بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٥٦٣
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

٢٠ ـ ومنه ، عن علي بن الحكم عن عروة بن موسى عن أديم بياع الهروي قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام بلغنا أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان يقول إن الله يبغض البيت اللحم قال إنما ذاك البيت الذي يؤكل فيه لحوم الناس وقد كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لحما يحب اللحم وقد جاءت امرأة إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله تسأله عن شيء وعائشة عنده فلما انصرفت وكانت قصيرة قالت عائشة بيدها تحكي قصرها فقال لها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله تخللي قالت يا رسول الله وهل أكلت شيئا قال صلى‌الله‌عليه‌وآله تخللي ففعلت فألقت مضغة عن فيها (١).

بيان كأنه بإعجازه صلى‌الله‌عليه‌وآله حدثت مضغة اللحم بين أسنانها لتعلم أن الغيبة بمنزلة أكل لحوم الناس وروى الزمخشري في الفائق عن سفيان الثوري أنه سئل عن اللحمين أهم الذين يكثرون أكل اللحم فقال هم الذين يكثرون أكل لحوم الناس وفي القاموس اللحم ككتف الكثير لحم الجسد كاللحيم والأكول للحم القرم إليه والبيت يغتاب فيه الناس كثيرا وبه فسر إن الله يبغض البيت اللحم وباز لاحم ولحم يأكله أو يشتهيه.

٢١ ـ المحاسن ، عن محمد بن علي عن الحسن بن علي بن يوسف عن زكريا بن محمد الأزدي عن عبد الأعلى مولى آل سام قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام إنا نروي عندنا عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال إن الله يبغض البيت اللحم فقال كذبوا إنما قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله البيت اللحم الذين يغتابون فيه الناس ويأكلون لحومهم وقد كان أبي لحما ولقد مات يوم مات وفي كم أم ولده ثلاثون درهما للحم (٢).

بيان زكريا بن محمد المؤمن لم يوصف في الرجال بالأزدي والموصوف به زكريا بن ميمون ويحتمل أن يكون غيرهما.

٢٢ ـ المحاسن ، عن علي بن الحكم عن الحسين بن أبي العلاء عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لحما يحب اللحم (٣).

__________________

(١) المصدر : ٤٦١.

(٢) المصدر : ٤٦١.

(٣) المصدر : ٤٦١.

٦١

٢٣ ـ ومنه ، عن جعفر بن محمد عن ابن القداح عن أبي عبد الله عن أبيه عليه‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إنا معشر قريش قوم لحمون (١).

٢٤ ـ ومنه ، عن بعض من رواه قال قال أبو عبد الله عليه‌السلام قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله اللحم حمض العرب (٢).

تبيان أي إذا ملوا من أكل الحلو كالتمر وأشباهه اشتهوا اللحم ومالوا إليه في القاموس الحمض ما ملح وأمر من النبات وهي كفاكهة الإبل والخلة ما حلا وهي كخبزها والتحميض الإقلال من الشيء وفي النهاية في حديث ابن عباس كان يقول إذا أفاض من عنده في الحديث بعد القرآن والتفسير أحمضوا يقال أحمض القوم إحماضا إذا أفاضوا فيما يؤنسهم من الكلام والأخبار والأصل فيه الحمض من النبات وهو للإبل كالفاكهة للإنسان لما خاف عليهم الملال أحب أن يريحهم فأمرهم بالأخذ في ملح الكلام والحكايات.

ومنه ، حديث الزهري الأذن مجاجة وللنفس حمضة أي شهوة كما تشتهي الإبل الحمض وهو كل نبت في طعمه حموضة يقال أحمضت الرجل عن الأمر أي حولته عنه وهو من أحمضت الإبل إذا ملت من رعي الخلة وهو الحلو من النبات اشتهت الحمض فتحولت إليه.

٢٥ ـ المحاسن ، عن أبيه عن صفوان عن عيص عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : نظر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى لحم بريرة فقال ما يمنعكم من هذا اللحم أن تصنعوه وقد كان رسول الله لحما (٣).

٢٦ ـ ومنه ، عن أبيه عن ابن المغيرة عن حماد بن عثمان عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ما ترك أبي إلا سبعون درهما حبسها للحم إنه كان لا يصبر عن اللحم (٤).

٢٧ ـ ومنه ، عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن الحسن بن هارون

__________________

(١ ـ ٢) المحاسن ٤٦١.

(٣ ـ ٤) المحاسن : ٤٦٢.

٦٢

عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ترك أبو جعفر عليه‌السلام ثلاثين درهما للحم وكان رجلا لحما (١).

٢٧ـ ومنه ، عن علي بن الحكم عن ابن بكير عن زرارة قال : تغديت مع أبي جعفر عليه‌السلام خمسة عشر يوما بلحم (٢).

ومنه ، عن أبيه عن ابن أبي عمير عن علي بن عطية عن زرارة مثله (٣).

٢٨ ـ ومنه ، عن ابن محبوب عن علي بن رئاب عن زرارة قال : تغديت مع أبي جعفر عليه‌السلام في شعبان خمسة عشر يوما كل يوم بلحم ما رأيته صام منها يوما واحدا (٤).

بيان : كأن إفطاره عليه‌السلام شعبان كان لعذر أو لبيان الجواز.

٢٩ ـ المحاسن ، عن بعض أصحابه عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم عن شعيب عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال قال أمير المؤمنين عليه‌السلام لحوم البقر داء (٥).

ومنه ، عن النوفلي عن السكوني بإسناده مثله (٦).

