بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٠١
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

بسم الله الرحمن الرحيم

١٥

( باب )

* « ( فضائل الشيعة ) » *

الايات ، النساء : ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا * ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما (١).

المائدة : ومن يتولى الله ورسوله والذين آمنوا فان حزب الله هم الغالبون (٢).

الاحزاب : يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا * هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور ، وكان بالمؤمنين رحيما * تحيتهم يوم يلقونه سلام وأعد لهم أجرا كريما (٣).

المؤمن : الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شئ رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا

__________________

(١) النساء : ٦٩ و ٧٠.

(٢) المائدة : ٥٦.

(٣) الاحزاب : ٤١ ٤٤.

١

واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم * ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم * وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم (١).

الحجرات : ولكن الله حبب إليكم وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان اولئك هم الراشدون * فضلا من الله ونعمة والله عليم حكيم (٢).

تفسير : « ومن يطع الله » قال الطبرسي : قيل : نزلت في ثوبان مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (٣) وكان شديد الحب لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قليل الصبر عنده فأتاه ذات يوم وقد تغير لونه ونحل جسمه فقال عليه‌السلام : يا ثوبان ما غير لونك؟ فقال : يا رسول الله ما بي من مرض ولا وجع غير أني إذا لم أرك اشتقت إليك حتى ألقاك ثم ذكرت الآخرة فأخاف أن لا أراك هناك لاني عرفت أنك ترفع مع النبيين وإني إن ادخلت الجنة كنت في منزلة أدني من منزلتك وإن لم ادخل الجنة فلا أحسب أن أراك أبدا فنزلت الآية.

ثم قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : والذي نفسي بيده لا يؤمنن عبد حتى أكون أحب إليه من نفسه وأبويه وأهله وولده ، والناس أجمعين.

وقيل : إن أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قالوا : ما ينبغى لنا أن نفارقك فانا لا نراك إلا في الدنيا فأما في الاخرة فانك ترفع فوقنا بفضلك ، فلا نراك. فنزلت الاية عن قتادة ومسروق بن الاجدع.

ثم قال : والمعنى « ومن يطع الله » بالانقياد لامره ونهيه « والرسول » باتباع

__________________

(١) المؤمن : ٧ ٩.

(٢) الحجرات : ٧ ٨.

(٣) أخرج السيوطى في الدر المنثور ج ٢ ص ١٨١ في ذلك روايات عن الطبرانى وابن مردويه وأبى نعيم في الحلية والضياء المقدسى في صفة الجنة وابن جرير وابن أبى حاتم وغيرهم.

٢

شريعته والرضا بحكمه « فاولئك مع الذين أنعم الله عليهم » في الجنة ثم بين المنعم عليهم فقال « من النبيين والصديقين » يريد أنه يستمتع برؤيتهم وزيارتهم و الحضور معهم ، فلا ينبغي أن يتوهم من أجل أنهم في أعلا عليين أنه لا يراهم ، وقيل في معنى الصديق : إنه المصدق بكل ما أمر الله به وبأنبيائه لا يدخله في ذلك شك ويؤيده قوله : « والذين آمنوا بالله ورسله اولئك هم الصديقون » (١).

« والشهداء » يعني المقتولين في الجهاد « والصالحين » أي صلحاء المؤمنين الذين لم تبلغ درجتهم درجة النبيين والصديقين والشهداء « وحسن اولئك رفيقا » معناه من يكون هؤلاء رفقاؤه فأحسن بهم من رفيق أو فما أحسنهم من رفيق.

ثم روى ما سيأتي برواية العياشي عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه‌السلام (٢) ثم قال : « ذلك » إشارة إلى الكون مع النبيين والصديقين ، و « الفضل من الله » ما تفضل الله به على من أطاعه « وكفى به عليما » بالعصاة والمطيعين والمنافقين والمخلصين ، و قيل : معناه حسبك الله عالما بكنه جزاء المطيعين على حقه وتوفير الحظ فيه انتهى (٣).

وأقول : قد مضت أخبار كثيرة في كتاب الامامة (٤) في أن الصديقين و الشهداء هم الائمة عليهم‌السلام بل الصالحين أيضا وقد روى الكليني ره في روضة الكافي (٥) في حديث طويل عن الصادق عليه‌السلام : ألم تسمعوا ما ذكر الله من فضل اتباع الائمة الهداة وهم المؤمنون قال : « اولئك مع الذين أنعم الله عليهم إلى قوله وحسن اولئك رفيقا » فهذا وجه من وجوه فضل اتباع الائمة فكيف بهم وبفضلهم.

__________________

(١) الحديد : ١٩.

(٢) أبوبصير عن أبى عبدالله عليه‌السلام أنه قال : يا أبا محمد لقد ذكر كم الله في كتابه ثم تلا هذه الاية ، وقال : فالنبى رسول الله ، ونحن الصديقون والشهداء. وأنتم الصالحون فتسموا بالصلاح كما سماكم الله تعالى.

(٣) مجمع البيان ج ٣ ص ٧٢.

(٤) راجع ج ٢٤ ص ٣٠ ٤٠. من هذه الطبعة الحديثة.

(٥) الكافى ج ٨ ص ١٠ في رسالة أبى عبدالله عليه‌السلام إلى جماعة الشيعة.

٣

وفي تفسير علي بن إبراهيم « النبيين » رسول الله « والصديقين » علي « و الشهداء » الحسن والحسين « والصالحين » الائمة « وحسن اولئك رفيقا » القائم من آل محمد صلوات الله عليهم (١).

