بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٣٧
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

(٧٠)

* ( باب ) *

* ( الحسنات بعد السيئات ) *

* ( وتفسير قوله تعالى : ان أحسنتم أحسنتم لانفسكم ) *

الايات : هود : إن الحسنات يذهبن السيئات (١).

اسرى : إن أحسنتم أحسنتم لانفسكم وإن أسأتم فلها (٢).

الفرقان : إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما (٣).

النمل : إلا من ظلم ثم بدل حسنا بعد سوء فاني غفور رحيم (٤).

___________________

على نفسه لايجنى والد على ولده ولامولود على والده ـ أقول : ومنه قوله تعالى : واخشوا يوما لايجزى والد عن ولده ولامولود هوجاز عن والده شيئا ـ لقمان : ٣٣ ـ وفيه : أخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن عكرمة قال : قال : ـ يعنى ابن عباس ـ : ان الوالد يتعلق بولده يوم القيامة فيقول : يا بنى أى والد كنت لك فيثنى خيرا فيقول يابنى انى احتجت إلى مثقال ذرة من حسناتك أنجوبها مماترى ، فيقول له ولده : يا أبت ما أيسر ماطلبت ولكنى لا أطبق أن أعطيك شيئا ، أتخوف مثل الذى تخوفت ، فلا استطيع أن أعطيك شيئا ، ثم يتعلق بزوجته فيقول : يافلانة أى زوج كنت لك فتثنى خيرا فيقول لها : فانى اطلب اليك حسنة واحدة تهبها لى لعلى انجو مماترين ، قالت : ما أيسر ماطلبت ولكنى لا اطيق ان اعطيك شيئا اتخوف مثل الذى تخوفت ، يقول الله وان تدع مثقلة إلى حملها الاية.

(١) هود : ١١٤.

(٢) أسرى : ٧.

(٣) الفرقان : ٧٠.

(٤) النمل : ١١ ، وفى الاصل وهكذا نسخة الكمبانى المزمل.

٢٤١

وقال تعالى : من جاء بالحسنة فله خيرمنها وهم من فزع يومئذ آمنون (١).

١ ـ لى : ابن المتوكل ، عن الحميري ، عن ابن أبي الخطاب ، عن ابن محبوب ، عن أبي أيوب ، عن محمدبن مسلم ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : ما أحسن الحسنات بعد السيئات ، وما أقبح السيئات بعد الحسنات (٢).

٢ ـ فس : أبي ، عن حماد ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي عليه‌السلام : ياعلي مامن دار فيها فرحة إلا يتبعها ترحة (٣) ومامن هم إلا وله فرج إلا هم أهل النار ، فاذا عملت سيئة فأتبعها بحسنة تمحها سريعا وعليك بصنائع الخير فانها تدفع مصارع السوء (٤).

٣ ـ ما : المفيد ، عن الكاتب ، عن أحمدبن جعفر المالكي ، عن عبدالله بن أحمدبن حنبل ، عن أبيه ، عن يحيى بن سعيد ، عن سفيان ، عن حبيب ، عن ميمون ابن أبي شبيب ، عن أي ذر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : اتق الله حيث كنت وخالق الناس بخلق حسن ، وإذا عملت سيئة فاعمل حسنة تمحوها (٥).

٤ ـ فس : أبي ، عن جعفر وإبراهيم ، عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام قال : إذا كان يوم القيامة أوقف الله المؤمنين بين يديه ، وعرض عليه عمله ، فينظر في صحيفته فأول مايرى سيئاته فيتغير لذلك لونه ، وترتعش فرائصه ، ثم يعرض عليه حسناته فيفرح لذلك نفسه فيقول الله عزوجل : بدلوا سيئاتهم حسنات وأظهروها

___________________

(١) النمل ٨٩.

(٢) أمالى الصدوق ١٥٣.

(٣) الترحة : الحزن والغم ، تقول : ما الدنيا الافرح وترح ، وما من فرحة الاوبعدها ترحة.

(٤) تفسير القمى :

(٥) أمالى الطوسى ج ١ ص ١٨٩.

٢٤٢

للناس فيبدل لهم فيقول الناس : أما كان لهؤلاء سيئة واحدة؟ وهوقوله : « يبدل الله سيئاتهم حسنات » (١).

٥ ـ ع : ابن المتوكل ، عن السعد آبادي ، عن البرقي ، عن عبدالعظيم الحسني ، عن ابن أبي عمير ، عن عبدالله بن الفضل ، عن خاله محمدبن سليمان ، عن رجل ، عن الباقر عليه‌السلام قال : إني لم أر شيئا قط أشد طلبا ولا أسرع دركا من حسنة محدثة لذنب قديم (٢).

٦ ـ مع : ماجيلويه ، عن عمه ، عن البرقي ، عن محمدبن سنان ، عن المفضل عن ابن ظبيان قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : من خلا بعمل فلينظر فيه ، فان كان حسنا جميلا فليمض عليه ، وإن كان سيئا قبيحا فليجتنبه ، فان الله عزوجل أولى بالوفاء والزيادة ، ومن عمل سيئة في السر فليعمل حسنة في السر ، ومن عمل سيئة في العلانية (٣) فليعمل حسنة في العلانية.

