بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٥٦٣
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

١ ـ العيون ، بالأسانيد الثلاثة عن الرضا عن آبائه عليهم‌السلام قال قال أمير المؤمنين عليه‌السلام من أرادالبقاء ولا بقاء فليباكر الغداء وليجيد الحذاء وليخفف الرداء وليقل غشيان النساء (١).

٢ ـ صحيفة الرضا ، عنه عليه‌السلام مثله (٢).

مجالس ابن الشيخ ، عن الحسين بن إبراهيم عن محمد بن وهبان عن علي بن حبشي عن العباس بن محمد بن الحسين عن أبيه عن صفوان بن يحيى وجعفر بن عيسى عن الحسين بن أبي غندر عن أبيه عن أبي عبد الله عن أمير المؤمنين عليه‌السلام مثله وليس فيه وليجيد الحذاء (٣).

بيان البقاء الأول امتداد العمر والثاني الأبدية واستدرك ذلك لئلا يتوهم أن المراد به الثاني ومباكرة الغداء المبادرة به وإيقاعه أول النهار والحذاء بالكسر النعل وقيل هنا كناية عن الزوجة والرداء بالكسر ما يلبس فوق الثياب وقال في النهاية في حديث علي عليه‌السلام من أراد البقاء ولا بقاء فليخفف الرداء قيل وما خفة الرداء قال قلة الدين سمي رداء لقولهم دينك في ذمتي وعنقي ولازم في رقبتي وهو موضع الرداء وهو الثوب أو البرد الذي يضعه الإنسان على عاتقيه بين كتفيه وفوق ثيابه.

٣ ـ المحاسن ، عن إبراهيم بن هاشم عمن ذكره عن الحسين بن نعيم عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ينبغي للمؤمن أن لا يخرج من بيته حتى يطعم فإنه أعز له (٤).

٤ ـ ومنه ، عن ابن عيسى عن بعض أصحابه يرفعه إلى أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إذا أردت أن تأخذ في حاجة فكل كسرة بملح فإنه أعز لك وأقضى للحاجة (٥).

ومنه عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان عن أبي عبد الله عليه‌السلام مثله (٦).

__________________

(١) عيون الأخبار ٢ : ٣٨.

(٢) صحيفة الرضا ١٣.

(٣) أمالي الطوسي ٢ : ٢٧٩.

(٤) المحاسن ٣٩٧ ـ ٣٩٨.

(٥) المحاسن ٣٩٧ ـ ٣٩٨.

(٦) المحاسن ٤٤٩.

٣٤١

٥ ـ ومنه ، عن النضر عن علي بن صامت عن ابن أخي شهاب بن عبد ربه قال : شكوت إلى أبي عبد الله عليه‌السلام ما ألقى من الأوجاع والتخم فقال تغد وتعش ولا تأكل بينهما شيئا فإن فيه فساد البدن أما سمعت الله عز وجل يقول « لَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَعَشِيًّا » (١)

الطب ، طب الأئمة عليهم‌السلام عن محمد بن عبد الله العسقلاني عن النضر بن سويد عن علي بن أبي الصلت ابن أخي شهاب مثله (٢).

٦ ـ المحاسن ، عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن بن راشد عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال قال أمير المؤمنين عليه‌السلام عشاء الأنبياء بعد العتمة فلا تدعوا العشاء فإن ترك العشاء خراب البدن (٣).

المكارم ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام مثله (٤).

٧ ـ المحاسن ، عن أبيه عن محمد بن سنان عن زياد بن أبي الحلال قال : تعشيت مع أبي عبد الله عليه‌السلام فقال العشاء بعد العشاء الآخرة عشاء النبيين (٥).

٨ ـ ومنه ، عن أبيه عن القاسم بن عروة عن محمد بن مروان عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ترك العشاء خراب البدن (٦).

بيان قال في المصباح العشي قيل ما بين الزوال إلى الصباح وقيل العشي والعشاء من صلاة المغرب إلى العتمة وعليه قول ابن فارس العشاءان المغرب والعتمة قال ابن الأنباري العشية مؤنثة وربما ذكرتها العرب على معنى العشي وقال بعضهم العشية واحدة جمعها عشي والعشاء بالكسر والمد ظلام الليل وبالفتح والمد الطعام الذي يتعشى به وقت العشاء وعشوت فلانا بالتثقيل وعشوته أطعمته العشاء وتعشيت أنا أكلت العشاء وفي القاموس العشوة بالفتح الظلمة كالعشواء أو ما بين أول الليل إلى ربعه والعشاء أول الظلام أو من المغرب إلى العتمة أو من زوال الشمس إلى طلوع الفجر والعشي

__________________

(١) المحاسن : ٤٢٠.

(٢) طب الأئمة ٥٩.

(٣) المحاسن : ٤٢٠.

(٤) مكارم الأخلاق ٢٢٣.

(٥) المحاسن ٤٢١.

(٦) المحاسن ٤٢١.

٣٤٢

والعشية آخر النهار والعشي بالكسر والعشاء كسماء طعام العشي وتعشى أكله وعشاه أطعمه إياه كعشاه وأعشاه.

٩ ـ المحاسن ، عن محمد بن علي عن ابن أسباط عن يعقوب بن سالم عن الميثمي عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : كان الحسن منادي يعقوب عليه‌السلام ينادي كل غداة من منزله على فرسخ ألا من أراد الغداء فليأت آل يعقوب وإذا أمسى نادى ألا من أراد العشاء فليأت آل يعقوب وقال حدثني أبو القاسم ويعقوب بن يزيد والنهيكي عن زياد القندي عن عبد الرحمن بن سليمان الهاشمي (١)

الكافي ، عن العدة عن البرقي إلى قوله قال : إن يعقوب كان له مناد ينادي كل غداة إلى آخر الخبر (٢).

