بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٤٩
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

والتكاثر لهو ولعب وشغل واستبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير ، فذلك النفاق ودعائمه وشعبه.

والله قاهر فوق عباده ، تعالى ذكره وجل وجهه وأحسن كل شئ خلقه وانبسطت يداه ، ووسعت كل شئ رحمته ، فظهر أمره وأشرق نوره ، وفاضت بركته ، واستضاءت حكمته ، وهيمن كتابه ، وفلجت حجته ، وخلص دينه ، و استظهر سلطانه ، وحقت كلمته ، وأقسطت موازينه ، وبلغت رسله ، فجعل السيئة ذنبا والذنب فتنة ، والفتنة دنسا ، وجعل الحسنى عتبى ، والعتبى توبة ، والتوبة طهورا.

فمن تاب اهتدى ، ومن افتتن غوى ، مالم يتب إلى الله ويعترف بذنبه ، ولا يهلك على الله إلا هالك.

الله الله فما أوسع مالديه من التوبة والرحمة والبشرى والحلم العظيم ، وما أنكل ماعنده من الانكال والجحيم والبطش الشديد ، فمن ظفر بطاعته اجتلب كرامته ومن دخل في معصيته ذاق وبال نقمته ، وعما قليل ليصبحن نادمين.

١٦ ـ ل (١) لى : عن ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن معروف ، عن بكر بن محمد الازدي ، عن أبي بصير قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : اصول الكفر ثلاثة : الحرص والاستكبار والحسد ، فأما الحرص فان آدم عليه‌السلام حين نهي عن الشجرة حمله الحرص على أن أكل منها ، وأما الاستكبار فابليس حين امر بالسجود لادم استكبر وأما الحسد فابنا آدم حين قتل أحدهما صاحبه حسدا (٢).

١٧ ـ لى : عن علي ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن الصادق عن آبائه عليهم‌السلام ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : أركان الكفر أربعة : الرغبة والرهبة والسخط والغضب (٣).

١٨ ـ ل : في ما أوصى به النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عليا عليه‌السلام : ياعلي كفر بالله العظيم

____________________

(١) الخصال ج ١ ص ٤٥.

(٢) أمالي الصدوق ص ٢٥١.

(٣) المصدر نفسه ، وألفاظ هذه الاحاديث هي التي مرت عن الكافي مشروحا فراجع.

١٢١

من هذه الامة عشرة : القتات ، والساحر ، والديوث ، وناكح المرأة حراما في دبرها وناكح البهيمة ، ومن نكح ذات محرم منه ، والساعي في الفتنة ، وبايع السلاح من أهل الحرب ، ومانع الزكاة ، ومن وجد سعة فمات ولم يحج (١).

١٩ ـ ل : عن أبيه ، عن سعد ، عن ابن أبي الخطاب وأحمد بن الحسن بن فضال معا ، عن ابن أسباط ، عن الحسن بن يزيد ، عن محمد بن سالم ، عن ابن طريف ، عن ابن نباته قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : الكفر على أربع دعائم : على الفسق والعتو (٢) والشك والشبهة.

والفسق على أربع شعب : على الجفاء والعمى والغفلة والعتو ، فمن جفا حقر الحق ومقت الفقهاء وأصر على الحنث العظيم ، ومن عمي نسي الذكر واتبع الظن وألح عليه الشيطان ، ومن غفل غرته الاماني وأخذته الحسرة إذا انكشف الغطاء وبدا له من الله مالم يكن يحتسب ، ومن عتا عن أمر الله تعالى الله عليه ثم أذله بسلطانه وصغره بجلاله كما فرط في جنبه وعتا عن أمر ربه الكريم.

والعتو (٣) على أربع شعب : على التعمق والتنازع والزيغ والشقاق ، فمن تعمق لم ينب إلى الحق ، ولم يزدد إلا غرقا في الغمرات ، فلم تحتبس منه فتنة إلا غشيته اخرى وانخرق دينه فهو يهيم في أمر مريج ، ومن نازع وخاصم قطع بينهم الفشل ، وذاقوا وبال أمرهم وسائت عنده الحسنة ، وحسنت عنده السيئة ، ومن سائت عليه الحسنة اعتورت عليه طرقه ، واعترض عليه أمره ، وضاق عليه مخرجه ، وحري أن يرجع من دينه ، ويتبع غير سبيل المؤمنين.

والشك على أربع شعب : على الهول والريب والتردد والاستسلام «فبأي آلاء ربك تتمارى» : المتمارون ، فمن هاله مابين يديه نكص على عقبيه ومن تردد في الريب سبقه الاولون وأدركه الاخرون ، وقطعته سنابك الشياطين ومن استسلم لهلكة الدنيا والاخرة هلك فيما بينهما ، ومن نجا فباليقين.

والشبهة على أربع شعب : على الاعجاب بالزينة ، وتسويل النفس وتأول العوج

____________________

(١) الخصال ج ٢ ص ٦١.

(٢ و ٣) الغلوظ.

١٢٢

وتلبس الحق بالباطل. وذلك بأن الزينة تزيد على الشبهة وأن تسويل النفس يقحم على الشهوة وأن العوج يميل ميلا عظيما ، وأن التلبس ظلمات بعضها فوق بعض فذلك الكفر ودعائمه وشعبه (١).

