء واستصغار المعاصي واستضياع أرباب الدين ، واستخفاف المصايب في الدين ، والكبر ، وحب المدح والحسد ، وإيثار الدنيا على الاخرة والشر على الخير ، والحث على النميمة ، وحب اللهو ، ومعونة أهل الفسق والبغي والتخلف عن الخيرات ، وتنقص أهلها واستحسان ما يفعله من سوء واستقباح ما يفعله غيره من حسن ، وأمثال ذلك كثيرة.

وقد وصف الله تعالى المنافقين في غير موضع فقال عز من قائل : «ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والاخرة ذلك هو الخسران المبين» (٣) وقال عزوجل في صفتهم «ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الاخر وما هم بمؤمنين [يخادعون الله والذين آمنوا ومايخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون * في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا(٤).

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : المنافق من إذا وعد أخلف ، وإذا فعل افشى (٥) وإذا قال كذب ، وإذا ائتمن خان ، وإذا رزق طاش ، وإذا منع عاش.

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : من خالفت سريرته علانيته فهو منافق ، كائنا من كان

____________________

(١) الخصال : ج ١ ص ٦٠.

(٢) السخنة بالضم الحرارة ، وهي كناية عن الحزن والبكاء لان دموع الحزن تكون سخنة ودموع السرور تكون باردة قارة ، ولذلك يقال فيمن يدعى عليه : «أسخن الله عينه ، ولمن يدعى له :« أقر الله عينه ».

(٣) الحج : ١١.

(٤) البقرة : ٩ ٨. (٥) في المصدر : أساء.

٢٠٧

وحيث كان ، وفي أي أرض كان ، وعلى أي رتبة كان (١).

٩ ـ ين : النضر : ، عن ابن سنان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا أحب الشيخ الجاهل ، ولا الغني الظلوم ، ولا الفقير المختال.

١٠ ـ نوادر الراوندي : باسناده عن جعفر بن محمد ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن أبغض الناس إلى الله من يقتدي بسيئة المؤمن ولا يقتدي بحسنته.

١٠٧

( باب )

* «( لعن من لا يستحق اللعن ، وتكفير من لا يستحقه )» *

١ ـ ب : عن هارون ، عن ابن صدقة ، عن أبي عبدالله ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : إن اللعنة إذا خرجت من صاحبها ترددت بينه وبين الذي يلعن ، فان وجدت مساغا وإلا عادت إلى صاحبها ، وكان أحق بها ، فاحذروا أن تلعنوا مؤمنا فيحل بكم (٢).

٢ ـ ثو : عن أبيه ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن الوشاء ، عن البطائني ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن اللعنة إذا خرجت من في صاحبها ترددت ، فان وجدت مساغا وإلا رجعت على صاحبها (٣).

٣ ـ ثو : عن أبيه ، عن أحمد بن إدريس ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن أحمد ابن النضر ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : ماشهد رجل على رجل بكفر قط إلا باء به أحدهما : إن كان شهد على كافر صدق ، وإن كان

____________________

(١) مصباح الشريعة ص ٢٥.

(٢) قرب الاسناد ص ٨.

(٣) ثواب الاعمال ص ٢٤٠.

٢٠٨

مؤمنا رجع الكفر عليه ، وإياكم والطعن على المؤمنين (١).

٤ ـ كنز الكراجكي : عن أحمد بن محمد بن شاذان ، عن أبيه ، عن ابن الوليد عن الصفار ، عن ممد بن زياد ، عن المفضل بن عمر ، عن يونس بن يعقوب ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : ملعون ملعون من رمى مؤمنا بكفر ، ومن رمى مؤمنا بكفر فهو كقتله.

٥ ـ م : إن الاثنين إذا ضجر بعضهما على بعض وتلاعنا ارتفعت اللعنتان فاستأذنتا ربهما في الوقوع بمن لعنا إليه ، فقال الله لملائكته : انظروا فان كان اللاعن أهلا للعن وليس المقصود به أهلا فأنزلوهما جميعا باللاعن ، وإن كان المشار إليه أهلا وليس اللاعن أهلا فوجهوهما إليه ، وإن كانا جميعا لها أهلا فوجهوا لعن هذا إلى ذاك. ووجهوا لعن ذاك إلى هذا ، وإن لم يكن واحد منهما لها أهلا لايمانهما ، وإن الضجر أحوجهما إلى ذلك فوجهوا اللعنتين إلى اليهود الكاتمين نعت محمد وصفته صلى‌الله‌عليه‌وآله وذكر على عليه‌السلام وحليته ، وإلى النواصب الكاتمين لفضل علي والدافعين لفضله (٢).