بيان قد مر أن ذلك إنما كان لأن ابتلاءه بفقد يوسف إنما كان لأنه بات ليلة شبعان وكان في جواره طاعما ولم يطعمه فكان بعد رفع البلية يفعل ذلك ويدل على أن طعام الأنبياء كان في الغداء والعشاء معا وعلى استحباب الدعوة إلى الطعام إلى فرسخ.

١٠ ـ المحاسن ، عن النوفلي عمن ذكره عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : أول خراب البدن ترك العشاء (٣).

ومنه عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن الحكم مثله (٤).

١١ ـ ومنه ، عن جعفر عن ابن القداح عن محمد بن أبي حميد عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لا تدعوا العشاء ولو على حشفة إني أخشى على أمتي من ترك العشاء الهرم فإن العشاء قوة الشيخ والشاب (٥).

بيان : في القاموس الحشف بالتحريك أردأ التمر أو الضعيف لا نوى له أو اليابس الفاسد.

__________________

(١) المحاسن : ٤٢١ ومثله ص ٣٩٩ وليس فيه [ الحسن ].

(٢) الكافي ٦ : ٢٨٧.

(٣) المحاسن ٤٢١.

(٤) المحاسن ٤٢١.

(٥) المحاسن ٤٢١.

٣٤٣

١٢ ـ المحاسن ، عن عبد الرحمن بن حماد عن عبد الله بن إبراهيم عن علي الحلبي عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ترك العشاء مهرمة وقال أول انهدام البدن العشاء (١).

١٣ ـ ومنه ، عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جميل بن صالح عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ترك العشاء مهرمة (٢).

١٤ ـ ومنه ، عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ترك العشاء مهرمة وينبغي للرجل إذا أسن أن لا يبيت إلا وجوفه ممتلئ من الطعام (٣).

بيان قال في الفائق قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله تعشوا ولو بكف من حشف فإن ترك العشاء مهرمة أي مظنة للضعف والهرم وكانت العرب تقول ترك العشاء يذهب بلحم الكاذة وفي الصحاح الكاذتان ما نتأ من اللحم في أعالي الفخذ وقال في النهاية أي مظنة للهرم قال القتيبي هذه الكلمة جارية على ألسنة الناس ولست أدري أرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ابتدأها أم كانت تقال قبله.

١٥ ـ المحاسن ، عن منصور بن العباس عن سليمان بن راشد عن أبيه عن المفضل بن عمر قال : دخلت على أبي عبد الله عليه‌السلام ليلة وهو يتعشى فقال يا مفضل ادن وكل قلت قد تعشيت فقال ادن وكل فإنه يستحب للرجل إذا اكتهل أن لا يبيت إلا وفي جوفه طعام حديث فدنوت فأكلت (٤).

بيان : في القاموس اكتهل صار كهلا قالوا ولا تقل كهل قوله طعام حديث أي قريب عهد بالنوم لأنه كان قد تعشى قبل.

١٦ ـ المحاسن ، عن أبيه عن صفوان وأحمد بن محمد عن حماد عن الوليد بن صبيح قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول لا خير لمن دخل في السن أن يبيت خفيفا يبيت ممتليا خير له (٥).

١٧ ـ ومنه ، (٦) عن أبيه عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابه عن ذريح بن العباس عن سعيد بن جناح عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام قال : إذا اكتهل الرجل فلا يدع

__________________

(١ ـ ٦) المحاسن : ٤٢٢.

٣٤٤

أن يأكل بالليل شيئا لأنه أهدأ لنومه وأطيب لنكهته.

بيان : في النهاية الهدأة والهدوء السكون عن الحركات.

١٨ ـ ومنه ، عن أبيه عن سليمان عن أحمد بن الحسن وهو الختلي عن أبيه عن جميل بن دراج قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يوما يقول من ترك العشاء ليلة السبت وليلة الأحد متواليتين ذهبت منه قوة لم ترجع إليه أربعين يوما (١).

١٩ ـ ومنه ، عن أبي أيوب المديني عن ابن أبي عمير عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : من ترك العشاء نقصت عنه قوة ولا تعود إليه (٢).

٢٠ ـ ومنه ، عن أبيه عن سليمان بن جعفر الجعفري قال : كان أبو الحسن عليه‌السلام لا يدع العشاء ولو كعكة وكان يقول إنه قوة للجسم قال ولا أعلمه إلا قال وصالح للجماع (٣).

المكارم ، عنه عليه‌السلام مثله (٤).

بيان قيل الكعك بالفتح الخبز المحترق وقيل هو الخبز اليابس وقيل هو الخبز الغليظ الذي يطبخ في التنور على حجارة محماة.

٢١ ـ المكارم ، عن الصادق عليه‌السلام لا تدع العشاء ولو بثلاث لقم بملح قال ومن ترك العشاء ليلة مات عرق في جسده لا يحيا أبدا.

١٤ وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من ترك العشاء ليلة السبت وليلة الأحد متواليتين ذهب منه ما لا يرجع إليه أربعين يوما.

وعن الصادق عليه‌السلام قال : لا ينبغي للشيخ الكبير أن ينام إلا وجوفه ممتلئ من الطعام فإنه أهدأ لنومه وأطيب لنكهته (٥).

٢٢ ـ دعوات الراوندي ، قال الصادق عليه‌السلام إذا صليت الفجر فكل كسرة تطيب بها نكهتك وتطفئ بها حرارتك وتقوم بها أضراسك وتشد بها لثتك وتجلب بها رزقك وتحسن بها خلقك.

__________________

(١) المحاسن ٤٢٣.

(٢) المحاسن ٤٢٣.

(٣) المحاسن ٤٢٣.

(٤) مكارم الأخلاق ٢٢٣.

(٥) مكارم الأخلاق ٢٢٣.

