بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٣٧
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

بيان : « أحسنكم » خبر « أفاضلكم » ويجوز في أفعل التفضيل المضاف إلى المفضل عليه الافراد والموافقة مع صاحبه في التثنية والجمع كماروعي في قوله : « الموطؤن » وفي بعض الروايات أحاسنكم كمافي كتاب الزهد للحسين بن سعيد وغيره ، قال في النهاية : الواطئة المارة والسابلة سموا بذلك لوطئهم الطريق ، ومنه الحديث ألا اخبركم بأحبكم إلى وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة؟ أحاسنكم أخلاقا الموطؤن أكنافا الذين يألفون ويؤلفون ، هذا مثل وحقيقته من التوطئة ، وهي التمهيد والتذلل وفراش وطئ لايؤذي جنب النائم ، والاكناف الجوانب أراد الذين جوانبهم وطيئة يتمكن فيها من يصاحبهم ولايتأذى انتهى.

ويقال : رجل موطئ الاكناف أي كريم مضياف ، وفي بعض النسخ بالتاء كناية عن غاية حسن الخلق كأنهم يحملون الناس على أكتافهم ورقابهم ، وكأنه تصحيف وإن كان موافقا لمافي كتاب الحسين بن سعيد ، وفي المصباح ألفته إلفا ، من باب علم أنست به وأحببته والاسم الالفة بالضم والالفة أيضا إسم من الايلاف وهو الالتيام والاجتماع واسم الفاعل آلف مثل عالم والجمع الاف مثل كفار انتهى.

« وتوطأ رحالهم » أي للضيافة أوللزيارة أو لطلب الحاجة أو الاعم ورحل الرجل منزله ومأواه وأثاث بيته.

١٥ ـ كا : عن العدة ، عن سهل ، عن جعفربن محمد الاشعري ، عن عبدالله ابن ميمون القداح ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : المؤمن مألوف ولاخير فيمن لايألف ولايؤلف (١).

بيان : فيه حث على الالفة وحمل على الالفة بالخيار وإن احتمل التعميم إذا لم يوافقهم في المعاصي كماوردت الاخبار في حسن المعاشرة.

١٦ ـ كا : عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبى عمير ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن حسن الخلق يبلغ بصاحبه درجة الصائم القائم (٢).

___________________

(١) الكافى ج ٢ ص ١٠٢.

(٢) الكافى ج ٢ ص ١٠٣.

٣٨١

بيان : يبلغ كينصر والباء للتعدية.

١٧ ـ مع : عن أبيه ، عن سعد ، عن أحمدبن محمد ، عن أبيه ، عن فضالة ، عن أبان ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه‌السلام : في قول الله عزوجل : « إنك لعلى خلق عظيم » (١). قال : هوالاسلام ، وروي أن الخلق العظيم الدين العظيم (٢).

بيان : قال في مجمع البيان في تفسيرقوله تعالى : « وإنك لعلى خلق عظيم » أي على دين عظيم وهودين الاسلام ، عن ابن عباس ، ومجاهد والحسن ، وقيل : معناه إنك متخلق بأخلاق الاسلام ، وعلى طبع كريم ، وحقيقة الخلق مايأخذ به الانسان نفسه من الاداب ، وإنما سمي خلقا لانه يصير كالخلقة فيه فأما ماطبع عليه من الاداب فإنه الخيم فالخلق هوالطبع المكتسب ، والخيم الطبع الغريزي.

وقيل : الخلق العظيم الصبر على الحق ، وسعة البذل ، وتدبير الامور على مقتضى العقل بالصلاح والرفق والمداراة ، وتحمل المكاره في الدعاء إلى الله سبحانه والتجاوز والعفو ، وبذل الجهد في نصرة المؤمنين ، وترك الحسد والحرص ونحو ذلك عن الجبائي.

وقالت عائشة : كان خلق النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ماتضمنه العشر الاول من سورة المؤمنين ومن مدحه الله سبحانه بأنه على خلق عظيم ، فليس وراءه مدح ، وقيل : سمى خلقه عظيما لانه عاشر الخلق بخلقه وزايلهم بقلبه ، فكان ظاهره مع الخلق وباطنه مع الحق وقيل : لانه امتثل تأديب الله سبحانه إياه بقوله : « خذالعفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين » (٣).

وقيل : سمى خلقه عظيما لاجتماع مكارم الاخلاق فيه ويعضده ماروي عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : إنما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق ، وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : أدبني ربي فأحسن تأديبي ، وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة قائم الليل وصائم النهار

___________________

(١) القلم : ٤.

(٢) معانى الاخبار ص ١٨٨.

(٣) الاعراف : ١٩٩.

٣٨٢

وعن أبي الدرداء قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : مامن شئ أثقل في الميزان من خلق حسن ، وعن الرضا ، عن آبائه عليه وعليهم‌السلام ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : عليكم بحسن الخلق فإن حسن الخلق في الجنة لامحالة وإياكم وسوء الخلق ، فان سوء الخلق في النار لامحالة ، وعن أبي هريرة عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : أحبكم إلى الله أحاسنكم أخلاقا الموطؤن أكنافا الذين يألفون ويؤلفون ، وأبغضكم إلى الله المشاؤن بالنميمة المفرقون بين الاخوان ، الملتمسون للبراء العثرات (١).