٣٠ ـ ومنه ، عن أبي أيوب المدائني عن ابن أبي عمير أو غيره عن اللفافي أن أبا الحسن عليه‌السلام كان يبعث إليه وهو بمكة يشترى له لحم البقر فيقدده (٧).

بيان : في القاموس القديد اللحم المشرر المقدد أو ما قطع منه طوالا وتقدد يبس انتهى وكأنه كان لدواء أو مصلحة أو كان نوعا من القديد لا يكره أو الكراهة مخصوصة بما إذا أكل من غير طبخ وروى الكليني (٨) مرفوعا إلى أبي عبد الله قال : قلت اللحم يقدد ويذر عليه الملح ويجفف في الظل فقال لا بأس بأكله فإن الملح قد غيره.

٣١ ـ المحاسن ، عن ابن فضال عن عبد الصمد عن عطية أخي أبي العرام قال : قلت لأبي جعفر عليه‌السلام إن أصحاب المغيرة ينهونني عن أكل القديد الذي لم تمسه

__________________

(١ ـ ٧) المحاسن ٤٦٣.

(٨) الكافي ٦ : ٣١٤ باب القديد.

٦٣

النار قال لا بأس بأكله (١).

٣٢ ـ ومنه ، عن بعض أصحابنا رفعه قال قال أبو عبد الله عليه‌السلام شيئان صالحان لم يدخلا جوفا قط فاسدا إلا أصلحاه وشيئان فاسدان لم يدخلا جوفا قط صالحا إلا أفسداه فالصالحان الرمان والماء الفاتر والفاسدان الجبن والقديد الغاب (٢).

بيان : الفاتر المعتدل بين الحرارة والبرودة في القاموس فتر يفتر ويفتر فتورا وفتارا سكن بعد حدة وفتر الماء سكن حره فهو فاتر وفاتور انتهى ويلوح منه أنه يعتبر فيه أن يكون الاعتدال بعد الحرارة وفي النهاية غب اللحم وأغب فهو غاب ومغب إذا أنتن (٣).

٣٣ ـ المحاسن ، روي عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ثلاثة يهدمن البدن وربما قتلن أكل القديد ودخول الحمام على البطنة ونكاح العجائز وزاد فيه أبو إسحاق النهاوندي وغشيان النساء على الامتلاء (٤).

المكارم ، مثله (٥).

٣٤ ـ المحاسن ، عن بعض أصحابه رفعه قال قال أبو عبد الله عليه‌السلام ثلاث لا يؤكلن ويسمن وثلاث يؤكلن ويهزلن واثنان ينفعان من كل شيء لا يضران من شيء واثنان يضران من كل شيء ولا ينفعان من شيء فاللواتي لا يؤكلن ويسمن استشعار الكتان والطيب والنورة واللواتي يؤكلن ويهزلن اللحم اليابس والجبن والطلع.

وفي حديث آخر والجوز وفي حديث آخر الكسب.

قال قلت فما اللذان ينفعان من كل شيء ولا يضران من شيء قال السكر والرمان واللذان يضران من كل شيء ولا ينفعان من شيء فاللحم اليابس والجبن قلت جعلت فداك قلت ثم يهزلن وقلت هاهنا يضران فقال أما علمت أن الهزال من المضرة (٦).

__________________

(١ ـ ٤ و ٦) المحاسن : ٦٣.

(٥) مكارم الأخلاق : ١٨٤.

٦٤

بيان : رواه في الكافي (١) عن البرقي بهذا الإسناد وفي المكارم (٢) مرسلا وفي القاموس سمن كسمع سمانة بالفتح وسمنا كعنبا فهو سامن وسمين والجمع سمان وكمحسن السمين خلقة وقد أسمن وسمنه تسمينا وامرأة مسمنة كمكرمة خلقة ومسمنة كمعظمة بالأدوية وقال هزل كعني هزالا وهزل كنصر هزلا ويضم وهزلته أهزله وهزلته وقال الشعار ككتاب ما تحت الدثار من اللباس وهو يلي شعر الجسد ويفتح واستشعره لبسه وقال الجبن بالضم وبضمتين وكعتل معروف.

وفي أكثر نسخ الكافي وفي حديث آخر الجوز والكسب وفي بعضها الجرز مكان الجوز وهو لحم ظهر الجمل وما هنا أظهر من كل وجه والكسب بالضم عصارة الدهن وفي الكافي اللذان ينفعان من كل شيء ولا يضران من شيء فالماء الفاتر والرمان قوله عليه‌السلام أما علمت إلخ أي الضرر أعم من الهزال وإنما خصه في الأول لكونه سببا للضرر المخصوص بخلاف الثاني فإنه عام لقوله من كل شيء.

٣٥ ـ مجالس ابن الشيخ ، عن والده عن هلال بن محمد الحفار عن إسماعيل بن علي الدعبلي عن أبيه عن الرضا عن آبائه عن علي بن الحسين عليه‌السلام أنه قال : شيئان ما دخلا جوفا قط إلا أفسداه وشيئان ما دخلا جوفا قط إلا أصلحاه فأما اللذان يصلحان جوف ابن آدم فالرمان والماء الفاتر وأما اللذان يفسدان فالجبن والقديد (٣).

٣٦ ـ المحاسن ، عن محمد بن علي عن ابن القداح عن الحكم بن أيمن عن أبي أسامة عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من أتى عليه أربعون يوما ولم يأكل اللحم فليستقرض على الله وليأكله (٤).

المكارم : عنه عليه‌السلام مثله (٥).

__________________

(١) الكافي ٦ : ٣١٥.