٢٠ ـ سر : عن ابن محبوب ، عن أبي أيوب ، عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : لا دين لمن دان بطاعة من يعصي الله ، ولا دين لمن دان بفرية باطل على الله ، ولا دين لمن دان بجحود شئ من آيات الله.

١٠٠

( باب )

* «الشك في الدين ، والوسوسة ، وحديث النفس ، وانتحال الايمان» *

الايات : البقرة : وان تبدوا مافي أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشآء ويعذب من يشاء والله على كل شئ قدير (٢).

الانعام : ثم أنتم تمترون (٣).

الحج : ومن الناس من يعبد الله على حرف فان أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والاخرة ذلك هو الخسران المبين (٤).

سبا : إنهم كانوا في شك مريب (٥).

المؤمن : ولقد جائكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب (٦).

السجدة : وإنهم لفي شك منه مريب (٧).

____________________

(١) الخصال ج ١ ص ١١١ ، وقد مر في ص ٩٠ و ٩١ فيما سبق.

(٢) البقرة : ٢٨٤. (٣) الانعام : ٢.

(٤) الحج : ١١. (٥) سبأ : ٥٤.

(٦) المؤمن : ٣٤.

(٧) السجدة : ٤٥.

١٢٣

حمعسق : وإن الذين اورثوا الكتاب من بعدهم لفي شك منه مريب (١).

الدخان : بل هم في شك يلعبون (٢).

الحجرات : إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا (٣).

النجم : فبأي آلاء ربك تتمارى (٤).

١ ـ ضا : نروي من شك في الله بعد ما ولد على الفطرة لم يتب أبدا.

وأروي أن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال في كلام له : إن من البلاء الفاقة ، وأشد من الفاقة مرض البدن ، وأشد من مرض البدن مرض القلب.

وأروي لاينفع من الشك والجحود عمل.

وأروي من شك أو ظن فأقام على إحداهما أحبط عمله.

وأروي في قول الله عزوجل : [وما وجدنا لاكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين] (٥) قال : نزلت في الشكاك.

وأروي في قوله : «الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم» (٦) قال : الشك ، الشاك في الاخرة مثل الشاك في الاولى. نسأل الثبات وحسن اليقين.

وأروي أنه سئل عن رجل يقول بالحق ويسرف على نفسه بشرب الخمر ويأتي الكبائر ، وعن رجل دونه في اليقين وهو لا يأتي مايأتيه فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : أحسنهما يقينا كنائم على المحجة اذا انبته ركبها والادون الذي يدخله الشك كالنائم على غير طريق لايدري إذا انبته أيهما المحجة.

٢ ـ مص : قال الصادق عليه‌السلام : لايتمكن الشيطان بالوسوسة من العبد إلا وقد أعرض عن ذكر الله ، واستهان بأمره ، وسكن إلى نهيه ، ونسي اطلاعه على سره. فالوسوسة مايكون من خارج البدن باشارة معرفة العقل ، ومجاورة الطبع

____________________

(١) الشورى : ١٤. (٢) الدخان : ٩.

(٣) الحجرات : ١٥. (٤) النجم : ٥٥.

(٥) الاعراف : ١٠٢.

(٦) الانعام : ٨٢.

١٢٤

وأما إذا تمكن في القلب فذلك غي وضلالة وكفر ، والله عزوجل دعا عباده باللطف دعوة ، وعرفهم عداوته ، فقال عز من قائل «إن الشيطان لكم عدو مبين» (١) وقال : «إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا» (٢) الاية.

فكن معه كالغريب مع كلب الراعي يفزع إلى صاحبه في صرفه عنه ، وكذلك إذا أتاك الشيطان موسوسا ليصدك عن سبيل الحق ، وينسك ذكر الله فاستعذ بربك وربه منه ، فانه يؤيد الحق على الباطل ، وينصر المظلوم لقوله عزوجل «إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون» (٣) ولن تقدر على هذا ومعرفة إتيانه ومذهب وسوسته إلا بدوام المراقبة ، والاستقامة على بساط الخدمة وهيبة المطلع ، وكثرة الذكر ، وأما المهمل لاوقاته فهو صيد الشيطان لامحالة.

واعتبر بما فعل بنفسه من الاغراء والاستكبار من حيث غره وأعجبه عمله وعبادته وبصيرته ورأيه ، قد أورثه عمله ومعرفته واستلاله بمعقوله عليه اللعنة إلى الابد ، فما ظنك بنصيحته ودعوته غيره ، فاعتصم بحبل الله الاوثق ، وهو الالتجاء والاضطرار بصحة الافتقار إلى الله في كل نفس ، ولايغرنك تزيينه الطاعات عليك ، فانه يفتح لك تسعة وتسعين بابا من الخير ليظفر بك عند تمام المائة فقابله بالخلاف والصد عن سبيله ، والمضادة باستهزائه (٤).

٣ ـ شى : قال الحسين بن الحكم الواسطي : كتبت إلى بعض الصالحين أشكو الشك فقال : إنما الشك فيما لايعرف ، فاذا جاء اليقين فلا شك يقول الله « وما وجدنا لاكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين] (٥) نزلت في الشكاك (٦).

____________________

(١) لفظ الايات «انه لكم عدو مبين».

(٢) فاطر : ٦.

(٣) النحل : ٩٩.

(٤) مصباح الشريعة ص ٢٦.

(٥) الاعراف : ١٠٢.