١٨ ـ لى : ابن المتوكل ، عن الحميري ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب عن جميل بن صالح ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، في قوله عزوجل : « ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة » (٢). قال : رضوان الله والجنة في الاخرة ، والسعة في الرزق والمعاش وحسن الخلق في الدنيا (٣).

١٩ ـ لى : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن معروف ، عن محمدبن سنان ، عن غاث بن إبراهيم ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم (٤).

٢٠ ـ لى : قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أفضل الناس إيمانا أحسنهم خلقا وقال أمير المؤمنين عليه‌السلام لنوف : يانوف صل رحمك يزيد الله في عمرك ، وحسن خلقك يخفف الله حسابك (٥).

أقول : قد مضى في باب صفات المؤمن وباب جوامع المكارم وسيأتي في أبواب المواعظ.

٢١ ـ لى : قال الصادق عليه‌السلام : عليكم بحسن الخلق فانه يبلغ بصاحبه

___________________

(١) مجمع البيان ج ١٠ ص ٣٣٣.

(٢) البقرة : ٢٠١.

(٣) أمالى الصدوق لم نجده.

(٤) أمالى الصدوق ص ٩.

(٥) أمالى الصدوق ص ١٢٦.

٣٨٣

درجة الصائم القائم (١).

٢٢ ـ ن (٢) لى : علي بن أحمدبن موسى ، عن محمدبن هارون ، عن الروياني ، عن عبدالعظيم الحسني ، عن أبي جعفر الثاني ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم ، فسعوهم بطلاقة الوجه وحسن اللقاء ، فاني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم (٣).

٢٣ ـ لى : ماجيلويه ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن إبراهيم بن هاشم عن محمدبن عمرو ، عن موسى بن إبراهيم ، عن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن جده عليهم‌السلام قال : قالت ام سلمة رضي‌الله‌عنها لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : بأبي أنت وامي : المرأة يكون لها زوجان فيموتون ويدخلون الجنة لايهما تكون؟ فقال عليه‌السلام : يا ام سلمه تخير أحسنهما خلقا وخيرهما لاهله ، يا ام سلمة إن حسن الخلق ذهب بخير الدنيا والاخرة (٤).

٢٤ ـ لى : ابن المتوكل ، عن علي ، عن أبيه ، عن موسى بن إبراهيم ، عن الحسن ، عن أبيه ، باسناده رفعه إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أن ام سلمة قالت له بأبي أنت الخبر.

ثو : حمزة بن محمد ، عن علي ، عن أبيه مثله (٥).

٢٥ ـ لى : جعفربن الحسين ، عن محمدبن جعفر ، عن البرقي ، عن ابن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبيدة الحذاء ، عن أبى عبدالله عليه‌السلام قال : اتي النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بأسارى فأمر بقتلهم خلا رجل من بينهم ، فقال الرجل : بأبي

___________________

(١) أمالى الصدوق ص ٢١٦.

(٢) عيون الاخبار ج ٢ ص ٥٣.

(٣) أمالى الصدوق ص ٢٦٨.

(٤) أمالى الصدوق ص ٢٩٨.

(٥) ثواب الاعمال ص ١٦٤.

٣٨٤

أنت وامي يامحمد كيف أطلقت عني من بينهم؟ فقال : أخبرني جبرئيل عن الله عزوجل أن فيك خمس خصال يحبه الله عزوجل ورسوله : الغيرة الشديدة على حرمك ، والسخاء وحسن الخلق ، وصدق اللسان ، والشجاعة ، فلما سمعها الرجل أسلم وحسن إسلامه ، وقاتل مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قتالا شديدا حتى استشهد (١).

٢٦ ـ ب : هارون ، عن ابن صدقة ، عن جعفربن محمد ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن أحبكم إلي وأقربكم مني يوم القيامة مجلسا أحسنكم خلقا وأشدكم تواضعا وإن أبعدكم مني يوم القيامة الثرثارون وهم المستكبرون قال : وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أول مايوضع في ميزان العبد يوم القيامة حسن خلقه (٢).

٢٧ ـ ب : بهذا الاسناد قال : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مر بقبر يحفر قد انبهر الذي يحفره فقال له : لمن تحفر هذا القبر؟ فقال : لفلان بن فلان فقال : وما للارض تشدد عليك إن كان ماعلمت لسهلا حسن الخلق فلانت الارض عليه حتى كان ليحفرها بكفيه ثم قال : لقد كان يحب إقراء الضيف ولايقري الضيف إلا مؤمن تقي (٣).

٢٨ ـ ل : الخليل بن أحمد ، عن ابن منيع ، عن علي بن عيسى ، عن خلاد ابن عيسى ، عن ثابت ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الخلق الحسن نصف الدين (٤).

٢٩ ـ ل : الخليل ، عن أبي العباس السراج ، عن يعقوب بن إبراهيم ، عن وكيع ، عن مسعر وسفيان ، عن زياد بن علاقة ، عن اسامة بن شريك قال : قيل

___________________

(١) أمالى الصدوق ص ١٦٣.

