بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٣٧
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

(٧٥)

* ( باب ) *

* (ثواب تمنى الخيرات ومن سن سنة عدل على نفسه ، ولزوم الرضا بمافعله الانبياء والائمة عليهم‌السلام) *

أقول : قد مضى في باب تضاعف الحسنات مايشيد بنيان هذا الباب.

١ ـ ل ، ابن المتوكل ، عن محمد العطار ، عن الحسين بن إسحاق التاجر عن علي بن مهزيار ، عن فضالة ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، عن آبائه عن علي عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من تمنى شيئا وهولله عزوجل رضا لم يخرج من الدنيا حتى يعطاه (١).

لى : ابن إدريس ، عن الحسين بن إسحاق مثله (٢).

٢ ـ سن : أبي ، عن الحسن بن علي بن يقطين ، عن سعدان بن مسلم ، عن إسحاق ابن عمار ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : مامن مؤمن سن على نفسه سنة حسنة أو شيئا من الخير ثم حال بينه وبين ذلك حائل إلا كتب الله له ما أجرى على نفسه أيام الدنيا (٣).

٣ ـ سن : ابن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن العبد المؤمن الفقير ليقول يارب ارزقني حتى أفعل كذا وكذا من البر ووجوه الخير ، فاذا علم الله ذلك منه بصدق نيته كتب الله له من الاجر مثل مايكتب له لوعمله ، إن الله واسع كريم (٤).

___________________

(١) الخصال ج ١ ص ٦.

(٢) أمالى الصدوق ٣٤٥.

(٣) المحاسن : ٢٨.

(٤) المحاسن : ٢٦١.

٢٦١

٤ ـ سن : محمدبن الحسن بن شمون ، عن عبدالله بن حماد الانصاري ، عن الصباح المزني ، عن الحارث بن حصيرة ، عن الحكم بن عيينة قال : لماقتل أمير ـ المؤمنين عليه‌السلام الخوارج يوم النهروان قام إليه رجل فقال : يا أميرالمؤمنين [ طوبى لنا إذشهدنا ، معك هذا الموقف ، وقتلنا معك هؤلاء الخوارج فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام ] (١) والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ، لقدشهدنا في هذا الموقف اناس لم يخلق الله آباءهم ولا أجدادهم بعد ، فقال الرجل : وكيف يشهدنا قوم لم يخلقوا؟ قال : بلى قوم يكونون في آخر الزمان يشركوننا فيمانحن فيه ، ويسلمون لنا ، فاولئك شركاؤنا فيماكنا فيه حقا حقا (٢).

٥ ـ سن : محمدبن سلمة رفعه قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : إنما يجمع الناس الرضا والسخط ، فمن رضي أمرا فقد دخل فيه ومن سخطه فقد خرج منه (٣).

٦ ـ سن : ابن بزيع ، عن جعفر بن بشير ، عن عبدالكريم بن عمرو الخثعمي عن سليمان بن خالد ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : لوأن أهل السماوات والارض لم يحبوا أن يكونوا شهدوا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لكانوا من أهل النار (٤).

___________________

(١) مابين العلامتين زيادة من المصدر.

(٢ ـ ٤) المحاسن : ٢٦٢.

٢٦٢

(٧٦)

* ( باب ) *

* ( الاستعداد للموت ) *

١ ـ لى (١) ن : المفسر ، عن أحمدبن الحسن الحسيني ، عن أبي محمد العسكري عن آبائه عليهم‌السلام قال : قيل لامير المؤمنين عليه‌السلام ما الاستعداد للموت؟ قال : أداء الفرائض ، واجتناب المحارم ، والاشتمال على المكارم ، ثم لايبالي أوقع على الموت أم وقع الموت عليه ، والله مايبالي ابن أبي طالب أوقع على الموت أم وقع الموت عليه (٢).

٢ ـ لى : في خطبة الوسيلة عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه : لاغائب أقرب من الموت ، أيها الناس إنه من مشى على وجه الارض فانه يصير إلى بطنها ، والليل والنهار مسرعان في هدم الاعمار ، ولكل ذي رمق قوت ، ولكل حبة آكل وأنت قوت الموت ، وإن من عرف الايام لم يغفل عن الاستعداد لن ينجو من الموت غني بماله ، ولافقير لاقلاله (٣).

٣ ـ لى : أبي ، عن سعد ، عن ابن هاشم ، عن ابن أبي نجران ، عن ابن حميد ، عن ابن قيس ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : كان أمير المؤمنين عليه‌السلام بالكوفة إذا صلى العشاء الاخرة ينادي الناس ثلاث مرات حتى يسمع أهل المسجد :

أيها الناس تجهزوا رحمكم الله فقد نودي فيكم بالرحيل ، فما التعرج على الدنيا بعد نداء فيها بالرحيل ، تجهزوا رحمكم الله وانتقلوا بأفضل مابحضرتكم من الزاد ، وهوالتقوى ، واعلموا أن طريقكم إلى المعاد ، وممركم على الصراط والهول الاعظم أمامكم ، وعلى طريقكم عقبة كؤد ، ومنازل مهولة مخوفة ، لابد

___________________

(١) أمالى الصدوق : ٦٧.