(٦) تفسير العياشي ج ٢ ص ٢٣.

١٢٥

شى : عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام « وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم] (١) يقول : شكا إلى شكهم (٢).

٥ ـ جا : علي بن أحمد الكاتب ، عن محمد بن همام ، عن الحميري ، عن البرقي عن القاسم ، عن جده ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : اعلموا أن الله يبغض من خلقه المتلون ، فلا تزولوا عن الحق وأهله ، فان من استبد بالباطل وأهله هلك ، وفاتته الدنيا ، وخرج منها [ صاغرا ] ظ (٣).

٦ ـ ب : ابن سعد ، عن الازدي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : إن الشك والمعصية في النار ، ليسا منا ولا الينا ، وإن قلوب المؤمنين لمطوية بالايمان طيا فاذا أراد الله اثارة ما فيها فتحها بالوحي فزرع فيها الحكمة زارعها وحاصدها (٤).

٧ ـ ل : أبي ، عن أحمد بن إدريس ، عن الاشعري ، عن موسى بن جعفر البغدادي ، عن علي بن معبد ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يتعوذ في كل يوم من ست : من الشك والشرك والحمية والغضب والبغي والحسد (٥).

٨ ـ ن : بالاسانيد الثلاثة ، عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أفضل الاعمال عند الله عزوجل إيمان لاشك فيه ، وغزو لاغلول فيه ، وحج مبرور ، وأول من يدخل الجنة شهيد ، وعبد مملوك أحسن عبادة ربه ونصح لسيده ، ورجل عفيف متعفف ذو عبادة وأول من يدخل النار أمير متسلط لم يعدل ، وذو ثروة من المال لم يعط المال حقه

____________________

(١) براءة : ١٢٥.

(٢) تفسير العياشي ج ٢ ص ١١٨.

(٣) مجالس المفيد ص ٨٨.

(٤) قرب الاسناد ص ١٧.

(٥) الخصال ج ١ ص ١٦٠.

١٢٦

وفقير فخور (١).

٩ ـ لى : أبي ، عن علي ، عن أبيه ، عن صفوان ، عن الكناني ، عن الصادق عليه‌السلام قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : الريب كفر (٢).

١٠ ـ ثو : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن بكر بن محمد الازدي عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : إن الشك والمعصية في النار ليسا منا ولا إلينا (٣).

سن : أبي ، عن بكر بن محمد مثله (٤).

١١ ـ سن : ابن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن ابن سنان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من شك في الله وفي رسوله فهو كافر (٥).

١٢ ـ سن : علي بن عبدالله ، عن موسى بن سعدان ، عن عبدالله بن القاسم ، عن المفضل ، عن الصادق ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : إن الله عزوجل جعل عليا علما بينه وبين خلقه ، ليس بينه وبينهم علم غيره فمن تبعه كان مؤمنا ، ومن جحده كان كافرا ، ومن شك فيه كان مشركا (٦).

١٣ ـ ضا : أروي أنه سئل العالم عليه‌السلام عن حديث النفس فقال : من يطيق ألا تحدث نفسه ، وسألت العالم عليه‌السلام عن الوسوسة إن كثرت ، قال : لاشئ فيها يقول : لا إله إلا الله.

وأروي أن رجلا قال للعالم : يقع في نفسي أمر عظيم ، فقال : قل : لا إله إلا الله ، وفي خبر آخر : لاحول ولاقوة إلا بالله.

____________________

(١) عيون الاخبار ج ٢ ص ٢٨.

(٢) أمالي الصدوق ص ٢٩٢.

(٣) ثواب الاعمال ص ٢٣١.

(٤) المحاسن ص ٢٤٩.

(٥) المحاسن ص ٨٩.

(٦) المصدر نفسه.

١٢٧

ونروي أن الله تبارك وتعالى عفا لامتي عن وساوس الصدر ونروي عنه أن الله تجاوز لامتي عماتحدث به أنفسها الا ماكان يعقد عليه.

وأروي إذا خطر ببالك في عظمته وجبروته أو بعض صفاته شئ من الاشياء فقل : لا إله إلا الله محمد رسول الله وعلي أمير المؤمنين ، اذا قلت ذلك عدت إلى محض الايمان.

وأروي أن الله تبارك وتعالى أسقط عن المؤمن مالايعلم ، ومالايعتمد والنسيان ، والسهو ، والغلط وما استكره عليه ، وما اتقي فيه ، وما لايطيق.

١٤ ـ شى : عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قوله : «كذلك يجعل الله الرجس على الذين لايؤمنون» (١) قال : هو الشك (٢).

١٥ ـ كا : عن علي بن إبراهيم ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : وسئل عن إيمان من يلزمنا حقه واخوته كيف هو وبما يثبت وبما يبطل؟ فقال : إن الايمان قد يتخذ على وجهين أما أحدهما فهو الذي يظهر لك من صاحبك ، فاذا ظهر لك منه مثل الذي تقول به أنت ، حقت ولايته واخوته ، إلا أن يجئ منه نقض للذي وصف من نفسه وأظهره لك.

فان جاء منه ماتستدل به على نقض الذي ظهر لك ، خرج عندك مما وصف لك وظهر ، وكان لما أظهر لك ناقضا ، إلا أن يدعي أنه إنما عمل ذلك تقية ، ومع ذلك ينظر فيه ، فان كانت ليس مما يمكن أن يكون التقية في مثله لم يقبل منه ذلك ، لان للتقية مواضع من أزالها عن مواضعها لم تستقم له.

