بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٥٦٣
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

يواسون من القليل فإذا اجتمعوا على الأكل آثر بعضهم بعضا على نفسه وقد يكون في القوم من قد اشتد جوعه فربما قرن بين التمرتين أو عظم اللقمة فأرشدهم إلى الإذن فيه لتطيب به أنفس الباقين.

ومنه حديث جبلة قال كنا في المدينة في بعث العراق فكان ابن الزبير يرزقنا التمر وكان ابن عمر يمر فيقول لا تقارنوا إلا أن يستأذن الرجل أخاه هذا لأجل ما فيه من الغبن ولأن ملكهم فيه سواء وروي نحوه عن أبي هريرة في أصحاب الصفة انتهى.

وقال الكرماني النهي للتحريم أو الكراهية بحسب الأحوال والإذن وقال الطيبي ولا حاجة إلى الإذن عند الاتساع وكذا إذا كان الطعام كثيرا يشبع الجميع لكن الأدب حسن.

وقال في إكمال الإكمال في رواية مسلم (١) عن ابن عمر أنه قال : لا تقارنوا فإن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله نهى عن الإقران إلا أن يستأذن الرجل صاحبه. هذا النهي متفق عليه حتى يستأذنهم فإذا أذنوا فلا بأس واختلفوا في أن هذا النهي على التحريم أو على الكراهة والأدب فنقل القاضي عياض عن أهل الظاهر أنه للتحريم وعن غيرهم أنه للكراهة والأدب.

والصواب التفصيل فإن كان الطعام مشتركا بينهم فالقران حرام إلا برضاهم ويحصل الرضا بتصريحهم أو بما يقوم مقام التصريح من قرينة حال أو إدلال عليهم كلهم بحيث يعلم يقينا أو ظنا قويا أنهم يرضون به ومتى شك في

__________________

(١) روى مسلم في كتاب الاشربة تحت الرقم ١٥٠ ج ٣ ـ ١٦١٧ بإسناده عن شعبة قال : سمعت جبلة بن سحيم قال : كان ابن الزبير يرزقنا التمر ، قال : وقد كان أصاب الناس يومئذ جهد ، وكنا نأكل ، فيمر علينا ابن عمر ونحن نأكل فيقول : لا تقارنوا ، فان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نهى عن الاقران الا أن يستأذن الرجل أخاه ، قال شعبة : لا أرى هذه الكلمة الا من كلمة ابن عمر ، يعنى الاستيذان.

١٢١

رضاهم فهو حرام وإن كان الطعام لغيرهم أو لأحدهم اشترط رضاه وحده فإن قرن بغير رضاه فحرام ويستحب أن يستأذن الآكلين معه ولا يجب.

وإن كان الطعام لنفسه وقد ضيفهم به فلا يحرم عليه القران ثم إن كان في الطعام قلة فحسن أن لا يقترن لتساويهم وإن كان كثيرا بحيث يفضل عنهم فلا بأس بقرانه لكن الأدب مطلقا التأدب في الأكل وترك الشره إلا أن يكون مستعجلا ويريد الإسراع لشغل آخر.

وقال الخطابي إنما كان هذا في زمنهم وحين كان الطعام ضيقا فأما اليوم مع اتساع الحال فلا حاجة إلى الإذن وليس كما قال بل الصواب ما ذكرناه من التفصيل فإن الاعتبار بعموم اللفظ لا بخصوص السبب لو ثبت السبب كيف وهو غير ثابت.

وقوله يقرن أي يجمع وهو بضم الراء وكسرها لغتان وقوله نهى عن الإقران هكذا في الأصول (١) والمعروف في اللغة القران.

١٣ ـ المحاسن ، عن أبيه عن أحمد بن سليمان الكوفي عن أحمد بن يحيى الطحان عمن حدثه عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : خمس من فاكهة الجنة في الدنيا الرمان الملاسي والتفاح الأصفهاني والسفرجل والعنب والرطب المشان (٢).

١٤ ـ مجالس ابن الشيخ ، عن أبيه عن هلال بن محمد الحفار عن إسماعيل بن علي الدعبلي عن أبيه عن الرضا عن آبائه عن أمير المؤمنين عليه‌السلام أنه قال : أربعة نزلت من الجنة العنب الرازقي والرطب المشان والرمان الأملسي والتفاح الشعشعاني يعني الشامي وفي خبر آخر والسفرجل (٣).

توضيح روى الكليني (٤) الخبر الأول عن العدة عن البرقي وفي بعض نسخه

__________________

(١) راجع صحيح البخاري تحت الرقم ١٤ من كتاب المظالم وبالرقم ٤٤ من كتاب الاطعمة وسنن أبي داود أيضا كتاب الاطعمة بالرقم ٤٣ والترمذي بالرقم ١٦ والدارمي بالرقم ٢٥ ، مسند ابن حنبل ٢ ـ ٧ و ٤٦٤٤ و ٧٤ و ٨١ و ١٠٣.

(٢) المحاسن : ٥٢٧ وفيه « التفاح الشعشعانى ».

(٣) أمالي الطوسي ١ ـ ٣٧٩.

(٤) الكافي ٦ ـ ٣٤٩.

١٢٢

الإمليسي مكان الملاسي وهو أظهر.