(٢) مكارم الأخلاق ٢٢٤ وفيه : [ الكتب ] خ ل.

(٣) أمالي الطوسي ١ : ٣٧٩.

(٤) المحاسن : ٤٦٤.

(٥) مكارم الأخلاق ١٨٣.

٦٥

بيان : على الله أي متوكلا عليه أو حال كون أدائه لازما عليه.

٣٧ ـ المحاسن ، عن أبيه عن ابن المغيرة عن غياث بن إبراهيم عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : اللحم من اللحم من تركه أربعين يوما ساء خلقه كلوه فإنه يزيد في السمع والبصر (١).

٣٨ ـ ومنه عن علي بن حسان عن موسى بن بكر قال سمعت أبا الحسن عليه‌السلام يقول اللحم ينبت اللحم ومن أدخل جوفه لقمة شحم أخرجت مثلها داء (٢).

٣٩ ـ ومنه عن أحمد بن محمد البزنطي عن حماد بن عثمان عن محمد بن سوقة عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : من أكل لقمة شحم أخرجت مثلها من الداء (٣).

٤٠ ـ ومنه عن بعض أصحابنا بلغ به زرارة قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام جعلت فداك الشحمة التي تخرج مثلها من الداء أي شحمة قال هي شحمة البقر وما سألني يا زرارة عنها أحد قبلك.

قال وروي عن أبي عبد الله في قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من أكل لقمة من الشحم أنزلت من الداء مثلها فقال ذاك شحم البقر (٤).

المكارم ، عنه عليه‌السلام مثله (٥).

بيان بين الخبرين تناف ويمكن الجمع بينهما بالحمل على اختلاف الأمزجة والأشخاص ويحتمل أن يكون في الخبر الأول شحمة غير البقر.

٤١ ـ المحاسن ، عن أبي القاسم ويعقوب بن يزيد عن زياد بن هارون العبدي عن ابن سنان وأبي البختري عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : اللحم ينبت اللحم ومن ترك اللحم أربعين صباحا ساء خلقه (٦).

__________________

(١) المحاسن : ٤٦٤ ، وليس المراد بخروج الداء اخراجه من البدن ، بل المراد أن الشحمة تخرج داء الى ظاهر البدن مثل الخراج.

(٢) المحاسن : ٤٦٤ ، وليس المراد بخروج الداء اخراجه من البدن ، بل المراد أن الشحمة تخرج داء الى ظاهر البدن مثل الخراج.

(٣) المحاسن ٤٦٥.

(٤) المحاسن ٤٦٥.

(٥) مكارم الأخلاق ١٨٢.

(٦) المحاسن ٤٦٥.

٦٦

بيان : الظاهر زياد بن مروان القندي كما سيأتي.

٤٢ ـ المحاسن ، عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم قال : اللحم ينبت اللحم ومن تركه أربعين يوما ساء خلقه ومن ساء خلقه فأذنوا في أذنه (١).

٤٣ ـ ومنه ، عن محمد بن علي عن ابن بقاح عن الحكم بن أيمن عن أبي أسامة عن أبي عبد الله قال عليه‌السلام قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليكم باللحم فإن اللحم ينمي اللحم ومن مضى به أربعون صباحا لم يأكل اللحم ساء خلقه ومن ساء خلقه فأطعموه اللحم ومن أكل شحمة أنزلت مثلها من الداء (٢).

٤٤ ـ ومنه ، عن محمد بن علي عن أحمد بن محمد عن أبان عن الواسطي عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إن لكل شيء قرما وإن قرم الرجل اللحم فمن تركه أربعين يوما ساء خلقه ومن ساء خلقه فأذنوا في أذنه اليمنى.

ورواه عن المحسن عن أبان عن الواسطي (٣).

٤٥ ـ ومنه ، عن أبيه عمن ذكره عن أبي حفص الأبار عن أبي عبد الله عن آبائه عن علي عليه‌السلام قال : كلوا اللحم فإن اللحم من اللحم واللحم ينبت اللحم ومن لم يأكل اللحم أربعين يوما ساء خلقه وإذا ساء خلق أحدكم من إنسان أو دابة فأذنوا في أذنه الأذان كله.

وروى بعضهم أيما أهل بيت لم يأكلوا اللحم أربعين ليلة ساءت أخلاقهم (٤).

٤٦ ـ ومنه عن أحمد بن محمد عن الحسين بن خالد قال : قلت لأبي الحسن عليه‌السلام إن الناس يقولون من لم يأكل اللحم ثلاثة أيام ساء خلقه فقال كذبوا ولكن من لا يأكل اللحم أربعين يوما تغير خلقه وبدنه وذلك لانتقال النطفة في مقدار أربعين يوما (٥).

بيان لانتقال النطفة هذا شاهد للأربعين فإن انتقال النطفة إلى العلقة يكون أربعين يوما وكذا المراتب بعدها فانتقال الإنسان من حال إلى حال يكون في

__________________

(١ ـ ٤) المحاسن ص ٤٦٥ وما بين العلامتين ساقط من ط الكمپانى.

(٥) المصدر نفسه ٤٦٦.

٦٧

أربعين يوما كما ورد أن شارب الخمر لا تقبل صلاته وتوبته أربعين يوما.

٤٦ ـ المحاسن ، عن أبيه عن ابن أبي عمير والنضر عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : اللحم باللبن مرق الأنبياء (١).

