بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٣٧
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

عمربن يزيد قال : سمعت أباعبدالله عليه‌السلام يقول : شكر كل نعمة وإن عظمت أن تحمدالله عزوجل عليها (١).

بيان : يدل على أن الشكر يتحقق بالحمد اللساني ولاينافي كون كماله بانضمام شكر الجنان والاركان.

٣١ ـ لى : ماجيلويه ، عن محمد العطار ، عن ابن أبي الخطاب عن محمدبن سنان عن عماربن مرو ان ، عن سماعة ، عن أبي عبدالله الصادق عليه‌السلام قال : إن الله عزوجل أنعم على قوم بالمواهب فلم يشكروا فصارت عليهم وبالا ، وابتلى قوما بالمصائب فصبروا فصارت عليهم نعمة (٢).

٣٢ ـ لى : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : من يشكر الله يزده الله (٣).

٣٣ ـ لى : ابن المتوكل ، عن السعد آبادي ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن محمدبن علي بن أبي عمير ، عن منصور بن يونس ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله الصادق عليه‌السلام قال بينارسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يسير مع بعض أصحابه في بعض طرق المدينة إذثنى رجله عن دابته ثم خرسا ساجدا فأطال في سجوده ثم رفع رأسه فعاد ثم ركب فقال له أصحابه : يارسول الله رأيناك ثنيت رجلك عن دابتك ثم سجدت فأطلت السجود فقال : إن جبرئيل عليه‌السلام أتاني فأقرأني السلام من ربى وبشرني أنه لن يخزيني في امتي ، فلم يكن لي مال فأتصدق به ، ولامملوك فاعتقه ، فأحببت أن أشكر ربي عزوجل (٤).

٣٤ ـ ب : هارون ، عن ابن صدقة ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : الطاعم الشاكرله من الاجر مثل أجر الصائم المحتسب ، والمعافى الشاكر له من الاجر كأجر المبتلى الصابر ، والغني الشاكر له من الاجر كأجر المحروم القانع (٥).

___________________

(١) الكافى ج ٢ ص ٩٥.

(٢) أمالى الصادق ص ١٨٢.

(٣) أمالى الصدوق ص ٢٩٣.

(٤) أمالى الصدوق ص ٣٠٤.

(٥) قرب الاسناد ص ٥٠.

٤١

مشكوة الانوار : من المحاسن مرسلا مثله (١).

كتاب الامامة والتبصرة : عن القاسم بن علي العلوي عن محمدبن أبي عبدالله عن سهل بن زياد ، عن النوفلي ، عن السكوني عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مثله إلا أن فيه مكان الغني المعطي.

٣٥ ـ ب : ابن أبي الخطاب ، عن البزنطي ، عن أبي جميلة قال : قال أبو ـ عبدالله عليه‌السلام : من لم ينكر الجفوة لم يشكر النعمة.

٣٦ ـ فس : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : أيما عبد أنعم الله عليه بنعمة فعرفها بقلبه وحمدالله عليها بلسانه لم تنفد حتى يأمر الله له بالزيادة ، وهوقوله « لئن شكرتم لازيدنكم » (٢).

مشكوة الانوار : من المحاسن مرسلا مثله (٣).

٣٧ ـ ل : ماجيلويه ، عن عمه ، عن البرقي ، عن علي بن حسان ، عمن ذكره عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من احتمل الجفاء لم يشكر النعمة (٤).

٣٨ ـ ل : العطار ، عن أبيه ، عن الاشعري ، عن السياري ، عن ابن أسباط رفعه إلى أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من لم تغضبه الجفوة لم يشكر النعمة (٥).

٣٩ ـ ل : عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : شكر كل نعمة الورع عماحرم الله (٦).

٤٠ ـ ل : أبي ، عن سعد ، عن ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن عطية عن عمربن يزيد ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : شكر كل نعمة وإن

___________________

(١) مشكاة الانوار ص ٢٧.

(٢) تفسير القمى ص ٣٤٤ ، والاية في سورة ابراهيم : ٧.

(٣) مشكاة الانوار ص ٢٩.

(٤ ـ ٥) الخصال ج ١ ص ٩.

(٦) الخصال ج ١ ص ١١.

٤٢

عظمت أن تحمدالله عزوجل (١).

٤١ ـ ل : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن عبدالرحمن بن حماد ، عن عمر ابن مصعب ، عن الثمالي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : العبد بين ثلاثة : بلاء وقضاء ونعمة : فعليه في البلاء من الله الصبر فريضة ، وعليه في القضاء من الله التسليم فريضة وعليه في النعمة من الله عزوجل الشكر فريضة (٢).

سن : عبدالرحمن بن حماد مثله (٣).

٤٢ ـ يد ، ل : الفامي وابن مسرور ، عن ابن بطة ، عن البرقي ، عن أبيه عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رجل لامير المؤمنين عليه‌السلام : بماذا شكرت نعماءربك؟ قال : نظرت إلى بلاء قد صرفه عني وأبلا به غيري ، فعلمت أنه قد أنعم علي فشكرته الخبر (٤).