قال في القاموس الإمليس وبهاء الفلاة ليس بها نبات والرمان الإمليسي كأنه منسوب إليه انتهى والمعروف عندنا الملس بالتحريك وهو ما لا عجم له وبه فسر الأملسي في بحر الجواهر وفي بعض النسخ موضع الأصفهاني الشفان ولم أجد له معنى مناسبا قال في القاموس غداة ذات شفان برد وريح وفي أكثر نسخ الكافي الشيسقان ولم أجده في اللغة وفي بعضها الشيقان وفي القاموس الشيقان بالكسر جبلان أو موضع قرب المدينة.

وأقول لو كان بالإضافة كان له وجه.

والشعشعاني الطويل وكأنه أصح النسخ فتفسير الشيخ إياه بالشامي كأنه لكون تفاحهم كذلك وفي الأصبهان أيضا تفاح صغير طويل هو أطيب هذا النوع وأنفعه وفي الكافي والعنب الرازقي.

وفي القاموس الرازقي الضعيف والعنب الملاحي وقال الملاحي كغرابي وقد يشدد عنب أبيض طويل.

وقال الموشان بالضم وكغراب وككتاب من أطيب الرطب.

١٥ ـ الفردوس ، عن علي عليه‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كلوا العنب حبة حبة فإنه أهنأ وأمرأ وعن ابن عباس قال : من أكل من الفواكه وترا لم تضره.

١٢٣

٣

باب

(التمر وفضله وأنواعه)

الآيات مريم « وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا » (١)

التكاثر « ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ».

تفسير قال الطبرسي ره قال الباقر عليه‌السلام لم تستشف النساء بمثل الرطب إن الله أطعمه مريم في نفاسها (٢).

وقال في الآية الثانية : روي أن بعض الصحابة أضاف النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مع جماعة من أصحابه فوجدوا عنده تمرا وماء باردا فأكلوا فلما خرجوا قال هذا من النعيم الذي يسألون عنه (٣).

أقول قد مرت الأخبار الكثيرة في أن النعيم هو الولاية (٤).

١ ـ الخصال ، عن محمد بن الحسن بن الوليد عن أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد السياري عن محمد بن أسلم عن نوح بن شعيب عن عبد العزيز بن المهتدي يرفعه إلى أبي عبد الله عليه‌السلام قال : أربعة يعدلن الطباع الرمان السوراني والبسر المطبوخ والبنفسج والهندباء (٥).

٢ ـ ومنه ، عن أبيه عن محمد بن يحيى العطار عن سهل عن علي بن الزيات عن عبيد الله بن عبد الله عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال قال أمير المؤمنين عليه‌السلام بينما نحن عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذ ورد عليه وفد عبد القيس فسلموا ثم وضعوا بين

__________________

(١) مريم : ٢٥.

(٢) مجمع البيان ٣ : ٥١١.

(٣) مجمع البيان ٥ : ٥٣٤.

(٤) راجع ج ٢٤ ص ٤٨ ـ ٦٦.

(٥) الخصال : ٢٤٩.

١٢٤

يديه جلة تمر فقال رسول الله أصدقة أم هدية قالوا بل هدية يا رسول الله قال أي تمراتكم هذه قالوا البرني فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله في تمرتكم هذه تسع خصال إن هذا جبرئيل عليه‌السلام يخبرني أن فيه تسع خصال يطيب النكهة ويطيب المعدة ويهضم الطعام ويزيد في السمع والبصر ويقوي الظهر ويخبل الشيطان ويقرب من الله عز وجل ويباعد من الشيطان (١).

بيان : ويخبل الشيطان قال في القاموس الخبل فساد الأعضاء والفالج ويحرك فيهما وقطع الأيدي والأرجل والحبس والمنع وبالتحريك فساد في القوائم والجنون وكسحاب النقصان والهلاك والعناء وخبله الحزن وخبله واختبله جننه وأفسد عقله أو عضوه انتهى.

وأقول أكثر المعاني هنا مناسبة كما لا يخفى.

وقال الزمخشري في الفائق قدم على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وفد عبد القيس فجعل يسمي لهم تمرات بلدهم فقالوا لرجل منهم أطعمنا من بقية القوس الذي في نوطك فأتاهم بالبرني فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أما إنه دواء لا داء فيه القوس بقية التمر في أسفل القربة أو الجلة كأنها شبهت بقوس البعير وهي جانحته والنوط الجلة الصغيرة.

٣ ـ الخصال ، روي أنه كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يأكل البطيخ بالرطب وقال الصادق عليه‌السلام أكل التمر البرني على الريق يورث الفالج (٢).

٤ ـ العيون : بالأسانيد الثلاثة عن الرضا عن آبائه عليهم‌السلام قال قال علي بن أبي طالب عليه‌السلام في قول الله عزوجل « ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ » قال الرطب والماء البارد (٣).

وقال عليه‌السلام كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا أكل التمر يطرح النوى على ظهر كفه

__________________

(١) الخصال : ٤١٦.

(٢) الخصال ٤٤٣ في حديث.

(٣) عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ٢ : ٣٨.

١٢٥

ثم يقذف به (١).

وقال عليه‌السلام جاء جبرئيل عليه‌السلام إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال عليكم بالبرني فإنه خير تموركم يقرب من الله عز وجل ويبعد من النار (٢).

وقال عليه‌السلام إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أتي ببطيخ ورطب فأكل منهما وقال هذان الأطيبان (٣).

وقال عليه‌السلام قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كلوا التمر على الريق فإنه يقتل الديدان في البطن (٤).

صحيفة الرضا عنه عليه‌السلام عن آبائه عليهم‌السلام مثل الحديث الثاني والأخير (٥).