٤٧ ـ ومنه ، عن أبيه عن هارون بن الجهم عن جعفر بن عمرو عن أبي عبد الله عن آبائه عليهم‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله شكا نبي قبلي إلى الله الضعف في بدنه فأوحى الله إليه اطبخ اللحم واللبن فإني قد جعلت البركة والقوة فيهما (٢).

٤٨ ـ ومنه ، عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم وغير واحد عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : شكا نبي من الأنبياء إلى الله الضعف فأوحى الله إليه كل اللحم باللبن (٣).

ومنه ، عن أبي القاسم الكوفي ويعقوب بن يزيد عن القندي عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه‌السلام مثله (٤).

٤٩ ـ ومنه ، عن محمد بن عيسى اليقطيني عن عبيد الله الدهقان عن درست عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : شكا نبي من الأنبياء إلى الله الضعف فقال له اطبخ اللحم باللبن وقال إنهما يشدان الجسم قلت هي المضيرة قال لا ولكن اللحم باللبن الحليب (٥).

بيان : في القاموس مضر اللبن أو النبيذ مضرا ويحرك ومضورا كنصر وفرح وكرم حمض وابيض وهو مضير ومضر والمضيرة مريقة تطبخ باللبن المضير وربما خلط بالحليب.

وفي بحر الجواهر مضر حمض من باب نصر ومضير سخت ترش والمضيرة طبيخة يطبخ باللبن الماضر فارسيها دوقبا وفي القاموس الحليب اللين المحلوب أو الحليب ما لم يتغير طعمه.

٥٠ ـ المحاسن ، عن أبيه عن سعد عن الأصبغ عن علي عليه‌السلام قال : إن نبيا من الأنبياء شكا إلى الله الضعف في أمته فأمرهم أن يأكلوا اللحم باللبن ففعلوا فاستبانت القوة في أنفسهم (٦).

__________________

(١) المحاسن : ٤٦٦.

(٢ ـ ٦) المحاسن ٤٦٧.

٦٨

المكارم ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام مثله (١)

بيان : في السند ما بين سعد والأصبغ إرسال.

٥١ ـ المحاسن ، عن بعض أصحابنا قال : كتب إليه رجل يشكو ضعفه فكتب كل اللحم باللبن (٢).

٥٢ ـ ومنه عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن عن ابن مسلم عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال قال أمير المؤمنين عليه‌السلام إذا ضعف المسلم فليأكل اللحم باللبن (٣).

٥٣ ـ ومنه عن سعد بن سعد الأشعري قال : قلت لأبي الحسن الرضا عليه‌السلام إنا أهل بيت لا يأكلون لحم الضأن قال ولم قلت يقولون إنه يهيج بهم المرة الصفراء والصداع والأوجاع فقال يا سعد لو علم الله شيئا أكرم من الضأن لفدى به إسماعيل (٤).

المكارم ، عنه عليه‌السلام مثله (٥).

٥٤ ـ المحاسن ، عن بعض أصحابه عمن ذكره عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : من أصابه ضعف في قلبه أو بدنه فليأكل لحم الضأن باللبن (٦).

٥٥ ـ ومنه ، عن أبي أيوب المديني عن ابن أبي عمير والنضر بن سويد عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : اللحم باللبن مرق الأنبياء (٧).

٥٦ ـ ومنه ، عن أبيه عن محمد بن سنان عن زياد بن أبي الحلال قال : تعشيت مع أبي عبد الله بلحم ملبن فقال هذا مرق الأنبياء (٨).

٥٧ ـ ومنه ، عن أبيه عمن حدثه عن عبد الرحمن العزرمي عن أبي عبد الله قال عليه‌السلام كان علي عليه‌السلام يكره إدمان اللحم ويقول إن له ضراوة كضراوة

__________________

(١) مكارم الأخلاق ١٨٢.

(٢) المحاسن ٤٦٧.

(٣ و ٤) المحاسن : ٤٦٧.

(٥) مكارم الأخلاق ١٨٣.

(٦ ـ ٨) المحاسن : ٤٦٨.

٦٩

الخمر (١).

تبيين : قال في النهاية ضري بالشيء يضرى ضريا وضراية فهو ضار إذا اعتاده ومنه حديث عمر إن اللحم ضراوة كضراوة الخمر أي إن له عادة ينزع إليها كعادة الخمر وقال الأزهري أراد أن له عادة طلابة لأكله كعادة الخمر مع شاربها ومن اعتاد الخمر وشربها أسرف في النفقة ولم يتركها وكذلك من اعتاد اللحم لم يكد يصبر عنه فدخل في دأب المسرف في النفقة انتهى.

وقال الكرماني أي عادة نزاعة إلى الخمر يفعل كفعلها.

وأقول كان هذه الأخبار محمولة على التقية لأنها موافقة لأخبار المخالفين وطريقة صوفيتهم وقال الشهيد قدس‌سره في الدروس روي كراهة إدمان اللحم وأن له ضراوة كضراوة الخمر وكراهة تركه أربعين يوما وأنه يستحب في كل ثلاثة أيام ولو دام عليه أسبوعين ونحوها لعلة وفي الصوم فلا بأس ويكره أكله في اليوم مرتين.

٥٨ ـ المحاسن ، عن أبيه عن ابن أبي عمير عن الحكم بن مسكين عن عمار الساباطي قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن شرى اللحم فقال في كل ثلاث قلت لنا أضياف وقوم ينزلون بنا وليس يقع منهم موقع اللحم شيء فقال في كل ثلاث قلت لا نجد شيئا أحضر منه ولو ائتدموا بغيره لم يعدوه شيئا فقال في كل ثلاث (٢).