٧ ـ مع : أبي ، عن سعد ، عن ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كان علي بن الحسين عليه‌السلام يقول : ويل لمن غلبت آحاده أعشاره ، فقلت له : وكيف هذا؟ فقال : أما سمعت الله عزوجل يقول : « من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلايجزى إلا مثلها » (٤) فالحسنة الواحدة إذا عملها كتبت له عشرا ، والسيئة الواحدة إذا عملها كتبت له واحدة فنعوذ بالله ممن يرتكب في يوم واحد عشر سيئات ، ولاتكون له حسنة واحدة فتغلب حسناته سيئاته (٥).

___________________

(١) تفسير القمى ٤٦٨.

(٢) علل الشرائع ج ٢ ص ٢٨٠ في حديث.

(٣) معانى الاخبار : ٢٣٧ في حديث.

(٤) الانعام : ١٦٠.

(٥) معانى الاخبار : ٢٤٨.

٢٤٣

٨ ـ ن (١) : لى : الطالقاني ، عن أحمد الهمداني ، عن علي بن الحسن بن فضال ، عن أبيه ، عن الرضا عليه‌السلام : في قول الله عزوجل « إن أحسنتم أحسنتم لانفسكم ، وإن أسأتم فلها » (٢) قال : إن أحسنتم أحسنتم لانفسكم ، وإن أسأتها فلها رب يغفرلها (٣).

٩ ـ جا : الصدوق ، عن ماجيلويه ، عن عمه ، عن الكوفي ، عن محمدبن سنان عن أبي النعمان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال لي : يا أبا النعمان لايغرنك الناس من نفسك فان الامر يصل إليك دونهم ، ولاتقطع نهارك بكذا وكذا ، فان معك من يحصي عليك ، وأحسن فاني لم أرأشد طلبا ولا أسرع دركا من حسنة محدثة لذنب قديم ، إن الله عزوجل يقول « إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين » (٤).

___________________

(١) عيون الاخبار ج ١ ص ٢٩٤.

(٢) أسرى : ٧.

(٣) أمالى الصدوق : ٤٥.

(٤) مجالس المفيد : ٥٠ ، والاية في هود : ١١٤.

٢٤٤

(٧١)

* ( باب ) *

* (تضاعف الحسنات وتأخير اثبات الذنوب بفضل الله وثواب نية الحسنة والعزم عليها وانه لا يعاقب على العزم على الذنوب) *

الايات : النساء : إن الله لايظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما (١).

وقال : إن تبدوا خيرا أو تخفوه أو تعفوا عن سوء فان الله عفوا قديرا (٢).

الانعام : من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلايجزى إلا مثلها وهم لايظلمون (٣).

يونس : للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ولايرهق وجوههم قترولاذلة اولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون * والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة مالهم من عاصم كأنما اغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما اولئك أصحاب النارهم فيها خالدون (٤).

القصص : من جاء بالحسنة فله خير منها ومن جاء بالسيئة فلايجزى الذين عملوا السيئات إلا ماكانوا يعملون (٥).

حمعسق : ومن يقترف حسنة نزدله فيها حسنا إن الله غفور شكور (٦).

___________________

(١) النساء : ٤٠.

(٢) النساء : ١٤٩.

(٣) الانعام : ١٦٠.

(٤) يونس : ٢٦ ـ ٢٧.

(٥) القصص : ٨٤.

(٦) الشورى : ٢٣.

٢٤٥

١ ـ مع : ابن المتوكل ، عن محمد العطار ، عن ابن عيسى ، عن عثمان بن عيسى عن أبي أيوب الخزاز قال : سمعت أباعبدالله عليه‌السلام يقول : لمانزلت هذه الاية على النبي (ص) : « من جاء بالحسنة فله خير منها » (١) قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : اللهم زدني فأنزل الله تبارك وتعالى « من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها » (٢) فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : اللهم زدني فأنزل الله عزوجل « من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة » (٣) فعلم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أن الكثير من الله عز وجل لايحصى وليس له منتهى (٤).

شى : عن على بن عمار ، عنه عليه‌السلام مثله (٥).

٢ ـ ل : الحسن بن محمدبن سعيد الهاشمي ، عن فرات ، عن محمدبن ظهير ، عن الحسن بن علي العبدي ، عن سهل بن عبدالوهاب ، عن عبد القدوس ، عن سليمان ابن مهران ، عن جعفربن محمد عليه‌السلام أنه قال : إذاهم العبد بحسنة كتبت له حسنة فإذا عملها كتبت له عشر حسنات ، واذاهم بسيئة لم تكتب عليه ، فاذا عملها اجل تسع ساعات ، فان ندم عليها واستغفر وتاب لم تكتب عليه وإن لم يندم ولم يتب منها كتبت عليه سيئة واحدة (٦).

٣ ـ ب : هارون ، عن ابن صدقة ، عن جعفر ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : مامن عبد مؤمن يذنب ذنبا إلا أجله الله فيه سبع ساعات ، فان هو تاب منه واستغفر لم يكتب عليه ، وإن لم يتب كتب عليه سيئة واحدة (٧).