« ومن يتولى الله » هذه الاية بعد قوله سبحانه « إنما وليكم الله ورسوله و الذين آمنوا » (٢) وقد مر أن الذين آمنوا أمير المؤمنين والائمة صلوات الله عليهم ، بالروايات المتواترة من طرق العامة والخاصة (٣) فمن تولاهم ونصرهم و اتخذهم أئمة فهم حزب الله وأنصاره ، وهم الغالبون في الدنيا بالحجة ، وفي الاخرة بالانتقام من أعدائهم ، وظهور حجتهم ، بل في الدنيا أيضا في زمن القائم عليه‌السلام.

« هو الذي يصلي عليكم وملائكته » (٤) في المجمع الصلاة من الله تعالى المغفرة والرحمة ، وقيل الثناء ، وقيل هى الكرامة وأما صلاة الملائكة فهى دعاؤهم ، وقيل طلبهم إنزال الرحمة من الله تعالى « ليخرجكم من الظلمات إلى النور » أي من الجهل بالله سبحانه إلى معرفته فشبه الجهل بالظلمات والمعرفة بالنور ، لان هذا يقود إلى الجنة وذلك يقود إلى النار ، وقيل من الضلالة إلى الهدى بألطافه وهدايته ، و قيل من ظلمات النار إلى نور الجنة « وكان بالمؤمنين رحيما » خص المؤمنين بالرحمة دون غيرهم ، لان الله سبحانه جعل الايمان بمنزلة العلة في إيجاب الرحمة والنعمة العظيمة التي هي الثواب « تحيتهم يوم يلقونه سلام » أي يحيي بعضهم بعضا يوم يلقون ثواب الله ، بأن يقولوا : السلامة لكم من جميع الافات ، ولقاء الله سبحانه لقاء ثوابه عزوجل.

وروي عن البراء بن عازب أنه قال : يوم يلقون ملك الموت لا يقبض روح مؤمن إلا سلم عليه ، فعلى هذا يكون المعنى تحية المؤمن من ملك الموت ، يوم يلقونه

__________________

(١) تفسير القمى ص ١٣١.

(٢) المائدة : ٥٥.

(٣) راجع ج ٣٥ ص ١٨٣ ـ ٢٠٦ من هذه النفيسة.

(٤) الاحزاب : ٤٢.

٤

أن يسلم عليهم وملك الموت مذكور في الملائكة « وأعد لهم أجرا كريما » أي ثوابا جزيلا انتهى (١).

وأقول : روى العامة بأسانيد جمة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : صلت الملائكة علي وعلى علي سبع سنين ، وذلك أنه لم يصل فيها أحد غيري وغيره (٢).

وروى الصدوق في التوحيد في حديث طويل (٣) عن علي عليه‌السلام يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الايات : واللقاء هو البعث فان جميع ما في كتاب الله من لقائه فانه يعني بذلك البعث وكذلك قوله « تحيتهم يوم يلقونه سلام » يعني أنه لا يزول الايمان عن قلوبهم يوم يبعثون.

وقال في المجمع في قوله تعالى : « والذين يحملون العرش » عبادة لله وامتثالا لامره « ومن حوله » يعني الملائكة المطيفين بالعرش وهم الكروبيون وسادة الملائكة « يسبحون بحمد ربهم » أي ينزهون ربهم عما يصفه به هؤلاء المجادلون ، وقيل يسبحونه بالتسبيح المعهود ويحمدونه على إنعامه « ويؤمنون به » أي ويصدقونن به ويعترفون بوحدانيته « ويستغفرون » أي يسألون الله المغفرة « للذين آمنوا » من أهل الارض ، أي صدقوا بوحدانية الله ، واعترفوا بإلهيته ، وبما يجب الاعتراف به ، ويقولون في دعائهم لهم « ربنا وسعت كل شئ رحمة وعلما » أي وسعت رحمتك وعلمك كل شئ.

والمراد بالعلم المعلوم. كما في قوله « ولا يحيطون بشئ من علمه » (٤) أي بشئ من معلومه على التفصيل فجعل العلم في موضع المعلوم ، والمعنى أنه لا

__________________

(١) مجمع البيان ج ٨ ص ٣٦٢ و ٣٦٣.

(٢) أخرجها ابن شهر آشوب في مناقب آل أبى طالب ج ٢ ص ١٦ ، عن جمع من أصحاب السنن ، وترى في البحار ج ٣٨ ص ٢٠١ ـ ٢٨٨ أحاديث في ذلك. أخرجها المصنف من المصادر المختلفة فراجع الطبعة الحديثة.

(٣) التوحيد ص ٢٧٤ ، في حديث يذكره من ص ٢٥٩ ـ ٢٧٧.

(٤) البقرة : ٢٥٥.

٥

اختصاص لمعلوماتك ، بل أنت عالم بكل معلوم ، ولا يختص رحمتك حيا دون حي بل شملت جميع الحيوانات ، وفي هذا تعليم الدعاء ليبدأ بالثناء عليه قبل السؤال « فاغفر للذين تابوا » من الشرك والمعاصي « واتبعوا سبيلك » الذي دعوت إليه عبادك وهو دين الاسلام « وقهم » أي وادفع عنهم « عذاب الجحيم ».

