بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٠١
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

ناصبة * تصلى نارا حامية » (١) فكل ناصب مجتهد فعمله هباء ، شيعتنا ينطقون بأمر الله عزوجل ، ومن يخالفهم ينطقون بتفلت (٢).

والله ما من عبد من شيعتنا ينام إلا أصعد الله عزوجل روحه إلى السماء ، فيبارك عليها ، فإن كان قد أتى عليها أجلها ، جعلها في كنوز من رحمته وفي رياض جنته وفي ظل عرشه ، وإن كان أجلها متأخرا بعث بها مع أمنته من الملائكة ليردوها إلى الجسد الذي خرجت منه ، لتسكن فيه ، والله إن حاجكم وعماركم لخاصة الله عزوجل ، وإن فقراء كم لاهل الغنى ، وإن أغنياءكم لاهل القناعة ، وإنكم كلكم لاهل دعوته وأهل إجابته (٣).

١٤٢ ـ وروى أيضا ، عن العدة ، عن سهل ، عن ابن شمون ، عن الاسم ، عن عبدالله بن القاسم. عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام مثله وزاد فيه :

ألا وإن لكل شئ جوهرا وجوهر ولد آدم محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ونحن وشيعتنا بعدنا حبذا شيعتنا ، ما أقربهم من عرش الله عزوجل وأحسن صنع الله إليهم يوم القيامة والله لو لا أن يتعاظم الناس ذلك أو يدخلهم زهو لسملمت عليهم الملائكة قبلا والله ما من عبد من شيعتنا يتلوا القرآن في صلاته قائما إلا وله بكل حرف مائة حسنة ولا قرأ في صلاته جالسا إلا وله بكل حرف خمسون حسنة ، ولا في غير صلاة إلا وله بكل حرف عشر حسنات ، وإن للصامت من شيعتنا لاجر من قرأ القرآن ممن خالفه.

أنتم والله على فرشكم نيام لكم أجر المجاهدين ، وأنتم والله في صلاتم لكم أجر الصافين في سبيله أنتم والله الذين قال الله عزوجل « ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين » (٤) إنما شيعتنا أصحاب

__________________

(١) الغاشيه ص ٤.

(٢) تفلت إلى الشئ نازع اليه ، يقال : أراه يتفلت إلى صحبتك أى ينازع اليها والمعنى أنهم يبتدرون إلى الكلام من دون تلبث وتمكث.

(٣) الكافى ج ٨ ص ٢١٣.

(٤) الحجر : ٤٧.

٨١

الاربعة الاعين : عينان في الرأس ، وعينان في القلب ، ألا والخلائق كلهم كذلك إلا أن الله عزوجل فتح أبصار كم وأعمى أبصارهم (١).

توضيح : « الرياح » جمع الريح والمراد هنا الريح الطيبة أو الغلبة أو القوة أو النصرة ، أو الدولة ، « والارواح » إما جمع الروح بالضم أو بالفتح بمعنى نسيم الريح أو الراحة على ذلك ، أي على ماهو لازم الحب من الشفاعة في « حوراء » أي في الجنة على صفة الحورية في الصباحة والجمال والكمال « أبشر » أي خذ هذه البشارة و « بشر » أي غيرك ، و « استبشر » أى افرح وسر بذلك ، والدعامة بالكسر عماد البيت « بتفلت » أي يصدر عنهم فلتة من غير تفكر وروية ، واخذ من صادق.

« لاهل الغنى » أي غنى النفس والاستغناء عن الخلق بتوكلهم على ربهم « لاهل دعوته » أى دعاكم الله إلى دينه وطاعته فأجبتموه إليهما « وجوهر ولد آدم » شبههم بالجوهر من بين سائر أجزاء الارض في الحسن والبهاء والندرة وكثرة الانتفاع ، أو المعنى ليست حقيقة الانسانية وجبلتها إلا فيهم ، وهم مستحقون لهذا الاسم ، وسائر الناس كالانعام والهمج والنسناس ، أو هم المقدمون والمقدمون في طلبب السعادات واكتساب الكمالات ، في القاموس الجوهر كل حجر يستخرج منه شئ ينتفع به ومن الشئ ما وضعت عليه جبلته ، والجري المقدم وقال : حبذا الامر أي هو حبيب جعل حب وذا كشئ واحد وهم اسم وما بعده مرفوع به ، ولزم ذاحب وجرى كالمثل بدليل قولهم في المؤنث حبذا لا حبذة (٢).

« لولا أن يتعاظم الناس » أي يعدوه عظيما ويصير سببا لغلوهم فيهم ، وفي القاموس رأيته قبلا محركة وبضمتين ، وكصرد وكعنب أي عيانا ومقابلة « ممن خالفه » أي أجره التقديري أي لو كان له أجر مع قطع النظر عما يتفضل به على الشيعة ، كأنه له أجر واحد ، فهذا ثابت للساكت من الشيعة « أجر المجاهدين » أي في سائر أحوالهم غير حالة المصافه مع العدو « وفتح أبصاركم » أي أبصار قلوبكم.

__________________

(١) الكافى ج ٨ ص ٢١٤.

(٢) القاموس ج ١ ص ٥٠.

٨٢

أقول : إنما كررت إيراد هذا الخبر لكثرة الاختلاف بين الروايات ، و غزارة فوائدها ، وقد مضى في أبواب فضائل أمير المؤمنين عليه‌السلام وفي أبواب الحوض والشفاعة وأحوال القيامة ، كثير من فضائل الشيعة.

١٦

* « باب » *

« ان الشيعة هم أهل دين الله ، وهم على دين أنبيائه ، وهم على الحق ، ولا يغفر الا لهم ولا يقبل الا منهم »

الايات ; آل عمران : إن أولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين (١).

ابراهيم : فمن تبعني فانه مني (٢).