___________________

(١) النمل : ٨٩ ، القصص : ٨٤.

(٢) الانعام : ١٦٠.

(٣) البقرة : ٢٤٥.

(٤) معانى الاخبار : ٣٩٧.

(٥) تفسير العياشى ج ١ ص ١٣١.

(٦) الخصال ج ٢ ص ٤٤.

(٧) قرب الاسناد ص ٢.

٢٤٦

٤ ـ ب : هارون ، عن ابن صدقة ، عن جعفر ، عن أبيه عليه‌السلام : قال أتى أبي رضي‌الله‌عنه الحسن البصري وقال : يا أباجعفر بلغني عنك أنك قلت مامن عبد يذنب ذنبا إلا أجله الله سبع ساعات فان هو تاب منه واستغفر لم يكتب عليه ، فقال له أبي : ليس هكذا قلت ، ولكني قلت ما من عبد مؤمن يذنب ذنبا وكذلك كان قولي (١).

٥ ـ ما : المفيد ، عن محمدبن محمد بن طاهر ، عن ابن عقدة ، عن محمدبن إسماعيل ، عن الحسن بن زياد ، عن محمدبن إسحاق ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : صاحب اليمين أمير على صاحب الشمال ، فاذا عمل العبد السيئة قال صاحب اليمين لصاحب الشمال لاتعجل وأنظره سبع ساعات فان مضى سبع ساعات ولم يستغفر قال : اكتب ، فما أقل حياء هذا العبد (٢).

٦ ـ ثو : ابن الوليد ، عن الصفا ر ، عن جعفربن محمد بن عبيدالله ، عن بكربن محمد الازدي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن المؤمن لينوي الذنب فيحرم رزقه (٣).

٧ ـ سن : ابن محبوب ، عن عمربن يزيد قال : سمعت أباعبدالله عليه‌السلام يقول : إذا أحسن المؤمن عمله ، ضاعف الله عمله لكل حسنة سبعمائة ، وذلك قول الله تبارك وتعالى « والله يضاعف لمن يشاء » (٤) فأحسنوا أعمالكم التي تعملونها لثواب الله ، فقلت له : وما الاحسان؟ قال فقال : إذا صليت فأحسن ركوعك وسجودك ، وإذا صمت فتوق كل مافيه فساد صومك ، وإذا حججت فتوق مايحرم عليك في حجك وعمرتك ، قال وكل عمل تعمله فليكن نقيا من الدنس (٥).

___________________

(١) قرب الاسناد ص ٢.

(٢) أمالى الطوسى ج ١ ص ٢١٠.

(٣) ثواب الاعمال : ١١٦.

(٤) البقرة : ٢٦١.

(٥) المحاسن : ٢٥٥.

٢٤٧

شى : عن عمربن يزيد مثله (١).

٨ ـ شى : عن محمد الوابشي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إذا أحسن العبد المؤمن ضاعف الله له عمله بكل حسنة سبعمائة ضعف ، وذلك قول الله تبارك و تعالى « والله يضاعف لمن يشاء » (٢).

٩ ـ شى : عن زرارة وحمران ومحمدبن مسلم ، عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما‌السلام قالوا سألناهما عن قوله « من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها » (٣) أهي لضعفاء المسلمين؟ قال : لا ، ولكنها للمؤمنين وإنه لحق على الله أن يرحمهم (٤).

١٠ ـ شى : عن زرارة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن الله تبارك وتعالى جعل لادم ثلاث خصال في ذريته : جعل لهم أن : من هم منهم بحسنة أن يعملها كتب له حسنة ، ومن هم بحسنة فعملها كتب له بها عشر حسنات ، ومن هم بالسيئة أن يعملها لايكتب عليه ومن عملها كتبت عليه سيئة واحدة ، وجعل لهم التوبة حتى يبلغ حنجرة الرجل.

فقال إبليس : يارب جعلت لادم ثلاث خصال فاجعل لى مثل ماجعلت له فقال : قد جعلت لك لايولد له مولود إلا ولد لك مثله ، وجعلت لك أن تجري منهم مجرى الدم في العروق ، وجعلت لك أن جعلت صدورهم أوطانا ومساكن لك ، فقال إبليس : يارب حسبي (٥).

١١ ـ ين : ابن أبي عمير ، عن جميل ، عن بكير ، عن أحدهما عليه‌السلام قال : إن آدم عليه‌السلام قال : يارب سلطت علي الشيطان ، وأجريته مجرى الدم مني فاجعل لي شيئا أصرف كيده عني قال : يا آدم قد جعلت لك أن : من هم من ذريتك

___________________

(١) تفسير العياشى ج ١ ص ١٤٦.

(٢) تفسير العياشى ج ١ ص ١٤٧.

(٣) الانعام : ١٦٠.

(٤) تفسير العياشى ج ١ ص ٣٨٦.

(٥) تفسير العياشى ج ١ ص ٣٨٧.

٢٤٨

بسيئة لم يكتب عليه ومن هم منهم بحسنة ولم يعملها كتبت له حسنة فإن عملها كتبت له عشرة ، قال : يارب زدني ، قال : يا آدم قد جعلت لك أن من عمل منهم بسيئة ثم استغفر غفرت له ، قال : يارب زدني ، قال : قد جعلت لهم التوبة أوبسطت لهم التوبة حتى تبلغ النفس الحنجرة قال : يارب حسبي (١).