(٢) عيون الاخبار ج ١ ص ٢٩٧.

(٣) أمالى الصدوق : ١٩٣.

٢٦٣

لكم من الممر عليها ، والوقوف بها ، فإما برحمة من الله فنجاة من هولها ، وعظم خطرها ، وفظاعة منظرها ، وشدة مختبرها ، وإما بهلكة ليس بعدها انجبار (١).

٤ ـ ما : فيما كتب أمير المؤمنين عليه‌السلام إلى أهل مصر : عبادالله إن الموت ليس منه فوت ، فاحذروا قبل وقوعه ، وأعدواله عدته ، فانكم طرد الموت إن أقمتم له أخذكم ، وإن فررتم منه أدرككم ، وهوألزم لكم من ظلكم ، الموت معقود بنواصيكم ، والدنيا تطوى خلفكم ، فأكثروا ذكر الموت عند ماتنازعكم إليه أنفسكم من الشهوات ، وكفى بالموت واعظا.

وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كثيرا مايوصي أصحابه بذكر الموت ، فيقول : أكثروا ذكر الموت ، فانه هادم اللذات ، حايل بينكم وبين الشهوات (٢).

٥ ـ ما : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : الموت طالب ومطلوب ، لايعجزه المقيم ولايفوته الهارب ، فقدموا ولاتتكلوا ، فانه ليس عن الموت محيص ، إنكم إن لم تقتلوا تموتوا ، والذي نفس علي بيده لالف ضربة بالسيف على الرأس أهون من موت على فراش (٣).

٦ ـ ما : ومن كلامه عليه‌السلام أيها الناس أصبحتم أغراضا ، تنتضل فيكم المنايا (٤) وأموالكم نهب للمصائب ، ماطعمتم في الدنيا من طعام فلكم فيه غصص وما شربتموه من شراب فلكم فيه شرق (٥) وأشهد بالله ماتنالون من الدنيا نعمة تفرحون بها إلا بفراق اخرى تكرهونها ، أيها الناس وإنا خلقنا وإياكم

___________________

(١) أمالى الصدوق : ٢٩٨.

(٢) أمالى الطوسى ج ١ ص ٢٧.

(٣) أمالى الطوسى ج ١ ص ٢٢٠.

(٤) الاغراض جمع غرض ـ بالتحريك ـ وهوما ينصب هدفا للترامى ، ومعنى تنتضل فيه : أى تترامى اليه والمنايا جمع منية وهوالموت ووجه التشبيه ظاهر.

(٥) الشرق : انعقاد الماء ووقوفه في الحلق ، والغصص في مقابله وهوانعقاد اللقمة المأكولة ووقوفها في الحلق.

٢٦٤

للبقاء لاللفناء ، ولكنكم من دار [ إلى دار ] تنقلون ، فتزودوا لما أنتم صائرون إليه وخالدون فيه والسلام (١).

٧ ـ لى : ابن المتوكل ، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عمن سمع الصادق قال : كان عليه‌السلام يقول :

اعمل على مهل ، فانك ميت

واختر لنفسك أيها الانسان

فكأنما قدكان لم يك إذمضى

وكأنما هوكائن قد كان (٢)

٨ ـ مص : قال الصادق عليه‌السلام : لولم يكن للحساب مهولة إلا حياء العرض على الله عزوجل ، وفضيحة هتك الستر على المخفيات ، لحق للمرء ألا يهبط من رؤس الجبال ، ولايأوي إلى عمران ، ولايأكل ، ولايشرب ، ولاينام إلاعن اضطرار متصل بالتلف ، ومثل ذلك يفعل من يرى القيامة بأهوالها ، وشدائد ها قائمة في كل نفس ويعاين بالقلب الوقوف بين يدي الجبار ، حينئذ يأخذ نفسه بالمحاسبة كأنه إلى عرصاتها مدعو ، وفي غمراتها مسؤل ، قال الله عزوجل « وإن كان مثقال حبة من خردل أتينابها وكفى بناحاسبين » (٣).

وقال بعض الائمة : حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وزنوا أعمالكم بميزان الحياء قبل أن توزنوا (٤).

وقال أبوذر رحمة الله عليه : ذكر الجنة موت ، وذكر النار موت ، فواعجبا لنفس تحيى بين موتين.

___________________

(١) أمالى الطوسى ج ١ ص ٢٢٠ ، وترى هذا الكلام في نهج البلاغة مع اختلاف تارة في قسم الخطب تحت الرقم ١٤٣ ، وتارة في قسم الحكم تحت الرقم ١٩١ ، اكثر خطبه وكلماته عليه‌السلام في الاستعداد للموت.

(٢) أمالى الصدوق : ٢٩٣.

(٣) الانبياء : ٤٧.

(٤) رواه في كتاب محاسبة النفس عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله ، كما مرفى ج ٧٠ ص ٧٣.

