بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٠١
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

لعلي عليه‌السلام : يا علي يخرج يوم القيامة قوم من قبورهم بياض وجوههم كبياض الثلج ، عليهم ثياب بياضها كبياض اللبن ، عليهم نعال الذهب شراكها من اللؤلؤ يتلالا ، فيؤتون بنوق من نور ، عليها رحائل الذهب ، مكللة بالدر والياقوت فيركبون عليها حتى ينتهوا إلى عرش الرحمن ، والناس في الحساب يهتمون ويغتمون وهؤلاء يأكلون ويشربون ، فرحون ، فقال أمير المومنين عليه‌السلام : من هؤلاء يا رسول الله؟ قال : هم شيعتك وأنت إمامهم ، وهو قول الله عزوجل « يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا » على الرحائل و « نسوق المجرمين إلى جهنم وردا (١) » وهم أعداؤك يساقون إلى النار بلا حساب.

توضيح : قال الجوهري : الرحالة سرج من جلود ليس فيه خشب كانوا يتخذونه للركض الشديد والجمع الرحائل.

٨٥ ـ مجمع البيان : عن العياشي بالاسناد ، عن منهال القصاب قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : ادع الله أن يرزقني الشهادة فقال : المؤمن شهيد ، ثم تلا « والذين آمنوا بالله ورسله اولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم لهم أجرم ونورهم ».

روي أيضا ، عن الحارث بن المغيرة قال : كنا عند أبي جعفر عليه‌السلام ، فقال : العارف منكم هذا الامر المنتظر له المحتسب فيه الخير كمن جاهد والله مع قائم آل محمد بسيفه ، ثم قال : بل والله كمن جاهد مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بسيفه ، ثم قال الثالثة : بل والله كمن استشهد مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في فسطاطه ، وفيكم آية في كتاب الله : قلت : وأي آية جعلت فداك؟ قال : قول الله تعالى : « والذين آمنوا بالله ورسله اولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم » ثم قال صرتم والله صادقين ، شهداء عند ربكم. (٢)

٨٦ ـ كنز : روى صاحب كتاب البشارات مرفوعا إلى الحسين بن أبي حمزة عن أبيه قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : جعلت فداك قد كبر سني ودق عظمي و

__________________

(١) مريم : ٨٥ ـ ٨٦.

(٢) مجمع البيان ج ٩ ص ٢٣٨. والاية في سورة الحديد : ١٩.

١٤١

اقترب أجلي وقد خفت أن يدركني قبل هذا الامر الموت ، قال : فقال لي : يا أبا حمزة أو ما ترى الشهيد إلا أن قتل؟ قلت : نعم جعلت فداك ، فقال لي : يا أبا حمزة من آمن بنا وصدق حديثنا ، وانتظر أمرنا ، كان كمن قتل تحت راية القائم ، بل والله تحت راية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

وعن أبى بصير قال : قال لي الصادق عليه‌السلام : يا أبا محمد إن الميت على هذا الامر شهيد ، قال : قلت : جعلت فداك وإن مات على فراشه؟ قال : وإن مات على فراشه ، فانه حي يرزق.

٨٧ ـ كنز : روي مرفوعا ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : خلق الله من نور وجه علي بن أبيطالب عليه‌السلام سبعين ألف ملك ، يستغفرون له و لمحبيه إلى يوم القيامة.

وروى أبونعيم ، عن محمد بن حميد باسناده عن عيسى بن عبدالله بن عمر بن علي بن أبي طالب ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي عليه‌السلام : قال : قال سلمان الفارسي : يا أبا الحسن ما طلعت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إلا وضرب بين كتفي وقال : يا سلمان هذا وحزبه هم المفلحون.

٨٨ ـ ختص : عن محمد بن الحسين ، عن ابن محبوب ، عن هشام بن سالم عن حبيب السجستاني ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال الله تبارك وتعالى : لاعذ بن كل رعية في الاسلام أطاعت كل إمام ليس من الله ، وإن كانت الرعية بارة تقية ولاعفون عن كل رعية أطاعت كل إمام عادل من الله وإن كانت الرعية ظالمة مسيئة (١).

أقول : رواه الصدوق في كتاب فضائل الشيعة بإسناده ، عن السجستاني وفيه دانت لولاية كل إمام في الموضعين (٢).

٨٩ ـ وبإسناده عن الثمالي قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : أنتم أهل تحية

__________________

(١) الاختصاص ص ٢٥٩.

(٢) فضائل الشيعة ص ١٤٤ ، وهكذا الاحاديث الاتية.

١٤٢

الله وسلامه ، وأنتم أهل أثرة الله برحمته ، وأهل توفيق الله وعصمته ، وأهل دعوة الله بطاعته لا حساب عليكم ولا خوف ولا حزن.

قال أبوحمزة وسمعته يقول : رفع القلم عن الشيعة بعصمة الله وولايته ، قال : وسمعته عليه‌السلام يقول : إني لاعلم قوما قد غفر الله لهم ورضي عنهم ، وعصمهم و رحمهم وحفظهم من كل سوء ، وأيدهم وهداهم إلى كل رشد ، وبلغ بهم غاية الامكان ، قيل : من هم يا أبا عبدالله ، قال : اولئك شيعتنا الابرار ، شيعة علي عليه‌السلام.

وقال عليه‌السلام : نحن الشهداء على شيعتنا ، وشيعتنا شهداء على الناس ، وبشهادة شيعتنا يجزون ويعاقبون.

بيان : في المصباح آثرته بالمد فضلته واستأثر بالشئ استبد به والاسم الاثرة كقصبة وفي القاموس الاثره بالضم المكرمة المتوارثة والبقية من العلم تؤثر كالاثرة والاثارة وآثر اختار ، وفلان أثيري أي من خلصائي. والاكثر هنا مناسب.

٩٠ ـ فضائل الشيعة : عن أبيه ، عن سعد ، عن عباد بن سليمان ، عن محمد ابن سليمان ، عن أبيه ، عن ابن تغلب ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قلت : جعلت فداك « فلا اقتحم العقبة » قال : فقال من أكرمه الله بولايتنا فقد جاز العقبة ، ونحن تلك العقبة من اقتحمها نجا ، قال : فسكت ثم قال : هلا أفيدك حرفا خيرا من الدنيا وما فيها؟ قال : قلت : بلى جعلت فداك قال : قوله تعالى : « فك رقبة » الناس كلهم عبيد النار غيرك وأصحابك ، فان الله عزوجل فك رقابهم من النار بولايتنا أهل البيت (١).