___________________

(١) ورواه ثقة الاسلام الكلينى في الكافى ج ٢ ص ٤٤٠ في باب ما أعطى الله عزوجل آدم عليه‌السلام وقت التوبة عن على بن ابراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبى عمير ، عن جميل ابن دراج ، عن ابن بكير ، عن أبى عبدالله أو عن أبى جعفر عليه‌السلام.

وقال المؤلف العلامة في شرحه : روى العامة أيضا أن الشيطان يجرى من ابن آدم مجرى الدم وقال بعضهم : ذهب قوم ممن ينتمى إلى ظاهر العلم إلى أن المراد به أن الشيطان لايفارق ابن آدم مادام حيا ، كما لايفارقه دمه وحكى هذا عن الازهرى ، وقال : هذا طريق ضرب المثل.

والجمهور من علماء الامة أجروا ذلك على ظاهره وقالوا : ان الشيطان جعل له هذا القدر من التطرق إلى باطن الادمى بلطافة هيئته لمحنة الابتلاء ويجرى في العروق التى هى مجارى الدم من الادمى إلى أن يصل إلى قلبه فيوسوسه على حسب ضعف ايمان العبد وقلة ذكره وكثرة غفلته ويبعد عنه ويقل تسلطه وسلوكه إلى باطنه بمقدار قوة ايمانه ويقظته ودوام ذكره واخلاص توحيده.

ومارواه المفسرون عن ابن عباس قال : ان الله جعل الشياطين من بنى آدم مجرى الدم وصدور بنى آدم مساكن لهم ، مؤيد لما ذهب اليه الجمهور ، وهم يسمون وسوسته لمة الشيطان ، ومن ألطافه تعالى أنه هيأ ذوات الملائكة على ذلك الوصف من أجل لطافتهم وأعطاهم قوة الحفظ لبنى آدم وقوة الالمام في بواطنهم وتلقين الخير لهم في مقابلة لمة الشيطان.

٢٤٩

١٢ـ العيون : عن محمدبن أحمد بن الحسين ، عن علي بن محمدبن جعفر عن دارم بن قبيصة ، عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يوحي الله إلى الحفظة الكرام البررة : لاتكتبوا على عبدي وأمتي على ضجرهم و عثراتهم بعد العصر (١).

١٣ ـ كتاب المسلسلات : حدثنا محمدبن علي بن الحسين قال : حدثني أبي عن حبيب بن الحسن التغلبي ، عن عبدالله بن المنصور ، عن أبيه قال : سألت مولانا أبا الحسن موسى بن جعفر عليهما‌السلام عن قوله عزوجل « يعلم السر وأخفى » (٢) قال : فقال لي : سألت أبي ، قال : سألت جدي ، قال : سألت أبي علي بن الحسين قال : سألت أبي الحسين بن علي ، قال : سألت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عن قول الله عزوجل « يعلم السر وأخفى » قال : سألت الله عزوجل فأوحى إلي أني خلقت في قلب آدم عرقين يتحركان بشئ من الهواء ، فان يكن في طاعتي كتبت له حسنات ، وإن يكن في معصيتي لم أكتب عليه شيئا حتى يواقع الخطيئة ، فاذكروا الله على ما أعطاكم أيها المؤمنون.

١٤ ـ قال الشهيد رفع الله درجته في القواعد : لايؤثرنية المعصية عقابا ولاذما مالم يتلبس بها ، وهو مما ثبت في الاخبار العفو عنه ولونوى المعصية وتلبس بما يراه معصية فظهر خلافها ففي تأثير هذه النية نظر من حيث إنها لم تصادف المعصية فقد صارت كنية مجردة وهي غير مؤاخذبها ، ومن دلالتها على انتها كه الحرمة وجرأته على

___________________

وقالوا : انما ينكر مثل هذا عقول أسراء العادات الذين استولت عليهم المألوفات فمالم يوجدوا في مستقر عاداتهم أنكروه كما أنكر الكفار احياء العظام النخرة واعادة الاجسام البالية ، والذى يجب هو التسليم بمانطق به الخبر الصحيح ، ولايأباه العقل السليم.

ثم قال : وروى من طريق العامة أن ابليس بعدماصار ملعونا وأنظر قال : بعزتك لا أخرج عن قلب ابن آدم مادام الروح في بدنه ، فقال الله تبارك وتعالى : بعزتى لا أسد باب التوبة عليه مادام الروح في بدنه.

(١) عيون الاخبار ج ٢ ص ٧١.

(٢) طه : ٧.

٢٥٠

المعاصي ، وقد ذكر بعض الاصحاب أنه لوشرب المباح متشبها بشراب المسكر فعل حراما ولعله ليس لمجرد النية بل بانضمام فعل الجوارح إليها.