تفسير : « إن أولى الناس بابراهيم » في المجمع (٣) أي أحق الناس بنصرة إبراهيم بالحجة أو بالمعونة « للذين اتبعوه » في وقته وزمانه ، وتولوه بالنصرة على عدوه « وهذا النبي والذين آمنوا » يتولون نصرته بالحجة لما كان عليه من الحق « والله ولي المؤمنين » لانه يتولى نصرتهم ، والمؤمن ولي الله ، لهذا المعنى بعينه وقيل : إنه يتولي نصرة ما أمرالله به من الدين.

وفي هذه الاية دلالة على أن الولاية ثبتت بالدين لا بالنسب ، ويعضد ذلك قول أمير المؤمنين عليه‌السلام إن أولى الناس بالانبياء أعملهم (٤) بما جاؤا به ، ثم تلا

__________________

(١) آل عمران : ٦٨.

(٢) ابراهيم : ٣٦.

(٣) مجمع البيان ج ٣ ص ٤٥٧.

(٤) اعلمهم خ ل.

٨٣

هذه الاية فقال : إن ولي محمد من أطاع الله ، وإن بعدت لحمته ، وإن عدو محمد من عصى الله وإن قربت قرابته ، ثم روى رواية علي بن إبراهيم الاتية.

« فمن تبعني فانه مني » خصه أكثر المفسرين بذريته ، وظاهر الاخبار أنه أعم منهم.

١ ـ فس : عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن منصور بن يونس ، عن عمر بن يزيد قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : أنتم والله من آل محمد ، فقلت : من أنفسهم جعلت فداك؟ قال : نعم والله من أنفسهم ثلاثا ثم نظر إلي ونظرت إليه ، فقال : يا عمر إن الله تبارك و تعالى يقول : في كتابه « إن أولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين » (١).

شى : عن عمر بن يزيد مثله. (٢)

مجمع البيان : عن علي بن إبراهيم مثله (٣).

٢ ـ شى : عن علي بن النعمان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قوله « إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين » قال : هم الائمة وأتباعهم (٤).

٣ ـ شى : عن أبي الصباح قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلا يقول : في قول الله « إن أولى الناس بابراهيم » إلى قوله « والله ولي المؤمنين » ثم قال : علي والله على دين إبراهيم ومنهاجه وأنتم أولى الناس به (٥).

بيان : الضمير في « به » راجع إلى علي أو إبراهيم عليهما‌السلام.

٤ ـ شى : عن حبابة الوالبية قالت : سمعت الحسين بن علي عليهما‌السلام يقول : ما أعلم

__________________

(١) تفسير القمى ص ٩٥.

(٢) تفسير العياشى ج ١ ص ١٧٧.

(٣) مجمع البيان ج ٣ ص ٤٥٨.

(٤) تفسير العياشى ج ١ ص ١٧٧.

(٥) المصدر ج ١ ص ١٧٧.

٨٤

أحدا على ملة إبراهيم إلا نحن وشيعتنا (١).

٥ ـ شى : عن جابر الجعفي عن محمد بن علي عليهما‌السلام قال : ما من أحد من هذه الامة يدين بدين إبراهيم غيرنا وشيعتنا (٢).

٦ ـ شى : عن عمران بن ميثم قال : سمعت الحسين بن علي صلوات الله عليه يقول : ما أحد على ملة إبراهيم إلا نحن وشيعتنا ، وسائر الناس منها براء (٣).

٧ ـ شى : عن أبي ذر قال : قال : والله ما صدق أحد ممن أخذ الله ميثاقه فوفى بعهد الله غير أهل بيت نبيهم ، وعصابة قليلة من شيعتهم ، وذلك قول الله « وما وجدنا لاكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين » (٤) وقوله « ولكن أكثر الناس لا يؤمنون » (٥).

٨ ـ شى : عن علي بن عقبة ، عن أبيه ، قال : دخلت أنا والمعلى على أبي عبدالله عليه‌السلام فقال : أبشروا إنكم على إحدى الحسنيين من الله أما إنكم إن بقيتم حتى تروا ما تمدون إليه رقابكم شفى الله صدور كم وأذهب غيظ قلوبكم ، و أدا لكم على عدوكم ، وهو قول الله « ويشف صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم » (٦) وإن مضيتم قل أن تروا ذلك مضيتم على دين الله الذي رضيه لنبيه عليه وآله السلام ولعلي عليه‌السلام (٧).

٩ ـ شى : عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله تعالى « فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم » (٨) أما إنه لم يعن الناس كلهم ، أنتم اولئك ، ونظراؤكم ، إنما مثلكم في

__________________

(١) المصدر ج ١ ص ١٨٥.

(٢ و ٣) المصدر ج ١ ص ٣٨٨.

(٤) الاعراف : ١٠٢.

(٥) تفسير العياشى ج ٢ ص ٢٣. والاية الثانية في هود : ١٧.

(٦) براءة : ١٥ والادالة على العدو : الكرة عليهم.

(٧) تفسير العياشى ج ٢ ص ٧٩.

(٨) ابراهيم : ٣٧.

٨٥

الناس مثل الشعرة البيضاء في الثور الاسود أو مثل الشعرة السوداء في الثور الابيض ينبغي للناس أن يحجوا هذا البيت ، ويعظموه لتعظيم الله إياه ، وأن يلقونا حيث كنا ، نحن الادلاء على الله (١).

١٠ ـ شى : عن ثعلبة بن ميمون ، عن ميسرة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إن أبانا إبراهيم كان مما اشترط على ربه فقال : « فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم ».