١٠٨

( باب )

* «( الخصال التى لا تكون في المؤمنن )» *

أقول : سيأتي بعض الاخبار في باب اللواط.

١ ـ سر : من جامع البزنطي ، عن الحارث بن المغيرة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : ستة لاتكون في المؤمن : الحسر والنكد واللجاجة والكذب والحسد والبغي.

٢ ـ ل : أبي : عن محمد ، عن البرقي ، عن عدة من أصحابنا ، عن ابن أسباط

____________________

(١) ثواب الاعمال ص ٢٤٢.

(٢) تفسير الامام ص ٢٦٠ و ٢٦١ في قوله تعالى : اولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون البقرة : ١٥٩.

٢٠٩

عن بعض أصحابه ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : ابتلى الله به شيعتنا فلن يبتليهم بأربع : بأن يكونوا لغير رشدة ، وأن يسألوا بأكفهم ، وإن يؤتوا في أدبارهم ، وإن يكون فيهم أخضر أزرق (١).

٣ ـ ل : ابن الوليد ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن أبي عبدالله الرازي ، عن ابن أبي عثمان ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، ان أبي عبدالله عليه‌السلام قال : أربع خصال لا تكون في مؤمن : لا يكون مجنونا ، ولا يسأل عن أبواب الناس ، ولا يولد من الزنا ، ولا ينكح في دبره (٢).

٤ ـ ل : القطان وابن موسى معا ، عن ابن زكريا ، عن ابن حبيب ، عن ابن بهلول ، عن أبي معاوية ، عن الاعمش ، عن الصادق عليه‌السلام وابن حبيب ، عن عبدالله بن محمد بن باطويه ، عن علي بن عبدالمؤمن الزعفراني ، عن مسلم بن خالد الزنجي ، عن الصادق عليه‌السلام عن أبيه ، عن جده عليهم‌السلام وابن حبيب ، عن الحسن بن شيبان ، عن أبيه ، عن محمد بن خالد ، عن مسلم بن خالد ، عن جعفر بن محمد قالوا كلهم : ثلاثة عشر وقال تميم : ستة عشر صنفا من امة جدي لا يحبونا ولا يحببونا إلى الناس ، ويبغضونا ولا يتولونا ، ويخذلونا ويخذلون الناس عنا ، فهم أعداؤنا حقا لهم نار جهنم ولهم عذاب الحريق.

قال : قلت : بينهم لي يا أبه وقال الله شرهم ، قال : الزايد في خلقه فلا ترى أحدا من الناس في خلقه زيادة إلا وجدته مناصبا ولم تجده لنا مواليا (٣)

____________________

(١) الخصال ج ١ ص ١٠٧.

(٢) الخصال ج ١ ص ١٠٩.

(٣) قد مر في ج ٦٧ باب شدة ابتلاء المؤمن ص ١٩٦ ٢٥٩ روايات كثيرة تخالف هذا الحديث المزور ، وفيها ما يدل على أن المؤمن يبتلى في جسده بالجذام والبرص.

روى الكليني في الكافي ج ٢ ص ٢٥٤ عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين عن صفوان ، عن معاوية بن عمار ، عن ناجية قال : قلت لابي جعفر عليه‌السلام : إن المغيرة يقول : إن المؤمن لا يبتلى بالجذام ولا بالبرص ولا بكذا وكذا ، فقال عليه‌السلام : إن

٢١٠

والناقص الخلق من الرجال فلا ترى لله عزوجل خلقا ناقص الخلقة إلا وجدت في قلبه علينا غلا ، والاعور باليمين للولادة ، فلا ترى لله خلقا ولد أعور اليمين إلا كان لنا محاربا ولا عدائنا مسالما ، والغربيب من الرجال فلا ترى لله عزوجل خلقا غربيبا وهو الذي قد طال عمره فلم يبيض شعره وترى لحيته مثل حنك الغراب إلا كان علينا مؤلبا ولاعدائنا مكاثرا؟