٢٦٥

وروي أن يحيى بن زكريا عليه‌السلام كان يفكر في طول الليل في أمر الجنة والنار ، فيسهر ليله ولايأخذه نوم ، ثم يقول عند الصباح : اللهم أين المفر وأين المستقر اللهم إلا إليك (١).

٩ ـ ضه : قال سلمان رضي‌الله‌عنه عجبت لست : ثلاث أضحكتني وثلاث أبكتني : فأما التي أبكتني ففراق الاحبة محمد وحزبه ، وهول المطلع ، والوقوف بين يدي الله عزوجل ، وأما الذي أضحكتني فطالب الدنيا والموت يطلبه ، وغافل ليس بمغفول عنه ، وضاحك ملء فيه لايدري أرضي الله أم سخط.

١٠ ـ ين : فضالة ، عن سعدان الواسطي ، عن عجلان أي صالح قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : ياباصالح إذا حملت جنازة فكن كأنك أنت المحمول ، أوكأنك سألت ربك الرجوع إلى الدنيا لتعمل ، فانظر ماتستأنف ، قال : ثم قال : عجبا حبس أولهم على آخرهم ، ثم نادى منادفيهم بالرحيل وهم يلعبون.

١١ ـ ين : ابن أبي عمير ، عن الحكم بن أيمن ، عن داود الابزاري ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : ينادي مناد كل يوم : ابن آدم لد للموت واجمع للفناء ، وابن للخراب.

١٢ ـ ين : ابن أبي عمير ، عن أبي أيوب ، عن أبي عبيدة قال : قلت لابي جعفر عليه‌السلام : جعلت فداك حدثني بما أنتفع به ، فقال : ياباعبيدة أكثر ذكر الموت ، فما أكثر ذكر الموت إنسان إلا زهد في الدنيا.

١٣ ـ ين : علي بن النعمان ، عن ابن مسكان ، عن داودبن أبي يزيد ، عن أبي شيبة الزهري ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الموت الموت جاء الموت بمافيه ، جاء بالروح والراحة ، والكرة المباركة إلى جنة عالية لاهل دار الخلود الذين كان لها سعيهم ، وفيها رغبتهم.

وقال : إذا استحقت ولاية الشيطان والشقاوة جاء الامل بين العينين ، وذهب الاجل وراء الظهر.

___________________

(١) مصباح الشريعة : ٥٨.

٢٦٦

قال : وقال سئل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أي المؤمنين أكيس؟ قال : أكثرهم ذكر اللموت ، وأشدهم له استعدادا.

١٤ ـ ين : ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : جاء جبرئيل عليه‌السلام إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يامحمد عش ماشئت فانك ميت ، واحبب من شئت فانك مفارقه ، واعمل ماشئت فانك ملاقيه.

قال ابن أبي عمير : وزاد فيه ابن سنان : يامحمد شرف المؤمن صلاته بالليل وعزه كفه الاذى عن الناس.

١٥ ـ ين : فضالة ، عن إسماعيل ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام عن أبيه قال : كان عيسى بن مريم عليه‌السلام يقول : هول لاتدري متى يلقاك ، مايمنعك أن تستعد له قبل أن يفجأك.

١٦ ـ نهج : قال عليه‌السلام : من أكثر من ذكر الموت رضي من الدنيا باليسير (١).

١٧ ـ دعوات الراوندى : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام في قوله تعالى : « ولاتنس نصيبك من الدنيا » (٢) أي لاتنس صحتك وقوتك ، وفراغك وشبابك ، ونشاطك وغناك أن تطلب به الاخرة.

وقيل لزين العابدين عليه‌السلام ماخير مايموت عليه العبد؟ قال : أن يكون قدفرغ من أبنيته ودوره وقصور ، قيل : وكيف ذلك؟ قال : أن يكون من ذنوبه تائبا وعلى الخيرات مقيما ، يرد على الله حبيبا كريما.

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من مات ولم يترك درهما ولادينارا لم يدخل الجنة أغنى منه.

وقال أبوعبدالله عليه‌السلام : إذا أويت إلى فراشك فانظر ماسلكت في بطنك وماكسبت في يومك ، واذكر أنك ميت ، وأن لك معادا.

___________________

(١) نهج البلاغة ج ٢ ص ٢٢٧.

(٢) القصص : ٧٧.

٢٦٧

(٧٧)

* ( باب ) *

* ( العفاف وعفة البطن والفرج ) *

الايات : الاحزاب : الحافظين فروجهم والحافظات (١).

المعارج : والذينهم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ماملكتأيمانهم فانهم غير ملومين * فمن ابتغى ورآء ذلك فاولئك هم العادون (٢).

١ ـ كا : عن علي ، عن أبيه ، عن حمادبن عيسى ، عن حريز ، عن زرارة عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : ماعبدالله بشئ أفضل من عفة بطن وفرج (٣).

