بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٣٧
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

وقال عليه‌السلام : من هجر المداراة قاربه المكروه.

١٤ ـ نهج : قال عليه‌السلام : الظفر بالحزم والحزم باجالة الرأي والرأي بتحصين الاسرار (١).

وقال عليه‌السلام : اللجاجة تسل الرأي وقال عليه‌السلام : ثمرة التفريط الندامة وثمرة الحزم السلامة (٢).

وقال عليه‌السلام : الخلاف يهدم الرأي (٣).

وقال عليه‌السلام : من الخرق المعاجلة قبل الامكان ، والاناة بعد الفرصة (٤).

وقال عليه‌السلام : الطمأنينة إلى كل أحد قبل الاختبار عجز (٥).

وقال عليه‌السلام : ما أنقض النوم لعزائم اليوم (٦).

وقال عليه‌السلام : وإياك أن تجمح بك مطية اللجاج (٧).

وقال عليه‌السلام : بادر الفرصة قبل أن تكون غصة (٨).

١٥ ـ كنز الكراجكى : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : روتحزم (٩) فاذا

___________________

(١) نهج البلاغة ج ٢ ص ١٩٣.

(٢) نهج البلاغة ج ٢ ص ١٨٦.

(٣) نهج البلاغة ج ٢ ص ١٩٣.

(٤) نهج البلاغة ج ٢ ص ٢٣٠.

(٥) نهج البلاغة ج ٢ ص ٢٣٧.

(٦) نهج البلاغة ج ٢ ص ٢٤٨.

(٧) نهج البلاغة ج ٢ ص ٥١ ، والجموح : أن يركب الفرس رأسه لايثنيه شئ ـ يقال جمح براكبه : اعتزه وجرى غالبا اياه ، واللجاج ـ بالفتح الخصومة والمعنى لاتسترسل في الحجاج والخصومة والجدال بحيث لاتملك نفسك عن الانتهاء منها فتغلبك وتوقعك في مساوى عاقبتها.

(٨) نهج البلاغة ج ٢ ص ٥٢.

(٩) « رو » أمر من التروى وهوالتفكر قبل العمل ، يعنى تفكر فيما تعنيه فانك ان.

٣٤١

استوضحت فاجزم.

وقال عليه‌السلام : اللجاجة تسلب الرأي والطمأنينة قبل الحزم ضد الحزم ، والتدبير قبل العمل يؤمنك الندم ، ومن تحرى القصد خفت عليه المؤن ، ومن كابد الامور عطب ، ولولا التجارب عميت المذاهب ، وفي التجارب علم مستأنف ، وفي التواني والعجز انتجت الهلكة.

وقال النبي (ص) : إذا هممت بأمر فتدبر عاقبته ، فان كان خيرا فأسرع إليه وإن كان شرا فانته عنه.

وقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : من لم يعرف لؤم ظفر الايام لم يحترس من سطوات الدهر ، ولم يتحفظ من فلتات الزلل ولم يتعاظمه ذنب وإن عظم.

(٨٤)

* ( باب ) *

* « ( الغيرة والشجاعة ) » *

أقول : قدمضى في باب جمامع المكارم بعض أخبار هذا الباب.

١ ـ ن : أبي عن أحمد بن إدريس ، عن الاشعري ، عن إبراهيم بن حمويه ، عن اليقطيني قال : قال الرضا عليه‌السلام : في الديك الابيض خمس خصال من خصال الانبياء : معرفته بأوقات الصلوة ، والغيرة ، والسخاء والشجاعة ، وكثرة الطروقة (١).

٢ ـ كتاب الامامة والتبصرة : عن أحمدبن علي ، عن محمدبن الحسن الصفار عن إبراهيم بن هاشم ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن جعفربن محمد ، عن أبيه عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الغيرة من الايمان والبذاء من النفاق.

___________________

تتفكر فقد أخذت بالحزم في أمورك فاذا رويت واستوضح لك الامر وعواقبه فاجزم على المضى عليه ان كان فيه نفعك آجلا وعاجلا وانته عنه ان كان فيه مضرتك كذلك (١) عيون الاخبار ج ١ ص ٢٧٧.

٣٤٢

(٨٥)

* ( باب ) *

* « (حسن السمت وحسن السيماء وظهور آثار العبادة في الوجه) » *

[ من ] الايات : الفتح : سيماهم في وجوههم من أثر السجود (١).

١ ـ ل : ابن مسرور ، عن ابن عامر ، عن عمه ، عن ابن محبوب ، عن عباد ابن صهيب قال : سمعت أباعبدالله عليه‌السلام يقول : لايجمع الله لمنافق ولافاسق حسن السمت والفقه وحسن الخلق أبدا (٢).

٢ ـ ل : ابن بندار ، عن أبي العباس الحمادي ، عن صالح بن محمد ، عن محمد ابن بكار ، عن عبيدة بن حميد ، عن قابوس بن أبي ظبيان ، عن أبيه ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الهدي الصالح والسمت الصالح والاقتصاد جزء من خمسة وأربعين جزءا من النبوة (٣).