والحلكوك (١) من الرجال فلا ترى منهم أحدا إلا كان لنا شتاما ولاعدائنا مداحا ، والاقرع من الرجال فلا ترى رجلا به قرع إلا وجدته همازا لمازا مشاء بالنميمة علينا ، والمفضض بالخضرة من الرجال فلا ترى منهم أحدا وهم كثيرون إلا وجدته يلقانا بوجه ويستدبرنا باخر ، يبتغي لنا الغوائل ، والمنبوذ (٢) من الرجال فلا تلقي منهم أحدا إلا وجدته لنا عدوا مضلا مبينا ، والابرص من الرجال

____________________

كان لغافلا عن صاحب ياسين إنه كان مكنعا ثم رد أصابعه فقال كاني أنظر إلى تكنيعه أتاهم فأنذرهم ثم عاد إليهم من الغد فقتلوه ، ثم قال عليه‌السلام : إن المؤمن يبتلى بكل بلية ويموت بكل ميتة إلا أنه لا يقتل نفسه.

أقول : روى الكشي في رجاله ص ١٩٤ في المغيرة بن سعيد أنه كان يدس الاحاديث وروى أن هشام بن الحكم سمع أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : لا تقبلوا علينا حديثا إلا ما وافق القرآن والسنة ، أو تجدون معه شاهدا من أحاديثنا المتقدمة فان المغيره بن سعيد لعنه الله دس في كتب أصحاب أبي أحاديث لم يحدث بها أبي ، الحديث.

ولعل هذا الحديث الذي يوافق مذهبه ومسلكه في عدم ابتلاء المؤمن بالعاهات من مدسوساته لعنه الله في روايات أصحابنا رضوان الله عليهم ، وكيف كان لما كان هذا الحديث مخالفا لسائر أحاديثهم عليهم‌السلام لابد من طرحه.

(١) الحلكوك كعصفور وقربوس الشديد السواد ، ولعله أراد مثل جون غلام أبي ذر أو بلال بن رباح الحبشي!؟ نعوذ بالله من الضلال.

(٢) المنبوذ : الصبي تلقيه امه في الطريق ، وولد الزناء ، ولعله أراد المعنى الاخير وإلا فما ذنب الصبي المنبوذ.

٢١١

فلا تلقي منهم أحدا إلا وجدته يرصد لنا المراصد ، ويقعد لنا ولشيعتنا مقعدا ليضلنا بزعمه عن سواء السبيل ، والمجذوم وهم حصب جهنم هم لها واردون والمنكوح فلا ترى منهم أحدا إلا وجدته يتغنى بهجائنا ويؤلب علينا.

وأهل مدينة تدعى سجستان (١) هم لنا أهل عداوة ونصب وهم شر الخلق والخليقة ، عليهم من العذاب ما على فرعون وهامان وقارون ، وأهل مدينة تدعى الري هم أعداء الله وأعداء رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأعداء أهل بيته يرون حرب أهل بيت رسول الله جهادا ومالهم مغنما ، ولهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا والاخرة ولهم عذاب مقيم ، وأهل مدينة تدعى الموصل شر من على وجه الارض ، وأهل مدينة تسمى الزوراء تبنى في آخر الزمان يستشفون بدمائنا ويتقربون ببغضنا يوالون في عداوتنا ويرون حربنا فرضا وقتالنا حتما؟ يا بني فاحذر هؤلاء ثم احذرهم ، فانه لا يخلو اثنان منهم باحد من اهلك الا هموا بقتله.

واللفظ لتميم من أول الحديث إلى آخره (٢).

____________________

(١) كان أهل سجستان والري والموصل وبغداد ان كان هو الزوراء معاديا لاهل البيت في سابق الازمان ، فانهم كانوا من أهل الجماعة وبعضهم كان خارجيا واسماعيليا واما الان فكلهم شيعة أهل البيت ، وقال العلامة المؤلف في ج ٦٠ ص ٢٠٦ بعد نقل هذا الخبر : الزوراء يطلق على دجلة بغداد وعلى بغداد ، لان أبوابها الداخلة جعلت مزورة عن الخارجة ، ويمكن أن تتبدل أحوال هذه البلاد باختلاف الازمنة ويكون ما ذكر في الخبر حالهم في ذلك الزمان.