٤٣ ـ ل : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن معاوية ابن عمار ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام أنه قال : يامعاوية من اعطي ثلاثة لم يحرم ثلاثة من اعطي الدعاء اعطي الاجابة ، ومن اعطي الشكر اعطي الزيادة ، ومن اعطي التوكل اعطي الكفاية ، فان الله عزوجل يقول في كتابه : « ومن يتوكل على الله فهو حسبه » (٥) ويقول : « لئن شكرتم لازيدنكم » (٦) ويقول : « ادعوني أستجب لكم » (٧).

___________________

(١) الخصال ج ١ ص ١٣.

(٢) الخصال ج ١ ص ٤٣.

(٣) المحاسن ص ٦.

(٤) الخصال ج ١ ص ١٨.

(٥) الطلاق : ٣.

(٦) ابراهيم : ٧.

(٧) الخصال ج ١ ص ٥ ، والاية الاخيرة في المؤمن ٦٠.

٤٣

سن : معاوية بن وهب عنه عليه‌السلام مثله (١).

٤٤ ـ مع (٢) ل : الحسن بن عبدالله العسكري ، عن بدر بن الهيثم ، عن علي بن منذر ، عن محمدبن الفضل ، عن أبي الصباح قال : قال جعفربن محمد عليهما‌السلام : من اعطي أربعا لم يحرم أربعا : من اعطي الدعاء لم يحرم الاجابة ، ومن اعطي الاستغفار لم يحرم التوبة ، ومن اعطي الشكر لم يحرم الزيادة ، ومن اعطي الصبر لم يحرم الاجر (٣).

أقول : قد مضى في باب جوامع المكارم وفي باب صفات خيار العباد.

٤٥ ـ ل : ماجيلويه ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن السياري رفعه إلى الثمالي ، عن علي بن الحسين عليهما‌السلام قال : من قال : الحمدلله فقد أدى شكر كل نعمة لله عزوجل عليه الخبر (٤).

٤٦ ـ ل : عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : شكر المنعم يزيد في الرزق (٥).

٤٧ ـ ن : الدقاق والسناني والمكتب جميعا ، عن الاسدي ، عن سهل ، عن عبدالعظيم الحسني ، عن محمود بن أبي البلاد ، عن الرضا عليه‌السلام قال : من لم يشكر المنعم من المخلوقين لم يشكر الله عزوجل (٦).

٤٨ ـ ن : بالاسانيد الثلاثة ، عن الرضا ، عن آبائه ، عن علي بن الحسين عليهم‌السلام قال : أخذ الناس ثلاثة من ثلاثة : أخذوا الصبر عن أيوب ، والشكر عن نوح ، والحسد عن بني يعقوب (٧).

___________________

(١) المحاسن ص ٣.

(٢) معانى الاخبار ص ٣٢٣.

(٣) الخصال ج ١ ص ٩٤.

(٤) الخصال ج ١ ص ١٤٤.

(٥) الخصال ج ٢ ص ٩٤.

(٦) عيون أخبار الرضا « ع » ج ٢ ص ٢٤.

(٧) عيون أخبار الرضا « ع » ج ٢ ص ٤٥.

٤٤

٤٩ ـ ن : بهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من أنعم الله عزوجل عليه نعمة فليحمد الله ومن استبطأ الرزق فليستغفر الله ، ومن حزبه (١) أمر فليقل لاحول ولاقوة إلا بالله (٢).

٥٠ ـ ن : بهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : قال الله تبارك وتعالى : يا ابن آدم لايغرنك ذنب الناس عن نفسك ، ولانعمة الناس عن نعمة الله عليك ولاتقنط الناس من رحمة الله وأنت ترجوها لنفسك (٣).

٥١ ـ ن : الدقاق ، عن الصوفي ، عن الروياني ، عن عبدالعظيم الحسني ، عن أبي جعفر الثاني ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : دعا سلمان أباذر رحمة الله عليهما إلى منزله فقدم إليه رغيفين فأخذ أبوذر الرغيفين فقلبهما فقال سلمان : يا أباذر لاي شئ تقلب هذين الرغيفين؟ قال : خفت ألا يكونا نضيجين ، فغضب سلمان من ذلك غضبا شديدا ثم قال : ما أجرأك حيث تقلب الرغيفين ، فوالله لقد عمل في هذا الخبز الماء الذي تحت العرش ، وعملت فيه الملائكة حتى ألقوه إلى الريح ، وعملت فيه الريح حتى ألقاه إلى السحاب ، وعمل فيه السحاب حتى أمطره إلى الارض وعمل فيه الرعد والملائكة حتى وضعوه مواضعه ، وعملت فيه الارض والخشب والحديد والبهائم والنار والحطب والملح ومالا احصيه أكثر ، فكيف لك أن تقوم بهذا الشكر؟ فقال أبوذر : إلى الله أتوب وأستغفر الله مما أحدثت ، وإليك أعتذر مماكرهت.