وباسناده عن أبي عبدالله الجدلي قال : قال علي عليه‌السلام : يا أبا عبدالله ألا احدثك بالحسنة التي من جاء بها أمن من فزع يوم القيامة ، والسيئة التي من جاء بها أكبه الله على وجهه في النار؟ قال : قلت : بلى ، قال : الحسنة حبنا

__________________

(١) فضائل الشيعة ص ١٥٠ ، والاية في البلد : ١٣.

١٤٣

والسيئة بغضنا (١)

وباسناده عن ابن فضال ، عن محمد بن الفضيل ، عن أبي حمزة قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : أنتم للجنة ، والجنة لكم ، أسماؤكم عندنا الصالحون والمصلحون ، أنتم أهل الرضى عن الله لرضاه عنكم ، والملائكة إخوانكم في الخير إذا اجتهدوا (٢).

وبهذا الاسناد عنه عليه‌السلام قال : دياركم لكم جنة وقبوركم لكم جنة ، للجنة خلقتم ، وإلى الجنة تصيرون (٣).

٩١ ـ كنز عن الصدوق ، عن ماجيلويه باسناده عن رجاله ، عن حنظلة ، عن ميسرة قال : سمعت أبا الحسن الرضا عليه‌السلام يقول : والله لا يرى منكم في النار اثنان لا والله ولا واحد ، قال : قلت : فأين ذلك من كتاب الله؟ قال : فأمسك عني سنة قال : فاني معه ذات يوم في الطواف إذ قال لي : اليوم اذن لي في جوابك عن مسألة كذا ، قال : فقلت : فأين هو من القرآن؟ قال : في سورة الرحمن وهو قول الله عزوجل « فيومئذ لا يسأل عن ذنبه » منكم « إنس ولا جان » (٤) فقلت له : ليس فيها « منكم » قال : إن أول من غيرها ابن أروى (٥) وذلك أنها حجة عليه ، وعلى أصحابه ولو لم يكن فيها منكم لسقط عقاب الله عن خلقه ، إذا لم يسأل عن ذنبه إنس ولا جان فلمن يعاقب إذا كان يوم القيامة؟.

٩٢ ـ محص ، رياض الجنان : عن فرات بن أحنف قال : كنت عند أبي عبدالله عليه‌السلام إذ دخل عليه رجل من هؤلاء الملاعين فقال : والله لاسوءنه في شيعته فقال : يا أبا عبدالله أقبل إلي فلم يقبل إليه فأعاد فلم يقبل إليه ، ثم أعاد الثالثة فقال : ها أنا ذا مقبل

__________________

(١) فضائل الشيعة ص ١٥٤.

(٢ و ٣) فضائل الشيعة ص ١٥٥.

(٤) الرحمن : ٣٦.

(٥) يعنى به عثمان نسبه عليه‌السلام إلى امه اروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس وامها البيضاء بنت عبدالمطلب عمة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

١٤٤

فقل ، ولن تقول خيرا فقال : إن شيعتك يشربون النبيذ فقال : وما بأس بالنبيذ أخبرني أبي عن جابر بن عبدالله أن أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كانوا يشربون النبيذ فقال : ليس أعنيك النبيذ أعنيك المسكر ، فقال : شيعتنا أزكى وأطهر من أن يجري للشيطان في أمعائهم رسيس ، وإن فعل ذلك المخذول منهم فيجد ربا رؤفا ونبيا بالاستغفار له عطوفا ووليا له عند الحوض ولوفا ، وتكون أنت وأصحابك ببرهوت ملوفا.

قال : فافحم الرجل وسكت ، ثم قال : ليس أعنيك المسكر إنما أعنيك الخمر ، فقال أبوعبدالله عليه‌السلام : سلبك الله لسانك ما لك تؤذينا في شيعتنا منذ اليوم أخبرني أبي ، عن علي بن الحسين ، عن علي بن أبي طالب ، عن رسول الله ، عن جبرئيل صلوات الله عليهم ، عن الله عزوجل أنه قال : يا محمد إنني حظرت الفردوس على جميع النبيين حتى تدخلها أنت وعلي وشيعتكما إلا من اقترف منهم كبيرة فاني أبلوه في ماله أو بخوف من سلطانه ، حتى تلقاه الملائكة بالروح والريحان ، وأنا عليه غير غضبان ، فيكون ذلك حلا لما كان منه ، فهل عند أصحابك هؤلاء شئ من هذا؟ فلم أودع.

بيان : « رسيس » أي شئ ثابت كناية عن الاعتياد أو قليل أوجب للحرام أو ابتداؤه في القاموس : الرس ابتداء الشئ ، ومنه رس الحمى ورسيسها والاصلاح والافساد والحفر والدس والرسيس الشئ الثابت وابتداء الحب والحمى ، وقال : الوليف البرق المتتابع اللمعان ، كالولوف ، وضرب من العد وتقع القوائم معا وأن يجئ القوم معا (١). والولاف والمؤالفة الالاف والاعتزاء والاتصال ، وقال : لاف الطعام

__________________

(١) القاموس ج ٣ ص ٢٠٦ ، وقال في الهامش : وأن يجئ القوم معا ، هكذا في سائر النسخ ومثله في العباب والصحاح ، وفى اللسان ، وكذلك أن تجيئ القوائم معا ، فانظره وتأمل انتهى.

أقول : وفى الصحاح المطبوعة أخيرا ص ١٤٤١ : ضرب من العدو وهو أن تقع القوائم معا وكذلك أن يجيئ القوم معا قال الكميت :

وولى باجريا ولاف كأنه

على الشرف الاقصى يساط ويكلب



١٤٥

كمنع أكله أكلا جيدا وقال : لفت الطعام لوفا أكلته أو مضغته ، واللؤف من الكلاء والطعام ما لا يشتهى وكلا ملوف قد غسله المطر.

« فلم أودع » أي إذا عرفت ذلك فان شئت فلم أي اثبت على الملامة فتعذب أو اترك الملامت لتنجو منه.

٩٣ ـ محص : عن الكناني قال : كنت أنا وزرارة عند أبي عبدالله عليه‌السلام فقال : لا تطعم النار أحدا وصف هذا الامر ، فقال زرارة : إن ممن يصف هذا الامر يعمل بالكبائر؟ فقال : أو ما تدري ما كان أبي يقول في ذلك؟ إنه كان يقول : إذا أصاب المؤمن من تلك الموبقات شيئا ابتلاه الله ببلية في جسده أو بخوف يدخله الله عليه حتى يخرج من الدنيا وقد خرج من ذنوبه.