وفي هذه الاية دلالة على أن إسقاط العقاب عند التوبة تفضل من الله ، إذ لو كان واجبا لكان لا يحتاج فيه إلى مساءلتهم ، بل كان يفعله الله سبحانه لا محالة « ربنا وأدخلهم » مع قبول توبتهم ووقايتهم النار « جنات عدن التي وعدتهم » على ألسن أنبيائك « ومن صلح من آبائهم وذرياتهم » ليكمل انسهم ويتم سرورهم « إنك أنت العزيز » القادر على ما تشاء « الحكيم » في أفعالك « وقهم السيئات » أي وقهم عذاب السيئات ويجوز أن يكون العذاب هو السيئات ، وسماه السيئات اتساعا كما قال « وجزاء سيئة سيئة مثلها » (١) « ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته » أي ومن تصرف عنه شر معاصيه فتفضلت عليه يوم القيامة باسقاط عقابها فقد أنعمت عليه « وذلك هو الفوز العظيم » أي الظفر بالبغية والفلاح العظيم انتهى (٢).

وأقول : روى الصدوق في العيون عن الرضا عليه‌السلام في حديث طويل قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : وإن الملائكة لخد امنا وخدام محبينا يا علي « الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا » بولايتنا (٣).

وفي الكافي باسناده عن ابن أبي عمير رفعه قال : إن الله أعطى التائبين ثلاث خصال لو أعطى خصلة منها جميع أهل السماوات والارض لنجوا بها ، قوله : « الذين يحملون العرش ومن حوله ـ إلى قوله ـ وذلك هو الفوز العظيم » (٤).

__________________

(١) الشورى : ٤٠.

(٢) مجمع البيان ج ٨ ص ٥١٥.

(٣) عيون اخبار الرضا « ع » ج ١ ص ٢٦٢.

(٤) الكافى ج ٢ ص ٤٣٢.

٦

« ولكن الله حبب إليكم الايمان » قد مر تفسيره (١) في باب فضل الايمان.

١ ـ لى : عن القطان ، عن عبدالرحمن بن محمد الحسيني ، عن أحمد بن عيسى العجلي ، عن محمد بن أحمد العرزمي ، عن علي بن حاتم ، عن شريك ، عن سالم الافطس ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي عليه‌السلام : يا علي شيعتك هم الفائزون يوم القيامة ، فمن أهان واحدا منهم فقد أهانك ، ومن أهانك فقد أهانني ومن أهانني أدخله الله نار جهنم خالدا فيها وبئس المصير ، يا علي أنت مني وأنا منك ، روحك من روحي ، وطينتك من طينتي ، وشيعتك خلقوا من فضل طينتنا فمن أحبهم فقد أحبنا ، ومن أبغضهم فقد أبغضنا ، ومن عاداهم فقد عادانا ، ومن ودهم فقد ودنا.

يا علي إن شيعتك مغفور لهم على ما كان فيهم من ذنوب وعيوب ، يا علي أنا الشفيع لشيعتك غدا إذا قمت المقام المحمود ، فبشرهم بذلك يا علي شيعتك شيعة الله وأنصارك أنصار الله وأولياؤك أولياء الله ، وحزبك حزب الله ، يا علي سعد من تولاك ، وشقي من عاداك ، يا علي لك كنز في الجنة وأنت ذو قرنيها (٢)

بشا : محمد بن علي بن عبدالصمد ، عن أبيه ، عن جده ، عن أحمد بن عيسى العجلي مثله (٣).

توضيح : أقول : قد مر شرح قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأنت ذو قرنيها في المجلد التاسع (٤) قال في النهاية فيه أنه قال لعلي عليه‌السلام : إن لك بيتا في الجنة وأنت ذو قرنيها أي طرفي الجنة وجانبيها ، قال أبوعبيد : وأنا أحسب أنه أراد ذو قرني الامة ، فأضمر وقيل : أراد الحسن والحسين.

ومنه حديث علي عليه‌السلام وذكر قصة ذي القرنين ثم قال : وفيكم مثله ، فيرى

__________________

(١) راجع ج ٦٧ ص ٥٥. والاية في الحجرات : ٧.

(٢) أمالى الصدوق ص ١١.

(٣) بشارة المصطفى ص ١٩٩ و ٢٢.

(٤) راجع الباب ٧٣ ص ٣٩ ـ ٤٣.

٧

أنه إنما عنى نفسه لانه ضرب على رأسه ضربتين إحداهما يوم الخندق ، والاخرى ضربة ابن ملجم لعنه الله وذو القرنين هو الاسكندر سمى بذلك لانه ملك الشرق والغرب وقيل : لانه كان في رأسه شبه قرنين ، وقيل : رأى في النوم أنه أخذ بقرني الشمس (١).

أقول : قد مضى في باب جوامع مناقب علي عليه‌السلام عن جابر عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال لعلي عليه‌السلام : إنه لن يرد على الحوض مبغض لك ، ولن يغيب عنه محب لك حتى يرد الحوض معك (٢).

٢ ـ لى : عن ابن سعيد الهاشمي ، عن فرات ، عن محمد بن ظهير ، عن محمد بن الحسين البغدادي ، عن محمد بن يعقوب النهشلي ، عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عن جبرئيل ، عن ميكائيل ، عن إسرافيل ، عن الله جل جلاله : أن عليا حجتي في السماوات والارضين على جميع من فيهن من خلقي ، لا أقبل عمل عامل منهم إلا بالاقرار بولايته مع نبوة أحمد رسولي وهو يدي المبسوطة على عبادي وهو النعمة التي أنعمت بها على من أحببته من عبادي ، فمن أحببته من عبادي وتوليته عرفته ولايته ومعرفته ، ومن أبغضته من عبادي أبغضته لا نصرافه عن معرفته وولايته فبعزتي حلفت وبجلالي أقسمت إنه لا يتولى عليا عبد من عبادي إلا زحزحته عن النار ، وأدخلته الجنة رحمه‌الله ولا يبغضه عبد من عبادي ويعدل عن ولايته إلا أبغضته وأدخلته النار وبئس المصير (٣).