وقال الصدوق رحمه‌الله يعني بذلك كل التمور إلا البرني فإن أكله على الريق يورث الفالج (٦).

٥ ـ العيون ، عن محمد بن أحمد بن الحسين البغدادي عن علي بن محمد بن عنبسة عن دارم بن قبيصة عن الرضا عن آبائه عليهم‌السلام قال : كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يأكل الطلع والجمار بالتمر ويقول إن إبليس يشتد غضبه ويقول عاش ابن آدم حتى أكل العتيق بالحديث (٧).

بيان في القاموس الطلع من النخل شيء يخرج كأنه نعلان مطبقان والحمل بينهما منضود والطرف محدد أو ما يبدو من ثمرته في أول ظهوره وقشرها يسمى الكفرى وما في داخله الإغريض لبياضه.

وقال الجمار كرمان هو شحم النخل وقال في بحر الجواهر كزنار هو شحم

__________________

(١) عيون الأخبار ٢ : ٤١.

(٢) عيون الأخبار ٢ : ٤١.

(٣) عيون الأخبار ٢ : ٤٢.

(٤) عيون الأخبار ٢ : ٤٨.

(٥) صحيفة الرضا : ١٠.

(٦) عيون الأخبار ٢ : ٤٨.

(٧) عيون الأخبار ٢ : ٧٢.

١٢٦

النخلة وقيل إنها بارد يابس في الأولى يعقل الطبيعة وهو بطيء الانحدار من المعدة.

وفي النهاية الجمارة قلب النخلة وشحمتها وقال في المصباح الطلح بالفتح ما يطلع من النخلة ثم يصير تمرا إن كانت أنثى وإن كانت النخلة ذكرا لم يصر تمرا بل يؤكل طريا ويترك على النخلة أياما معلومة حتى يصير فيه شيء أبيض مثل الدقيق وله رائحة زكية فيلقح به الأنثى وقال جمار النخلة قلبها ومنه يخرج الثمر والسعف وتموت بقطعه.

٦ ـ العيون ، بالإسناد المتقدم عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : الكمأة من المن الذي أنزل الله تعالى على بني إسرائيل وهي شفاء العين والعجوة التي هي من البرني من الجنة وهي شفاء من السم (١).

بيان في القاموس العجوة بالحجاز التمر المخشي (٢) وتمر بالمدينة وقال في بحر الجواهر العجوة بالفتح نوع من تمر المدينة أكبر من الصيحاني يضرب إلى السواد وقال البرني من أجود التمر وفي القاموس البرني تمر معروف معرب أصله برنيك أي الحمل الجيد.

٧ ـ مجالس ابن الشيخ ، عنه عن علي بن محمد بن بشران عن عثمان بن أحمد بن السماك عن محمد بن عبد الله المنادي عن شجاع بن الوليد عن هاشم بن هاشم عن عامر بن سعد أن سعدا قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من أصبح بتمرات من عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر (٣).

٨ ـ العلل ، عن محمد بن الحسن عن محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أبي يحيى الواسطي عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إن الله عز و

__________________

(١) عيون الأخبار ٢ : ٧٥.

(٢) التمر المخشى : هو الحشف ، يقال : خشت النخلة تخشو : أثمرت الخشو أي الحشف.

(٣) أمالي الطوسي ٢ : ٩.

١٢٧

جل لما خلق آدم من طينته فضلت من تلك الطينة فضلة فخلق الله منها النخلة فمن أجل ذلك إذا قطعت رأسها لم تنبت وهي تحتاج إلى اللقاح (١).

٩ ـ ومنه ، عن أبيه عن عبد الله بن جعفر الحميري عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن يحيى عن طلحة بن زيد عن جعفر عن أبيه أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : كل النخل ينبت في مستنقع الماء إلا العجوة فإنها نزل بعلها من الجنة (٢).

بيان كأن المعنى أن العجوة لا تنبت من النواة وإذا نبتت منها لا تكون عجوة وإنما تكون عجوة إذا نبتت من بعض عذوقها.

١٠ ـ الخصال ، عن أبيه عن سعد عن محمد بن عيسى عن القاسم بن يحيى عن جده عن أبي بصير ومحمد بن مسلم عن أبي عبد الله عن آبائه عليهم‌السلام قال قال أمير المؤمنين عليه‌السلام ما تأكل الحامل من شيء ولا تتداوى به أفضل من الرطب قال الله عز وجل لمريم عليه‌السلام « وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً » (٣) حنكوا أولادكم بالتمر فهكذا فعل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بالحسن والحسين عليهما‌السلام (٤).

١١ ـ المحاسن ، عن أبيه عن الحسن بن طريف عن الحسين بن علوان عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إن وفد عبد القيس قدموا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال فوضعوا بين يديه جلة تمر فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أصدقة أم هدية قالوا بل هدية فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أي تمراتكم هذه قالوا هو البرني يا رسول الله فقال هذا جبرئيل يخبرني أن في تمرتكم هذه تسع خصال تخبل الشيطان ويقوي الظهر وتزيد في المجامعة وتزيد في السمع والبصر وتقرب من الله وتباعد من الشيطان وتهضم الطعام وتذهب بالداء وتطيب النكهة (٥).

__________________

(١) علل الشرائع ٢ : ٢٦٢.

(٢) علل الشرائع ٢ : ٢٦٣.

(٣) مريم : ٢٥.