٩٤ ـ محص : عن زكريا ابن آدم قال : دخلت على أبي الحسن الرضا عليه‌السلام فقال : يا زكريا ابن آدم شيعة علي رفع عنهم القلم ، قلت : جعلت فداك فما العلة في ذلك؟ قال : لانهم اخروا في دولة الباطل يخافون على أنفسهم ، ويحذرون على إمامهم يا زكريا ابن آدم ما أحد من شيعة علي أصبح صبيحة أتى بسيئة أو ارتكب ذنبا إلا أمسى وقد ناله غم حط عنه سيئته ، فكيف يجري عليه القلم.

٩٥ ـ ما : بإسناده ، عن إبراهيم بن صالح ، عن سلام الحناط ، عن هاشم ابن سعيد وسليمان الديلمي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كنت مع أبي حتى انتهينا إلى القبر والمنبر فإذا اناس من أصحابه فوقف عليهم فسلم ، وقال : والله إني لاحبكم واحب ريحكم وأرواحكم ، فأعينونا على ذلك بورع واجتهاد ، فانكم لن تنالوا ولايتنا إلا بالوع والاجتهاد ، من أئتم بإمام فليعمل بعمله.

ثم قال : أنتم شرطة الله ، وأنتم شيعة الله ، وأنتم السابقون الاولون والسابقون الاخرون أنتم السابقون في الدنيا إلى محبتنا ، والسابقون في الاخرة إلى الجنة ضمنا لكم الجنة بضمان الله عزوجل ، وضمان رسوله ، أنتم الطيبون ، ونساؤكم الطيبات ، كل مؤمن صديق وكل مؤمنة حوراء كم من مرة قد قال علي عليه‌السلام لقنبر : بشرو أبشر واستبشر ، فوالله لقد مات رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وإنه لساخط على جميع امته

١٤٦

إلا الشيعة.

إن لكل شئ عروة وإن عروة الدين الشيعة ، ألا وإن لكل شئ شرفا وشرف الدين الشيعة ، ألا وإن لكل شئ إماما وإن إماما الارض تسكنها الشيعة ألا وإن لكل شئ شهوة وإن شهوة الدنيا لسكنى الشيعة فيها ، والله لولا ما في الارض منكم ما رمت بعشب أبدا ، ومالهم في الارض من نصيب ، كل مخالف والله وإن تعبد واجتهد منسوب إلى هذه الاية « عاملة ناصبة * تصلى نارا حامية » (١)

والله ما دعا مخالف دعوة خير إلا كانت إجابة دعوته لكم ، ولا دعا أحد منكم دعوة إلا كانت له من الله مائة ، ولا سأله مسألة إلا كانت له من الله مائة ، ولا عمل أحد منكم حسنة إلا لم يحص تضاعيفها ، والله إن صائمكم ليرتع في رياض الجنة والله إن حاجكم ومعتمر كم لمن خاصة الله ، وإنكم جميعا لاهل دعوة الله ، وأهل إجابته ، لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون كلكم في الجنة فتنافسوا في الدرجات ، فوالله ما أحد أقرب إلى عرش الله بعدنا من شيعتنا ، حبذا شيعتنا ما أحسن صنع الله إليهم والله لقد قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : يخرج شيعتنا من قبورهم مشرقة وجوههم ، قريرة أعينهم ، قد اعطوا الامان يخاف الناس ولا يخافون ، ويحزن الناس ولا يحزنون والله ما سعى أحد منكم إلى الصلاة إلا وقد اكتنفته الملائكة من خلقه ، يدعون الله له بالفوز حتى يفرغ ، ألا إن لكل شئ جوهرا وجوهر ولد آدم محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ونحن وأنتم.

قال سليمان : وزاد فيه عيثم بن أسلم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : لو لا مال في الارض منكم ما زخرفت الجنة ولا خلقت حوا ، ولا رحم وطفل ، ولا أرتعت بهيمة والله إن الله أشد حبالكم منا (٢).

٩٦ ـ كتاب زيد النرسسى : قال : قلت لابي الحسن موسى عليه‌السلام : الرجل من مواليكم يكون عارفا يشرب الخمر ، ويرتكب الموبق من الذنب نتبرأ منه؟ فقال :

__________________

(١) الغاشية : ٣ ـ ٤.

(٢) أمالى الطوسى ج ٢ ص ٣٣٢.

١٤٧

تبروأ من فعله ولا تبرؤوا منه ، أحبوه وابغضوا عمله ، قلت : فيسعنا أن نقول : فاسق فاجر؟ فقال : لا ، الفاسق الفاجر : الكافر الجاحد لنا الناصب لاوليائنا أبى الله أن يكون ولينا فاسقا فاجرا ، وإن عمل ما عمل ، ولكنكم تقولون فاسق العمل فاجر العمل ، مؤمن النفس خبيث الفعل ، طيب الروح والبدن ، والله ما يخرج ولينا من الدنيا إلا والله ورسوله ونحن عنه راضون ، يحشره الله على ما فيه من الذنوب مبيضا وجهه ، مستورة عورته ، آمنة روعته ، لا خوف عليه ولا حزن ، وذلك أنه لا يخرج من الدنيا حتى يصفى من الذنوب ، إما بمصيبة في مال أو نفس أو ولد أو مرض ، وأدنى ما يصفى به ولينا أن يريه الله رؤيا مهولة فيبح حزينا لما رأى فيكون ذلك كفارة له ، أو خوفا يرد عليه من أهل دولة الباطل ، أو يشدد عليه عند الموت ، فيلقى الله طاهرا من الذنوب ، آمنا روعته بمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنين عليه‌السلام ثم يكون أمامه أحد الامرين : رحمة الله الواسعة التي هي أوسع من ذنوب أهل الارض جميعا ، وشفاعة محمد وأمير المؤمنين صلى الله عليهما ، إن أخطأته رحمة ربه أدركته شفاعة نبيه وأمير المؤمنين صلى الله عليهما فعندها تصيبه رحمة ربه الواسعة.

٩٧ ـ سن : عن ابن فضال ، عن علي بن عقبة ، عن أبيه ، عن سليمان خالد قال : كنت في محملي أقرء إذ ناداني أبوعبدالله عليه‌السلام أقرئ يا سليمان فأنا في هذه الايات التي في آخر تبارك « والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما » (١) فقال : هذه فينا أما والله لقد وعظنا وهو يعلم أنا لا نزني ، اقرأ يا سليمان فقرأت حتى انتهيت إلى قوله « إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات » قال : قف هذه فيكم إنه يؤتى بالمؤمن المذنب يوم القيامة حتى يوقف بين يدي الله عزوجل فيكون هو الذي يلي حسابه ، فيوقفه على سيئاته شيئا شيئا فيقول : عملت كذا في يوم كذا في ساعة كذا ، فيقول : أعرف يا رب حتى يوقفه على سيئاته كلها كل ذلك يقول : أعرف ، فيقول : سترتها عليك في الدنيا وأغفرها لك اليوم

__________________

(١) الفرقان : ٦٧ وما بعدها ذيلها إلى الاية : ٧٠.