بيان : قال الجوهري : زحزحته عن كذا أي باعدته عنه فتزحزح أي تنحى (٤).

٣ ـ لى : عن الطالقاني ، عن الحسن بن علي العدوى ، عن أحمد بن عبدالله ابن عمار ، عن محمد بن عبدالله ، عن أبي الجارود ، عن أبي الهيثم ، عن أنس بن مالك

__________________

(١) النهايه ج ٣ : ٢٤٧.

(٢) راجع الباب ٩١ من المجلد التاسع.

(٣) أمالى الصدوق ص ١٣٤.

(٤) الصحاح ص ٣٧١.

٨

قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله تبارك وتعالى يبعث اناسا وجوههم من نور على كراسي من نور ، عليهم ثياب من نور ، في ظل العرش بمنزلة الانبياء وليسوا بالانبياء ، وبمنزلة الشهداء وليسوا بالشهداء فقال رجل : أنا منهم يا رسول الله؟ قال : لا ، قال آخر : أنا منهم يا رسول الله؟ قال : لا ، قيل : من هم يا رسول الله؟ قال : فوضع يده على رأس علي عليه‌السلام وقال : هذا وشيعته (١).

بيان : الرجلان أبوبكر وعمر كما يدل عليه غيره من الاخبار.

٤ ـ لى : عن أبيه ، عن سعد ، عن ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن حمزة ابن حمران ، عن حمران بن أعين ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن علي بن الحسين عليه‌السلام قال : قال سلمان الفارسي رحمة الله عليه : كنت ذات يوم جالسا عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذ أقبل علي بن أبي طالب عليه‌السلام فقال له : يا علي ألا ابشرك؟ قال : بلى يا رسول الله قال : هذا حبيبي جبرئيل يخبرني عن الله جل جلاله أنه قد أعطى محبك وشيعتك سبع خصال : الرفق عند الموت ، والانس عند الوحشة ، والنور عند الظلمة ، والامن عند الفزع ، والقسط عند الميزان ، والجواز على الصراط ، ودخول الجنة قبل سائر الناس من الامم بثمانين عاما (٢).

٥ ـ ن (٣) لى : عن ابن ناتانة ، عن علي ، عن أبيه ، عن الريان ، عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : شيعة علي هم الفائزون يوم القيامة (٤).

٦ ـ لى : عن الحسين بن علي بن شعيب ، عن عيسى بن محمد العلوي ، عن الحسين بن الحسن الحيري ، عن عمرو بن جميع ، عن أبي المقدام قال : قال الصادق جعفر بن محمد عليهما‌السلام : نزلت هاتان الايتان (٥) في أهل ولايتنا وأهل عداوتنا « فأما إن

__________________

(١) أمالى الصدوق ص ١٤٧.

(٢) أمالى الصدوق ص ٢٠٢.

(٣) عيون أخبار الرضا ج ٢ ص ٥٢.

(٤) أمالى الصدوق ص ٢١٧.

(٥) الواقعة ص ٨٨ و ٨٩.

٩

كان من المقربين فروح وريحان » يعني في قبره « وجنة نعيم » يعني في الاخرة « وأما إن كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم » يعني في قبره « وتصلية جحيم » يعني في الاخرة (١).

٧ ـ لى : عن ما جيلويه ، عن أبيه ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن خالد بن حماد ، عن أبي الحسن العبدي ، عن الاعمش ، عن سالم بن أبي الجعد قال : سئل جابر ابن عبدالله الانصاري عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام فقال : ذاك خير خلق الله من الاولين والاخرين ، ما خلا النبيين والمرسلين ، إن الله عزوجل لم يخلق خلقا بعد النبيين والمرسلين أكرم عليه من علي بن أبي طالب عليه‌السلام والائمة من ولده بعده.

قلت : فما تقول فيمن ببغضه وينتقصه؟ فقال : لا يبغضه إلا كافر ولا ينتقصه إلا منافق ، قلت : فما تقول فيمن يتولاه ويتولى الائمة من ولده بعده؟ فقال : إن شيعة علي والائمة من ولده هم الفائزون الامنون يوم القيامة ، ثم قال : ما ترون؟ لو أن رجلا خرج يدعو الناس إلى ضلالة ، من كان أقرب الناس منه؟ قالوا : شيعته وأنصاره قال : فلو أن رجلا خرج يدعو الناس إلى هدى ، من كان أقرب الناس منه؟ قالوا : شيعته وأنصاره قال : فكذلك علي بن أبي طالب عليه‌السلام بيده لواء الحمد يوم القيامة أقرب الناس منه شيعته وأنصاره (٢).

٨ ـ فس : في قوله تعالى « ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون * فرحين بما آتيهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من بعدهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون » (٣).

حدثني أبي ، عن ابن محبوب ، عن أبى عبيدة الحذاء. عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : هم والله شيعتنا ، إذا دخلو الجنة ، واستقبلوا الكرامة من الله

__________________

(١) أمالى الصدوق ص ٢٨٤.

(٢) أمالى الصدوق ص ٢٩٨.

(٣) آل عمران : ١٦٩ و ١٧٠.

١٠

استبشروا بمن لم يلحق بهم من إخوانهم من المؤمنين في الدنيا ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون (١).