(٢) قرب الاسناد ص ٢٢ وفى ط ٣١.

(٣) قرب الاسناد ص ٣٦ وفى ط ٥٠.

(٤) الخصال ج ١ ص ١٧.

٣٨٥

لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما أفضل ما اعطي المرء المسلم؟ قال : الخلق الحسن (١).

٣٠ ـ ل : أبوالحسن علي بن عبدالله الاسواري ، عن أحمدبن محمد بن قيس عن عبدالعزيز بن علي السرخسي ، عن أحمدبن عمران البغدادي قال : حدثنا أبوالحسن قال : حدثنا أبوالحسن قال : حدثنا أبوالحسن قال : حدثنا الحسن عن الحسن ، عن الحسن أن أحسن الحسن خلق الحسن.

فأما أبوالحسن الاول فمحمد بن عبدالرحيم التستري وأما أبوالحسن الثاني فعلي بن أحمد البصري التمار وأما أبوالحسن الثالث فعلي بن محمد الواقدي وأما الحسن الاول فالحسن بن عرفة العبدى ، وأما الحسن الثاني فالحسن بن أبي الحسن البصري ، وأما الحسن الثالث فالحسن بن علي بن أبيطالب عليه‌السلام (٢).

كتاب المسلسلات : لجعفر بن أحمد القمي ، عن الاسواري مثله.

٣١ ـ ن : بالاسانيد الثلاثة عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : عليكم بحسن الخلق فان حسن الخلق في الجنة لامحالة ، و إياكم وسوء الخلق فان سوء الخلق في النار لامحالة (٣).

صح : عنه عليه‌السلام مثله (٤).

٣٢ ـ ن : بهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن العبد لينال بحسن خلقه درجة الصائم القائم (٥).

صح : عنه عليه‌السلام مثله (٦).

٣٣ ـ ن : بهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : مامن شئ في الميزان

___________________

(١ و ٢) الخصال ج ١ ص ١٧.

(٣) عيون الاخبار ج ٢ ص ٣١.

(٤) صحيفة الرضا عليه‌السلام ص ٢٤.

(٥) عيون الاخبار ج ٢ ص ٣٧.

(٦) صحيفة الرضا عليه‌السلام ص ١٩.

٣٨٦

أحسن من حسن الخلق (١).

صح : عنه عليه‌السلام مثله (٢).

٣٤ ـ ن : بهذا الاسناد قال : قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : أكملكم إيمانا أحسنكم خلقا.

وقال عليه‌السلام : حسن الخلق خير قرين.

وقال عليه‌السلام : سئل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ما أكثر ما يدخل به الجنة؟ قال : تقوى الله وحسن الخلق.

وقال عليه‌السلام : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحسنكم خلقا وخيركم لاهله.

وقال عليه‌السلام : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أحسن الناس إيمانا أحسنهم خلقا و ألطفهم بأهله ، وأنا ألطفكم بأهلي (٣).

صح : عنه عليه‌السلام مثله (٤).

٣٥ ـ ن : ماجيلويه ، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن معبد ، عن ابن خالد عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من كان مسلما فلايمكر ولايخدع ، فاني سمعت جبرئيل عليه‌السلام يقول : إن المكر والخديعة في النار ، ثم قال عليه‌السلام : ليس منا من غش مسلما وليس منا من خان مسلما.

ثم قال عليه‌السلام : إن جبرئيل الروح الامين نزل علي من عند رب العالمين فقال : يامحمد عليك بحسن الخلق فانه ذهب بخير الدنيا والاخرة ألا وإن أشبهكم بي أحسنكم خلقا (٥).

___________________

(١) عيون الاخبار ج ٢ ص ٣٧.

(٢) صحيفة الرضا عليه‌السلام ص ١٩.

(٣) عيون الاخبار ج ٢ ص ٣٨.

(٤) صحيفة الرضا عليه‌السلام ص ١٢.

(٥) عيون الاخبار ج ٢ ص ٥٠.

٣٨٧

٣٦ ـ ن : محمد بن أحمد بن الحسين ، عن علي بن محمدبن عنبسة ، عن بكربن أحمدبن محمد ، عن فاطمة بنت الرضا ، عن أبيها ، عن أبيه ، عن جعفربن محمد ، عن أبيه وعمه زيد ، عن أبيهما علي بن الحسين ، عن أبيه وعمه ، عن علي ابن أبيطالب عليهم‌السلام ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من كف غضبه كف الله عنه عذابه ومن حسن خلقه بلغه الله درجة الصائم القائم (١).

٣٧ ـ ل : الخليل بن أحمد ، عن معاذ ، عن الحسين المروزي ، عن محمدبن عبيد ، عن داود الاودي ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أكثر مايدخل به الجنة تقوى الله وحسن الخلق (٢).

٣٨ ـ ل : ابن مسرور ، عن ابن عامر ، عن عمه ، عن ابن محبوب ، عن عباد ابن صهيب قال : سمعت أباعبدالله عليه‌السلام يقول : لايجمع الله لمنافق ولافاسق حسن السمت والفقه وحسن الخلق أبدا (٣).