٣ ـ ما : المفيد ، عن علي بن خالد ، عن علي بن الحسن ، عن جعفربن محمد ابن مروان ، عن أبيه ، عن أحمدبن عيسى ، عن محمدبن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : خلتان لاتجتمعان في منافق : فقه في الاسلام ، وحسن سمت في الوجه (٤).

٤ ـ نوادر الراوندى : باسناده عن موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال علي عليه‌السلام : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أبصر رجلا دبرت جبهته ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من يغالب الله تعالى يغلبه ومن يخدع الله يخدعه ، فهلا تجافيت بجبهتك عن الارض

___________________

(١) الفتح : ٢٩.

(٢) الخصال ج ١ ص ٦٣.

(٣) الخصال ج ١ ص ٨٤.

(٤) أمالى الطوسى ج ١ ص ٣٤.

٣٤٣

ولم تشوه خلقك؟

وبهذا الاسنادقال : قال علي عليه‌السلام : إني لاكره للرجل أن ترى جبهته جلجاءليس فيها شئ من أثر السجود.

٥ ـ كتاب الامامة والتبصرة : عن محمدبن عبدالله ، عن محمدبن جعفر الرزاز عن خاله علي بن محمد ، عن عمروبن عثمان الخزاز ، عن النوفلي ، عن السكوني عن جعفربن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : زين امتي في حسن السمت.

(٨٦)

* ( باب ) *

* « ( الاقتصاد وذم الاسراف والتبذير والتقتير ) » *

[ من ] الايات الفرقان : والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما (١).

١ ـ دعوات الراوندى : قال الصادق عليه‌السلام : أربعة لايستجاب لهم دعاء : رجل جالس في بيته يقول يارب ارزقني فيقول له : ألم آمرك بالطلب؟ ورجل كانت له امرأة فدعا عليها فيقول ألم أجعل أمرها بيدك؟ ورجل كان له مال فأفسده فيقول يارب ارزقني فيقول له ألم آمرك بالاقتصاد ألم آمرك بالاصلاح؟ ثم قرأ « والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما » ورجل كان له مال فأدانه بغير بينة فيقول ألم آمرك بالشهادة؟

٢ ـ نهج : قال عليه‌السلام : القناعة مال لاينفد (٢).

وقال عليه‌السلام : كن سمحا ولاتكن مبذرا وكن مقدرا ولاتكن مقترا (٣).

___________________

(١) الفرقان : ٦٧.

(٢) نهج البلاغة ج ٢ ص ١٥٦ و ٢٢٥.

(٣) نهج البلاغة ج ٢ ص ١٥١.

٣٤٤

وقال عليه‌السلام : إذالم يكن ماتريد فلاتبل كيف كنت؟ (١).

وقال عليه‌السلام : كفى بالقناعة ملكا وبحسن الخلق نعيما وسئل عليه‌السلام عن قوله تعالى « فلنحيينه حيوة طيبة » (٢) فقال : هي القناعة (٣).

وقال عليه‌السلام : من رضي برزق الله لم يحزن على مافاته (٤).

أقول : قدمضى في باب جوامع المكارم بعض أخبار هذا الباب.

٣ ـ ل : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن أبي الخطاب ، عن ابن أسباط عن سليم مولى طربال ، عن رجل ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : سمعته يقول : الدنيا دول ، فماكان لك فيها أتاك على ضعفك ، وماكان منها عليك أتاك ولم تمتنع منه بقوة ، ثم أتبع هذا الكلام بأن قال : من يئس ممافات أراح بدنه ، ومن قنع بما اوتي قرت عينه (٥).

٤ ـ ما : الفحام ، عن المنصوري ، عن عم أبيه ، عن أبي الحسن الثالث عن آبائه ، عن الصادق عليهم‌السلام في قوله تعالى « فلنحيينه حيوة طيبة » قال : القنوع (٦).

٥ ـ لى (٧) مع (٨) ما : سئل أمير المؤمنين عليه‌السلام : أي القنوع أفضل؟ قال

___________________

(١) نهج البلاغة ج ٢ ص ١٥٧ وقوله « فلاتبل » نهى من المبالاة وفى بعض النسخ « فلاتبال » والمعنى : اذا سعيت سعيك في التقدم والفوز بالامانى فلم ينفع سعيك ، وعاقك عن امنيتك العوائق فلم يكن ماتريد ، فلاتبال كيف كنت وعلى أي حال كنت من سوء الحال وحسنه ، وارض بماقدر لك.

(٢) النحل : ٩٧.

(٣) نهج البلاغة ج ٢ ص ١٩٥.

(٤) نهج البلاغة ج ٢ ص ٢٢٧.

(٥) الخصال ج ١ ص ١٢٤.

(٦) أمالى الطوسى ج ١ ص ٢٨١.

(٧) أمالى الصدوق : ٢٣٧.

(٨) معانى الاخبار : ١٩٩.

٣٤٥

القانع بما أعطاه الله (١).