١١ ـ وفي رواية اخرى عنه قال : كنا في الفسطاط عند أبي جعفر عليه‌السلام نحو من خمسين رجلا قال : فجلس بعد سكوت كان منا طويلا فقال : مالكم لا تنطقون لعلكم ترون أني نبي؟ لا والله ما أنا كذلك ، ولكن لي قرابة من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قريبة ، وولادة ، من وصلها وصله الله ، ومن أحبها أحبه الله ، ومن أكرمها أكرمه الله.

أتدرون أي البقاع أفضل عند الله منزلة؟ فلم يتكلم أحد فكان هو الراد على نفسه ، فقال : تلك مكة الحرام التي رضيها لنفسه حرما وجعل بيته فيها ثم قال : أتدري أي بقعة أفضل من مكة؟ فلم يتكلم أحد وكان هو الراد على نفسه فقال : ما بين حجر الاسود إلى باب الكعبة ، ذلك حطيم إبراهيم نفسه ، الذي كان يزود (٢) فيه غنمه ويصلي فيه.

فوالله لو أن عبدا صف قدميه في ذلك المكان قام النهار مصليا حتى يجنه الليل وقام الليل مصليا حتى يجنه النهار ، ثم لم يعرف لنا حقنا أهل البيت وحرمتنا لم يقبل الله منه شيئا أبدا ، إن أبانا إبراهيم صلوات الله عليه كان فيما اشترط على ربه أن قال : « فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم » أما إنه لم يقل الناس كلهم أنتم اولئك رحمكم الله ونظراؤكم ، إنما مثلكم في الناس مثل الشعرة البيضاء في الثور الاسود ، أو الشعرة السوداء في الثور الابيض ، ينبغي للناس أن يحجوا هذا البيت وأن يعظموه لتعظيم الله إياه ، وأن يلقونا أينما كنا نحن الادلاء على الله.

__________________

(١) تفسير العياشى ج ٢ ص ٢٣٣.

(٢) الظاهر كما في المصدر ، « يذود » اى يطردها فيه للتعليف ، والمذود ، معتلف الدابة ، والمذاد : المرتع.

٨٦

وفي خبر آخر أتدرون أي بقعة أعظم حرمة عند الله؟ فلم يتكلم أحد وكان هو الراد على نفسه فقال : ذلك ما بين الركن الاسود [ والمقام ] إلى باب الكعبة ذلك حطيم إسماعيل الذي كان يذود فيه غنيمته ، ثم ذكر الحديث (١).

بيان : في القاموس الزود تأسيس الزاد ، وكمنبر وعاؤه ، وآزدته : زودته فتزود.

١٢ ـ شى : عن الفضيل بن يسار ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : نظر إلى الناس يطوفون حول الكعبة فقال : هكذا كانوا يطوفون في الجاهلية إنما أمروا أن يطوفوا ثم ينفروا إلينا ، فيعلمونا ولايتهم ، ويعرضون علينا نصرهم ، ثم قرأ هذه الاية : « فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم » فقال : آل محمد آل محمد ، ثم قال : إلينا إلينا (٢).

١٣ ـ كش : عن أيوب بن نوح ، عن صفوان بن يحيى ، عن كليب بن معاوية الاسدي قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : والله إنكم لعلى دين الله ودين ملائكته فأعينوني بورع واجتهاد ، فوالله ما يقبل الله إلا منكم ، فاتقوا الله وكفوا ألسنتكم صلوا في مساجدهم ، فإذا تميز القوم فتميزوا (٣).

١٤ ـ بشا : عن الحسن بن الحسين بن بابويه ، عن شيخ الطائفة ، عن المفيد عن ابن قولويه ، عن أبيه ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن يونس ، عن كليب الاسدي قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : أما والله إنكم لعلى دين الله وملائكته ، فأعينونا على ذلك بورع واجتهاد ، علكيم بالصلاة والعبادة ، عليكم بالورع.

وعنه ، عن عمه محمد ، عن أبيه الحسن ، عن عمه الصدوق ، عن ابن المتوكل عن الحميري ، عن ابن هاشم ، عن ابن مرار ، عن يونس مثله (٤).

١٥ ـ سن : عن أبيه ، عن حمزة بن عبدالله ، عن جميل بن دراج ، عن حسان

__________________

(١ و ٢) المصدر ج ٢ ; ٢٣٤.

(٣) رجال الكشى : ٢٨٩ وفيه كما في نسخة الكمبانى : مساجدكم.

(٤) بشارة المصطفى ص ٥٥ و ١٧٤.

٨٧

أبي علي العجلي ، عن عمران بن ميثم ، عن حبابة الوالبية قال : دخلنا على امرأة قد صفرتها العبادة أنا وعباية بن ربعي فقالت : من الذي معك؟ قلت : ابن أخيك ميثم ، قالت : ابن أخي والله حقا أما إني سمعت أبا عبدالله الحسين بن علي عليهما‌السلام يقول : ما أحد على ملة إبراهيم إلا نحن وشيعتنا ، وسائر الناس منها براء (١).

١٦ ـ سن : عن أبيه وابن أبي نجران ، عن حماد بن عيسى ، عن حسين بن المختار ، عن عبدالرحمان بن سيابة ، عن عمران بن ميثم ، عن حبابة الوالبية قال : دخلت عليها فقالت : من أنت؟ قلت : ابن أخيك ميثم ، فقالت : أخي والله لاحدثنك بحديث سمعته من مولاك الحسين بن علي عليهما‌السلام إني سمعته يقول والذي جعل أحمس خير بجيلة (٢) وعبدالقيس خير ربيعة (٣) وهمدان خير اليمن (٤)

__________________

(١) المحاسن ص ١٤٧.