٣٩ ـ ل : الخليل بن أحمد ، عن أبي العباس السراج ، عن قتيبة ، عن قزعة عن إسماعيل ، بن اسيد ، عن جبلة الافريقي أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : أنا زعيم ببيت في ربض الجنة وبيت في وسط الجنة ، وبيت في أعلى الجنة ، لمن ترك المراء وإن كان محقا ، ولمن ترك الكذب وإن كان هازلا ، ولمن حسن خلقه (٤).

٤٠ ـ ع : عن أنس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : حبيبي جبرئيل : إن مثل هذا الدين كمثل شجرة ثابتة ، الايمان أصلها ، والصلاة عروقها ، والزكاة ماؤها والصوم سعفها ، وحسن الخلق ورقها ، والكف عن المحارم ثمرها ، فلاتكمل شجرة إلا بالثمر ، كذلك الايمان لايكمل إلا بالكف عن المحارم (٥).

___________________

(١) عيون الاخبار ج ٢ ص ٧١.

(٢) الخصال ج ١ ص ٣٩.

(٣) الخصال ج ١ ص ٦٣.

(٤) الخصال ج ١ ص ٧٠.

(٥) علل الشرائع ج ١ ص ٢٣٧.

٣٨٨

٤١ ـ ع : قال الصادق عليه‌السلام : لاعيش أهنأ من حسن الخلق (١).

٤٢ ـ مع : ابن المتوكل ، عن الحميري ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب عن بعض أصحابنا قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : ماحد حسن الخلق؟ قال : تلين جانبك ، وتطيب كلامك وتلقى أخاك ببشر حسن (٢).

٤٣ ـ مع : في خبر أبي ذر قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا أباذر لاعقل كالتدبير ولاورع كالكف ، ولاحسب كحسن الخلق (٣).

٤٤ ـ ما : المفيد ، عن الجعابي ، عن ابن عقدة ، عن محمدبن أحمدبن الحسين عن عبدالله بن محمدبن علي بن عبدالله بن جعفر ، عن أبيه ، عن جعفربن محمد ، عن أبيه عن جده عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا (٤).

٤٥ ـ ما : فيما أوصى أمير المؤمنين عليه‌السلام إلى الحسن عليه‌السلام : لاحسب كحسن الخلق (٥).

٤٦ ـ ما : عن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : اتق الله حيث كنت وخالق الناس بخلق حسن ، وإذا عملت سيئة فاعمل حسنة تمحوها (٦).

٤٧ ـ ما : ابن مخلد ، عن محمدبن عمر وبن البختري ، عن محمدبن أحمدبن أبي العوام ، عن عبدالوهاب بن عطا ، عن محمدبن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : إن أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وخياركم خياركم

___________________

(١) علل الشرائع ج ٢ ص ٢٤٦.

(٢) معانى الاخبار : ٢٥٣.

(٣) معانى الاخبار : ٣٥٥.

(٤) أمالى الطوسى ج ١ ص ١٣٩.

(٥) أمالى الطوسى ج ١ ص ١٤٥.

(٦) أمالى الطوسى ج ١ ص ١٨٩.

٣٨٩

لنسائه (١).

٤٨ ـ ما : عن جابربن عبدالله قال : قال العباس للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما الجمال بالرجل يارسول الله؟ قال : بصواب القول بالحق ، قال : فما الكمال؟ قال : تقوى الله عزوجل وحسن الخلق (٢).

٤٩ ـ ل (٣) لى : أبي ، عن محمدبن معقل ، عن جعفر الوراق ، عن محمد ابن الحسن الاشج ، عن يحيى بن زيد ، عن زيد بن علي ، عن علي بن الحسين عليهما‌السلام في خبرطويل قال : ثلاثة نفر آلوا باللات والعزى ليقتلوا محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله فذهب أمير المؤمنين عليه‌السلام وحده إليهم وقتل واحدا منهم وجاء بالاخرين فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : قدم إلى أحد الرجلين ، فقدمه فقال : قل لا إله إلا الله واشهد أني رسول الله ، فقال : لنقل جبل أبي قبيس أحب إلي من أن أقول هذه الكلمة ، قال : ياعلي أخره واضرب عنقه ، ثم قال : قدم الاخرفقال : قل لا إله إلا الله واشهد أني رسول الله قال : الحقني بصاحبي ، قال ياعلي أخره واضرب عنقه ، فأخره وقام أمير المؤمنين عليه‌السلام ليضرب عنقه.

فنزل جبرئيل عليه‌السلام على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يامحمد إن ربك يقرئك السلام ويقول : لاتقتله فانه حسن الخلق سخي في قومه ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ياعلي أمسك فان هذا رسول ربي عزوجل يخبرني أنه حسن الخلق سخي في قومه ، فقال المشرك تحت السيف : هذا رسول ربك يخبرك؟ قال : نعم ، قال : والله ماملكت درهما مع أخ لي قط ولاقطبت وجهي في الحرب ، فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : هذا ممن جره حسن خلقه وسخاؤه إلى جنات النعيم (٤).

___________________

(١) أمالى الطوسى ج ٢ ص ٦.