وتفسير مايتقي مثل [ أن يكون ] قوم سوء ظاهر حكمهم وفعلهم على غير حكم الحق وفعله ، فكل شئ يعمل المؤمن بينهم لمكان التقية مما لايؤدي إلى الفساد في الدين فانه جائز (٣).

____________________

(١) الانعام : ١٢٨.

(٢) تفسير العياشي ج ١ ص ٣٧٧.

(٣) الكافي ج ٢ ص ١٦٨.

١٢٨

بيان : [وسئل] الواو للحال بتقدير «قد» واثبات الالف في قوله : «بم» في الموضعين مع دخول حرف الجر شاذ وقوله : «فقال» تكرير وتأكيد لقوله : «يقول» قوله : «قد يتخذ» «قد» هنا للتحقيق.

وإنما اكتفى بذكر أحد وجهي الايمان مع التصريح بالوجهين وكلمة «أما» التفصيلية المقتضية للتكرار لظهور القسم الاخر من ذكر هذا القسم ، والقسم الاخر هو مايعرف بالصحبة المتأكدة والمعاشرة المتكررة الموجبة للظن القوي بل اليقين ، وإن كان نادرا ، فان الايمان أمر قلبي لايظهر للغير إلا بآثاره من القول والعمل المخبرين عنه كما مر تحقيقه ، أو القسم الاخر ماكان معلوما بالبرهان القطعي كالحجج عليهم‌السلام وخواص أصحابهم الذين أخبروا بصحة إيمانهم وكماله كسلمان وأبي ذر والمقداد وأضرابهم رضي‌الله‌عنهم.

ونظير هذا في ترك معادل «أما» قوله تعالى : «وأنزلنا اليكم نورا مبينا * فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم في رحمة منه وفضل» (١) إذ ظاهر أن معادله : وأما الذين كفروا بالله ولم يعتصموا به فسيدخلهم جهنم.

«حقت» بفتح الحاء وضمها ، لانه لازم ومتعد «ولايته» أي محبته «واخوته» أي في الدين «ومع ذلك ينظر فيه» أي فيه تفصيل «فان كان» اسمه الضمير الراجع إلى [ماتستدل به] وجملة «ليس» الخ خبره ، و «ذلك» إشارة إلى الدعوى المذكور في ضمن «الا أن يدعي» و «تفسير» مبتدأ و «يتقى» على بناء المجهول بتقدير «يتقى فيه» و «مثل» خبره.

و «قوم» مضاف إلى السوء بالفتح و «ظاهر» صفة السوء ، وجملة «حكمهم» الخ صفة للقوم ، أو ظاهر صفة القوم لكونه بحسب اللفظ مفردا ، أي قوم غالبين «وحكمهم» الخ جملة اخرى كما مر ، أو «حكمهم» فاعل «ظاهر» أي قوم سوء كون حكمهم وفعلهم على غير الحق ظاهر ، أو «ظاهر» مرفوع مضاف إلى «حكمهم» وهو مبتدأ و «على غير» خبره ، والجملة صفة القوم.

____________________

(١) النساء : ١٧٤ و ١٧٥.

١٢٩

وبالجملة يظهر منه أن التقية إنما تكون لدفع ضرر لا لجلب نفع بأن يكون السوء بمعنى الضرر ، أو الظاهر بمعنى الغالب ، ويشترط فيه عدم التأدي إلى الفساد في الدين ، كقتل نبي أو إمام أو اضمحلال الدين بالكلية ، كما أن الحسين عليه‌السلام لم يتق للعلم بأن تقيته يؤدي إلى بطلان الدين بالكلية.

فالتقية إنما تكون فيما لم يصر تقيته سببا لفساد الدين وبطلانه ، كما أن تقيتنا في غسل الرجلين أو بعض أحكام الصلاة وغيرها لاتصير سببا لخفاء هذا الحكم وذهابه من بين المسلمين ، لكن لم أر أحدا صرح بهذا التفصيل ، وربما يدخل في هذا التقية في الدماء وفيه خفاء. ويمكن أن يراد بالاداء إلى الفساد في الدين أن يسري إلى العقائد القلبية ، أو يعمل التقية في غير موضع التقية.

ثم اعلم أنه يستفاد من ظاهر هذا الخبر وجوب المواخاة وأداء الحقوق بمجرد ثبوت التشيع ، قيل : وهو على إطلاقه مشكل كيف ولو كان ذلك كذلك للزم الحرج وصعوبة المخرج ، إلا أن يخصص التشيع بما ورد من الشروط في أخبار صفات المؤمن وعلاماته.

وأقول : يمكن أن يكون الاستثناء الوارد في الخبر بقوله : «إلا أن يجئ منه نقض» شاملا لكبائر المعاصي بل الاعم.

١٣٠

١٠١

( باب )

* «( كفر المخالفين والنصاب ومايناسب ذلك )» *

أقول : قد مضى الاخبار في كتاب الامامة باب أن مبغضهم كافر حلال الدم (١).

١ ـ فس : أبي ، عن النضر ، عن يحيى الحلبي ، عن المعلى بن خنيس ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قوله : «ان الذين فارقوا دينهم وكانوا شيعا» (٢) قال : فارق القوم والله دينهم (٣).