ويتصور محل النظر في صور منها : مالووجد امرأته في منزل غيره فظنها أجنبية فأصابها فتبين أنها زوجته أو أمته ، ومنها مالووطئ زوجته فظنها حائضا فبان طاهرا ومنها لوهجم على طعام بيد غيره فأكل منه فتبين ملك الاكل ، ومنها لوذبح شاة فظنها للغير بقصد العدوان ، فظهرت ملكه ، ومنها إذا قتل نفسا فظنها معصومة فبانت مهدورة.

وقد قال بعض العامة يحكم بفسق متعاطي ذلك لدلالته على عدم المبالاة بالمعاصي ويعاقب في الاخرة مالم يتب عقابا متوسطا بين عقاب الكبيرة والصغيرة وكلاهما تحكم وتخرص على الغيب انتهى.

وقال شيخنا البهائي قدس الله روحه في بعض تعليقاته على الكتاب المذكور قوله « لايؤثرنية المعصية عقابا ولاذما » الخ غرضه طاب ثراه أن نية المعصية وإن كانت معصية إلا أنه لما وردت الاخبار بالعفو عنها لم يترتب على فعلها عقاب ولاذم وإن ترتب استحقاقهما ولم يرد أن قصد المعصية والعزم على فعلها غير محرم كمايتبادر إلى بعض الاوهام ، حتى لو قصد الافطار مثلا في شهر رمضان ولم يفطر لم يكن آثما كيف والمصنف مصرح في كتب الفروع بتأثيمه ، والحاصل أن تحريم العزم على المعصية مما لاريب فيه عندنا وكذا عند العامة ، وكتب الفريقين من التفاسير وغيرها مشحونة بذلك ، بل هو من ضروريات الدين ، ولابأس بنقل شئ من كلام الخاصة والعامة في هذا الكتاب ليرتفع به جلباب الارتياب.

في الجوامع عند تفسيرقوله تعالى : « إن السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا » (١) يقال للانسان : لم سمعت مالايحل لك [ سماعه ، ولم نظرت إلى مالايحل لك ] النظر إليه ، ولم عزمت على مالايحل لك العزم عليه انتهى وكلامه

___________________

(١) أسرى : ٣٦.

٢٥١

رحمه‌الله في مجمع البيان قريب من كلامه هذا (١).

وقال البيضاوي (٢) وغيره من علماء العامة عند تفسير هذه الاية : فيها دليل على أن العبد مؤاخذ بعزمه على المعصية انتهى وعبارة الكشاف موافقة لعبارة الطبرسى ره ، وكذا عبارة التفسير الكبير للفخري.

وقال السيد المرتضى علم الهدى أنار الله برهانه في كتاب تنزيه الانبياء عند ذكر قوله تعالى : « إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما » (٣) إنما أراد تعالى أن الفشل خطر ببالهم ، ولوكان الهم في هذا المكان عزما لما كان الله وليهما ثم قال : وإرادة المعصيه والعزم عليها معصية ، وقد تجاوز قوم حتى قالوا : العزم على الكبيرة كبيرة وعلى الكفر كفر انتهى كلامه نور الله مرقده وكلام صاحب الكشاف في تفسير هذه الاية مطابق لكلامه طاب ثراه ، وكذا كلام البيضاوى (٤) وغيره وأيضا فقد صرح الفقهاء بأن الاصرار على الصغاير الذي هو معدود من الكبائر إما فعلي وهو المداومة على الصغائر بلاتوبة ، وإما حكمي وهوالعزم على فعل الصغاير متى تمكن منها.

وبالجملة فتصريحات المفسيرين والفقهاء والاصوليين بهذا المطلب أزيد من أن تحصى والخوض فيه من قبيل توضيح الواضحات ، ومن تصفح كتب الخاصة والعامة لايعتريه ريب فيها تلوناه.

فان قلت : قدورد عن أئمتنا عليهم‌السلام أخبار كثيرة تشعر بأن العزم على المعصية [ ليس بمعصية ] كمارواه ثقة الاسلام في الكافي عن زرارة ، عن أحدهما عليهما‌السلام أنه قال : إن الله تعالى جعل لادم في ذريته من هم بحسنة ولم يعملها كتبت له حسنة ومن هم بحسنة وعملها كتبت له عشرا ومن هم بسيئة لم تكتب عليه ، ومن هم

___________________

(١) مجمع البيان ج ٦ ص ٤١٥.

(٢) أنوار التنزيل ص ٢٣٧.

(٣) آل عمران : ١٢٢.

(٤) أنوار التنزيل ص ٨٠.

٢٥٢

بها وعملها كتبت عليه سيئة (١) وكمارواه عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام.

___________________

(١) الكافى ج ٢ ص ٤٢٨ ، ولفظ الحديث : محمدبن يحيى ، عن أحمد بن محمد عن على بن حديد ، عن جميل بن دراج ، عن زرارة ، عن أحدهما عليهما‌السلام قال : ان الله تبارك وتعالى جعل لادم في ذريته : من هم بحسنة ولم يعملها كتبت له حسنة ومن هم بحسنة وعملها كتبت له بها عشرا ، ومن هم بسيئة ولم يعملها لم تكتب عليه [ سيئة ] ومن هم بها وعملها كتبت عليه سيئة.