(٢) بجيلة بفتح الباء ـ بطن عظيم ينتسب إلى أمهم بجيلة وهم بنو أنمار بن أراش بن كهلان من القحطانية ، يتفرعون إلى عدة بطون : منهم قسر وهو مالك بن عبقر بن أنمار وبنو أحمس بن الغوث بن انمار ، وعرينة ، فالمراد من الاحمس ليس معنى الحمس لتشددهم في دينهم ، فان الحمس قبائل من العرب : قريش وكنانة ومن دان بدينهم من بنى عامر ابن صعصعة وهم كلاب وكعب وعامر ، ومن دينهم ، انهم كانوا لا يستظلون أيام منى ولا يدخلون البيت من أبوابها ويتركون الوقوف على عرفة والافاضة منها مع اعترافهم بأنها من المشاعر والحج في دين ابراهيم عليه الصلاة والسلام ، وغير ذلك مما ابتدعوها في سنن الحج كما تراه في سيرة ابن هشام ج ١ ص ١٩٩ ـ ٢٠٢. فالمراد بأحمس هو أحمس بن الغوث بن انمار وهم في بطون بجيلة خير من سائر البطون.

(٣) ربيعة ، المراد هنا ربيعة بن نزار ، شعب عظيم ، فيه قبائل عظام وبطون وأفخاد ينتسب إلى ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان ، ويعرف بربيعة الفرس ، وأفخرهم وأشرفهم بطن عبدالقيس وهم بنو عبدالقيس بن أفصى.

(٤) همدان بطن من كهلان ، من القحطانية ، وهم بنو همدان بن مالك بن زيد بن أوسلة بن ربيعة بن الخيار [ الحيان ] بن مالك بن زيد بن كهلان ، وهم أشرف من سكن اليمن ، وكانوا شيعة لعلى بن أبى طالب عليه الصلاة والسلام.

٨٨

إنكم خير الفرق ، ثم قال : ما على ملة إبراهيم إلا نحن وشيعتنا وسائر الناس منها براء (١).

توضيح : قال الجوهري : الاحمس الشجاع وإنما سميت قريش وكنانة حمسا لتشددهم في دينهم ، وقال بجيلة حى من اليمن ، ويقال إنهم من معد وقال عبدالقيس أبوقبيلة من أسد وهو عبدالقيس بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد ابن ربيعة وقال : ربيعة الفرس أبوقبيلة وهو ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان وقال همدان قبيلة من اليمن.

١٧ ـ سن : عن أبيه ومحمد بن عيسى ، عن صفوان ، عن إسحاق بن عمار ، عن عباد بن زياد قال : قال لي أبوعبدالله عليه‌السلام : يا عباد ما على ملة إبراهيم أحد غيركم وما يقبل الله إلا منكم ، ولا يغفر الذنوب إلا لكم (٢).

١٨ ـ سن : عن ابن فضال ، عن حماد بن عثمان ، عن عبدالله بن سليمان الصيرفي قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : « إن أولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا » (٣) ثم قال : أنتم والله على دين إبراهيم ، ومنهاجه وأنتم أولى الناس به (٤).

١٩ ـ سن : عن الوشاء ، عن مثنى الحناط ، عن أحمد ، عن رجل ، عن أبي المغيرة قال : سمعت عليا عليه‌السلام يقول : اتقوا الله ولا يخدعنكم إنسان ، ولا يكذبنكم إنسان ، فانماديني دين واحد دين آدم الذي ارتضاه الله ، وإنما أنا عبد مخلوق ولا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ، وما أشاء إلا ماشاء الله (٥).

٢٠ ـ سن : عن أبيه ، عن النضر ، عن يحيى الحلبي ، عن أبي المغرا ، عن يزيد بن خليفة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال لنا ونحن عنده : نظرتم والله حيث نظر الله ، واخترتم من اختار الله وأخذ الناس يمينا وشمالا وقصدتم قصد محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله

__________________

(١ و ٢) المحاسن ص ١٤٧.

(٣) آل عمران : ٦٨.

(٤ ـ ٥) المحاسن ص ١٤٨.

٨٩

أما والله إنكم لعلى المحجة البيضاء (١).

٢١ ـ سن : عن أبيه ، عن النضر ، عن يحيى الحلبي ، عن أيوب بن حر ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : أنتم والله على دين الله ودين رسوله ودين علي بن أبي طالب عليه‌السلام وما هي إلا آثار عندنا من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فكنزها (٢).

٢٢ ـ سن : عن أبيه ، عن حمزة بن عبدالله ، عن جميل بن دراج ، عن سعيد ابن يسار قال : دخلت على أبي عبدالله عليه‌السلام وهو على السرير فقال : يا سعيد إن طائفة سميت مرجئة وطائفة سميت الخوارج وسميتم الترابية (٣).

٢٣ ـ سن : عن أبيه ، عن القاسم بن محمد ، عن حبيب الخثعمي والنضر ، عن يحيى الحلبي ، عن ابن مسكان ، عن حبيب قال : قال لنا أبوعبدالله عليه‌السلام : ما أحد أحب إلي منكم إن الناس سلكوا سبلا شتى منهم آخذ بهواه ، ومنهم آخذ برأيه ، وإنكم أخذتم بأمر له أصل (٤).

٢٤ ـ سن : في حديث آخر لحبيب عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن الناس أخذوا هكذا وهكذا فطائفة أخذوا بأهوائهم ، وطائفة قالوا بالرواية ، وإن الله لهداكم لحبه وحب من ينفعكم حبه عنده (٥).

٢٥ ـ سن : عن ابن فضال ، عن ثعلبة ، عن بشير الدهان قال : قال لي أبوعبدالله عليه‌السلام : إن هذه المرجئة وهذه القدرية ، وهذه الخوارج ليس منهم أحد إلا وهو يرى أنه على الحق وإنكم إنما أجبتمونا في الله ثم تلا « أطيعو الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منكم » (٦) و « ما آتيكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا » (٧) « من يطع الرسول فقد أطاع الله » (٨) « إن كنتم تحبون الله فاتبعوني

__________________

(١) المحاسن : ١٤٨ (٢) المحاسن ص ١٤٦.