٢ ـ ل : أبي ، عن سعد ، عن علي بن إسماعيل الاشعري ، عن محمد بن سنان ، عن أبي مالك الجهني قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : ثلاثة لايكلمهم الله يوم القيامة ، ولاينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم : من ادعى إماما ليست إمامته من الله ، ومن جحد إماما إمامته من عند الله عزوجل ، ومن زعم أن لهما في الاسلام نصيبا (٤).

٣ ـ ع : ابن الوليد ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن عبدالله بن حماد ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : ليس الناصب من نصب لنا أهل البيت لانك لاتجد رجلا يقول : أنا ابغض محمدا وآل محمد ولكن الناصب من نصب لكم وهو يعلم أنكم تتولونا وأنكم من شيعتنا (٥).

____________________

(١) راجع كتاب الامامة الباب ١٣٠ باب ذم مبغضيهم وأنه كافر حلال الدم وثواب اللعن على أعدائهم.

(٢) الانعام : ١٥٩.

(٣) تفسير القمي ص ٢١٠.

(٤) الخصال ج ١ ص ٥٢.

(٥) علل الشرائع ج ٢ ص ٢٨٩.

١٣١

ثو : أبي ، عن أحمد بن إدريس ، عن الاشعري مثله (١).

٤ ـ ع : ابن إدريس ، عن أبيه ، عن الاشعري ، عن أبي عبدالله الرازي عن علي بن سليمان بن رشيد باسناده رفعه إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : يحشر المرجئة عميانا إمامهم أعمى ، فيقول بعض من يراهم من غير امتنا : ماتكون امة محمد إلا عميانا ، فأقول لهم : ليسوا من امة محمد ، لانهم بدلوا فبدل مابهم وغيروا فغير مابهم (٢).

ثو : ابن الوليد ، عن محمد العطار ، عن الاشعري مثله (٣).

٥ ـ ع : عن محمد بن عيسى ، عن الفضل بن كثير المدايني ، عن سعيد بن سعيد البلخي قال : سمعت أبا الحسن عليه‌السلام يقول : إن لله عزوجل في وقت كل صلاة يصليها هذا الخلق لعنة. قال : قلت : جعلت فداك ولم ذاك؟ قال : بجحودهم حقنا وتكذيبهم إيانا (٤).

ثو : أبي ، عن سعد ، عن محمد بن عيسى مثله (٥).

٦ ـ مع : أبي ، عن سعد ، عن ابن أبي الخطاب ، عن محمد بن سنان ، عن حمزة ومحمد ابني حمران قالا : قال أبوعبدالله عليه‌السلام لحمران : التر تر حمران مد المطمر بينك وبين العالم (٦) قلت : ياسيدي وما المطمر؟ فقال : أنتم تسمونه خيط البناء ، فمن خالفك على هذا الامر فهو زنديق ، فقال حمران : وإن كان علويا

____________________

(١) ثواب الاعمال ص ١٨٧.

(٢) علل الشرائع ج ٢ ص ٢٨٩.

(٣) ثواب الاعمال ص ١٨٨.

(٤) علل الشرائع ج ٢ ص ٢٨٩.

(٥) ثواب الاعمال ص ١٨٨.

(٦) إنما قال عليه‌السلام ذلك لحمران بعد ما أقر بالعقائد الحقة وشهده عنده عليه‌السلام بالامامة والرسالة.

١٣٢

فاطميا؟ فقال أبوعبدالله عليه‌السلام : وإن كان محمديا علويا فاطميا (١).

٧ ـ مع : ابن المتوكل ، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عبدالله بن سنان قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : ليس بينكم وبين من خالفكم إلا المطمر ، قلت : وأي شئ المطمر؟ قال : الذي تسمونه التر ، فمن خالفكم وجازه فابرؤا منه ، وإن كان علويا فاطميا (٢).

٨ ـ ثو : عن أبيه ، عن سعد ، عن البرقي ، عن علي بن عبدالله ، عن موسى ابن سعيد ، عن عبدالله بن القاسم ، عن المفضل بن عمر ، عن الصادق ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : إن الله تبارك وتعالى جعل عليا عليه‌السلام علما بينه وبين خلقه ليس بينهم وبينه علم غيره ، فمن تبعه كان مؤمنا ومن جحده كان كافرا ، ومن شك فيه كان مشركا (٣).

٩ ـ ثو : عن أبيه ، عن سعد. عن البرقي ، عن محمد بن حسان ، عن محمد بن جعفر ، عن أبيه عليه‌السلام قال : علي عليه‌السلام باب هدى من خالفه كان كافرا ومن أنكره دخل النار (٤).

سن : عن محمد بن حسان مثله (٥).

١٠ ـ ثو : بالاسناد المتقدم عنه عليه‌السلام قال : نزل جبرئيل على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يامحمد السلام يقرئك السلام ويقول : خلقت السماوات السبع ومافيهن والارضين السبع ومن عليهن وماخلقت موضعا أعظم من الركن والمقام ، ولو أن عبدا دعاني منذ خلقت السماوات والارض ثم لقيني جاحدا لولاية علي صلوات الله عليه لاكببته في سقر (٦).

____________________

(١) معاني الاخبار ص ٢١٣.

(٢) المصدر نفسه.

(٣ ٤) ثواب الاعمال ص ١٨٩.

(٥) المحاسن ص ٨٩.