وقال المؤلف العلامة في شرحه : يدل على أنه لامؤاخذة على قصد المعاصى اذا لم يعمل بها وهويحتمل وجهين : الاول أن تكون سيئة ضعيفة يكفرها تركها ، الثانى أن لا يكون القصد متصفا بالحسن والقبح أصلا كما ذهب اليه جماعة ، والاول أظهر.

نعم لوكان بمحض الخطور بدون اختياره ، لايتعلق به التكليف ، وقد مر تفصيل ذلك في باب أن الايمان مبثوث لجوارح البدن ، وفى باب الوسوسة.

وقال المحقق الطوسى قدس الله سره في التجريد : ارادة القبيح قبيحة وتفصيله أن مافى النفس ثلاثة اقسام : الاول الخطرات التى لا تقصد ولاتستقر وقد مر أن لامؤاخذة بها ولاخلاف فيه بين الامة ظاهرا.

والثانى الهم وهو حديث النفس اختيارا أن تفعل شيئا أو أن لاتفعل ، فان كان ذلك حسنة كتبت له حسنة واحدة ، فان فعلها كتبت له عشر حسنات ، وان كانت سيئة لم تكتب عليه ، فان فعلها كتبت عليه سيئة واحدة ، كل ذلك مقتضى أحاديث هذا الباب ، وكانه لاخلاف فيه أيضا بين الامة ، الا أن بعض العامة صرح بأن هذه الكرامة مختصة بهذه الامة وظاهر هذا الخبر أنها كانت في الامم السابقة أيضا.

الثالث العزم وهو التصميم وتوطين النفس على الفعل أو الترك ، وقد اختلفوا فيه فقال أكثر الاصحاب : أنه لايؤاخذ به لظاهر هذه الاخبار ، وقال : أكثر العامة والمتكلمين والمحدثين أنه يؤاخذبه ، لكن بسيئة العزم لابسيئة المعزوم عليه ، لانها لم تفعل ، فان فعلت كتبت سيئة ثانية لقوله تعالى : « ان الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم » وقوله : « اجتنبوا كثيرا من الظن » ولكثرة الاخبار الدالة على حرمة

٢٥٣

___________________

الحسد واحتقار الناس ، وارادة المكروه بهم ، وحملوا الاحاديث الدالة على عدم المؤاخذة على الهم.

والمنكرون أجابوا عن الايتين بأنهما مخصصان باظهار الفاحشة والمظنون كماهو الظاهر من سياقهما ، وعن الثالث أن العزم المختلف فيه ماله صورة في الخارج كالزنا وشرب الخمر ، وأما ما لاصورة له في الخارج كالاعتقادات وخبائث النفس مثل الحسد وغيره فليس من صور محل الخلاف ، فلاحجة فيه على مانحن فيه.

وأما احتقار الناس وارادة المكروه بهم فاظهارهما حرام يؤاخذبه ، ولانزاع فيه ، وبدونه أول المسألة.

ثم الظاهر أنه لافرق في قوله : « ومن هم بسيئة ولم يعملها لم يكتب عليه » بين أن لم يعملها خوفا من الله ، أو خوفا من الناس وصونا لعرضه.

ثم ان عشر أمثال الحسنة مضمونة البتة لدلالة نص القرآن عليه ، وأن الله قد يضاعف لمن يشاء إلى سبعمائة ضعف ، كماجاء في بعض الاخبار ، والى مالاحساب له كماقال سبحانه : « انما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ».

ثم اعلم أن الظاهر أن عدم المؤاخذة بارادة المعصية انماهو للمؤمنين فلاينافى ما مرمرويا عن الصادق عليه‌السلام أنه انما خلد أهل النار في النار ، لان نياتهم كانت في الدنيا أن لو خلدوا فيها أن يعصوا الله أبدا ، ولوسلم العموم فانما يعفى عنه اذا بقى زمانا عزم على فعله في ذلك الزمان ولم يفعل ، وفى الكافر ليس كذلك ، لانه لم يبق الزمان الذى عزم على الفعل فيه.

فان قيل : لعله كان لوبقى في أزمنة الابد أو عاد لم يفعل ، قلنا : يعلم الله خلاف ذلك منهم لقوله سبحانه : « ولوردوا لعادوا لما نهوا ».

وقد يجاب بأنه لامنافاة بينهما اذ دل أحدهما على عدم المؤاخذة بنية المعصية اذالم يفعلها ودل الاخر على المؤاخذة بنية المعصية اذا فعلها ، فان المنوى كالكفر واستمراره مثلا موجود في الخارج بهذه النية ليست داخلة في النية بالسيئة التى لم يعملها واعترض عليه بأن المعصية ليست سببا للخلود على مايفهم من الحديث المذكور

٢٥٤

أنه قال : إن المؤمن ليهم بالسيئة أن يعملها ، فلاتكتب عليه (١) والاحاديث الواردة في الكافي وغيره بهذا المضمون كثيرة.

قلت : لادلالة في تلك الاحاديث على ما ظننت من أن العزم على المعصية ليس معصية ، وإنمادلت على أن من عزم على معصية كشرب الخمر والزنا مثلا ولم يعملها لم يكتب عليه تلك المعصية التي عزم عليها ، وأين هذا عن المعنى الذي ظننته.