٦ ـ ع : ابن المتوكل ، عن الحميري ، عن محمدبن عيسى ، عن ابن محبوب عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : لامال أنفع من القنوع باليسير المجزي الخبر (٢).

٧ ـ مع : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن أبيه رفعه قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لجبرئيل ماتفسير القناعة؟ قال : تقنع بماتصيب من الدنيا تقنع بالقليل وتشكر اليسير (٣).

٨ ـ ب : ابن طريف ، عن ابن علوان ، عن جعفر ، عن أبيه ، عن علي عليهم‌السلام قال : لايذوق المرء من حقيقة الايمان حتى يكون فيه ثلاث خصال : الفقه في الدين والصبر على المصائب ، وحسن التقدير في المعاش (٤).

أقول : قد مضى بسند آخر في باب صفات المؤمن (٥).

٩ ـ ل : أبي ، عن محمد العطار ، عن الاشهري ، عن علي بن إسماعيل ، عن محمد بن عمر ، عن عبدالله بن أيوب ، عن إبراهيم بن ميمون قال : سمعت أباعبدالله عليه‌السلام يقول : ضمنت لمن اقتصد أن لايفتقر (٦).

١٠ ـ ل : أبي ، عن سعد ، عن ابن أبي الخطاب ، عن جعفر بن بشير ، عن داود الرقي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن القصد أمر يحبه الله عزوجل وإن السرف يبغضه حتى طرحك النواة ، فانها تصلح لشئ ، وحتى صبك فضل

___________________

(١) أمالى الطوسى ج ٢ ص ٥١.

(٢) علل الشرائع ج ٢ ص ٢٤٦.

(٣) معانى الاخبار : ٢٦١.

(٤) قر الاسناد : ٤٦.

(٥) راجع ج ٦٧ ص ٣٠٠ ، عن المحاسن.

(٦) الخصال ج ١ ص ٨.

٣٤٦

شرابك (١).

ثو : ماجيلويه ، عن محمدبن يحيى ، عن الاشعري ، عن ابن أبي الخطاب مثله (٢).

١١ ـ ل : أبي ، عن أحمدبن إدريس ، عن الاشعري ، عن علي بن إسماعيل عن محمدبن عمروبن سعيد ، عن بعض أصحابه قال : سمعت العباسي وهويقول : استأذنت الرضا عليه‌السلام في النفقة على العيال ، فقال : بين المكروهين ، قال : فقلت : جعلت فداك لاوالله ما أعرف المكروهين ، قال : فقال لي : يرحمك الله أما تعرف أن الله عزوجل كره الاسراف وكره الاقتار؟ فقال « والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما » (٣).

١٢ ـ اقول : قد مضى في باب ، جوامع المكارم ، عن أبي جعفر عليه‌السلام أنه قال : أما المنجيات فخوف الله في السر والعلانية ، والقصد في الغنا والفقر ، وكلمة العدل في الرضا والسخط.

١٣ ـ ل : عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : ترك التقدير في المعيشة يورث الفقر (٤).

وعنه عليه‌السلام قال : السرف مثواة ، والقصد مثراة (٥).

١٤ ـ ل : الاربعمائة قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : التقدير نصف العيش وقال عليه‌السلام : ماعال امرؤاقتصد (٦).

١٥ ـ مع : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن علي بن جعفر ، عن رجل من أصحابنا يقال له إبراهيم قال : سئل الحسن عليه‌السلام : عن المروة فقال : العفاف في الدين

___________________

(١) الخصال ج ١ ص ٩.

(٢) ثواب الاعمال : ١٦٩.

(٣) الخصال ج ١ ص ٢٩ ، والاية في سورة الفرقان : ٦٧.

(٤) الخصال ج ٢ ص ٩٤.

(٥) المصدر نفسه في حديث آخر.

(٦) الخصال ج ٢ ص ١٦١.

٣٤٧

وحسن التقدير في المعيشة ، والصبر على النائبة (١).

١٦ ـ ما : في وصية أمير المؤمنين عليه‌السلام عند وفاته : واقتصد يابني في معيشتك (٢).

١٧ ـ ضا : أروي عن العالم عليه‌السلام أنه قال : من أراد أن يكون أغنى الناس فليكن واثقا بما عند الله عزوجل وروي فليكن بمافي يدالله أوثق منه مما في يديه.

وأروي عن العالم عليه‌السلام : أنه قال : قال الله سبحانه : ارض بما آتيتك تكن من أغنى الناس.

وأروي : من قنع شبع ، ومن لم يقنع لم يشبع.

وأروي أن جبرئيل عليه‌السلام هبط إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : إن الله عز وجل يقرأ عليك السلام ، ويقول لك : اقرأ بسم الله الرحمن الرحيم « ولاتمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم » (٣) الاية فأمر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مناديا ينادي : من لم يتأدب بأدب الله تقطعت نفسه على الدنيا حسرات.

ونروي : من رضي من الدنيا بمايجزيه كان أيسر مافيها يكفيه ، ومن لم ير ض من الدنيا بما يجزيه لم يكن شئ منها يكفيه.