(٤) الخصال : ٢ : ٦٣٧.

(٥) المحاسن : ٥٣٤.

١٢٨

ومنه ، عن أحمد بن عبيد عن الحسين بن علوان مثله (١)

المكارم ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مثله (٢).

١٢ ـ المحاسن ، عن بعض أصحابنا من أهل الري يرفعه إلى أبي عبد الله عليه‌السلام قال : سئل عن خلق النخل بدءا مما هو فقال إن الله تبارك وتعالى لما خلق آدم من الطينة التي خلقه منها فضل منها فضلة فخلق منها نخلتين ذكرا وأنثى فمن أجل ذلك أنها خلقت من طين آدم تحتاج الأنثى إلى اللقاح كما تحتاج المرأة إلى اللقاح ويكون منه جيد وردي ودقيق وغليظ وذكر وأنثى ووالد وعقيم ثم قال إنها كانت عجوة فأمر الله آدم عليه‌السلام أن ينزل بها معه حين أخرج من الجنة فغرسها بمكة فما كان من نسلها فهي العجوة وما كان من نواها فهو سائر النخل الذي في مشارق الأرض ومغاربها (٣).

بيان : بدء كفعل وبديء كفعيل أي ابتداء.

١٣ المحاسن ، عن مروك عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : استوصوا بعمتكم النخلة خيرا فإنها خلقت من طينة آدم ألا ترون أنه ليس شيء من الشجرة تلقح غيرها (٤).

بيان : استوصوا أي اقبلوا وصيتي إياكم في عمتكم خيرا.

١٤ ـ المحاسن ، عن محمد بن علي عن علي بن الخطاب الحلال عن علاء بن رزين عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : يا علاء هل تدري ما أول شجرة نبتت على وجه الأرض قلت الله ورسوله وابن رسوله أعلم قال فإنها العجوة فما خلص فهو العجوة وما كان غير ذلك فإنما هو من الأشياء (٥).

بيان فما خلص أي نبت من غصن من أغصانه بغير واسطة أو بها أو بوسائط أو شابهها مشابهة تامة وما كان غير ذلك على الوجهين فإنما هو من الأشياء

__________________

(١) المصدر نفسه : ص ١٣.

(٢) مكارم الأخلاق : ١٩٣.

(٣) المحاسن : ٥٢٨.

(٤) المحاسن : ٥٢٨.

(٥) المحاسن : ٥٢٨.

١٢٩

أي من غيرها من أنواع التمور وفي الكافي (١) من الأشباه أي يشبهها وليست هي ويحتمل أن يكون بالياء المثناة والهاء جمع شية أي الألوان المختلفة.

١٥ ـ المحاسن ، عن أبيه عن ابن المغيرة ومحمد بن سنان عن طلحة بن يزيد عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال قال : كل التمور تنبت في مستنقع الماء إلا العجوة فإنها نزل بعلها من الجنة (٢).

١٦ ـ ومنه ، عن محمد بن علي عن عبد الرحمن الأسدي عن سالم بن مكرم عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : العجوة من أم التمر وهي التي أنزل بها آدم من الجنة (٣).

المكارم ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام مثله (٤)

بيان في الكافي (٥) هي أم التمر وهي التي أنزلها الله تعالى لآدم عليه‌السلام من الجنة.

١٧ ـ المحاسن ، عن الوشاء عن أبي خديجة سالم بن مكرم عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : العجوة أم التمر وهي التي أنزل بها آدم عليه‌السلام من الجنة وهو قول الله تبارك وتعالى « ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوها قائِمَةً عَلى أُصُولِها » (٦) يعني العجوة.

وفي حديث آخر قال : أصل التمر كله من العجوة (٧).

بيان في الصحاح العجوة ضرب من أجود التمر بالمدينة ونخلتها تسمى لينة وقال البيضاوي ما قطعتم من لينة أي أي شيء قطعتم من نخلة فعلة من اللون وتجمع على ألوان وقيل من اللين ومعناها النخلة الكريمة وجمعها أليان.

__________________

(١) الكافي ٦ : ٣٤٦.

(٢) المحاسن : ٥٢٩.

(٣) المحاسن : ٥٢٩.

(٤) مكارم الأخلاق : ١٩٢.

(٥) الكافي : ٦ : ٣٤٧.

(٦) الحشر : ٥.

(٧) المحاسن : ٥٣٠.

١٣٠

١٨ ـ المحاسن ، عن أبيه عن عمر بن خلاد عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام قال : كانت نخلة مريم العجوة نزلت في كانون ونزل مع آدم من الجنة العتيق والعجوة منهما تفرق أنواع النخل (١).

بيان : كانون الأول والثاني شهران من الشهور الرومية في قلب الشتاء وكأن المراد هنا الأول.

١٩ ـ المحاسن ، عن محمد بن علي عن عامر بن كثير السراج عن محمد بن سوقة قال : دخلت على أبي جعفر عليه‌السلام فودعته وكان أصحابنا يقدمونني فقال لي يا ابن سوقة إن أصل كل تمرة من العجوة فما لم يكن من العجوة فليس بتمر (٢).

٢٠ ـ المحاسن ، عن إبراهيم بن عقبة عن محمد بن ميسر عن أبيه عن أبي جعفر عليه‌السلام أو عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله تعالى « فَلْيَنْظُرْ أَيُّها أَزْكى طَعاماً » (٣) قال أزكى طعاما التمر (٤).