٥٩ ـ ومنه ، عن أبيه عن القاسم بن محمد عن زكريا بن عمران أبي يحيى عن إدريس بن عبد الله قال : كنت عند أبي عبد الله عليه‌السلام فذكر اللحم فقال كل يوما بلحم ويوما بلبن ويوما بشيء آخر (٣).

٦٠ ـ ومنه ، عن ابن فضال عن ابن بكير عن زرارة عن أبي جعفر عليه‌السلام

__________________

(١) المحاسن : ٤٦٩.

(٢) المحاسن : ٤٧٠.

(٣) المحاسن : ٤٧٠.

٧٠

قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يعجبه الذراع (١).

٦١ ـ ومنه ، عن جعفر بن محمد عن ابن القداح عن أبي عبد الله عليه‌السلام عن أبيه قال عليه‌السلام سمت اليهودية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في ذراع وكان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يحب الذراع والكتف ويكره الورك لقربها من المبال (٢).

٦٢ ـ ومنه ، عن علي بن الريان بن الصلت رفعه قال : قيل لأبي عبد الله عليه‌السلام لم كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يحب الذراع أكثر منه لحبه لأعضاء الشاة فقال إن آدم قرب قربانا عن الأنبياء من ذريته فسمى لكل نبي من ذريته عضوا وسمى لرسول الله الذراع فمن ثم كان صلى‌الله‌عليه‌وآله يحبها ويشتهيها ويفضلها (٣).

٦٣ ـ ومنه ، عن علي بن الحكم عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : سألته عن أكل اللحم الني فقال هذا طعام السباع (٤).

بيان : قال في القاموس ناء اللحم يناء فهو نيء بين النيوء والنيوءة لم ينضج يائية وفي النهاية فيه نهي عن أكل اللحم التي هو الذي لم يطبخ أو طبخ أدنى طبخ ولم ينضج يقال ناء اللحم يناء نيا بوزن ناع يناع نيعا فهو نيء بالكسر وقد يترك الهمزة ويقلب ياء فيقال ني مشددا.

٦٤ ـ المحاسن ، عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة عن أبي جعفر عليه‌السلام أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله نهى أن يؤكل اللحم غريضا وقال إنما يأكله السباع قال حريز حتى تغيره الشمس أو النار (٥).

بيان : قال في الدروس يكره أكله أي اللحم غريضا يعني نيا أي غير نضيج وهو بكسر النون والهمزة وفي الصحاح الغريض الطري.

٦٥ ـ المحاسن ، عن ابن أبي عمير عن سجادة عن محمد بن عمر بن الوليد التميمي البصري عن محمد بن الفرات الأزدي عن زيد بن علي عن آبائه عليهم‌السلام قال : نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يقطع اللحم على المائدة بالسكين (٦).

__________________

(١ ـ ٦) المحاسن ٤٧٠ و ٤٧١.

٧١

٦٦ ـ ومنه ، عن محمد بن علي عن محمد بن الهيثم عن أبيه قال : صنع لنا أبو حمزة طعاما ونحن جماعة فلما حضر رأى رجلا منا ينهك العظم فصاح به وقال لا تفعل فإني سمعت علي بن الحسين عليه‌السلام يقول لا تنهكوا العظام فإن للجن فيه نصيبا فإن فعلتم ذهب من البيت ما هو خير من ذلك (١).

٦٧ ـ ومنه ، عن ابن محبوب عن العلاء عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر قال عليه‌السلام سألته عن العظم أنهكه قال نعم (٢).

بيان التجويز لا ينافي الكراهة وفي الدروس يكره نهك العظام أي المبالغة في أكل ما عليها فإن للجن فيه نصيبا فإن فعل ذهب من البيت ما هو خير من ذلك.

٦٨ ـ طب الأئمة ، عن محمد بن المنذر عن علي ابن أخي يعقوب عن داود عن هارون بن أبي الجهم عن إسماعيل بن مسلم السكوني عن أبي عبد الله الصادق عليه‌السلام أن رجلا قال له يا ابن رسول الله إن قوما من علماء العامة يروون أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال إن الله يبغض اللحامين ويمقت أهل البيت الذي يؤكل فيه كل يوم اللحم فقال غلطوا غلطا بينا إنما قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إن الله يبغض أهل بيت يأكلون في بيوتهم لحوم الناس أي يغتابونهم ما لهم لا يرحمهم الله عمدوا إلى الحلال فحرموه بكثرة رواياتهم.

وعن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه‌السلام أنه قال : اللحم ينبت اللحم ويزيد في العقل ومن تركه أياما فسد عقله.

وفي رواية أخرى عنه عليه‌السلام من ترك اللحم أربعين صباحا ساء خلقه وفسد عقله ومن ساء خلقه فأذنوا في أذنه بالتثويب (٣).

بيان : بالتثويب أي بتكرير فصوله.

٦٩ ـ المكارم ، كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يأكل اللحم طبيخا وبالخبز ويأكله مشويا بالخبز وكان يأكل القديد وحده وربما أكله بالخبز وكان أحب الطعام إليه اللحم

__________________

(١ و ٢) المحاسن ٤٧٢.

(٣) طب الأئمة : ١٣٩.

٧٢

ويقول هو يزيد في السمع والبصر وكان يقول صلى‌الله‌عليه‌وآله اللحم سيد الطعام في الدنيا والآخرة فلو سألت ربي أن يطعمنيه كل يوم لفعل.