ونروي : ماهلك من عرف قدره ، وماينكر الناس عن القنوت إنما ينكر عن العقول (٤) ثم قال : وكم عسى يكفي الانسان.

ونروي : من رضي من الله باليسير من الرزق رضي الله منه بالقليل من العمل ونروي : عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنه قال : من سألنا أعطيناه ، ومن استغنى أغناه الله.

ونروي إن دخل نفسك شئ من القناعة فاذكر عيش رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فانما كان قوته الشعير ، وحلاوته التمر ، ووقوده السعف ، إذا وجد.

___________________

(١) معانى الاخبار : ٢٥٨.

(٢) أمالى الطوسى ج ١ ص ٦.

(٣) طه : ١٣١.

(٤) كذا ، والظاهر : ماينكر الناس عن القوت وانما ينكر عن الفضول.

٣٤٨

١٨ ـ مص : قال الصادق عليه‌السلام : لوحلف القانع بتملكه الدارين لصدقه الله عزوجل بذلك ، ولابره لعظم شأن مرتبة القناعة ، ثم كيف لايقنع العبد بما قسم الله عزوجل له وهويقول : « نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا » (١) فمن أيقن وصدقه بماشاء ولماشاء ، بلاغفلة ممن أيقن بربوبيته ، أضاف تولية الاقسام إلى نفسه بلاسبب ، ومن قنع بالمقسوم استراح من الهم والكذب والتعب.

وكلما نقص من القناعه زاد في الرغبة ، والطمع والرغبة في الدنيا أصلان لكل شر وصاحبهما لاينجو من النار إلا أن يتوب ، ولذلك قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : القناعة ملك لايزول ، وهومركب رضا الله ، تحمل صاحبها إلى داره ، فأحسن التوكل فيما لم تعط ، والرضا بما اعطيته ، واصبر على ما أصابك ، فان ذلك من عزم الامور (٢).

١٩ ـ سر : موسى بن بكر ، عن العبد الصالح عليه‌السلام قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : التودد إلى الناس نصف العقل ، والرفق نصف المعيشة ، وماعال امرؤفي اقتصاد.

٢٠ ـ ما : الحسين بن إبراهيم عن ابن وهبان ، عن علي بن الحبشي ، عن العباس ابن محمدبن الحسين ، عن أبيه ، عن صفوان بن يحيى وجعفربن عيسى ، عن الحسين بن أبي غندر ، عن أيوب بن الحر قال : سمعت رجلا يقول لابي عبدالله عليه‌السلام : بلغني أن الاقتصاد والتدبير في المعيشة نصف الكسب؟ فقال أبوعبدالله عليه‌السلام : لابل هو الكسب كله ، ومن الدين التدبير في المعيشة (٣).

___________________

(١) الزخرف : ٣٣.

(٢) مصباح الشريعة ص ٢١.

(٣) أمالى الطوسى ج ٢ ص ٢٨٣.

٣٤٩

(٨٧)

* ( باب ) *

* « ( السخاء والسماحة والجود ) » *

[ من ] الايات التغابن : وأنفقوا خيرا لانفسكم ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون * إن تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم ويغفر لكم والله شكور حليم (١).

١ ـ لى : الحسن بن عبدالله بن سعيد ، عن عبدالعزيز بن يحيى ، عن محمدبن سهل ، عن عبدالله بن محمد البلوي ، عن إبراهيم بن عبيدالله ، عن أبيه ، عن زيد بن علي ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي عليه‌السلام قال : سادة الناس في الدنيا الاسخياء وفي الاخرة الاتقياء (٢).

صح : عن الرضا ، عن آبائه ، عن علي بن الحسين عليهم‌السلام مثله (٣).

أقول : قد مر بعض الاخبار في باب جوامع المكارم ، وبعضها في باب حسن الخلق.

٢ ـ لى : ابن المتوكل ، عن علي بن إبراهيم ، عن اليقطيني ، عن يونس عن الحسن بن زياد ، عن الصادق عليه‌السلام : أنه قال : إن الله تبارك وتعالى رضي لكم الاسلام دينا فأحسنوا صحبته بالسخاء وحسن الخلق (٤).

٣ ـ ل : ابن المتوكل ، عن محمد العطار ، عن سهل ، عن رجل وعمربن عبدالعزيز عن جميل بن دراج قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : خياركم سمحاؤكم وشراركم بخلاؤكم ، ومن صالح الاعمال البر بالاخوان ، والسعي في حوائجهم ، وذلك مرغمة

___________________

(١) التغابن : ١٦ ـ ١٧.

(٢) أمالى الصدوق : ٢٠.

(٣) صحيفة الرضا عليه‌السلام : ٤٢.

(٤) أمالى الصدوق : ١٦٣.

٣٥٠

للشيطان ، وتزحزح عن النيران ، ودخول الجنان.