١٤٨

فبدلوها لعبدي حسنات ، قال : فترفع صحيفته للناس ، فيقولون : سبحان الله [ أ ] ما كانت لهذا العبد سيئة واحدة؟ فهو قول الله عزوجل : « فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات » (١).

أقول : قد مرت أخبار كثيرة من هذا الباب في أبواب المعاد من الحوض و الشفاعة وأحوال المؤمنين والمجرمين في القيامة وغيرها وأبواب فضائل الائمة عليهم‌السلام.

١٩

* (باب ) *

* « ( صفات الشيعة ، وأصنافهم وذم الاغترار ، والحث على العمل والتقوى ) » *

١ ـ ب : عن هارون ، عن ابن صدقة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : امتحنوا شيعتنا عند مواقيت الصلوات كيف محافظتهم عليها؟ وإلى أسرارنا كيف خفظهم لها عند عدونا؟ وإلى أموالهم كيف مواساتهم لاخوانهم فيها؟ (٢).

٢ ـ ل عن أبيه ، عن أحمد بن إدريس ، عن الاشعري ، عن محمد بن عيسى ، عن أبي محمد الانصاري ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبيه قال : قال لي أبوجعفر عليه‌السلام : يا أبا المقدام إنما شيعة علي عليه‌السلام الشاحبون الناحلون (٣) الذابلون ، ذابلة شفاههم ، خميصة بطونهم ، متغيرة ألوانهم مصفرة وجوههم ، إذا جنهم الليل اتخذوا الارض فراشا ، واستقبلوا الارض بجباههم ، كثير سجودهم

__________________

(١) المحاسن ص ١٧٠.

(٢) قرب الاسناد ص ٥٢ ، الطبعة الحروفية.

(٣) الشاحب : المتغير اللون ، والناحل : المهزول الذاهب الجسم من مرض أو سقم أو سفر أو كآبة ، والذابل : الذى ذهب نضارته وماء جلده بعد الرى ، ذبل شفتاه ولسانه من عطش أو كرب : جفت ويبست ، وخمص بطنه : ضمر كأنه لصق بطنه بظهره ، واصفرار الوجوه كناية عن شدة حالهم وفقرهم.

١٤٩

كثيرة دموعهم ، كثير دعاؤهم ، كثير بكاؤهم ، يفرح الناس وهم محزنون (١).

تم : باسناده عن سعد ، عن محمد بن عيسى مثله.

بيان : « اتخذوا الارض فراشا » أي يسجدون على الارض بدلا من النوم على الفراش أو ينامون على الارض بدون فرش « واستقبلوا الارض بجباههم » للسجود.

٣ ـ ن : عن عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب ، عن منصور بن عبدالله الاصفهاني ، عن علي بن عبدالله الاسكندراني ، عن أحمد بن علي بن مهدى الرقي عن أبيه ، عن علي بن موسى الرضا ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليهم قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا علي طوبى لمن أحبك وصدق بك وويل لمن أبغضك وكذب بك ، محبوك معروفون في السماء السابعة ، والارض السابعة السفلى وما بين ذلك هم أهل الدين والورع والسمت الحسن ، والتواضع لله عزوجل خاشعة أبصارهم وجلة قلوبهم لذكر الله عزوجل ، وقد عرفوا حق ولايتك ، وألسنتهم ناطقة بفضلك وأعينهم ساكبة تحننا عليك وعلى الائمة من ولدك يدينون الله بما أمرهم به في كتابه وجاءهم به البرهان من سنة نبيه عاملون بما يأمرهم به اولوا لامر منهم ، متواصلون غير متقاطعين ، متحابون غير متباغضين ، إن الملائكة لتصلي عليهم ، وتؤمن على دعائهم ، وتستغفر للمذنب منهم ، وتشهد حضرته وتستوحش لفقده إلى يوم القيامة (٢).

بيان : في النهاية السمت الهيئة الحسنة ، ومنه فينظرون إلى سمته وهديه : أي حسن هيئته ومنظره في الدين ، وفلان حسن السمت أي حسن القصد ، وفي القاموس الحنين الشوق وشدة البكاء والطرب أو صوت الطرب ، عن حزن أو فرح وتحنن ترحم ، وقال : الدين بالكسر الجزاء والعبادة والطاعة والذل واسم لجميع ما يتعبد الله عزوجل به ودنته أدينه خدمته وأحسنت إليه ، ودان يدين ذل وأطاع.

٤ ـ شا ، ما : روي أن أمير المؤمنين عليه‌السلام خرج ذات ليلة من المسجد ، و كانت ليلة قمراء فأم الجبانة ، ولحقه جماعة يقفون أثره ، فوقف عليهم ثم قال :

__________________

(١) الخصال ج ٢ ص ٥٨.

(٢) عيون الاخبار الرضا « ع » ج ١ ص ٢٦١.

١٥٠

من أنتم؟ قالوا : شيعتك يا أمير المؤمنين؟ فتفرس في وجوههم ثم قال : فما لي لا أرى عليكم سيماء الشيعة؟ قالوا : وما سيماء الشيعة يا أمير المؤمنين؟ فقال : صفر الوجوه من السهر ، عمش العيون من البكاء ، حدب الظهور من القيام ، خمص البطون من الصيام ، ذبل الشفاه من الدعاء ، عليهم غبرة الخاشعين (١).

صفات الشيعة : للصدوق ، عن أبيه ، عن محمد بن أحمد بن علي بن الصلت عن أحمد بن محمد رفعه ، عن السندي بن محمد مثله (٢).

٥ ـ ومنه : عن ابن المتوكل ، عن الحميري رفعه إلى ابن نباته قال : خرج علي عليه‌السلام ذات يوم ونحن مجتمعون ، فقال : من أنتم؟ وما اجتماعكم؟ فقلنا : قوم من شيعتك يا أمير المؤمنين ، فقال : مالي لا أرى سيماء الشيعة عليكم؟ فقلنا : و ما سيماء الشيعة؟ فقال : صفر الوجوه من صلاة الليل ، عمش العيون من مخافة الله ذبل الشفاه من الصيام ، عليهم غبرة الخاشعين (٣).