أقول : مع ذلك يبقى الكلام في بغداد ومن محلاتها الكرخ أعظم محلة منها كانت تسكنها الشيعة وبها نشئ أعاظم الاصحاب ، مع قوله عليه‌السلام في الزوراء إنها مدينة تبنى في آخر الزمان ، وبغداد بنيت في زمن المنصور العباسي وكان معاصرا لابي عبدالله عليه‌السلام.

(٢) الخصال ج ٢ ص ٩٤ ٩٥ ، وتميم هو ابن بهلول.

٢١٢

١٠٩

( باب )

* «( من استولى عليهم الشيطان من أصحاب البدع وما ينسبون إلى أنفسهم من الاكاذيب وأنها من الشيطان )» *

١ ـ كش : عن سعد ، عن عبدالله بن علي بن عامر باسناده ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال ترائا والله إبليس لابي الخطاب على سور المدينة والمسجد وكأني أنظر إليه وهو يقول : أيها تظفر الان ايها تظفر الان (١).

٢ ـ كش : عن سعد ، عن أحمد بن محمد ، عن أبيه ويعقوب بن يزيد والحسين ابن سعيد ، عن ابن أبي عمير ، عن إبراهيم بن عبدالحميد ، عن حفص بن عمرو النخعي ، قال : كنت جالسا عند أبي عبدالله عليه‌السلام فقال له رجل : جعلت فداك إن أبا منصور حدثني إنه رفع إلى ربه ومسح على رأسه ، فقال له بالفارسية : «بايست» فقال له أبوعبدالله عليه‌السلام : حدثني أبي عن جدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : إن ابليس اتخذ عرشا في ما بين السماء والارض ، واتخذ زبانية كعدد الملائكة فاذا دعى رجلا فأجابه ووطئ عقبه وتخطت إليه الاقدام ، ترائا له إبليس ورفع إليه ، وإن أبا منصور كان رسول إبليس ، لعن الله أبا منصور ، لعن الله ابا منصور ثلاثا (٢).

٣ ـ كش : سعد ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن الحكم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن بنانا والسري وبزيعا لعنهم الله ترائا لهم الشيطان في أحسن ما يكون في صورة آدمي من قرنه إلى سرته ، قال : فقلت : إن بنانا يتأول هذه الاية «وهو الذي في السماء إله وفي

____________________

(١ ـ ٢) رجال الكشي ص ٢٥٦.

٢١٣

الارض إله» أن الذي في الارض غير إله السماء ، وإله السماء غير إله الارض وأن إله السماء أعظم من إله الارض ، وإن أهل الارض يعرفون فضل إله السماء ويعظمونه فقال عليه‌السلام : والله ما هو إلا الله وحده لا شريك له ، إله في السماوات وإله في الارضين كذب بنان ، عليه لعنه الله ، لقد صغر الله جل جلاله وصغر عظمته (٢).

٤ ـ كش : وجدت بخط جبرئيل بن أحمد حدثني محمد بن عيسى ، عن علي ابن الحكم ، عن حماد بن عثمان ، عن زرارة قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : أخبرني عن حمزة أيزعم إن أبي ياتيه؟ قلت : نعم ، قال : كذب والله ما يأتيه إلا المتكون إن إبليس سلط شيطانا يقال له : المتكون يأتي الناس في أي صورة شاء إن شاء في صورة صغيرة وإن شاء في صورة كبيرة ، ولا والله ما يستطيع أن يجيئ في صورة أبي عليه‌السلام (٣).

٥ ـ كش : سعد ، عن أحمد بن محمد ، عن أبيه والحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير ، ومحمد بن عيسى ، عن يونس وابن أبي عمير ، عن محمد بن عمر بن اذينة عن بريد بن معاوية العجلي قال : كان حمزة بن عمارة البربري لعنه الله يقول لاصحابه : إن أبا جعفر عليه‌السلام يأتيني في كل ليلة ، ولا يزال إنسان يزعم أنه قد أراه إياه ، فقدر لي أني لقيت أبا جعفر عليه‌السلام فحدثته بما يقول حمزة ، فقال : كذب ، عليه لعنه الله ما يقدر الشيطان أن يتمثل في صورة نبي ولا وصي نبي (٤).