٣٤٥

وعن زين العابدين عليه‌السلام أنه كان يصلي صلاة الغداة ثم يثبت في مصلاه حتى تطلع الشمس ثم يقوم فيصلي صلاة طويلة ثم يرقد رقدة ثم يستيقظ فيدعو بالسواك فيستن ثم يدعو بالغداء (١).

٢٣ ـ الشهاب ، قال صلى‌الله‌عليه‌وآله تعشوا ولو بكف من حشف فإن ترك العشاء مهرمة الضوء العشاء بالفتح طعام أول الليل وهو خلاف الغداء والحشف أراد التمر وهذا أمر منه عليه‌السلام بالتعشي ولو لم يكن إلا قليلا تافها ليكون ذلك عونا على عبادة الليل وزيادة قوة على الطاعة وإنما يخاطب به أصحابه فإنهم كانوا يخففون المطعم ويقنعون باليسير تزهدا وتقشفا وقلة رغبة في الرغب فحثهم على التعشي تقوية لهم على العبادة وما هم بصدده من المجاهدة.

فأما الطب فإنهم يذكرون أنه يضر بالنفس وقد قال بعضهم ممدودة يورث مقصورة يعني العشاء يورث العشا وهو الشبكرة والهرم كبر السن يعني عليه‌السلام أن تركه مدعاة إلى ضعف البدن الذي ينشأ من كبر السن وقد خرج بعض الطب له وجها على ما كان يهواه فقال إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إنما قال ذلك نهيا عن طعام الليل وقال تركه مهرمة أي أنه يطول العمر عن تركه حتى يهرم والصحيح ما تقدم وأول الكلام يدل عليه ثم إنه كان يشفق على أصحابه ويتعهدهم بما يرجع عليهم بالقوة لمكابدتهم الطاعات البدنية وكانوا يؤثرون على أنفسهم ويقنعون بما دون الشبع ويتواصون بذلك وفائدة الحديث الأمر بالتعشي لمن قام بالليل وراوي الحديث أنس.

٢٤ ـ الكافي ، عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابه عن ذريح عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : الشيخ لا يدع العشاء ولو بلقمة (٢).

٢٥ ـ ومنه ، عن العدة عن سهل عن بكر بن صالح عن ابن فضال عن عبد الله بن

__________________

(١) راجع سنن الترمذي كتاب الاطعمة الباب ٤٦.

(٢) الكافي ٦ : ٢٨٩.

٣٤٦

إبراهيم عن علي بن أبي علي اللهبي عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ما يقول أطباؤكم في عشاء الليل قلت إنهم ينهونا عنه قال فإني آمركم به (١).

٢٦ ـ ومنه ، بإسناده عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : طعام الليل أنفع من طعام النهار (٢).

٢٧ ـ ومنه ، بإسناده عن الرضا عليه‌السلام قال : إن في الجسد عرقا يقال له العشاء فإذا ترك الرجل العشاء لم يزل يدعو عليه ذلك العرق حتى يصبح يقول أجاعك الله كما أجعتني وأظمأك الله كما أظمأتني فلا يدعن أحدكم العشاء ولو بلقمة من خبز أو بشربة من ماء (٣).

بيان هذا الدعاء تمثيل لبيان تضرر ذلك العرق ووصول ضرره إلى البدن فكأنه يدعو ويستجاب له.

٢٨ ـ الكافي ، بإسناده عن داود بن كثير قال : تعشيت مع أبي عبد الله عليه‌السلام عتمة فلما فرغ من عشائه حمد الله وقال هذا عشائي وعشاء آبائي الحديث (٤).

٨

باب

(ذم الأكل وحده واستحباب اجتماع الأيدي على الطعام والتصدق مما يؤكل)

١ ـ الخصال ، عن محمد بن علي ماجيلويه عن محمد بن يحيى العطار عن محمد بن أحمد الأشعري عن محمد بن عيسى اليقطيني عن عبيد الله الدهقان عن درست عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي الحسن عليه‌السلام قال : لعن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ثلاثة الآكل زاده وحده والراكب في الفلاة وحده والنائم في بيت وحده (٥).

المحاسن : عن محمد بن عيسى مثله (٦)

__________________

(١ ـ ٤) الكافي ٦ : ٣٠٠ و ٢٨٩.

(٥) الخصال : ٩٣.

(٦) المحاسن : ٣٩٨.

٣٤٧

بيان : ظاهر الأصحاب حمل الجميع على الكراهة إلا مع فروض نادرة كخوف التلف على مؤمن من الجوع أو منع واجب النفقة وكالسفر مع ظن التلف إذا كان وحده وكما إذا ظن طريان مرض أو جنون في النوم وحده ويقال إن اللعن البعد من رحمة الله ويحصل من المكروه أيضا والأحوط العمل بالرواية في الجميع.

٢ ـ المعاني ، والخصال ، بالإسناد المتقدم عن الصادق عن آبائه عليهم‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الطعام إذا جمع أربع خصال فقد تم إذا كان من حلال وكثرت الأيدي عليه وسمي الله تبارك وتعالى في أوله وحمد في آخره (١).

٣ ـ المحاسن ، عن أبيه عن معمر بن خلاد قال : كان أبو الحسن الرضا عليه‌السلام إذا أكل أتي بصحفة فتوضع قرب مائدته فيعمد إلى أطيب الطعام مما يؤتى به فيأخذ من كل شيء شيئا فيوضع في تلك الصحفة ثم يأمر بها للمساكين ثم يتلو هذه الآية « فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ » ثم يقول علم الله عز وجل أن ليس كل إنسان يقدر على عتق رقبة فجعل لهم السبيل إلى الجنة (٢).

بيان فجعل لهم السبيل أي حيث خير بين العتق والإطعام في قوله « فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعامٌ » الآية.