(٢) أمالى الطوسى ج ٢ ص ١١٢.

(٣) الخصال ج ١ ص ٤٧.

(٤) أمالى الصدوق : ٦٥.

٣٩٠

أقول : قدمر الخبر بطوله في باب شجاعة أمير المؤمنين عليه‌السلام ونوادر غزواته (١).

٥٠ ـ لى : ابن المتوكل ، عن علي بن إبراهيم ، عن اليقطيني ، عن يونس عن الحسن بن زياد ، عن الصادق عليه‌السلام أنه قال : إن الله تبارك وتعالى رضي لكم الاسلام دينا فأحسنوا صحبته بالسخاء وحسن الخلق (٢).

ين : محمدبن الفضيل ، عن زرارة مثله.

٥١ ـ ما : بالاسناد إلى أبي قتادة قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام للمعلى بن خنيس يامعلى عليك بالسخاء وحسن الخلق فانهما يزينان الرجل كما تزين الواسطة القلادة (٣).

٥٢ ـ ما : بهذا الاسناد قال : إن لله عزوجل وجوها خلقهم من خلقه و [ أمشاهم في ] (٤) أرضه لقضاء حوائج إخوانهم يرون الحمد مجدا ، والله عزوجل يحب مكارم الاخلاق ، وكان فيما خاطب الله تعالى نبيه عليه‌السلام أن قال له : يامحمد « إنك لعلى خلق عظيم » قال : السخاء وحسن الخلق (٥).

٥٣ ـ ما : باسناد أخي دعبل عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : المؤمن هين لين سمح ، له خلق حسن ، والكافر فظ غليظ له خلق سيئ وفيه جبرية (٦).

٥٤ ـ ثو : أبي ، عن علي ، عن أبيه ، عن محمدبن عمرو ، عن موسى بن

___________________

(١) راجع ج ٤١ ص ٧٣ ـ ٧٥. من هذه الطبعة الحديثة.

(٢) أمالى الصدوق : ١٦٣.

(٣) أمالى الطوسى ج ١ ص ٣٠٨.

(٤) مابين العلامتين ساقط من الاصل طبقا للمصدر ، والتصحيح من حديث آخر.

(٥) أمالى الطوسى ج ١ ص ٣٠٩.

(٦) أمالى الطوسى ج ١ ص ٣٧٦.

٣٩١

إبراهيم ، عن أبي الحسن الاول عليه‌السلام قال : سمعته يقول : ماحسن الله خلق عبد ولاخلقه إلا استحيى أن يطعم لحمه يوم القيامة النار (١).

٥٥ ـ ل : فيما أوصى به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليا : ياعلي ثلاثة من لم تكن فيه لم يقم له عمل : ورع يحجزه عن معاصي الله عزوجل ، وخلق يداري به الناس ، وحلم يرد به جهل الجاهل (٢).

سن : أبي ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم‌السلام عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله مثله (٣).

٥٦ ـ سن : إبراهيم ، عن ابن أبي عمير ، عن حمادبن عثمان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من الايمان حسن الخلق وإطعام الطعام (٤).

٥٧ ـ سن : أحمدبن محمد ، عن الحكم بن أيمن ، عن ميمون البان ، عن أبي جعفر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الايمان حسن الخلق ، وإطعام الطعام ، وإراقة الدماء (٥).

٥٨ ـ صح : عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لو يعلم العبد ماله في حسن الخلق لعلم أنه يحتاج أن يكون له حسن الخلق (٦).

٥٩ ـ صح : عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال علي بن أبي طالب عليه‌السلام : عنوان صحيفة المؤمن حسن خلقه (٧).

٦٠ ـ ضا : أروي عن العالم عليه‌السلام : أنه قال : [ عجبت ] لمن يشتري العبيد بماله فيعتقهم كيف لايشتري الاحرار بحسن خلقه.

___________________

(١) ثواب الاعمال : ١٦٤.

(٢) الخصال ج ١ ص ٦٢.

(٣) المحاسن : ٦.

(٤ ـ ٥) المحاسن : ٣٨٩.

(٦) صحيفة الرضا : ٢٤.

(٧) صحيفة الرضا : ١٢.

٣٩٢

٦١ ـ مص : قال الصادق عليه‌السلام : الخلق الحسن جمال في الدنيا ونزهة في الاخرة ، وبه كمال الدين والقربة إلى الله عزوجل ، ولايكون حسن الخلق إلا في كل ولي وصفي ، لان الله تعالى أبى أن يترك ألطافه وحسن الخلق إلا في مطايا نوره الاعلى وجماله الازكى ، لانها خصلة يخص بها الاعرفين به ، ولايعلم مافي حقيقة حسن الخلق إلا الله عزوجل.

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : خاتم زماننا إلى حسن الخلق ، والخلق الحسن ألطف شئ في الدين ، وأثقل شئ في الميزان ، وسوء الخلق يفسد العمل كما يفسد الخل العسل ، وإن ارتقافي الدرجات فمصيره إلى الهوان.