بيان : العفة في الاصل الكف قال في القاموس : عف عفا وعفافا وعفافة بفتحهن وعفة بالكسر ، فهوعف وعفيف كف عما لايحل ولايجمل كاستعف وتعفف (١) وقال الراغب : العفة حصول حالة للنفس تمتنع بها عن غلبة الشهوة والمتعفف المتعاطي لذلك بضرب من الممارسة والقهر ، وأصله الاقتصار على تناول الشئ القليل الجاري مجري العفافة والعفة أي البقية من الشئ أو مجرى العفعف ، وهو ثمر الاراك والاستعفاف طلب العفة انتهى (٥) وتطلق في الاخبار غالبا على عفة البطن والفرج وكفهما عن مشتهياتهما المحرمة ، بل المشتبهة والمكروهة أيضا ، من المأكولات والمشروبات والمنكوحات ، بل من مقدماتهما من تحصيل الاموال المحرمة لذلك ومن القبلة واللمس والنظر إلى المحرم ، ويدل على أن ترك المحرمات من العبادات

___________________

(١) الاحزاب : ٣٥.

(٢) المعارج : ٢٩ ـ ٣١.

(٣) الكافى ج ٢ ص ٧٩.

(٤) القاموس ج ٣ ص ١٧٧.

(٥) مفردات الراغب : ٣٣٩.

٢٦٨

وكونهما من أفضل العبادات ، وكون العفتين من أفضل العبادات لكونهما أشقهما.

٢ ـ كا : عن محمدبن يحيى ، عن أحمدبن محمد ، عن محمدبن إسماعيل ، عن حنان بن سدير ، عن أبيه قال : قال أبوجعفر عليه‌السلام : إن أفضل العبادة عفة البطن والفرج (١).

٣ ـ كا : عن العدة ، عن سهل بن زياد ، عن جعفر بن محمد الاشعري ، عن عبدالله بن ميمون القداح ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه يقول : أفضل العبادة العفاف (٢).

بيان : يمكن حمل العفاف هنا على مايشمل ترك جميع المحرمات.

٤ ـ كا : عن العدة ، عن أحمدبن أبي عبدالله ، عن أبيه ، عن النضربن سويد عن يحيى بن عمران الحلبي ، عن معلى أبي عثمان ، عن أبي بصير قال : قال رجل لابي جعفر عليه‌السلام : إني ضعيف العمل قليل الصيام ، ولكني أرجو أن لا آكل إلا حلالا ، قال : فقال له : وأي الاجتهاد أفضل من عفة بطن وفرج (٣).

بيان : الاجتهاد بذل الوسع في طلب الامر والمراد هنا المبالغة في الطاعة.

٥ ـ كا : عن علي ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أكثر ماتلج به امتي النار الاجوفان : البطن والفرج.

وباسناده المتقدم وقال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ثلاث أخافهن بعدي على امتي الضلالة بعد المعرفة ، ومضلات الفتن ، وشهوة البطن والفرج (٤).

بيان : ماتلج أي تدخل وفي النهاية الاجوف الذي له جوف ، ومنه الحديث أن لا تنسوا الجوف ، وماوعا ، أي مايدخل إليه من الطعام والشراب ويجمع فيه ، وقيل أراد بالجوف القلب وماوعى وحفظ من معرفة الله تعالى ، وقيل : أراد بالجوف البطن والفرج معاومنه الحديث إن أخوف ما أخاف عليكم الاجوفان.

___________________

(١ ـ ٤) الكافى ج ٢ ص ٧٩.

٢٦٩

« وباسناده » الضمير لعلي أو للسكوني ، وعلى التقديرين المراد بالاسناد الاسناد السابق ، وقيل : ليس هذا في نسخة الشهيد الثاني ره.

وأقول : قد وقعت الامة في كل ماخاف صلى‌الله‌عليه‌وآله عليهم إلا من عصمه الله وهم قليل من الامة.

٦ ـ كا : عن أبي علي الاشعري ، عن محمدبن عبدالجبار ، عن بعض أصحابه عن ميمون القداح قال : سمعت أباجعفر عليه‌السلام يقول : مامن عبادة أفضل من عفة بطن وفرج (١).

٧ ـ كا : عن محمدبن يحيى ، عن أحمدبن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن سيف بن عميرة ، عن منصوربن حازم ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : مامن عبادة أفضل عندالله من عفة بطن وفرج (٢).

٨ ـ ما : المفيد ، عن الجعابي ، عن الفضل بن حباب ، عن عبدالواحد بن سليمان ، عن أبيه ، عن الاجلح الكندي ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله يحب الحيي المتعفف ، ويبغض البذي السائل الملحف (٣).

٩ ـ ل : أبي ، عن سعد ، عن أيوب بن نوح ، عن ابن أبي عمير ، عن سعدبن أبي خلف ، عن نجم ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال لي : يانجم كلكم في الجنة معنا إلا أنه ما أقبح بالرجل منكم أن يدخل الجنة قدهتك وبدت عورته ، قال : قلت له : جعلت فداك وإن ذلك لكائن؟ قال : نعم إن لم يحفظ فرجه وبطنه (٤).

١٠ ـ ل : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن عبدالجبار ، عن ابن أبي نجران عن ابن رباط ، عن الحضرمي ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : بروا آباءكم يبركم أبناؤكم ، وعفوا عن نساء الناس تعف نساؤكم (٥).