٤ ـ المحاسن ، عن محمد بن علي عن محمد بن يحيى عن غياث بن إبراهيم عن أبي عبد الله عن أبيه عن آبائه عليهم‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله طعام الواحد يكفي الاثنين وطعام الاثنين يكفي الثلاثة وطعام الثلاثة يكفي الأربعة (٣).

٥ ـ ومنه ، (٤) عن محمد بن علي عن عبد الرحمن الأسدي عن سالم بن مكرم عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إنما ابتلي يعقوب بيوسف عليه‌السلام أنه ذبح كبشا سمينا ورجل من أصحابه يدعى فيوم محتاج لم يجد ما يفطر عليه فأغفله فلم يطعمه فابتلي بيوسف قال فكان بعد ذلك ينادي مناديه كل صباح من لم يكن صائما فليشهد

__________________

(١) معاني الأخبار : ٣٧٥ ، الخصال : ٢١٦.

(٢) المحاسن : ٣٩٢ وزاد بعده [ باطعام الطعام ].

(٣) المحاسن : ٣٩٨.

(٤) المحاسن : ٣٩٨.

٣٤٨

غداء يعقوب وإذا أمسى نادى من كان صائما فليشهد عشاء يعقوب.

أقول : قد أوردنا مثله بأسانيد في كتاب النبوات.

٦ ـ ومنه ، عن جعفر بن محمد عن ابن القداح عن أبي عبد الله عن أبيه عن علي عليه‌السلام قال : إذا وضع الطعام وجاء السائل فلا تردوه (١).

٧ ـ دعوات الراوندي ، كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا أكل لقم من بين عينيه وإذا شرب سقى من عن يمينه.

٨ ـ الدعائم ، عن علي عليه‌السلام أنه قال : أكثر الطعام بركة ما كثرت عليه الأيدي وقد قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله طعام الواحد يكفي الاثنين وطعام الاثنين يكفي الأربعة يعني عليه‌السلام بالكفاية ما أجزأ ودفع الجوعة ليس ما أشبع وبلغ غاية الكفاية (٢).

بيان قوله يعني تأويل ذكره المؤلف للحديث وحاصله أن المراد بطعام الواحد ما يكون بقدر شبعه الكامل وبالكفاية ما يجتزى به دون ذلك وفي بعض روايات العامة كلوا جميعا ولا تفرقوا فإن طعام الواحد يكفي الاثنين فيدل على أن الكفاية تنشأ من بركة الاجتماع وأن الجمع كلما كثر ازدادت البركة والغرض التحريص على الاجتماع وأنه لا ينبغي للمرء أن يستحقر ما عنده فيمتنع من تقديمه فإن القليل قد يحصل به الاكتفاء.

٩ ـ الفردوس ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : كلوا جميعا ولا تفرقوا فإن البركة مع الجماعة.

١٠ ـ المكارم ، سأل رجل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال يا رسول الله إنا نأكل ولا نشبع قال لعلكم تفترقون عن طعامكم فاجتمعوا عليه واذكروا اسم الله عليه يبارك لكم (٣).

ومن كتاب مواليد الصادقين ، كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يأكل كل الأصناف من الطعام وكان يأكل ما أحل الله له مع أهله وخدمه إذا أكلوا ومع من يدعوه من

__________________

(١) المحاسن : ٤٢٣.

(٢) دعائم الإسلام ٢ : ١١٦.

(٣) مكارم الأخلاق : ١٧٢.

٣٤٩

المسلمين على الأرض وعلى ما أكلوا عليه ومما أكلوا إلا أن ينزل به ضيف فيأكل مع ضيفه وكان أحب الطعام إليه ما كان على ضفف (١).

بيان قال في النهاية فيه أنه لم يشبع من خبز ولحم إلا على ضفف الضفف الضيق والشدة أي لم يشبع منهما إلا عن ضيق وقلة وقيل الضفف اجتماع الناس يقال ضف القوم على الماء يضفون ضفا وضففا أي لم يأكل خبزا ولحما وحده ولكن يأكل مع الناس وقيل الضفف أن تكون الأكلة أكثر من مقدار الطعام والخفف أن يكونوا بمقداره.

٩

باب

(آخر في استحباب الأكل مع الأهل والخادم وإطعام من ينظر إلى الطعام وإلقام المؤمنين)

١ ـ العيون ، عن حمزة بن محمد العلوي عن علي بن إبراهيم عن ياسر الخادم قال : كان الرضا عليه‌السلام إذا خلا جمع حشمه كلهم عنده الصغير والكبير فيحدثهم ويأنس فيؤنسهم وكان عليه‌السلام إذا جلس على المائدة لا يدع صغيرا ولا كبيرا حتى السائس والحجام إلا أقعده على مائدته قال ياسر فبينما نحن عنده يوما إذ سمع وقع القفل الذي كان على باب المأمون إلى دار أبي الحسن عليه‌السلام فقال لنا أبو الحسن قوموا تفرقوا عني فقمنا عنه فجاء المأمون الخبر (٢).

بيان كأن المراد بالسائس من يدبر أمر الغلمان ويربيهم أو الرائض ومربي الدواب ووقع القفل أي وقوعه وسقوطه أو صوت صدمته على الباب في القاموس الوقع وقعة الضرب بالشيء والوقعة في الحرب صدمة بعد صدمة وكأن تفريقهم كان للتقية لعدم موافقته لآدابه أو لأنه كان يريد الخلوة به عليه‌السلام أو

__________________

(١) مكارم الأخلاق : ٢٧.

(٢) عيون الأخبار : ٢ : ١٥٩.

٣٥٠

يكون استحباب ذلك مختصا بالخلوة كما هو ظاهر الخبر الآتي.

٢ ـ العيون ، عن جعفر بن نعيم بن شاذان عن أحمد بن إدريس عن إبراهيم بن هاشم عن إبراهيم بن العباس عن الرضا عليه‌السلام في حديث أنه كان إذا خلا ونصبت مائدته أجلس معه على مائدته مماليكه ومواليه حتى البواب والسائس (١).