ياجميل أخبر بهذا الحديث غرر أصحابك ، قال : فقلت له : جعلت فداك من غرر أصحابي؟ قال : هم البارون بالاخوان ، في العسر واليسر ، ثم قال : ياجميل أما إن صاحب الكثير يهون عليه ذلك ، وقد مدح الله عزوجل صاحب القليل فقال : « ويؤثرون على أنفسهم ولوكان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون » (١).

٤ ـ ما : المفيد ، عن أبي غالب أحمدبن محمد ، عن ابن أبي الخطاب ، عن ابن محبوب ، عن جميل بن صالح ، عن بريد العجلي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يقول الله تعالى : المعروف هدية مني إلى عبدي المؤمن ، فان قبلها مني فبرحمة مني ، فان ردها فبذنبه حرمها ، ومنه لا مني ، وأيما عبد خلقته فهديته إلى الايمان وحسنت خلقه ولم أبتله بالبخل ، فاني اريد به خيرا (٢).

٥ ـ ن : أبي ، عن سعد ، عن ابن هاشم ، عن أحمد بن سليمان قال : سأل رجل أبا الحسن عليه‌السلام وهوفي الطواف فقال له : أخبرني عن الجواد ، فقال : إن لكلامك وجهين فان كنت تسأل عن المخلوق ، فان الجواد الذي يؤدي ما افترض الله تعالى عليه ، والبخيل من بخل بما افترض الله تعالى عليه ، وإن كنت تعني الخالق فهو الجواد إن أعطى ، وهوالجواد إن منع ، لانه إن أعطى عبدا أعطاه ماليس له وإن منع منع ماليس له (٣).

مع : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن أبي الجهم ، عن موسى ابن بكر ، عن أحمدبن سلم قال : سأل رجل أبا الحسن عليه‌السلام الحديث (٤).

___________________

(١) الخصال ج ١ ص ٤٨.

(٢) أمالى الطوسى ج ١ ص ٢٤.

(٣) عيون الاخبار ج ١ ص ١٤١.

(٤) معانى الاخبار : ٢٥٦.

٣٥١

٦ ـ ن : أبي ، عن أحمدبن إدريس ، عن الاشعري ، عن إبراهيم بن حمويه عن محمدبن عيسى اليقطيني قال : قال الرضا عليه‌السلام : في الديك الابيض خمس خصال من خصال الانبياء : معرفته بأوقات الصلوة ، والغيرة ، والسخاء ، والشجاعة ، وكثرة الطروقة (١).

٧ ـ ن : ابن مسرور ، عن ابن عامر ، عن المعلى ، عن الوشاء قال : سمعت الرضا عليه‌السلام يقول : السخي قريب من الله ، قريب من الجنة ، قريب من الناس والبخيل بعيد من الله ، بعيد من الجنة ، بعيد من الناس ، وسمعته يقول : السخاء شجرة في الجنة من تعلق بغصن من أغصانها دخل الجنة (٢).

٨ ـ ن : أبي عن علي بن إبراهيم ، عن ياسر الخادم ، عن الرضا عليه‌السلام : قال : السخي يأكل من طعام الناس ليأكلوا من طعامه ، والبخيل لايأكل من طعام الناس لئلا يأكلوا من طعامه (٣).

٩ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن جعفربن محمد بن جعفر الحسيني ، عن أيوب بن محمدبن فروخ ، عن سعيد بن مسلمة ، عن جعفربن محمد ، عن آبائه صلوات الله عليهم قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن السخاء شجرة من أشجار الجنة لها أغصان متدلية في الدنيا ، [ فمن كان سخيا تعلق بغصن من أغصانها فساقه ذلك الغصن إلى الجنة والبخل شجرة من أشجار النار لها أغصان متدلية في الدنيا ] (٤).

فمن كان بخيلا تعلق بغصن من أغصانها فساقه ذلك الغصن إلى النار قال أبوالمفضل : قال لنا أبوعبدالله الحسين : فحدثني شيخ من أهلنا عن أبيه عن جعفربن محمد بحديثه هذا حديث السخا والبخل ، قال : فقال أبوعبدالله عليه‌السلام : ليس السخي المبذر الذي ينفق ماله في غير حقه ، ولكنه الذي يؤدي إلى الله عزوجل مافرض عليه في ماله من الزكاة وغيرها ، والبخيل الذي لايؤدي

___________________

(١) عيون الاخبار ج ١ ص ٢٧٧.

(٢) عيون الاخبار ج ٢ ص ١٢.

(٣) المصدر نفسه (٤) مابين العلامتين ساقط من الاصل.

٣٥٢

حق الله عزوجل في ماله (١).

١٠ ـ مع : أبي ، عن سعد ، عن أحمدبن محمد ، عن ابن محبوب ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قلت له : ماحد السخاء؟ قال : تخرج من مالك الحق الذي أوجبه الله عليك ، فتضعه في موضعه (٢).

مع : ابن الوليد ، عن الصفا ر ، عن البرقي ، عن ابن فضال ، عن علي بن عقبة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام مثله (٣).

١١ ـ مع : أبي ، عن علي ، عن أبيه ، عن حماد ، عن حريز ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : السخي الكريم الذي ينفق ماله في حق (٤).