٦ ـ كش : محمد بن مسعود ، عن علي بن محمد بن يزيد ، عن ابن عيسى ، عن البزنطي ، عن علي بن عقبة ، عن أبيه قال : دخلت على أبي عبدالله عليه‌السلام فسلمت وجلست ، فقال لي : كان في مجلسك هذا أبو الخطاب ومعه سبعون رجلا كلهم إليه

____________________

(١) الزخرف : ٨٤.

(٢) رجال الكشي ص ٢٥٧.

(٣) رجال الكشي ص ٢٥٤.

(٤) رجال الكشي ص ٢٥٧.

٢١٤

ينالهم منه شئ فرحمتهم فقلت لهم : ألا اخبركم بفضائل المسلم فلا أحسب أصغرهم إلا قال : بلى جعلت فداك قلت : من فضائل المسلم أن يقال له : فلان قارئ لكتاب الله عزوجل وفلان ذو حظ من ورع ، وفلان يجتهد في عبادته لربه فهذه فضائل المسلم مالكم وللرياسات؟ إنما رأس واحد إياكم والرجال ، فان الرجال مهلكة ، فاني سمعت أبي يقول : إن شيطانا يقال له : المذهب يأتي في كل صورة إلا أنه لا يأتي في صورة نبي ولا وصي نبي ، ولا أحسبه إلا وقد ترائا لصاحبكم فاحذروه ، فبلغني أنهم قتلوا معه ، فأبعدهم الله وأسحقهم ، إنه لا يهلك على الله إلا هالك (١).

٧ ـ كش : محمد بن قولويه ، عن سعد ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس قال : سمعت رجلا من الطيارة يحدث أبا الحسن الرضا عليه‌السلام عن يونس بن ظبيان أنه قال كنت في بعض الليالي وأنا في الطواف ، فاذا نداء من فوق رأسي يايونس «إني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري» فرفعت رأسي فاذا ح [كذا].

فغضب أبوالحسن غضبا لم يملك نفسه ثم قال للرجل : اخرج عني لعنك الله ولعن الله من حدثك ، ولعن يونس بن ظبيان ألف لعنة تتبعها ألف لعنة كل لعنة منها تبلغك إلى قعر جهنم وأشهد ما ناداه إلا شيطان أما إن يونس مع أبي الخطاب في أشد العذاب مقرونان ، وأصحابهما إلى ذلك الشيطان مع فرعون وآل فرعون في أشد العذاب ، سمعت ذلك من أبي عبدالله عليه‌السلام.

فقال يونس : فقال الرجل من عنده فلما بلغ الباب إلا عشرة خطاء حتى صرع مغشيا عليه قد قاء رجيعه وحمل ميتا فقال أبوالحسن عليه‌السلام : أتاه ملك بيده عمود فضربه على هامته ضربة قلب فيها مثانته حتى قاء رجيعه وعجل الله بروحه إلى الهاوية وألحقه بصاحبه الذي حدثه يونس بن ظبيان ، ورأى الشيطان الذى كان ترائا له (٢).

____________________

(١) رجال الكشي ص ٢٤٨ و ٢٤٩.

(٢) رجال الكشي ص ٣٠٩.

٢١٥

٨ ـ نوادر الراوندي : باسناده عن موسى بن حعفر ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من عمل في بدعة خلاه الشيطان والعبادة. وألقى عليه الخشوع والبكاء.

وبهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أبى الله لصاحب البدعة بالتوبة وأبى الله لصاحب الخلق السئ بالتوبة ، فقيل : يا رسول الله وكيف ذلك؟ قال : أما صاحب البدعة فقد اشرب قلبه حبها ، وأما صاحب الخلق السئ فانه إذا تاب من ذنب وقع في ذنب أعظم من الذنب الذي تاب منه (١).