وكان يأكل الثريد بالقرع واللحم وكان يحب القرع ويقول إنها شجرة أخي يونس وكان صلى‌الله‌عليه‌وآله يعجبه الدباء ويلتقطه من الصحفة وكان صلى‌الله‌عليه‌وآله يأكل الدجاج ولحم الوحش ولحم الطير الذي يصاد وكان لا يبتاعه ولا يصيده ويحب أن يصاد له ويؤتى به مصنوعا فيأكله أو غير مصنوع فيصنع له فيأكله.

وكان إذا أكل اللحم يطأطئ رأسه إليه ويرفعه إلى فيه ثم ينهشه انتهاشا وكان يحب من الشاة الذراع والكتف (١).

ومن كتاب طب الأئمة عن علي عليه‌السلام قال : اللحم سيد الطعام في الدنيا والآخرة.

عن زرارة قال : تغديت مع أبي جعفر عليه‌السلام أربعة عشر يوما بلحم في شعبان.

عن جعفر بن محمد عن آبائه عليهم‌السلام قال قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله نحن معاشر الأنبياء لحميون.

عن أديم قال : قلت للصادق عليه‌السلام بلغني أن الله عز وجل يبغض البيت اللحم قال ذاك البيت الذي يؤكل فيه لحوم الناس وقد كان رسول الله لحميا يحب اللحم ومن ترك اللحم أربعين يوما ساء خلقه ومن ساء خلقه فأطعموه اللحم ومن أكل من شحمة أخرجت مثلها من الداء.

وقال عليه‌السلام أطيب اللحم لحم الظهر (٢).

عن أبي الحسن عليه‌السلام قال : اللحم ينبت اللحم ومن أدخل جوفه لقمة شحم أخرجت مثلها من الداء.

عن الصادق عليه‌السلام قال : في قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من أكل لقمة شحم أنزلت مثلها

__________________

(١) مكارم الأخلاق ٣٠ ـ ٣١.

(٢) مكارم الأخلاق ١٨١ ـ ١٨٢ ، وقد نقلها عن صحيفة الرضا عليه‌السلام لا من طب الأئمة.

٧٣

من الداء قال ذاك شحمة البقر.

١٤ ـ وعنه عليه‌السلام قال : سمت اليهودية النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في الذراع وكان يحب الذراع ويكره الورك.

عن الصادق عليه‌السلام قال : إن الناس ليقولون من لم يأكل اللحم ثلاثة أيام ساء خلقه قال كذبوا من لم يأكل أربعين يوما ساء خلقه.

وعنه عليه‌السلام قال : لحم البقر داء وأسمانها شفاء وألبانها دواء.

عنه عليه‌السلام في مرق لحم البقر أنه يذهب بالبياض.

عنه عليه‌السلام وذكر لحم البقر عنده قال ألبانها دواء وشحومها شفاء ولحومها داء.

عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إن بني إسرائيل شكوا إلى موسى عليه‌السلام ما يلقون من البرص وشكا ذلك إلى الله فأوحى الله تعالى إليه مرهم فليأكلوا لحم البقر بالسلق.

من الفردوس عن معاذ عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليكم بأكل لحوم الإبل فإنه لا يأكل لحومها إلا كل مؤمن مخالف لليهود أعداء الله.

عن إبراهيم السمان قال : من تمام الإسلام حب لحم الجزور.

عن جابر بن عبد الله قال : أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الأغنياء باتخاذ الغنم والفقراء باتخاذ الدجاج.

عن أبي الحسن الأول عليه‌السلام قال : أطعموا المحموم لحم القبج فإنه يقوي الساقين ويطرد الحمى طردا.

عن علي بن مهزيار قال : تغديت مع أبي جعفر عليه‌السلام فأتي بقطا فقال إنه مبارك وكان يعجبه وكان يقول أطعموا اليرقان يشوى له.

عن أبي الحسن عليه‌السلام قال : لا أرى بأكل لحم الحبارى بأسا لأنه جيد للبواسير ووجع الظهر وهو مما يعين على الجماع.

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من اشتكى فؤاده وكثر غمه فليأكل الدراج.

٧٤

عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إذا وجد أحدكم غما أو كربا لا يدري ما سببه فليأكل لحم الدراج فإنه يسكن عنه إن شاء الله تعالى.

عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من سره أن يقل غيظه فليأكل لحم الدراج (١).

بيان في القاموس السلق بالكسر بقلة معروفة تجلو وتحلل وتلين وتسر النفس نافع للنقرس والمفاصل وعصير أصله سعوطا طرياق وجع السن والأذن والشقيقة وقال في بحر الجواهر السلق بالكسر چغندر وقال الجزور بفتح الجيم وضم الزاي هو الإبل العربي الذي يذبح يقع على الذكر والأنثى والجمع جزر وقال القبج بالفتح معرب كبك وقال القطاة سنك اشكنك وقال الدميري الحبارى طائر كبير العنق رمادي اللون في منقاره طول لحمه بين لحم الدجاج ولحم البط في الغلظ وهو أخف من لحم البط والدراج قد مر ذكره.

٧٠ ـ دعوات الراوندي ، قال الرضا عليه‌السلام اشتر لنا من اللحم المقاديم ولا تشتر المآخير فإن المقاديم أقرب من المرعى وأبعد من الأذى.

وقال الصادق عليه‌السلام إذا دخل اللحم منزل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال صغروا القطع وكثروا المرق فاقسموا في الجيران فإنه أسرع لإنضاجه وأعظم لبركته.

وقال أمير المؤمنين عليه‌السلام أطيب اللحم لحم فرخ قد نهض. أو كاد أن ينهض.