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : حسن الخلق شجرة في الجنة وصاحبه متعلق بغصنها يجذبه إليها ، وسوء الخلق شجرة في النار وصاحبه متعلق بغصنها يجذبه إليها (١).

٦٢ ـ ضه : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : حسن الخلق نصف الدين ، وقيل له صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما أفضل ما اعطي المرء المسلم؟ قال : الخلق الحسن.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : رأيت رجلا في المنام جاثيا على ركبتيه بينه وبين رحمة الله حجاب فجاءه حسن خلقه فأخذ بيده فأدخله في رحمة الله.

٦٣ ـ نبه : جاءرجل إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من بين يديه فقال : يارسول الله ما الدين؟ فقال : حسن الخلق ثم أتاه عن يمينه فقال : ما الدين؟ فقال : حسن الخلق ثم أتاه من قبل شماله فقال : ما الدين؟ فقال حسن الخلق ثم أتاه من ورائه فقال : ما الدين؟ فالتفت إليه وقال أما تفقه الدين؟ هو أن لاتغضب.

وقيل : يارسول الله ما الشؤم؟ قال : سوء الخلق.

وقال رجل لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أوصني فقال : اتق الله حيث كنت قال : زدني قال : أتبع السيئة الحسنة تمحها ، قال : زدني قال : خالط الناس بحسن الخلق.

وسئل صلى‌الله‌عليه‌وآله : أي الاعمال أفضل؟ قال : حسن الخلق ، وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : ماحسن الله خلق امرئ وخلقه فيطعمه النار.

___________________

(١) مصباح الشريعة ص ٤٠.

٣٩٣

قيل لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن فلانة تصوم النهار وتقوم الليل وهي سيئة الخلق تؤذي جيرانها بلسانها فقال : لاخير فيها هي من أهل النار.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم ببسط الوجوه ، و حسن الخلق ، وقال أيضا : سوء الخلق يفسد العمل كما يفسد الخل العسل.

وقال جريربن عبدالله : قال لي رسول الله : إنك امرء قدأحسن الله خلقك فأحسن خلقك.

عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ثلاث من لم تكن فيه أو واحدة منهن فلايعتدن بشئ من عمله : تقوى يحجزه عن معاصي الله عزوجل ، أو حلم يكف به السفيه ، أوخلق يعيش به في الناس.

وقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : حسن الخلق في ثلاث : اجتناب المحارم ، وطلب الحلال ، والتوسع على العيال ، وقال بعضهم : أن لايكون لك همة إلا الله.

٦٤ ـ ختص : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الاخلاق منايح من الله عزوجل فإذا أحب عبدا منحه خلقا حسنا وإذا أبغض عبدا منحه خلقا سيئا (١).

٦٥ ـ ين : علي بن النعمان ، عن عمروبن شمر ، عن جابر ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لوكان حسن الخلق خلقا يرى ماكان مما خلق الله شئ أحسن منه ، ولوكان الخرق خلقا يرى ماكان مما خلق الله شئ أقبح منه ، و إن الله ليبلغ العبد بحسن الخلق درجة الصائم القائم.

٦٦ ـ ين : حمادبن عيسى ، عن ربعي قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام ليحيى السقاء : يايحيى إن الخلق الحسن يسر ، وإن الخلق السيئ نكد.

٦٧ ـ ين : المحاملي ، عن ذريح ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا أراد الله بأهل بيت خيرا رزقهم الرفق في المعيشة وحسن الخلق.

٦٨ ـ ين : حمادبن عيسى ، عن الحسين بن المختار ، عن العلابن كامل قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : إذا خالطت الناس فان استطعت أن لاتخالط أحدا من الناس

___________________

(١) الاختصاص : ٢٢٥.

٣٩٤

إلاكانت يدل عليه العليا فافعل ، فان العبد يكون منه بعض التقصير في العبادة ويكون له خلق حسن فيبلغه الله بخلقه درجة الصائم القائم.

٦٩ ـ ين : حمادبن عيسى ، عن العقر قوفي ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أقربكم مني غدا أحسنكم خلقا وأقربكم من الناس.

٧٠ ـ ين : حماد ، عن ربعي ، عن الفضيل ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : جاء رجل إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يارسول الله أي الناس أكمل إيمانا؟ قال : أحسنهم خلقا.

٧١ ـ ين : علي بن النعمان ، عن عمروبن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أيها الناس والله إني لاعلم أنكم لاتسعون الناس بأموالكم ولكن سعوهم بالطلاقة وحسن الخلق ، قال : وسمعته يقول : رحم الله كل سهل مطلق.

٧٢ ـ ين : محمدبن سنان ، عن إسحاق بن عمار قال : سمعت أباعبدالله عليه‌السلام يقول : الخلق منحة يمنحها الله من شاء من خلقه ، فمنه سجية ومنه نية ، قلت : فأيهما أفضل؟ قال : صاحب النيّة أفضل ، فان صاحب السجية هوالمجبول على الامر الذي لايستطيع غيره ، وصاحب النية هوالذي يتصبر على الطاعة فيصبر فهذا أفضل.

٧٣ ـ ين : ابن أبي عمير ، عن عبدالله بن سنان قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : يا ابن سنان إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كان قوته الشعير من غير أدم ، إن البر وحسن الخلق يعمران الديار ، ويزيدان في الاعمار.