قال : ودعا سلمان أباذر رحمة الله عليهما ذات يوم إلى ضيافة فقدم إليه من جرابه كسرا يابسة وبلها من ركوته ، فقال أبوذر : ما أطيب هذا الخبز لو

___________________

(١) يقال : حزبه الامر حزبا : أصابه واشتد عليه أو ضغطه فجاءة وفى الحديث : كان اذا حزبه أمر صلى أى اذا نزل به مهم وأصابه غم ، ومنه في حديث الدعاء اللهم أنت عدتى ان حزبت ، وكثيرا تصحف الكلمة كمافى المصدر بلفظ حزنه ، فلاتغفل.

(٢) عيون أخبار الرضا ج ٢ ص ٤٦.

(٣) عيون أخبار الرضا ج ٢ ص ٢٩.

٤٥

كان معه ملح ، فقام سلمان وخرج فرهن ركوته بملح وحمله إليه فجعل أبوذر يأكل ذلك الخبز ويذر عليه ذلك الملح ، ويقول : الحمدلله الذي رزقنا هذه القناعة فقال سلمان : لوكانت قناعة لم تكن ركوتي مرهونة (١).

٥٢ ـ ن : البيهقي ، عن الصولي ، عن أبي ذكوان ، عن إبراهيم بن العباس قال : كان الرضا عليه‌السلام ينشد كثيرا :

إذاكنت في خير فلا تغترر به

ولكن قل اللهم سلم وتمم (٢)

٥٣ ـ ما : المفيد ، عن الحسن بن حمزة العلوي ، عن ابن البرقي ، عن أبيه عن جده ، عن الحسن بن فضال ، عن الحسن بن الجهم ، عن أبي اليقظان ، عن عبيد الله بن الوليد الرصافي قال : سمعت أباعبدالله عليه‌السلام جعفربن محمد عليهما‌السلام يقول : ثلاث لايضر معهن شئ : الدعاء عند الكربات ، والاستغفار عند الذنب ، والشكر عند النعمة (٣).

٥٤ ـ ما : المفيد ، عن أحمد بن الوليد ، عن أبيه ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ، عن محمدبن مروان ، عن محمدبن عجلان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : طوبى لمن لم يبدل نعمة الله كفرا ، طوبى للمتحابين في الله (٤).

٥٥ ـ ما : بهذا الاسناد ، عن الصفار ، عن القاشاني ، عن الاصبهاني ، عن المنقري ، عن ابن عيينة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : مامن عبد إلا ولله عليه حجة إما في ذنب اقترفه وإما في نعمة قصر عن شكرها (٥).

٥٦ ـ ما : المفيد ، عن عمربن محمد الصيرفي ، عن علي بن مهرويه ، عن داود ابن سليمان ، عن الرضا ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليهم قال :

___________________

(١) عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ج ٢ ص ٥٢.

(٢) عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ج ٢ ص ١٧٨.

(٣) أمالى الطوسى ج ١ ص ٢٠٧.

(٤) أمالى الطوسى ج ١ ص ٢١.

(٥) أمالى الطوسى ج ١ ص ٢١٥.

٤٦

كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا أتاه أمر يسره قال : الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات وإذا أتاه أمر يكرهه قال : الحمدلله على كل حال (١).

٥٧ ـ ما : المفيد ، عن ابن قولويه ، عن محمدبن همام ، عن حميدبن زياد عن إبراهيم بن عبيدالله ، عن الربيع بن سليمان ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من رد عن عرض أخيه المسلم كتب له الجنة البتة ، ومن اتي إليه معروف فليكافئ ، فان عجز فليثن به ، فان لم يفعل فقد كفر النعمة (٢).

٥٨ ـ ما : المفيد ، عن أحمدبن الوليد ، عن أبيه ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن زيد الشحام ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : أحسنوا جوارالنعم ، واحذروا أن ينتقل عنكم إلى غيركم ، أما إنها لم ينتقل عن أحد قط فكادت أن ترجع إليه ، قال : وكان أمير المؤمنين عليه‌السلام يقول : قل ما أدبرشي ء فأقبل (٣).

٥٩ ـ ما : الفحام ، عن المنصوري ، عن عم أبيه ، عن أبي الحسن الثالث عن آبائه ، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليهم قال : خمس تذهب ضياعا : سراج تعده في شمس : الدهن يذهب والضوء لاينتفع به ، ومطرجود على أرض سبخة : المطر يضيع والارض لاينتفع بها ، وطعام يحكمه طابخه يقدم إلى شبعان فلا ينتفع به وامرأة حسناء تزف إلى عنين فلا ينتفع بها ، ومعروف تصطنعه إلى من لايشكره (٤).

٦٠ ـ ما : بالاسناد إلى أبي قتادة ، عن داود بن سرحان قال : كنا عند أبي عبدالله عليه‌السلام إذدخل عليه سديد الصيرفي فسلم وجلس فقال له : ياسدير ماكثر مال رجل قط إلا عظمت الحجة لله عليه ، فان قدرتم تدفعونها على أنفسكم فافعلوا

___________________

(١) أمالى الطوسى ج ١ ص ٤٩.

(٢) أمالى الطوسى ج ١ ص ٢٣٨.

(٣) أمالى الطوسى ج ١ ص ٢٥١.

(٤) أمالى الطوسى ج ١ ص ٢٩١.