١٢ ـ مع : ابن المتوكل ، عن السعد آبادي ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن أحمدبن النضر ، عن علي بن عوف الازدي قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : السخاء أن تسخو نفس العبد عن الحرام أن تطلبه ، فاذا ظفر بالحلال طابت نفسه أن ينفقه في طاعة الله عزوجل (٥).

١٣ ـ مع : ابن المتوكل ، عن السعد آبادي ، عن البرقي ، عن ابن فضال ، عن رجل ، عن حفص بن غياث ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : السخاء شجرة أصلها في الجنة وهي مطلة على الدنيا ، من تعلق بغصن منها اجتره إلى الجنة (٦).

١٤ ـ مع : أبي ، عن سعد ، عن البرقي رفعه عن ابن طريف ، عن ابن نباته عن الحارث الاعور قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام للحسن : يابني ما السماحة؟ قال : البذل في العسر واليسر (٧).

أقول : روى في الكتاب المذكور باسناد آخر أنه قال أميرالمؤمنين عليه‌السلام للحسن : ما السماحة؟ قال إجابة السائل وبذل النائل.

___________________

(١) أمالى الطوسى ج ٢ ص ٨٩.

(٢) معانى الاخبار : ٢٥٥.

(٣ ـ ٧) معانى الاخبار : ٢٥٦.

٣٥٣

١٥ ـ سن : أبي ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : ثلاث من أبواب البر : سخاء النفس ، وطيب الكلام ، والصبر على الاذى (١).

١٦ ـ ختص (٢) ضا : أروي عن العالم عليه‌السلام أنه قال : السخاء شجرة في الجنة أغصانها في الدنيا فمن تعلق بغصن منها أدته إلى الجنة ، والبخل شجرة في النار أغصانها في الدنيا فمن تعلق بغصن من أغصانها أدته إلى النار ، أعاذنا الله وإياكم من النار (٣).

ونروي أن رسول الله (ص) قال لعدي بن حاتم طيئ : دفع عن أبيك العذاب الشديد لسخاء نفسه.

وروي أن جماعة من الاسارى جاؤابهم إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فأمر أمير المؤمنين عليه‌السلام بضرب أعناقهم ثم أمره بافراد واحد لايقتله ، فقال الرجل : لم أفردتني من أصحابي والجناية واحدة؟ فقال له : إن الله تبارك وتعالى أوحى إلي أنك سخي قومك

___________________

(١) المحاسن : ٦.

(٢) الاختصاص : ٢٥٣ ، ويظهر من هذا التوافق بين كتاب الاختصاص وبين كتاب التكليف لابن ابى العزاقر الشلمغانى المعروف بفقه الرضا عليه‌السلام ـ كماعرفت في ج ٥١ ص ٣٧٥ من هذه الطبعة ـ أن مؤلف كتاب الاختصاص اعتمد على كتاب التكليف وأخذ عنه كما أخذ عنه ابن أبى جمهور في كتابه غوالى اللئالى عارفا بنسبة كتاب التكليف إلى مؤلفه.

ويستظهر من هذا التوافق بين العبارتين أن مؤلف كتاب الاختصاص ألف كتابه و جمعه من مطاوى كتب المحدثين تارة مع السند ، وتارة بلاسند ، كماحذى حذوه مؤلف كتاب جامع الاخبار الذى نسب إلى الصدوق رحمه‌الله فمن البعيد جدا أن يأخذ الشيخ المفيد عن الشلمغانى رواياته هذه وكلها مرسلة ـ بلفظه ونصه وكيف كان هذا التوافق بين العبارتين ممايوهن نسبة كتاب الاختصاص إلى الشيخ المفيد قدس‌سره.

٣٥٤

ولا أقتلك ، فقال الرجل : فاني أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك محمد رسول الله (ص) قال فقاده سخاؤه إلى الجنة.

وروي : الشاب السخي المعترف للذنوب أحب إلى الله من الشيخ العابد البخيل.

وروي ماشئ يتقرب به إلى الله عزوجل من إطعام الطعام وإراقة الدماء.

وروي أطيلوا الجلوس عند الموائد ، فانها أوقات لاتحسب من أعماركم.

وروي لوعملت طعاما بمائة ألف درهم ثم أكل منه مؤمن واحد لم تعد مسرفا.

وروي عن العالم عليه‌السلام أنه قال : أطعموا الطعام ، وأفشوا السلام ، وصلوا والناس نيام ، وادخلوا الجنة بسلام.

وأروي إياك والسخي فان الله عزوجل يأخذبيده.

وروي أن الله تبارك وتعالى يأخذ بناصية السخي إذا اعثر.

١٧ ـ مص : قال الصادق عليه‌السلام : السخاء من أخلاق الانبياء وهوعماد الايمان ولايكون مؤمن إلا سخيا ، ولايكون سخيا إلا ذويقين وهمة عالية ، لان السخاء شعاع نور اليقين ، ومن عرف ماقصد ، هان عليه مابذل.