٩ ـ ل : عن عمار بن الحسين ، عن علي بن محمد بن عصمة ، عن أحمد بن محمد الطبري ، عن الحسين بن الليث ، عن سنان بن فروخ ، عن همام بن يحيى ، عن القاسم بن عبدالله ، عن عبدالله بن محمد بن عقيل ، عن جابر بن عبدالله الانصاري قال : كنت ذات يوم عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إذ أقبل بوجهه على علي بن أبي طالب عليه‌السلام فقال : ألا ابشرك يا أبا الحسن؟ فقال : بلى يا رسول الله فقال : هذا جبرئيل يخبرني عن الله جل جلاله أنه قال : قد أعطى شيعتك ومحبيك تسع (٢) خصال : الرفق عند الموت ، والانس عند الوحشة ، والنور عند الظلمة ، والامن عند الفزع ، والقسط عند الميزان ، والجواز على الصراط ، ودخول الجنة قبل سائر الناس ، ونورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم (٣).

بيان : روى الصدوق هذا الحديث في باب السبعة وذكر فيه سبع خصال ورواه في باب التسعة أيضا من غير اختلاف في المتن والسند (٤) إلا أنه قال : فيه تسع خصال ، وكأنه باعتبار اختلاف نسخ المأخوذ منه ، والاول مبني على عد دخول الجنة إلى آخره خصلة واحدة والثاني على عدها ثلاث خصال : الاول دخول الجنة قبل سائر الناس ، والي سعي نورهم بين أيد يهم ، والثالث سعي نورهم بأيمانهم ، أو الاول دخول الجنة الثاني قبل سائر الناس والثالث سعي النور ، والقسط عند الميزان إما بمعنى العدل فاختصاصه بالشيعة لان غيرهم يدخلون النار بغير حساب ، أو بمعنى النصيب لان لكل منهم نصيبا من الرحمة بحسب حاله وأعماله.

__________________

(١) تفسير القمى ص ١١٥.

(٢) سبع خصال ، خ ل.

(٣) الخصال ج ٢ ص ٣٦ و ٤٢.

(٤) وقد مر عن الامالى بسند آخر تحت الرقم ٤.

١١

١٠ ـ فس : في رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله « ولا يزالون مختلفين » (١) في الدين « إلا من رحم ربك » يعني آل محمد وأتباعهم ، يقول الله : « ولذلك خلقهم » يعني أهل رحمة لا يختلفون في الدين (٢).

١١ ـ فس : عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن منصور بن يونس ، عن عمر بن شيبة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في خبر طويل قال : إذاكان يوم القيامة كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلي عليه‌السلام وشيعته على كثبان من المسك الاذفر ، على منابر من نور ، يحزن الناس ولا يحزنون ، ويفزع الناس ولا يفزعون ، ثم تلا هذه الاية « من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون » (٣) فالحسنة والله ولاية علي عليه‌السلام ثم قال : « لا يحزنهم الفزع الاكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون » (٤).

١٢ ـ فس : « والذين جاهدوا فينا » (٥) أي صبروا وجاهدوا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله « لنهدينهم سبلنا » أي لنثبتنهم « وإن الله لمع المحسنين » في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : هذه الاية لال محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وأشياعهم (٦).

١٣ ـ فس : عن أبي العباس ، عن محمد بن أحمد ، عن محمد بن عيسى ، عن النضر بن سويد ، عن سماعة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه‌السلام أنه قال : ليهنكم الاسم قلت : ما هو جعلت فداك : قال « وإن من شيعته لابراهيم » (٧) وقوله « فاستغاثه الذي

____________________

(١) هود : ١١٨.

(٢) تفسير القمى ٣١٥.

(٣) النمل : ٨٩.

(٤) تفسير القمى ص ٤٣٤ ، والاية الاخيرة في الانبياء : ١٠٣.

(٥) العنكبوت : ٦٩.

(٦) تفسير القمى ص ٤٩٨.

(٧) الصافات : ٨٣.

١٢

من شيعته على الذي من عدوه » (١) فليهنكم الاسم (٢).

بيان : في المصباح هنوء الشئ بالضم مع الهمز هناءة بالفتح والمد تيسر من غير مشقة ولا عناء فهو هنئ ويجوز الابدال والادغام وهنأني الولد يهنؤني مهموز من بابي نفع وضرب أي سرني ، وتقول العرب في الدعاء ليهنئك الولد بهمزة ساكنة وبابدالها ياء ، وحذفها عامي ومعناه سرك وهنأني الطعام يهنأني ساغ ولذ وأكلته هنيئا مريئا أي بلا مشقة انتهى.

وأقول : لو كان الخبر مضبوطا بهذا الوجه يدل على أن الحذف ليس بعامي وحاصل الخبر أن لفظ الشيعة الذي يطلق على أتباع الائمة عليهم‌السلام لقب شريف وصف الله النبيين وأتباع الانبياء الماضين به ، فسروا به ولا تبالوا بتشنيع المخالفين بذلك عليكم.

١٤ ـ فس : « وإن للطاغين لشر مآب » (٣) هم الاولان وبنو امية ثم ذكر من كان بعدهم ممن غصب آل محمد حقهم فقال « وآخر من شكله أزواج هذا فوج مقتحم معكم » وهم بنو السباع فيقول بنو أمية « لا مرحبا بهم ، إنهم صالوا النار » فيقول بنو فلان « بل أنتم لا مرحبا بكم أنتم قدمتموه لنا » وبدأتم بظلم آل محمد « فبئس القرار » ثم يقول بنو أمية « ربنا من قدم لنا هذا فزده عذابا ضعفا في النار » يعنون الاولين ، ثم يقول أعداء آل محمد في النار « مالنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الاشرار » في الدنيا وهم شيعة أمير المؤمنين عليه‌السلام « اتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الابصار » ثم قال : « إن ذلك لحق تخاصم أهل النار » فيما بينهم ، وذلك قول الصادق والله إنكم لفي الجنة تحبرون ، وفي النار تطلبون (٤).