(٣ ـ ٥) المحاسن ص ١٥٦.

(٦) النساء : ٥٩.

(٧) الحشر : ٧.

(٨) النساء : ٧٩.

٩٠

يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم » (١) ثم قال : والله لقد نسب الله عيسى بن مريم في القرآن إلى إبراهيم من قبل النساء قال : « ومن ذريته داود وسليمان إلى قوله ويحيى وعيسى » (٢).

بيان : والله لقد نسب الله ، أقول استدل عليه‌السلام بذلك على أنهم من ذرية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

٢٦ ـ سن : عن أبيه ، عن النضر ، عن يحيى الحلبي ، عن بشير في حديث سليمان مولى طربال قال : ذكرت هذه الاهواء عند أبي عبدالله عليه‌السلام قال : لا والله ما هم على شئ مما جاء به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلا استقبال الكعبة فقط (٣).

٢٧ ـ سن : عن أبيه وحسين بن حسن ، عن ابن سنان ، عن أبي الجارود قال : خرج أبوجعفر عليه‌السلام على أصحابه يوما وهم ينتظرون خروجه وقال لهم : تحروا البشرى من الله ما أحد يتحرى البشرى من الله غيركم (٤).

٢٨ ـ سن : عن ابن فضال ، عن أبي كهمس قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول أخذ الناس يمينا وشمالا ولزمتم أهل بيت نبيكم فابشروا ، قال : جعلت فداك أرجوا أن لا يجعلنا الله وإياهم سواء ، فقال : لا والله لا والله ثلاثا (٥).

٢٩ ـ سن : عن ابن محبوب ، عن أبي جعفر الاحول ، عن بريد العجلي و زرارة بن أعين ومحمد بن مسلم قالوا : قال لنا أبوجعفر عليه‌السلام : ما الذي تبغون؟ أما لو كانت فزعة من السماء لفزع كل قوم إلى مأمنهم ، ولفزعنا نحن إلى نبينا ، و فزعتم إلينا ، فأبشروا ثم أبشروا ثم أبشروا ، لا والله لا يسويكم الله وغيركم ولا كرامة لهم (٦).

__________________

(١) آل عمران : ٣١.

(٢ و ٣) المحاسن ص ١٥٦.

(٤) المحاسن ص ١٦٠ ، وفيه بدل التحرى التنجز في الموضعين.

(٥) المحاسن ص ١٦٠.

(٦) المحاسن : ١٦١.

٩١

٣٠ ـ سن : عن ابن فضال ، عن علي بن عقبة ، عن أبي كهمس ، عن أبي ـ عبدالله عليه‌السلام قال : عرفتمونا وأنكرنا الناس ، وأجبتمونا وأبغضنا الناس ، ووصلتمونا وقطعنا الناس رزقكم ، الله مرافقة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وسقاكم من حوضه (١).

٣١ ـ سن : عن أبيه ، عن النضر ، عن يحيى الحلبي ، عن بشير الكناسي قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : وصلتم وقطع الناس ، وأحببتم وأبغض الناس ، و عرفتم وأنكر الناس وهو الحق (٢).

٣٢ ـ سن : عن ابن فضال ، عن ثعلبة ، عن بشير الدهان قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : عرفتم في منكرين كثيرا ، وأحببتم في مبغضين كثير ، وقد يكون حب في الله ورسوله وحب في الدنيا ، فما كان في الله ورسوله فثوابه على الله ، وما كان في الدنيا فليس بشئ ، ثم نقض يده (٣).

٣٣ ـ سن : عن أبيه ، عمن ذكره ، عن حنان أبي علي ، عن ضريس الكناسي قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله « وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد » (٤) ، فقال : هو والله هذا الامر الذي أنتم عليه (٥).

بيان : « وهدوا إلى الطيب من القول » في المجمع أي ارشدوا في الجنة إلى التحيات الحسنة ، يحيي بعضهم بعضا ، ويحييهم الله وملائكته بها ، وقيل : معناه ارشدوا إلى شهادة أن لا إله إلا الله والحمد لله عن ابن عباس ، وزاد ابن زيد والله أكبر ، وقيل معناه أرشدوا إلى القرآن عن السدي ، وقيل : إلى القول الذي يلتذونه ويشتهونه وتطيب به نفوسهم ، وقيل إلى ذكر الله فهم به يتنعمون « وهدوا إلى صراط الحميد » والحميد هو الله المستحق للمحمد المستحد إلى عباده بنعمه ، أي الطالب منهم أن يحمدوه وروي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : ما أحد أحب إليه الحمد من الله عز

__________________

(١ ـ ٣) المحاسن ص ١٦١ و ١٦٢.

(٤) الحج : ٢٤.

(٥) المحاسن ص ١٦٩.

٩٢

ذكره ، وصراط الحميد طريق الاسلام وطريق الجنة انتهى (١).

وظاهر الخبر أن المراد به الهداية في الدنيا ، ويحتمل الاخرة أيضا أي يثبتون على العقائد الحقة ويظهرونها ويلتذون بها.

٣٤ ـ سن : عن ابن أبي نصر ، عن صفوان الجمال ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قول الله « كل شئ هالك إلا وجهه » (٢) قال : من أتى الله بما أمر به من طاعته وطاعة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله فهو الوجه الذي لا يهلك ، ولذلك « من يطع الرسول فقد أطاع الله » (٣).