٤٧

فقال له : يا ابن رسول الله بماذا؟ قال : بقضاء حوائج إخوانكم من أموالكم ثم قال : تلقوا النعم ياسدير بحسن مجاورتها ، واشكروا من أنعم عليكم وأنعموا على من شكركم ، فانكم إذا كنتم كذلك استوجبتم من الله الزيادة ، ومن إخوانكم المناصحة ثم تلا « لئن شكرتم لازيدنكم » (١).

٦١ ـ ما : بالاسناد إلى أبي قتادة ، عن صفوان الجمال قال : دخل معلى ابن خنيس على أبي عبدالله عليه‌السلام ليودعه وقد أراد سفرا فلما ودعه قال : يامعلى اعتزز بالله يعززك قال : بماذا يا ابن رسول الله؟ قال : يامعلى خف الله يخف منك كل شئ يامعلى تحبب إلى إخوانك بصلتهم فان الله جعل العطاء محبة والمنع مبغضة فأنتم والله إن تسألوني اعطكم أحب إلى من أن لاتسألوني فلا اعطيكم فتبغضوني ، ومهما أجرى الله عزوجل لكم من شئ على يدي فالمحمود الله تعالى ولاتبعدون من شكر ما أجرى الله لكم على يدي (٢).

٦٢ ـ ما : ابن حمويه ، عن محمدبن محمد بن بكر ، عن الفضل بن حباب ، عن سلام ، عن أبي هلال ، عن بكربن عبدالله قال : إن عمربن الخطاب دخل على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وهوموقود أوقال محموم ، فقال له عمر : يارسول الله ما أشد وعكك أوحماك؟ فقال : مامنعني ذلك أن قرأت الليلة ثلاثين سورة فيهن السبع الطول فقال عمر : يارسول الله غفر الله لك ماتقدم من ذنبك وماتأخر ، وأنت تجتهد هذا الاجتهاد؟ فقال : ياعمر أفلا أكون عبدا شكورا (٣).

٦٣ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن محمدبن جعفر بن هشام ، عن محمدبن إسماعيل بن علية ، عن وهب بن حريز ، عن أبيه ، عن الفضيل بن يسار ، عن أبي جعفر محمدبن علي عليه‌السلام قال : من اعطي الدعاء لم يحرم الاجابة ، ومن اعطي الشكر لم يمنع الزيادة ، وتلا أبوجعفر عليه‌السلام « وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم

___________________

(١) أمالى الطوسى ج ١ ص ٣٠٩ ١ (٢) أمالى الطوسى ج ١ ص ٣١٠.

(٣) أمالى الطوسى ج ٢ ص ١٨.

٤٨

لازيدنكم » (١).

٦٤ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن علي بن إسماعيل بن يونس ، عن إبراهيم بن جابر ، عن عبدالرحيم الكرخي ، عن هشام بن حسان ، عن همام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من لم يعلم فضل نعم الله عزوجل عليه إلا في مطعمه ومشربه فقد قصر علمه ودنا عذابه (٢).

٦٥ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن عبدالله بن أبي داود ، عن إبراهيم ابن الحسن ، عن ابن زادان ، عن عمربن صبيح ، عن جعفربن محمد عليهما‌السلام عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم‌السلام قال : أربع للمرء لاعليه : الايمان والشكر فان الله تعالى يقول : « مايفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم » (٣) والاستغفار فانه قال : « وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وماكان الله معذبهم وهم يستغفرون » (٤) «والدعاء فانه» قال تعالى (٥) : « قل مايعبؤا بكم ربي لو لادعائكم » (٦).

٦٦ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن أبي بشر حنان بن بشير ، عن خال أبيه عكرمة بن عامر ، عن محمدبن المفضل ، عن أبيه المفضل بن محمد ، عن مالك بن أعين الجهني قال : أوصى علي بن الحسين عليهما‌السلام بعض ولده فقال : يابني اشكر الله لمن أنعم عليك ، وانعم على من شكرك ، فانه لازوال للنعمة إذاشكرت ، ولابقاء لها إذا كفرت ، والشاكر بشكره أسعد منه بالنعمة التي وجب عليه الشكربها ، وتلا يعني علي بن الحسين عليهما‌السلام قول الله تعالى : « وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم

___________________

(١) أمالى الطوسى ج ٢ ص ٦٧.

(٢) أمالى الطوسى ج ٢ ص ١٠٥.

(٣) النساء : ١٤ ٧.

(٤) الانفال : ٣٣.

(٥) الفرقان : ٧٧.

(٦) أمالى الطوسى ج ٢ ص ١٠٨.

٤٩

لازيدنكم » (١) إلى آخر الاية (٢).

٦٧ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن أبي شيبة ، عن إبراهيم بن سليمان عن أبي حفص الاعشى ، عن زياد بن المنذر ، عن محمدبن علي عليهما‌السلام عن أبيه ، عن جده قال : قال علي عليه‌السلام : حق على من أنعم عليه أن يحسن مكافاة المنعم ، فان قصر عن ذلك وسعه فعليه أن يحسن الثناء ، فان كل عن ذلك لسانه فعليه معرفة النعمة ، ومحبة المنعم بها ، فان قصر عن ذلك فليس للنعمة بأهل (٣).