٣ ـ ومنه ، عن أحمد بن زياد الهمداني عن علي بن إبراهيم عن ياسر الخادم عن الرضا عليه‌السلام أنه لما دخل طوس وقد اشتدت به العلة بقي أياما فلما كان من يومه الذي قبض فيه قال لي بعد ما صلى الظهر يا ياسر ما أكل الناس فقلت من يأكل هاهنا مع ما أنت فيه فانتصب ثم قال هاتوا المائدة ولم يدع من حشمه أحدا إلا أقعده معه على المائدة يتفقد واحدا واحدا فلما أكلوا بعث إلى النساء بالطعام فحملوا الطعام إلى النساء الخبر (٢).

٤ ـ الكافي ، عن العدة عن سهل عن ابن شمون عن الأصم عن مسمع عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ما من رجل يجمع عياله ويضع مائدته فيسمون في أول طعامهم ويحمدون في آخره فترفع المائدة حتى يغفر لهم (٣).

٥ ـ ثواب الأعمال ، عن محمد بن علي ماجيلويه عن محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن أبي عبد الله الرازي عن الحسن بن علي بن أبي عثمان عن محمد بن سليمان عن داود الرقي عن الرباب امرأته قالت اتخذت خبيصا فأدخلته على أبي عبد الله عليه‌السلام وهو يأكل فوضعت الخبيص بين يديه وكان يلقم أصحابه فسمعته يقول من لقم مؤمنا لقمة حلاوة صرف الله عنه بها مرارة يوم القيامة (٤).

كتاب الإخوان : عن داود مثله.

٦ ـ الكافي : عن محمد بن يحيى وعلي بن إبراهيم عن الجعفري عن محمد بن الفضل

__________________

(١) عيون الأخبار : ٢ : ١٨٤.

(٢) المصدر : ٢ : ٢٤١.

(٣) الكافي ٦ : ٢٩٦.

(٤) ثواب الأعمال ١٨١ ط مكتبة الصدوق.

٣٥١

رفعه قال : كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا أكل لقم من بين عينيه وإذا شرب سقى من عن يمينه وروى نادر الخادم قال : كان أبو الحسن عليه‌السلام يضع جوزينجة على الأخرى ويناولني (١).

المحاسن : عن نوح بن شعيب عن نادر مثله (٢).

١٠

باب

(غسل اليد قبل الطعام وبعده وآدابه)

١ ـ الخصال ، عن محمد بن علي ماجيلويه عن عمه عن اليقطيني عن القاسم بن يحيى عن جده عن أبي بصير عن أبي عبد الله عن آبائه عليهم‌السلام قال قال أمير المؤمنين عليه‌السلام من سره أن يكثر خير بيته فليتوضأ عند حضور طعامه (٣).

٢ ـ ومنه ، عن محمد بن الحسن بن الوليد عن الحسن بن متيل عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن ابن أبي عمير عن أبي عوف العجلي قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول الوضوء قبل الطعام وبعده يزيد في الرزق (٤).

المحاسن ، عن أبيه عن ابن أبي عمير مثله وفيه يزيدان (٥)

٣ ـ الكافي ، عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير مثله ثم قال وروي أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال أوله ينفي الفقر وآخره ينفي الهم (٦).

٤ ـ الخصال ، عن أحمد بن محمد بن يحيى العطار عن أبيه عن سهل بن زياد عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي عن محمد بن سعيد بن غزوان عن السكوني عن أبي عبد الله عن آبائه عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : من أراد أن يكثر خير بيته فليغسل يده قبل

__________________

(١) الكافي ٦ : ٢٩٨.

(٢) المحاسن : ٤٢٤.

(٣) الخصال ١٣.

(٤) المصدر نفسه ٢٣.

(٥) المحاسن : ٤٢٤.

(٦) الكافي ٦ : ٢٩٠.

٣٥٢

الأكل (١).

٥ ـ ومنه ، عن محمد بن علي ماجيلويه عن عمه محمد بن أبي القاسم عن محمد بن علي الكوفي عن محمد بن زياد عن عبد الله بن عبد الرحمن عن أبي حمزة الثمالي عن ثور بن سعيد عن أبيه عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : الوضوء قبل الطعام يزيد في الرزق الخبر (٢).

٦ ـ ومنه ، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن محمد بن عيسى اليقطيني عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن عن أبي بصير ومحمد بن مسلم عن الصادق عن آبائه عليهم‌السلام قال قال أمير المؤمنين عليه‌السلام غسل اليدين قبل الطعام وبعده زيادة في الرزق وإماطة للغمر عن الثياب ويجلو البصر (٣).

المحاسن ، عن القاسم بن يحيى عن جده عن أبي بصير مثله (٤)

الكافي ، عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن القاسم مثله إلا أن فيه زيادة في العمر (٥)

٧ ـ العلل ، عن محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن القاسم بن محمد وغيره عن صفوان بن محمد الجمال عن أبي نميرة قال قال أبو عبد الله عليه‌السلام الوضوء قبل الطعام وبعده يذهبان الفقر قال قلت يذهبان الفقر قال يذهبان الفقر (٦).

٨ ـ قرب الإسناد عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن جعفر عن أبيه عليه‌السلام قال : صاحب الرحل يتوضأ أول القوم قبل الطعام وآخر القوم بعد الطعام (٧).

__________________

(١) الخصال ٢٥.

(٢) الخصال ٥٠٥ ، أبواب الستة عشر.

(٣) الخصال ٦١٢.

(٤) المحاسن ٤٢٤.

(٥) الكافي ٦ : ٢٩٠.

(٦) علل الشرائع ١ : ٢٦٨.

(٧) قرب الإسناد ٤٧.