١١٠

( باب )

* ( «عقاب من أحدث دينا أو أضل الناس وأنه لا يحمل أحد الوزر عمن يستحقه» ) *

الايات : النساء : ألم تر إلى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يشترون الضلالة ويريدون أن تضلوا السبيل * والله أعلم باعدائكم وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا (٢).

وقال تعالى : ألم تر إلى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا * اولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا (٣).

الاعراف : ولا تقعدوا بكل صراط توعدون وتصدون عن سبيل الله من آمن

____________________

(١) نوادر الراوندي ص ١٨.

(٢) النساء : ٤٤ ٤٥.

(٣) النساء : ٥١ ٥٢.

٢١٦

به وتبغونها عوجا (١).

هود : ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا اولئك يعرضون على ربهم ويقول الاشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين * الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم بالاخرة هم كافرون * اولئك لم يكونوا معجزين في الارض وما كان لهم من دون الله من أولياء يضاعف لهم العذاب ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون * اولئك الذين خسروا أنفسهم وضل عنهم ماكانوا يفترون * لا جرم أنهم في الاخرة هم الاخسرون (٢).

إبراهيم : ويصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا اولئك في ضلال بعيد (٣) وقال تعالى : وجعلوا لله أندادا ليضلوا عن سبيله قل تمتعوا فان مصيركم إلى النار (٤).

النحل : ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيمة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون (٥).

الشعراء : وبرزت الجحيم للغاوين إلى قوله تعالى وما أضلنا إلا المجرمون (٦).

القصص : وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيمة لاينصرون * وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيمة هم من المقبوحين (٧).

العنكبوت : وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم وما هم بحاملين من خطاياهم من شئ إنهم لكاذبون * وليحملن أثقالهم

____________________

(١) الاعراف : ٨٦. (٢) هود : ١٨ ٢٢.

(٣) إبراهيم : ٣. (٤) إبراهيم : ٣٠.

(٥) النحل : ٢٥.

(٦) الشعراء : ٩١ ٩٩.

(٧) القصص : ٤١ ٤٢.

٢١٧

وأثقالا مع أثقالهم وليسئلن يوم القيمة عما كانوا يفترون (١).

سبا : ولو ترى إذ الظالمون موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم إلى بعض القول يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولا أنتم لكنا مؤمنين * قال الذين استكبروا للذين استضعفوا أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جائكم بل كنتم مجرمين * وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا (٢).

الصافات : وأقبل بعضهم على بعض يتسائلون * قالوا إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين * قالوا بل لم تكونوا مؤمنين * وما كان لنا عليكم من سلطان بل كنتم قوما طاغين * فحق علينا قول ربنا إنا لذائقون * فأغويناكم إنا كنا غاوين (٣).

ص : هذا فوج مقتحم معكم لا مرحبا بهم إنهم صالوا النار * قالوا بل أنتم لا مرحبا بكم أنتم قدمتموه لنا فبئس القرار * قالوا ربنا من قدم لنا هذا فزده عذابا ضعفا من النار (٤).

المؤمن : واذ يتحاجون في النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا نصيبا من النار * قال الذين استكبروا إنا كل فيها إن الله قد حكم بين العباد (٥).

النجم : أم لم ينبأ بما في صحف موسى * وإبراهيم الذي وفى * ألا تزر وازرة وزر اخرى * وأن ليس للانسان إلا ما سعى * وأن سعيه سوف يرى * ثم يجزيه الجزاء الاوفى (٦).

____________________

(١) العنكبوت : ١٢ ١٣.

(٢) سبأ : ٣١ ٣٣.

(٣) الصافات : ٢٧ ٣٢.

(٤) ص : ٥٩ ٦١.

(٥) المؤمن : ٤٧ ٤٨.

(٦) النجم : ٣٦ ٤١.

٢١٨

١ ـ ن : بالاسانيد الثلاثة ، عن الرضا عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله غافر كل ذنب إلا من أحدث دينا أو اغتصب أجيرا أجره أو رجلا باع حرا (١).

٢ ـ ع : عن أبيه ، عن سعد ، عن أيوب بن نوح ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن الحكم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كان رجل في الزمن الاول طلب الدنيا من حلال فلم يقدر عليها ، وطلبها من حرام فلم يقدر عليها.