___________________

(١ ـ ٢) الكافى ج ٢ ص ٨٠.

(٣) أمالى الطوسى ج ١ ص ٣٧.

(٤) الخصال ج ١ ص ١٥.

(٥) الخصال ج ١ ص ٢٩.

٢٧٠

١١ ـ ب : محمدبن عيسى ، عن القداح ، عن جعفر ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : استحيوا من الله حق الحيا ، قالوا ومانفعل يارسول الله؟ قال : فان كنتم فاعلين فلا يبيتن أحدكم إلا وأجله بين عينيه ، وليحفظ الرأس وما وعا ، والبطن وماحوى ، وليذكر القبر والبلى ، ومن أراد الاخرة فليدع زينة الحياة الدنيا (١).

١٢ ـ لى : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن هاشم ، عن القداح مثله (٢).

١٣ ـ ل : الخليل بن أحمد ، عن معاذ ، عن الحسين المروزي ، عن محمدبن عبيد ، عن داود الاودي ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : إن أول مايدخل النار من امتي الاجوفان ، قالوا : يارسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وما الاجوفان؟ قال : الفرج والفم ، وأكثر مايدخل به الجنة تقوى الله وحسن الخلق (٣).

اقول : قد مضى بعض الاخبار في باب صفات الشيعة.

١٤ ـ ل : الفامي ، عن محمدبن جعفر ، عن الصفار ، عن ابن هاشم ، عن الحسن بن أبي الحسين ، عن عبدالله بن الحسين بن زيد بن علي ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من سلم من امتي أربع خصال فله الجنة : من الدخول في الدنيا ، واتباع الهوى ، وشهوة البطن ، وشهوة الفرج (٤).

١٥ ـ فس : في رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : في قوله تعالى « يابني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم وريشا » (٥) فأما اللباس فالثياب التي يلبسون ، وأما الرياش فالمتاع والمال ، وأما لباس التقوى

___________________

(١) قرب الاسناد ص ١٣ في ط وص ١٨ في ط.

(٢) أمالى الصدوق ٣٦٦.

(٣) الخصال ج ١ ص ٣٩.

(٤) الخصال ج ١ ص ١٠٦.

(٥) الاعراف : ٢٦.

٢٧١

فالعفاف ، إن العفيف لاتبدوله عورة ، وإن كان عاريا من الثياب ، والفاجر بادي العورة وإن كان كاسيا من الثياب ، يقول الله « ولباس التقوى ذلك خير » يقول العفاف خير « ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون » (١).

١٦ ـ ن : بالاسانيد الثلاثة عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ثلاث أخافهن على امتي من بعدى : الضلالة بعد المعرفة ، ومضلاة الفتن ، وشهوة البطن والفرج (٢).

صح : عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام مثله (٣).

١٧ ـ ن : بهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أول من يدخل الجنة شهيد وعبد مملوك أحسن عبادة ربه ونصح لسيده ، ورجل عفيف متعفف ذوعبادة (٤).

صح : عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام مثله (٥).

ما : المفيد ، عن عمربن محمد الصيرفي ، عن علي بن مهرويه ، عن داود بن سليمان ، عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام مثله (٦).

أقول : قد مضى بعض الاخبار في باب الورع وفي باب المكارم.

١٨ ـ مع : علي بن عبدالله المذكر ، عن علي بن أحمد الطبري ، عن الحسن ابن علي بن زكريا ، عن خراش مولى أنس ، عن أنس قال : خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على أصحابه فقال : من ضمن لي اثنين ضمنت له الجنة فقال أبوهريرة : فداك أبي وامي يارسول الله! أنا أضمنهما لك ، ماهما؟ قال : فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من ضمن لي مابين لحييه ومابين رجليه ، ضمنت له الجنة.

___________________

(١) تفسير القمى ٢١٣.

(٢) عيون الاخبار ج ٢ ص ٢٩.

(٣) صحيفة الرضا عليه‌السلام : ص ٤.

(٤) عيون الاخبار ج ٢ ص ٢٨.

(٥) صحيفة الرضا عليه‌السلام : ص ٣.

(٦) أمالى الطوسى ج ١ ص ١٥٨ ، لكنه مثل الحديث الرقم ١٦.

٢٧٢

يعني من ضمن لي لسانه وفرجه ، وأسباب البلايا تنفتح من هذين العضوين وجناية اللسان الكفر بالله ، وتقول الزور والبهتان ، والالحاد في أسماء الله وصفاته والغيبة والنميمة ، وكل ذلك من جنايات اللسان ، وجناية الفرج الوطي حيث لا يحل النكاح ولاملك يمين ، قال الله تبارك وتعالى « والذينهم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أوما ملكت إيمانهم فانهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فاولئك هم العادون » (١).

١٧ ـ مع : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن البرقي ، عن علي بن حفص القرشي ، عن رجل من أصحابنا يقال له إبراهيم : قال سئل الحسن عليه‌السلام : عن المروة فقال : العفاف في الدين ، وحسن التقدير في المعيشة ، والصبر على النائبة (٢).