٣٥٣

٩ ـ مجالس ابن الشيخ ، عن هلال بن محمد عن إسماعيل بن علي الدعبلي عن أبيه عن الرضا عن آبائه عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : لا ترفعوا الطشت حتى ينطف أجمعوا وضوءكم جمع الله شملكم (١).

بيان حتى ينطف أي يمتلئ بحيث يشرف على السيلان من جوانبه قال الفيروزآبادي نطف الماء كنصر وضرب سال انتهى والوضوء بالفتح الماء الذي ينفصل من غسل اليد وهذا رد على ما كان المتكبرون يفعلونه من أنه إذا غسل أحدهم صبوا الماء ثم أتوا بالطشت لآخر وهذا مكروه.

قال في الجامع تجمع غسالة الأيدي في إناء واحد.

١٠ ـ العلل ، عن محمد بن موسى بن المتوكل عن علي بن الحسين السعدآبادي عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن محمد بن علي الكوفي عن عثمان بن عيسى عن محمد بن عجلان عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : الوضوء قبل الطعام يبدأ صاحب البيت لئلا يحتشم أحد فإذا فرغ من الطعام يبدأ من عن يمين الباب حرا كان أو عبدا.

وفي حديث آخر فليغسل أولا رب البيت يده ثم يبدأ بمن عن يمينه وإذا رفع الطعام بدأ بمن على يسار صاحب المنزل ويكون آخر من يغسل يده صاحب المنزل لأنه أولى بالغمر ويتمندل عند ذلك (٢).

بيان قال في المسالك يستحب أن يبدأ صاحب البيت بغسل يده ثم يبدأ بعده بمن على يمينه ثم يدور عليهم في الغسل الأول وفي الثاني يبدأ بمن على يساره كذلك ويكون هو آخر من يغسل يده وعلل تقديم غسل يده أولا برفع الاحتشام عن الجماعة وتأخيره أخيرا بأنه أولى بالصبر على الغمر وفي خبر آخر إذا فرغ من الطعام بدأ بمن على يمين الباب حرا كان أو عبدا.

وفي الدروس ويستحب غسل اليد قبل الطعام ولا يمسحها فإنه لا يزال البركة

__________________

(١) أمالي الطوسي ١ : ٣٨٠ ، وفيه : « حتى ينظف » ولعل المراد أنه لا ترفعوا الطشت لتنظفوه لكل أحد بل دعوها واجمعوا وضوءكم إلخ.

(٢) علل الشرائع ١ : ٢٧٥.

٣٥٤

في الطعام ما دامت النداوة في اليد ويغسلها بعده ويمسحها ويستحب الابتداء في الغسل بمن على يمينه دورا وعن الصادق عليه‌السلام يبدأ صاحب المنزل بالغسل إلى آخر ما مروفي الجامع يبدأ بسقي من عن يمينه وغسل يده حتى يرجع إليه وقال الشيخ في النهاية إذا أرادوا غسل أيديهم يبدأ بمن هو على يمينه حتى ينتهي إلى آخرهم ويستحب أن تجمع غسالة الأيدي في إناء واحد.

١١ ـ كامل الزيارة ، عن محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن أبي القاسم عن محمد بن علي القرشي عن عبيد بن يحيى الثوري عن محمد بن الحسين بن علي بن الحسين عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال : زارنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ذات يوم فقدمنا إليه طعاما وأهدت إلينا أم أيمن صحفة من تمر وقعبا من لبن وزبد فقدمنا إليه فأكل منها فلما فرغ قمت فسكبت على يديه ماء فلما غسل يده مسح وجهه ولحيته ببلة يديه (١).

١٢ ـ صحيفة الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا أكل مضمض فاه وقال إن له دسما (٢).

بيان روي في الفردوس عن أم سلمة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : إذا شربتم اللبن فمضمضوا فإن له دسما وكأنه كان هكذا فصحف.

١٣ ـ المحاسن ، عن محمد بن أحمد بن أبي محمود عن أبيه أو غيره يرفعه قال قال أبو عبد الله عليه‌السلام إذا غسلت يدك للطعام فلا تمسح يدك بالمنديل فإنه لا يزال البركة في الطعام ما دامت النداوة في اليد (٣).

بيان : في القاموس المنديل بالكسر والفتح وكمنبر الذي يتمسح به وتندل به وتمندل تمسح.

١٤ ـ المحاسن ، عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : من أراد أن يكثر خير بيته فليتوضأ عند حضور طعامه (٤).

__________________

(١) كامل الزيارات ٥٨ في حديث.

(٢) صحيفة الرضا ١٣.

(٣) المحاسن ٤٢٤.

(٤) المحاسن ٤٢٤.

٣٥٥

١٥ ـ ومنه ، عن بكر بن صالح عن الجعفري عن أبي الحسن عليه‌السلام قال : الوضوء قبل الطعام وبعده ينبت النعمة (١).

١٦ ـ ومنه ، عن جعفر عن ابن القداح عن أبي عبد الله عن أبيه عليه‌السلام قال : من غسل يده قبل الطعام وبعده عاش في سعة وعوفي من بلوى جسده (٢).

١٧ ـ ومنه ، عن بعض من ذكره عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عن آبائه عليهم‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يا علي إن الوضوء قبل الطعام وبعده شفاء في الجسد ويمن في الرزق (٣).

١٨ ـ ومنه ، عن محمد بن علي عن محمد بن سنان عن الحسن بن محمد الحضرمي عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : الوضوء قبل الطعام وبعده يذيبان الفقر (٤).

١٩ ـ ومنه ، عن أحمد بن محمد البزنطي والقاسم بن محمد عن صفوان الجمال عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال لي يا با حمزة الوضوء قبل الطعام وبعده يذيبان الفقر قلت يا ابن رسول الله بأبي أنت وأمي كيف يذيبان قال يذهبان (٥).

بيان : الإذابة ضد الإجماد استعير هنا للإذهاب.