بيان المشهور بين المفسرين أن المراد بالأزكى الأطهر والأحل ذبيحة لأن عامتهم كانت مجوسا وفيهم قوم مؤمنون يخفون بإيمانهم وقيل أطيب طعاما وقيل أكثر طعاما وقيل كان من طعام أهل المدينة ما لا يستحله أصحاب الكهف.

أقول يمكن الجمع بين بعض ما ذكروه وبين ما ورد في الرواية بأن يكون الأطيب عندهم التمر لكونه ألذ وعدم مدخلية التذكية فيه.

٢١ ـ المحاسن ، عن أبيه عن ابن سنان عن إبراهيم بن مهزم عن عنبسة بن بجاد عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ما قدم لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله طعام فيه تمر إلا بدأ بالتمر (٥).

٢٢ ـ ومنه ، عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان عن أبي عبد الله عليه‌السلام

__________________

(١) المحاسن : ٥٣٠.

(٢) المحاسن : ٥٣١.

(٣) الكهف : ٩.

(٤) المحاسن ٥٣١.

(٥) المحاسن ٥٣١.

١٣١

قال : كان حلواء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله التمر (١).

٢٣ ـ ومنه ، عن جعفر بن محمد الأشعري عن ابن القداح عن أبي عبد الله قال عليه‌السلام كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أول ما يفطر عليه في زمن الرطب الرطب وفي زمن التمر التمر (٢).

٢٤ ـ ومنه ، عن أبيه عن ابن أبي عمير عن إبراهيم بن مهزم عن طلحة بن زيد عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : كان رسول الله يفطر على التمر في زمن التمر وعلى الرطب في زمن الرطب (٣).

٢٥ ـ ومنه ، عن أبي القاسم الكوفي وغيره عن حنان بن سدير عن أبيه قال : كان علي بن الحسين يحب أن يرى الرحل [ الرجل ] تمريا لحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله التمر (٤).

٢٦ ـ ومنه ، عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي المغراء عن بعض أصحابنا عن عقبة بن بشير عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : دخلنا عليه فدعا لنا بتمر فأكلنا ثم ازددنا منه ثم قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إني لأحب الرجل أو قال يعجبني الرجل أن يكون تمريا (٥).

٢٧ ـ ومنه ، عن اليقطيني عن أبي محمد الأنصاري عن أبي الحسين الأحمسي عن أبي عبد الله عن آبائه عليهم‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إني لأحب الرجل أن يكون تمريا (٦).

المكارم ، مرسلا مثله (٧).

٢٨ـ المحاسن : عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة ومحمد بن سنان عن طلحة بن زيد عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي عليه‌السلام يا علي إنه ليعجبني الرجل

__________________

(١) المحاسن ٥٣١.

(٢) المحاسن ٥٣١.

(٣) المحاسن ٥٣١.

(٤) المحاسن ٥٣١.

(٥) المحاسن ٥٣١.

(٦) المحاسن ٥٣١.

(٧) مكارم الأخلاق : ١٩٣.

١٣٢

أن يكون تمريا (١).

ومنه عن أبيه عن ابن أبي عمير عن إبراهيم بن طلحة عن أبي عبد الله عليه‌السلام مثله (٢).

٢٩ ـ ومنه ، عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال قال أبو عبد الله عليه‌السلام العجوة من الجنة وفيها شفاء من السم (٣).

المكارم ، عنه عليه‌السلام مثله (٤)

١٤ ـ كتاب الإمامة والتبصرة ، عن سهل بن أحمد عن محمد بن محمد بن الأشعث عن إسماعيل بن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عليهم‌السلام عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مثله إلا أن فيه وهي شفاء.

٣٠ ـ المحاسن ، عن أبي القاسم ويعقوب بن يزيد عن زياد بن مروان القندي عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : من أكل سبع تمرات عجوة عند منامه قتلن الديدان في بطنه (٥).

٣١ ـ ومنه ، عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال قال أمير المؤمنين عليه‌السلام خالفوا أصحاب المسكر وكلوا التمر فإن فيه شفاء من الأدواء (٦).

٣٢ ـ ومنه ، عن محمد بن الحسن بن شمون قال : كتبت إلى أبي الحسن عليه‌السلام أن بعض أصحابنا يشكو البخر فكتب إليه كل التمر البرني على الريق واشرب عليه الماء ففعل فسمن وغلبت عليه الرطوبة فكتب إليه يشكو ذلك فكتب إليه كل التمر البرني على الريق ولا تشرب عليه الماء فاعتدل (٧).

٣٣ ـ ومنه ، عن محمد بن علي عن عمرو بن عثمان عن أبي عمرو عن رجل عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : خير تموركم البرني يذهب بالداء ولا داء فيه ويشبع

__________________

(١) المحاسن : ٥٣٢.

(٢) المحاسن : ٥٣٢.

(٣) المحاسن : ٥٣٢.

(٤) مكارم الأخلاق : ١٩٢.

(٥) المحاسن : ٥٣٣.

(٦) المحاسن : ٥٣٣.

(٧) المحاسن : ٥٣٣.

١٣٣

ويذهب بالبلغم ومع كل تمرة حسنة.

وفي حديث آخر يهنئ ويمرئ ويذهب بالإعياء ويشبع (١).