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : وماجبل ولي الله إلا على السخاء ، والسخاء مايقع على كل محبوب أقله الدنيا ، ومن علامة السخاء أن لايبالي من [ أصحاب ] خ أكل الدنيا ومن ملكها مؤمنا أو كافرا ، وعاصيا أو مطيعا ، شريفا أو وضيعا ، يطعم غيره ويجوع ويكسو غيره ويعرى ، ويعطي غيره ويمتنع من قبول عطاء غيره ، ويمن بذلك ولا يمتن ، ولوملك الدنيا بأجمعها لم يرنفسه فيها إلا أجنبيا ، ولوبذلها في ذات الله عزوجل في ساعة واحدة مامل.

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : السخي قريب من الله قريب من الناس ، قريب من الجنة بعيد من النار ، والبخيل بعيد من الله ، بعيد من الناس ، بعيد من الجنة ، قريب من النار ولايسمى سخيا إلا الباذل في طاعة الله ولوجهه ، ولوبرغيف أو شربة ماء.

قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : السخي بماملك وأراد به وجه الله وأما السخي في معصية الله

٣٥٥

فحمال سخط الله وغضبه ، وهوأبخل الناس على نفسه ، فكيف لغيره ، حيث اتبع هواه ، وخالف أمر الله ، قال الله عزوجل : « وليحملن أثقالهم [ وأثقالا مع أثقالهم ] » (١).

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : يقول ابن آدم : ملكي ملكي ، ومالي مالى ، يامسكين أين كنت حيث كان الملك ولم تكن ، وهل لك إلا ما أكلت فأفنيت أولبست فأبليت أوتصدقت فأبقيت إما مرحوم به وإما معاقب عليه ، فاعقل أن لايكون مال غيرك أحب إليك من مالك ، فقد قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : ماقدمت فهو للمالكين ، وما أخرت فهو للوارثين ، ومامعك فمالك عليه سبيل سوى الغرور به ، كم تسعى في طلب الدنيا؟ وكم تدعي؟ أفتريد أن تفقرنفسك وتغني غيرك (٢).

١٨ ـ جع : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الجنة دار الاسخياء.

وقال الصادق عليه‌السلام : السخي الكريم الذي ينفق ماله في حق.

روي عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : لجاهل سخي أفضل من سائح بخيل (٣).

وفي حديث آخر عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لشاب مرهق في الذنوب سخي أحب إلى الله من شيخ عابد بخيل.

الحسن بن علي الوشاء قال : سمعت أبا الحسن الرضا عليه‌السلام يقول : السخي قريب من الله ، قريب من الجنة ، قريب من الناس ، بعيد من النار ، والبخيل بعيد من الله ، بعيد من الجنة ، بعيد من الناس ، قريب من النار.

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : الرجال أربعة : سخي وكريم وبخيل ولئيم ، فالسخي

___________________

(١) العنكبوت : ١٣.

(٢) مصباح الشريعة : ٣٤ و ٣٥.

(٣) السائح : الصائم العابد ، والمراد بالجاهل : غير العاقل الذى يجهل في فعاله ويعمل من غير تدبر وترو ، لا الجاهل في مقابلة العالم ، وفى الاصل وهكذا نسخة الكمبانى « تاسخ » وفى نسخة المصدر المطبوع « شيخ » وكلها تصحيف وسيجئ عن الدرة الباهرة : « ناسك » وهوقريب المعنى من السائح.

٣٥٦

الذي يأكل ويعطي والكريم الذي لايأكل ويعطي والبخيل الذي يأكل ولايعطي واللئيم الذي لايأكل ولايعطي (١).

١٩ ـ ين : محمدبن الفضيل ، عن زرارة قال : سمعت أباعبدالله عليه‌السلام يقول : إن الله ارتضى الاسلام لنفسه دينا فأحسنوا صحبته بالسخاء وحسن الخلق.

٢٠ ـ ما : باسناده عن موسى بن بكر ، عن العبد الصالح عليه‌السلام عن أبي ذر رضي‌الله‌عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من صدق بالخلف جاد بالعطية.

٢١ ـ الدرة الباهرة : قال الحسين بن علي عليه‌السلام : من قبل عطاءك ، فقد أعانك على الكرم.

قال عليه‌السلام : مالك إن لم يكن لك كنت له ، فلاتبق عليه ، فانه لايبقي عليك ، وكله قبل أن يأكلك.

وقال الصادق عليه‌السلام : جاهل سخي أفضل من ناسك بخيل.

قال عليه‌السلام : السخاء ماكان ابتداء ، فأما ماكان من مسألة فحياء وتذمم وقال عليه‌السلام : الكرم أعطف من الرحم.

٢٢ ـ كتاب الامامة والتبصرة : عن القاسم بن علي العلوي ، عن محمدبن أبي عبدالله ، عن سهل بن زياد ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن جعفربن محمد ، عن أبيه عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : طعام السخي دواء ، وطعام الشحيح داء.

___________________

(١) جامع الاخبار ص ١٣١.