قال وذكر عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله اللحم والشحم فقال ليس منهما بضعة تقع في المعدة إلا أنبتت مكانها شفاء وأخرجت من مكانها داء.

ورأى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله رجلا سمينا فقال ما تأكل فقال ليس بأرضي حب وإنما آكل اللحم واللبن فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله جمعت بين اللحمين.

٧١ ـ نوادر الراوندي ، عن سهل بن أحمد عن محمد بن محمد بن الأشعث عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عليهم‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

__________________

(١) مكارم الأخلاق ١٨٢ ـ ١٨٥ وأكثر هذه الأخبار قد مرت الإشارة إليها قبل في المتن فتذكر.

٧٥

عليكم باللحم فإنه من ترك اللحم أربعين يوما ساء خلقه ومن ساء خلقه عذب نفسه ومن عذب نفسه فأذنوا في أذنه (١).

٧٢ ـ الشهاب ، قال صلى‌الله‌عليه‌وآله سيد إدامكم اللحم.

٧٣ ـ الدعائم ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : سيد الطعام في الدنيا والآخرة اللحم وسيد الشراب في الدنيا والآخرة الماء وعليكم باللحم فإنه ينبت اللحم ومن ترك اللحم أربعين يوما ساء خلقه.

وقال أبو جعفر عليه‌السلام أكل اللحم يزيد في السمع والبصر والقوة.

وقال جعفر بن محمد عليه‌السلام شكا نبي من الأنبياء الضعف إلى ربه فأوحى الله إليه اطبخ اللحم باللبن فكلهما فإني جعلت البركة فيهما ففعل فرد الله إليه قوته.

وعن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه كان يحب اللحم ويقول إنا معشر قريش لحميون وكانت الذراع من اللحم تعجبه وأهديت إليه شاة فأهوى إلى الذراع فنادته أني مسمومة.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله لا يأكل لحم الجزور إلا مؤمن (٢).

وعن جعفر بن محمد عليه‌السلام قال : اللحم واللبن ينبتان اللحم ويشدان العظم واللحم يزيد في السمع والبصر واللحم بالبيض يزيد في الباءة (٣).

وعنه عليه‌السلام أنه سئل عما يرويه الناس عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال إن الله يبغض أهل البيت اللحمين فقال جعفر بن محمد عليه‌السلام ليس هو كما يظنون من أكل اللحم المباح الذي كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يأكله ويحبه إنما ذاك من اللحم الذي قال الله عز وجل : « أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ » (٤) يعني بالغيبة

__________________

(١) نوادر الراوندي : لم نجده.

(٢) دعائم الإسلام ٢ : ١٠٩ ـ ١١٠.

(٣) دعائم الإسلام ٢ : ١٤٥.

(٤) الحجرات : ١٢.

٧٦

والوقيعة فيه (١).

وعن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : من أكل لقمة سمينة نزل مثلها من الداء من جسده ولحم البقر داء وسمنها شفاء ولبنها دواء (٢).

١٥

(باب)

(الكباب والشواء والرءوس)

الآيات هود « فَما لَبِثَ أَنْ جاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ » (٣)

تفسير قال الراغب حنيذ أي مشوي بين حجرين وإنما يفعل ذلك ليتصبب عنه اللزوجة وفي القاموس حنذ الشاة يحنذها حنذا وتحناذا شواها وجعل فوقها حجارة محماة لتنضجها فهي حنيذ أو هو الحار الذي يقطر ماؤه بعد الشيء انتهى ويومئ إلى رجحان الشواء لا سيما هذا النوع منه.

١ ـ المحاسن ، عن أبيه عن ابن سنان وعبد الله بن المغيرة عن موسى بن بكر قال : قال لي أبو الحسن الأول عليه‌السلام ما لي أراك مصفرا فقلت وعك أصابني فقال كل اللحم فأكلته ثم رآني بعد جمعة وأنا على حالي مصفر فقال ألم آمرك بأكل اللحم قلت ما أكلت غيره منذ أمرتني به قال كيف أكلته قلت طبيخا قال لا كله كبابا فأكلت ثم أرسل إلي فدعاني بعد جمعة فإذا الدم قد عاد في وجهي فقال نعم (٤).

٢ـ الكشي ، عن حمدويه عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن سنان عن موسى بن بكر مثله (٥).

__________________

(١) دعائم الإسلام ٢ : ١١٠.

(٢) دعائم الإسلام ٢ / ١١١ في حديث.

(٣) هود : ٦٩.

(٤) المحاسن : ٤٦٨.

(٥) رجال الكشي : ٤٣٨.

٧٧

بيان في القاموس الوعك أذى الحمى ووجعها ومغثها في البدن وألم من شدة التعب وقال الكباب بالفتح اللحم المشرح وقال في الدروس قال الجوهري هو الطباهج وكأنه المقلي وربما جعل ما يقلى على الفحم وقال في بحر الجواهر هو بالفتح اللحم الذي يوضع على شيء عند النار إلى أن ينضج وهو أكثر غذاء من المشوي والمسلوق.

٢ ـ المحاسن ، عن علي بن حسان عن موسى بن بكر قال : اشتكيت شكاة بالمدينة فأتيت أبا الحسن عليه‌السلام فقال لي أراك ضعيفا قلت نعم قال لي كل الكباب فأكلته فبرأت (١).

٣ ـ ومنه ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي عن حماد بن عثمان عن محمد بن سوقة عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : الكباب يذهب بالحمى (٢).