٣٤ ـ ومنه ، عن بعض أصحابنا عن أحمد بن عبد الرحيم عن عمرو بن عمير الصوفي قال : هبط جبرئيل على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبين يديه طبق من رطب أو تمر فقال جبرئيل أي شيء هذا قال البرني قال يا محمد كله فإنه يهنئ ويمرئ ويذهب بالإعياء ويخرج الداء ولا داء فيه ومع كل تمرة حسنة (٢).

٣٥ ـ ومنه ، عن جعفر بن محمد عن ابن القداح عن أبي عبد الله عن آبائه عليهم‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله خير تمركم البرني يذهب بالداء ولا داء فيه.

وزاد فيه غيره ومن بات وفي جوفه منه واحدة سبحت سبع مرات (٣).

٣٦ ـ ومنه ، عن أبيه عن ابن المغيرة عن ابن القداح عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : خير تموركم البرني وهو دواء ليس فيه داء (٤).

٣٧ ـ ومنه ، عن الحسن بن علي بن أبي عثمان رفعه قال : أهدي لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله تمر برني من تمر اليمامة فقال يا عمير أكثر لنا من هذا التمر فهبط جبرئيل عليه‌السلام فقال ما هذا فقال تمر برني أهدي لنا من اليمامة فقال جبرئيل للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله التمر البرني يشبع ويهنئ ويمرئ وهو الدواء ولا داء له مع كل تمرة حسنة ويرضي الرب ويسخط الشيطان ويزيد في ماء فقار الظهر (٥).

٣٨ ـ ومنه ، عن محمد بن عبد الله الهمداني عن أبي سعيد الشامي عن صالح بن عقبة قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول أطعموا البرني نساءكم في نفاسهن تحلم أولادكم.

وفي حديث آخر لأمير المؤمنين عليه‌السلام قال : خير تمراتكم البرني فأطعموا نساءكم في نفاسهن تخرج أولادكم حلماء (٦).

__________________

(١) المحاسن : ٥٣٣.

(٢) المحاسن : ٥٣٣.

(٣) المحاسن : ٥٣٣.

(٤) المصدر نفسه ٥٣٤.

(٥) المصدر نفسه ٥٣٤.

(٦) المصدر نفسه ٥٣٤.

١٣٤

بيان كأن المراد بنفاسهن قرب نفاسهن قبل الولادة أو محمول على ما إذا أرضعن أولادهن والأخير أنسب بقصة مريم عليها‌السلام.

٣٩ ـ المحاسن ، عن عدة من أصحابه عن علي بن أسباط عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : لو كان طعام أطيب من الرطب لأطعمه الله مريم (١).

٤٠ ـ ومنه ، عن أبي القاسم ويونس بن يزيد عن القندي عن ابن سنان عن أبي البختري عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ما استشفت نفساء بمثل الرطب لأن الله أطعم مريم جنيا في نفاسها (٢).

٤١ ـ ومنه ، عن عدة من أصحابه عن علي بن أسباط عن عمه يعقوب رفعه إلى علي عليه‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ليكن أول ما تأكل النفساء الرطب فإن الله عز وجل قال لمريم بنت عمران « وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا » قيل (٣) يا رسول الله فإن لم يكن إبان الرطب قال سبع تمرات من تمرات المدينة فإن لم يكن فسبع تمرات من تمرات أمصاركم فإن الله تبارك وتعالى قال وعزتي وجلالي وعظمتي وارتفاع مكاني لا تأكل نفساء يوم تلد الرطب فيكون غلاما إلا كان حليما وإن كانت جارية كانت حليمة (٤).

بيان « وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ » قيل أي أميليه إليك والباء مزيدة للتأكيد أو افعلي الهز والإمالة به أو هزي التمرة بهزة والهز التحريك بجذب ودفع.

تساقط أي تتساقط فأدغمت التاء الثانية في السين وحذفها حمزة وقرأ حفص تساقط من ساقطت بمعنى أسقطت رطبا تميز أو مفعول والجني المجتنى من

__________________

(١) المصدر ٥٣٥.

(٢) المصدر ٥٣٥.

(٣) مريم : ٢٥.

(٤) المحاسن : ٥٣٥.

١٣٥

التمر وأكثر ما يستعمل فيما كان غذا طريا.

٤٢ ـ المحاسن ، عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن الحكم قال قال أبو عبد الله عليه‌السلام الصرفان سيد تموركم (١).

٤٣ ـ ومنه ، عن أبيه عن محمد بن سنان عن حرب صاحب الجواري قال : لما قدم أبو عبد الله عليه‌السلام وعبد الله بن الحسن بعثني هذيل بن صدقة بن الحشاش فاشتريت سلة رطب صرفان من بستان إسماعيل فلما جئت به قال ما هذا قلت رطب بعثه إليكم هذيل بن صدقة فقال لي قربه فقربته إليه فقلبه بإصبعه ثم قال نعم التمر هذه العجوة لا داء ولا غائلة (٢).

٤٤ ـ ومنه ، عن أبيه عن سعدان بن مسلم عن بعض أصحابنا قال : لما قدم أبو عبد الله عليه‌السلام الحيرة ركب دابته ومضى إلى الخورنق ثم نزل فاستظل بظل دابته ومعه غلام أسود وثم رجل من أهل الكوفة فاشترى نخلا فقال للغلام من هذا فقال جعفر بن محمد قال فخرج فجاء بطبق ضخم فوضعه بين يديه فأشار إلى البرني فقال ما هذا فقال السابري فقال هو عندنا البيض ثم قال للمشان ما هذا فقال له المشان قال هو عندنا أم جرذان ونظر إلى الصرفان فقال ما هذا قال الصرفان فقال هو عندنا العجوة وفيها شفاء (٣).