٣٥ ـ سن : عن ابن فضال ، عن علي بن عقبة بن خالد ، عن أبيه قال : دخلت أنا ومعلى بن خنيس ، على أبي عبدالله عليه‌السلام وليس هو في مجلسه فخرج علينا من جانب البيت من عند نسائه وليس عليه جلباب ، فلما نظر إلينا رحب فقال : مرحبا بكما وأهلا ، ثم جلس وقال : أنتم اولو الالباب في كتاب الله ، قال الله تبارك و تعالى « إنما يتذكر اولوا الالباب » (٤) فأبشروا ، أنتم على إحدى الحسنين من الله (٥) أما إنكم إن بقيتم حتى تروا ما تمدون إليه رقابكم ، شفى الله صدوركم وأذهب غيظ قلوبكم ، وأدالكم على عدوكم : وهو قول الله تبارك وتعالى « ويشف صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم » (٦) وإن مضيتم قببل أن تروا ذلك ، مضيتم على دين الله الذي رضيه لنبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله وبعث عليه (٧).

__________________

(١) مجمع البيان ج ٧ ص ٧٨.

(٢) القصص : ٨٨.

(٣) المحاسن ص ٢١٩ والاية الثانية في النساء : ٧٩.

(٤) الرعد : ١٩.

(٥) كما قال الله عزوجل : « قل هل تربصون بنا الا احدى الحسنيين » الاية ٥٣.

من سورة براءة.

(٦) براءة : ١٤ و ١٥.

(٧) المحاسن ص ١٧٠

٩٣

٣٦ ـ سن : عن أبيه ، عن علي بن النعمان عمن ذكره ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قول الله « إن عبادي ليس لك عليهم سلطان » (١) فقال : ليس على هذه العصابة خاصة سلطان ; قلت : وكيف وفيهم ما فيهم؟ فقال : ليس حيث تذهب إنما هو ليس لك سلطان أن يحبب إليهم الكفر ، ويبغض إليهم الايمان (٢).

٣٧ ـ سن : عن ابن محبوب ، عن حنان بن سدير وابن رئاب ، عن زرارة قال : قلت لابي جعفر عليه‌السلام : قوله : « لاقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لا تينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين » (٣) فقال أبوجعفر عليه‌السلام : يا زرارة إنما صمد لك ولاصحابك ، فأما الاخرين فقد فرغ منهم (٤).

بيان : « لاقعدن لهم » أي أرصد لهم كما يقعد قاطع الطريق للسائل « صراطك المستقيم » أي طريق الايمان ونصبه على الظرف « ثم لاتينهم من بين أيديهم » إلى آخره قيل : أي من جميع الجهات ، مثل قصده إياهم بالتسويل والاضلال من أي وجه يمكنه باتيان العدو من الجهات الاربع.

وروي عن ابن عباس « من بين أيديهم » من قبل الاخرة « ومن خلفهم » من قبل الدنيا « وعن أيمانهم وعن شمائلهم » من جهة حسناتهم وسيئاتهم ، وقيل « من بين أيديهم » من حيث يعلمون ويقدرون التحرز عنه « ومن خلفهم » من حيث لا يعلمون ولا يقدرون « عن أيمانهم وعن شمائلهم » من حيث يتيسرلهم أن يعلموا ويتحرزوا ولكن لم يفعلوا لعدم تيقظهم واحتياطهم ، « ولا تجد أكثرهم شاكرين » أي مطيعين والصمد : القصد.

٣٨ ـ سن : عن ابن محبوب ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبان بن تغلب

__________________

(١) الحجر : ٤٢.

(٢) المحاسن ١٧١.

(٣) الاعراف : ١٥ و ١٦.

(٤) المحاسن ص ١٧١.

٩٤

قال : قال أبوجعفر عليه‌السلام : إذا قدمت الكوفة إنشاء الله فاروعني هذا الحديث « من شهد أن لا إله إلا الله وجبت له الجنة » فقلت : جعلت فداك يجئني كل صنف من الاصناف ، فأروي لهم هذا الحديث؟ قال : نعم يا أبان بن تغلب إنه إذا كان يوم القيامة جمع الله تبارك وتعالى الاولين والاخرين في روضة واحدة فيسلب لا إله إلا الله إلا ممن كان على هذا الامر (١).

٣٩ ـ سن : عن أبيه ، عن صفوان ، عن أبي سعيد المكاري ، عن أبي بصير عن الحارث [ بن المغيرة ] النضري قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل « كل شئ هالك إلا وجهه » (٢) فقال : كل شئ هالك إلا من أخذ الطريق الذي أنتم عليه (٣).

بيان : على هذا التاويل المراد بالوجه الجهة التي أمر الله أن يوتى منه.

٤٠ ـ سن : عن محمد بن علي ، عن عبيس بن هشام الناشري ، عن الحسن بن الحسين ، عن مالك بن عطية ، عن أبي حمزة ، عن أبي الطفيل قال : قام أمير المؤمنين علي عليه‌السلام على المنبر فقال : إن الله بعث محمدا بالنبوة واصطفاه بالرسالة ، فأنال في الناس وأنال ، وعندنا أهل البيت مفاتيح العلم ، وأبواب الحكمة ، وضياء الامر وفصل الخطاب ، ومن يحبنا أهل البيت ينفعه إيمانه ، ويتقبل منه عمله ، ومن لا يحبنا أهل البيت لا ينفعه إيمانه ، ولا يتقل منه عمله ، وإن أدأب الليل والنهار لم يزل (٤).

بيان : « فأنال في الناس وأنال » أي أعطى الناس ونشر فيهم العلوم الكثيرة فمنهم من غير ، ومنهم من نسي ، ومنهم من لم يفهم المراد فأخطأ ، فنصب أوصياءه المعصومين عن الخطاء والزلل ، ليميزوا بين الحق والباطل ، وجعل عندهم مفاتيح العلم ، وأبواب الحكمة ، وضياء الامر ووضوحه ، والخطاب الفاصل بين الحق و

__________________

(١) المحاسن ص ١٨١ ومثله في ص ٣٣.