٤ ـ ومنه ، عن محمد بن الحسن الصفار عن موسى بن عمر عن جعفر بن إبراهيم بن مهزم عن أبي مريم عن الأصبغ بن نباتة قال : دخلت على أمير المؤمنين عليه‌السلام وقدامه شواء فقال لي ادن وكل فقلت يا أمير المؤمنين هذا لي ضار فقال لي ادن أعلمك كلمات لا يضر معهن شيء مما تخاف قل بسم الله خير الأسماء ملء الأرض والسماء الرحمن الرحيم لا يضر مع اسمه داء وتغد معنا (٣).

٥ ـ ومنه ، عن علي بن الريان بن الصلت عن عبيد الله بن عبد الله الواسطي عن واصل بن سليمان أو عن درست قال : ذكرنا الرءوس عند أبي عبد الله عليه‌السلام أو الرأس من الشاة فقال الرأس موضع الذكاة وأقرب من المرعى وأبعد من الأذى (٤).

٦ ـ المكارم ، عن علي بن سليمان قال : أكلنا عند الرضا عليه‌السلام رءوسا فدعا بالسويق فقلت إني قد امتلأت فقال إن قليل السويق يهضم الرءوس وهو دواؤه (٥).

__________________

(١) المحاسن : ٤٦٨.

(٢) المحاسن : ٤٦٨.

(٣) المحاسن : ٤٦٩.

(٤) المحاسن : ٤٦٩.

(٥) مكارم الأخلاق : ١٧٧.

٧٨

١٧

(باب)

(الثريد والمرق والشورباجات وألوان الطعام)

١ ـ العيون ، بالأسانيد الثلاثة المتقدمة في باب فضل اللحم عن الرضا عن آبائه عليهم‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا أكلتم الثريد فكلوا من جوانبه فإن الذروة فيها البركة (١).

صحيفة الرضا ، عنه عليه‌السلام مثله (٢).

٢ ـ العيون ، عن محمد بن أحمد بن الحسين عن علي بن محمد بن عنبسة عن دارم بن قبيصة عن الرضا عن آبائه عن علي عليه‌السلام قال قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يا علي إذا طبخت شيئا فأكثر المرقة فإنها أحد اللحمين واغرف للجيران فإن لم يصيبوا من اللحم يصيبوا من المرق (٣).

٣ ـ المحاسن ، عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عن آبائه عليهم‌السلام قال : أول من ثرد الثريد إبراهيم عليه‌السلام وأول من هشم الثريد هاشم (٤).

بيان : في القاموس ثرد الخبز فته انتهى وكان الفرق بينه وبين الهشم أن الثرد في غير اليابس والهشم فيه. وفي الكافي (٥) روى عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أول من لون إبراهيم عليه‌السلام إلى آخر الخبر أي أتى بألوان الطعام وأدخل في الطعام الألوان والأنواع المتخالفة وفي الصحاح الهشم كسر اليابس يقال هشم الثريد وبه

__________________

(١) عيون أخبار الرضا ٢ : ٣٤.

(٢) صحيفة الرضا : ٩.

(٣) عيون الأخبار ٢ : ٧٣.

(٤) المحاسن : ٤٠٢.

(٥) الكافي ٦ : ٣١٧ ، وبعده : « وأول من هشم الثريد هاشم ».

٧٩

سمي هاشم وقال في الفائق هاشم هو عمرو بن عبد مناف ولقب بذلك لأن قومه أصابتهم مجاعة فبعث عيرا إلى الشام وحملها كعة وكعكا ونحر جزورا وطحنها وأطعم الناس الثريد انتهى وقيل في مدح هاشم :

عمرو العلى هشم الثريد لقومه

ورجال مكة مسنتون عجاف

٤ ـ المحاسن ، عن بعض الرواة رفعه قال قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله الثريد بركة (١).

٥ ـ ومنه ، عن جعفر بن محمد عن ابن القداح عن أبي عبد الله عن أبيه عليه‌السلام أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : بورك لأمتي في الثرد والثريد وقال جعفر الثرد ما صغر والثريد ما كبر (٢).

بيان هذا الفرق لم أجده في كلام اللغويين قال في المصباح الثريد فعيل بمعنى مفعول ويقال أيضا مثرود يقال ثردت الخبز ثردا من باب قتل وهو أن تفته ثم تبله بمرق والاسم الثردة.

٦ ـ المحاسن ، عن أبي القاسم عن العبدي عن ابن سنان عن أبي البختري عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : الثريد طعام العرب.

ورواه النهيكي ويعقوب بن يزيد عن العبدي ورواه أحمد عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عليه‌السلام مثله وزاد فيه ابن فضال عن محمد بن أبي حمزة عن عمر بن يزيد قال : العقارجات (٣) تعظم البطن وترخي الأليتين (٤).

__________________

(١) المحاسن : ٤٠٢.

(٢) المحاسن : ٤٠٢.

(٣) كلمة « جات » فى الفارسية تفيد معنى الجنس الجمعى كما يقال « سبزيجات » « ترشيجات » وإذا كان اللفظ بالتشديد وجمعه العقاقير : فهى الأدوية والابازير التي يتداوى بها قال في اللسان : قال أبو الهيثم : العقار والعقاقر : كل نبت ينبت مما فيه شفاء ، وقال الجوهري : العقاقير : اصول الاودية.

ولكن الظاهر أن الكلمة مصحفة عن الشفارجات وهي جمع الشفارج كعلابط وهو الذي يسميه الناس بيشبارج : معرب « پيش پاره » وسيجيء تمام الكلام تحت الرقم ٩.

(٤) المحاسن : ٤٠٢.

٨٠