ايضاح : الحدب بالضم جمع الاحدب. والحدب محركة خروج الظهر ودخول الصدر والبطن ، « عليهم عبرة الخاشعين » في بعض النسخ بالعين المهملة أي بكاؤهم وفي بعضها بالمعجمة أي ذلهم وشعثهم ، واغبرارهم ، وفي القاموس الغبراء من السنين الجدبة ، وبنو غبراء الفقراء ، والمغبرة قوم يغبرون بذكر الله أي يهللون و يرددون الصوت بالقراءة وغيرها ، سموا بها لانهم يرغبون الناس في الغابرة أي الباقية وفي النهاية في غبراء الناس بالمد أي فقرائهم ، ومنه قيل للمحاويج بنو غبراء كأنهم نسبوا إلى الارض والتراب.

٦ ـ ما : عن الغضائري ، عن الصدوق ، عن المكتب ، عن ابن زكريا ، عن ابن حبيب ، عن ابن بهلول ، عن جعفر بن عثمان الاحول ، عن سليمان بن مهران قال : دخلت على الصادق جعفر بن محمد عليه‌السلام وعنده نفر من الشيعة وهو يقول : معاشر الشيعة كونوا لنا زينا ولا تكونوا علينا شينا ، قولوا للناس حسنا ، واحفظوا

__________________

(١) ارشاد المفيد ص ١١٤. أمالى الطوسى ج ١ ص ٢١٩.

(٢) صفات الشيعة تحت الرقم : ٢٠.

(٣) صفات الشيعة ص ١٧١.

١٥١

ألسنتكم ، وكفوها عن الفضول ، وقبح القول. (١)

بيان : « كونوا لنا زينأ » أي كونوا من أهل الورع والتقوى والعمل الصالح لتكونوا زينة لنا فان حسن أتباع الرجل زينة له ، إذ يمدحونه بحسن تأديب أصحابه بخلاف ما إذا كانوا فسقة فانه يصير سببا لتشنيع رئيسهم ، ويكونون شينا وعيبا لرئيسهم ، وعمدة الغرض في هذا المقام رعاية التقية وحسن العشرة مع المخالفين لئلا يصير سببا لنفرتهم عن أئمتهم ، وسوء القول فيهم ، بقرينة ما بعده « وقولوا للناس حسنا » (٢) فيه تضمين للاية الكريمة قال الطبرسي ـ ره ـ : اختلف في معنى قوله حسنا فقيل : هو القول الحسن الجميل والخلق الكريم عن ابن عباس ، وقيل : هو الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وقال الربيع : حسنا أي معروفا وروى جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله « قولوا للناس حسنا » قال قولوا للناس أحسن ما تحبون أن يقال لكم فان الله يبغض اللعان السباب الطعان على المؤمنين ، الفاحش المتفحش السائل الملحف ، ويحب الحليم العفيف ثم اختلف فيه من وجه آخر فقيل هو عام في المؤمن والكافر على ما روي عن الباقر عليه‌السلام وقيل هو خاص في المؤمن ، واختلف من قال إنه عام فقيل إنه منسوخ بآية السيف ، وقد روي أيضا عن الصادق عليه‌السلام وقال الاكثرون : إنها ليست بمنسوخة لانه يمكن قتالهم مع حسن القول في دعائهم إلى الايمان كما قال الله تعالى « ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن » (٣) وقال في آية اخرى « ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم » (٤) انتهى.

وأقول : عمدة الغرض هنا حسن القول مع المخالفين تقية ، وكذا المراد بحفظ الالسنة حفظها عما يخالف التقية ، والفضول زوائد الكلام ، وما لا منفعة فيه ، قال في المصباح الفضل الزيادة ، والجمع فضول كفلس وفلوس ، وقد استعمل

__________________

(١) أمالى الطوسى ج ٢ ص ٥٥.

(٢) البقرة : ٨٣.

(٣) النحل : ١٢٥.

(٤) الانعام : ١٠٨ ، راجع مجمع البيان ج ١ ص ١٤٩.

١٥٢

الجمع استعمال المفرد فيما لا خير فيه ، ولهذا نسب إليه على لفظه فقيل فضولي لمن يشتغل بمالا يعنيه.

٧ ـ ما : عن أبى عمرو ، عن ابن عقدة ، عن أحمد بن يحيى ، عن جعفر بن عنبسة ، عن إسماعيل بن أبان ، عن مسعود بن سعد ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إنما شيعتنا من أطاع الله عزوجل (١).

٨ ـ ل : عن حمزة العلوي ، عن علي ، عن أبيه ، عن محمد البرقي ، عن خلف بن حماد ، عن معوية بن وهب قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : الشيعة ثلاث : محب واد فهو منا ، ومتزين بنا ونحن زين لمن تزين بنا ، ومستأكل بنا الناس ، ومن استأكل بنا افتقر (٢)

بيان : التزين بهم هو أن يجعلوا الانتساب إليهم وموالاتهم زينة لهم وفخرا بين الناس ، ولا زينة أرفع من ذلك والاستئكال بهم عليهم‌السلام هو أن يجعلوا إظهار مولاتهم ونشر علومهم وأخبارهم وسيلة لتحصيل الرزق ، وجلب المنافع من الناس ، فينتج خلاف مطلوبهم ، ويصير سببا لفقرهم ، والقسم الاول هو الذي يحبهم ويواليهم في الله ولله ، وهو ناج في الدنيا والاخرة.

٩ ـ ير : عن سلمة بن الخطاب ، عن عبدالله بن محمد ، عن عبدالله بن القاسم ابن الحارث البطل ، عن مرازم قال : دخلت المدينة فرأيت جارية في الدار التي نزلتها فعجبتني فأردت أن أتمتع منها فأبت أن تزوجني نفسها قال : فجئت بعد العتمة فقرعت الباب فكانت هي التي فتحت لي فوضعت يدي على صدرها فبادرتني حتى دخلت فلما أصحبت دخلت علي أبي الحسن عليه‌السلام فقال : يا مرازم ليس من شيعتنا من خلا ثم لم يرع قلبه (٣).

١٠ ـ سن : عن محمد بن علي ، عن محمد بن أسلم ، عن الخطاب الكوفي ومصعب بن عبدالله الكوفي قالا : دخل سدير الصيرفي على أبي عبدالله عليه‌السلام وعنده جماعة من أصحابه

__________________

(١) أمالى الطوسى ج ١ ص ٢٧٩.

(٢) الخصال ج ١ ص ٥١.

(٣) بصائر الدرجات ص ٢٤٧.