(٢) القصص ٨٨.

(٣ ـ ٤) المحاسن ص ١٩٩.

٩٥

الباطل ، فيجب الرجوع إليه فيما اختلفوا ، وقد مرت الاخبار الكثيرة في ذلك في كتاب العلم ، وفي القاموس دأب في عمله كمنع دأبا ويحرك ودؤوبا بالضم جد وتعب وأدأبه (١).

٤١ ـ سن : عن ابن بزيغ ، عن منصور بن يونس ، عن جليس لابي حمزة الثمالي عن أبي حمزة قال : قلت لابي جعفر عليه‌السلام : قول الله « كل شئ هالك إلا وجهه » (٢) فقال : فيهلك كل شئ ويبقى الوجه ، ثم قال : إن الله أعظم من أن يوصف ، ولكن معناها كل شئ هالك إلا دينه ، والوجه الذي يؤتى منه (٣).

١٣ ـ سن : عن أبيه ، عن صفوان بن يحيى ، عن أبي سعيد ، عن أبي بصير عن الحارث بن المغيرة النضري قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن قول الله كل شئ هالك إلا من أخذ طريق الحق (٤).

١٧

* « ( باب ) » *

* « ( فضل الرافضة ومدح التسمية بها ) » *

١ ـ سن : عن علي بن أسباط ، عن عتيبة بياع القصب ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : والله لنعم الاسم الذي منحكم الله مادمتم تأخذون بقولنا ، ولا تكذبون علينا قال : وقال لي أبوعبدالله عليه‌السلام : هذا القول ، أني كنت خبرته أن رجلا قال لي : إياك أن تكون رافضيا (٥).

بيان : « إني كنت » أي إنما قال عليه‌السلام هذا القول لاني كنت أخبرته.

__________________

(١) القاموس ج ١ ص ٦٤.

(٢) القصص ص ٨٨.

(٣) المحاسن : ٢١٨.

(٤) المحاسن ص ٢١٩.

(٥) المحاسن ص ١٥٧.

٩٦

٢ ـ سن : عن ابن يزيد ، عن صفوان ، عن زيد الشحام ، عن أبي الجارود قال : أصم الله أذنيه كما أعمى عينيه إن لم يكن سمع أبا جعفر عليه‌السلام ورجل يقول : إن فلانا سمانا باسم ، قال : وما ذاك الاسم؟ قال : سمانا الرافضة ، فقال أبوجعفر عليه‌السلام بيده إلى صدره : وأنا من الرافضة وهو مني قالها ثلاثها (١).

٣ ـ سن : عن ابن يزيد ، عن ابن محبوب ، عن محمد بن سليمان ; عن رجلين عن أبي بصير قال : قلت لابي جعفر عليه‌السلام : جعلت فداك اسم سمينا به استحلت به الولاة دماءنا وأموالنا وعذابنا ، قال : وما هو؟ قال : الرافضة ، فقال أبوجعفر عليه‌السلام : إن سبعين رجلا من عسكر فرعون رفضوا فرعون فأتوا موسى عليه‌السلام فلم يكن في قوم موسى أن أثبت لهم هذا الاسم في التوراة فاني نحلتهم ، وذلك اسم قد نحلكموه الله (٢).

٤ ـ فر : عن محمد بن القاسم بن عبيد ، عن الحسن بن جعفر ، عن الحسين ، عن محمد يعني ابن عبدالله الحنظلي ، عن وكيع ، عن سليمان الاعمش قال : دخلت على أبي عبدالله جعفر بن محمد عليهما‌السلام قلت : جعلت فداك إن الناس يسمونا روافض ، وما الروافض؟ فقال : والله ما هم سمو كموه ، ولكن الله سماكم به في التوراة الانجيل على لسان موسى ولسان عيسى عليهما‌السلام وذلك أن سبعين رجلا من قوم فرعون رفضوا فرعون ودخلوا في دين موسى فسماهم الله تعالى الرافضة ، وأوحى إلى موسى أن أثبت لهم في التوراة حتى يملكوه على لسان محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله.

ففرقهم الله فرقا كثيرة وتشعبوا شعبا كثيرة ، فرفضوا الخير فرفضتم الشر واستقمتم مع أهل بيت نبيكم عليهم‌السلام فذهبتم حيث ذهب نبيكم ، واخترتم من اختار الله ورسوله ، فأبشروا ثم أبشروا فأنتم المرحومون ، المتقبل من محسنهم والمتجاوز عن مسيئهم ، ومن لم يلق الله بمثل ما لقيتم لم تقبل حسناته ولم يتجاوز عن سيئاته ، يا سليمان هل سررتك؟ فقلت : زدني جعلت فداك ، فقال : إن لله عزوجل ملائكة

__________________

* (١ و ٢) المحاسن ص ١٥٧.

٩٧

يستغفرون لكم ، حتى تتساقط ذنوبكم ; كما تتساقط ورق الشجر في يوم ريح ، و ذلك قول الله تعالى : « الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم و يستغفرون للذين آمنوا » (١) هم شيعتنا وهي والله لهم يا سليمان ، هل سررتك؟ فقلت : جعلت فداك زدني! قال : ما على ملة إبراهيم عليه‌السلام إلا نحن وشيعتنا ، وسائر الناس منها برئ (٢).

١٨

* ( باب ) *

* « ( والصفح عن الشيعة وشفاعة ائمتهم صلوات الله عليهم فيهم ) » *

١ ـ ن : عن أحمد بن أبي جعفر البيهقي ، عن علي بن جعفر المدني ، عن علي بن محمد بن مهرويه القزويني ، عن داود بن سليمان ، عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا كان يوم القيامة ولينا حساب شيعتنا فمن كانت مظلمته فيما بينه وبين الله عزوجل حكمنا فيها فأجابنا ، ومن كانت مظلمته فيما بينه وبين الناس استوهبناها فوهبت لنا ، ومن كانت مظلمته فيما بينه وبيننا كنا أحق من عفا وصفح (٣).