وقوله : « فهو غير مؤاخذبها » أي غير معاقب عليها لانها معفو عنها قوله « منها ما لو وجد امرأته » الخ عد بعضهم من هذه الصور مالوصلى في ثوب يظن أنه حرير أو مغصوب عالما بالحكم ، فظهر بعد الصلاة أنه ممزوج أو مباح ، * وفرع على ذلك التردد في بطلان صلاته ، والاولى عدم التردد في بطلانها ، نعم يتمشى صحتها عند القائل بعدم دلالة النهي في العبادة على الفساد.

___________________

لكونها في زمان منقطع محصور هو مدة العمر ، كذلك نيتها لانها تنقطع أيضا عند انقطاع العمر ، لدلالة الايات والروايات على ندامة العاصى عند الموت ، ومشاهدة أحوال الاخرة فينبغى أن يكون ناويها في النار ، بقدر كونها في الدنيا ، لامخلدا.

فأجيب أولا بأن هذه النية موجبة للخلود لدلالة الحديث عليه بلا معارض ، فوجب التسليم والقبول ، وثانيا بأن صاحبها في هذه الدنيا التى هى دار التكليف لم يفعل شيئا يوجب نجاته من النار ، وندامته بعد الموت لاتنفع لانقطاع زمان التكليف ، وثالثا أن سبب الخلود ليس ذات المعصية ونيتها من حيث هى ، بل هو المعصية ونيتها على فرض البقاء أبدا ، ولاريب في انها معصية أبدية موجبة للخلود ابدا انتهى.

وأقول : لايخفى مافى الجميع من الوهن والضعف وقدمر بعض القول منافيه في باب النية وقال الشهيد رحمه‌الله في القواعد : إلى آخر ماتراه في المتن تحت الرقم ١٤.

(١) والحديث لفظه هكذا :

(٢) عدة من أصحابنا ، عن أحمدبن أبي عبدالله ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة بن.

٢٥٥

قوله « وكلاهما » أي الحكم بفسق متعاطي ذلك وبعقابه عقابا متوسطا « قول بلادليل » وفيه أن دليل الاول مذكور ، وسيما على القول بأن العزم على الكبيرة كبيرة فتأمل ، قوله « وتخرص » بالخاء المعجمة والصاد المهملة أي كذب وتخمين باطل (١).

___________________

مهران ، عن أبى بصير ، عن أبى عبدالله عليه‌السلام قال : ان المؤمن ليهم بالحسنة ولا يعمل بها ، فتكتب له حسنة ، وان هو عملها كتبت له عشر حسنات ، وان المؤمن ليهم بالسيئة أن يعملها فلا يعملها ، فلاتكتب عليه.

(١) ومن الروايات التى تستدرك على الباب مارواه الكلينى في الكافى ج ٢ ص ٤٣٠ ولفظه :

محمدبن يحيى ، عن أحمدبن محمد بن عيسى ، عن على بن الحكم ، عن فضل ابن عثمان المرادى قال : سمعت أباعبدالله عليه‌السلام يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أربع من كن فيه لم يهلك على الله بعد هن الاهالك :

يهم العبد بالحسنة أن يعملها فان هو لم يعملها كتب الله له حسنة بحسن نيته ، وان هوعملها كتب الله له عشرا ، ويهم بالسيئة أن يعملها فان لم يعملها لم يكتب عليه شئ وان هو عملها أجل سبع ساعات وقال صاحب الحسنات لصاحب السيئات وهوصاحب الشمال : لاتعجل عسى أن يتبعها بحسنة تمحوها ، فان الله عزوجل يقول : « ان الحسنات يذهبن السيئات » أو الاستغفار ، فان هو قال : أستغفر الله الذى لا إله الاهو ، عالم الغيب والشهادة العزيز الحكيم الغفور الرحيم ذوالجلال والاكرام وأتوب اليه ، لم يكتب عليه شئ ، وان مضت سبع ساعات ولم يتبعها بحسنة واستغفار قال صاحب الحسنات لصاحب السيئات : اكتب على الشقى المحروم.

٢٥٦

(٧٢)

* ( باب ) *

* (ثواب من سن سنة حسنة ومايلحق الرجل بعد موته) *

١ ـ لى : محمدبن علي ، عن علي بن إبراهيم ، عن محمدبن عيسى ، عن منصور عن هشام بن سالم ، عن الصادق جعفر بن محمد عليهما‌السلام قال : ليس يتبع الرجل بعد موته من الاجر إلا ثلاث خصال : صدقة أجراها في حياته ، فهي تجري بعد موته وسنة هدى سنها فهي تعمل بها بعد موته ، وولد صالح يستغفر له (١).

٢ ـ ل (٢) لى : أبى ، عن سعد ، عن اليقطيني ، عن محمدبن شعيب ، عن الهيثم ابن أبي كهمش ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : ست خصال ينتفع بها المؤمن بعد موته : ولد صالح يستغفر له ، ومصحف يقرأ منه ، وقليب يحفره ، وغرس يغرسه وصدقة ماء يجريه ، وسنة حسنة يؤخذ بها بعده (٣).