٦٨ ـ ع : أبي ، عن علي ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ضغطة القبر للمؤمن كفارة لماكان منه من تضييع النعم (٤).

٦٩ ـ مع : أبي ، عن سعد ، عن اليقطيني ، عن الدهقان ، عن درست ، عن ابن اذينة ، عن زرارة قال : سمعت أباجعفر عليه‌السلام يقول : من صنع مثل ما صنع إليه ، فانما كافى ، ومن أضعف كان شاكرا ، ومن شكر كان كريما ، ومن علم أن ماصنع إليه إنما يصنع إلى نفسه لم يستبطئ الناس في شكرهم ، ولم يستزدهم في مودتهم ، واعلم أن الطالب إليك الحاجة لم يكرم وجهه عن وجهك ، فأكرم وجهك عن رده (٥).

٧٠ ـ مع : أبي ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن السياري ، عن ابن بقاح ، عن عبدالسلام رفعه إلى أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كفر بالنعم أن يقول الرجل : أكلت كذا وكذا فضرني (٦).

___________________

(١) ابراهيم : ٧.

(٢) أمالى الطوسى ج ٢ ص ١١٥.

(٣) أمالى الطوسى ج ٢ ص ١١٥.

(٤) علل الشرايع ج ١ ص ٢٩٢.

(٥) معانى الاخبار ص ١٤١.

(٦) معانى الاخبار ص ٣٨٥.

٥٠

٧١ ـ ع : أبي ، عن سعد ، عن اليقطيني ، عن القاسم ، عن جده ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : أحسنوا صحبة النعم قبل فراقها ، فانها تزول وتشهد على صاحبها بما عمل فيها (١).

٧٢ ـ ثو : أبي ، عن سعد ، عن الفضل بن عامر ، عن موسى بن القاسم ، عن صفوان بن يحيى ، عن الهيثم بن واقد قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : ما أنعم الله على عبد بنعمة بالغة مابلغت فحمدالله عليها إلا كان حمدالله أفضل من تلك النعمة وأعظم وأوزن (٢).

٧٣ ـ ثو : ابن المتوكل ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن ابن معروف عن موسى بن القاسم ، عن ابن أبي عمير ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : الطاعم الشاكر له أجر الصائم المحتسب ، والمعافى الشاكر له مثل أجر المبتلى الصابر (٣).

٧٤ ـ ثو : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن أحمد بن إسحاق ، عن بكربن محمد ، عن إسحاق بن عمار قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : يا إسحاق ما أنعم الله على عبد نعمة فعرفها بقلبه وجهر بحمدالله عليها ففرغ منها حتى يؤمر له بالمزيد (٤).

٧٥ ـ ص : بالاسناد إلى الصدوق ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله صاحب السابري ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : أوحى الله تعالى إلى موسى : ياموسى اشكرني حق شكري فقال : يارب كيف أشكرك حق شكرك؟ ليس من شكر أشكرك به إلا وأنت أنعمت به علي ، فقال : ياموسى شكرتني حق شكري حين علمت أن ذلك مني.

٧٦ ـ ف : روي أن جمالا حمل أباجعفر الثاني عليه‌السلام من المدينة إلى الكوفة فكلمه في صلته وقدكان عليه‌السلام وصله بأربعمائة دينار ، فقال أبوجعفر : سبحان

___________________

(١) علل الشرايع ج ١ ص ١٤٩.

(٢ و ٣) ثواب الاعمال ص ١٦٥.

(٤) ثواب الاعمال ص ١٧١.

٥١

الله أما علمت أنه لاينقطع المزيد من الله حتى ينقطع الشكر من العباد (١).

٧٧ ـ مص : قال الصادق عليه‌السلام : في كل نفس من أنفاسك شكر لازم لك ، بل ألف وأكثر ، وأدنى الشكر رؤية النعمة من الله من غير علة يتعلق القلب بها دون الله ، والرضا بما أعطاه ، وأن لاتعصيه بنعمته ، وتخالفه بشئ من أمره ونهيه بسبب نعمته ، وكن لله عبدا شاكرا على كل حال تجدالله ربا كريما على كل حال ولوكان عندالله عبادة تعبد بها عبادة المخلصين أفضل من الشكر على كل حال لاطلق لفظه فيهم من جميع الخلق بها ، فلما لم يكن أفضل منها خصها من بين العبادات وخص أربابها فقال : « وقليل من عبادي الشكور » (٢).

وتمام الشكر اعتراف لسان السر خاضعا لله تعالى بالعجز عن بلوغ أدنى شكره ، لان التوفيق للشكر نعمة حادثة يجب الشكر عليها ، وهي أعظم قدرا وأعز وجودا من النعمة التي من أجلها وفقت له ، فيلزمك على كل شكر شكر أعظم منه إلى ما لانهاية له ، مستغرقا في نعمته قاصرا عاجزا عن درك غاية شكره وأنى يلحق العبد شكر نعمة الله ، ومتى يحلق صنيعه بصنيعه ، والعبد ضعيف لا قوة له أبدا إلا بالله ، والله غني عن طاعة العبد ، قوي على مزيد النعم على الابد فكن لله عبدا شاكرا على هذا الاصل ترى العجب (٣).