٢٠ ـ المحاسن ، عن بعض من رواه قال قال أبو عبد الله عليه‌السلام اغسلوا أيديكم قبل الطعام وبعده فإنه ينفي الفقر ويزيد في العمر (٦).

٢١ ـ ومنه ، عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبي بكر الحضرمي قال : كان أبو عبد الله عليه‌السلام يدعو لنا بالطعام فلا يوضينا قبله ويأمر الخادم فنتوضأ بعد الطعام (٧).

٢٢ ـ ومنه ، عن إبراهيم بن هاشم عن إبراهيم بن أبي محمود قال أخبرني بعض أصحابنا قال : ذكر للرضا عليه‌السلام الوضوء قبل الطعام فقال ذلك شيء أحدثته الملوك (٨).

بيان هذان الحديثان غريبان وكأنه لا قائل بعدم استحباب غسل اليد قبل الطعام ويمكن حملهما على عدم الوجوب أو على ما إذا كان قريب العهد بالتوضي

__________________

(١ ـ ٨) المحاسن ٤٢٥.

٣٥٦

أو كانت يده نظيفة أو على التقية لما رواه في شرح السنة عن يحيى بن سعيد قال كان سفيان الثوري يكره غسل اليد قبل الطعام وإن كان روي أيضا عن سلمان قال : قرأت في التوراة أن بركة الطعام الوضوء بعده فذكرت للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وأخبرته بما قرأت في التوراة فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله بركة الطعام الوضوء قبله والوضوء بعده.

٢٣ ـ المحاسن ، عن الفضل بن المبارك عن الفضل بن يونس قال : لما تغدى أبو الحسن عليه‌السلام عندي وجيء بالطشت بدئ به وكان في الصدر فقال ابدأ بمن عن يمينك فلما توضأ واحدا وأراد الغلام أن يرفع الطشت فقال له أبو الحسن عليه‌السلام أترعها (١).

بيان أن يرفع الطشت أي ليصب ماءها ويقال أترع الإناء أي ملأها ورواه في الكافي عن علي بن محمد عن أحمد بن محمد عن الفضل بن المبارك وفيه فقال له أبو الحسن عليه‌السلام دعها واغسلوا أيديكم فيها (٢) وقيل أراد أن يرفع الطشت ليأتي إليه عليه‌السلام فنهاه عن ذلك وأمره بأن يغسل أيديهم على الترتيب حتى ينتهي إليه عليه‌السلام والأول أظهر وقال المحقق الأردبيلي رحمه‌الله بعد إيراد هذه الرواية فيها دلالة على الابتداء بصاحب المنزل بعد الطعام ثم بمن على يساره لأن الظاهر أنه عليه‌السلام غسل يده وكان صاحب المنزل ويمين الذي يغسل يده يساره ويحتمل أن يكون المراد إرادة أن يبدأ به ولم يقبل عليه‌السلام وأمر بغسل من على يساره وهو يمين الغلام ليوافق ما تقدم انتهى.

وأقول كأن نسخته رحمه‌الله كانت سقيمة ولم يكن فيها كلمة عندي وهكذا نقله أيضا ولذا احتمل كونه عليه‌السلام صاحب المنزل وإلا فالظاهر أن الراوي كان صاحب المنزل وأبى عليه‌السلام عن أن يبدأ به وأمره بأن يبدأ بمن على يمينه عند دخول المجلس فيدل على أن المراد بيمين الباب في الخبر السابق ما على يمين الداخل فإنه اليمين بالنسبة إليه وإن كان يسارا بالنسبة إلى الخارج وأيضا لو فرض الباب رجلا مواجها كان هذا يمينه وهكذا حققه أيضا هذا الفاضل رحمه‌الله حيث قال بعد

__________________

(١) المحاسن : ٤٢٥.

(٢) الكافي ٦ : ٢٩١.

٣٥٧

إيراد رواية ابن عجلان لعل المراد بالباب الموضع الذي جلسوا فيه وباليمين يمين الداخل فيحتمل في الموضع الذي لا باب له أن يكون المراد يمين ابتداء المجلس بالنسبة إلى الداخل فيه ثم قال رحمه‌الله في الجمع بين الأخبار يمكن حمل الأولى أي رواية ابن عجلان على أن صاحب المنزل كان جالسا عند الباب ويمينها يساره أو على عدم كونه في المجلس أو على التخيير انتهى وأقول كان القول بالتخيير أوجه.

٢٤ ـ المحاسن ، عن أبيه عن عثمان بن حماد عن عمرو بن ثابت عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : اغسلوا أيديكم في إناء واحد تحسن أخلاقكم (١).

٢٥ ـ ومنه ، عن عثمان بن عيسى عن محمد بن عجلان عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : الوضوء قبل الطعام يبدأ بصاحب البيت لئلا يحتشم أحد فإذا فرغ بدأ بمن على يمينه وإذا رفع الطعام بدأ بمن على يسار صاحب المنزل ويكون آخر من يغسل يده صاحب المنزل لأنه أولى بالصبر على الغمر ويتمندل عند ذلك إن شاء قال ورواه ابن أبي محمود (٢).

بيان قال المحقق الأردبيلي الظاهر أن المراد بصاحب المنزل هو صاحب الطعام وإن كان المنزل لغيره أو لا يكون هناك منزل وبيت ويحتمل الحقيقة إذا كان صاحب الطعام غريبا ونزيلا في منزل الغير فتأمل وفي القاموس الغمر بالتحريك زنخ اللحم وما يعلق بالبدن من دسمه غمرت كفرح فهي غمرة.

٢٦ ـ المحاسن ، عن عبد الرحمن بن أبي داود قال : تغدينا عند أبي عبد الله عليه‌السلام فأتي بالطست فقال أما أنتم يا معشر أهل الكوفة فلا تتوضئون إلا واحدا واحدا وأما نحن فلا نرى به بأسا أن نتوضأ جماعة قال فتوضأنا جميعا في طست واحد (٣).