١٨ ـ سن : أبي ، عن النضر ، عن يحيى الحلبي ، عن معلى أبي عثمان ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال له رجل : إني ضعيف العمل قليل الصلاة قليل الصوم ، ولكن أرجو أن لا آكل إلا حلالا ، ولا أنكح إلا حلالا ، فقال : وأي جهاد أفضل من عفة بطن وفرج (٣).

١٩ ـ سن : ابن محبوب ، عن عبدالله بن غالب الاسدي ، عن ثابت أبي المقدام عن أبي برزة وكان مكفوفا وكان من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في حديث له طويل قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما أخاف عليكم بعدي إلا ثلاثا : الجهل بعد المعرفة ومضلات الفتن ، وشهوات العين من البطن والفرج (٤).

٢٠ ـ صح : عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : سئل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ما أكثر مايدخل الجنة؟ قال : تقوى الله وحسن الخلق ، وسئل عن أكثر ما يدخل

___________________

(١) معانى الاخبار ٤١١ ، والاية في المؤمنون ٥٠.

(٢) معانى الاخبار ص ٢٥٨.

(٣) المحاسن : ٢٩٢.

(٤) المحاسن : ٢٩٥ وفيه شهوات العنت.

٢٧٣

النار قال : الاجوفان : البطن والفرج (١).

٢١ ـ ين : صفوان بن يحيى ، عن أبي خالد ، عن حمزة بن حمران ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : أتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أعرابي فقال له : أوصني يارسول الله فقال : نعم اوصيك بحفظ مابين رجليك.

٢٢ ـ مشكوة الانوار : عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : اوصيكم بحفظ مابين رجليك ومابين لحييك (٢).

(٧٨)

* ( باب ) *

* (السكوت والكلام وموقعهما وفضل الصمت وترك مالايعنى من الكلام) *

الايات : المائدة : يا أيها الذين آمنوا لاتسألوا عن أشياء إن تبدلكم تسؤكم ـ إلى قوله تعالى : قد سألها قوم من قبلكم ثم أصبحوا بها كافرين (٣).

١ ـ ج : سئل علي بن الحسين عليهما‌السلام عن الكلام والسكوت أيهما أفضل؟ فقال عليه‌السلام : لكل واحد منهما آفات ، فاذا سلما من الافات فالكلام أفضل من السكوت ، قيل : كيف ذلك يا ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : لان الله عزوجل مابعث الانبياء والاوصياء بالسكوت ، إنما بعثهم بالكلام ، ولا استحقت الجنة بالسكوت ، ولا استوجبت ولاية الله بالسكوت ، ولاتوقيت النار بالسكوت ، إنما ذلك كله بالكلام ، ماكنت لاعدل القمر بالشمس ، إنك تصف فضل السكوت بالكلام ولست تصف فضل الكلام بالسكوت (٤).

___________________

(١) صحيفة الرضا : ١٢.

(٢) مشكاة الانوار :

(٣) المائدة : ١٠١ ـ ١٠٢.

(٤) الاحتجاج : ١٧٢ ، ط النجف.

٢٧٤

٢ ـ لى : أبي ، عن الحميري ، عن ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام ابن سالم ، عن سليمان بن خالد ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم‌السلام أن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : جمع الخير كله في ثلاث خصال : النظر ، والسكوت ، والكلام ، فكل نظر ليس فيه اعتبار فهوسهو ، وكل سكوت ليس فيه فكر فهو غفلة ، وكل كلام ليس فيه ذكر فهولغو ، فطوبى لمن كان نظره عبرا وسكوته فكرا وكلامه ذكرا وبكلى على خطيئته ، وآمن الناس شره (١).

ثو : ابن المتوكل ، عن علي بن إبراهيم ، عن اليقطيني ، عن يونس ، عن أبي أيوب ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام من أمير المؤمنين عليه‌السلام مثله (٢).

سن : أبي ، عمن ذكره ، عن الصادق عليه‌السلام مثله (٣).

لى : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن هاشم ، عن ابن مرار ، عن يونس عن أبي أيوب ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : وذكر مثله (٤).

ل : ابن المتوكل ، عن علي بن إبراهيم ، عن اليقطيني ، عن يونس مثله (٥).

مع : أبي ، عن سعد ، عن اليقطيني مثله (٦).

٣ ـ لى : عن الباقر ، عن آبائه عليهم‌السلام عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : لاحافظ أحفظ من الصمت (٧).

___________________

(١) أمالى الصدوق ١٨.

(٢) ثواب الاعمال : ١٦١.

(٣) المحاسن : ٥.

(٤) أمالى الصدوق : ٦٧.

(٥) الخصال : ٤٩.

(٦) معانى الاخبار ٣٤٤.

(٧) أمالى الصدوق : ١٩٣.

٢٧٥

٤ ـ لى : الدقاق ، عن الصوفي ، عن الروياني ، عن عبدالعظيم الحسني ، عن سليمان الجعفري ، عن موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : مر أمير المؤمنين عليه‌السلام علي بن أبي طالب برجل يتكلم بفضول الكلام ، فوقف عليه ، ثم قال : ياهذا إنك تملي على حافظيك كتابا إلى ربك فتكلم بما يعنيك ودع مالايعنيك (١).