بيان قال الفيروزآبادي الخورنق كفدوكس قصر للنعمان الأكبر معرب خورنگاه أي موضع الأكل ونهر بالكوفة وقال الضخم بالفتح وبالتحريك العظيم من كل شيء وقال السابري تمر طيب وقال البيضة بالكسر لون من التمر والجمع البيض وقال الجوهري السابري ضرب من التمر يقال أجود تمر بالكوفة النرسيان والسابري وقال المشان نوع من التمر وفي المثل بعلة الورشان تأكل رطب المشان (٤) بالإضافة ولا تقل الرطب المشان وفي القاموس الموشان وكغراب

__________________

(١) المحاسن : ٥٣٥.

(٢) المحاسن : ٥٣٥.

(٣) المحاسن ٥٣٦.

(٤) قال في اللسان : ومن أمثال أهل العراق : بعلة الورشان تأكل الرطب المشان.

١٣٦

وكتاب من أطيب الرطب وقال الورشان محركة طائر وهو ساق حر (١) لحمه أخف من الحمام وفي المثل بعلة الورشان تأكل رطب المشان يضرب لمن يظهر شيئا والمراد منه شيء آخر وفي النهاية أم جرذان نوع من التمر كبار وقيل إن نخله يجتمع تحته الفأر وهو الذي يسمى بالكوفة الموشان يعنون الفأر بالفارسية والجرذان جمع جرذ وهو الذكر الكبير من الفأر.

٤٥ ـ المحاسن ، عن سعدان عن رجل عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : الصرفان من العجوة وفيه شفاء من الداء (٢).

٤٦ ـ ومنه ، عن ابن أبي نجران عن محبوب بن يوسف عن بعض أصحابه قال : لما قدم أبو عبد الله عليه‌السلام الحيرة خرج مع أصحاب لنا إلى بعض البساتين فلما رآه صاحب البستان أعظمه فاجتنى له ألوانا من الرطب فوضعه بين يديه ووضع أبو عبد الله عليه‌السلام يده على لون منه فقال ما تسمون هذا فقلنا السابري قال هذا نسميه عندنا عذق ابن زيد ثم قال للون آخر ما تسمون هذا أو قال فهذا قلنا الصرفان قال نعم التمر لا داء ولا غائلة أما إنه من العجوة (٣).

بيان عذق ابن زيد لم أره في اللغة لكن قال في القاموس العذق النخلة بحملها إلى أن قال وأطم بالمدينة لبني أمية بن زيد.

٤٧ ـ المحاسن ، عن عبد العزيز عمن رفع الحديث إلى أبي عبد الله عليه‌السلام قال قال أمير المؤمنين عليه‌السلام أشبه تموركم بالطعام الصرفان (٤).

__________________

قال ابن برى : المشان نوع من الرطب الى السواد دقيق وهو أعجمى ، سماه أهل الكوفة بهذا الاسم لان الفرس لما سمعت بأم جرذان وهي نخلة كريمة صفراء البسر والتمر ، فلما جاء الفرس قالوا : أين موشان ، يريدون أين أم الجرذان سميت بذلك لان الجرذان تأكل من رطبها لأنها تلقطه كثيرا. وقال الميداني : يقولون : انه يشبه الفأر شكلا.

(١) ساق حر : الذكر من القمارى سمى بصوته ، لان حكاية صوته « ساق حر » وقيل : الساق الحمام والحر فرخه يعنى أنه فرخ الحمام.

(٢ ـ ٤) المحاسن : ٥٣٦ و ٥٣٧.

١٣٧

٤٨ ـ ومنه ، عن أبيه وبكر بن صالح عن سليمان الجعفري قال قال أبو الحسن الرضا عليه‌السلام أتدري مما حملت مريم فقلت لا إلا أن تخبرني فقال من تمر الصرفان نزل بها جبرئيل فأطعمها فحملت (١).

٤٩ ـ ومنه ، عن بعض أصحابه قال قال أبو عبد الله عليه‌السلام نعم التمر الصرفان لا داء ولا غائلة.

ورواه سعدان عن يحيى بن حبيب الزيات عن رجل عن أبي عبد الله عليه‌السلام (٢).

٥٠ ـ ومنه ، عن الحجال عن أبي سليمان الحمار قال : كنا عند أبي عبد الله عليه‌السلام فأتينا بقباع من رطب فيه ألوان من التمر فجعل يأخذ الواحدة بعد الواحدة وقال أي شيء تسمون هذه حتى وضع يده على واحدة منها قلنا نسميها المشان قال لكنا نسميها أم جرذان إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أتي بشيء منها ودعا لها فليس شيء من نخلنا أحمل لما يؤخذ منها (٣).

توضيح رواه في الكافي (٤) عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن عبد الله بن محمد الحجال عن أبي سليمان الحمار قال : كنا عند أبي عبد الله عليه‌السلام فجاءنا بمضيرة وبطعام بعدها ثم أتي بقناع من رطب عليه ألوان فجعل يأخذ بيده الواحدة بعد الواحدة فقال أي شيء تسمون هذه فنقول كذا وكذا حتى أخذ واحدة فقال ما تسمون هذه فقلنا المشان فقال نحن نسميها أم جرذان إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أتي بشيء منها فأكل منها ودعا لها فليس شيء من نخل أجمل منها.