٣٥٧

(٨٨)

* ( باب ) *

* « (من ملك نفسه عند الرغبة والرهبة والرضا والغضب والشهوة) » *

١ ـ لى : ابن ناتانه ، عن علي ، عن أبيه ، عن الحسن بن علي بن فضال عن غالب بن عثمان ، عن شعيب العقر قوفي ، عن الصادق جعفربن محمد عليهما‌السلام قال : من ملك نفسه إذا رغب وإذا رهب ، وإذا اشتهى ، وإذا غضب وإذا رضي ، حرم الله جسده على النار (١).

٢ ـ ل : ماجيلويه ، عن عمه ، عن هارون ، عن ابن صدقة ، عن جعفر ابن محمد ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما أنفق مؤمن نفقة هي أحب إلى الله عزوجل من قول الحق في الرضا والغضب (٢).

اقول : قدمضى كثير من الاخبار في هذا المعنى في باب جوامع المكارم وبعضها في باب الخوف.

٣ ـ ل : ابن المتوكل ، عن الحميري ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن أبي أيوب ، عن أبي عبيدة الحذاء ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إنما المؤمن الذي إذا رضي لم يدخله رضاه في إثم ولاباطل ، وإذا سخط لم يخرجه سخطه من قول الحق ، والمؤمن الذي إذا قدر لم تخرجه قدرته إلى التعدي وإلى ماليس له بحق (٣).

٤ ـ ل : أبي ، عن محمدبن أحمد بن علي بن الصلت ، عن البرقي ، عن الحسن ابن علي بن فضال ، عن ابن حميد ، عن الثمالي ، عن عبدالله بن الحسن ، عن امه

___________________

(١) أمالى الصدوق : ١٩٨.

(٢) الخصال ج ١ ص ٣٢.

(٣) الخصال ج ١ ص ٥٢.

٣٥٨

فاطمة بنت الحسين بن علي ، عن أبيه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ثلاث خصال من كن فيه استكمل خصال الايمان : الذي إذا رضي لم يدخله رضاه في إثم ولا باطل ، وإذا غضب لم يخرجه الغضب من الحق ، وإذا قدر لم يتعاط ماليس له (١).

٥ ـ ل : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن صفوان ، عن عبدالله سنان قال : ذكر رجل المؤمن عند أبي عبدالله فقال عليه‌السلام : إنما المؤمن الذي إذا سخط لم يخرجه سخطه من الحق ، والمؤمن إذا رضي لم يدخله رضاه في باطل ، والمؤمن الذي إذا قدر لم يتعاط ماليس له (٢).

٥ ـ ل : الطالقاني ، عن محمدبن جرير الطبري ، عن أبي صالح الكناني عن يحيى بن عبدالحميد ، عن شريك ، عن هشام بن معاذ ، عن الباقر عليه‌السلام قال : ثلاث من كن فيه استكمل الايمان بالله : من إذا رضي لم يدخله رضاه في الباطل ، و إذا غضب لم يخرجه غضبه من الحق ، ومن إذا قدر لم يتناول ماليس له الخبر (٣).

٧ ـ ثو : العطار ، عن سعد ، عن محمدبن عيسى ، عن ابن فضال ، عن غالب ابن عثمان ، عن شعيب ، عن رجل ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من ملك نفسه إذا رغب وإذا رهب وإذا اشتهى وإذاغضب حرم الله جسده على النار (٤).

___________________

(١ و ٢) الخصال ج ١ ص ٥٢.

(٣) الخصال ج ١ ص ٥١.

(٤) ثواب الاعمال ص ١٤٥.

٣٥٩

(٨٩)

* ( باب ) *

* « (انه ينبغى ان لايخاف في الله لومة لائم وترك المداهنة في الدين) » *

الايات ، المائدة : يجاهدون في سبيل الله ولايخافون لومة لائم (١).

القلم : فلاتطلع المكذبين * ودو الوتدهن فيدهنون (٢).

١ ـ ل : في وصايا أبي ذر رحمة الله عليه قال : أوصاني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أن لا أخاف في الله لومة لائم (٣).

وفي خبر آخر عنه رحمة الله عليه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لاتخف في الله لومة لائم (٤).

وسيأتي بأسانيده في أبواب المواعظ (٥).

٢ ـ ما : فيما كتب أمير المؤمنين عليه‌السلام لمحمد بن أبي بكر : اوصيك بسبع هن جوامع الاسلام : تخشى الله عزوجل ، ولاتخشى الناس في الله ، إلى أن قال : ولاتخف في الله لومة لائم (٦).

٣ ـ ما : باسناد المجاشعي ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : لاتأخذكم في الله لومة لائم ، يكفكم الله من أرادكم وبغى عليكم.

___________________

(١) المائدة : ٥٤.

(٢) القلم : ٨ و ٩ :

(٣) الخصال ج ٢ ص ١٠٥.

(٤) الخصال ج ٢ ص ٤ في حديثين.

(٥) راجع ج ٧٧ ـ ص ٧٠ ـ ٩١ من هذه الطبعة الحديثة.

(٦) أمالى الطوسى ج ١ ص ٣٠.

٣٦٠