١٥٣

فقال : يا سدير لا تزال شيعتنا مرعيين محفوظين مستورين معصومين ، ما أحسنوا النظر لانفسهم فيما بينهم وبين خالقهم ، وصحت نياتهم لائمتهم ، وبروا إخوانهم فعطفوا على ضعيفهم ، وتصدقوا على ذوي الفاقة منهم ، إنا لا نأمر بظلم ولكنا نأمركم بالورع ، الورع الورع ، والمواساة المواساة لاخوانكم ، فان أولياء الله لم يزالوا مستضعفين قليلين منذ خلق الله آدم عليه‌السلام (١).

١١ ـ م : قال عليه‌السلام : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : اتقوا الله معاشر الشيعة فان الجنة لن تفوتكم وإن أبطأت بها عنكم قبايح أعمالكم ، فتنافسوا في درجاتها ، قيل : فهل يدخل جهنم أحد من محبيك ومحبي علي عليه‌السلام؟ قال من قذر نفسه بمخالفة محمد وعلي وواقع المحرمات ، وظلم المؤمنين والمؤمنات ، وخالف ما رسم له من الشريعات جاء يوم القيامة قذرا طفسا ، يقول محمد وعلي عليهما‌السلام يا فلان أنت قذر طفس لا تصلح لمرافقة مواليك الاخيار ، ولا لمعانقة الحور الحسان ، ولا الملائكة المقربين لا تصل إلى ما هناك إلا بأن تطهر عنك ما ههنا ، يعني ما عليك من الذنوب ، فيدخل إلى الطبق الاعلى من جهنم فيعذب ببعض ذنوبه.

ومنهم من يصيبه الشدائد في المحشر ببعض ذنوبه ثم يلقطه من هنا ومن هنا من يبغثهم إليه مواليه من خيار شيعتهم ، كما يلقط الطير الحب ، ومنهم من يكون ذنوبه أقل وأخف فيطهر منها بالشدائد والنوائب من السلاطين وغيرهم ، ومن الافات في الايدان في الدنيا ليدلى في قبره وهو طاهر ، ومنهم من يقرب موته وقد بقيت عليه سية فيشتد نزعه ويكفر به عنه ، فان بقي شئ وقويت عليه ، يكون له بطر واضطراب في يوم موته فيقل من بحضرته فيلحقه به الذل فيكفر عنه ، فان بقي شئ اتي به ولما يلحد فيوضع فيتفرقون عنه ، فيطهر.

فإن كان ذنوبه أعظم وأكثر طهر منها بشدائد عرصات يوم القيامة ، فإن كانت أكثر وأعظم طهر منها في الطبق الاعلى من جهنم وهؤلاء أشد محبينا عذابا وأعظمهم ذنوبا ، ليس هؤلاء يسمون بشيعتنا ، ولكنهم يسمون بمحبينا والموالين لاوليائنا والمعادين لاعدائنا. إن شيعتنا من شيعنا ، واتع آثارنا ، واقتدى بأعمالنا.

__________________

(١) المحاسن ص ١٥٨.

١٥٤

وقال الامام عليه‌السلام : قال رجل لرسول الله : يا رسول الله فلان ينظر إلى حرم جاره فان أمكنه مواقعة حرام لم يرع عنه ، فغضب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال : ائتوني به فقال رجل آخر : يا رسول الله إنه من شيعتكم ممن يعتقد موالاتك وموالاة علي ويبرأ من أعدائكما فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تقل إنه من شيعتنا فانه كذب ، إن شيعتنا من شيعنا وتبعنا في أعمالنا ، وليس هذا الذي ذكرته في هذا الرجل من أعمالنا.

وقيل لامير المؤمنين وإمام المتقين ويعسوب الدين وقائد الغر المحجلين ووصي رسول رب العالمين عليه‌السلام : إن فلانا سرف على نفسه بالذنوب الموبقات ، و هو مع ذلك من شيعتكم ، فقال أمير المؤمنين : قد كتبت عليك كذبة ، أو كذبتان إن كان مسرفا بالذنوب على نفسه يحبنا ويبغض أعداءنا فهو كذبة واحدة لانه من محبينا لامن شيعتنا ، وإن كان يوالي أولياءنا ، ويعادي أعداءنا وليس بمسرف على نفسه كما ذكرت فهو منك كذبة لانه لا يسرف في الذنوب وإن كان يسرف في الذنوب ولا يوالينا ولا يعادي أعداءنا فهو منك كذبتان.

وقال رجل لامرأته : اذهبي إلى فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فاسأليها عني أني من شيعتكم أم ليس من شيعتكم؟ فسألتها فقالت : قولي له : إن كنت تعمل بما أمرناك ، وتنتهي عما زجرناك عنه ، فأنت من شيعتنا وإلا فلا ، فرجعت فأخبرته فقال : يا ويلي ومن ينفك من الذنوب والخطايا ، فأنا إذا خالد في النار ، فان من ليس من شيعتهم فهو خالد في النار.

فرجعت المرأة فقالت لفاطمة ما قال زوجها ، فقالت فاطمة : قولي له : ليس هكذا ، شيعتنا من خيار أهل الجنة وكل محبينا وموالي أوليائنا ومعادي أعداءنا والمسلم بقلبه ولسانه لنا ليسوا من شيعتنا إذا خالفوا أو امرنا ونواهينا في سائر الموبقات وهم مع ذلك في الجنة ، ولكن بعد ما يطهرون من ذنوبهم بالبلايا والرزايا أو في عرصات القيامة بأنواع شدائدها أو في الطبق الاعلى من جهنم بعذابها إلى أن نستنقذهم بحبنا منها وننقلهم إلى حضرتنا.

١٥٥

وقال رجل للحسن بن علي عليهما‌السلام : إني من شيعتكم فقال الحسن بن علي عليه‌السلام : يا عبدالله إن كنت لنا في أوامرنا وزواجرنا مطيعا فقد صدقت ، وإن كنت بخلاف ذلك فلا تزد في ذنوبك بدعواك مرتبة شريفة لست من أهلها لا تقل لنا : أنا من شيعتكم ، ولكن قل : أنا من مواليكم ومحبيكم ومعادي أعدائكم ، وأنت في خير وإلى خير.

وقال رجل للحسين بن علي عليهما‌السلام : يا ابن رسول الله أنا من شيعتكم ، قال : اتق الله ولا تدعين شيئا يقول الله لك كذبت وفجرت في دعواك ، إن شيعتنا من سلمت قلوبهم من كل غش وغل ودغل ، ولكن قل أنا من مواليكم ومحبيكم.