فأتاه الشيطان فقال له : يا هذا إنك قد طلبت الدنيا من حلال فلم تقدر عليها وطلبتها من حرام فلم تقدر عليها أفلا أدلك على شئ تكثر به دنياك ويكثر به تبعك؟ قال : بلى قال : تبتدع دينا وتدعو إليه الناس.

ففعل فاستجاب له الناس وأطاعوه وأصاب من الدنيا ثم أنه فكر فقال : ما صنعت؟ ابتدعت دينا ودعوت الناس ما أرى لي توبة إلا أن آتي من دعوته إليه فارده عنه ، فجعل يأتي أصحابه الذين أجابوه فيقول لهم : إن الذي دعوتكم إليه باطل ، وإنما ابتدعته ، فجعلوا يقولون : كذبت وهو الحق ولكنك شككت في دينك. فرجعت عنه ، فلما رأى ذلك عمد إلى سلسلة فوتد لها وتدا ثم جعلها في عنقه ، وقال : لا احلها حتى يتوب الله عزوجل علي.

فأوحى الله عزوجل إلى نبي من الانبياء قل لفلان : وعزتي لو دعوتني حتى تنقطع أوصالك ، ما استجبت لك ، حتى ترد من مات إلى ما دعوته إليه فيرجع عنه (٢).

ثو : عن أبيه ، عن سعد ، عن ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن الحكم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام وعن محمد بن حمران ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كان رجل إلى اخر ما مر (٣).

____________________

(١) عيون الاخبار ج ٢ ص ٣٢.

(٢) علل الشرائع ج ٢ ص ١٧٨.

(٣) ثواب الاعمال ص ٢٣٠.

٢١٩

٣ ـ مع : عن ماجيلويه ، عن عمه ، عن البرقي ، عن النهيكي رفعه إلى أبي عبدالله عليه‌السلام أنه قال : من مثل مثالا أو اقتنى كلبا فقد خرج من الاسلام فقيل له : هلك إذا كثير من الناس؟ فقال : ليس حيث ذهبتم إنما عنيت بقولي من مثل مثالا من نصب دينا غير دين الله ، ودعا إليه ، وبقولى من اقتنى كلبا مبغضا لنا أهل البيت اقتناه فأطعمه وسقاه ، ومن فعل ذلك فقد خرج من الاسلام (١).

٤ ـ مع : عن ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ، عن ابن معروف عن حماد ، عن حريز ، عن ابن مسكان ، عن أبي الربيع ، قال : قلت : ما أدنى ما يخرج به الرجل من الايمان؟ قال : الرأي يراه مخالفا للحق فيقيم عليه (٢).

٥ ـ مع : بالاسناد ، عن ابن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير ، عن حماد ، عن الحلبي ، قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : ما أدنى ما يكون له العبد كافرا؟ قال : أن يبتدع شيئا فيتولى عليه ويبرأ ممن خالفه (٣).

٦ ـ مع : بالاسناد ، عن ابن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن اذينة ، عن بريد العجلي قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : ما أدنى ما يصير به العبد كافرا؟ قال : فأخذ حصاة من الارض فقال : أن يقول لهذه الحصاة : إنها نواة ، ويبرء ممن خالفه على ذلك ، ويدين الله بالبراءة ممن قال بغير قوله ، فهذا ناصب قد أشرك بالله وكفر من حيث لا يعلم (٤).

٧ ـ ج : بالاسناد إلى أبي محمد العسكري ، عن آبائه ، عن علي بن الحسين عليهم‌السلام في تفسير قوله تعالى : «ولكم في القصاص حيوة» (٥) الاية ولكم يا امة محمد في القصاص حياة لان من هم بالقتل فعرف أنه يقتص منه فكف لذلك عن القتل كان حياة للذي كان هم بقتله ، وحياة لهذا الجاني الذي أراد أن يقتل

____________________

(١) معاني الاخبار ص ١٨١.

(٢ ـ ٤) معاني الاخبار ص ٣٩٣ ، وقد مر بعض هذه الاخبار ج ٦٩ ص ١٦ و ١٧ باب أدنى ما يكون به العبد مؤمنا وأدنى ما يخرجه عنه.

(٥) البقرة : ١٧٩.

٢٢٠