٧٤ ـ ين : ابن أبي عمير ، عن علي الاحمسي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن حسن الخلق يذيب الخطيئة ، كما تذيب الشمس الجليد ، وإن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل.

٧٥ ـ ين : ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال :

٣٩٥

أتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله رجل فقال : إن فلانا مات فحفرنا له فامتنعت الارض فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنه كان سيئ الخلق.

٧٦ ـ ين : ابن أبي عمير ، عن حبيب الخثعمي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ألا انبئكم بخياركم؟ قالوا : بلى يارسول الله قال : أحاسنكم أخلاقا الموطؤن أكنافا الذين يألفون ويؤلفون.

٧٧ ـ ين : أبوالعباس ، عن ابن شجرة ، عن إبراهيم بن أبي رجاء قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : حسن الخلق يزيد في الرزق.

٧٨ ـ نهج : قال عليه‌السلام : أكرم الحسب حسن الخلق (١).

وقال عليه‌السلام : كفى بالقناعة ملكا وبحسن الخلق نعيما (٢).

٧٩ ـ كنز الكراجكى : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : حسن الخلق يبلغ درجة الصائم القائم.

وقال عليه‌السلام : حسن الخلق خير رفيق.

وقال عليه‌السلام : رب عزيز أذله خلقه ، وذليل أعزه خلقه.

وقال عليه‌السلام : من لانت كلمته وجبت محبته.

٨٠ ـ كتاب الامامة والتبصرة : عن أحمدبن إسماعيل ، عن أحمدبن إدريس عن الحسن بن علي بن عبدالله بن المغيرة ، عن جعفربن محمدبن عبيدالله ، عن عبدالله بن المغيرة ، عن طلحة بن زيد ، عن جعفربن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لوعلم الرجل ماله في حسن الخلق لعلم أنه يحتاج أن يكون له خلق حسن.

___________________

(١) نهج البلاغة ج ٢ ص ١٥٢.

(٢) نهج البلاغة ج ٢ ص ١٩٥.

٣٩٦

(٩٣)

* ( باب ) *

* « ( الحلم والعفو وكظم الغيظ ) » *

الايات : البقرة : فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله يأمره (١).

آل عمران : والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين (٢).

النساء : إن تبدوا خيرا أو تخفوه أوتعفوا عن سوء فأن الله كان عفوا قديرا (٣).

المائدة : فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين (٤).

الاعراف : خذالعفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين (٥).

الرعد : ويدرؤن بالحسنة السيئة (٦).

الحجر : فاصفح الصفح الجميل (٧).

المؤمنون : ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بمايصفون (٨).

النور : وليعفوا واليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفوررحيم (٩).

الفرقان : وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما (١٠).

القصص : ويدرؤن بالحسنة السيئة (١١).

السجدة : ولاتستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم * ومايلقيها إلا الذين صبروا ومايلقيها

___________________

(١) البقرة : ١٠٩ (٢) آل عمران : ١٣٤.

(٣) النساء : ١٤٩ (٤) المائدة : ١٧.

(٥) الاعراف : ١٩٩ (٦) الرعد : ٢٣.

(٧) الحجر : ٨٦ (٨) المؤمنون : ٩٩.

(٩) النور : ٢٣ (١٠) الفرقان : ٦٥.

(١١) القصص : ٥٥.

٣٩٧

إلا ذوحظ عظيم (١).

حمعسق : وإذا ماغضبوا هم يغفرون إلى قوله تعالى : والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون * وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفى وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين * ولمن انتصر بعد ظلمه فاولئك ماعليهم من سبيل * إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الارض بغير الحق اولئك لهم عذاب أليم * ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الامور (٢).

الزخرف : فاصفح عنهم وقل سلام فسوف يعلمون (٣).

الجاثية : قل للذين آمنوا يغفروا للذين لايرجون أيام الله ليجزي قوما بما كانوا يكسبون (٤).

التغابن : وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم (٥).

المزمل : واصبر على مايقولون واهجرهم هجرا جميلا (٦).

تفسير : « فاعفوا واصفحوا » (٧) قيل : العفو ترك عقوبة الذنب والصفح ترك تثريبه « حتى يأتي الله بأمره » فيهم بالقتل يوم فتح مكة « والكاظمين الغيظ » (٨) قال تعالى : قبل ذلك « وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والارض اعدت للمتقين * الذين ينفقون في السراء والضراء » يعني ينفقون في أحوالهم كلها ماتيسر لهم من قليل أو كثير « والكاظمين الغيظ » أي الممسكين عليه الكافين عن إمضائه ، في المجمع (٩) روي أن جارية لعلي بن الحسين عليهما‌السلام جعلت تسكب عليه الماء ليتهيأ للصلاة فسقط الابريق من يدها فشجه فرفع رأسه إليها ، فقالت له

___________________

(١) السجدة : ٣٥ ـ ٣٦.

(٢) الشورى : ٣٦ ـ ٤٢ (٣) الزخرف : ٩٠.