(٦) ثواب الاعمال ص ١٨٩.

١٣٣

سن : عن محمد بن حسان مثله (١).

١١ ـ ثو : عن أبيه ، عن سعد ، عن البرقي ، عن أبي عمران الارمني ، عن ابن البطائني ، عن أبيه ، عن ابن أبي العلا قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : لو جحد أميرالمؤمنين عليه‌السلام جميع من في الارض لعذبهم الله جميعا وأدخلهم النار (٢).

١٢ ـ سن : عن أبي عمران مثله (٣).

١٢ ـ سن : في رواية أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : التاركون ولاية علي عليه‌السلام المنكرون لفضله المظاهرون أعداءه خارجون عن الاسلام ، من مات منهم على ذلك (٤).

١٣ ـ سن : عن محمد بن علي ، عن المفضل بن صالح ، عن محمد بن مروان عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من أبغضنا أهل البيت بعثه الله يهوديا قيل : يارسول الله وإن شهد الشهادتين؟ قال : نعم إنما احتجب بهاتين الكلمتين عند سفك دمه أو يؤدي إلي الجزية وهو صاغر ، ثم قال : من أبغضنا أهل البيت بعثه الله يهوديا قيل : وكيف يارسول الله؟ قال : إن أدرك الدجال آمن به (٥).

١٤ ـ سن : (٦) عن أبيه وابن الوليد وابن المتوكل جميعا ، عن سعد والحميري معا ، عن محمد بن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن أبي سعيد المكاري عن عمار ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية كفر وشرك وضلالة.

____________________

(١) المحاسن ص ٩٠.

(٢) ثواب الاعمال : ١٨٩.

(٣) المحاسن : ٨٩.

(٤) المحاسن : ٨٩.

(٥) المحاسن : ٩٠ وترى مثله في ثواب الاعمال ص ١٨٤.

(٦) كذا ، والطريق للصدوق.

١٣٤

١٥ ـ سن : (١) علي بن أحمد ، عن حمزة العلوي ، عن الحسن بن محمد الفارسي عن عبدالله بن قدامة الترمدي ، عن أبي الحسن عليه‌السلام قال : من شك في أربعة فقد كفر بجميع ما أنزل الله عزوجل أحدها معرفة الامام في كل زمان وأوان بشخصه ونعته.

أقول : أوردنا كثيرا منها في باب وجوب معرفة الامام (٢).

١٦ ـ شى : عن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : أعداء علي هم المخلدون في النار ، قال الله : «وماهم بخارجين منها» (٣).

١٧ ـ شى : عن منصور بن حازم قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : «وماهم بخارجين من النار» قال : أعداء علي هم المخلدون في النار أبد الابدين ودهر الداهرين (٤).

١٨ ـ سر : من كتاب المسائل من مسائل محمد بن علي بن عيسى حدثنا محمد بن أحمد بن محمد بن زياد وموسى بن محمد بن علي قال : كتبت إلى أبي الحسن عليه‌السلام أسأله عن الناصب هل أحتاج في امتحانه إلى أكثر من تقديمه الجبت والطاغوت واعتقاد إمامتهما؟ فرجع الجواب : من كان على هذا فهو ناصب.

١٩ ـ شى : عن عبدالله بن أبي يعفور قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : إني اخالط الناس فيكثر عجبي من أقوام لايتولونكم ويتولون فلانا وفلانا لهم أمانة وصدق ووفاء ، وأقوام يتولونكم ليس لهم تلك الامانة ولا الوفاء ولا الصدق قال : فاستوى أبوعبدالله عليه‌السلام جالسا وأقبل علي كالغضبان ثم قال : لادين لمن دان بولاية إمام جائر ليس من الله ، ولا عتب على من دان بولاية إمام عدل من الله.

قال : قلت : لادين لاولئك ولا عتب على هؤلاء؟ فقال : نعم لادين لاولئك ولاعتب على هؤلاء ، ثم قال : أما تسمع لقول الله : «الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور» يخرجهم من ظلمات الذنوب إلى نور التوبة والمغفرة

____________________

(١) كذا ، والطريق للصدوق مثل السابق.

(٢) راجع ج ٢٣ ص ٧٦ ٩٥.

(٣ و ٤) تفسير العياشي ج ١ ص ٣١٧ والاية في المائدة : ٣٧ والبقرة : ١٦٣.

١٣٥

لولايتهم كل إمام عادل من الله ، قال الله : «والذين كفروا أوليائهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات».

قال : قلت : أليس الله عنى بها الكفار حين قال : «والذين كفروا» قال : فقال : وأي نور للكافر وهو كافر فاخرج منه إلى الظلمات؟ إنما عنى الله بهذا أنهم كانوا على نور الاسلام فلما أن تولوا كل إمام جائر ليس من الله خرجوا بولايتهم إياهم من نور الاسلام إلى ظلمات الكفر فأوجب لهم النار مع الكفار فقال : [اولئك أصحاب النار هم فيها خالدون] (١).

٢٠ ـ شى : عن عمار ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من طعن في دينكم هذا فقد كفر ، قال الله : «وطعنوافي دينكم» إلى قوله : «ينتهون» (٢).

٢١ ـ ختص : عن عبدالعزيز القراطيسي قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : الائمة بعد نبينا صلى‌الله‌عليه‌وآله إثنا عشر نجيبا مفهمون. من نقص منهم واحدا أو زاد فيهم واحدا خرج من دين الله ، ولم يكن من ولايتنا على شئ (٣).