٣ ـ ل : أبي ، عن الحميري ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب عن الحلبي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : ليس يتبع الرجل بعد موته من الاجر إلا ثلاث خصال : صدقة أجراها في حياته ، فهي تجري بعد موته إلى يوم القيامة صدقة موقوفة لاتورث أو سنة هدى سنها فكان يعمل بها وعمل بها من بعده غيره ، أو ولد صالح يستغفر له (٤).

٤ ـ ما : المفيد ، عن أحمدبن الوليد ، عن أبيه ، عن الصفار ، عن ابن عيسى عن يونس ، عن السرى بن عيسى ، عن عبدالخالق بن عبد ربه قال : قال أبوعبدالله

___________________

(١) أمالى الصدوق : ٢٢.

(٢) الخصال ج ١ ص ١٥٧.

(٣) أمالى الصدوق : ١٠٢.

(٤) الخصال ج ١ ص ٧٣.

٢٥٧

عليه‌السلام : خير ما يخلفه الرجل بعده ثلاثة : ولد بار يستغفر له ، وسنة خير يتقدى به فيها ، وصدقة تجري من بعده (١).

٥ ـ ثو : ابن المتوكل ، عن الحميري ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب عن معاوية بن وهب ، عن ميمون القداح ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : أيما عبدمن عبادالله سن سنة هدى كان له أجر مثل أجر من عمل بذلك ، من غير أن ينقص من اجورهم شئ ، وأيما عبد من عبادالله سن سنة ضلالة كان عليه مثل وزر من فعل ذلك ، من غير أن ينقص من أوزارهم شئ (٢).

٦ ـ سن : أبي ، عن ابن محبوب ، عن إسماعيل الجعفي قال : سمعت أباجعفر عليه‌السلام يقول : من سن سنة عدل فاتبع كان له مثل أجر من عمل بها من غير أن ينقص من اجورهم شئ ، ومن سن سنة جور فاتبع كان له مثل وزر من عمل به من غير أن ينقص من أوزارهم شئ (٣).

جا : أحمدبن الوليد ، عن أبيه ، عن الصفار ، عن ابن معروف ، عن ابن مهزيار ، عن أحمدبن محمد ، عن حمادبن عثمان ، عن إسماعيل الجعفي مثله (٤).

___________________

(١) أمالى الطوسى ج ١ ص ٢٤٢.

(٢) ثواب الاعمال ١١٩.

(٣) المحاسن : ٢٧.

(٤) مجالس المفيد : ١٢٠.

٢٥٨

(٧٣)

* ( باب ) *

* ( الاستبشار بالحسنة ) *

١ ـ لى : الفامي ، عن محمد الحميرى ، عن أبيه ، عن هارون ، عن ابن صدقة عن الصادق ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من سائته سيئته وسرته حسنته فهو مؤمن (١).

ل : مرسلا مثله (٢).

أقول : قد مرفي باب صفات خيار العباد ، عن الباقر عليه‌السلام أنه سئل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن خيار العباد فقال : الذين إذا أحسنوا استبشروا ، وإذا أساؤا استغفروا الخبر (٣).

٢ ـ ن : الدقاق والسناني والمكتب جميعا عن الاسدي ، عن سهل ، عن عبدالعظيم الحسني ، عن إبراهيم بن أبي محمود قال : قال الرضا عليه‌السلام : المؤمن الذي إذا أحسن استبشر ، وإذا أساء استغفر ، والمسلم الذي يسلم المسلمون من لسانه ويده ، وليس منا من لم يأمن جاره بوائقه (٤).

٣ ـ عدة الداعى : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : ليس منا من لم يحاسب نفسه كل يوم ، فان عمل خيرا حمدالله واستزاده ، وإن عمل سوء استغفر الله (٥).

___________________

(١) أمالى الصدوق : ١٢٠.

(٢) الخصال.

(٣) راجع ج ٦٩ ص ٣٠٥ ، والحديث عن الكافى ج ٢ ص ٢٤٠.

(٤) عيون الاخبار ج ٢ ص ٢٤.

(٥) رواه ثقة الاسلام الكلينى في الكافى ج ٢ ص ٤٥٣ ، وتراه في الاختصاص ٢٤٣.

٢٥٩

(٧٤)

* ( باب ) *

* ( الوفاء بما جعل لله على نفسه ) *

الايات : البقرة : قل ما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فان الله يعلمه وما للظالمين من أنضار (١).

الانعام : وبعهد الله أوفوا (٢).

الاعراف : وماوجدنا لاكثرهم من عهد (٣).

١ ـ ما : المفيد ، عن أحمدبن الوليد ، عن أبيه ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن أبي أيوب ، عن الثمالي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال أربع من كن فيه كمل إسلامه ، واعين على إيمانه ، ومحصت ذنوبه ، ولقي ربه وهوعنه راض ، ولوكان فيما بين قرنه إلى قدميه ذنوب حطها الله عنه ، وهي : الوفاء بمايجعل لله على نفسه ، وصدق اللسان مع الناس ، والحياء مما يقبح عندالله وعند الناس ، وحسن الخلق مع الاهل والناس الخبر (٤).

___________________

(١) البقرة : ٢٧.

(٢) الانعام : ١٥٢.

(٣) الاعراف : ١٠٢.

(٤) أمالى الطوسى ج ١ ص ٤٣.

٢٦٠