(٤) الجاثية : ١٤ (٥) التغابن : ١٥.

(٦) المزمل : ١١ (٧) البقرة : ١٠٩.

(٨) آل عمران : ١٣٤.

(٩) مجمع البيان ج ٢ ص ٥٠٥.

٣٩٨

الجارية : إن الله يقول : « والكاظمين الغيظ » فقال لها : كظمت غيظي قالت : « والعافين عن الناس» قال : عفى الله عنك ، قالت : « والله يحب المحسنين » قال : فاذهبي فأنت حرة لوجه الله.

١ ـ كا : عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في خطبته : ألا اخبركم بخير خلائق الدنيا والاخرة؟ العفو عمن ظلمك ، وتصل من قطعك ، والاحسان إلى من أساء إليك وإعطاء من حرمك (١).

بيان : الخلائق جمع الخليقة ، وهي الطبيعة والمراد هنا الملكات النفسانية الراسخة أي خير الصفات النافعة في الدنيا والاخرة « وتصل » في ساير الروايات « وصلة » وعلى ماهنا لعله مصدر أيضا بتقدير أن أويقال عدل إلى الجملة الفعلية التي هي في قوة الامر لزيادة التأكيد والفرق بينها وبين الاولى أن القطع لايستلزم الظلم بل اريد بها المعاشرة لمن اختار الهجران ، ويمكن تخصيصها بالرحم لاستعمال الصلة غالبا فيها ، والاحسان في مقابلة الاساءة أخص منهما ، لان الاحسان يزيد على العفو ، والاساءة أخص من القطع الذي هوترك المواصلة وكذا الحرمان غير الاساءة والقطع ، إذ يعتبر في الاساءة فعل مايضره ، والقطع إنما هوفي المعاشرة ، مع أنه يمكن أن يكون بعضها تأكيدا لبعض ، كماهو الشائع في الخطب والمواعظ.

٢ ـ كا : عن العدة ، عن سهل ، عن محمدبن عبدالحميد ، عن يونس بن يعقوب عن ضمرة بن الدينار الرقي ، عن أبي إسحاق السبيعي رفعه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ألا أدلكم على خير أخلاق الدنيا والاخرة؟ تصل من قطعك وتعطي من حرمك ، وتعفو عمن ظلمك (٢).

٣ ـ كا : عن علي بن إبراهيم ، عن محمدبن عيسى ، عن يونس ، عن أبي ـ عبدالله نشيب اللفائفي ، عن حمران بن أعين قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : ثلاث

___________________

(١ ـ ٢) الكافى ج ٢ ص ١٠٧.

٣٩٩

من مكارم الدنيا والاخرة : تعفو عمن ظلمك ، وتصل من قطعك ، وتحلم إذا جهل عليك (١).

بيان : اللفائفي كأنه بياع اللفافة ، وفي القاموس : اللفافة بالكسر ما يلف به على الرجل وغيرها ، والجمع لفائف انتهى ويقال جهل على غيره سفه.

٤ ـ كا : عن علي ، عن أبيه ومحمدبن إسماعيل ، عن الفضل جميعا ، عن ابن أبي عمير ، عن إبراهيم بن عبدالحميد ، عن الثمالي ، عن علي بن الحسين عليهما‌السلام قال : سمعته يقول : إذاكان يوم القيامة جمع الله تبارك وتعالى الاولين والاخرين في صعيد واحد ثم ينادي مناد : أين أهل الفضل؟ قال : فيقوم عنق من الناس فتلقاهم الملائكة فيقولون : وماكان فضلكم؟ فيقولون : كنا نصل من قطعنا ونعطي من حرمنا ، ونعفو عمن ظلمنا ، قال : فيقال لهم : صدقتم ، ادخلوا الجنة (٢).

تبيان : في القاموس العنق بالضم وبضمتين وكأمير وصرد الجيد والجمع أعناق والجماعة من الناس والرؤساء انتهى والمراد بأهل الفضل إما أهل الفضيلة والكمال وأهل الرجحان ، أوأهل التفضل والاحسان « فيقال لهم » أي من قبل الله تعالى « صدقتم » أي في اتصافكم بتلك الصفات أوفي كونها سبب الفضل ، أوفيهما معا وهوأظهر.

واعلم أن هذه الخصال فضيلة وأيه فضيلة ، ومكرمة وأية مكرمة لايدرك كنه شرفها وفضلها ، إذ العامل بها يثبت بها لنفسه الفضيلة ، ويرفع بها عن صاحبه الرذيلة ، ويغلب على صاحبه بقوة قلبه يكسر بهاعدو نفسه ونفس عدوه وإلى هذا اشير في القرآن المجيد بقوله سبحانه « ادفع بالتي هي أحسن » (٣) يعني السيئة « فاذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم » ثم اشير إلى فضلها العالي وشرفها الرفيع بقوله عزوجل : « ومايلقيها إلا الذين صبروا وما يلقيها إلا ذوحظ عظيم » يعني من الايمان والمعرفة ، رزقنا الله الوصول إليها

___________________

(١ و ٢) الكافى ج ٢ ص ١٠٧.

(٣) السجدة : ٣٥ ـ ٣٦.

٤٠٠