وقال رجل لعلي بن الحسين عليهما‌السلام : يا ابن رسول الله أنا من شيعتكم الخلص فقال له : يا عبدالله فاذا أنت كابراهيم الخليل عليه‌السلام الذي قال الله « وإن من شيعته لابراهيم * إذ جاء ربه بقلب سليم » (١) فان كان قلبك كقلبه فأنت من شيعتنا ، وإن لم يكن قلبك كقلبه وهو طاهر من الغش والغل ، فأنت من محبينا وإلا فانك إن عرفت أنك بقولك كاذب فيه ، إنه لمبتلى بفالج لا يفارقك إلى الموت أو جذام ليكون كفارة لكذبك هذا.

وقال الباقر عليه‌السلام لرجل فخرعلى آخر وقال : أتفاخرني وأنا من شيعة آل محمد الطيبين؟ فقال الباقر عليه‌السلام : ما فخرت عليه ورب الكعبة وغبن منك على الكذب يا عبدالله ، أما لك معك تنفقه على نفسك أحب إليك أم تنفقه على إخوانك المؤمنين؟ قال : بل أنفقه على نفسي ، قال : فلست من شيعتنا ، فاننا نحن ما ننفق على المنتحلين من إخواننا أحب إلينا ولكن قل : أنا من محبيكم ومن الراجين النجاة بمحبتكم.

وقيل للصادق عليه‌السلام : إن عمارا الدهني شهد اليوم عند ابن أبي ليلى قاضي الكوفة بشهادة فقال له القاضي : قم يا عمار فقد عرفناك لا تقبل شهادتك لانك رافضي فقام عمار وقد ارتعدت فرائصه واستفرغه البكاء فقال له ابن أبي ليلى : أنت رجل من أهل العلم والحديث إن كان يسوءك أن يقال لك رافضي فتبرأ من الرفض فأنت من إخواننا ، فقال له عمار : يا هذا ما ذهبت والله حيث ذهبت ، ولكن بكيت

__________________

(١) الصافات : ٨٣ و ٨٤.

١٥٦

عليك وعلي ، أما بكائي على نفسي فانك نسبتني إلى رتبة شريفة لست من أهلها زعمت أني رافضي ويحك لقد حدثني الصادق عليه‌السلام أن أول من سمي الرفضة السحرة الذين لما شاهدوا آية موسى في عصاه آمنوا به واتبعوه ، ورفضوا أمر فرعون ، واستسلموا لكل ما نزل بهم ، فسماهم فرعون الرافضة لما رفضوا دينه ، فالرافضي كل من رفض جميع ما كره الله ، وفعل كل ما أمره الله ، فأين في هذا الزمان مثل هذا؟.

وإن مابكيت على نفسي خشيت أن يطلع الله عزوجل على قلبي وقد تلقبت هذا الاسم الشريف على نفسي فيعاتبني ربي عزوجل ويقول : يا عمار أكنت رافضا للاباطيل ، عاملا بالطاعات كما قال لك؟ فيكون ذلك بي مقصرا في الدرجات إن سامحني ، وموجبا لشديد العقاب علي إن ناقشني ، إلا أن يتداركني موالي بشفاعتهم.

وأما بكائي عليك فلعظم كذبك في تسميتي بغير اسمي وشفقتي الشديدة عليك من عذاب الله أن صرفت أشرف الاسماء إلي ، وإن جعلته من أرذلها كيف يصبر بدنك على عذاب كلمتك هذه؟.

فقال الصادق عليه‌السلام : لو أن على عمار من الذنوب ما هو أعظم من السماوات و الارضين لمحيت عنه بهذه الكلمات وإنها لتزيد في حسناته عند ربه عزوجل حتى يجعل كل خردلة منها أعظم من الدنيا ألف مرة.

قال : وقيل لموسى بن جعفر عليه‌السلام : مررنا برجل في السوق وهو ينادي : أنا من شيعة محمد وآل محمد الخلص ، وهو ينادي على ثياب يبيعها : من يزيد؟ فقال موسى عليه‌السلام : ما جهل ولا ضاع امرؤ عرف قدر نفسه ، أتدرون ما مثل هذا؟ هذا شخص قال أنا مثل سلمان وأبي ذر والمقداد وعمار وهو مع ذلك يباخس (١) في بيعه ويدلس عيوب المبيع على مشتريه ويشتري الشئ بثمن فيزايد الغريب يطلبه فيوجب له ثم إذا غاب المشتري قال لا اريده إلا بكذا بدون ما كان طلبه منه ، أيكون هذا كسلمان وأبي ذر والمقداد وعمار؟ حاش لله أن يكون هذا كهم ، ولكن ما يمنعه من أن يقول إني من محبي محمد وآل محمد ومن يوالي أولياءهم ويعادي أعداءهم.

قال عليه‌السلام : ولما جعل المأمون إلى علي بن موسى الرضا عليهما‌السلام ولاية العهد

__________________

(١) يناجش ظ ، وما ذكر بعد ذلك كأنه بيان النجش.

١٥٧

دخل عليه آذنه وقال : إن قوما بالباب يستأذنون عليك يقولون نحن شيعة علي فقال عليه‌السلام : أنا مشغول فاصرفهم ، فصرفهم فلما كان من اليوم الثاني جاؤا وقالوا كذلك مثلها فصرفهم إلى أن جاؤا هكذا يقولون ويصرفهم شهرين ثم أيسوا من الوصول وقالوا للحاجب : قل لمولانا إنا شيعة أبيك علي بن أبي طالب عليه‌السلام وقد شمت بنا أعداؤنا في حجابك لنا ، ونحن ننصرف هذه الكرة ونهرب من بلدنا خجلا وأنفة مما لحقنا ، وعجزا عن احتمال مضض ما يلحقنا بشماتة الاعداء! فقال علي بن موسى الرضا عليه‌السلام : ائذن لهم ليدخلوا ، فدخلوا عليه فسلموا عليه فلم يرد عليهم ولم يأذن لهم بالجلوس ، فبقوا قياما فقالوا : يا ابن رسول الله ما هذا الجفاء العظيم والاستخفاف بعد هذا الحجاب الصعب؟ أي باقية تبقي منا بعد هذا؟ فقال الرضا عليه‌السلام : اقرؤا « وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير » (١) ما اقتديت إلا بربي عزوجل فيكم ، وبرسول الله وبأمير المؤمنين ومن بعده من آبائي الطاهرين عليهم‌السلام ، عتبوا عليكم فاقتديت بهم ، قالوا لماذا يا ابن رسول الله؟ قال : لدعواكم أنكم شيعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

ويحكم إنما شيعته الحسن والحسين وأبوذر وسلمان والمقداد وعمار و محمد بن أبي بكر الذين لم يخالفوا شيئا من أوامره ، ولم يركبوا شيئا من فنون زواجره ، فأما أنتم إذا قلتم إنكم شيعته ، وأنتم في أكثر أعمالكم له مخالفون مقصرون في كثير من الفرائض ، متهاونون بعظيم حقوق إخوانكم في الله ، وتتقون حيث لا يجب التقية ، وتتركون التقية حيث لابد من التقية ، فلو قلتم إنكم موالوه ومحبوه ، والموالون لاوليائه ، والمعادون لاعدائه ، لم انكره من قولكم ولكن هذه مرتبة شريفة ادعيتموها إن لم تصدقوا قولكم بفعلكم هلكتم إلا أن تتدارككم رحمه من ربكم.