وفي القاموس المضيرة مريقة تطبخ باللبن المضير أي الحامض وربما خلط بالحليب وقال وفي القاف والباء الموحدة القباع كغراب مكيال ضخم وقال في النون القناع بالكسر الطبق من عشب النخل وفي النهاية في النون قال أتيته

__________________

(١) المحاسن : ٥٣٧.

(٢) المحاسن : ٥٣٧.

(٣) المحاسن : ٥٣٧.

(٤) الكافي ٦ : ٣٤٨.

١٣٨

بقناع من رطب القناع الطبق الذي يؤكل عليه ويقال له القنع بالكسر والضم وقيل القناع جمعه انتهى وفي أكثر نسخ الكافي بالنون وفي أكثر نسخ المحاسن بالباء ولكل وجه وإن كان الأول أوجه وأحمل في بعض النسخ بالحاء المهملة وفي بعضها بالجيم والأول أجمل وقوله لما يؤخذ كان الأصوب مما يؤخذ وما في الكافي أظهر.

٥١ ـ المحاسن ، عن علي بن الحكم عن الربيع المسلي عن معروف بن خربوذ عمن رأى أمير المؤمنين عليه‌السلام يأكل الخبز بالتمر (١).

٥٢ ـ ومنه ، عن بعضهم عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : كان أمير المؤمنين عليه‌السلام يأخذ التمر فيضعها على اللقمة ويقول هذه أدم هذه (٢).

٥٣ ـ ومنه ، عن عدة من أصحابه عن حنان بن سدير عن أبيه قال : دخل علي أبو جعفر عليه‌السلام بالمدينة فقدمت إليه تمر نرسيان وزبدا فأكل ثم قال ما أطيب هذا أي شيء هو عندكم قلت النرسيان فقال أهد إلي من نواه حتى أغرسه في أرضي (٣).

بيان النرسيان بكسر النون وسكون الراء وكسر السين ثم الياء وفي بعض النسخ البرسان بالباء الموحدة بغير ياء وهو تصحيف في القاموس النرسيان بالكسر من أجود التمر الواحدة بهاء.

٥٤ ـ المحاسن ، عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن الحكم قال : ذكر التمر عند أبي عبد الله عليه‌السلام قال الواحد عندكم أطيب من الواحد عندنا والجميع عندنا أطيب من الجميع عندكم (٤).

بيان : عندكم أي بالعراق عندنا أي بالمدينة أو الحجاز والحاصل أنه قد يوجد عندكم تمر يكون أحسن من ذلك الصنف عندنا لكن أكثر أصنافه عندنا أحسن مما عندكم أو يكون عندكم تمر هو أحسن من جميع تمورنا لكن أكثر

__________________

(١) المحاسن ٥٣٨.

(٢) المحاسن ٥٣٨.

(٣) المحاسن ٥٣٨.

(٤) المحاسن ٥٣٨.

١٣٩

تمورنا أحسن مما عندكم فإذا قيس المجموع بالمجموع كان ما عندنا أحسن.

٥٥ ـ المحاسن ، عن ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن أبي الحسن عن عمار الساباطي قال : كنت مع أبي عبد الله عليه‌السلام فأتي برطب فجعل يأكل منه ويشرب الماء ويناولني الإناء فأكره أن أرده فأشرب حتى فعل ذلك مرارا فقلت له إني كنت صاحب بلغم فشكوت إلى أهرن طبيب الحجاز فقال لي ألك بستان قلت نعم قال ففيه نخل قلت نعم قال عد علي ما فيه فعددت عليه حتى بلغت الهيرون فقال لي كل منه سبع تمرات حين تريد أن تنام ولا تشرب الماء ففعلت فكنت أريد أن أبزق فلا أقدر على ذلك فشكوت ذلك إليه فقال اشرب الماء قليلا وأمسك حتى تعتدل طبيعتك ففعلت فقال أبو عبد الله عليه‌السلام أما أنا فلو لا الماء بالبيت لا أذوقه (١).

٥٦ ـ ومنه ، عن أبي علي أحمد بن إسحاق رفعه قال : من أكل التمر على شهوة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إياه لم يضره (٢).

المكارم : عن محمد بن إسحاق مثله (٣).

٥٧ ـ المحاسن ، عن أبيه وبكر بن صالح جميعا عن سليمان بن جعفر الجعفري قال : دعانا بعض آل علي عليه‌السلام قال فجاء الرضا عليه‌السلام وجئنا معه قال فأكلنا ووقع على النكد (٤) فألقى نفسه عليه والناس يدخلون والموائد تنصب لهم وهو مشرف عليهم وهم يتحدثون إذا نظر إلي فأصغى برأسه فقال أبغني قطعة تمر قال فخرجت فجئته بقطعة تمر في قطعة قربة فأقبل يتناول وأنا قائم وهو مضطجع فتناول منها تمرات وهي بيدي قال ثم ركبنا دوابنا وأبنا فقال ما كان في طعامهم شيء أحب إلي من التمرات التي أكلتها (٥).

__________________

(١) المحاسن ٥٣٩.

(٢) المحاسن ٥٣٩.

(٣) مكارم الأخلاق : ١٩٢.

(٤) كذا في المخطوطة وهو الصحيح وفي المطبوعة وهكذا المصدر المطبوع « الكد » وهو تصحيف ، يقال نكد العيش نكدا : اشتد وعسر ونكد القوم الرجل : استنفدوا ما عنده بكثرة السؤال.

(٥) المحاسن : ٥٣٩.

١٤٠