٧٨ ـ شى : عن أبي عمر والزبيري ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : الكفر في كتاب الله على خمسة أوجه : فمنها كفر النعم ، وذلك قول الله يحكي قول سليمان : « هذا من فضل ربي ليبلونئ أشكرأم أكفر » (٤) الاية وقال الله : « لئن شكرتم لازيدنكم » (٥) وقال : « فاذكروني أذكركم واشكروالي ولاتكفرون » (٦).

___________________

(١) تحف العقول ٤٥٧ في ط.

(٢) سبأ : ١٣.

(٣) مصباح الشريعة ص ٦.

(٤) النمل : ٤٠.

(٥) ابراهيم : ٧.

(٦) تفسير العياشى ج ١ ص ٦٧ ، والاية الاخيرة في البقرة ١٥٢.

٥٢

٧٩ ـ شى : عن إبراهيم بن عمر ، عمن ذكره ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قول الله : « وذكرهم بأيام الله » (١) قال : بآلاء الله يعني نعمه (٢).

٨٠ ـ شى : عن أبي عمر المديني قال : سمعت أباعبدالله عليه‌السلام يقول : أيما عبد أنعم الله عليه فعرفها بقلبه ـ وفي رواية اخرى فأقر بها بقلبه ـ وحمدالله عليها بلسانه ، لم ينفد كلامه حتى يأمر الله له بالزيادة وفي رواية أبي إسحاق المدائني حتى يأذن الله له بالزيادة وهوقوله : « لئن شكرتم لازيدنكم » (٣).

٨١ ـ شى : عن أبي ولاد قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : أرأيت هذه النعمة الظاهرة علينا من الله أليس إن شكرناه عليها وحمدناه زادنا ، كما قال الله في كتابه : « لئن شكرتم لازيدنكم »؟ فقال : نعم من حمدالله على نعمه وشكره وعلم أن ذلك منه لامن غيره (٤).

٨٢ ـ محص : عن أبي عبدالله عليه‌السلام قيل له : من أكرم الخلق على الله؟ قال : من إذا اعطي شكر ، وإذا ابتلي صبر.

٨٣ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن عبدالله بن محمد بن عبيدبن ياسين ، عن أبي الحسن الثالث ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : ما أنعم الله على عبد نعمة فشكرها بقلبه إلا استوجب المزيد فيها قبل أن يظهر شكرها على لسانه (٥).

٨٤ ـ الدرة الباهرة : قال الجواد عليه‌السلام : نعمة لاتشكر كسيئة لاتغفر.

٨٥ ـ نهج : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : إذا وصلت إليكم أطراف النعم ، فلا تنفروا أقصاها بقلة الشكر ، وقال عليه‌السلام : إن لله تبارك وتعالى في كل نعمة حقا فمن أداه زاده منها ، ومن قصر عنه خاطربزوال نعمته (٦).

___________________

(١) ابراهيم : ٥.

(٢ ـ ٤) تفسير العياشى ج ٢ ص ٢٢٢.

(٥) أمالى الطوسى ج ٢ ص ١٩٢.

(٦) نهج البلاغة ج ٢ ص ١٤٥.

٥٣

وقال عليه‌السلام : احذروا نفار النعم فماكل شارد بمردود (١).

وقال عليه‌السلام : ماكان الله ليفتح على عبد باب الشكر ويغلق عنه باب الزيادة ، ولاليفتح على عبد باب الدعاء ويغلق عنه باب الاجابة ، ولاليفتح على عبدباب التوبة ويغلق عنه باب المغفرة (٢).

٨٦ ـ مشكوة الانوار : عن علابن الكامل قال : قلت لابي الحسن عليه‌السلام : أتاني الله بامور لا أحتسبها لا أدري كيف وجوهها؟ قال : أولاتعلم أن هذا من الشكر.

وفي رواية قال لي : لاتستصغر الحمد (٣).

وعن سعدان بن يزيد قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : إني أرى من هو شديد الحال مضيقا عليه العيش ، وأرى نفسي في سعة من هذه الدنيا لا أمد يدي إلى شئ إلا رأيت فيه ما احب وقد أرى من هو أفضل مني قد صرف ذلك عنه ، فقد خشيت أن يكون ذلك استدراجا من الله لي بخطيئتي؟ فقال : أما مع الحمد فلا والله (٤).

وعن الباقر عليه‌السلام قال : لاينقطع ( المزيد من الله حتى ينقطع ) الشكر من العباد وعن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : أحسنوا جوارالنعم ، قيل : وماجوار النعم؟ قال : الشكر لمن أنعم بها وأداء حقوقها.

وعنه عليه‌السلام قال : أحسنوا جوار نعم الله واحذروا أن تنتقل عنكم إلى غيركم أما إنها لم تنتقل عن أحد قط وكادت أن ترجع إليه ، وكان علي عليه‌السلام قال : قل ما أدبر شئ فأقبل.

وعن معمربن خلاد قال الرضا عليه‌السلام : اتقوا الله وعليكم بالتواضع والشكر

___________________

(١) نهج البلاغة ج ٢ ص ١٩٨.

(٢) نهج البلاغة ج ٢ ص ٢٤٧.