قالوا : يا ابن رسول الله فانا نستغفر الله ونتوب إليه من قولنا ، بل نقول كما عملنا مولانا : نحن محبوكم ومحبوا أوليائكم ومعادوا أعدائكم ، قال الرضا عليه‌السلام :

__________________

(١) الشورى : ٣٠.

١٥٨

فمرحبا بكم يا إخواني وأهل ودي ارتفعوا ارتفعوا ارتفعوا فما زال يرفعهم حتى ألصقهم بنفسه ، ثم قال لحاجبه : كم مرة حجبتهم؟ قال : ستين مرة فقال لحاجبه : فاختلف إليهم ستين مرة متوالية ، فسلم عليهم وأقرئهم سلامي فقد محوا ما كان من ذنوبهم باستغفارهم وتوبتهم ، واستحقوا الكرامة لمحبتهم لنا وموالاتهم ، وتفقد امورهم وأمور عيالاتهم فأوسعهم بنفقات ومبرات وصلات ، ورفع معرات.

قال عليه‌السلام : ودخل رجل على محمد بن علي الرضا عليهما‌السلام وهو مسرور فقال : مالي أراك مسرورا؟ قال : يا ابن رسول الله سمعت أباك يقول أحق يوم بأن يسر العبد فيه يوم يرزقه الله صدقات ومبرات ومدخلات من إخوان له مؤمنين ، فانه قصدنى اليوم عشرة من إخواني الفقراء ، لهم عيالات ، فقصدوني من بلد كذا وكذا فأعطيت كل واحد ، منهم ، فلهذا سروري.

فقال محمد بن علي عليهما‌السلام : لعمري إنك حقيق بأن تسر إن لم تكن أحبطته أو لم تحبطه فيما بعد ، فقال الرجل : فكيف أحبطته وأنا من شيعتكم الخلص؟ قال : هاه قد أبطلت برك باخوانك وصدقاتك ، قال : وكيف ذاك يا بن رسول الله؟ قال له محمد بن علي عليه‌السلام : اقرء قول الله عزوجل « يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى » (١) قال : يا ابن رسول الله ما مننت على القوم الذين تصدقت عليهم ولا آذيتهم ، قال له محمد بن علي عليه‌السلام إن الله عزوجل إنما قال « لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى » ولم يقل بالمن على من تتصدقون عليه ، وبالاذى لمن تتصدقون عليه وهو كل أذى ، أفترى أذاك القوم الذين تصدقت عليهم أعظم أم أذاك لحفظتك وملائكة الله المقربين حواليك أم أذاك لنا؟ فقال الرجل : بل هذا يا ابن رسول الله فقال : لقد آذيتني وآذيتهم ، وأبطلت صدقتك ، قلا : لما ذا؟ قال : لقولك ، و كيف أحبطته وأنا من شيعتكم الخلص؟

ثم قال : ويحك أتدري من شيعتنا الخلص؟ قال : لا ، قال : فان شيعتنا الخلص حزبيل المؤمن مؤمن آل فرعون ، وصاحب يس الذي قال الله تعالى « وجاء من أقصي

__________________

(١) البقرة : ٢٦٤.

١٥٩

المدينة رجل يسعى » (١) وسلمان وأبوذر والمقداد وعمار ، سويت نفسك بهؤلاء أما آذيت بهذا الملائكة ، وآذيتنا؟ فقال الرجل : أستغفر الله وأتوب إليه ، فكيف أقول؟ قال : قل : أنا من مواليك ومحبيك ومعادي أعدائك ، وموالي أوليائك ، قال : فكذلك أقول ، وكذلك أنا يا ابن رسول الله ، وقد تبت من القول الذي أنكرته وأنكرته الملائكة ، فما أنكرتم ذلك إلا لانكار الله عزوجل ، فقال محمد بن علي عليهما‌السلام الان قد عادت إليك مثوبات صدقاتك ، وزال عنها الاحباط.

قال أبويعقوب يوسف بن زياد وعلي بن سيار رضي‌الله‌عنهما (٢) : حضرنا ليلة على غرفة الحسن بن علي بن محمد عليهم‌السلام وقد كان ملك الزمان له معظما وحاشيته له مبجلين إذ مذ مر علينا والى البلد ـ والي الجسرين ـ ومعه رجل مكتوف ، و الحسن بن علي مشرف من روزنته ، فلما رآه الوالي ترجل عن دابته إجلالا له فقال الحسن بن علي عليهما‌السلام : عد إلى موضعك ، فعاد وهو معظم له ، وقال يا ابن رسول الله أخذت هذا في هذه الليلة على باب حانوت صير في فاتهمته بأنه يريد نقبه والسرقة منه ، فقبضت عليه ، فلما هممت أن أضربه خمسمائة سوط وهذه سبيلي فيمن اتهمته ممن آخذه لئلا يسألني فيه من لا أطيق مدافعته ليكون قد شقي ببعض ذنوبه قبل أن يأتيني من لا اطيق مدافعته ، فقال لي : اتق الله ولا تتعرض لسخط الله فاني من شيعة أمير المؤمنين ، وشيعة هذا الامام أبي القائم بأمر الله عليه‌السلام فكففت عنه ، وقلت : أنا مار بك عليه ، فان عرفك بالتشيع أطلقت عنك ، وإلا قطعت يدك ورجلك ، بعد أن أجلدك ألف سوط ، وقد جئتك به يا ابن رسول الله ، فهل هو من شيعة علي عليه‌السلام كما ادعى؟

فقال الحسن بن علي عليهما‌السلام : معاذ الله ، ما هذا من شعية علي وإنما ابتلاه الله في يدك لاعتقاده في نفسه أنه من شيعة علي عليه‌السلام فقال الوالي : كفيتني مؤنته

__________________

(١) يس : ٢٠.

(٢) رجلان مجهولان يروى عنهما محمد بن أبى القاسم المفسر كتاب تفسير الامام العسكرى عليه‌السلام ، وفيه كلام ليس هذا مقامه.

١٦٠