بيان : « آخر من شكله » قال المفسرون : أي يذوق أو عذاب آخر وعلى

__________________

(١) القصص ص ١٥.

(٢) تفسير القمى ص ٥٥٧.

(٣) ص ٥٥ وما بعدها ذيلها.

(٤) تفسير القمى ص ٥٧١.

١٣

تأويله عليه‌السلام ويدخل فوج آخر مثل الفوج الاول في الشقاوة « أزواج » أي أجناس متشابهة « هذا فوج » هو حكاية ما يقال للطاغين الاولين « وبنو السباع » كناية عن بني العباس « لا مرحبا بهم » دعاء من المتبوعين على أتباعهم فيقول بنو فلان أي بنوا العباس لبني أمية « بل أنتم لا مرحبا بكم » أي بل أنتم أحق بهذا القول لضلالكم وإضلالكم « أنتم قدمتموه » أي العذاب أو الصلى لنا باغوائنا « فبئس القرار » جهنم « عذابا ضعفا » أي مضاعفا والاولان أبوبكر وعمر « أتخذناهم سخريا » قيل إنه إنكار على أنفسهم وتأنيب لها في الاستسخار منهم « أم زاغت عنهم الابصار » قيل معادلة لقوله « مالنا » كأنهم قالوا ليسوا هنا أم زاغت عنهم أبصارنا فلا نراهم أو ل « أتخذناهم » بمعنى أي الامرين فعلنا بهم الاستسخار منهم أم تحقيرهم فان زيغ الابصار كناية عنه على معنى إنكارهما على أنفسهم « تحبرون » على بناء المجهول أي تسرون أو تتنعمون.

١٥ ـ فس : « يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم » الاية قال : نزلت في شيعة أمير المؤمنين عليه‌السلام خاصة.

حدثنا جعفر بن محمد ، عن عبدالكريم ، عن محمد بن علي ، عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة قال : قال أبوجعفر عليه‌السلام : لا يعذر الله يوم القيامة أحدا يقول يا رب لم أعلم أن ولد فاطمة هم الولاة على الناس كافة ، وفي شيعة ولد فاطمة أنزل الله هذه الاية (١) خاصة « يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم » (٢).

١٦ ـ ب : عن السندي بن محمد ، عن صفوان الجمال ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : عن يمين الله ـ وكلتا يديه يمين ـ عن يمين العرش قوم على وجوههم نور ، لباسهم من نور ، على كراسي من نور ، فقال له علي : يا رسول الله ما هؤلاء؟ فقال له : شيعتنا وأنت إمامهم (٣).

__________________

(١) الزمر : ٥٣.

(٢) تفسير القمى ص ٥٧٨.

(٣) قرب الاسناد ص ٢٩.

١٤

بيان : قوله عليه‌السلام « عن يمين العرش » بدل عن قوله « عن يمين الله » وهو خبر « قوم » وسمى هذا الجانب يمينا لانه محل رحمة الله ، وموقف أهل اليمين والبركة ولما كان الشمال في الانسان أنقص أزال توهم ذلك بقوله « وكلتا يديه يمين » أي ليس فيه نقص بوجه وكما أن رحمته على الكمال غضبه أيضا في غاية الشدة ، أو لما كان الشمال منسوبة إلى الشر بين أنه ليس فيه جهة شر ولا يصدر منه شر ، بل كلما يصدر منه خير كما يشير إليه قوله عليه‌السلام : والخير في يديك.

قال في النهاية فيه : الحجر الاسود يمين الله في الارض ، هذا كلام تمثيل وتخييل وأصله أن الملك إذا صافح رجلا قبل الرجل يده ، فكأن الحجر الاسود بمنزلة اليمين للملك حيث يستلم ويلثم ، ومنه الحديث الاخر « وكلتا يديه يمين » أي أن يديه تبارك وتعالى بصفة الكمال لا نقص في واحدة منهما ، لان الشمال ينقص عن اليمين ، وكلما جاء في القرآن والحديث من إضافة اليد والايدي واليمين وغير ذلك من أسماء الجوارح إلى الله تعالى فانما هو على سبيل المجاز والاستعارة ، والله تعالى منزه عن التجسيم والتشبيه.

١٧ ـ ب : عن ابن طريف ، عن ابن علوان ، عن جعفر ، عن أبيه ، عن على ابن أبي طالب عليهم‌السلام قال : يخرج أهل ولايتنا يوم القيامة من قبورهم مشرقة وجوههم مستورة عوراتهم ، آمنة روعاتهم ، قد فرجت عنهم الشدايد ، وسهلت لهم الموارد يخاف الناس ولا يخافون ، ويحزن الناس ولا يحزنون ، وقد اعطوا الامن والايمان وانقطعت عنهم الاحزان حتى يحملوا على نوق بيض لها أجنحة ، عليهم نعال من ذهب شركها النور حتى يقعدون في ظل عرش الرحمن ، على منابر من نور ، بين أيديهم مائدة يأكلون عليها حتى يفرغ الناس من الحساب (١).

بيان : الشرك ككتب جمع شراك ككتاب وهو سير النعل.

١٨ ـ ب : بالاسناد المتقدم عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يبعث الله عبادا يوم القيامة تهلل وجوههم نورا عليهم ثياب من

__________________

(١) قرب الاسناد ص ٤٩.