٥ ـ مع (٢) لى : قال رسول الله : أعظم الناس قدرا من ترك مالايعنيه (٣).

٦ ـ لى : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن معروف ، عن سعدان بن مسلم عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : النوم راحة للجسد ، والنطق راحة للروح ، والسكوت راحة للعقل (٤).

٧ ـ ن (٥) لى : ابن موسى ، عن الصوفي ، عن الروياني ، عن عبدالعظيم عن أبي جعفر الثاني ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليهم قال : المرء محبوء تحت لسانه (٦).

أقول : سيأتي في باب مواعظه باسناد آخر (٧).

٨ ـ ب : ابن عيسى ، عن البزنطي ، عن الرضا عليه‌السلام قال : من علامات الفقه الحلم والعلم والصمت ، إن الصمت باب من أبواب الحكمة ، إن الصمت يكسب المحبة ، وهودليل على الخير (٨).

٩ ـ ن (٩) ل : أبي ، عن الكمنداني ، عن ابن عيسى ، عن البزنطي عنه

___________________

(١) أمالى الصدوق : ٢١.

(٢) معانى الاخبار : ١٩٥.

(٣) أمالى الصدوق : ١٤.

(٤) أمالى الصدوق : ٢٦٤.

(٥) عيون الاخبار ج ٢ ص ٥٤.

(٦) أمالى الصدوق : ٢٦٨.

(٧) راجع نهج البلاغة قسم الحكم ١٤٨.

(٨) قرب الاسناد : ٢١٦ ط النجف.

(٩) عيون الاخبارج ١ ص ٢٥٨.

٢٧٦

عليه‌السلام مثله وفيه أنه دليل على كل خير (١).

١٠ ـ ب : هارون ، عن ابن صدقة ، عن جعفر ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن على لسان كل قائل رقيبا ، فليتق الله العبد ، ولينظر ما يقول : (٢).

وقال : من حسن إسلام المرء تركه مالايعنيه (٣).

١١ ـ ل : حمزة العلوي ، عن علي بن إبراهيم ، عن محمدبن عيسى ، عن زياد ابن مروان ، عن أبي وكيع ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : مامن شئ أحق بطول السجن من اللسان (٤).

١٢ ـ ثو (٥) ل : أبي ، عن أحمدبن إدريس ، عن الاشعري ، عن موسى ابن عمران ، عن علي بن الحسن بن رباط ، عن بعض رجاله ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : لايزال العبد المؤمن يكتب محسنا مادام ساكتا فاذا تكلم كتب محسنا أو مسيئا (٦).

ثو : أبي ، عن محمدبن يحيى ، عن الاشعري مثله (٧).

١٣ ـ ب : هارون ، عن ابن صدقة ، عن جعفر ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : إن داود قال لسليمان عليهما جميعا السلام : يابني إياك وكثرة الضحك ، فان كثرة الضحك تترك العبد حقيرا يوم القيامة ، يابني عليك بطول الصمت ، إلا من خير فان الندامة على طول الصمت مرة واحدة ، خير من الندامة على كثرة الكلام مرات

___________________

(١) الخصال ج ١ ص ٧٦.

(٢ و ٣) قرب الاسناد : ص ٤٥ ط النجف.

(٤) الخصال ج ١ ص ١١.

(٥) ثواب الاعمال ص ١٤٩.

(٦) الخصال ج ١ ص ١١.

(٧) ثواب الاعمال ص ١٦٢.

٢٧٧

يابني لو أن الكلام كان من فضة ينبغي للصمت أن يكون من ذهب (١).

١٤ ـ ثو (٢) ل : أبي ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن محمدبن السندي عن علي بن الحكم ، عن إبراهيم بن مهزم ، عن الثمالي ، عن علي بن الحسين عليهما‌السلام قال : إن لسان ابن آدم يشرف كل يوم على جوارحه فيقول : كيف أصبحتم؟ فيقولون : بخير إن تركتنا ، ويقولون : الله الله فينا ويناشدونه ويقولون : إنما نثاب بك ونعاقب بك (٣).

١٥ ـ ل : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن أيوب بن نوح ، عن ربيع بن محمد المسلي ، عن أبي الربيع الشامي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : ماعبدالله بشي أفضل من الصمت والمشي إلى بيته (٤).

كتاب الغايات : مرسلا مثله وفيه مثل الصمت.

١٦ ـ ل : أبي ، عن علي ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن جعفربن محمد ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : قال أبوذر رحمة الله عليه : اجعل الدنيا كلمتين : كلمة في طلب الحلال ، وكلمة للاخرة ، والثالثة تضر ولاتنفع ، فلاتردها الخبر (٥).