(٣) مشكاة الانوار ص ٢٧.

(٤) مشكاة الانوار ص ٢٨.

٥٤

والحمد ، إنه كان في بني إسرائيل رجل فأتاه في منامه من قال له : إن لك نصف عمرك سعة ، فاختر أي النصفين شئت ، فقال : إن لي شريكا فلما أصبح الرجل قال لزوجته : قد أتاني في هذه الليلة رجل فأخبرني أن نصف عمري لي سعة فاختر أي النصفين شئت؟ فقالت له زوجته : اختر النصف الاول فقال : لك ذاك.

فأقبلت عليه الدنيا فكان كلما كانت نعمة قالت زوجته : جارك فلان محتاج فصله ، وتقول : قرابتك فلان فتعطيه ، وكانوا كذلك كلما جاءتهم نعمة أعطوا وتصدقوا وشكروا ، فلما كان ليلة من الليالي أتاه الرجل فقال : ياهذا إن النصف قد انقضى فمارأيك؟ قال : لي شريك فلما أصبح قال لزوجته : أتاني الرجل فأعلمني أن النصف قد انقضى ، فقالت له زوجته : قد أنعم الله علينا فشكرنا ، والله أولى بالوفاء ، قال : فان لك تمام عمرك (١).

عنه رحمه‌الله قال أبوعبدالله عليه‌السلام : ثلاثة لايضر معهن شئ الدعاء عند الكرب والاستغفار عند الذنب ، والشكر عند النعمة.

وعن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : مكتوب في التوراة اشكر من أنعم عليك ، وأنعم على من شكرك ، فانه لازوال للنعماء إذاشكرت ، ولابقاء لها إذاكفرت ، والشكر زيادة في النعم ، وأمان من الغير.

وعنه عليه‌السلام قال : من شكر الله على ما افيد فقد استوجب على الله المزيد ومن أضاع الشكر فقد خاطر بالنعم ، ولم يأمن التغير والنقم.

وعنه عليه‌السلام قال : إني سألت الله عزوجل أن يرزقني مالا فرزقني وقد خفت أن يكون ذلك من استدراج؟ فقال : أما ـ بالله ـ مع الحمد فلا (٢).

وعن الباقر عليه‌السلام قال : قال الله عزوجل لموسى بن عمران : ياموسى اشكرني حق شكري ، قال : يارب كيف أشكرك حق شكرك والنعمة منك ، والشكر

___________________

(١) مشكاة الانوار ص ٣٠.

(٢) مشكاة الانوار ص ٣١.

٥٥

عليها نعمة منك؟ فقال الله تبارك وتعالى : إذا عرفت أن ذلك مني فقد شكرتني حق شكري.

وعن الباقري عليه‌السلام قال : لاينقطع المزيد من الله حتى ينقطع الشكر من العباد.

وعن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : شكر كل نعمة الورع عن محارم الله (١).

٨٧ ـ كتاب الامامة والتبصرة : عن هارون بن موسى ، عن محمدبن علي ، عن محمدبن الحسين ، عن علي بن أسباط ، عن ابن فضال ، عن الصادق عليه‌السلام عن أبيه عن آبائه عليهم‌السلام عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : الشاكر له من الاجر كأجر المبتلى الصابر والمعطى الشاكر له من الاجر كأجر المحترف القانع.

(٦٢)

* ( باب ) *

* ( الصبر واليسر بعد العسر ) *

الايات : البقرة : واستعينوا بالصبر والصلوة (٢).

وقال تعالى : يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلوة إن الله مع الصابرين (٣).

وقال تعالى : ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين * الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون * اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون (٤).

___________________

(١) مشكاة الانوار : ٣٢.

(٢) البقرة : ٤٥.

(٣) البقرة : ١٥٣.

(٤) البقرة : ١٥٥ ـ ١٥٧.

٥٦

وقال تعالى : والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس (١).

آل عمران : والله يحب الصابرين (٢).

وقال : يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا (٣).

الاعراف : وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بماصبروا (٤).

الانفال : واصبروا إن الله مع الصابرين (٥).

يونس : واصبر حتى يحكم الله وهوخير الحاكمين (٦).

هود : فاصبر إن العاقبة للمتقين (٧).

وقال تعالى : واصبر فان الله لايضيع أجر المحسنين (٨).

يوسف : فصبر جميل والله المستعان على ماتصفون (٩).

وقال : فصبر جميل عسى الله أن يأتيني بهم جميعا (١٠).

وقال : إنه من يتق ويصبر فان الله لايضيع أجر المحسنين (١١).

الرعد : والذين صبروا ابتغاء وجه بهم إلى قوله تعالى : سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار (١٢).

ابراهيم : إن في ذلك لايات لكل صبار شكور (١٣).

وقال : ولنصبرن على ما آذيتمونا (١٤).

___________________

(١) البقرة : ١٧٧ (٢) آل عمران : ١٤٦.

(٣) آل عمران : ٢٠٠ (٤) الاعراف : ١٣٧.

(٥) الانفال : ٤٦ (٦) يونس : ١٠٩.

(٧) هود : ٤٩ (٨) هود : ١١٥.