١٥

نور ، فوق منابر من نور ، بأيديهم قضبان من نور ، عن يمين العرش وعن يساره بمنزلة الانبياء ، وليسوا بأنبياء ، وبمنزلة الشهداء ، وليسوا بشهداء ، فقام رجل فقال : يا رسول الله أنا منهم؟ فقال : لا ، فقام آخر فقال : يا رسول الله أنا منهم؟ فقال : لا ، فقال : من هم يا رسول الله؟ قال : فوضع يده على منكب علي عليه‌السلام فقال : هذا وشيعته (١).

١٩ ـ : وبهذا الاسناد عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده علي بن أبي طالب عليهم‌السلام قال : إذا حمل أهل ولايتنا على الصراط يوم القيامة نادى مناد : يا نار اخمدي! فتقول النار : عجلوا جوزوني فقد أطفأ نوركم لهبي (٢).

٢٠ ـ ل : عن أبيه ، عن سعد ، عن ابن يزيد ، عن حماد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : المؤمن أعظم حرمة من الكعبة (٣).

٢١ ـ ل : عن ابن المتوكل ، عن الحميري ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن أبي أيوب الخزاز ، عن عبدالمؤمن الانصاري ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إن الله عزوجل أعطى المؤمن ثلاث خصال : العز في الدنيا والدين ، والفلح في الاخرة ، والمهابة في صدور العالمين (٤).

بيان : « الفلج » في أكثر النسخ بالجيم ، وفي بعضها بالحاء المهلمة ، وفي القاموس الفلج الظفر والفوز كالافلاج ، والاسم بالضم وقال : الفلح محركة والفلاح الفوز والنجاة والبقاء في الخير.

٢ ـ ل : عن أبيه ، عن سعد ، عن البرقي ، عن ابن محبوب ، عن أبي أيوب عن عبدالمؤمن ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إن الله عزوجل أعطى المؤمن ثلاث خصال : العزة في الدنيا ، والفلج في الاخرة ، والمهابة في صدور

__________________

(١ و ٢) المصدر ص ٤٩.

(٣) الخصال ج ١ ص ١٦.

(٤) الخصال ج ١ ص ٦٨.

١٦

الظالمين ثم قرأ « ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين » (١) وقرأ « قد أفلح المؤمنون » إلى قوله « هم فيها خالدون » (٢).

٢٣ ـ ل : علي بن محمد بن الحسن القزويني ، عن عبدالله بن زيدان ، عن الحسن بن محمد ، عن حسن بن حسين ، عن يحيى بن مساور ، عن أبي خالد ، عن زيد ابن علي ، عن آبائه ، عن علي عليهم‌السلام قال : شكوت إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حسد من يحسدني فقال : يا علي أما ترضى أن تكون أول أربعة يدخلون الجنة أنا وأنت وذرارينا خلف ظهورنا ، وشيعتنا عن أيماننا وشمائلنا (٣).

بيان : يمكن أن يكون أحد الاربعة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله والثاني عليا عليه‌السلام و الثالث الذراري ، والرابع الشيعة ، وكون علي عليه‌السلام أولهم لانه عليه‌السلام صاحب الراية ، وهو مقدم في الدخول كما مر ، ويحتمل أن يكون المراد بالذراري الحسنان عليهما‌السلام تتمة الاربعة والظاهر أنه سقط شئ من الخبر كما يدل عليه ما سيأتي من خبر الارشاد (٤).

٢٤ ـ ل : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن الحسن بن علي بن عبدالله بن المغيرة ، عن طلحة بن زيد ، عن أبي عبدالله جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن علي عليهم‌السلام قال : المؤمن يتقلب في خمسة من النور : مدخله نور ، ومخرجه نور ، و علمه نور ، وكلامه نور ، ومنظره يوم القيامة إلى النور (٥).

ل : في الاربعمائة قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : شيعتنا بمنزلة النحل ، لو يعلم الناس ما في أجوافها لاكلوها (٦).

__________________

(١) المنافقون : ٨.

(٢) الخصال ج ١ ص ٧٢ ، والايات صدر سورة المؤمنون.

(٣) الخصال ج ١ ص ١٢١.

(٤) راجع الرقم ٦٧.

(٥) المصدر ج ١ ص ١٣٣.

(٦) الخصال ج ٢ ص ١٦٣.

١٧

وقال عليه‌السلام : لمحبينا أفواج من رحمة الله ولمبغضينا أفواج من غضبب الله (١).

وقال عليه السام : إن أهل الجنة لينظرون إلى منازل شيعتنا كما ينظر الانسان إلى الكواكب في السماء (٢).

وقال عليه‌السلام : سراج المؤمن معرفة حقنا (٣).

وقال عليه‌السلام إن الله تبارك وتعالى اطلع إلى الارض فاختارنا ، واختارلنا شيعة ينصروننا ، ويفرحون بفرحنا ، ويحزنون لحزننا ; ويبذلون أموالهم وأنفسهم فينا اولئك منا وإلينا (٤).

٢٥ ـ ن : عن المفسر ، عن أحمد بن الحسن الحسيني ، عن أبي محمد العسكري عن آبائه ، عن موسى بن جعفر عليهم‌السلام قال : كان قوم من خواص الصادق عليه‌السلام جلوسا بحضرته في ليلة مقمرة مصحية ; فقالوا يا ابن رسول الله ما أحسن أديم هذه السماء ، وأنور هذه النجوم والكواكب؟ فقال الصادق عليه‌السلام : إنكم لتقولون هذا و إن المدبرات الاربعة جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت عليهم‌السلام ينظرون إلى الارض فيرونكم وإخوانكم في أقطار الارض ، ونوركم إلى السماوات وإليهم أحسن من نور هذه الكواكب ، وإنهم ليقولون كما تقولون : ما أحسن أنوار هؤلاء المؤمنين (٥).