٢٧ ـ ومنه ، عن بعض من رواه عمن شهد أبا جعفر الثاني عليه‌السلام يوم قدم المدينة تغدى معه جماعة فلما غسل يديه من الغمر مسح بهما رأسه ووجهه قبل أن يمسحهما بالمنديل وقال اللهم اجعلني ممن لا يرهق وجهه قتر ولا ذلة قال وفي

__________________

(١) المحاسن : ٤٢٦.

(٢) المحاسن : ٤٢٦.

(٣) المحاسن : ٤٢٦.

٣٥٨

حديث يروى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : إذا غسلت يدك بعد الطعام فامسح في وجهك وعينيك قبل أن تمسح بالمنديل وتقول اللهم إني أسألك الزينة والمحبة وأعوذ بك من المقت والبغضة (١).

دعوات الراوندي ، قال الصادق عليه‌السلام إذا غسلت يديك إلى قوله والبغضة.

المكارم ، عن الصادق عليه‌السلام مثل الأول (٢).

٢٨ ـ المحاسن ، عن أبيه عن القاسم بن محمد عن الحسين بن أبي العلاء قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن الوضوء بعد الطعام فقال إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان يأكل فجاء ابن أم مكتوم وفي يد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كتف يأكل منها فوضع ما كان في يده منها ثم قام إلى الصلاة ولم يتوضأ فليس فيه طهور (٣).

بيان ظاهره أن المراد هنا وضوء الصلاة ردا على بعض المخالفين القائلين بانتقاض الوضوء بأكل ما مسته النار ولذا أوردنا أمثاله في كتاب الطهارة (٤).

٢٩ ـ المحاسن ، عن أبيه عن عبد الله الفضل النوفلي عن شعيب العقرقوفي قال : تغديت مع أبي عبد الله عليه‌السلام فما غسل يده قبل ولا بعد (٥).

بيان : كأنه كان ذلك لبيان الجواز أو لمانع.

٣٠ ـ المحاسن ، عن سليمان بن جعفر الجعفري قال قال أبو الحسن عليه‌السلام ربما أتي بالمائدة وأراد بعض القوم أن يغسل يده فيقول من كانت يده نظيفة فلم يغسلهما فلا بأس أن يأكل من غير أن يغسل يده (٦).

بيان : كأنه كان في الرواية قال كان أبو الحسن عليه‌السلام وعلى ما في النسخ يحتمل أن يكون ربما أتي إلخ بيانا لقوله قال أبو الحسن ع.

٣١ ـ المحاسن ، عن أبيه عن ابن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد عن

__________________

(١) المحاسن : ٤٢٦.

(٢) مكارم الأخلاق : ١٦١.

(٣) المحاسن : ٤٢٧.

(٤) راجع ج ٨٠ ص ٢٢٣ طبعتنا هذه.

(٥) المحاسن : ٤٢٨ ـ ٤٢٩.

(٦) المحاسن : ٤٢٨ ـ ٤٢٩.

٣٥٩

الوليد بن صبيح قال : تعشينا عند أبي عبد الله عليه‌السلام ليلة جماعة فدعا بوضوء فقال تعال حتى نخالف المشركين الليلة نتوضأ جميعا قال ورواه النهيكي عبد الله بن محمد عن إبراهيم بن عبد الحميد (١).

بيان مخالفة المشركين إما في الاجتماع في الغسل أو في أصله أيضا.

٣٢ ـ المحاسن ، عن أبيه عن ابن أبي عمير عن مرازم قال : رأيت أبا الحسن عليه‌السلام إذا توضأ قبل الطعام لم يمس المنديل وإذا توضأ بعد الطعام مس المنديل (٢).

٣٣ ـ ومنه ، عن ابن فضال عن أبي المغراء عن زيد الشحام عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنه كره أن يمسح الرجل يده بالمنديل وفيها شيء من الطعام تعظيما للطعام حتى يمصها أو يكون إلى جانبه صبي يمصها (٣).

٣٤ ـ المكارم ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : إذا أكل أحدكم فلا يمسحن بالمنديل حتى يلعقها أو يلعقها (٤).

بيان قال في المسالك إنما يستحب مسح اليدين بالمنديل من أثر ماء الغسل لا من أثر الطعام فإن ذلك مكروه وإنما السنة في لعق الأصابع انتهى.

وأقول روت العامة هذا المضمون بطرق وعبارات مختلفة فعن أنس أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان إذا أكل لعق أصابعه الثلاث وعن كعب بن مالك قال كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يأكل بثلاث أصابع ولا يمسح يده حتى يلعقها وعن ابن عباس أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال إذا أكل أحدكم فلا يمسح يده بالمنديل حتى يلعقها أو يلعقها وفي رواية إذا طعم أحدكم فلا يمسح يده بالمنديل حتى يمصها قيل وذكر القفال أن المراد بالمنديل هنا المعد لإزالة الزهومة لا المنديل المعد للمسح بعد الغسل وقيل في قوله حتى يلعقها بفتح أوله من الثلاثي أي يلعقها هو أو يلعقها بضم أوله من الرباعي أي يلعقها غيره (٥).

__________________

(١) المحاسن : ٤٢٩.

(٢) المحاسن : ٤٢٩.

(٣) المحاسن : ٤٢٩.

(٤) مكارم الأخلاق : ١٦١.

(٥) راجع صحيح البخاري كتاب الاطعمة الباب ٥٢ صحيح مسلم كتاب الاشربة بالرقم ١٣٠ـ ١٣٦ سنن ابى داود كتاب الاطعمة الباب ٤٩ ، سنن الترمذي الباب ١١ ، مجمع الزوائد ٥ : ٢٧ ـ ٢٨.

٣٦٠