(٩) يوسف : ١٨ (١٠) يوسف : ٨٣.

(١١) يوسف : ٩٠ (١٢) الرعد : ٢٢.

(١٣) ابراهيم : ٥.

(١٤) ابراهيم : ١٢.

٥٧

النحل : الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون (١).

وقال تعالى : ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ماكانوا يعملون (٢).

وقال تعالى : وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ماعوقبتم به ولئن صبرتم لهوخير للصابرين * واصبر وماصبرك إلا بالله ولاتحزن عليهم ولاتك في ضيق مما يمكرون (٣).

الكهف : ستجدني إنشاء الله صابرا (٤).

طه : فاصبر على مايقولون (٥).

الانبياء : وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين (٦).

الحج : والصابرين على ما أصابهم (٧).

المؤمنون : إني جزيتهم اليوم بما صبروا إنهم هم الفائزون (٨).

الفرقان : أتصبرون وكان ربك بصيرا (٩).

وقال تعالى : اولئك يجزون الغرفة بماصبروا ويلقون فيها تحية وسلاما (١٠).

القصص : اولئك يؤتون أجرهم مرتين بماصبروا (١١).

وقال تعالى : ومايلقاها إلا الصابرون (١٢).

العنكبوت : نعم أجر العاملين * الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون (١٣).

___________________

(١) النحل : ٤٢ (٢) النحل : ٩٦.

(٣) النحل : ١٢٦ و ١٢٧ (٤) الكهف : ٦٩.

(٥) طه : ١٣٠ (٦) الانبياء : ٨٥.

(٧) الحج : ٣٥ (٨) المؤمنون : ١١١.

(٩) الفرقان : ٢٠ (١٠) الفرقان : ٧٥.

(١١) القصص : ٥٤.

(١٢) القصص : ٨٠.

(١٣) العنكبوت : ٥٨ و ٥٩.

٥٨

الروم : فاصبر إن وعدالله حق ولا يستخفنك الذين لايوقنون (١).

لقمان : واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الامور (٢).

وقال تعالى : إن في ذلك لايات لكل صبار شكور (٣).

التنزيل : وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون (٤).

سبا : إن في ذلك لايات لكل صبار شكور (٥).

يس : فلايحزنك قولهم إنا نعلم مايسرون ومايعلنون (٦).

الصافات : ستجدني إنشاء الله من الصابرين (٧).

ص : اصبر على مايقولون (٨).

وقال تعالى : إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب (٩).

الزمر : إنمايوفى الصابرون أجرهم بغير حساب (١٠).

المؤمن : فاصبر إن وعدالله حق (١١).

الطلاق : سيجعل الله بعد عسر يسرا (١٢).

المعارج : فاصبر صبرا جميلا (١٣).

وقال تعالى : إن الانسان خلق هلوعا * إذا مسه الشر جزوعا * وإذا مسه الخير منوعا (١٤).

___________________

(١) الروم : ٦٠ (٢) لقمان : ١٧.

(٣) لقمان : ٣١.

(٤) التنزيل : ٢٤ (٥) سبأ : ١٩.

(٦) يس : ٥٦ (٧) الصافات : ١٠٢.

(٨) ص : ١٧ (٩) ص : ٤٤.

(١٠) الزمر : ١٠ (١١) المؤمن : ٧٧.

(١٢) الطلاق : ٧ (١٣) المعارج : ٥.

(١٤) المعارج : ١٩ ـ ٢١.

٥٩

المدثر : ولربك فاصبر (١).

الدهر : وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا (٢).

وقال : فاصبر لحكم ربك (٣).

البلد : وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة (٤).

الم نشرح : فان مع العسر يسرا * إن مع العسر يسرا (٥).

العصر : وتواصوا بالصبر (٦).

١ ـ كا : عن علي ، عن أبيه ، وعلي بن محمد القاساني جميعا ، عن القاسم بن محمد الاصبهاني ، عن سليمان بن داود المنقري ، عن حفص بن غياث قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : ياحفص إن من صبر صبر قليلا ، وإن من جزع جزع قليلا ثم قال : عليك بالصبر في جميع امورك ، فان الله عزوجل بعث محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله فأمره بالصبر والرفق ، فقال : « واصبرعلى مايقولون واهجرهم هجرا جميلا * وذرني والمكذبين اولي النعمة » (٧) وقال تبارك. وتعالى : « ادفع بالتي هي أحسن ( السيئة ) فاذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم * ومايلقاها إلا الذين صبروا ومايلقاها إلا ذوحظ عظيم » (٨).

فصبر صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى نالوه بالعظائم ، ورموه بها ، فضاق صدره فأنزل الله عزوجل عليه « ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين » (٩) ثم كذبوه ورموه فحزن لذلك فأنزل الله عزوجل

___________________

(١) المدثر : ٧ (٢) الدهر : ١٢.

(٣) الدهر : ٢٤ (٤) البلد : ١٧.

(٥) الانشراح : ٥ ـ ٦.

(٦) العصر : ٣.

(٧) المزمل : ١٠.

(٨) فصلت : ٣٥ و ٣٦.

(٩) الحجر : ٩٧ ـ ٩٨.

٦٠