بيان : « المقمرة » ليلة فيها القمر « والمصحية » على بناء الافعال من قولهم أصحت السماء إذا ذهب غيمها ، والملائكة الاربعة ، مدبرات لانها تدبر امور العالم باذنه تعالى كما قال سبحانه « والمدبرات أمرا » (٦).

٢٦ ـ ن : بالاسانيد الثلاثة عن الرضا عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن المؤمن يعرف في السماء كما يعرف الرجل أهله وولده ، و

__________________

(١ ـ ٤) الخصال ج ٢ ص ١٦٥ و ١٦٧ و ١٦٩ على الترتيب.

(٥) عيون أخبار الرضا ج ٢ ص ٢.

(٦) النازعات : ٥.

١٨

إنه لاكرم على الله عزوجل من ملك مقرب (١).

صح : عنه عليه‌السلام مثله (٢).

٢٧ ـ ن : بهذه الاسانيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه آله : أتاني جبرئيل عن ربي تبارك وتعالى وهو يقول : ربي يقرئك السلام ويقول : يامحمد بشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات ويؤمنون بك وبأهل بيتك بالجنة فلهم عندي جزاء الحسنى ، و سيد خلون الجنة (٣).

صح : عنه عليه‌السلام مثله (٤).

٢٨ ـ ن : بالاسانيد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا علي من كرامة المؤمن على الله أنه لم يجعل لاجله وقتا حتى يهم ببائقة فاذاهم ببائقة قبضه إليه.

قال : وقال جعفر بن محمد عليه‌السلام : تجنبوا البوائق البوائق يمد لكم في الاعمار (٥).

٢٩ ـ ن : باسناد التميمي ، عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله : أنا وهذا ـ يعني عليا ـ كهاتين ، وضم بين أصبعيه وشيعتنا معنا ومن أعان مظلوما كذلك (٦).

٣٠ ـ ن : بهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : [ توضع ] يوم القيامة : منابر حول العرش لشيعتي وشيعة أهل بيتي المخلصين في ولايتنا ويقول الله عزوجل : هلم يا عبادي إلى لانشر عليكم كرامتي ، فقد أوذيتم في الدنيا (٧).

٣١ ـ ن : بهذا الاسناد عن علي عليه‌السلام قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ترد شيعتك

__________________

(١) عيون أخبار الرضا ج ٢ ص ٣٣.

(٢) صحيفة الرضا عليه‌السلام ص ٨.

(٣) عيون اخبار الرضا ج ٢ ص ٣٣.

(٤) صحيفة الرضا « ع » ص ٨.

(٥) عيون أخبار الرضا ج ٢ ص ٣٦ والبائقة : الداهية والشر.

(٦) عيون أخبار الرضا ج ٢ ص ٥٨.

(٧) عيون أخبار الرضا ج ٢ ص ٦٠.

١٩

يوم القيامة رواة غير عطاش ، ويرد عدوك عطاشا يستسقون فلا يسقون (١).

٣٢ ـ ما : عن المفيد ، عن الحسين بن أحمد بن المغيرة ، . عن حيدر بن محمد السمرقندي ، عن محمد بن عمر الكشي ، عن العياشى ، عن جعفر بن معروف ، عن ابن يزيد ، عن ابن عذافر ، عن عمر بن يزيد قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : يا ابن يزيد أنت والله منا أهل البيت قلت : جعلت فداك من آل محمد؟ قال : إي والله من أنفسهم قلت : من أنفسهم جعلت فداك؟ قال : إي والله من أنفسهم يا عمر أما تقرأ كتاب الله عزوجل « إن أولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين » (٢) أو ما تقرأ قول الله عز اسمه « فمن تبعني فانه مني ومن عصاني فانك غفور رحيم (٣) ».

٣٣ ـ جا (٤) ما : عن المفيد ، عن محمد بن الحسين المقري ، عن عمر بن محمد الوراق ، عن علي بن العباس ، عن حميد بن زياد ، عن محمد بن نسيم ، عن الفضل ابن دكين ، عن مقاتل بن سليمان ، عن الضحاك بن مزاحم ، عن ابن عباس قال : سألت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن قول الله عزوجل « والسابقون السابقون اولئك المقربون في جنات النعيم » (٥) فقال : قال لي جبرئيل عليه‌السلام : ذاك علي وشيعته هم السابقون إلى الجنة المقربون من الله بكرامته لهم (٦).

٣٤ ـ ما : عن المفيد ، عن أحمد بن الوليد ، عن أبيه ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ، عن الحسن بن على بن أبي حمزة ، عن عبدالله بن الوليد قال : دخلنا على أبي عبدالله عليه‌السلام في زمن مروان فقال : ممن أنتم؟ فقلنا : من أهل الكوفة

__________________

(١) عيون أخبارا الرضا ج ٢ ص ٦٠.

(٢) آل عمران : ٦٨.

(٣) أمال الطوسى ج ٢ ص ٤٤. والاية الثانية في ابراهيم : ٣٦.

(٤) مجالس المفيد ص ١٨٤.

(٥) الواقعة : ١٢.

(٦) أمالى الطوسى ج ١ ص ٧٠.

٢٠