٢٢ ـ ختص : عبدالله بن محمد السائي ، عن الحسن بن موسى ، عن عبدالله بن محمد النهيكي ، عن محمد بن سابق بن طلحة الانصاري قال : كان مما قال هارون لابي الحسن حين ادخل عليه : ماهذه الدار؟ فقال : هذه دار الفاسقين (٤) قال : «سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الارض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لايتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا» (٥) الاية.

فقال له هارون : فدار من هي؟ قال : هي لشيعتنا فترة ولغيرهم فتنة قال : فما بال صاحب الدار لايأخذها؟ فقال : اخذت منه عامرة ولايأخذها

____________________

(١) تفسير العياشي ج ١ ص ١٣٨ ، والاية في سورة البقرة ، ٢٥٧.

(٢) تفسير العياشي ج ٢ ص ٧٩ ، في آية التوبة : ١٢.

(٣) الاختصاص : ٢٣٣. (٤) يعني قوله «سأريكم دار الفاسقين».

(٥) الاعراف : ١٤٦.

١٣٦

إلا معمورة ، قال : فأين شيعتك؟ فقرأ أبوالحسن عليه‌السلام «لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة» (١) قال : فقال له : فنحن كفار؟ قال : لا ، ولكن كما قال الله : «الذين بدلوا نعمت الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار» (٢) فغضب عند ذلك وغلظ عليه (٣).

٢٣ ـ ختص : عمرو بن ثابت قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله : «ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله» (٤) قال : فقال : هم والله أولياء فلان وفلان وفلان اتخذوهم أئمة دون الامام الذي جعله الله للناس إماما فذلك قول الله : «ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب * إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الاسباب * وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرؤا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وماهم بخارجين من النار» (٥) ثم قال أبوجعفر عليه‌السلام : هم والله ياجابر أئمة الظلمة وأشياعهم (٦).

٢٤ ـ ختص : قال الصادق عليه‌السلام : إن الله تبارك وتعالى جعلنا حججه على خلقه ، وامناءه على علمه ، فمن جحدنا كان بمنزلة إبليس في تعنته على الله ، حين أمره بالسجود لادم ، ومن عرفنا واتبعنا كان بمنزلة الملائكة الذين أمرهم الله بالسجود لادم فأطاعوه (٧).

٢٥ ـ تقريب المعارف لابي الصلاح الحلبي : عن أبي علي الخراساني عن مولى لعلي بن الحسن عليه‌السلام قال : كنت معه عليه‌السلام في بعض خلواته فقلت : إن لي عليك حقا ألا تخبرني عن هذين الرجلين : عن أبي بكر وعمر؟

____________________

(١) البينة : ١. (٢) إبراهيم : ٢٨.

(٣) الاختصاص : ٢٦٢ ومثله في العياشي ج ٢ ص ٢٩.

(٤) البقرة : ١٦٠.

(٥) البقرة : ١٦١ ١٦٣.

(٦ ـ ٧) الاختصاص : ٣٣٤.

١٣٧

فقال : كافران كافر من أحبهما.

وعن أبي حمزة الثمالي أنه سئل علي بن الحسين عليهما‌السلام عنهما فقال : كافران كافر من تولاهما.

قال : وتناصر الخبر عن علي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد عليهم‌السلام من طرق مختلفة أنهم قالوا : ثلاثة لاينظر الله اليهم يوم القيامة ولايزكيهم ولهم عذاب أليم : من زعم أنه إمام وليس بإمام ، ومن جحد إمامة إمام من الله ، ومن زعم أن لهما في الاسلام نصيبا ومن طرق آخر أن للاولين ومن آخر للاعرابيين في الاسلام نصيبا ومن طرق آخر أن لاولين ومن آخر للاعرابيين في الاسلام نصيبا ثم قال رحمه‌الله : إلى غير ذلك من الروايات عمن ذكرناه وعن أبنائهم عليهم‌السلام مقترنا بالمعلوم من دينهم ، لكل متأمل حالهم أنهم يرون في المتقدمين على أمير المؤمنين عليه‌السلام ومن دان بدينهم أنهم كفار ، وذلك كاف عن إيراد رواية ، وأورد أخبارا اخر أوردناها في كتاب الفتن.

٢٦ ـ نهج : قام إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام رجل فقال : أخبرنا عن الفتنة وهل سألت عنها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله؟ فقال عليه‌السلام : لما أنزل الله سبحانه قوله : «الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لايفتنون» (١) علمت أن الفتنة لا تنزل بنا ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بين أظهرنا ، فقلت : يارسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ماهذه الفتنة التي أخبرك الله بها؟ فقال : ياعلي إن امتي سيفتنون من بعدي ، فقلت : يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أو ليس قد قلت لي يوم احد حيث استشهد من استشهد من المسلمين وحيزت عني الشهادة فشق ذلك علي فقلت لي : أبشر فان الشهادة من ورائك فقال لي : إن ذلك لكذلك ، فكيف صبرك إذا؟ فقلت : يارسول الله ليس هذا من مواطن الصبر ولكن من مواطن البشرى والشكر.