١٧ ـ ل : القاسم بن محمد السراج ، عن محمدبن أحمد الضبي ، عن محمدبن عبدالعزيز ، عن عبيدالله بن موسى ، عن سفيان الثور ي ، عن الصادق جعفربن محمد صلوات الله عليه قال : ياسفيان أمرني والدي عليه‌السلام بثلاث ونهاني عن ثلاث فكان فيما قال لي : يابني من يصحب صاحب السوء لايسلم ، ومن يدخل مداخل السوء يتهم ، ومن لايملك لسانه يندم ، ثم أنشدني :

___________________

(١) قرب الاسناد ص ٣٣ ط حجر وص ٤٦ ط النجف.

(٢) ثواب الاعمال ص ٢١٢.

(٣) الخصال ج ١ ص ٦.

(٤) الخصال ج ١ ص ١٩.

(٥) الخصال ج ١ ص ٢١ مع اختلاف.

٢٧٨

عود لسانك قول الخير تحظ به

إن اللسان لما عودت معتاد

موكل بتقاضي ماسننت له

في الخير والشر فانظر كيف تعتاد (١)

اقول : قد مضى في باب جوامع المكارم (٢).

١٨ ـ ل : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن معروف ، عن علي بن مهزيار باسناده رفعه قال : يأتي على الناس زمان تكون العافية فيه عشرة أجزاء تسعة منها في اعتزال الناس ، وواحدة في الصمت (٣).

ثو : ابن الوليد ، عن محمدبن يحيى ، عن الاشعري ، عن ابن معروف مثله (٤).

١٩ ـ مع (٥) ل : في وصايا أبي ذر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : على العاقل أن يكون بصيرا بزمانه ، مقبلا على شأنه ، حافظا للسانه ، فان من حسب كلامه من عمله قل كلامه ، إلا فيما يعنيه.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : عليك بطول الصمت فانه مطردة للشيطان ، وعون لك على أمر دينك (٦).

٢٠ ـ ل : ماجيلويه ، عن عمه ، عن هارون ، عن ابن زياد ، عن الصادق عن أبيه عليهما‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ثلاث منجيات : تكف لسانك ، وتبكي على خطيئتك ، وتلزم بيتك (٧).

٢١ ـ ل : أبي ، عن سعد ، عن الاصبهانى ، عن المنقري ، عن حماد بن عيسى

___________________

(١) الخصال ج ١ ص ٨٠.

(٢) مرباب جوامع المكارم في ج ٦٩ ص ٣٣٢ ـ ٤١٤ ، ولايوجد مثله في ذاك الباب.

(٣) الخصال ج ٢ ص ٥٤.

(٤) ثواب الاعمال ص ١٦٢.

(٥) معانى الاخبار ص ٣٣٤.

(٦) الخصال الخصال ج ٢ ص ١٠٤.

(٧) الخصال ج ١ ص ٤٢.

٢٧٩

قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : إن أردت أن تقرعينك ، وتنال خير الدنيا والاخرة فاقطع الطمع ممافي أيدي الناس ، وعد نفسك في الموتى ، ولاتحدثن نفسك أنك فوق أحد من الناس ، واخزن لسانك كماتخزن مالك (١).

٢٢ ـ ن : ابن الوليد ، عن الصفا ر ، عن ابن أبي الخطاب وأحمدبن محمد ، عن أبيه ، عن ابن أسباط والحجال أنهما سمعا الرضا عليه‌السلام يقول : كان العابد من بني ـ إسرائيل لايتعبد حتى يصمت عشر سنين (٢).

٢٣ ـ مع : أبي ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن موسى بن عمر ، عن موسى بن بكر ، عن رجل ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : أتى النبي أعرابي فقال له : ألست خيرنا أباواما ، وأكرمنا عقبا ورئيسنا في الجاهلية ، والاسلام؟ فغضب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال : يا أعرابي كم دون لسانك من حجاب؟ قال : اثنان شفتان وأسنان فقال عليه‌السلام : فماكان في أحد هذين مايرد عنا غرب لسانك هذا (٣) أما إنه لم يعط أحد في دنياه شئ هو أضرله في آخرته من طلاقة لسانه ، ياعلي قم فاقطع لسانه فظن الناس أنه يقطع لسانه ، فأعطاه دراهم (٤).

٢٤ ـ ما : فيما أوصى به أمير المؤمنين عليه‌السلام عند وفاته : الزم الصمت تسلم (٥).

٢٥ ـ مع : عن الحسن بن علي صلوات الله عليه قال : نعم العون الصمت في مواطن كثيرة ، وإن كنت فصيحا (٦).

٢٦ ـ مع : علي بن عبدالله بن أحمد المذكر ، عن علي بن أحمد الطبري

___________________

(١) الخصال ج ١ ص ٦٠.

(٢) عيون الاخبار ج ٢ ص ١٢.

(٣) قال الجوهرى : يقال لحد السيف غرب ، وغرب كل شئ حده ، يقال : في لسانه غرب أى حدة وغرب الفرس حدته وأول جريه ، تقول : كففت من غربه.

(٤) معانى الاخبار ص ١٧١.

(٥) أمالى الطوسى ج ١ ص ٧.

(٦) معانى الاخبار ص ٤٠١.

٢٨٠