٢ ـ ن : بإسناد التميمي ، عن الرضا ، عن آبائه ، عن الحسين بن علي عليهم‌السلام قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي : بشرشيعتك أني الشفيع لهم يوم القيامة وقت لا تنفع فيه إلا شفاعتي (٤).

٣ ـ ما : عن المفيد ، عن ابن قولويه ، عن محمد بن الحسين بن محمد بن عامر ، عن

__________________

(١) غافر : ٧.

(٢) تفسير فرات ص ١٣٩.

(٣) عيون أخبار الرضا ج ٢ ص ٥٧.

(٤) عيون أخبار الرضا ج ٢ ص ٦٨.

٩٨

المعلى بن محمد ، عن محمد بن جمهور ، عن ابن محبوب ، عن أبي محمد الوابشي ، عن أبي الورد قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : إذا كان يوم القيامة جمع الله الناس في صعيد واحد من الاولين والاخرين ، عراة حفاة ، فيوقفون على طريق المحشر حتى يعرقوا عرقا شديدا وتشتد أنفاسهم ، فيمكثون كذلك ما شاء الله ، وذلك قوله تعالى « فلا تسمع إلا همسا » (١).

قال : ثم ينادى مناد من تلقاء العرش : أين النبي الامي؟ قال : فيقول الناس : قد أسمعت كلا فسم باسمه ، قال : فينادي أين نبي الرحمة محمد بن عبدالله؟ قال : فيقوم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فيتقدم أمام الناس كلهم حتى ينتهي إلى حوض طوله ما بين أبلة وصنعاء ، فيقف عليه ، ثم ينادي بصاحبكم فيقوم (٢) أمام الناس فيقف معه ، ثم يؤذن للناس فيمرون.

قال أبوجعفرعليه‌السلام : فبين وارد يومئذ ، وبين مصروف ، فاذا رأى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من يصرف عنه من محبينا أهل البيت بكى وقال : يا رب شيعة علي يا رب شيعة علي ، قال : فيبعث الله عليه ملكا فيقول له : ما يبكيك يا محمد؟ قال : فيقول : و كيف لا أبكي لاناس من شيعة أخي علي بن أبي طالبب أراهم قد صرفوا تلقاء أصحاب النار ، ومنعوا من ورود حوضي؟ قال : فيقول الله عزوجل له : يا محمد قد وهبتهم لك وصفحت لك عن ذنوبهم ، وألحقتهم بك ، وبمن كانوا يتولون من ذريتك ، وجعلتهم في زمرتك ، وأوردتهم حوضك ، وقبلت شفاعتك فيهم ، وأكرمتك بذلك. ثم قال أبوجعفر محمد بن علي بن الحسين عليهم‌السلام : فكم من باك يومئذ وباكية ، ينادون يا محمداه إذا رأوا ذلك ، قال : فلا يبقى أحد يومئذ كان يتوالانا ويحبنا ويتبرأ من عدونا ، ويبغضهم إلا كان في حزبنا ومعنا وورد حوضنا (٣).

__________________

(١) طه : ١٠٨.

(٢) فيتقدم خ ل.

(٣) أمالى الطوسى ج ١ ص ٦٥.

٩٩

فس : عن أبيه ، عن ابن محبوب مثله (١).

بيان : الهمس : الصوت الخفي والابلة بضم الهمزة والباء وتشديد اللام بلد قريب البصرة ، ولعله كان موضع البصرة المعروفة الان بها وفي بعض النسخ أيلة بفتح الهمزة ، وسكون الياء المثناة التحتانية ، وهو بلد معروف فيما بين مصر والشام.

٤ ـ جا (٩) ما : عن المفيد ، عن أبي غالب الزراري ، عن عمه علي بن سليمان عن الطيالسي (٢) عن العلاء ، عن محمد قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله عزوجل « فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما » (٣) فقال عليه‌السلام : يؤتى بالمؤمن المذنب يوم القيامة حتى يقام بموقف الحساب ، فيكون الله تعالى هو الذي يتولى حسابه لا يطلع على حسابه أحدا من الناس ، فيعرفه ذنوبه ، حتى إذا أقر بسيئاته قال الله عزوجل للكتبة : بدلوها حسنات ، وأظهروها للناس ، فيقول الناس حينئذ : ما كان لهذا العبد سيئة واحدة ، ثم يأمر الله به إلى الجنة فهذا تأويل الاية ، فهي في المذنبين من شيعتنا خاصة (٤).

٥ ـ ما : عن المفيد ، عن علي بن الحسين البصري ، عن أحمد بن علي بن مهدي عن أبيه ، عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : حبنا أهل البيت يكفر الذنوب ، ويضاعف الحسنات ، وإن الله تعالى ليتحمل عن محبينا أهل البيت ما عليهم من مظالم العباد ، إلا ما كان منهم فيها على إضرار وظلم للمؤمنين فيقول : للسيئات كوني حسنات (٥).

٦ ـ ما : عن المفيد ، عن ابن قولويه ، عن محمد بن همام ، عن علي بن محمد ابن مسعدة ، عن جده مسعدة بن صدقة قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : والله لا يهلك هالك على حب علي إلا رآه في أحب المواطن إليه [ والله لا يهلك هالك

__________________

(١) تفسير القمى ص ٤٢٣.

(٢) مجالس المفيد ص ١٨٤.

(٣) الفرقان : ٧٠.

(٤) أمالى الطوسى ج ١ ص ٧٠.

(٥) أمالى الطوسى ج ١ ص ١٦٦.

١٠٠