وقال : ياعلي إن القوم سيفتنون بأموالهم ، ويمنون بدينهم على ربهم ويتمنون رحمته ، ويأمنون سطوته ويستحلون حرامه بالشبهات الكاذبة ، والاهواء الساهية ، فيستحلون الخمر بالنبيذ ، والسحت بالهدية ، والربا بالبيع ، فقلت :

____________________

(١) العنكبوت : ١٢.

١٣٨

يارسول الله فبأي المنازل انزلهم عند ذلك؟ أبمنزلة ردة أم بمنزلة فتنة؟ فقال : بمنزلة فتنة (١).

٢٧ ـ كتاب البرهان : أخبرنا محمد بن الحسن قال : حدثني الحسن بن خضير قال : حدثني إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد البصري وحدثنا محمد بن يحيى وموسى بن محمد الانصاري قالا : حدثنا اسماعيل بن إسحاق بن اسمعيل القاضي قال : حدثني أبي إسماعيل بن إسحاق بن حماد واللفظ له قال : بعث إلي وإلى عدة من المشايخ يحيى بن أكثم القاضي فأحضرنا وقال : إن أمير المؤمنين يعني المأمون أمرني أن احضر غدا مع الفجر أربعين رجلا كلهم فقيه ، يفهم ويحسن الجواب فسموا من تعرفون؟ فسمينا له قوما فأحضرهم وأمرنا بالبكور.

فغدونا عليه قبل طلوع الشمس ، فركب وركبنا معه ، فدخل إلى المأمون وأمرنا أن نصلي فلم نستتم الصلاة حتى خرج الاذن فقال : ادخلوا فدخلنا وإذا أمير المؤمنين جالس على فراشه ، وعلى سواده ، والعمامة الطويلة ، فلما سلمنا رد السلام ثم حدر عن عرشه ونزع عمامته وسواده وأقبل علينا وقال : إن أمير المؤمنين أحب مناظرتكم على مذهبه الذي هو عليه ودينه الذي يدين الله به ، قلنا : ليقل أمير المؤمنين أيده الله ، فقال : إني أدين الله عزوجل بأن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام خير خلق الله بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأولى الناس بمقام رسول الله وأحقهم بالخلافة من بعده ، فأطرقنا جميعا ، فقال يحيى : أجيبوا أمير المؤمنين.

فلما رأيت سكوت القوم جثوت على ركبتي ثم قلت : يا أمير المؤمنين إن فينا من لايعرف ماذكر أمير المؤمنين من أمر علي ، وقد دعا للمناظرة ، ونحن مناظروه على ماذكر ، فقال : يا إسحاق إن شئت سألتك وإن شئت فاسألني ، فاغتنمتها منه وقلت : بل أسأل ، فقال : سل.

قلت : من أين قال أمير المؤمنين : إن علي بن أبي طالب عليه‌السلام أفضل

____________________

(١) نهج البلاغة ج ١ ص ٣٠١ ، الرقم ١٥٤ من الخطب.

١٣٩

الناس من بعد رسول الله ، وأحقهم بالخلافة من بعده؟ قال : أخبرني عن الناس بماذا يتفاضلون؟ قلت : بالاعمال الصالحة قال : فأخبرني عمن فضل صاحبه على عهد رسول الله ثم إن المفضول عمل بعد وفاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بأكثر من عمل الفاضل على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أيلحق به؟ قلت : لايلحق المفضول على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بالفاضل أبدا.

قال : فانظر مارواه أصحابك ممن أخذت دينك عنهم ، وجعلتهم قدوة لك من فضائل علي عليه‌السلام فقس إليها ما انزل به من فضائل أبي بكر فان وجدت فضائل أبي بكر تشاكل فضائل علي فقل : إنه أفضل ، لا والله ولكن قس فضائله إلى ماروى لك من فضائل أبي بكر وعمر ، فان وجدت لهما من المفاضيل مثل الذي لعلي وحده فقل إنهما أفضل لابل فقس فضائله إلى فضائل العشرة الذين شهد لهم بالجنة فان وجدتها تشاكل فضائله فقل إنهما أفضل منه.

يا إسحاق أي الاعمال كانت أفضل يوم بعث الله عزوجل رسوله؟ قلت : الاخلاص بالشهادة والسبق إلى الاسلام ، قال : صدقت ، إن ذلك في كتاب الله عز وجل «السابقون السابقون * اولئك المقربون * في جنات النعيم» (١) إنما عنى السابق إلى الاسلام ، فهل علمت أحد سبق عليا إلى الاسلام؟ قلت : يا أميرالمؤمنين أسلم علي وهو حدث صغير السن لا يجوز عليه الحكم ، وأسلم أبوبكر وقد تكامل عقله وجاز عليه الحكم.

قال أجبني : أيهما أسلم قبل صاحبه؟ حتى اناظرك من بعد في الحداثة قلت : علي أسلم قبل أبي بكر على هذه الشريطة قال : فأخبرني حين أسلم أيخلو أن يكون رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله دعاه فأجاب أو يكون الهاما من الله لعلي؟ فأطرقت مفكرا وقلت : إن قلت : إلهاما قدمته على رسول الله ، لان رسول الله لم يعرف الاسلام حتى جاء به جبرئيل عن الله عزوجل ، فقلت : بل دعاه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : فيخلو النبي أن يك دعا عليا بأمر الله أو تكلف ذلك من قبل نفسه؟ قلت :

____________________

(١) الواقعة : ١٢١٠.

١٤٠